منتصف اليل الملعون
بدا شعورٌ بالهلع يتسرب من عيني آرثر، على الرغم من محاولاته الجادة للسيطرة على ملامحه. ارتجفت يداه قليلاً، وكأن تلك الحقيقة التي تقف أمامه الآن عصية على التصديق، غير قابلة للاستيعاب بسهولة. لم يكن الوضع معقولاً بأي حال؛ هذا “تابوت الجسد النائم” لا يمكن أن يكون فارغاً. هناك قوانين وطقوس صارمة تحكم وجود الجسد في داخله، إذ ينبغي أن يظل هناك بلا حراك، محاطًا بسحرٍ قديم لا يزول، مجبرًا على البقاء في سباته الأبدي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بهدوء تام، رفع آثر أصابعه مرة أخرى، وانتشر اللهب الأرجواني الحارق فوق جسد رين، يأكل كل شيء بلهفة، كأنه كائن جائع يبتلع الجسد ويحوله إلى رماد لا أثر فيه لحياة سابقة.
انتقل انتباه آرثر إلى الرجل صاحب الندبة، الذي ظل ثابتًا في موقفه الهادئ، لكن شيئًا قد تغير فيه. كانت عيناه تمسحان المكان بتمعن، يتفحص كل زاوية في الغرفة، كجندي محاصر ينتظر المعركة، مدركًا أن النهاية ليست بيده. لم يكن هذا هو الوقت المناسب للأسئلة؛ بل للأجوبة التي لم يكن لديهما رفاهية ترف انتظارها.
كان التابوت مغلقًا الآن، لكنهما يعرفان، آرثر والرجل صاحب الندبة، أن غيابه عن استضافة جسد رين يعني كارثة حتمية. وجوده في حالة الفراغ يجعله، وفقًا للطقوس، يستدعي جسدًا بلا ملامح، ذكرًا بعمر الثلاثين، يبدو وكأنه طيف بائس مستحضر من الظلال. كانت هذه واحدة من القواعد الصارمة التي فرضتها الطقوس القديمة: أن يكون المستحضر دومًا جسدًا ذكوريًا، وكأن تلك الروح العمياء لا تملك سوى استحضار قالب واحد متكرر، على بعد ثلاثين عامًا من عمر مجهول.
انتقل انتباه آرثر إلى الرجل صاحب الندبة، الذي ظل ثابتًا في موقفه الهادئ، لكن شيئًا قد تغير فيه. كانت عيناه تمسحان المكان بتمعن، يتفحص كل زاوية في الغرفة، كجندي محاصر ينتظر المعركة، مدركًا أن النهاية ليست بيده. لم يكن هذا هو الوقت المناسب للأسئلة؛ بل للأجوبة التي لم يكن لديهما رفاهية ترف انتظارها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مرر آرثر أصابعه على معطفه، عاكسًا بنبرة ثابتة صدى عميقًا من القناعة: “صحيح أنني أطمح للقوة، لكنني لا أسلك طرقهم. أنا واضح في عقيدتي، ولا أقبل بالسير على حافة الظلام بطريقةٍ قد تجردني من مبادئي. أما ذاك الطالب… فهو لا يستحق كل ذلك التعذيب. جسده كان شرارة استيقاظ الكيان، لكن روحه لا يجب أن تكون ضحية تلك الطقوس الوحشية.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أومأ الرجل صاحب الندبة بخفة، دون أن يغير من تعابيره، وبدأ في تشكيل مجموعة من الأختام بيديه. كان يقوم بحركات أشبه برقصة مظلمة، كأنها ترانيم غير مسموعة تُداعب الظلال في الغرفة. بينما كان ينغمس في طقوسه الغريبة، تقدم آرثر نحو التابوت. أزال القفازات البيضاء، ورماها في الهواء، حيث اشتعلت نار أرجوانية حارقة، تلتهمها وتتركها رمادًا متطايرًا في فراغ المكان. ثم أدخل يديه في جيب معطفه وسحب قفازين أسودين، ارتداهما ببطء، وكأنهما رمز لخطوة نحو مواجهة الظلام.
أطلق آرثر صوتاً واهنًا مرتجفًا، وكأنه يخشى من وقع كلماته في هذا الفراغ المرعب: “لقد اختفى الجسد… من المرجح أنه استيقظ بالفعل.”
كان التابوت مغلقًا الآن، لكنهما يعرفان، آرثر والرجل صاحب الندبة، أن غيابه عن استضافة جسد رين يعني كارثة حتمية. وجوده في حالة الفراغ يجعله، وفقًا للطقوس، يستدعي جسدًا بلا ملامح، ذكرًا بعمر الثلاثين، يبدو وكأنه طيف بائس مستحضر من الظلال. كانت هذه واحدة من القواعد الصارمة التي فرضتها الطقوس القديمة: أن يكون المستحضر دومًا جسدًا ذكوريًا، وكأن تلك الروح العمياء لا تملك سوى استحضار قالب واحد متكرر، على بعد ثلاثين عامًا من عمر مجهول.
نظر إليه الرجل ذو الندبة بنظرة صارمة، وارتسمت على وجهه خطوط من الغضب والدهشة. قال بصوت حاد يكاد يتسرب منه سخط مكتوم: “لم آتِ إلى هنا، في منتصف الليل، لأتلقى عبثًا كهذا يا آرثر. تبا لك، كيف سمحتم بحدوث هذا؟ أكنت تظن أن الأمور ستسير كما خُطط لها دون أي ضمانات؟!”
اقترب بخطوات مدروسة، ورفع يده بهدوء، فأظهرت أصابعه المهارة والتروي، كأنها تؤدي رقصة معقدة في الهواء. ليطلق شقًا طفيفًا في عنق رين، حيث انساب الدماء منه ببطء، كما لو كانت تمثل نهاية حياة ضائعة. كان لون الدم عميقًا وغامقًا، يتجمع على حافة السرير ببطء، حتى أصبحت بقعة مشؤومة، تتحدى برودة الغرفة.
اقترب آرثر ببطء من التابوت، وتحسس سطحه البارد كمن يلامس سرًا مهجورًا يحاول إعادته إلى السجن، ثم أغلقه بإحكام، وكأن هذا الفعل يمكن أن يُعيد السيطرة المفقودة. ومع إغلاق التابوت، شعر بنبضات الرعب في صدره، وكأن تلك الجدران الصامتة كانت تشعر أيضًا باضطرابهم.
على بُعد خطوات منه، بقي صاحب الندبة واقفًا، بقامته النبيلة ونظرته الغير مكترثة، مراقبًا آثر بعينين نصف مغلقة، وكأنه يشاهد مسرحية معادة، حيث لا شيء جديد ولا مشاعر تُثيره.
تراجع آرثر إلى الخلف، تاركًا مسافة آمنة بينه وبين التابوت.
أخذ آرثر نفسًا عميقًا، لكنه لم يكن قادرًا على استعادة هدوئه. كانت الكلمات الصادرة من الرجل ذو الندبة تثقل كاهله، لكنها أيضًا تذكره بالوضع الحرج. استدار ببطء، والتقى نظرات الرجل. في تلك اللحظة، عرفا كلاهما أن الأمر يتجاوز التخطيط والمعرفة؛ بل إنه يحمل خلفه إرادة قديمة، أكبر من أن تُكسر بقرار بشري.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
على بُعد خطوات منه، بقي صاحب الندبة واقفًا، بقامته النبيلة ونظرته الغير مكترثة، مراقبًا آثر بعينين نصف مغلقة، وكأنه يشاهد مسرحية معادة، حيث لا شيء جديد ولا مشاعر تُثيره.
تراجع آرثر إلى الخلف، تاركًا مسافة آمنة بينه وبين التابوت.
وقف آثر أمام الباب المفتوح، والهواء البارد المنبعث من الغرفة المظلمة يتسرب بين تفاصيل وجهه الهادئ المتأمل، بينما يقف بجانبه الرجل صاحب الندبة، نظراته الكسولة لا تزال ثابتة كأنما الأحداث حوله لا تُحرك ساكنًا. سحب آثر نفسًا عميقًا، ثم قال بصوت مهيب يملؤه إدراك لخطر وشيك: “أعلم أننا سندفع تكلفة مرتفعة… تلك الطوائف القديمة ستزحف مرة أخرى نحو الساحة، سيكون الأمر معقدًا… خصوصًا أن الملك لم يعد بعد.”
بينما ظل آرثر ثابتًا، كانت عيناه الهادئتان تخفيان وراءهما بحرًا من الأفكار المضطربة، تحاول السيطرة على الفوضى التي تكمن داخله. أدار ببطء نظره نحو الرجل صاحب الندبة الذي يقف بلامبالاة، ثم جال ببصره حول الغرفة المعتمة والمليئة بأسرار لم تُفصح بعد عن نفسها. في وسط الغرفة، كان رين مستلقيًا فوق السرير، غارقًا في نوم لا يبعث الطمأنينة، كان وجود هذا الكيان المختوم داخل تابوت الجسد النائم، يشبه وميض برق في ليلة عاصفة؛ أمرًا لا يمكن تجاهله، ويفوق قدرته على الفهم والسيطرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كل خطوة كانت تقربه من الحقيقة كانت تكشف هشاشته أمام هذا الشذوذ المتجسد. لحظة شك تهدد كيانه، شعور بأن إيمانه بنفسه كاد يتحطم وهو يقف عاجزًا. عقله يحاول عبثًا تقفي أثر تفسير لهذا الحدث الذي يخرج عن نطاق المنطق والعقل، شذوذ بهذه الضخامة، أشبه بصدع يبتلع جميع محاولاته للاحتواء أو السيطرة، كأنه يسير في مسار مظلم لا ينتهي، ممتد نحو هاوية لا قرار لها.
كل خطوة كانت تقربه من الحقيقة كانت تكشف هشاشته أمام هذا الشذوذ المتجسد. لحظة شك تهدد كيانه، شعور بأن إيمانه بنفسه كاد يتحطم وهو يقف عاجزًا. عقله يحاول عبثًا تقفي أثر تفسير لهذا الحدث الذي يخرج عن نطاق المنطق والعقل، شذوذ بهذه الضخامة، أشبه بصدع يبتلع جميع محاولاته للاحتواء أو السيطرة، كأنه يسير في مسار مظلم لا ينتهي، ممتد نحو هاوية لا قرار لها.
توقف قليلًا، وبدأ يوازن بين الأفكار التي تتلاطم في ذهنه، يبحث عن حبل ينقذه من هذا الغرق المحتمل. غرفة العمليات الشاذة رقم -456-، بعيدة عن العاصمة، حيث وسائل التواصل مستحيلة… ولكن هناك شيء واحد كان واضحًا؛ هذه الحادثة بلغت ذروة الخطورة، ويجب أن يتم الإبلاغ عنها بأي ثمن. عينيه الهادئتين ثبتتا على الرجل صاحب الندبة، الذي استعاد تعابيره اللامبالية ونظرته الكسولة، كما لو كان الأمر مجرد مسألة روتينية.
أطلق آرثر صوتاً واهنًا مرتجفًا، وكأنه يخشى من وقع كلماته في هذا الفراغ المرعب: “لقد اختفى الجسد… من المرجح أنه استيقظ بالفعل.”
كان المرور في ممرات المستشفى الملعون حكما بالإعدام ولم يكن مجنونا للخروج من ذالك الباب بدون تذكرة المريض أو الزائر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اقترب آرثر ببطء من التابوت، وتحسس سطحه البارد كمن يلامس سرًا مهجورًا يحاول إعادته إلى السجن، ثم أغلقه بإحكام، وكأن هذا الفعل يمكن أن يُعيد السيطرة المفقودة. ومع إغلاق التابوت، شعر بنبضات الرعب في صدره، وكأن تلك الجدران الصامتة كانت تشعر أيضًا باضطرابهم.
كان التابوت مغلقًا الآن، لكنهما يعرفان، آرثر والرجل صاحب الندبة، أن غيابه عن استضافة جسد رين يعني كارثة حتمية. وجوده في حالة الفراغ يجعله، وفقًا للطقوس، يستدعي جسدًا بلا ملامح، ذكرًا بعمر الثلاثين، يبدو وكأنه طيف بائس مستحضر من الظلال. كانت هذه واحدة من القواعد الصارمة التي فرضتها الطقوس القديمة: أن يكون المستحضر دومًا جسدًا ذكوريًا، وكأن تلك الروح العمياء لا تملك سوى استحضار قالب واحد متكرر، على بعد ثلاثين عامًا من عمر مجهول.
بصوت حازم وكأن كل كلمة تُثقل بضغط ما لا يوصف، قال آرثر: “سوتا! افتح بابًا. علينا الاجتماع مع الهيئة العليا… الأمر خارج نطاق السيطرة!”
حول الرجل صاحب الندبة نظره نحو آرثر ببطء، وكان في عينيه بريق متقلب، أشبه بظل يراقب ليكتشف أعمق أسرار النوايا المدفونة. رفع حاجبه وسأل، بصوت مشحون بالشك والسخرية: “لم أتوقع أنك ستقوم بذلك… ألم تكن تفكر في ألا تأخذ تلك الروح؟ تشريحها أو محاولة اكتساب سلطتها قد يكون مغريًا، أليس كذلك؟”
أومأ الرجل صاحب الندبة بخفة، دون أن يغير من تعابيره، وبدأ في تشكيل مجموعة من الأختام بيديه. كان يقوم بحركات أشبه برقصة مظلمة، كأنها ترانيم غير مسموعة تُداعب الظلال في الغرفة. بينما كان ينغمس في طقوسه الغريبة، تقدم آرثر نحو التابوت. أزال القفازات البيضاء، ورماها في الهواء، حيث اشتعلت نار أرجوانية حارقة، تلتهمها وتتركها رمادًا متطايرًا في فراغ المكان. ثم أدخل يديه في جيب معطفه وسحب قفازين أسودين، ارتداهما ببطء، وكأنهما رمز لخطوة نحو مواجهة الظلام.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وبيدين تحيطهما هالة أرجوانية عميقة، مدّ يده نحو التابوت، طاقة أثيرية تسربت من أصابعه، وبدأ التابوت يتقلص تدريجيًا، يُضغط ويُكثّف حتى أصبح بحجم راحة يده. تلك العملية لم تكن بلا ثمن؛ تسللت قطرات دماء من زوايا عيني آرثر، كأنما دفعته هذه الطقوس إلى حدود مجهولة وخطرة.
حمل التابوت المصغر بحذر، كأنه يحمل شيئًا من عالم آخر لا يجب أن يرى النور. التفت نحو الرجل صاحب الندبة، الذي كان في تلك اللحظة يعدل ربطة عنقه بلامبالاة واضحة، واقفًا بجوار باب حديدي قديم، مفتوح نحو ظلام بلا نهاية. وبخطوات حذرة، تقدم آرثر نحوه، يتجاوز الخط الفاصل بين الضوء والظل، كأنهما كائنين يتسربان نحو عالم مجهول…
بعد دقائق من الصمت، ألقى آثر بقايا السيجارة في الهواء، وبحركة خفيفة من أصابعه اشتعلت باللهب أرجواني مزهقًا للرماد في لحظة. أدار رأسه نحو السرير المعدني العتيق، ورين الملقى عليه كما لو كان مجرد دمية نائمة في عالمها الخاص، محاطًا بأحلام غامضة. بنظرة مليئة بالتأمل، همس آثر بنبرة تكميلية كما لو كان يتحدث مع نفسه: “قصير العمر، ها؟”
وقف آثر أمام الباب المفتوح، والهواء البارد المنبعث من الغرفة المظلمة يتسرب بين تفاصيل وجهه الهادئ المتأمل، بينما يقف بجانبه الرجل صاحب الندبة، نظراته الكسولة لا تزال ثابتة كأنما الأحداث حوله لا تُحرك ساكنًا. سحب آثر نفسًا عميقًا، ثم قال بصوت مهيب يملؤه إدراك لخطر وشيك: “أعلم أننا سندفع تكلفة مرتفعة… تلك الطوائف القديمة ستزحف مرة أخرى نحو الساحة، سيكون الأمر معقدًا… خصوصًا أن الملك لم يعد بعد.”
بقي الرجل صاحب الندبة دون أي رد فعل يُذكر، وكأن كل كلمة نُطقت لم تمس جوهره الجامد، سوى لمحة الارتباك العابر التي تلاشت بسرعة، تاركًا وجهه يعود إلى تعابيره اللامبالية.
اقترب بخطوات مدروسة، ورفع يده بهدوء، فأظهرت أصابعه المهارة والتروي، كأنها تؤدي رقصة معقدة في الهواء. ليطلق شقًا طفيفًا في عنق رين، حيث انساب الدماء منه ببطء، كما لو كانت تمثل نهاية حياة ضائعة. كان لون الدم عميقًا وغامقًا، يتجمع على حافة السرير ببطء، حتى أصبحت بقعة مشؤومة، تتحدى برودة الغرفة.
بقي الرجل صاحب الندبة دون أي رد فعل يُذكر، وكأن كل كلمة نُطقت لم تمس جوهره الجامد، سوى لمحة الارتباك العابر التي تلاشت بسرعة، تاركًا وجهه يعود إلى تعابيره اللامبالية.
أجاب بهدوء، بنبرة كسولة كعادته: “المكتبة ستتدخل بالتأكيد.”
شعر آثر بشيء من الوخز يسري في جسده، كما لو أن فعلته تركت أثرًا غامضًا عليه. للحظة، تشنج جسده، ثم سرعان ما استعاد توازنه وكأن شيئًا لم يكن. تلك اللحظة الخاطفة التي مرت كالوميض، حملت في طياتها إيحاءً لم يكن واضحًا؛ إرهاق عميق، أو ربما ظل من عبء ثقيل.
أطلق آثر ضحكة مريرة، وصوت السيجارة وهو يُشعلها بيده اليسرى يشق السكون الثقيل. كانت الولاعة المعدنية الفضية غريبة الشكل بين أصابعه كأنها قطعة أثرية قديمة، محفورة بأنماط ورموز غامضة ربما تعود لعصر أقدم من الزمن نفسه. سحب أول نفس من السيجارة، فأغمض عينيه مستسلمًا للحظة من الصفاء، وكأنه يحاول بعزم خفي السيطرة على الفوضى التي تعصف بداخله، ثم نفث الدخان متأملًا الأفق المظلم خلف الباب.
كان التابوت مغلقًا الآن، لكنهما يعرفان، آرثر والرجل صاحب الندبة، أن غيابه عن استضافة جسد رين يعني كارثة حتمية. وجوده في حالة الفراغ يجعله، وفقًا للطقوس، يستدعي جسدًا بلا ملامح، ذكرًا بعمر الثلاثين، يبدو وكأنه طيف بائس مستحضر من الظلال. كانت هذه واحدة من القواعد الصارمة التي فرضتها الطقوس القديمة: أن يكون المستحضر دومًا جسدًا ذكوريًا، وكأن تلك الروح العمياء لا تملك سوى استحضار قالب واحد متكرر، على بعد ثلاثين عامًا من عمر مجهول.
على بُعد خطوات منه، بقي صاحب الندبة واقفًا، بقامته النبيلة ونظرته الغير مكترثة، مراقبًا آثر بعينين نصف مغلقة، وكأنه يشاهد مسرحية معادة، حيث لا شيء جديد ولا مشاعر تُثيره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أجاب بهدوء، بنبرة كسولة كعادته: “المكتبة ستتدخل بالتأكيد.”
بعد دقائق من الصمت، ألقى آثر بقايا السيجارة في الهواء، وبحركة خفيفة من أصابعه اشتعلت باللهب أرجواني مزهقًا للرماد في لحظة. أدار رأسه نحو السرير المعدني العتيق، ورين الملقى عليه كما لو كان مجرد دمية نائمة في عالمها الخاص، محاطًا بأحلام غامضة. بنظرة مليئة بالتأمل، همس آثر بنبرة تكميلية كما لو كان يتحدث مع نفسه: “قصير العمر، ها؟”
ظل آرثر صامتًا، متأملًا في وجه الرجل صاحب الندبة، مستشفًا في عينيه انعكاسًا لغموض العالم الذي يغرقانه فيه.
كل خطوة كانت تقربه من الحقيقة كانت تكشف هشاشته أمام هذا الشذوذ المتجسد. لحظة شك تهدد كيانه، شعور بأن إيمانه بنفسه كاد يتحطم وهو يقف عاجزًا. عقله يحاول عبثًا تقفي أثر تفسير لهذا الحدث الذي يخرج عن نطاق المنطق والعقل، شذوذ بهذه الضخامة، أشبه بصدع يبتلع جميع محاولاته للاحتواء أو السيطرة، كأنه يسير في مسار مظلم لا ينتهي، ممتد نحو هاوية لا قرار لها.
اقترب بخطوات مدروسة، ورفع يده بهدوء، فأظهرت أصابعه المهارة والتروي، كأنها تؤدي رقصة معقدة في الهواء. ليطلق شقًا طفيفًا في عنق رين، حيث انساب الدماء منه ببطء، كما لو كانت تمثل نهاية حياة ضائعة. كان لون الدم عميقًا وغامقًا، يتجمع على حافة السرير ببطء، حتى أصبحت بقعة مشؤومة، تتحدى برودة الغرفة.
بهدوء تام، رفع آثر أصابعه مرة أخرى، وانتشر اللهب الأرجواني الحارق فوق جسد رين، يأكل كل شيء بلهفة، كأنه كائن جائع يبتلع الجسد ويحوله إلى رماد لا أثر فيه لحياة سابقة.
أطلق آرثر صوتاً واهنًا مرتجفًا، وكأنه يخشى من وقع كلماته في هذا الفراغ المرعب: “لقد اختفى الجسد… من المرجح أنه استيقظ بالفعل.”
شعر آثر بشيء من الوخز يسري في جسده، كما لو أن فعلته تركت أثرًا غامضًا عليه. للحظة، تشنج جسده، ثم سرعان ما استعاد توازنه وكأن شيئًا لم يكن. تلك اللحظة الخاطفة التي مرت كالوميض، حملت في طياتها إيحاءً لم يكن واضحًا؛ إرهاق عميق، أو ربما ظل من عبء ثقيل.
ابتسم آرثر، ضحكة جافة خرجت من أعماق صدره وكأنها صوت كسر زجاج قديم، ثم قال بهدوء، دون أدنى تردد: “لست مجنونًا لفعل ذلك. من الأفضل قتله على أن تسقط روحه في أيدي المكتبة. تبديدها هو الخيار الأمثل، أفضل من أن يتلاعبوا بروح ذلك الفتى كما يحلو لهم، ويحولوه إلى لعبة بائسة تخدم مصالحهم.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مرر آرثر أصابعه على معطفه، عاكسًا بنبرة ثابتة صدى عميقًا من القناعة: “صحيح أنني أطمح للقوة، لكنني لا أسلك طرقهم. أنا واضح في عقيدتي، ولا أقبل بالسير على حافة الظلام بطريقةٍ قد تجردني من مبادئي. أما ذاك الطالب… فهو لا يستحق كل ذلك التعذيب. جسده كان شرارة استيقاظ الكيان، لكن روحه لا يجب أن تكون ضحية تلك الطقوس الوحشية.”
أما الرجل صاحب الندبة، فظل ثابتًا في مكانه، كعادته، عيناه نصف مغلقتين ونظرته الكسولة ثابتة، يتابع كل شيء كأنه مشاهد لأحداث لا تعنيه، دون أن يتحرك أو ينبس بكلمة، كأنه تجسيد للامبالاة.
حول الرجل صاحب الندبة نظره نحو آرثر ببطء، وكان في عينيه بريق متقلب، أشبه بظل يراقب ليكتشف أعمق أسرار النوايا المدفونة. رفع حاجبه وسأل، بصوت مشحون بالشك والسخرية: “لم أتوقع أنك ستقوم بذلك… ألم تكن تفكر في ألا تأخذ تلك الروح؟ تشريحها أو محاولة اكتساب سلطتها قد يكون مغريًا، أليس كذلك؟”
أخذ آرثر نفسًا عميقًا، لكنه لم يكن قادرًا على استعادة هدوئه. كانت الكلمات الصادرة من الرجل ذو الندبة تثقل كاهله، لكنها أيضًا تذكره بالوضع الحرج. استدار ببطء، والتقى نظرات الرجل. في تلك اللحظة، عرفا كلاهما أن الأمر يتجاوز التخطيط والمعرفة؛ بل إنه يحمل خلفه إرادة قديمة، أكبر من أن تُكسر بقرار بشري.
ابتسم آرثر، ضحكة جافة خرجت من أعماق صدره وكأنها صوت كسر زجاج قديم، ثم قال بهدوء، دون أدنى تردد: “لست مجنونًا لفعل ذلك. من الأفضل قتله على أن تسقط روحه في أيدي المكتبة. تبديدها هو الخيار الأمثل، أفضل من أن يتلاعبوا بروح ذلك الفتى كما يحلو لهم، ويحولوه إلى لعبة بائسة تخدم مصالحهم.”
بصوت حازم وكأن كل كلمة تُثقل بضغط ما لا يوصف، قال آرثر: “سوتا! افتح بابًا. علينا الاجتماع مع الهيئة العليا… الأمر خارج نطاق السيطرة!”
مرر آرثر أصابعه على معطفه، عاكسًا بنبرة ثابتة صدى عميقًا من القناعة: “صحيح أنني أطمح للقوة، لكنني لا أسلك طرقهم. أنا واضح في عقيدتي، ولا أقبل بالسير على حافة الظلام بطريقةٍ قد تجردني من مبادئي. أما ذاك الطالب… فهو لا يستحق كل ذلك التعذيب. جسده كان شرارة استيقاظ الكيان، لكن روحه لا يجب أن تكون ضحية تلك الطقوس الوحشية.”
أطلق آرثر صوتاً واهنًا مرتجفًا، وكأنه يخشى من وقع كلماته في هذا الفراغ المرعب: “لقد اختفى الجسد… من المرجح أنه استيقظ بالفعل.”
كان التابوت مغلقًا الآن، لكنهما يعرفان، آرثر والرجل صاحب الندبة، أن غيابه عن استضافة جسد رين يعني كارثة حتمية. وجوده في حالة الفراغ يجعله، وفقًا للطقوس، يستدعي جسدًا بلا ملامح، ذكرًا بعمر الثلاثين، يبدو وكأنه طيف بائس مستحضر من الظلال. كانت هذه واحدة من القواعد الصارمة التي فرضتها الطقوس القديمة: أن يكون المستحضر دومًا جسدًا ذكوريًا، وكأن تلك الروح العمياء لا تملك سوى استحضار قالب واحد متكرر، على بعد ثلاثين عامًا من عمر مجهول.
رمق آرثر بنظرة متأملة نحو الرماد المتناثر، كأن أفكاره تسافر عبر دخان غريب يتسرب من بين أصابعه. همس وكأنه يخاطب نفسه: “الاحتفاظ بروحه قد يكون مفتاحًا حاسمًا في مواجهتنا القادمة. قد يمنحنا سلاحًا لا يمكن للمكتبة اكتسابه.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اقترب آرثر ببطء من التابوت، وتحسس سطحه البارد كمن يلامس سرًا مهجورًا يحاول إعادته إلى السجن، ثم أغلقه بإحكام، وكأن هذا الفعل يمكن أن يُعيد السيطرة المفقودة. ومع إغلاق التابوت، شعر بنبضات الرعب في صدره، وكأن تلك الجدران الصامتة كانت تشعر أيضًا باضطرابهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com توقف قليلًا، وبدأ يوازن بين الأفكار التي تتلاطم في ذهنه، يبحث عن حبل ينقذه من هذا الغرق المحتمل. غرفة العمليات الشاذة رقم -456-، بعيدة عن العاصمة، حيث وسائل التواصل مستحيلة… ولكن هناك شيء واحد كان واضحًا؛ هذه الحادثة بلغت ذروة الخطورة، ويجب أن يتم الإبلاغ عنها بأي ثمن. عينيه الهادئتين ثبتتا على الرجل صاحب الندبة، الذي استعاد تعابيره اللامبالية ونظرته الكسولة، كما لو كان الأمر مجرد مسألة روتينية.
لم يبدِ الرجل صاحب الندبة اهتمامًا واضحًا، لكنه أومأ برأسه بسخرية، وزوايا فمه ترتسم على ابتسامة باردة كالجليد: “رجال المبادئ، هاه؟ أنتم مخلوقات نادرة في هذا العصر. مختلفون حقًا… ولكن، أليست مبادئك هي ما يحد وما يتحكم في قوتك؟ في النهاية، كم من هؤلاء الذين تسمّونهم برجال المبادئ سقطوا لأنهم أبوا اتخاذ خطوة واحدة نحو هاوية القوة المطلقة؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مرر آرثر أصابعه على معطفه، عاكسًا بنبرة ثابتة صدى عميقًا من القناعة: “صحيح أنني أطمح للقوة، لكنني لا أسلك طرقهم. أنا واضح في عقيدتي، ولا أقبل بالسير على حافة الظلام بطريقةٍ قد تجردني من مبادئي. أما ذاك الطالب… فهو لا يستحق كل ذلك التعذيب. جسده كان شرارة استيقاظ الكيان، لكن روحه لا يجب أن تكون ضحية تلك الطقوس الوحشية.”
ظل آرثر صامتًا، متأملًا في وجه الرجل صاحب الندبة، مستشفًا في عينيه انعكاسًا لغموض العالم الذي يغرقانه فيه.
كان المرور في ممرات المستشفى الملعون حكما بالإعدام ولم يكن مجنونا للخروج من ذالك الباب بدون تذكرة المريض أو الزائر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان التابوت مغلقًا الآن، لكنهما يعرفان، آرثر والرجل صاحب الندبة، أن غيابه عن استضافة جسد رين يعني كارثة حتمية. وجوده في حالة الفراغ يجعله، وفقًا للطقوس، يستدعي جسدًا بلا ملامح، ذكرًا بعمر الثلاثين، يبدو وكأنه طيف بائس مستحضر من الظلال. كانت هذه واحدة من القواعد الصارمة التي فرضتها الطقوس القديمة: أن يكون المستحضر دومًا جسدًا ذكوريًا، وكأن تلك الروح العمياء لا تملك سوى استحضار قالب واحد متكرر، على بعد ثلاثين عامًا من عمر مجهول.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات