18
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“لا تحكموا عليهما من لون بشرتيهما… فبعد سنوات، سيندم الكثيرون في العاصمة لأنهم لم يسعوا إلى نَيل فرصة التعرف بهما.”
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
الفصل 18: الراهبان السندهيان الأجنبيان
ترجمة: Arisu san
“سيدتي، لقد خرجا معه!”
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
❃ ◈ ❃
عند بزوغ الفجر، فيما كان قصر عائلة وانغ ما يزال غارقًا في سكينة النوم، تسلل وانغ تشونغ بخفة من حجرته، دافعًا الباب قليلًا دون صوت.
ابتسم وانغ تشونغ في نفسه، فقد علم أنه بات على خطوة واحدة من كسبهما إلى صفّه.
غير أن صرخة مفجعة قطعت عليه خطوته الأولى:
“لقد وجدتُهما أخيرًا!”
“قف مكانك!”
كان هناك رجلان واقفان عند الباب، حجبا حتى نور الشمس الصاعد. وحين رفع وانغ تشونغ رأسه، رأى وجهين مألوفين يحدّقان فيه بنظرات صارمة، حارسين بجمود لا يلين.
جاء الصوت من علٍ، صارمًا لا يعرف اللين.
وتحت شمس الصباح المتسللة، خرج وانغ تشونغ من القصر ترافقه قوتان ضاربتان: الحارسان شين هاي ومِنغ لونغ، متجهًا إلى الجهة الغربية من المدينة. ❃ ◈ ❃ لم يكد الثلاثة يغادرون، حتى اندفع أحد الحراس إلى جناح السيدة وانغ.
“السيد الشاب تشونغ، السيدة أوصت ألا تغادر حجرتك في الأيام القادمة!”
“آه…”
“حتى يعود السيد، من الأفضل أن تبقى في مكانك! رجاءً لا تضعنا في موقف حرج!”
“لست أدري إن فكّرتم في هذا من قبل، لكن هناك سبيلًا آخر غير منعي من الخروج: يمكن لكما مرافقتي.”
كان هناك رجلان واقفان عند الباب، حجبا حتى نور الشمس الصاعد. وحين رفع وانغ تشونغ رأسه، رأى وجهين مألوفين يحدّقان فيه بنظرات صارمة، حارسين بجمود لا يلين.
غير أن صرخة مفجعة قطعت عليه خطوته الأولى:
بمجرد نظرة واحدة، أدرك وانغ تشونغ مدى ولائهما، وعلم أن لا أمل في التسلل أو التفاوض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان يعلم أن الحارسين شين هاي ومِنغ لونغ ليسا الحارسين الوحيدين في قصر عائلة وانغ، لكن مكانتهما فريدة. فقد كانا من أكثر الرجال ولاءً، ولا يطيعان أمرًا سوى من السيد والسيدة.
“الحارس شين! الحارس مِنغ!” ناداهما بأسمائهما.
سقط فنجان الشاي من يدها وتحطم على الأرض، وبدت عليها صدمة تفوق صدمة خروج ابنها سرًّا:
كانا هما شين هاي ومِنغ لونغ، الحارسين المكلّفين بحراسته. فمنذ أن عاد هو وشقيقته بعد افتعال المشاكل، حُبست الفتاة الشابة في غرفتها، وأُرسل الاثنان لحراسة باب وانغ تشونغ.
تبادلا النظرات مجددًا، وقد ازداد فضولهما.
وقد علم بالأمر منذ الليلة الماضية.
“ما دمتُ عازمًا على المضيّ، فلِمَ لا ترافقاني إلى حيث أذهب؟ فإن بدا لكما أنّ ما أفعله قد يضر بعائلة وانغ، تستطيعان منعي في حينه. أليس هذا خيرًا من الحيلولة دون كل خطوة أخطوها؟”
“السيد الشاب تشونغ، لا داعي للكلام! هذا أمرٌ من السيدة، فرجاءً لا تصعّب علينا المهمة!” قالا ذلك ببرود، وقبله أن ينبس ببنت شفة، كانا قد سدا عليه كل حجة. بل إنهما لم يكلّفا نفسيهما عناء النظر إليه أثناء الكلام.
لو كان يسعى إلى لقاء ما تشو، أو ياو غونغزي، أو غيرهم من العابثين، لما تعجّبا. لكن راهبان أجنبيان؟! هذا غريب!
كان يعلم أن الحارسين شين هاي ومِنغ لونغ ليسا الحارسين الوحيدين في قصر عائلة وانغ، لكن مكانتهما فريدة. فقد كانا من أكثر الرجال ولاءً، ولا يطيعان أمرًا سوى من السيد والسيدة.
لم تكن السيدة وانغ لتبعث هذين الرجلين تحديدًا عبثًا؛ فهما الأكثر وفاءً بين رجالها، ولا يعصيان لها أمرًا. ولهذا، كانت واثقة أنّهما سيمنعانه أو على الأقل يعيدانه إن تسلل.
وما إرسالهما لحراسته إلا لحبسه ومنع تكرار ما حدث سابقًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لأول مرة، شعر شين هاي ومِنغ لونغ برغبة في معرفة ما يدور في ذهن سيدهم الشاب .
ولو كان الوقت غير هذا، لرضي بالبقاء في المنزل إلى أن يعود والده. لكن الوقت لا يرحم، والرهبان السندهيون لن يظلوا في المدينة أكثر من خمسة عشر يومًا.
قد تأمر السيدة بحبسه ثلاثة أيام، أو أكثر، لكنها لن تقدر على حبسه إلى الأبد.
إن لم يتمكن من لقائهم وشراء فولاذ ووتز، فربما لا تحظى أسرة تانغ العظيمة بهذه النفيسة أبدًا.
وتحت شمس الصباح المتسللة، خرج وانغ تشونغ من القصر ترافقه قوتان ضاربتان: الحارسان شين هاي ومِنغ لونغ، متجهًا إلى الجهة الغربية من المدينة. ❃ ◈ ❃ لم يكد الثلاثة يغادرون، حتى اندفع أحد الحراس إلى جناح السيدة وانغ.
ابتسم وانغ تشونغ ونادى باسمي الحارسين ثانية:
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ الفصل 18: الراهبان السندهيان الأجنبيان ترجمة: Arisu san
“الحارس شين، الحارس مِنغ!”
ضحك وانغ تشونغ وقال بثقة:
كان واثقًا أنه قادر على إقناعهما، رغم شدّتهما:
“السيد الشاب تشونغ، السيدة أوصت ألا تغادر حجرتك في الأيام القادمة!”
“أعلم أنكما وفيّان ولن أحرجكما. إن أردتما بقائي، فسأبقى. لكن، هل فكرتما في أمرٍ آخر؟ صحيح أن والدتي منعتني مؤقتًا، لكن هل تظنان أنها ستقدر على حبسي طيلة حياتي؟”
غير أن صرخة مفجعة قطعت عليه خطوته الأولى:
“عاجلًا أم آجلًا، سأخرج. وإن تسببت حينها بمصيبة، هل تظنان أن لا علاقة لكما بها؟”
“لقد وجدتُهما أخيرًا!”
“آه…”
وما قد يقع لاحقًا، سيقع لا محالة.
تجمد الحارسان عند سماع كلماته. كانا قد هيّآ نفسيهما لردّ أي مبرر، لكن هذا المنطق شلّ تفكيرهما. أمرتهما السيدة بمنع خروجه، واعتقدا أن الطاعة تكفي. غير أن كلمات الشاب نكأت في قلبيهما شعورًا بالمسؤولية.
لينت نبرته، فتنفس الحارسان الصعداء، ولم يدركا أن كلماته أثّرت فيهما إلى هذا الحد. فقد بدأا يقتنعان شيئًا فشيئًا دون وعي.
فإن عاد السيد ووقع أمرٌ جلل، ألن يكون ذلك تقصيرًا منهما؟! لم يكن حديثه عابرًا، بل ألقى فيه بذور التردد.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
أحمرّ وجها الحارسين شيئًا فشيئًا، فاعتذر وانغ تشونغ لهما في قرارة نفسه، مدركًا أنه يستغل إخلاصهما:
وعلى شارع شوانشوي المكتظّ بالعربات والمارة، لمح أخيرًا الرجلين اللذين بحث عنهما طويلًا. ﴿شوانشوي: المياه العميقة﴾
“لا تقلقا، ما قلته كان على سبيل الكلام فقط. أنا من عائلة وانغ، وهذا القصر داري، فكيف لي أن أضرّه؟”
جاء الصوت من علٍ، صارمًا لا يعرف اللين.
لينت نبرته، فتنفس الحارسان الصعداء، ولم يدركا أن كلماته أثّرت فيهما إلى هذا الحد. فقد بدأا يقتنعان شيئًا فشيئًا دون وعي.
وكما قال: الهداية خير من المنع.
“حقًا، هو من آل وانغ، كيف له أن يؤذي عائلته؟” راودتهما هذه الفكرة في صمت.
“السيد الشاب تشونغ، لن نمنعك من مغادرة القصر، لكن فلتعلم أن أينما ذهبتَ، سنلحق بك. حتى وإن قصدت المرحاض!”
ثم أكمل حديثه قائلًا:
لكنه لم يُضف شيئًا، واكتفى بابتسامة خفية.
“أعلم أن أمي أرسلتكما بعد ما جرى البارحة، لكنكما تعلمان أنني لست المخطئ. ياو فنغ هو من خطط للإيقاع بي، واستغل ما تشو واتهمني زورًا بأنني اعتديت على فتاة بريئة. وقد عوقبتُ من والديّ، لكن سمعة العائلة تلطخت! هل أتحمل ذلك بصمت؟ هل ينبغي لوريث من آل وانغ أن يخاف من أمثاله؟”
ثم أكمل حديثه قائلًا:
قالها بحماس وشعور بالظلم.
“السيد الشاب تشونغ، لن نمنعك من مغادرة القصر، لكن فلتعلم أن أينما ذهبتَ، سنلحق بك. حتى وإن قصدت المرحاض!”
رد شين هاي ومِنغ لونغ وقد اشتعلا غضبًا:
“أعلم أن أمي أرسلتكما بعد ما جرى البارحة، لكنكما تعلمان أنني لست المخطئ. ياو فنغ هو من خطط للإيقاع بي، واستغل ما تشو واتهمني زورًا بأنني اعتديت على فتاة بريئة. وقد عوقبتُ من والديّ، لكن سمعة العائلة تلطخت! هل أتحمل ذلك بصمت؟ هل ينبغي لوريث من آل وانغ أن يخاف من أمثاله؟”
“السيد الشاب على حق! لولا أمر السيدة، لذهبنا نحن بنفْسنا وأدبناه!”
“حتى يعود السيد، من الأفضل أن تبقى في مكانك! رجاءً لا تضعنا في موقف حرج!”
“لقد بالغت عشيرة ياو هذه المرة، كنا نعلم أن السيد الشاب لعوب، لكنه لم يصل إلى هذا الدرك أبدًا!”
لكنه لم يُضف شيئًا، واكتفى بابتسامة خفية.
❃ ◈ ❃
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “حقًا، هو من آل وانغ، كيف له أن يؤذي عائلته؟” راودتهما هذه الفكرة في صمت.
أحسّ الحارسان بالأسى، فقد أساءا الظن به، وظنا أنه مذنبٌ مع ما تشو والباقين. وها هما الآن يغوصان في الندم.
كانا ليظنّا هذا مستحيلًا… قبل لحظات فقط.
ابتسم وانغ تشونغ في نفسه، فقد علم أنه بات على خطوة واحدة من كسبهما إلى صفّه.
وكما قال: الهداية خير من المنع.
“بقيت الدفعة الأخيرة!”
وبدلًا من القلق، أخذ الفضول مكانه.
شدّ وانغ تشونغ قبضته وقال بنبرة حازمة:
ابتسم وانغ تشونغ في نفسه، فقد علم أنه بات على خطوة واحدة من كسبهما إلى صفّه.
“الحارس شين، الحارس مِنغ، حين أُصمّم على أمر، فإنني أفعله لا محالة. حتى إن كنتم قد حبستموني بالأمس، فلن يمنعني ذلك من اغتنام الفرصة حين تسنح.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “السيد الشاب على حق! لولا أمر السيدة، لذهبنا نحن بنفْسنا وأدبناه!”
“لست أدري إن فكّرتم في هذا من قبل، لكن هناك سبيلًا آخر غير منعي من الخروج: يمكن لكما مرافقتي.”
لكن بعدما رأوه يدور في المدينة بحثًا عن هذين الراهبَين، تنفّسا الصعداء أخيرًا، وشعرا أن الثقل الذي كان على قلبيهما قد زال.
“ما دمتُ عازمًا على المضيّ، فلِمَ لا ترافقاني إلى حيث أذهب؟ فإن بدا لكما أنّ ما أفعله قد يضر بعائلة وانغ، تستطيعان منعي في حينه. أليس هذا خيرًا من الحيلولة دون كل خطوة أخطوها؟”
وتحت شمس الصباح المتسللة، خرج وانغ تشونغ من القصر ترافقه قوتان ضاربتان: الحارسان شين هاي ومِنغ لونغ، متجهًا إلى الجهة الغربية من المدينة. ❃ ◈ ❃ لم يكد الثلاثة يغادرون، حتى اندفع أحد الحراس إلى جناح السيدة وانغ.
تجمّد الحارسان لوهلة، وتبادلا النظرات، لكن لم يجدا ردًّا يُقال.
“السيد الشاب تشونغ، لا داعي للكلام! هذا أمرٌ من السيدة، فرجاءً لا تصعّب علينا المهمة!” قالا ذلك ببرود، وقبله أن ينبس ببنت شفة، كانا قد سدا عليه كل حجة. بل إنهما لم يكلّفا نفسيهما عناء النظر إليه أثناء الكلام.
في بادئ الأمر، ظنّا أن كل ما عليهما فعله هو المراقبة والمنع. لكن كلمات وانغ تشونغ بثّت في صدريهما شكًّا، وكأنهما للمرة الأولى يدركان هشاشة موقفهما.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “بقيت الدفعة الأخيرة!”
وكما قال: الهداية خير من المنع.
“لقد وجدتُهما أخيرًا!”
قد تأمر السيدة بحبسه ثلاثة أيام، أو أكثر، لكنها لن تقدر على حبسه إلى الأبد.
وما قد يقع لاحقًا، سيقع لا محالة.
وما قد يقع لاحقًا، سيقع لا محالة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تجمّد الحارسان لوهلة، وتبادلا النظرات، لكن لم يجدا ردًّا يُقال.
ربما يغض الحراس الآخرون الطرف متى وقعت مصيبة، معتبرين أن لا شأن لهم بها. أما شين هاي ومِنغ لونغ، فكانا من صنف آخر، لا يطيقان أن يلحق الضرر بعائلة وانغ وهم واقفون يتفرّجون.
شدّ وانغ تشونغ قبضته وقال بنبرة حازمة:
قالا بعد لحظة من التفكير:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تجمّد الحارسان لوهلة، وتبادلا النظرات، لكن لم يجدا ردًّا يُقال.
“السيد الشاب تشونغ، لن نمنعك من مغادرة القصر، لكن فلتعلم أن أينما ذهبتَ، سنلحق بك. حتى وإن قصدت المرحاض!”
كان واثقًا أنه قادر على إقناعهما، رغم شدّتهما:
“كما تعلم، نحن لسنا أهل علم أو دراسة. وإن سببتَ المتاعب، وجلبت العار على السيد والسيدة، فحينها لا تلومنّنا إن اضطررنا لاستعمال القوة!”
شدّ وانغ تشونغ قبضته وقال بنبرة حازمة:
ضحك وانغ تشونغ وقال بثقة:
ضحك وانغ تشونغ وقال:
“لا تقلقا، لستُ ندًّا لكما في فنون القتال. وإن حدث ما تخشونه، فأنتم تعرفون ما عليكم فعله.”
“لا عجب أنهما لم ينجحا في بيع شيء بعد.” ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
حتى شين هاي ومِنغ لونغ لم يدركا كيف تحوّلت مواقفهما بالكامل بكلمات معدودة من وانغ تشونغ. بل لم يشعرا أنّ ما جرى أمر غريب على الإطلاق.
“أعلم أنكما وفيّان ولن أحرجكما. إن أردتما بقائي، فسأبقى. لكن، هل فكرتما في أمرٍ آخر؟ صحيح أن والدتي منعتني مؤقتًا، لكن هل تظنان أنها ستقدر على حبسي طيلة حياتي؟”
كانا ليظنّا هذا مستحيلًا… قبل لحظات فقط.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “السيد الشاب على حق! لولا أمر السيدة، لذهبنا نحن بنفْسنا وأدبناه!”
وتحت شمس الصباح المتسللة، خرج وانغ تشونغ من القصر ترافقه قوتان ضاربتان: الحارسان شين هاي ومِنغ لونغ، متجهًا إلى الجهة الغربية من المدينة.
❃ ◈ ❃
لم يكد الثلاثة يغادرون، حتى اندفع أحد الحراس إلى جناح السيدة وانغ.
قد تأمر السيدة بحبسه ثلاثة أيام، أو أكثر، لكنها لن تقدر على حبسه إلى الأبد.
“سيدتي! لقد غادر السيد الشاب تشونغ القصر!”
كان واثقًا أنه قادر على إقناعهما، رغم شدّتهما:
شهقت السيّدة وقد أصابها الذهول، فارتعش جسدها ونهضت فجأة وهي تقول:
“السيد الشاب تشونغ، لا داعي للكلام! هذا أمرٌ من السيدة، فرجاءً لا تصعّب علينا المهمة!” قالا ذلك ببرود، وقبله أن ينبس ببنت شفة، كانا قد سدا عليه كل حجة. بل إنهما لم يكلّفا نفسيهما عناء النظر إليه أثناء الكلام.
“وشين هاي ومِنغ لونغ؟! ألم يمنعاه؟!”
ضحك وانغ تشونغ وقال بثقة:
لم تكن السيدة وانغ لتبعث هذين الرجلين تحديدًا عبثًا؛ فهما الأكثر وفاءً بين رجالها، ولا يعصيان لها أمرًا. ولهذا، كانت واثقة أنّهما سيمنعانه أو على الأقل يعيدانه إن تسلل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “السيد الشاب على حق! لولا أمر السيدة، لذهبنا نحن بنفْسنا وأدبناه!”
لكنّ كلمات الحارس التالية زادت من دهشتها:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تجمد الحارسان عند سماع كلماته. كانا قد هيّآ نفسيهما لردّ أي مبرر، لكن هذا المنطق شلّ تفكيرهما. أمرتهما السيدة بمنع خروجه، واعتقدا أن الطاعة تكفي. غير أن كلمات الشاب نكأت في قلبيهما شعورًا بالمسؤولية.
“سيدتي، لقد خرجا معه!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بمجرد نظرة واحدة، أدرك وانغ تشونغ مدى ولائهما، وعلم أن لا أمل في التسلل أو التفاوض.
“ماذا!!”
“السيد الشاب تشونغ، لن نمنعك من مغادرة القصر، لكن فلتعلم أن أينما ذهبتَ، سنلحق بك. حتى وإن قصدت المرحاض!”
سقط فنجان الشاي من يدها وتحطم على الأرض، وبدت عليها صدمة تفوق صدمة خروج ابنها سرًّا:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تجمد الحارسان عند سماع كلماته. كانا قد هيّآ نفسيهما لردّ أي مبرر، لكن هذا المنطق شلّ تفكيرهما. أمرتهما السيدة بمنع خروجه، واعتقدا أن الطاعة تكفي. غير أن كلمات الشاب نكأت في قلبيهما شعورًا بالمسؤولية.
“كيف يكون هذا ممكنًا؟!”
❃ ◈ ❃
لم يستغرق الأمر طويلًا حتى وصل الثلاثة إلى متجر مجوهرات العقيق الأبيض. وبعد الحديث مع بعض التجار من الأقاليم الغربية، تمكّن وانغ تشونغ من تعقّب مكان الراهبَين السندهيين، فانطلق مسرعًا نحو العنوان الذي تلقّاه.
“لقد وجدتُهما أخيرًا!”
وعلى شارع شوانشوي المكتظّ بالعربات والمارة، لمح أخيرًا الرجلين اللذين بحث عنهما طويلًا.
﴿شوانشوي: المياه العميقة﴾
جاء الصوت من علٍ، صارمًا لا يعرف اللين.
كان كلاهما يرتدي عباءة بنية، مكشوفة الكتف الأيمن، مما أظهر صدريهما وذراعيهما الداكنتين. ولدهشته، لم يكونا أصلعَين تمامًا، بل غطّى رأسيهما طبقة رقيقة من الشعر الأسود.
لكنه لم يُضف شيئًا، واكتفى بابتسامة خفية.
كانا يسيران بخُطى وئيدة وسط الزحام، لا يلفتان النظر رغم غرابة هيئتهما.
ضحك وانغ تشونغ وقال بثقة:
“لقد وجدتُهما أخيرًا!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا تقلقا، لستُ ندًّا لكما في فنون القتال. وإن حدث ما تخشونه، فأنتم تعرفون ما عليكم فعله.”
زفر وانغ تشونغ زفرة ارتياح وهو يراقبهما من نافذة العربة، وقد شعر كأنّه عثر على كنز. ففي هذا العصر، قلّ من سمع بشعب السند.
“سيدتي، لقد خرجا معه!”
لكنه كان يعلم، من زمنٍ آخر ومكانٍ آخر، أن لهم اسمًا آخر سيغدو أعظم: الهنود.
لم يُخفِ الحارسان قلقهما طيلة الطريق، خشية أن يكون السيد الشاب ذاهبًا إلى أولئك الأصحاب السيئي السمعة مجددًا، فيجرّ على العائلة العار والمشاكل.
سأله شين هاي وقد لمح الراهبَين من النافذة:
ضحك وانغ تشونغ وقال:
“السيد الشاب تشونغ، أهما مَن كنت تبحث عنهما؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هزّ رأسه في نفسه وقال:
لم يُخفِ الحارسان قلقهما طيلة الطريق، خشية أن يكون السيد الشاب ذاهبًا إلى أولئك الأصحاب السيئي السمعة مجددًا، فيجرّ على العائلة العار والمشاكل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تجمّد الحارسان لوهلة، وتبادلا النظرات، لكن لم يجدا ردًّا يُقال.
لكن بعدما رأوه يدور في المدينة بحثًا عن هذين الراهبَين، تنفّسا الصعداء أخيرًا، وشعرا أن الثقل الذي كان على قلبيهما قد زال.
“أعلم أنكما وفيّان ولن أحرجكما. إن أردتما بقائي، فسأبقى. لكن، هل فكرتما في أمرٍ آخر؟ صحيح أن والدتي منعتني مؤقتًا، لكن هل تظنان أنها ستقدر على حبسي طيلة حياتي؟”
وبدلًا من القلق، أخذ الفضول مكانه.
إن لم يتمكن من لقائهم وشراء فولاذ ووتز، فربما لا تحظى أسرة تانغ العظيمة بهذه النفيسة أبدًا.
لو كان يسعى إلى لقاء ما تشو، أو ياو غونغزي، أو غيرهم من العابثين، لما تعجّبا. لكن راهبان أجنبيان؟! هذا غريب!
“أعلم أن أمي أرسلتكما بعد ما جرى البارحة، لكنكما تعلمان أنني لست المخطئ. ياو فنغ هو من خطط للإيقاع بي، واستغل ما تشو واتهمني زورًا بأنني اعتديت على فتاة بريئة. وقد عوقبتُ من والديّ، لكن سمعة العائلة تلطخت! هل أتحمل ذلك بصمت؟ هل ينبغي لوريث من آل وانغ أن يخاف من أمثاله؟”
لأول مرة، شعر شين هاي ومِنغ لونغ برغبة في معرفة ما يدور في ذهن سيدهم الشاب .
“السيد الشاب تشونغ، السيدة أوصت ألا تغادر حجرتك في الأيام القادمة!”
ضحك وانغ تشونغ وقال:
“السيد الشاب تشونغ، لن نمنعك من مغادرة القصر، لكن فلتعلم أن أينما ذهبتَ، سنلحق بك. حتى وإن قصدت المرحاض!”
“لا تستهينوا بهما!”
“حتى يعود السيد، من الأفضل أن تبقى في مكانك! رجاءً لا تضعنا في موقف حرج!”
كان يدرك تمامًا ما يدور في خلدهما. في أسرة تانغ، الرهبان كائنات هامشية لا يُلتفت إليها. لكنّ هذين الاثنين… ليسا عاديين.
كان واثقًا أنه قادر على إقناعهما، رغم شدّتهما:
“لا تحكموا عليهما من لون بشرتيهما… فبعد سنوات، سيندم الكثيرون في العاصمة لأنهم لم يسعوا إلى نَيل فرصة التعرف بهما.”
“حتى يعود السيد، من الأفضل أن تبقى في مكانك! رجاءً لا تضعنا في موقف حرج!”
“هاه؟!”
ثم أكمل حديثه قائلًا:
تبادلا النظرات مجددًا، وقد ازداد فضولهما.
ابتسم وانغ تشونغ في نفسه، فقد علم أنه بات على خطوة واحدة من كسبهما إلى صفّه.
لكنه لم يُضف شيئًا، واكتفى بابتسامة خفية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “حقًا، هو من آل وانغ، كيف له أن يؤذي عائلته؟” راودتهما هذه الفكرة في صمت.
في الشارع، كان الراهبان السندهيان يعرضان خامات فولاذ ووتز بأسلوبهما الخاص.
إن لم يتمكن من لقائهم وشراء فولاذ ووتز، فربما لا تحظى أسرة تانغ العظيمة بهذه النفيسة أبدًا.
لاحظ وانغ تشونغ أنهما لا يروّجان لبضاعتهم لأيٍّ كان، بل يتوجهون لأصحاب الثياب الفاخرة والمظهر المترف.
ولو كان الوقت غير هذا، لرضي بالبقاء في المنزل إلى أن يعود والده. لكن الوقت لا يرحم، والرهبان السندهيون لن يظلوا في المدينة أكثر من خمسة عشر يومًا.
هزّ رأسه في نفسه وقال:
سأله شين هاي وقد لمح الراهبَين من النافذة:
“لا عجب أنهما لم ينجحا في بيع شيء بعد.”
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“الحارس شين! الحارس مِنغ!” ناداهما بأسمائهما.
اترك تعليقاً لدعمي🔪
“الحارس شين، الحارس مِنغ، حين أُصمّم على أمر، فإنني أفعله لا محالة. حتى إن كنتم قد حبستموني بالأمس، فلن يمنعني ذلك من اغتنام الفرصة حين تسنح.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “حقًا، هو من آل وانغ، كيف له أن يؤذي عائلته؟” راودتهما هذه الفكرة في صمت.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات