رواق الفأر الراقص
ما لفت انتباهي أكثر كان تلك العين البشرية المعلقة حول عنقه. كانت مُعلقة بواسطة شريان أو وريد متيبس كأنه تحفة شيطانية. العين كانت متورمة، وحولها بقايا من جلد متعفن، مما زاد من إحساسي بالغثيان.
“لا أستطيع السيطرة على نفسي. جسدي خائف، خائف بحق.”
لم يكن لدي وقت لفهم ما حدث. الباب خلفي انغلق بعنف، وكأن يدًا عملاقة لا تُرى سحبته بقوة من الجانب الآخر. صوت الإغلاق كان كافيًا ليُحدث رجفة في أعماق صدري. شعرت وكأن العالم من حولي قد توقف، وشيء لا يمكن تفسيره بدأ يتحكم بالمكان.
قبل أن أتمكن حتى من استيعاب الموقف، اختفى الضوء. الظلام لم يكن عادياً؛ لم يكن مجرد غياب للنور، بل كان أقرب إلى كيان حي، يزحف نحوي ويبتلع كل شيء. أصبح المكان خانقاً، بلا أصوات سوى نبضات قلبي التي بدت وكأنها تدوي في الفراغ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“تبا، ماذا يحدث هنا؟”
تابع الفأر كلامه بنبرة تحمل تهديداً مستتراً:
ثم رأيتها.
حاولت العودة إلى الباب، محاولاً انتزاع نفسي من هذا الكابوس. أمسكت بمقبض الباب، أو على الأقل ما كان من المفترض أن يكون مقبضاً. لكن ما شعرت به تحت أصابعي لم يكن خشبًا، بل شيئًا رطبًا، لزجًا، ينبض كأنه قطعة من كائن حي. شعرت بتيار بارد يجري عبر جسدي، وتراجعت خطوة إلى الوراء بغريزة خائفة.
كان الصوت غريبًا، مزيجًا من النغمات المعدنية والصدى، أشبه بما تسمعه في حلم مزعج لا تستطيع الاستيقاظ منه. كان يطاردني، أو هكذا شعرت.
ثم سمعت ذلك الصوت. في البداية كان بعيدًا، خافتًا، أشبه برنين جرس صغير. لكن سرعان ما بدأ يتزايد، ليس فقط في شدته، بل في قربه. كأن الصوت لم يكن ينتقل في الهواء، بل كان يزحف نحوي، يتسلل عبر الظلام.
“ما هذا القرف؟ ما هذا الجنون؟!”
“تبا لي. تبا له. تبا للخطة. تبا لهذا العالم. هل هذا فأر يتحدث؟!”
كان الصوت غريبًا، مزيجًا من النغمات المعدنية والصدى، أشبه بما تسمعه في حلم مزعج لا تستطيع الاستيقاظ منه. كان يطاردني، أو هكذا شعرت.
“هذا جنون… هل هذا المكان مسكون؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
الرائحة التي كنت أشمها من قبل أصبحت الآن أقوى. كانت ثقيلة، خانقة، تحمل مزيجًا من التعفن واليأس. ليست رائحة عادية؛ بل شيء يجعل أنفاسك تلتصق بحلقك، كأن الهواء نفسه يرفض أن يدخل رئتيك.
بينما كنت أتحدث، لاحظت أن الفأر الراقص توقف فجأة عن حركاته الغريبة. توقف الجرس المعلق حول عنقه عن الرنين. كان الصمت ثقيلاً، كأنه فراغ يمتص كل الأصوات من حولي.
لكنه لم يكن مجرد فأر.
حاولت التفكير، محاولًا العثور على تفسير منطقي لما يحدث. لكن عقلي كان يقف عاجزًا. جسدي، على الجانب الآخر، كان يُظهر كل علامات الخوف.
صرخ الفأر الراقص فجأة:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل يقصد خطة مايكي؟ عملية السطو التي سمعت عنها؟”
قلبي ينبض بعنف غير معهود، وكأنه يحاول الفرار من قفصي الصدري. كان الأمر أشبه بطبل يُدق بإيقاع مجنون، يصم أذنيّ في هذا الصمت المطبق. تنفسي أصبح متسارعًا، متقطعًا، وكأن الهواء نفسه أصبح ثقيلاً لدرجة تجعلني أختنق.
إصبع.
“لا أستطيع السيطرة على نفسي. جسدي خائف، خائف بحق.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان هذا شعورًا نادرًا، أن أفقد السيطرة بهذا الشكل. شعرت بأنني مُحاصر، ليس فقط في هذا الظلام، بل داخل نفسي أيضًا.
ما لفت انتباهي أكثر كان تلك العين البشرية المعلقة حول عنقه. كانت مُعلقة بواسطة شريان أو وريد متيبس كأنه تحفة شيطانية. العين كانت متورمة، وحولها بقايا من جلد متعفن، مما زاد من إحساسي بالغثيان.
الجدران نفسها لم تكن صلبة كما اعتقدت. كانت لزجة، حية، تنبض بشكل غير منتظم كما لو أن المكان بأكمله يتنفس معي. شعرت وكأنني داخل كيان حي، شيء لا يجب أن يوجد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ثم أدركت شيئًا. الجرس، مصدر الصوت… إنه لم يعد مجرد صوت. كان قريبًا جدًا الآن، أقرب مما كنت أتخيل. لم أعد أسمعه فقط؛ شعرت به. كان كأنه يتمدد في الهواء، يخترق أذني، ويهز كياني بالكامل.
قبضت يدي بقوة، محاولة يائسة لإيجاد شجاعة لم أكن متأكدًا من وجودها.
قبضت يدي بقوة، محاولة يائسة لإيجاد شجاعة لم أكن متأكدًا من وجودها.
“أمامك الآن. شيء هناك. افعل شيئًا!”
كانت أعينه تحدق بي، وكأنها تثقبني بنظراتها. كان هناك شيء في عينيه، مزيج من الذكاء البدائي والخطر. شعرت بشيء داخلي يتجمد، كأن جسدي كله قد استجاب تلقائياً لهذا الخطر، متحولاً إلى قطعة من الجليد.
بينما كنت أتحدث، لاحظت أن الفأر الراقص توقف فجأة عن حركاته الغريبة. توقف الجرس المعلق حول عنقه عن الرنين. كان الصمت ثقيلاً، كأنه فراغ يمتص كل الأصوات من حولي.
بحركة غريزية، لكمت الفراغ أمامي بكل ما أملك من قوة.
حاولت التفكير، محاولًا العثور على تفسير منطقي لما يحدث. لكن عقلي كان يقف عاجزًا. جسدي، على الجانب الآخر، كان يُظهر كل علامات الخوف.
التفت ببطء حولي. كنت في المرحاض. المرحاض الذي كنت قد دخلته أول مرة.
لم يكن لدي وقت لفهم ما حدث. الباب خلفي انغلق بعنف، وكأن يدًا عملاقة لا تُرى سحبته بقوة من الجانب الآخر. صوت الإغلاق كان كافيًا ليُحدث رجفة في أعماق صدري. شعرت وكأن العالم من حولي قد توقف، وشيء لا يمكن تفسيره بدأ يتحكم بالمكان.
لكن ما شعرت به كان… لا شيء. قبضتي اخترقت الهواء، ولم أواجه أي مقاومة. كانت ضربة بلا معنى. وبدلاً من الشعور بالارتياح، شعرت بالفراغ يحيط بي أكثر. تراجعت خطوة للخلف، وشيء بداخلي تحطم عندما أدركت أنني فقدت توازني تقريبًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وقبل أن أتمكن من فهم ما يحدث، انطلق الفأر صاحب قلادة الإصبع المبتور نحوي، وقفز على ظهري بسرعة. شعرت بوزنه الثقيل، كان كأنه يحمل كوابيس العالم بأسره معه.
“تبا! هذا لا يمكن أن يكون حقيقيًا.”
رائحة التعفن أصبحت خانقة أكثر، حتى شعرت بها وكأنها تغزو داخلي. الهواء ثقيل. الزمن نفسه بدا وكأنه توقف، وأصبح كل ما حولي جزءًا من هذا الكابوس.
بينما كنت أتحدث، لاحظت أن الفأر الراقص توقف فجأة عن حركاته الغريبة. توقف الجرس المعلق حول عنقه عن الرنين. كان الصمت ثقيلاً، كأنه فراغ يمتص كل الأصوات من حولي.
لكن حركة خفيفة أسفل قدمي جذبت انتباهي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وقفت، متجمدًا في مكاني. أنفاسي كانت متسارعة، كأنني أركض في سباقٍ لا نهاية له. الظلام من حولي كان يبدو حيًا، يتنفس معي، يراقبني، ينتظر.
لكن الأسوأ كان الشعور. شعورٌ عميق بأنني لم أعد وحدي. شيء هناك، أمامي، في الظلام. قريب جدًا… لكنه لم يتحرك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وقفت هناك، متجمداً في مكاني، مشاعري مشوشة ومرتجفة بين الرعب والارتباك، بينما الصوت المزعج لذلك الجرس يتردد في رأسي بلا انقطاع. كان الصوت أشبه بمطرقة تضرب أعماقي، تسبب قشعريرة جليدية تشق طريقها إلى قلبي، تُشعرني وكأن الزمن قد توقف، وكأن شيئاً أكبر مني يراقبني من العدم.
وقفت هناك، متجمداً في مكاني، مشاعري مشوشة ومرتجفة بين الرعب والارتباك، بينما الصوت المزعج لذلك الجرس يتردد في رأسي بلا انقطاع. كان الصوت أشبه بمطرقة تضرب أعماقي، تسبب قشعريرة جليدية تشق طريقها إلى قلبي، تُشعرني وكأن الزمن قد توقف، وكأن شيئاً أكبر مني يراقبني من العدم.
كان الصوت غريبًا، مزيجًا من النغمات المعدنية والصدى، أشبه بما تسمعه في حلم مزعج لا تستطيع الاستيقاظ منه. كان يطاردني، أو هكذا شعرت.
“ما هذا؟ لقد شعرت بهذا الإحساس من قبل… لكن أين؟ متى؟”
“ما هذا؟ لقد شعرت بهذا الإحساس من قبل… لكن أين؟ متى؟”
أفكاري كانت ضبابية، كأن عقلي يُسحب تدريجياً إلى هوة سحيقة. للحظات، كنت أظن أنني أفقد صوابي. لكن قبل أن أتمكن من الاستسلام لتلك الدوامة، انبعثت أضواء خافتة في الظلام، تتسلل كألسنة لهب مترددة من بعيد، قبل أن تنتشر تدريجياً، تلتف حولي كما لو أنها تُظهر طريقاً جديداً.
لم يكن الضوء عادياً. كان وهجه مُشوباً بلون أصفر باهت، كأنه انعكاس لشيء مريض. بدأت أعين الشموع المشتعلة تكشف عن منظر بدا وكأنه مستعار من أسوأ الكوابيس. الرواق الطويل الممتد أمامي لم يكن طبيعياً بأي شكل.
ضغطت على صدغي، محاولة لتخفيف الصداع الذي بدأ يشتعل كأن جمجمتي تُحترق. شعرت وكأن رأسي سينفجر من كمية التساؤلات المتراكمة. لكنني حاولت الحفاظ على تعبير وجه غير مبالٍ، وكأن هذا الحوار طبيعي تماماً بالنسبة لي.
كان كل شيء فيه يصرخ بالجنون: مادة غريبة تغطي الجدران، سوداء بلون الليل، مختلطة بألوان غريبة: حمراء، أرجوانية، زرقاء، تتحرك كأنها تعيش. لم تكن مجرد ألوان، بل كائنات نابضة، تخدع عينيك لتظن أنها تراقبك من كل زاوية.
كان كل شيء مظلماً للحظة، ثم لاحظت يدي تمسك بمقبض الباب القديم. شعرت وكأنني استيقظت من كابوس، لكن الرائحة الكريهة التي لا تزال تملأ أنفي، وصوت الجرس الذي لا يزال يتردد في ذاكرتي، أكد لي أن ما حدث لم يكن مجرد حلم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ثم رأيتها.
الشموع. لم تكن مثبتة على حوامل أو على جدران عادية. لا، كانت مغروسة في شيء أبعد عن العقل. فكرت للحظة أنني أرى أسنانًا، ولكن عندما دققت أكثر، أدركت الحقيقة المرعبة. تلك الشموع كانت مثبتة في أفواه! أفواه تمتد أفقياً على الجدران، بعضها بشفاه مشوهة، وبعضها الآخر بلا شفاه على الإطلاق، فقط أسنان تتشبث بالشموع السوداء كما لو أنها تلتهمها ببطء.
“ما هذا القرف؟ ما هذا الجنون؟!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
الجدران نفسها لم تكن صلبة كما اعتقدت. كانت لزجة، حية، تنبض بشكل غير منتظم كما لو أن المكان بأكمله يتنفس معي. شعرت وكأنني داخل كيان حي، شيء لا يجب أن يوجد.
“ثيودور، سمعت أن هناك تغييراً في الخطة. ماذا يحدث بالضبط؟”
لم يكن لدي وقت لفهم ما حدث. الباب خلفي انغلق بعنف، وكأن يدًا عملاقة لا تُرى سحبته بقوة من الجانب الآخر. صوت الإغلاق كان كافيًا ليُحدث رجفة في أعماق صدري. شعرت وكأن العالم من حولي قد توقف، وشيء لا يمكن تفسيره بدأ يتحكم بالمكان.
وسط هذا الجنون، عاد صوت الجرس مجدداً، يتردد كصدى معدني ثقيل، يعيدني إلى الواقع، أو على الأقل إلى هذه النسخة المشوهة منه. أخذت نفساً عميقاً، محاولاً السيطرة على أعصابي، ثم نظرت إلى الأمام. لم أرَ شيئاً. مجرد الفراغ، الظلال، والضوء الخافت.
لأرى ذلك الجرس الأسود المعلق حول عنقه.
الرائحة التي كنت أشمها من قبل أصبحت الآن أقوى. كانت ثقيلة، خانقة، تحمل مزيجًا من التعفن واليأس. ليست رائحة عادية؛ بل شيء يجعل أنفاسك تلتصق بحلقك، كأن الهواء نفسه يرفض أن يدخل رئتيك.
لكن حركة خفيفة أسفل قدمي جذبت انتباهي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
نظرت إلى الأسفل، إلى ما ظننته مجرد أرضية صلبة. كانت هناك ثلاثة كائنات تتحرك ببطء. ليس فئراناً، أو على الأقل ليس الفئران التي أعرفها.
بينما كنت أتحدث، لاحظت أن الفأر الراقص توقف فجأة عن حركاته الغريبة. توقف الجرس المعلق حول عنقه عن الرنين. كان الصمت ثقيلاً، كأنه فراغ يمتص كل الأصوات من حولي.
كانت ضخمة بشكل لا يُصدق، كل واحد منها بحجم كرة السلة. جلودها متشققة، متسخة، كأنها قد خرجت من أعماق مستنقع ملوث. أحدهم كان يقف على أطرافه الخلفية، ملتفتاً نحوي.
نظرت إلى الأسفل، إلى ما ظننته مجرد أرضية صلبة. كانت هناك ثلاثة كائنات تتحرك ببطء. ليس فئراناً، أو على الأقل ليس الفئران التي أعرفها.
لأرى ذلك الجرس الأسود المعلق حول عنقه.
“أمامك الآن. شيء هناك. افعل شيئًا!”
كانت أعينه تحدق بي، وكأنها تثقبني بنظراتها. كان هناك شيء في عينيه، مزيج من الذكاء البدائي والخطر. شعرت بشيء داخلي يتجمد، كأن جسدي كله قد استجاب تلقائياً لهذا الخطر، متحولاً إلى قطعة من الجليد.
“ريبلي، أعد الفتى!”
أحد تلك الفئران الضخمة كان يتحرك. لا، لم يكن يتحرك، بل كان… يرقص. أو هذا ما بدا لي. قفز بطريقة غير متزنة، حركاته كانت أقرب إلى أداء مسرحي مشوه. لكن الجرس المعلق حول عنقه كان يهتز مع كل قفزة، يُصدر صوتاً أشبه بصرخة معدنية مغموسة في الجنون.
التفتت نحو الفأر الآخر الذي يحمل إصبعاً بشرياً كقلادة. ابتسم بسخرية مرعبة وردّ:
حاولت أن أبعد نظري عنه، لكن نظري قفز مباشرة إلى الفأر الثاني. كان يقف على أطرافه الخلفية أيضاً، لكن ما جذب انتباهي حقاً كان ما حول عنقه.
صرخ الفأر الراقص فجأة:
إصبع.
بينما كنت أتحدث، لاحظت أن الفأر الراقص توقف فجأة عن حركاته الغريبة. توقف الجرس المعلق حول عنقه عن الرنين. كان الصمت ثقيلاً، كأنه فراغ يمتص كل الأصوات من حولي.
قلبي ينبض بعنف غير معهود، وكأنه يحاول الفرار من قفصي الصدري. كان الأمر أشبه بطبل يُدق بإيقاع مجنون، يصم أذنيّ في هذا الصمت المطبق. تنفسي أصبح متسارعًا، متقطعًا، وكأن الهواء نفسه أصبح ثقيلاً لدرجة تجعلني أختنق.
نعم، إصبع بشري عالق حول عنقه كأنه قلادة مقيتة. كان الإصبع متورماً، مشوهاً، كأن الحياة قد غادرته منذ زمن طويل.
بحركة غريزية، لكمت الفراغ أمامي بكل ما أملك من قوة.
قبل أن أتمكن حتى من استيعاب الموقف، اختفى الضوء. الظلام لم يكن عادياً؛ لم يكن مجرد غياب للنور، بل كان أقرب إلى كيان حي، يزحف نحوي ويبتلع كل شيء. أصبح المكان خانقاً، بلا أصوات سوى نبضات قلبي التي بدت وكأنها تدوي في الفراغ.
حاولت أن أستجمع أفكاري، لكن صوت الجرس استمر في الاقتراب. خطوات الفئران أصبحت أكثر عدائية، حركاتها أكثر جنوناً. شعرت بأنني محاصر، وكأن كل شيء حولي يدفعني نحو هاوية لا فرار منها.
في داخلي، كان هناك صراع بين الرغبة في الهروب والرعب الذي قيدني في مكاني. كنت أعلم أنني بحاجة إلى فعل شيء، لكن جسدي كان قد تخلى عني تماماً. كل ما استطعت فعله هو الوقوف هناك، مشدوهاً، منتظراً ما سيأتي.
“تبا، ماذا يحدث هنا؟”
استجمعت شجاعتي التي بالكاد شعرت بوجودها، وأخذت أنفاسي ببطء، محاولاً السيطرة على ارتجاف يدي. نظرت نحو الفأر الأخير. كانت عيناه غارقتين في برود عميق، تشبه عيون كائن ميت لم يعرف طعم الحياة قط. بدا وكأن روحه قد انتُزعت وتركت وراءها شيئاً يملأ فراغه بالخوف والرهبة.
ثم رأيتها.
لكن حركة خفيفة أسفل قدمي جذبت انتباهي.
لكنه لم يكن مجرد فأر.
قبل أن أتمكن حتى من استيعاب الموقف، اختفى الضوء. الظلام لم يكن عادياً؛ لم يكن مجرد غياب للنور، بل كان أقرب إلى كيان حي، يزحف نحوي ويبتلع كل شيء. أصبح المكان خانقاً، بلا أصوات سوى نبضات قلبي التي بدت وكأنها تدوي في الفراغ.
ما لفت انتباهي أكثر كان تلك العين البشرية المعلقة حول عنقه. كانت مُعلقة بواسطة شريان أو وريد متيبس كأنه تحفة شيطانية. العين كانت متورمة، وحولها بقايا من جلد متعفن، مما زاد من إحساسي بالغثيان.
“ريبلي، أعد الفتى!”
شعرت برغبتي العارمة في ركل هذا الجرذ السمين بعيداً عني.
“ثيودور، سمعت أن هناك تغييراً في الخطة. ماذا يحدث بالضبط؟”
أفكاري كانت ضبابية، كأن عقلي يُسحب تدريجياً إلى هوة سحيقة. للحظات، كنت أظن أنني أفقد صوابي. لكن قبل أن أتمكن من الاستسلام لتلك الدوامة، انبعثت أضواء خافتة في الظلام، تتسلل كألسنة لهب مترددة من بعيد، قبل أن تنتشر تدريجياً، تلتف حولي كما لو أنها تُظهر طريقاً جديداً.
كان هذا شعورًا نادرًا، أن أفقد السيطرة بهذا الشكل. شعرت بأنني مُحاصر، ليس فقط في هذا الظلام، بل داخل نفسي أيضًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
للحظة، شعرت بأن الهواء تجمد من حولي. صوت الفأر كان غريباً، خشناً لكنه مليء بنبرة تحمل سلطة. نظرت نحوه بعدم تصديق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت ضخمة بشكل لا يُصدق، كل واحد منها بحجم كرة السلة. جلودها متشققة، متسخة، كأنها قد خرجت من أعماق مستنقع ملوث. أحدهم كان يقف على أطرافه الخلفية، ملتفتاً نحوي.
“تبا لي. تبا له. تبا للخطة. تبا لهذا العالم. هل هذا فأر يتحدث؟!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وقفت، متجمدًا في مكاني. أنفاسي كانت متسارعة، كأنني أركض في سباقٍ لا نهاية له. الظلام من حولي كان يبدو حيًا، يتنفس معي، يراقبني، ينتظر.
حاولت أن أستعيد تركيزي، لكن عقلي كان مشوشاً تماماً. هل هذا طبيعي؟ لا، بالطبع لا. لكن بطريقة ما، في هذا الجنون الذي يحيط بي، شعرت بأن الأمور فقدت معناها. بدا أن هذه الأحداث لم تعد تدهشني كما كان يفترض بها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وقبل أن أتمكن من فهم ما يحدث، انطلق الفأر صاحب قلادة الإصبع المبتور نحوي، وقفز على ظهري بسرعة. شعرت بوزنه الثقيل، كان كأنه يحمل كوابيس العالم بأسره معه.
كان الصوت غريبًا، مزيجًا من النغمات المعدنية والصدى، أشبه بما تسمعه في حلم مزعج لا تستطيع الاستيقاظ منه. كان يطاردني، أو هكذا شعرت.
“الخطة؟”
لأرى ذلك الجرس الأسود المعلق حول عنقه.
هل كان يقصد تلك الأفواه في الرواق؟ مجرد التفكير في الفكرة جعلتني أرتجف مرة أخرى.
الكلمة تسللت إلى رأسي كإبرة تُثقب غشاء التفكير. حاولت أن أجمع أفكاري بسرعة، محاولاً ألا أبدو مثيراً للريبة أمام هذا الفأر الذي يبدو وكأنه يعرف أكثر مما ينبغي. كان واضحاً أن ثيودور، الشخص الذي يحتل هذا الجسد قبلي، له علاقة بهذه المخلوقات.
هل كان يقصد تلك الأفواه في الرواق؟ مجرد التفكير في الفكرة جعلتني أرتجف مرة أخرى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“هل يقصد خطة مايكي؟ عملية السطو التي سمعت عنها؟”
ثم أدركت شيئًا. الجرس، مصدر الصوت… إنه لم يعد مجرد صوت. كان قريبًا جدًا الآن، أقرب مما كنت أتخيل. لم أعد أسمعه فقط؛ شعرت به. كان كأنه يتمدد في الهواء، يخترق أذني، ويهز كياني بالكامل.
لكنه لم يكن مجرد فأر.
ضغطت على صدغي، محاولة لتخفيف الصداع الذي بدأ يشتعل كأن جمجمتي تُحترق. شعرت وكأن رأسي سينفجر من كمية التساؤلات المتراكمة. لكنني حاولت الحفاظ على تعبير وجه غير مبالٍ، وكأن هذا الحوار طبيعي تماماً بالنسبة لي.
أحد تلك الفئران الضخمة كان يتحرك. لا، لم يكن يتحرك، بل كان… يرقص. أو هذا ما بدا لي. قفز بطريقة غير متزنة، حركاته كانت أقرب إلى أداء مسرحي مشوه. لكن الجرس المعلق حول عنقه كان يهتز مع كل قفزة، يُصدر صوتاً أشبه بصرخة معدنية مغموسة في الجنون.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت ضخمة بشكل لا يُصدق، كل واحد منها بحجم كرة السلة. جلودها متشققة، متسخة، كأنها قد خرجت من أعماق مستنقع ملوث. أحدهم كان يقف على أطرافه الخلفية، ملتفتاً نحوي.
بينما كنت أتحدث، لاحظت أن الفأر الراقص توقف فجأة عن حركاته الغريبة. توقف الجرس المعلق حول عنقه عن الرنين. كان الصمت ثقيلاً، كأنه فراغ يمتص كل الأصوات من حولي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وقفت هناك، متجمداً في مكاني، مشاعري مشوشة ومرتجفة بين الرعب والارتباك، بينما الصوت المزعج لذلك الجرس يتردد في رأسي بلا انقطاع. كان الصوت أشبه بمطرقة تضرب أعماقي، تسبب قشعريرة جليدية تشق طريقها إلى قلبي، تُشعرني وكأن الزمن قد توقف، وكأن شيئاً أكبر مني يراقبني من العدم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
رفع الفأر الذي يحمل العين البشرية كقلادة رأسه نحوي، ثم قال بنبرة مليئة بالسخرية:
“أمامك الآن. شيء هناك. افعل شيئًا!”
“ليس سيئاً، لم تخطئ عرافتك يا بيلي.”
“متى كنت مخطئاً من قبل؟ ههه.”
التفتت نحو الفأر الآخر الذي يحمل إصبعاً بشرياً كقلادة. ابتسم بسخرية مرعبة وردّ:
“ما هذا القرف؟ ما هذا الجنون؟!”
“متى كنت مخطئاً من قبل؟ ههه.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت ضخمة بشكل لا يُصدق، كل واحد منها بحجم كرة السلة. جلودها متشققة، متسخة، كأنها قد خرجت من أعماق مستنقع ملوث. أحدهم كان يقف على أطرافه الخلفية، ملتفتاً نحوي.
بيلي. اسمه بيلي؟ متى حصلت الفئران على أسماء؟
رائحة التعفن أصبحت خانقة أكثر، حتى شعرت بها وكأنها تغزو داخلي. الهواء ثقيل. الزمن نفسه بدا وكأنه توقف، وأصبح كل ما حولي جزءًا من هذا الكابوس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تابع الفأر كلامه بنبرة تحمل تهديداً مستتراً:
ما لفت انتباهي أكثر كان تلك العين البشرية المعلقة حول عنقه. كانت مُعلقة بواسطة شريان أو وريد متيبس كأنه تحفة شيطانية. العين كانت متورمة، وحولها بقايا من جلد متعفن، مما زاد من إحساسي بالغثيان.
قلبي ينبض بعنف غير معهود، وكأنه يحاول الفرار من قفصي الصدري. كان الأمر أشبه بطبل يُدق بإيقاع مجنون، يصم أذنيّ في هذا الصمت المطبق. تنفسي أصبح متسارعًا، متقطعًا، وكأن الهواء نفسه أصبح ثقيلاً لدرجة تجعلني أختنق.
“إنها فرصتك يا فتى. أحضر ذلك العنصر، وستصبح فرداً منا. لكن دعني أذكرك، إذا لم تحصل عليه… فمصيرك سيكون مثل حامل الشموع. سه سه سه.”
الشموع. لم تكن مثبتة على حوامل أو على جدران عادية. لا، كانت مغروسة في شيء أبعد عن العقل. فكرت للحظة أنني أرى أسنانًا، ولكن عندما دققت أكثر، أدركت الحقيقة المرعبة. تلك الشموع كانت مثبتة في أفواه! أفواه تمتد أفقياً على الجدران، بعضها بشفاه مشوهة، وبعضها الآخر بلا شفاه على الإطلاق، فقط أسنان تتشبث بالشموع السوداء كما لو أنها تلتهمها ببطء.
شعرت برغبتي العارمة في ركل هذا الجرذ السمين بعيداً عني.
شعرت برغبتي العارمة في ركل هذا الجرذ السمين بعيداً عني.
قبل أن أتمكن حتى من استيعاب الموقف، اختفى الضوء. الظلام لم يكن عادياً؛ لم يكن مجرد غياب للنور، بل كان أقرب إلى كيان حي، يزحف نحوي ويبتلع كل شيء. أصبح المكان خانقاً، بلا أصوات سوى نبضات قلبي التي بدت وكأنها تدوي في الفراغ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“هل يهددني؟ أنا، ثيودور؟ هل أصبحت خائفاً من مجرد فأر؟”
لكن التفكير في كلماته جعل قلبي يتسارع مرة أخرى. “حامل الشموع…”
“لا أستطيع السيطرة على نفسي. جسدي خائف، خائف بحق.”
هل كان يقصد تلك الأفواه في الرواق؟ مجرد التفكير في الفكرة جعلتني أرتجف مرة أخرى.
صرخ الفأر الراقص فجأة:
كان الصوت غريبًا، مزيجًا من النغمات المعدنية والصدى، أشبه بما تسمعه في حلم مزعج لا تستطيع الاستيقاظ منه. كان يطاردني، أو هكذا شعرت.
“ريبلي، أعد الفتى!”
وقبل أن أتمكن من فهم ما يحدث، انطلق الفأر صاحب قلادة الإصبع المبتور نحوي، وقفز على ظهري بسرعة. شعرت بوزنه الثقيل، كان كأنه يحمل كوابيس العالم بأسره معه.
“ريبلي، أعد الفتى!”
الرائحة التي كنت أشمها من قبل أصبحت الآن أقوى. كانت ثقيلة، خانقة، تحمل مزيجًا من التعفن واليأس. ليست رائحة عادية؛ بل شيء يجعل أنفاسك تلتصق بحلقك، كأن الهواء نفسه يرفض أن يدخل رئتيك.
قبل أن أفهم شيئاً، وجدت نفسي فجأة في مكان آخر.
رفع الفأر الذي يحمل العين البشرية كقلادة رأسه نحوي، ثم قال بنبرة مليئة بالسخرية:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ليس سيئاً، لم تخطئ عرافتك يا بيلي.”
كان كل شيء مظلماً للحظة، ثم لاحظت يدي تمسك بمقبض الباب القديم. شعرت وكأنني استيقظت من كابوس، لكن الرائحة الكريهة التي لا تزال تملأ أنفي، وصوت الجرس الذي لا يزال يتردد في ذاكرتي، أكد لي أن ما حدث لم يكن مجرد حلم.
التفت ببطء حولي. كنت في المرحاض. المرحاض الذي كنت قد دخلته أول مرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات