المكتبة
تابعت هارونلد بخطوات ثابتة وهو يتجه نحو ركن تقديم الطعام. كان المكان يعجّ بالحركة، أصوات الأحاديث المتداخلة بين الطلاب والطقطقة الخفيفة للأطباق والأكواب تتمازج مع ضوضاء خافتة تصدر من الخلفية. رغم كل ذلك، بدا أن هارونلد يسير وكأنه يملك الكافيتيريا بأكملها، متوجهًا نحو هدفه بثقة كعادته. فكرت في نفسي بابتسامة ساخرة: خخخ، لابد أنه سينسف ذلك الركن بطلبه المعتاد. تخيلته وهو يخرج محملًا بكومة ضخمة من الطعام، يدفعها أمامه وكأنه يغزو حصنًا قديمًا.
“لكن أي مكتبة تحتوي على كتب عن تاريخ العالم والجغرافيا، وما إلى ذلك؟”
عند ركن تقديم الطعام، كان يقف رجل يرتدي مئزرًا أسود عليه شعار صغير مطرز على جانبه الأيسر. شعرت أنني رأيت هذا الشعار من قبل، ربما في إحدى قاعات الجامعة أو الممرات. هل هو شعار الجامعة؟ تساءلت بينما أراقب هذا الرجل بعناية. كان في منتصف الثلاثينات، وجهه حاد الملامح، مليئًا بخطوط تعبر عن الإرهاق أو ربما تجارب قاسية مر بها. شعره الداكن كان مشذبًا بعناية، لكن نظراته الباردة حملت شيئًا لا يمكن تفسيره بسهولة.
“ربما هذا أفضل شيء حدث لي اليوم.” قلت لنفسي بابتسامة خفيفة، وأنا أتناول الطعام ببطء. مع كل قضمة، كنت أشعر أنني أعود قليلاً إلى توازني.
“هاي، جون، كيف الحال؟” قالها هارونلد بصوته الجهوري المعتاد، وكأنه يتحدث مع صديق مقرب، غير مبالٍ بالجو المشحون الذي أحسست به بمجرد اقترابه من هذا الرجل.
صالات المطالعة: مساحة شاسعة مليئة بالرفوف الممتدة من الأرض إلى السقف، تحمل كتبًا في كل المجالات.
رفعت حاجبيّ بدهشة. جون؟ حدقت في الرجل للحظة. أهذا هو جون الذي تحدث عنه هارونلد؟ كنت أتخيل أن جون طالب عادي مثلنا، شخص يماثلنا في العمر. لكن هذا الرجل بدا مختلفًا تمامًا. ما الذي يعنيه هارونلد بكلامه عن أن جون سيخبرنا بالخطط؟ وهل هذا الرجل الثلاثيني الذي يعمل هنا حقًا مشارك في هذه العملية؟
رفوف الكتب العامة: تصنيفات تتراوح بين الأدب والتاريخ والجغرافيا والعلوم، مرتبة بدقة تحت عناوين كبيرة.
عند ركن تقديم الطعام، كان يقف رجل يرتدي مئزرًا أسود عليه شعار صغير مطرز على جانبه الأيسر. شعرت أنني رأيت هذا الشعار من قبل، ربما في إحدى قاعات الجامعة أو الممرات. هل هو شعار الجامعة؟ تساءلت بينما أراقب هذا الرجل بعناية. كان في منتصف الثلاثينات، وجهه حاد الملامح، مليئًا بخطوط تعبر عن الإرهاق أو ربما تجارب قاسية مر بها. شعره الداكن كان مشذبًا بعناية، لكن نظراته الباردة حملت شيئًا لا يمكن تفسيره بسهولة.
بدأت أشعر بأن الأمور تزداد تعقيدًا. بينما كنت غارقًا في أفكاري، رفع جون نظره ببطء نحو هارونلد، عينيه ضيقتان كأنهما تحاولان تحليل كل شيء أمامه. للحظة، شعرت وكأن نظراته اخترقتني أيضًا، وكأنني تحت مجهر لا يترك تفصيلًا صغيرًا دون ملاحظته. نظراته كانت جامدة بشكل غير مريح، خالية من أي تعبير، وكأنها آلة مبرمجة لرصد التفاصيل بدقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
شعرت بوخزة باردة تسري في جسدي. لماذا أشعر بالخوف؟ إنه مجرد رجل يقف خلف منضدة الطعام. لكن عينيه… كان فيهما شيء غير طبيعي، شيء ينبعث منه رهبة غريبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com خرجت من الكافيتيريا بخطوات مترددة، رغم أن معدتي كانت ممتلئة وشعرت ببعض الراحة، إلا أن رأسي كان يضج بالأسئلة. شعرت بثقل المهمة التي تنتظرني، كل شيء بدا معقدًا ومربكًا. التفتت حولي، الممرات الطويلة بدت خالية نسبيًا، صمتها كان يزيد من شعوري بالعزلة. ظلال الطلاب تمر بجانبي كأشباح، معظمهم غارق في أحاديث أو أفكار لا علاقة لي بها. شعرت وكأنني غريب تمامًا هنا، وكأنني دُفعت إلى عالم لا ينتمي لي.
بعد لحظة بدت وكأنها استمرت أطول مما ينبغي، أعاد جون نظره إلى هارونلد، وتحدث بنبرة باردة وخالية تمامًا من المشاعر:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“الأحوال جيدة. الطقس مشمس، الرياح غير موجودة. الحافلة جاهزة. الأعضاء مستيقظون. تعديل جديد: ستبدأ الحملة هذا المساء.”
“الأحوال جيدة. الطقس مشمس، الرياح غير موجودة. الحافلة جاهزة. الأعضاء مستيقظون. تعديل جديد: ستبدأ الحملة هذا المساء.”
كانت كلماته محددة، دقيقة، وكأنه يقرأ من قائمة معدة مسبقًا. لم أستطع فهم أي شيء مما قاله. شعرت بأن هناك معنى خفيًا خلف كلماته، لكنه كان غامضًا جدًا بالنسبة لي.
ثم، وكأن زرًا خفيًا تم الضغط عليه، تغير تعبير جون فجأة. وجهه الذي كان جامدًا قبل لحظات أصبح ودودًا بشكل غريب، نبرة صوته أصبحت أكثر دفئًا، وقال بابتسامة خفيفة:
“أوه، أنا بخير يا هارونلد. كيف حالك يا رجل؟”
شعرت باضطراب داخلي وأنا أراقب هذا التحول المفاجئ. ما الذي يجري هنا؟ هل هذا الرجل طبيعي؟
“أظن أن مكتبة كلية التاريخ ستكون الأنسب.”
نظرت إلى هارونلد، الذي بدا وكأنه أصيب بصدمة. كانت ملامحه مشدودة، جسده متصلب، وكأنه عالق في مكانه. للحظة، شعرت وكأن كلمات جون الأولى أصابته بشيء ما. لابد أن له علاقة بالمهمة… هذا واضح الآن.
تحدث هارونلد أخيرًا، بنبرة حاول فيها إخفاء اضطرابه:
“تبا لك.”
تحدث هارونلد أخيرًا، بنبرة حاول فيها إخفاء اضطرابه:
عند ركن تقديم الطعام، كان يقف رجل يرتدي مئزرًا أسود عليه شعار صغير مطرز على جانبه الأيسر. شعرت أنني رأيت هذا الشعار من قبل، ربما في إحدى قاعات الجامعة أو الممرات. هل هو شعار الجامعة؟ تساءلت بينما أراقب هذا الرجل بعناية. كان في منتصف الثلاثينات، وجهه حاد الملامح، مليئًا بخطوط تعبر عن الإرهاق أو ربما تجارب قاسية مر بها. شعره الداكن كان مشذبًا بعناية، لكن نظراته الباردة حملت شيئًا لا يمكن تفسيره بسهولة.
ثم استدار نحوي فجأة، وبدأ يتحدث بسرعة وكأنه يحاول استعادة السيطرة على الوضع:
“ثيودور، هناك تغيير في الخطط. أنت تعرف الوضع الآن. علينا الاجتماع بالبقية. جهز نفسك. الساعة السادسة، سنلتقي في الغرفة. لا وقت لدينا.”
لم أتمكن من الرد سوى بالإيماء برأسي، محاولًا أن أبدو وكأنني أفهم ما يجري، رغم أنني كنت غارقًا في حيرة مطلقة. غادر هارونلد الكافيتيريا بخطوات مسرعة، جسده يهتز مع كل خطوة، ولم أستطع تحديد ما إذا كان ذلك بسبب الغضب أو التوتر.
وقفت أمام العامل الذي بدا وكأنه لا يكترث لأي شيء يحدث حوله. كان رجلًا آخر، أصغر سنًا من جون، يرتدي نفس المئزر الأسود المزخرف بشعار الجامعة. رفع رأسه نحوي وسألني بنبرة خالية من الحماس:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بحثت عن طاولة فارغة في الكافيتيريا. معظم الطاولات كانت مشغولة، مجموعات صغيرة من الطلاب يتحدثون بصوت منخفض أو يقرأون الكتب وهم يتناولون وجباتهم. وجدت أخيرًا طاولة في زاوية بعيدة، بجانب نافذة تطل على الحديقة. جلست هناك، واضعًا الصينية أمامي، وأخذت لحظة لأتأمل الطعام.
بقيت واقفًا هناك للحظات، أحدق في ظهره وهو يختفي بين الطلاب، ثم حولت نظري إلى جون. كان جون واقفًا خلف المنضدة، ملامحه عادت إلى الجمود التام، وكأنه لم يحدث شيء قبل دقائق. لكن في عينيه كان هناك شيء… ارتباك خافت حاول إخفاءه.
الأوضاع تزداد غرابة… من غريب إلى أغرب. فكرت وأنا أشعر بضغط خفيف في رأسي. لكن هناك شيء واحد مؤكد الآن: أنا جائع.
بقيت واقفًا هناك للحظات، أحدق في ظهره وهو يختفي بين الطلاب، ثم حولت نظري إلى جون. كان جون واقفًا خلف المنضدة، ملامحه عادت إلى الجمود التام، وكأنه لم يحدث شيء قبل دقائق. لكن في عينيه كان هناك شيء… ارتباك خافت حاول إخفاءه.
قررت تجاهل كل هذه التعقيدات ولو للحظات. تقدمت نحو المنضدة ببطء، حيث كانت روائح الطعام تنبعث، تعبق بالمكان وتثير معدتي الفارغة. ربما يمكن لوجبة ساخنة أن تساعدني على ترتيب أفكاري، أو على الأقل تمنحني القوة لمواجهة هذه الفوضى القادمة.
تقدمت نحو منضدة الطعام بخطوات مترددة، أحاول استيعاب كل ما حدث للتو. المشهد بين جون وهارونلد لا يزال يدور في رأسي كأحجية معقدة، لكن معدتي كانت تتولى زمام الأمور الآن، تطالبني بصوت صامت أن أترك التفكير للحظة وأركز على ما هو أهم: الطعام.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
غرف الكتب النادرة والمخطوطات: هذه الغرف مغلقة بأبواب زجاجية مع إطارات نحاسية، ولا يُسمح بالدخول إلا بإذن خاص.
عندما اقتربت من المنضدة، لفت انتباهي التصميم الدقيق لكل شيء. المنضدة نفسها كانت مصنوعة من الرخام الأبيض اللامع، مزينة بحواف ذهبية تتبع أنماطًا هندسية متقنة. خلف المنضدة، كان هناك صف طويل من الأطباق المزخرفة، التي تعرض أصنافًا متنوعة من الطعام. المخبوزات الطازجة كانت موضوعة في صوانٍ زجاجية، تفوح منها رائحة الخبز الساخن والزبدة، بينما الأطباق الرئيسية كانت تتألق تحت أضواء خافتة، مزيج من الألوان والنكهات التي بدت كأنها دعوة للاستمتاع.
توقفت للحظة أمام الباب، شعرت برهبة خفيفة. أخذت نفسًا عميقًا، ثم دفعت الباب ببطء ودخلت.
وقفت أمام العامل الذي بدا وكأنه لا يكترث لأي شيء يحدث حوله. كان رجلًا آخر، أصغر سنًا من جون، يرتدي نفس المئزر الأسود المزخرف بشعار الجامعة. رفع رأسه نحوي وسألني بنبرة خالية من الحماس:
“ماذا تريد؟”
عندما اقتربت من المنضدة، لفت انتباهي التصميم الدقيق لكل شيء. المنضدة نفسها كانت مصنوعة من الرخام الأبيض اللامع، مزينة بحواف ذهبية تتبع أنماطًا هندسية متقنة. خلف المنضدة، كان هناك صف طويل من الأطباق المزخرفة، التي تعرض أصنافًا متنوعة من الطعام. المخبوزات الطازجة كانت موضوعة في صوانٍ زجاجية، تفوح منها رائحة الخبز الساخن والزبدة، بينما الأطباق الرئيسية كانت تتألق تحت أضواء خافتة، مزيج من الألوان والنكهات التي بدت كأنها دعوة للاستمتاع.
رفوف الكتب العامة: تصنيفات تتراوح بين الأدب والتاريخ والجغرافيا والعلوم، مرتبة بدقة تحت عناوين كبيرة.
لم أكن أعلم تحديدًا ماذا أريد. عيناي كانت تتنقلان بين الأطباق، كل طبق يغريني أكثر من الآخر. أخيرًا، أشرت إلى صحن بدا لي بسيطًا نسبيًا، يحتوي على قطعة كبيرة من اللحم المشوي إلى جانب خضروات مطهية وبطاطس مهروسة، وقلت بصوت هادئ:
شاي الأعشاب كان دافئًا، له نكهة خفيفة لكنها مريحة، وكأنه يعيد لي طاقتي بشكل هادئ. نظرت من النافذة للحظات، أشاهد الأشجار العالية وهي تتمايل برفق تحت تأثير النسيم. ربما هذا المكان ليس سيئًا تمامًا… لكنه يبقى غريبًا، وغامضًا.
“سآخذ هذا.”
“سآخذ هذا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
العامل أومأ برأسه، وبدأ بتجهيز الطلب دون أن ينبس بكلمة أخرى. أثناء انتظاري، تسللت روائح الطعام إلى أنفي، ممتزجة بمزيج من البهارات التي لم أتعرف عليها. كان كل شيء هنا غريبًا، حتى الطعام. الألوان كانت أكثر حيوية مما اعتدت عليه، وكأنها مأخوذة من لوحة زيتية. البطاطس المهروسة كانت صفراء زاهية بشكل غير مألوف، والخضروات كانت لامعة كأنها مغطاة بطبقة شفافة من الزجاج.
كان السلم اللولبي مصنوعًا من خشب داكن، وحوافه مزينة بزخارف معدنية دقيقة. صوت خطواتي على السلم كان مكتومًا بسبب السجاد الأحمر السميك الذي يغطيه. عندما وصلت إلى الطابق الأول، انفتحت أمامي صالة واسعة مليئة بالرفوف الخشبية المرتفعة. كانت الأجواء هادئة بشكل مهيب، لا يُسمع فيها سوى صوت تقليب الصفحات الخافت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“وهذا مشروب؟” سألني العامل فجأة، وهو يشير نحو قائمة المشروبات المكتوبة بخط أنيق على لوحة صغيرة بجانبه.
“هاه؟ ماذا تعني بأي واحدة؟ هل يمكنك أن تخبرني بالمكتبات الموجودة هنا؟”
ألقيت نظرة سريعة، وكانت الخيارات متنوعة: شاي أعشاب بخاري، قهوة سوداء مع لمسة من الشوكولاتة، وعصائر تبدو كأنها مستخلصة من فواكه لم أسمع بها من قبل. اخترت أخيرًا شاي الأعشاب، إذ بدا لي الأكثر أمانًا.
“ربما هذا أفضل شيء حدث لي اليوم.” قلت لنفسي بابتسامة خفيفة، وأنا أتناول الطعام ببطء. مع كل قضمة، كنت أشعر أنني أعود قليلاً إلى توازني.
“شاي الأعشاب.” قلت بنبرة مقتضبة.
“مرحبًا، هل يمكنني معرفة الطريق إلى قسم الكتب التي تتحدث عن تاريخ العالم والجغرافيا؟”
أخيرًا إجابة مفيدة! لكن قبل أن أستطيع الشعور بالارتياح، أضاف الشاب بحذر:
أومأ العامل مرة أخرى وبدأ في صب الشاي في كوب خزفي صغير مزخرف بنقوش دقيقة. لاحظت أن يديه كانت تعملان بسرعة ودقة، وكأنه يؤدي طقوسًا مقدسة، كل حركة محسوبة بعناية.
لم أكن أعلم تحديدًا ماذا أريد. عيناي كانت تتنقلان بين الأطباق، كل طبق يغريني أكثر من الآخر. أخيرًا، أشرت إلى صحن بدا لي بسيطًا نسبيًا، يحتوي على قطعة كبيرة من اللحم المشوي إلى جانب خضروات مطهية وبطاطس مهروسة، وقلت بصوت هادئ:
عندما انتهى، وضع الطعام والمشروب على صينية خشبية داكنة اللون، ثم دفعها نحوي دون أي تعبير على وجهه. “أربعة قطع نقدية.” قال بصوت جاف.
الطابق الأرضي:
فتحت جيبي وسحبت القطع المعدنية التي كنت أحملها، ثم دفعتها نحوه. أخذها بسرعة ووضعها في صندوق خشبي صغير بجانبه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“شكرًا.” قلت بخفوت، وأنا أحمل الصينية بيدين مرتجفتين قليلاً من الجوع والتعب.
“هاه؟ ماذا تعني بأي واحدة؟ هل يمكنك أن تخبرني بالمكتبات الموجودة هنا؟”
بحثت عن طاولة فارغة في الكافيتيريا. معظم الطاولات كانت مشغولة، مجموعات صغيرة من الطلاب يتحدثون بصوت منخفض أو يقرأون الكتب وهم يتناولون وجباتهم. وجدت أخيرًا طاولة في زاوية بعيدة، بجانب نافذة تطل على الحديقة. جلست هناك، واضعًا الصينية أمامي، وأخذت لحظة لأتأمل الطعام.
قطعة اللحم المشوي كانت تتلألأ تحت الضوء الخافت، خطوطها المحترقة تضفي عليها مظهرًا شهيًا. غرزت الشوكة فيها ببطء، وشعرت بالملمس الناعم والمتماسك. أخذت قضمة أولى، وتدفق الطعم الغني إلى فمي؛ كان مزيجًا من النكهات المدهشة، حلو ومالح ومدخن في نفس الوقت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “الطابق الأول، قسم التاريخ والجغرافيا. ستجد رفوفًا مخصصة لهذا الموضوع، محددة بعناوين واضحة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“ربما هذا أفضل شيء حدث لي اليوم.” قلت لنفسي بابتسامة خفيفة، وأنا أتناول الطعام ببطء. مع كل قضمة، كنت أشعر أنني أعود قليلاً إلى توازني.
المكتبة يجب أن تكون موجودة، لا توجد جامعة بهذا الحجم دون مكتبة، أليس كذلك؟ شعرت بالضيق من كثرة التفكير، لكنني لم أكن أملك خيارًا سوى السؤال. توقفت للحظة، ألقيت نظرة حولي، ورأيت شابًا يقف بالقرب من أحد الأركان. كان يحمل كومة من الكتب تحت ذراعه، وجهه يبدو هادئًا ومسترخيًا، وكأنه لا يحمل أي هموم. هذا هو الشخص المناسب للسؤال، فكرت.
> “دليل المكتبة العامة”
شاي الأعشاب كان دافئًا، له نكهة خفيفة لكنها مريحة، وكأنه يعيد لي طاقتي بشكل هادئ. نظرت من النافذة للحظات، أشاهد الأشجار العالية وهي تتمايل برفق تحت تأثير النسيم. ربما هذا المكان ليس سيئًا تمامًا… لكنه يبقى غريبًا، وغامضًا.
“أظن أن مكتبة كلية التاريخ ستكون الأنسب.”
واصلت تناول الطعام، محاولًا إراحة عقلي قليلًا قبل أن أعود إلى مواجهة تلك الفوضى التي يبدو أنها تنتظرني في الساعة السادسة.
توقفت للحظة، شعرت وكأن عقلي توقف عن العمل. أي واحدة؟ ماذا يعني ذلك؟ هل هناك أكثر من مكتبة؟ حاولت السيطرة على ارتباكي، وقلت بصوت يحمل شيئًا من الحيرة:
خرجت من الكافيتيريا بخطوات مترددة، رغم أن معدتي كانت ممتلئة وشعرت ببعض الراحة، إلا أن رأسي كان يضج بالأسئلة. شعرت بثقل المهمة التي تنتظرني، كل شيء بدا معقدًا ومربكًا. التفتت حولي، الممرات الطويلة بدت خالية نسبيًا، صمتها كان يزيد من شعوري بالعزلة. ظلال الطلاب تمر بجانبي كأشباح، معظمهم غارق في أحاديث أو أفكار لا علاقة لي بها. شعرت وكأنني غريب تمامًا هنا، وكأنني دُفعت إلى عالم لا ينتمي لي.
حاولت أن أستوعب كلامه، لكن التفاصيل بدت وكأنها تتشابك في رأسي. شعرت للحظة أنني غبي، أو أن هذا المكان مصمم لخلق الحيرة. حاولت أن أركز أكثر وقلت:
المكتبة… أين يمكن أن تكون؟ تساءلت في داخلي وأنا أتفحص الممرات المحيطة. الجدران كانت مزينة بألواح خشبية داكنة، تتخللها نقوش وزخارف تحمل رموزًا غريبة لم أفهمها. حتى السقف، الذي كان مرتفعًا بشكل مذهل، زُين بثريات معدنية قديمة تضيء المكان بضوء خافت يشبه وهج الشموع. كنت بحاجة إلى دليل، شيء أو شخص يرشدني إلى المكتبة.
المكتبة يجب أن تكون موجودة، لا توجد جامعة بهذا الحجم دون مكتبة، أليس كذلك؟ شعرت بالضيق من كثرة التفكير، لكنني لم أكن أملك خيارًا سوى السؤال. توقفت للحظة، ألقيت نظرة حولي، ورأيت شابًا يقف بالقرب من أحد الأركان. كان يحمل كومة من الكتب تحت ذراعه، وجهه يبدو هادئًا ومسترخيًا، وكأنه لا يحمل أي هموم. هذا هو الشخص المناسب للسؤال، فكرت.
“ماذا تريد؟”
أشارت السيدة بحركة رشيقة نحو سلم خشبي كبير يؤدي إلى الطابق الأول. قالت بصوت ناعم ولكنه مهيب:
“هاي، يا رجل، نعم، أنت هناك.” ناديته بنبرة واثقة، رغم أنني لم أشعر بالثقة تمامًا.
“هاي، يا رجل، نعم، أنت هناك.” ناديته بنبرة واثقة، رغم أنني لم أشعر بالثقة تمامًا.
التفت نحوي الشاب بنظرة متفاجئة، وكأنه لم يكن يتوقع أن يخاطبه أحد. حاولت أن أبدو ودودًا قدر الإمكان، وقلت بسرعة:
وقفت أمام العامل الذي بدا وكأنه لا يكترث لأي شيء يحدث حوله. كان رجلًا آخر، أصغر سنًا من جون، يرتدي نفس المئزر الأسود المزخرف بشعار الجامعة. رفع رأسه نحوي وسألني بنبرة خالية من الحماس:
“كما ترى، أنا جديد هنا في الجامعة، وأريد معرفة الطريق نحو المكتبة.”
قررت تجاهل كل هذه التعقيدات ولو للحظات. تقدمت نحو المنضدة ببطء، حيث كانت روائح الطعام تنبعث، تعبق بالمكان وتثير معدتي الفارغة. ربما يمكن لوجبة ساخنة أن تساعدني على ترتيب أفكاري، أو على الأقل تمنحني القوة لمواجهة هذه الفوضى القادمة.
غرف الكتب النادرة والمخطوطات: هذه الغرف مغلقة بأبواب زجاجية مع إطارات نحاسية، ولا يُسمح بالدخول إلا بإذن خاص.
في داخلي، كنت أردد بسخرية: إذا قال لي إنه جديد أيضًا، فسأحطم رأسه هنا.
عندما اقتربت من المنضدة، لفت انتباهي التصميم الدقيق لكل شيء. المنضدة نفسها كانت مصنوعة من الرخام الأبيض اللامع، مزينة بحواف ذهبية تتبع أنماطًا هندسية متقنة. خلف المنضدة، كان هناك صف طويل من الأطباق المزخرفة، التي تعرض أصنافًا متنوعة من الطعام. المخبوزات الطازجة كانت موضوعة في صوانٍ زجاجية، تفوح منها رائحة الخبز الساخن والزبدة، بينما الأطباق الرئيسية كانت تتألق تحت أضواء خافتة، مزيج من الألوان والنكهات التي بدت كأنها دعوة للاستمتاع.
غرف الكتب النادرة والمخطوطات: هذه الغرف مغلقة بأبواب زجاجية مع إطارات نحاسية، ولا يُسمح بالدخول إلا بإذن خاص.
الشاب ابتسم بخفة، وكأنه يفكر في شيء ما، ثم رد بنبرة هادئة:
“المكتبة؟ أي واحدة تقصد يا صديقي؟”
المكتبة يجب أن تكون موجودة، لا توجد جامعة بهذا الحجم دون مكتبة، أليس كذلك؟ شعرت بالضيق من كثرة التفكير، لكنني لم أكن أملك خيارًا سوى السؤال. توقفت للحظة، ألقيت نظرة حولي، ورأيت شابًا يقف بالقرب من أحد الأركان. كان يحمل كومة من الكتب تحت ذراعه، وجهه يبدو هادئًا ومسترخيًا، وكأنه لا يحمل أي هموم. هذا هو الشخص المناسب للسؤال، فكرت.
توقفت للحظة، شعرت وكأن عقلي توقف عن العمل. أي واحدة؟ ماذا يعني ذلك؟ هل هناك أكثر من مكتبة؟ حاولت السيطرة على ارتباكي، وقلت بصوت يحمل شيئًا من الحيرة:
“هاه؟ ماذا تعني بأي واحدة؟ هل يمكنك أن تخبرني بالمكتبات الموجودة هنا؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الممرات التي مشيت فيها كانت مليئة بالطلاب، معظمهم يتحركون بسرعة وكأن لديهم هدفًا واضحًا، بينما أنا أتنقل ببطء، أشعر وكأنني سائح في مكان لا أنتمي إليه. الجدران العالية كانت مغطاة برسومات وزخارف لم أفهم مغزاها، ربما كانت تمثل تاريخ الجامعة أو شيئًا من هذا القبيل.
ابتسم مجددًا، لكن هذه المرة بدا وكأنه يراقب رد فعلي، ثم قال:
غرف الكتب النادرة والمخطوطات: هذه الغرف مغلقة بأبواب زجاجية مع إطارات نحاسية، ولا يُسمح بالدخول إلا بإذن خاص.
“حسنًا، هناك مكتبة مخصصة لكل كلية. كل كلية تحتوي على مكتبة تغطي التخصصات التي تدرسها. بالإضافة إلى ذلك، هناك المكتبة العامة الجامعية، وهي أكبر مكتبة في الجامعة، وتحتوي على كل شيء تقريبًا.”
واصلت تناول الطعام، محاولًا إراحة عقلي قليلًا قبل أن أعود إلى مواجهة تلك الفوضى التي يبدو أنها تنتظرني في الساعة السادسة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حاولت أن أستوعب كلامه، لكن التفاصيل بدت وكأنها تتشابك في رأسي. شعرت للحظة أنني غبي، أو أن هذا المكان مصمم لخلق الحيرة. حاولت أن أركز أكثر وقلت:
شكرته بسرعة، وتوجهت نحو الطريق الذي دلني عليه.
“لكن أي مكتبة تحتوي على كتب عن تاريخ العالم والجغرافيا، وما إلى ذلك؟”
شكرته بسرعة، وتوجهت نحو الطريق الذي دلني عليه.
الشاب فكر لبرهة، ثم قال:
بينما كنت أمشي، بدأت ألاحظ التفاصيل التي لم أكن أراها من قبل.
“أظن أن مكتبة كلية التاريخ ستكون الأنسب.”
“مرحبًا، هل يمكنني معرفة الطريق إلى قسم الكتب التي تتحدث عن تاريخ العالم والجغرافيا؟”
المكتبة يجب أن تكون موجودة، لا توجد جامعة بهذا الحجم دون مكتبة، أليس كذلك؟ شعرت بالضيق من كثرة التفكير، لكنني لم أكن أملك خيارًا سوى السؤال. توقفت للحظة، ألقيت نظرة حولي، ورأيت شابًا يقف بالقرب من أحد الأركان. كان يحمل كومة من الكتب تحت ذراعه، وجهه يبدو هادئًا ومسترخيًا، وكأنه لا يحمل أي هموم. هذا هو الشخص المناسب للسؤال، فكرت.
أخيرًا إجابة مفيدة! لكن قبل أن أستطيع الشعور بالارتياح، أضاف الشاب بحذر:
“لكن… لا يوجد تخصص للتاريخ في جامعتنا، يا صديقي.”
شعرت بأنني أفقد صبري. أخذت نفسًا عميقًا، محاولًا كبح انفعالي، بينما أطلقت زفرة صغيرة دون وعي. يبدو أن الشاب لاحظ ذلك، إذ قال بسرعة محاولًا تهدئتي:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“لكن المكتبة العامة تحتوي على بعض الكتب التي تبحث عنها. ستجد غايتك هناك، بالطبع!”
حاولت أن أستوعب كلامه، لكن التفاصيل بدت وكأنها تتشابك في رأسي. شعرت للحظة أنني غبي، أو أن هذا المكان مصمم لخلق الحيرة. حاولت أن أركز أكثر وقلت:
أومأت برأسي، محاولًا إنهاء هذا الحديث بأسرع ما يمكن. لكن قبل أن أغادر، سألته:
“الأحوال جيدة. الطقس مشمس، الرياح غير موجودة. الحافلة جاهزة. الأعضاء مستيقظون. تعديل جديد: ستبدأ الحملة هذا المساء.”
“هل تعرف الطريق؟”
“لكن… لا يوجد تخصص للتاريخ في جامعتنا، يا صديقي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الشاب فكر لبرهة، ثم قال:
ابتسم الشاب وأومأ برأسه، ثم بدأ يشرح لي الطريق بالتفصيل. أشار أيضًا إلى وجود لافتات موزعة في أنحاء الجامعة تحتوي على أسماء الأقسام وأماكن مهمة. نظرت حولي للحظة، وبدأت ألاحظ تلك اللافتات للمرة الأولى. شعرت بالحرج. كيف لم أرَ هذه اللافتات من قبل؟ هل أنا غبي حقًا؟
أومأت برأسي، محاولًا إنهاء هذا الحديث بأسرع ما يمكن. لكن قبل أن أغادر، سألته:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
شكرته بسرعة، وتوجهت نحو الطريق الذي دلني عليه.
بعد لحظة بدت وكأنها استمرت أطول مما ينبغي، أعاد جون نظره إلى هارونلد، وتحدث بنبرة باردة وخالية تمامًا من المشاعر:
بينما كنت أمشي، بدأت ألاحظ التفاصيل التي لم أكن أراها من قبل.
بينما كنت أمشي، بدأت ألاحظ التفاصيل التي لم أكن أراها من قبل.
تابعت هارونلد بخطوات ثابتة وهو يتجه نحو ركن تقديم الطعام. كان المكان يعجّ بالحركة، أصوات الأحاديث المتداخلة بين الطلاب والطقطقة الخفيفة للأطباق والأكواب تتمازج مع ضوضاء خافتة تصدر من الخلفية. رغم كل ذلك، بدا أن هارونلد يسير وكأنه يملك الكافيتيريا بأكملها، متوجهًا نحو هدفه بثقة كعادته. فكرت في نفسي بابتسامة ساخرة: خخخ، لابد أنه سينسف ذلك الركن بطلبه المعتاد. تخيلته وهو يخرج محملًا بكومة ضخمة من الطعام، يدفعها أمامه وكأنه يغزو حصنًا قديمًا.
اللافتات كانت صغيرة الحجم لكنها واضحة، مصنوعة من المعدن ومثبتة بعناية على الجدران. كل لافتة تحمل سهمًا يشير إلى الاتجاه الصحيح، مع أسماء مكتوبة بخط أنيق. بين كل بضعة أمتار، كان هناك عمود صغير يحمل خريطة صغيرة للجامعة، مزودة بأسماء المباني والأقسام. لماذا لم ألاحظ كل هذا من قبل؟
الممرات التي مشيت فيها كانت مليئة بالطلاب، معظمهم يتحركون بسرعة وكأن لديهم هدفًا واضحًا، بينما أنا أتنقل ببطء، أشعر وكأنني سائح في مكان لا أنتمي إليه. الجدران العالية كانت مغطاة برسومات وزخارف لم أفهم مغزاها، ربما كانت تمثل تاريخ الجامعة أو شيئًا من هذا القبيل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعرت باضطراب داخلي وأنا أراقب هذا التحول المفاجئ. ما الذي يجري هنا؟ هل هذا الرجل طبيعي؟
بينما تابعت طريقي، ظهرت المكتبة أخيرًا أمامي. كانت بوابة ضخمة مصنوعة من خشب داكن مزخرف بأنماط دقيقة، كأنها مدخل إلى قلعة قديمة. فوق الباب، كان هناك نقش نحاسي يحمل عبارة محفورة: “المكتبة الجامعية العامة”
لم أكن أعلم تحديدًا ماذا أريد. عيناي كانت تتنقلان بين الأطباق، كل طبق يغريني أكثر من الآخر. أخيرًا، أشرت إلى صحن بدا لي بسيطًا نسبيًا، يحتوي على قطعة كبيرة من اللحم المشوي إلى جانب خضروات مطهية وبطاطس مهروسة، وقلت بصوت هادئ:
“هاي، يا رجل، نعم، أنت هناك.” ناديته بنبرة واثقة، رغم أنني لم أشعر بالثقة تمامًا.
توقفت للحظة أمام الباب، شعرت برهبة خفيفة. أخذت نفسًا عميقًا، ثم دفعت الباب ببطء ودخلت.
> “دليل المكتبة العامة”
وجدت نفسي في صالة استقبال واسعة تحمل عبق التاريخ.
“هاي، جون، كيف الحال؟” قالها هارونلد بصوته الجهوري المعتاد، وكأنه يتحدث مع صديق مقرب، غير مبالٍ بالجو المشحون الذي أحسست به بمجرد اقترابه من هذا الرجل.
الجدران كانت مغطاة بورق حائط مزخرف بنقوش نباتية دقيقة بألوان داكنة، مثل الأحمر القاني والأخضر الزيتوني. أرضية المكان كانت مكونة من ألواح خشبية مصقولة تعكس الأضواء الخافتة القادمة من الثريات الكريستالية التي تتدلى من السقف المرتفع. على الجانب الأيسر من الصالة، كان هناك مكتب استقبال طويل، مصنوع من خشب الماهوجني المزخرف. خلف المكتب، وقفت سيدة متقدمة في السن ترتدي ملابس سوداء مزينة بدانتيل أبيض عند العنق والمعصمين، نظرتها حازمة ولكنها متقبلة لأي استفسار.
“هاي، يا رجل، نعم، أنت هناك.” ناديته بنبرة واثقة، رغم أنني لم أشعر بالثقة تمامًا.
على الحائط المقابل، برزت لافتة كبيرة مصنوعة من النحاس المصقول، مكتوب عليها بخط مهيب:
المكتبة… أين يمكن أن تكون؟ تساءلت في داخلي وأنا أتفحص الممرات المحيطة. الجدران كانت مزينة بألواح خشبية داكنة، تتخللها نقوش وزخارف تحمل رموزًا غريبة لم أفهمها. حتى السقف، الذي كان مرتفعًا بشكل مذهل، زُين بثريات معدنية قديمة تضيء المكان بضوء خافت يشبه وهج الشموع. كنت بحاجة إلى دليل، شيء أو شخص يرشدني إلى المكتبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم أتمكن من الرد سوى بالإيماء برأسي، محاولًا أن أبدو وكأنني أفهم ما يجري، رغم أنني كنت غارقًا في حيرة مطلقة. غادر هارونلد الكافيتيريا بخطوات مسرعة، جسده يهتز مع كل خطوة، ولم أستطع تحديد ما إذا كان ذلك بسبب الغضب أو التوتر.
> “دليل المكتبة العامة”
في داخلي، كنت أردد بسخرية: إذا قال لي إنه جديد أيضًا، فسأحطم رأسه هنا.
الطابق الأرضي:
شعرت بالامتنان، وشكرتها قبل أن أتجه نحو السلم.
شكرته بسرعة، وتوجهت نحو الطريق الذي دلني عليه.
صالات الاستقبال والدراسة الفردية: قاعات صغيرة بأجواء هادئة، تحتوي على طاولات خشبية مستديرة، ومقاعد مبطنة بالجلد.
توقفت للحظة أمام الباب، شعرت برهبة خفيفة. أخذت نفسًا عميقًا، ثم دفعت الباب ببطء ودخلت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
غرف الدراسة الجماعية: مزودة بطاولات طويلة وألواح كتابة، مخصصة للنقاشات والمشاريع.
“ربما هذا أفضل شيء حدث لي اليوم.” قلت لنفسي بابتسامة خفيفة، وأنا أتناول الطعام ببطء. مع كل قضمة، كنت أشعر أنني أعود قليلاً إلى توازني.
أومأ العامل مرة أخرى وبدأ في صب الشاي في كوب خزفي صغير مزخرف بنقوش دقيقة. لاحظت أن يديه كانت تعملان بسرعة ودقة، وكأنه يؤدي طقوسًا مقدسة، كل حركة محسوبة بعناية.
اللافتات كانت صغيرة الحجم لكنها واضحة، مصنوعة من المعدن ومثبتة بعناية على الجدران. كل لافتة تحمل سهمًا يشير إلى الاتجاه الصحيح، مع أسماء مكتوبة بخط أنيق. بين كل بضعة أمتار، كان هناك عمود صغير يحمل خريطة صغيرة للجامعة، مزودة بأسماء المباني والأقسام. لماذا لم ألاحظ كل هذا من قبل؟
الطابق الأول:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت كلماته محددة، دقيقة، وكأنه يقرأ من قائمة معدة مسبقًا. لم أستطع فهم أي شيء مما قاله. شعرت بأن هناك معنى خفيًا خلف كلماته، لكنه كان غامضًا جدًا بالنسبة لي.
“أوه، أنا بخير يا هارونلد. كيف حالك يا رجل؟”
صالات المطالعة: مساحة شاسعة مليئة بالرفوف الممتدة من الأرض إلى السقف، تحمل كتبًا في كل المجالات.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
رفوف الكتب العامة: تصنيفات تتراوح بين الأدب والتاريخ والجغرافيا والعلوم، مرتبة بدقة تحت عناوين كبيرة.
اللافتات كانت صغيرة الحجم لكنها واضحة، مصنوعة من المعدن ومثبتة بعناية على الجدران. كل لافتة تحمل سهمًا يشير إلى الاتجاه الصحيح، مع أسماء مكتوبة بخط أنيق. بين كل بضعة أمتار، كان هناك عمود صغير يحمل خريطة صغيرة للجامعة، مزودة بأسماء المباني والأقسام. لماذا لم ألاحظ كل هذا من قبل؟
الطابق الثاني:
الأوضاع تزداد غرابة… من غريب إلى أغرب. فكرت وأنا أشعر بضغط خفيف في رأسي. لكن هناك شيء واحد مؤكد الآن: أنا جائع.
صالات الاستقبال والدراسة الفردية: قاعات صغيرة بأجواء هادئة، تحتوي على طاولات خشبية مستديرة، ومقاعد مبطنة بالجلد.
غرف الكتب النادرة والمخطوطات: هذه الغرف مغلقة بأبواب زجاجية مع إطارات نحاسية، ولا يُسمح بالدخول إلا بإذن خاص.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com صالة العروض: قاعة كبيرة ذات مقاعد مرتبة بنمط مسرحي، مزودة بشاشة عرض وآلات قديمة للإلقاء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com خرجت من الكافيتيريا بخطوات مترددة، رغم أن معدتي كانت ممتلئة وشعرت ببعض الراحة، إلا أن رأسي كان يضج بالأسئلة. شعرت بثقل المهمة التي تنتظرني، كل شيء بدا معقدًا ومربكًا. التفتت حولي، الممرات الطويلة بدت خالية نسبيًا، صمتها كان يزيد من شعوري بالعزلة. ظلال الطلاب تمر بجانبي كأشباح، معظمهم غارق في أحاديث أو أفكار لا علاقة لي بها. شعرت وكأنني غريب تمامًا هنا، وكأنني دُفعت إلى عالم لا ينتمي لي.
صالة العروض: قاعة كبيرة ذات مقاعد مرتبة بنمط مسرحي، مزودة بشاشة عرض وآلات قديمة للإلقاء.
اللافتات كانت صغيرة الحجم لكنها واضحة، مصنوعة من المعدن ومثبتة بعناية على الجدران. كل لافتة تحمل سهمًا يشير إلى الاتجاه الصحيح، مع أسماء مكتوبة بخط أنيق. بين كل بضعة أمتار، كان هناك عمود صغير يحمل خريطة صغيرة للجامعة، مزودة بأسماء المباني والأقسام. لماذا لم ألاحظ كل هذا من قبل؟
“ثيودور، هناك تغيير في الخطط. أنت تعرف الوضع الآن. علينا الاجتماع بالبقية. جهز نفسك. الساعة السادسة، سنلتقي في الغرفة. لا وقت لدينا.”
نظرت إلى اللافتة للحظات، محاولة استيعاب مدى ضخامة المكان وتعقيده. كل قسم بدا وكأنه عالم منفصل بحد ذاته. شعرت بأنني أحتاج إلى وقت لفهم هذه المكتبة، لكنها بالتأكيد المكان الذي أحتاجه الآن لفهم هذا العالم.
“ماذا تريد؟”
الطابق الأول:
تقدمت نحو مكتب الاستقبال، حيث كانت السيدة العجوز تحدق بي بابتسامة خفيفة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت كلماته محددة، دقيقة، وكأنه يقرأ من قائمة معدة مسبقًا. لم أستطع فهم أي شيء مما قاله. شعرت بأن هناك معنى خفيًا خلف كلماته، لكنه كان غامضًا جدًا بالنسبة لي.
“مرحبًا، هل يمكنني معرفة الطريق إلى قسم الكتب التي تتحدث عن تاريخ العالم والجغرافيا؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أشارت السيدة بحركة رشيقة نحو سلم خشبي كبير يؤدي إلى الطابق الأول. قالت بصوت ناعم ولكنه مهيب:
تحدث هارونلد أخيرًا، بنبرة حاول فيها إخفاء اضطرابه:
“الطابق الأول، قسم التاريخ والجغرافيا. ستجد رفوفًا مخصصة لهذا الموضوع، محددة بعناوين واضحة.”
“ربما هذا أفضل شيء حدث لي اليوم.” قلت لنفسي بابتسامة خفيفة، وأنا أتناول الطعام ببطء. مع كل قضمة، كنت أشعر أنني أعود قليلاً إلى توازني.
شكرته بسرعة، وتوجهت نحو الطريق الذي دلني عليه.
شعرت بالامتنان، وشكرتها قبل أن أتجه نحو السلم.
“المكتبة؟ أي واحدة تقصد يا صديقي؟”
كان السلم اللولبي مصنوعًا من خشب داكن، وحوافه مزينة بزخارف معدنية دقيقة. صوت خطواتي على السلم كان مكتومًا بسبب السجاد الأحمر السميك الذي يغطيه. عندما وصلت إلى الطابق الأول، انفتحت أمامي صالة واسعة مليئة بالرفوف الخشبية المرتفعة. كانت الأجواء هادئة بشكل مهيب، لا يُسمع فيها سوى صوت تقليب الصفحات الخافت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“أوه، أنا بخير يا هارونلد. كيف حالك يا رجل؟”
في داخلي، كنت أردد بسخرية: إذا قال لي إنه جديد أيضًا، فسأحطم رأسه هنا.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات