الكافيتيريا
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
اتبعتُ هارونلد وجاك عبر الممرات الطويلة التي امتدت كمتاهة من الجدران المزخرفة والنوافذ الزجاجية الملونة. كانت أقدامنا تُصدر صدى خطوات خافت، يمتزج مع همسات الطلاب وضحكاتهم المتفرقة، بينما شعرتُ بأنني ما زلت أتعثر بين الشعور بالانتماء والغربة. كل شيء هنا بدا مألوفًا وغريبًا في آنٍ واحد، كأنني أعيش في حلم حقيقي لا أستطيع الهروب منه.
أومأت برأسي دون أن أتحدث. الحقيقة أنني لم أكن مهتمًا بجون ولا بخططه. لكن هارونلد، بحماسته التي لا تهدأ، كان يسحبني معه دائمًا، وكأنني قطعة في لعبته الخاصة. شعرت بأنني مجرد مراقب في هذا العالم الغريب، وكل ما أستطيع فعله الآن هو أن أتابع وأنتظر اللحظة التي سأفهم فيها كل شيء.
نظرتُ نحو جاك بنظرة جانبية غريبة. هل كان عليه حقًا أن يقول تلك النكتة السخيفة؟ فكرت وأنا أحاول أن أبدو غير مكترث. شعرت بانزعاج داخلي غريب، ربما لأنني لم أكن أعرفه بما يكفي بعد، أو لأن شيئًا ما في هذا المكان يضعني دائمًا على حافة الشعور بالريبة.
شعرتُ ببرودة خفيفة تسري في أطرافي عند سماع هذه الكلمات. المدينة السفلية؟ الاسم وحده يحمل بين طياته أصداءً من الظلام والأسرار. لم أكن متأكدًا مما يعنيه جاك بذلك، لكن رنة صوته جعلتني أشعر بأن هذا المكان ليس شيئًا يُفتخر به.
“هاي، هارونلد، بما أن هذه الكافيتيريا، سنلتقي مجددًا لاحقًا. هناك شخص عليّ مقابلته هنا.”
قطع هارونلد الصمت بصوته الجهوري، الذي بدا كأنه يهدف لفرض وجوده في أي مكان:
جاك ضحك بخفة، لكنه أجاب بحزم:
“إذاً، يا جاك، من أين أنت؟”
“أوه… تبا. الأمور هناك معقدة بالفعل.”
توقف جاك للحظة، وكأنه يقيس كلماته قبل أن يجيب:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هارونلد، بطريقته المعتادة التي لا تخلو من السخرية، قال بابتسامة ماكرة:
“أنا من المدينة السفلية.”
“هيا بنا، من الواضح أننا وصلنا باكرًا بنصف ساعة. لنذهب للقاء جون أولاً. لديه ما يقوله عن الخطط القادمة، ولا أريد أن نفوّت شيئًا مثيرًا.”
رفعت رأسي نحو السماء، التي بدت أكثر غرابة مما يمكنني وصفه. كانت هناك أربع شموس تتوزع في الأفق؛ واحدة ذهبية مائلة للاصفرار تتوسط السماء، تصدر ضوءًا ساطعًا لكنه ليس مؤلمًا للعينين، وأخرى حمراء داكنة تغطي الجزء الغربي، ترسم الأفق بلون غريب يشبه الدم. الشمسان الأخريان، واحدة زرقاء شاحبة وأخرى بنفسجية، كانتا أصغر حجمًا، تتحركان بخفوت على الحواف البعيدة، وكأنهما تراقبان المشهد عن بعد. كانت الألوان المنعكسة على الأشجار والمقاعد الحجرية تمنح المكان هالة سريالية، مزيجًا بين الهدوء والجمال الغريب الذي يثير داخلي شعورًا بالرهبة.
“هذا يومي الأول هنا. لم أتمكن من إحضار كل شيء بعد. الظروف كانت… معقدة.”
شعرتُ ببرودة خفيفة تسري في أطرافي عند سماع هذه الكلمات. المدينة السفلية؟ الاسم وحده يحمل بين طياته أصداءً من الظلام والأسرار. لم أكن متأكدًا مما يعنيه جاك بذلك، لكن رنة صوته جعلتني أشعر بأن هذا المكان ليس شيئًا يُفتخر به.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “فنون؟ هيا يا رجل. تلك الأمور مجرد هراء بالنسبة لي.”
رفعت نظري سريعًا نحو هارونلد لأرى ردة فعله. بدت ملامحه متفاجئة للحظة، ثم اتسعت شفتيه بابتسامة عريضة قبل أن يضحك قائلاً:
“لدى عائلتي بعض الأعمال هناك. ندير فروعًا لشركة صغيرة، ليس شيئًا كبيرًا، لكنه يفي بالغرض. لهذا أدرس في كلية التجارة. إنه عامي الأول هنا، لكن صراحةً، ما يتم تدريسه هنا يبدو وكأنه للأطفال! لم ألتحق بالجامعة لدراسة أساسيات الأساسيات!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “إذا كنت طالب هندسة، أين أدواتك؟ أليس من المفترض أن تحمل تلك المسطرة الكبيرة التي تشبه السيف؟ هههه.”
“هاه؟ حقًا؟ أنا أيضًا من هناك يا رجل! هاها!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نظر إليه هارونلد بابتسامة واسعة، وربت على كتفه بطريقة ودية قائلاً:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تنهدت بخفة دون أن أرد، لكن هارونلد لم ينتظر تعليقي. تابع حديثه مباشرة، مشيرًا برأسه نحو أحد الممرات الجانبية:
ضحكته المدوية ملأت الممر للحظة، لكنها لم تُزل الشعور الغريب الذي تملكني. تابع كلامه بصوت يمتلئ بالحماس:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“لدى عائلتي بعض الأعمال هناك. ندير فروعًا لشركة صغيرة، ليس شيئًا كبيرًا، لكنه يفي بالغرض. لهذا أدرس في كلية التجارة. إنه عامي الأول هنا، لكن صراحةً، ما يتم تدريسه هنا يبدو وكأنه للأطفال! لم ألتحق بالجامعة لدراسة أساسيات الأساسيات!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قال لي بنبرة صادقة، لكن مختصرة:
كان حديثه مباشرًا وصاخبًا، كأنه يحاول التأكيد على مكانته هنا، لكنني لم أستطع تجاهل التناقض بين كلماته وضحكاته المبالغ فيها. جاك، من جهته، بدا وكأنه تنفس الصعداء، وكأن وجود شخص آخر من المدينة السفلية أعطاه نوعًا من الطمأنينة.
مد جاك يده ليصافح هارونلد بابتسامة صغيرة، قائلاً:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“تشرفت بك، يا هارونلد العظيم.”
صافحه هارونلد بحماس، وقال بابتسامة لا تخلو من الفخر:
“لقد اعتدنا على الأمر.”
“من أي جزء من المدينة السفلية أنت؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عند ذكر اسم كاسبر، شعرت بشيء يشبه التيار الكهربائي يمر عبر جسدي. لم أستطع منع نفسي من الانتباه أكثر. كان هذا الاسم يثير في داخلي فضولًا غريبًا، وكأن كل شيء في هذا المكان مرتبط به بطريقة أو بأخرى.
رد جاك، بنبرة أقل حذرًا هذه المرة:
جاك ضحك بخفة، لكنه أجاب بحزم:
“من الجانب الجنوبي. أظنك تعرف الأوضاع هناك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تغيرت تعابير هارونلد قليلاً، وأومأ برأسه بتفهم، قائلاً:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“الهندسة. العشق الحقيقي بالنسبة لي. تخصص مذهل، يا رجل.”
“أوه… تبا. الأمور هناك معقدة بالفعل.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“إذاً، يا جاك، من أين أنت؟”
جاك اكتفى بابتسامة صغيرة وأضاف:
جاك ضحك بخفة، لكنه أجاب بحزم:
“لقد اعتدنا على الأمر.”
توقفت للحظة عند هذه الكلمة. اعتدنا؟ رغم أنني كنت أسمع لغتهم بطلاقة، إلا أنني شعرت بشيء غريب في طريقة نطقه. هل كان يشير لعائلته؟ أم أن هناك قصة أعمق خلف هذه الجملة؟
“الهندسة. العشق الحقيقي بالنسبة لي. تخصص مذهل، يا رجل.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كسر هارونلد الصمت مرة أخرى، بابتسامة مفعمة بالحماس:
عندما خطوت للداخل، شعرت وكأنني انتقلت إلى زمن مختلف تمامًا. الأرضية كانت مغطاة برخام داكن، تتخلله خطوط ذهبية تشكل أنماطًا هندسية معقدة، بينما الجدران كانت مكسوة بألواح خشبية مصقولة بلون الكرز الداكن. الشمعدانات النحاسية كانت مثبتة على الجدران، تضيء المكان بهالة دافئة وخافتة، وتمد الأسقف العالية بظلال متراقصة. في منتصف الكافيتيريا، كان هناك ثريا ضخمة متدلية من السقف، مصنوعة من الكريستال النقي، كل قطعة منها تعكس ألوان الشموس الأربع بطريقة ساحرة.
“كاسبر؟”
“إذاً، ماذا تدرس يا جاك؟”
“الهندسة؟ لا يبدو مظهرك وكأنك طالب هندسة. تبدو أشبه بشخص من كلية الفنون.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“من الجانب الجنوبي. أظنك تعرف الأوضاع هناك.”
أجاب جاك بنبرة فخورة:
رفعت رأسي نحو السماء، التي بدت أكثر غرابة مما يمكنني وصفه. كانت هناك أربع شموس تتوزع في الأفق؛ واحدة ذهبية مائلة للاصفرار تتوسط السماء، تصدر ضوءًا ساطعًا لكنه ليس مؤلمًا للعينين، وأخرى حمراء داكنة تغطي الجزء الغربي، ترسم الأفق بلون غريب يشبه الدم. الشمسان الأخريان، واحدة زرقاء شاحبة وأخرى بنفسجية، كانتا أصغر حجمًا، تتحركان بخفوت على الحواف البعيدة، وكأنهما تراقبان المشهد عن بعد. كانت الألوان المنعكسة على الأشجار والمقاعد الحجرية تمنح المكان هالة سريالية، مزيجًا بين الهدوء والجمال الغريب الذي يثير داخلي شعورًا بالرهبة.
“الهندسة. العشق الحقيقي بالنسبة لي. تخصص مذهل، يا رجل.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
جاك، الذي بدا مرتبكًا للحظة، رد باستفهام:
لم أتمالك نفسي من التحديق نحوه مرة أخرى. كان واضحًا أنه مهووس تمامًا بما يفعله. مهووس بالهندسة؟ هذا واضح تمامًا.
تابعنا السير في الممرات، حيث تلاشت ضحكات هارونلد تدريجيًا، وتحول الجو إلى هدوء خفيف. وبينما كنا نمشي، شعرت بأن هذا المكان يراقبنا، كأن الجدران تحمل عيونًا خفية تتابع كل خطوة نخطوها.
هارونلد، بطريقته المعتادة التي لا تخلو من السخرية، قال بابتسامة ماكرة:
نظرتُ نحو جاك بنظرة جانبية غريبة. هل كان عليه حقًا أن يقول تلك النكتة السخيفة؟ فكرت وأنا أحاول أن أبدو غير مكترث. شعرت بانزعاج داخلي غريب، ربما لأنني لم أكن أعرفه بما يكفي بعد، أو لأن شيئًا ما في هذا المكان يضعني دائمًا على حافة الشعور بالريبة.
“الهندسة؟ لا يبدو مظهرك وكأنك طالب هندسة. تبدو أشبه بشخص من كلية الفنون.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
جاك ضحك بخفة، لكنه أجاب بحزم:
“هاه؟ حقًا؟ أنا أيضًا من هناك يا رجل! هاها!”
“فنون؟ هيا يا رجل. تلك الأمور مجرد هراء بالنسبة لي.”
لم أستطع منع نفسي من ملاحظة الحماس الذي يشع من جاك كلما تحدث عن الهندسة. في هذا العالم الجديد، بدا وكأن لكل شخص هنا شغفًا يوجهه. وأنا؟ لا أعرف حتى لماذا أنا هنا. هل هذا المكان هو نقطة انطلاقي، أم مجرد محطة مؤقتة في حياة غريبة لا أملك السيطرة عليها؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كسر هارونلد الصمت مرة أخرى، بابتسامة مفعمة بالحماس:
بينما كنت أستغرق في أفكاري، قاطعني صوت هارونلد وهو يقول بنبرة تحدٍ:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“إذا كنت طالب هندسة، أين أدواتك؟ أليس من المفترض أن تحمل تلك المسطرة الكبيرة التي تشبه السيف؟ هههه.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
الطاولات كانت منتشرة في أرجاء المكان، مصنوعة من خشب البلوط الثقيل، ومغطاة بمفارش مخملية خضراء داكنة تزينها أنماط ذهبية. كل طاولة كانت مزودة بمصباح صغير يعمل بالزيت، مما أضاف لمسة عتيقة للأجواء. الكراسي ذات الظهر المرتفع كانت منحوتة بعناية، ومبطنة بمخمل ناعم، مما يعكس الفخامة التي تحملها هذه الكافيتيريا.
ضحك جاك بخفة، وقال بنبرة ساخرة:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“هذا يومي الأول هنا. لم أتمكن من إحضار كل شيء بعد. الظروف كانت… معقدة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
شعرت وكأنه يخفي شيئًا خلف كلماته، لكنني لم أضغط عليه. ربما، مثلما أحاول أنا التكيف مع هذا المكان، جاك أيضًا لديه معاركه الخاصة التي يخوضها بصمت.
تابعنا السير في الممرات، حيث تلاشت ضحكات هارونلد تدريجيًا، وتحول الجو إلى هدوء خفيف. وبينما كنا نمشي، شعرت بأن هذا المكان يراقبنا، كأن الجدران تحمل عيونًا خفية تتابع كل خطوة نخطوها.
“أنا من المدينة السفلية.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم أكن جزءًا من هذا العالم، لكن شيئًا بداخلي كان يخبرني أنني قد أكون المفتاح لفهمه.
بينما كنت أستغرق في أفكاري، قاطعني صوت هارونلد وهو يقول بنبرة تحدٍ:
بينما كنت أسير خلف جاك وهارونلد، كنت أراقب كل ما حولي بعناية، محاولًا حفظ الطريق الذي نسلكه. الحديقة كانت تمتد واسعة أمامنا، وكأنها لوحة مرسومة بدقة مبالغ فيها. الأشجار العالية بأغصانها الكثيفة تُلقي بظلال طويلة فوق الممرات المبلطة، وكأنها تخفي أسرار هذا المكان. كان الجو مشحونًا بشيء غريب، الهواء نقي لكنه يعبق برائحة خافتة لم أستطع تحديدها؛ مزيج من الأعشاب النادرة والزهور البرية التي تنمو عشوائيًا بين الشجيرات المشذبة.
رفعت رأسي نحو السماء، التي بدت أكثر غرابة مما يمكنني وصفه. كانت هناك أربع شموس تتوزع في الأفق؛ واحدة ذهبية مائلة للاصفرار تتوسط السماء، تصدر ضوءًا ساطعًا لكنه ليس مؤلمًا للعينين، وأخرى حمراء داكنة تغطي الجزء الغربي، ترسم الأفق بلون غريب يشبه الدم. الشمسان الأخريان، واحدة زرقاء شاحبة وأخرى بنفسجية، كانتا أصغر حجمًا، تتحركان بخفوت على الحواف البعيدة، وكأنهما تراقبان المشهد عن بعد. كانت الألوان المنعكسة على الأشجار والمقاعد الحجرية تمنح المكان هالة سريالية، مزيجًا بين الهدوء والجمال الغريب الذي يثير داخلي شعورًا بالرهبة.
على الجانب الآخر من الحديقة، برز برج الساعة الضخم شامخًا في منتصف الساحة. هيكله المصنوع من حجر أسود لامع بدا كأنه يتحدى الزمن نفسه، مزين بأنماط ونقوش غريبة، رموز لم أستطع فك شفرتها. كان البرج يعكس ضوء الشموس المتعددة بطريقة مهيبة، عقارب ساعته الذهبية تتحرك بثبات، تفرض إحساسًا قويًا بالوقت، وكأنها تهمس بأن كل لحظة تمر هنا تحمل أهمية خاصة. حول البرج، كانت المقاعد الحجرية مرتبة بدقة دائرية، كأنها تدعو الجالسين لمراقبة هذا العمل الفني الأبدي.
هارونلد، بطريقته المعتادة التي لا تخلو من السخرية، قال بابتسامة ماكرة:
قطع أفكاري صوت جاك الذي تحدث بنبرة مفعمة بالحماس:
“هذه التحفة الفنية في الأعلى، أعني الساعة… إنها ليست مجرد ساعة عادية. صنعتها شركة هندسة الأبعاد الثلاثية. الجزء الداخلي للساعة معقد للغاية، يعتمد على أنظمة عديدة لا يمكن تغييرها. مستحيل أن تحاول تعديل الوقت فيها لأنها تسير بوقت ثابت. إنها ساعة يمكن اعتبارها تحفة فنية حقيقية. بالمناسبة، كانت هذه آخر ما أنتجته الشركة قبل إغلاقها.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تغيرت تعابير هارونلد قليلاً، وأومأ برأسه بتفهم، قائلاً:
كلماته كانت مليئة بالشغف، كأنه يتحدث عن شيء يعرفه بعمق ويفهم تفاصيله أكثر من أي شخص آخر. نظرت إليه بسرعة، لأرى بريقًا واضحًا في عينيه، كأنه يحاول تفسير جمال الساعة بطريقته الخاصة، لكن شيئًا في داخله كان يلمح إلى أنه يرى فيها أكثر مما يراه الآخرون.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تغيرت تعابير هارونلد قليلاً، وأومأ برأسه بتفهم، قائلاً:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هارونلد، كعادته، لم يستطع أن يفوت الفرصة لترك بصمته. بضحكته العالية وصوته الجهوري، صفع جاك على ظهره بقوة كادت تجعله يتعثر، وقال بنبرة مازحة:
نظرتُ نحو جاك بنظرة جانبية غريبة. هل كان عليه حقًا أن يقول تلك النكتة السخيفة؟ فكرت وأنا أحاول أن أبدو غير مكترث. شعرت بانزعاج داخلي غريب، ربما لأنني لم أكن أعرفه بما يكفي بعد، أو لأن شيئًا ما في هذا المكان يضعني دائمًا على حافة الشعور بالريبة.
ضحك جاك بخفة، وقال بنبرة ساخرة:
“أنت مطلع بأمور الهندسة كثيرًا يا رجل! هل أنت مهووس بالدراسة لهذا الحد؟ أظنك تجاوزت كاسبر بالفعل!”
“كاسبر؟”
عند ذكر اسم كاسبر، شعرت بشيء يشبه التيار الكهربائي يمر عبر جسدي. لم أستطع منع نفسي من الانتباه أكثر. كان هذا الاسم يثير في داخلي فضولًا غريبًا، وكأن كل شيء في هذا المكان مرتبط به بطريقة أو بأخرى.
“أنت مطلع بأمور الهندسة كثيرًا يا رجل! هل أنت مهووس بالدراسة لهذا الحد؟ أظنك تجاوزت كاسبر بالفعل!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعرت وكأنه يخفي شيئًا خلف كلماته، لكنني لم أضغط عليه. ربما، مثلما أحاول أنا التكيف مع هذا المكان، جاك أيضًا لديه معاركه الخاصة التي يخوضها بصمت.
جاك، الذي بدا مرتبكًا للحظة، رد باستفهام:
“كاسبر؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“تشرفت بك، يا هارونلد العظيم.”
ضحك هارونلد وأجابه بنبرة ودية، وهو يشبك يديه خلف رأسه:
“إذاً، يا جاك، من أين أنت؟”
“إنه صديق جيد ويحب الدراسة كثيرًا. إنه مهتم بعلم التحقيق اهتمامًا شديدًا. أليس كذلك، يا ثيودور؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
شعرت بأن الأنظار تحولت نحوي، فحاولت أن أبدو طبيعيًا قدر الإمكان. بابتسامة خفيفة، قلت:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعرت وكأنه يخفي شيئًا خلف كلماته، لكنني لم أضغط عليه. ربما، مثلما أحاول أنا التكيف مع هذا المكان، جاك أيضًا لديه معاركه الخاصة التي يخوضها بصمت.
شعرتُ ببرودة خفيفة تسري في أطرافي عند سماع هذه الكلمات. المدينة السفلية؟ الاسم وحده يحمل بين طياته أصداءً من الظلام والأسرار. لم أكن متأكدًا مما يعنيه جاك بذلك، لكن رنة صوته جعلتني أشعر بأن هذا المكان ليس شيئًا يُفتخر به.
“أوه، معك حق… إنهما متشابهان بالفعل. ههه.”
فتى الهندسة الغريب ذو الشعر الأزرق، الذي يرعبه هذا العالم رغم أنه من المدينة السفلية. طالب جديد بالنسبة للجامعة، لكنه يحمل أعباءً أكثر مما يظهر. نعم، نعم… إنه غريب للغاية.
كانت كلماتي بسيطة، لكن داخلي كان يغلي بأسئلة لا حصر لها. من هو كاسبر حقًا؟ لماذا يبدو وكأنه شخصية محورية في هذا المكان؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “فنون؟ هيا يا رجل. تلك الأمور مجرد هراء بالنسبة لي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com توقفت للحظة أمام الكافيتيريا، أنظر إليها بتأمل. كان تصميمها مدهشًا للغاية، وكأنها وُلدت من العصر الفيكتوري ذاته، لكنها ما زالت تحتفظ بجمالها ورونقها رغم مرور الزمن. المدخل كان عبارة عن قوس حجري مرتفع، مزخرف بنقوش دقيقة تظهر فيها تفاصيل نباتية متشابكة مع رموز قديمة، كأنها تحكي قصة منسية. الباب الخشبي الثقيل الذي يتوسط القوس كان مزينًا بقطع معدنية سوداء منحوتة بعناية، تعكس لمعة خفيفة تحت ضوء الشموس المتعددة، مما يضفي على المكان هيبة وغموضًا.
“أوه… تبا. الأمور هناك معقدة بالفعل.”
واصلنا السير بسرعة، كأن كل منا كان غارقًا في أفكاره. جاك وهارونلد لم يستمرا في الحديث طويلًا، وهو ما جعل الأجواء بيننا أكثر هدوءًا وتركيزًا. خطواتنا كانت أكثر اتزانًا الآن، ولم يمض وقت طويل قبل أن نصل إلى وجهتنا. كان المكان أمامنا يشبه نافذة تطل على عالم آخر، عالم يحمل الكثير من الإجابات التي أحتاجها، رغم أنني كنت أفضّل لو كانت هذه الوجهة مكتبة بدلاً من كافيتيريا. كنت أراهن أن المكتبة ستكشف لي أسرار هذا العالم، أما الكافيتيريا، فهي مجرد مكان آخر يحمل قصصًا لا تزال غامضة بالنسبة لي.
“الهندسة؟ لا يبدو مظهرك وكأنك طالب هندسة. تبدو أشبه بشخص من كلية الفنون.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
توقفت للحظة أمام الكافيتيريا، أنظر إليها بتأمل. كان تصميمها مدهشًا للغاية، وكأنها وُلدت من العصر الفيكتوري ذاته، لكنها ما زالت تحتفظ بجمالها ورونقها رغم مرور الزمن. المدخل كان عبارة عن قوس حجري مرتفع، مزخرف بنقوش دقيقة تظهر فيها تفاصيل نباتية متشابكة مع رموز قديمة، كأنها تحكي قصة منسية. الباب الخشبي الثقيل الذي يتوسط القوس كان مزينًا بقطع معدنية سوداء منحوتة بعناية، تعكس لمعة خفيفة تحت ضوء الشموس المتعددة، مما يضفي على المكان هيبة وغموضًا.
لم أستطع منع نفسي من ملاحظة الحماس الذي يشع من جاك كلما تحدث عن الهندسة. في هذا العالم الجديد، بدا وكأن لكل شخص هنا شغفًا يوجهه. وأنا؟ لا أعرف حتى لماذا أنا هنا. هل هذا المكان هو نقطة انطلاقي، أم مجرد محطة مؤقتة في حياة غريبة لا أملك السيطرة عليها؟
توقفت للحظة عند هذه الكلمة. اعتدنا؟ رغم أنني كنت أسمع لغتهم بطلاقة، إلا أنني شعرت بشيء غريب في طريقة نطقه. هل كان يشير لعائلته؟ أم أن هناك قصة أعمق خلف هذه الجملة؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“لقد اعتدنا على الأمر.”
عندما خطوت للداخل، شعرت وكأنني انتقلت إلى زمن مختلف تمامًا. الأرضية كانت مغطاة برخام داكن، تتخلله خطوط ذهبية تشكل أنماطًا هندسية معقدة، بينما الجدران كانت مكسوة بألواح خشبية مصقولة بلون الكرز الداكن. الشمعدانات النحاسية كانت مثبتة على الجدران، تضيء المكان بهالة دافئة وخافتة، وتمد الأسقف العالية بظلال متراقصة. في منتصف الكافيتيريا، كان هناك ثريا ضخمة متدلية من السقف، مصنوعة من الكريستال النقي، كل قطعة منها تعكس ألوان الشموس الأربع بطريقة ساحرة.
“لا تقلق يا أخي، سنلتقي حتمًا. هذا المكان لا يهرب منا.”
رفعت رأسي نحو السماء، التي بدت أكثر غرابة مما يمكنني وصفه. كانت هناك أربع شموس تتوزع في الأفق؛ واحدة ذهبية مائلة للاصفرار تتوسط السماء، تصدر ضوءًا ساطعًا لكنه ليس مؤلمًا للعينين، وأخرى حمراء داكنة تغطي الجزء الغربي، ترسم الأفق بلون غريب يشبه الدم. الشمسان الأخريان، واحدة زرقاء شاحبة وأخرى بنفسجية، كانتا أصغر حجمًا، تتحركان بخفوت على الحواف البعيدة، وكأنهما تراقبان المشهد عن بعد. كانت الألوان المنعكسة على الأشجار والمقاعد الحجرية تمنح المكان هالة سريالية، مزيجًا بين الهدوء والجمال الغريب الذي يثير داخلي شعورًا بالرهبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
الطاولات كانت منتشرة في أرجاء المكان، مصنوعة من خشب البلوط الثقيل، ومغطاة بمفارش مخملية خضراء داكنة تزينها أنماط ذهبية. كل طاولة كانت مزودة بمصباح صغير يعمل بالزيت، مما أضاف لمسة عتيقة للأجواء. الكراسي ذات الظهر المرتفع كانت منحوتة بعناية، ومبطنة بمخمل ناعم، مما يعكس الفخامة التي تحملها هذه الكافيتيريا.
في الجهة اليسرى، كان هناك ركن مخصص لتقديم الطعام، عبارة عن منضدة طويلة مزينة بالرخام الأبيض، تتخللها زخارف ذهبية دقيقة. خلفها، كانت هناك خزانة عرض زجاجية تحتوي على أنواع مختلفة من المخبوزات والحلويات التي بدت وكأنها لوحات فنية مصغرة. المشروبات كانت تُقدم في أكواب خزفية مطلية بألوان تتناسب مع النمط العام للمكان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تابعنا السير في الممرات، حيث تلاشت ضحكات هارونلد تدريجيًا، وتحول الجو إلى هدوء خفيف. وبينما كنا نمشي، شعرت بأن هذا المكان يراقبنا، كأن الجدران تحمل عيونًا خفية تتابع كل خطوة نخطوها.
كان المكان يعجّ بالطلاب، لكن الأصوات كانت مكتومة بطريقة غريبة، كأن هناك سحرًا ما يُبقي الضوضاء تحت السيطرة. معظم الطاولات كانت مشغولة بمجموعات صغيرة، يتبادلون الحديث بهدوء أو يركزون على أوراقهم وكتبهم التي تكدست أمامهم. ورغم الحركة المستمرة في المكان، كان هناك شعور بالنظام والانسجام، كأن الكافيتيريا بأكملها تتحرك وفق إيقاع خاص، مثل ساعة ضخمة تنبض بالحياة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
شعرت بتيار من الإثارة يمر بداخلي وأنا أتأمل هذا المكان. كان كل شيء فيه يعكس روح العصر الذي لا ينتمي إلى عالمي، لكنه في الوقت ذاته بدا مألوفًا بطريقة غريبة. تنهدتُ بخفة، مستعدًا لاستكشاف هذه القطعة الأخرى من العالم الذي بدأت أكتشفه تدريجيًا.
“من الجانب الجنوبي. أظنك تعرف الأوضاع هناك.”
بينما كنت ما زلت أتأمل المكان، قاطعني صوت جاك وهو يوجه حديثه إلى هارونلد بنبرة هادئة لكنها تحمل شيئًا من الحزم:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“هاي، هارونلد، بما أن هذه الكافيتيريا، سنلتقي مجددًا لاحقًا. هناك شخص عليّ مقابلته هنا.”
نظر إليه هارونلد بابتسامة واسعة، وربت على كتفه بطريقة ودية قائلاً:
واصلنا السير بسرعة، كأن كل منا كان غارقًا في أفكاره. جاك وهارونلد لم يستمرا في الحديث طويلًا، وهو ما جعل الأجواء بيننا أكثر هدوءًا وتركيزًا. خطواتنا كانت أكثر اتزانًا الآن، ولم يمض وقت طويل قبل أن نصل إلى وجهتنا. كان المكان أمامنا يشبه نافذة تطل على عالم آخر، عالم يحمل الكثير من الإجابات التي أحتاجها، رغم أنني كنت أفضّل لو كانت هذه الوجهة مكتبة بدلاً من كافيتيريا. كنت أراهن أن المكتبة ستكشف لي أسرار هذا العالم، أما الكافيتيريا، فهي مجرد مكان آخر يحمل قصصًا لا تزال غامضة بالنسبة لي.
“لا تقلق يا أخي، سنلتقي حتمًا. هذا المكان لا يهرب منا.”
“لدى عائلتي بعض الأعمال هناك. ندير فروعًا لشركة صغيرة، ليس شيئًا كبيرًا، لكنه يفي بالغرض. لهذا أدرس في كلية التجارة. إنه عامي الأول هنا، لكن صراحةً، ما يتم تدريسه هنا يبدو وكأنه للأطفال! لم ألتحق بالجامعة لدراسة أساسيات الأساسيات!”
ثم استدار جاك نحوي، ومد يده للمصافحة. كانت حركته سريعة مددت يدي وصافحته، شعرت بقبضته المتوترة بعض الشيء، لكنه كان يحاول أن يبدو واثقًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
شعرتُ ببرودة خفيفة تسري في أطرافي عند سماع هذه الكلمات. المدينة السفلية؟ الاسم وحده يحمل بين طياته أصداءً من الظلام والأسرار. لم أكن متأكدًا مما يعنيه جاك بذلك، لكن رنة صوته جعلتني أشعر بأن هذا المكان ليس شيئًا يُفتخر به.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قال لي بنبرة صادقة، لكن مختصرة:
“هاه؟ حقًا؟ أنا أيضًا من هناك يا رجل! هاها!”
“شكرًا، ثيودور. سنلتقي مجددًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com توقفت للحظة أمام الكافيتيريا، أنظر إليها بتأمل. كان تصميمها مدهشًا للغاية، وكأنها وُلدت من العصر الفيكتوري ذاته، لكنها ما زالت تحتفظ بجمالها ورونقها رغم مرور الزمن. المدخل كان عبارة عن قوس حجري مرتفع، مزخرف بنقوش دقيقة تظهر فيها تفاصيل نباتية متشابكة مع رموز قديمة، كأنها تحكي قصة منسية. الباب الخشبي الثقيل الذي يتوسط القوس كان مزينًا بقطع معدنية سوداء منحوتة بعناية، تعكس لمعة خفيفة تحت ضوء الشموس المتعددة، مما يضفي على المكان هيبة وغموضًا.
“هاه؟ حقًا؟ أنا أيضًا من هناك يا رجل! هاها!”
أجبته بسرعة دون تفكير:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“بالطبع، سنلتقي.”
أجاب جاك بنبرة فخورة:
لم أكن أعلم إن كنت أقصد ما قلت، أو إذا كان مجرد ردّ تلقائي. انفصلنا هناك، ورأيت ظهر جاك يختفي بين الطاولات والمقاعد، يتجه نحو مكانٍ ما في الكافيتيريا. لم أكترث كثيرًا لوجهته. بالنسبة لي، جاك كان لغزًا، لكنه ليس اللغز الوحيد هنا.
“لا تقلق يا أخي، سنلتقي حتمًا. هذا المكان لا يهرب منا.”
فتى الهندسة الغريب ذو الشعر الأزرق، الذي يرعبه هذا العالم رغم أنه من المدينة السفلية. طالب جديد بالنسبة للجامعة، لكنه يحمل أعباءً أكثر مما يظهر. نعم، نعم… إنه غريب للغاية.
جاك اكتفى بابتسامة صغيرة وأضاف:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قطعت أفكاري نظرة هارونلد الذي كان يحدق بي بتلك الابتسامة الكريهة المرسومة دائمًا على وجهه. كانت عيناه تلمعان بمكر واضح، وكأنه يريد قول شيء ما لكنه يستمتع بجعل الآخرين ينتظرون.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“كاسبر؟”
قطع أفكاري صوت جاك الذي تحدث بنبرة مفعمة بالحماس:
تحدث أخيرًا بصوت ملؤه الحماسة المصطنعة:
“صديقك جاك هذا رائع يا رجل. لم أتوقع أن يكون لديه كل هذه المعرفة!”
عندما خطوت للداخل، شعرت وكأنني انتقلت إلى زمن مختلف تمامًا. الأرضية كانت مغطاة برخام داكن، تتخلله خطوط ذهبية تشكل أنماطًا هندسية معقدة، بينما الجدران كانت مكسوة بألواح خشبية مصقولة بلون الكرز الداكن. الشمعدانات النحاسية كانت مثبتة على الجدران، تضيء المكان بهالة دافئة وخافتة، وتمد الأسقف العالية بظلال متراقصة. في منتصف الكافيتيريا، كان هناك ثريا ضخمة متدلية من السقف، مصنوعة من الكريستال النقي، كل قطعة منها تعكس ألوان الشموس الأربع بطريقة ساحرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ضحك جاك بخفة، وقال بنبرة ساخرة:
تنهدت بخفة دون أن أرد، لكن هارونلد لم ينتظر تعليقي. تابع حديثه مباشرة، مشيرًا برأسه نحو أحد الممرات الجانبية:
لم أتمالك نفسي من التحديق نحوه مرة أخرى. كان واضحًا أنه مهووس تمامًا بما يفعله. مهووس بالهندسة؟ هذا واضح تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“هيا بنا، من الواضح أننا وصلنا باكرًا بنصف ساعة. لنذهب للقاء جون أولاً. لديه ما يقوله عن الخطط القادمة، ولا أريد أن نفوّت شيئًا مثيرًا.”
أومأت برأسي دون أن أتحدث. الحقيقة أنني لم أكن مهتمًا بجون ولا بخططه. لكن هارونلد، بحماسته التي لا تهدأ، كان يسحبني معه دائمًا، وكأنني قطعة في لعبته الخاصة. شعرت بأنني مجرد مراقب في هذا العالم الغريب، وكل ما أستطيع فعله الآن هو أن أتابع وأنتظر اللحظة التي سأفهم فيها كل شيء.
أومأت برأسي دون أن أتحدث. الحقيقة أنني لم أكن مهتمًا بجون ولا بخططه. لكن هارونلد، بحماسته التي لا تهدأ، كان يسحبني معه دائمًا، وكأنني قطعة في لعبته الخاصة. شعرت بأنني مجرد مراقب في هذا العالم الغريب، وكل ما أستطيع فعله الآن هو أن أتابع وأنتظر اللحظة التي سأفهم فيها كل شيء.
اتبعتُ هارونلد وجاك عبر الممرات الطويلة التي امتدت كمتاهة من الجدران المزخرفة والنوافذ الزجاجية الملونة. كانت أقدامنا تُصدر صدى خطوات خافت، يمتزج مع همسات الطلاب وضحكاتهم المتفرقة، بينما شعرتُ بأنني ما زلت أتعثر بين الشعور بالانتماء والغربة. كل شيء هنا بدا مألوفًا وغريبًا في آنٍ واحد، كأنني أعيش في حلم حقيقي لا أستطيع الهروب منه.
أجبته بسرعة دون تفكير:
الطاولات كانت منتشرة في أرجاء المكان، مصنوعة من خشب البلوط الثقيل، ومغطاة بمفارش مخملية خضراء داكنة تزينها أنماط ذهبية. كل طاولة كانت مزودة بمصباح صغير يعمل بالزيت، مما أضاف لمسة عتيقة للأجواء. الكراسي ذات الظهر المرتفع كانت منحوتة بعناية، ومبطنة بمخمل ناعم، مما يعكس الفخامة التي تحملها هذه الكافيتيريا.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات