32 - الطريق قُدُمًا.
؟؟؟: «كم من الوقت يلزم لإعادة عامي أحمق واحد فحسب؟ أترى أنَّ قيمة الزمن الذي ينقضي تتساوى بيني وبينك؟»
سوبارو: «ليس شرطًا يدعو للرقص فرحًا، أليس كذلك؟» إيبل: «بالطبع. ما دمت أجهل سلامة غوز، فلا يوجد بين الجنرالات التسعة مَن سيتبعني بلا قيد أو شرط. وفوق ذلك، قلَّ أن تجد غريب الأطوار الذي يهوى إرهاق نفسه في معركة خاسرة.» سوبارو: «… إن لم يروا ولو بصيص أمل في النصر، فلن ينضم أحد.»
؟؟؟: «لا… ولهذا أعتذر منك…»
فجأة، نهضت تاريتا واقفة، وتوسَّلت إلى إيبل أن يأخذها معه.
؟؟؟: «كم من الوقت يلزم لإعادة عامي أحمق واحد فحسب؟ أترى أنَّ قيمة الزمن الذي ينقضي تتساوى بيني وبينك؟»
استقبل آل نظرة سيدته الباردة، فانحنى برأسه في انكسار.
فما إن عاد إلى قاعة الاجتماع برفقة سوبارو، حتى باغته ذلك التوبيخ.
فما إن عاد إلى قاعة الاجتماع برفقة سوبارو، حتى باغته ذلك التوبيخ.
كان الغرض الأصلي لمهمته هو إعادة سوبارو إلى قاعة الاجتماع؛ لذا لم يكن من المستغرب أن يُلام على انشغاله بحوار جانبي غير مخطط له. لم يكن ذلك الاتهام بلا مسوِّغ، غير أنَّ――
وبالنظر إلى الوراء، فقد كان ذلك أيضًا جزءًا من تصريح وُلد من الخوف المفرط من ساحرة الحسد.
سوبارو: «بريسيلا، رجاءً لا تُلقِ باللائمة على آل كثيرًا، فالخطأ خطئي أنا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن الأمر مجرد مشاورة في رحلة أو وعد بمتعة، بل مهمة قد تضع حياتها على المحك؛ فهل يجوز أن يُترك النقاش معها إلى ما بعد اتخاذ القرار؟ ولو كان ذلك سيتسبب في شرخ بين الشقيقين، فسيكون مؤلمًا لسوبارو. ومع ذلك، كان يخشى أن بوسعه تصور المشهد وهما يضحكان متصالحين في النهاية.
بريسيلا: «همم… أغلب الظن أنَّكما كنتما تواسيان أحدكما الآخر في أمرٍ تافه. جبينك محمر… هل ضربته بالحائط أم ماذا؟»
تحت حدَّة نظراتها المتضايقة، التفت سوبارو إلى إيبل. كان الأخير جالسًا متكئًا على مقعده، ذراعاه متشابكتان، غير مكترث بنظرات الاستفهام الموجهة إليه. وربما كان يضيق صدره بالاعتراف بسوبارو كمستشار عسكري، لكنه إذ صرَّح بذلك صراحة أمام بريسيلا، لم يعد بوسعه التراجع.
سوبارو: «أتمتلكين بصيرة نافذة؟ لقد أصبتِ الهدف بدقة مخيفة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سوبارو: «ثمَّ هناك سبب تسميتها بمدينة الشياطين…» بريسيلا: «اطمئن أيها العامي الأحمق، فالسبب ليس مما قد يسحق قلبك الضئيل. إنَّها مدينة عاشت فيها منذ القدم أعراق شتَّى في فوضى عارمة. فإمبراطورية فولاكيا تضمُّ تنوُّعًا عرقيًّا أوسع بكثير من لوغونيكا، غير أنَّ كيوس فليم مزيج فريد لا مثيل له.» سوبارو: «كيوس والتي تعني فوضى… واسمها مدينة الشياطين.»
رمت بريسيلا، التي ردَّت على دفاع سوبارو عن آل، تعليقًا وكأنها شاهدت الأمر بعينها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com آل: «… حسنًا، أفهم ما ترمي إليه أيها الجنرال الأفرو، لكن من سير الحديث، يبدو أنه واحد من الجنرالات التسعة السماويين، أليس كذلك؟ إن استبعدتهم، فهل بقي شخص يمكن الاعتماد عليه؟ لسنا في موقف يسمح لنا بالانتقاء.» زيكر: «هذا صحيح، لكن…»
لم يكن المشهد مألوفًا بحيث يتبادر إلى الذهن بهذه السهولة، ومع ذلك ارتجف سوبارو من حدَّة فراستها.
لكن إيبل هزَّ رأسه نافيًا. إيبل: «كلا، ليس الأمر كذلك. أراكيا تتحيَّن الفرصة لقتل سيسيليوس، لكنها تعجز عن تحقيق ذلك لأن كل محاولة منها تنتهي بإصابة مَن حوله. ولهذا أمرتُ سيسيليوس…» سوبارو: «أمرتَه بماذا؟» إيبل: «بأن يقيم في أماكن يسهل على أراكيا الوصول إليه فيها، طالما أنَّ الأمر سيحدث عاجلًا أم آجلًا.» سوبارو: «… أفهم؟»
على أي حال――
حين حاول سوبارو التأكد، وجَّه له إيبل مزحة ثقيلة الطبع. وبرغم غضبه منها، كان ردُّه يوحي برغبته في أن يُؤخذ معهم، فشدَّ على أسنانه وصمت.
أطرقت تاريتا برأسها، تعضُّ على شفتها، وتحدِّق في يديها الفارغتين. في تلك اليدين الخاليتين، أمسك بلا شك ما يحمله سوبارو في قلبه هو الآخر―― ألا وهو شعور العجز الذي ينهش الروح.
سوبارو: «يبدو أنَّ النقاش لم يتقدَّم في غيابنا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إن كان انطباعه صائبًا، فهي امرأةٌ تُرهب حتى زيكر، ذائع الصيت بصفته زير النساء، الذي يتصرَّف كنبيل حتى مع سوبارو حين كان متنكرًا في زيِّ امرأة. لم يستطع أن يتصوَّر المشهد الذي قد يخرج من لقائها، لكن――
بريسيلا: «من العسير الوصول إلى قرار حاسم، ألسْتَ أنت المستشار العسكري لإيبل؟»
فلوب: «آنسة تاريتا، أرجو أن تعاملي أختي بلطف. أنتما انسجمتما معي، فلا شك أن انسجامك مع أختي سيكون يسيرًا.» تاريتا: «نـ-نعم… وأنت أيضًا، اعتنِ بنفسك…» فلوب: «هم؟ نعم، سأبذل قصارى جهدي مع زيكر سان وبقية الشودراكيين!»
سوبارو: «آه… حسنًا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سوبارو: «يبدو أنَّ النقاش لم يتقدَّم في غيابنا…»
سوبارو: «حسنًا، إن كان الأمر كذلك، فجدير كان تأخري عن الاجتماع.» بريسيلا: «أرى أنَّ نتيجة حوار بين مهرِّجين كانت باهرة. تبدو ودودًا على غير عادتك، يا آل.» آل: «مهلًا، مهلًا، ليس غريبًا أن أكون ودودًا مع أحدهم، يا أميرتي. فأنا فتى لطيف بعد كل شيء.»
تحت حدَّة نظراتها المتضايقة، التفت سوبارو إلى إيبل. كان الأخير جالسًا متكئًا على مقعده، ذراعاه متشابكتان، غير مكترث بنظرات الاستفهام الموجهة إليه.
وربما كان يضيق صدره بالاعتراف بسوبارو كمستشار عسكري، لكنه إذ صرَّح بذلك صراحة أمام بريسيلا، لم يعد بوسعه التراجع.
سوبارو: «آه… حسنًا…»
وبذلك، لم يكن ممكنًا إنهاء الاجتماع دون سوبارو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سوبارو: «على كل حال، أنا…» إيبل: «سأتركك خلفي.» سوبارو: «――هك!» إيبل: «أحقًّا ظننت أنني سأقول ذلك؟»
سوبارو: «ألا ترى أنَّك تضرُّ نفسك بالتصرف بلا تفكير؟»
أجابت بريسيلا بنبرة تقريرية على ملامح سوبارو المتجهمة، ثم تمتم وهو يكرر الكلمات: «الجنرالات التسعة السماويين…» لم يكن ذلك شرطًا تعسفيًا، على الإطلاق. فمن البدهي أنَّ مَن أراد خوض معركة لاستعادة العرش، لا بد له من كسب عدد وافر من هؤلاء الجنرالات سلفًا. وبريسيلا لم تفعل سوى المطالبة بالخطوة الأولى. بل إن الشرط بدا موفَّقًا لو استطاعوا، بتحقيقه، ضمَّ بريسيلا إلى جانبهم… أليس كذلك――
إيبل: «بل أنت مَن عليه أن يقدِّر وزن كلماته. فأيُّ خطة عظيمة قد تبدو حكيمة أو حمقاء، تبعًا للطريقة التي تصوغها بها.»
سوبارو: «أأنت نادم على معاملتي كمستشار عسكري؟ يا لجرأتك…»
////
؟؟؟: «لا… ولهذا أعتذر منك…»
قطَّب سوبارو حاجبيه متبرِّمًا من رد إيبل المتعالي، وزفر بعمق.
ثم ألقى نظرة على الحاضرين في القاعة―― إيبل، بريسيلا، زيكر، وتاريتا التي تولَّت منصب الزعامة―― قبل أن يغمض عينًا واحدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سوبارو: «على كل حال، أنا…» إيبل: «سأتركك خلفي.» سوبارو: «――هك!» إيبل: «أحقًّا ظننت أنني سأقول ذلك؟»
بدونه وبدون آل، بدا أنَّهم عاجزون عن بلوغ نتيجة――
سوبارو: «أتقصد أن هذا السيسيليوس وتلك الأراكيا… عاشقان مثلًا؟»
سوبارو: «القرار الذي لم تصلوا إليه… هل يتعلق بالتعاون مع بريسيلا؟ لقد قيل قبل قليل إنَّ لها حليفًا.»
؟؟؟: «――إيبل، أرجوك خذني معك.» سوبارو: «تاريتا سان؟»
إيبل: «عقلك ما زال قادرًا على مجاراة الحديث، أجل… ذلك ما أعنيه―― ألا تذكر أن مَن يجمع أكبر عدد من الجنرالات التسعة السماويين يكون النصر من نصيبه؟»
كان من السهل حينها إدراك أن كلمة “كيوس” مرتبطة تمامًا بمدينة توصف بالفوضى. وربما كان الأمر مجرَّد صدفة لغوية، إذ نحن في عالم آخر.
سوبارو: «بلى… وصلنا إلى أن الأول منهم مزعج لأنه عديم الفائدة.»
لقد نُقضت، على لسان ريم نفسها، الكلمات التي طالما ساندت ناتسكي سوبارو، غير أنَّه وجد العزم على ألا تهتزَّ ركبته في هذه اللحظة بالذات.
فإن لم يُستقطب، وتحول إلى قاتل مأجور، فلن يُجدي حياله شيء. أما إن انضمَّ إليهم، فلن يكون ذا نفع كبير. وكأنَّ الأمر في لعبة محاكاة… سيكون وحدةً مزعجة التعامل.
سوبارو: «على افتراض أن ميديوم سان موافقة، ماذا عنك يا إيبل؟» إيبل: «――لقد رأيتُ أنَّ لديها المهارات اللازمة. إن أدَّت دورها، فلا اعتراض لديَّ.» فلوب: «إذًا اطمئنوا! أختي تبذل قصارى جهدها في أي أمر يُطلب منها! لكن احذروا، فهي لا تتحمس كثيرًا إذا لم يُطلب منها ذلك صراحة.»
شخصٌ يفتقر إلى الجاذبية حتى لو انضمَّ إلى صفِّهم، بينما يغدو سُمًّا قاتلًا إن تُرك في صفوف العدو.
بعد أن أصغت قليلًا إلى هذه المعلومات العبثية عن الجنرالات التسعة السماويين، وبعد صيحة سوبارو الغاضبة، رأت بريسيلا أنَّها شهدت خاتمة النقاش، وفتحت مروحتها بفرقعةٍ حادَّة. والحقُّ أنَّها خاتمة رغب سوبارو في الاعتراض عليها، لكن――
سوبارو: «لكن المسألة تتعلق بالنصر النهائي، لا ببريسيلا ولا بدعم حلفائها… أليس كذلك؟»
بريسيلا: «―― همم.»
فما إن عاد إلى قاعة الاجتماع برفقة سوبارو، حتى باغته ذلك التوبيخ.
أصدرت بريسيلا صوتًا خافتًا في حلقها، وقد لخَّص سوبارو الحكاية بمهارة.
وفي لحظة عابرة، لمعت عيناها القرمزيتان بوميض فضول بدا غريبًا في نظره… لم يكن ذاك الفضول موجهًا لشخص آخر فحسب، بل له هو أيضًا.
‹لم أفعل شيئًا مميَّزًا.› تأمل سوبارو.
وبالنظر إلى الوراء، فقد كان ذلك أيضًا جزءًا من تصريح وُلد من الخوف المفرط من ساحرة الحسد.
سوبارو: «ما الأمر؟»
بريسيلا: «ظننتك قد انكمشتَ تحت ذلك المظهر، غير أنَّك عدتَ وملامحك تحمل هيئةً جديدة ونورًا مختلفًا في عينيك. وفوق ذلك، يبدو أنَّ دورتك الدموية أفضل قليلًا، مما غيَّر من مظهرك بعض الشيء.»
سوبارو: «…أأنتِ… تُثنين عليَّ؟»
بريسيلا: «بوسعك أن تقفز طربًا إن كان هذا ما تشتهي.»
سوبارو: «لن أبلغ هذا الحد.»
كان آل بالنسبة له الوحيد من مسقط رأسه، ذاك الذي رَبَّت على كتفه ودفعه للخروج من مأزقٍ ميؤوس منه. لكن الحق أن صورته لم تخلُ من الجانب الجافِّ؛ فقد كان قاسيًا معه في مواضع أخرى، وينظر إلى كل مأزق وكأنه شأن لا يعنيه.
وإذ لم تُنكر، فقد كان ذلك إطراءً بطريقتها الخاصة. أجابها سوبارو بضحكة أنفية، متقبِّلًا المديح على تبدُّل حاله.
وإذ لم تُنكر، فقد كان ذلك إطراءً بطريقتها الخاصة.
أجابها سوبارو بضحكة أنفية، متقبِّلًا المديح على تبدُّل حاله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سوبارو: «يورنا ميشيغوري…»
لقد نُقضت، على لسان ريم نفسها، الكلمات التي طالما ساندت ناتسكي سوبارو، غير أنَّه وجد العزم على ألا تهتزَّ ركبته في هذه اللحظة بالذات.
قوبلت كلمات إيبل الجريئة باعتراض شديد من زيكر الذي شحب وجهه. وتسبَّب إصراره الحاد في أن يرمش سوبارو بعينيه في حيرة، متسائلًا عمَّا يجري. كان واضحًا أنَّ زيكر يعرف تمامًا ما يقصده إيبل، لكن الأمر بدا بلا منطق لسوبارو؛ فبحسب سير الحوار، كان الأمر يتعلَّق بالحديث مع شخصٍ مجنون――
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
سوبارو: «حسنًا، إن كان الأمر كذلك، فجدير كان تأخري عن الاجتماع.»
بريسيلا: «أرى أنَّ نتيجة حوار بين مهرِّجين كانت باهرة. تبدو ودودًا على غير عادتك، يا آل.»
آل: «مهلًا، مهلًا، ليس غريبًا أن أكون ودودًا مع أحدهم، يا أميرتي. فأنا فتى لطيف بعد كل شيء.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
سخرت منه بريسيلا، فرفع آل كتفيه مجيبًا.
ولم يستطع سوبارو أن يجزم أيُّ القولين أصوب، قول بريسيلا أم قول آل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان آل بالنسبة له الوحيد من مسقط رأسه، ذاك الذي رَبَّت على كتفه ودفعه للخروج من مأزقٍ ميؤوس منه.
لكن الحق أن صورته لم تخلُ من الجانب الجافِّ؛ فقد كان قاسيًا معه في مواضع أخرى، وينظر إلى كل مأزق وكأنه شأن لا يعنيه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
سوبارو: «يمكنني أن أصفح عن ذلك، إذا اعتبرته أثرًا جانبيًا لقضاء وقت طويل في عالم آخر.»
سوبارو: «كيف يمكن أن تعيش مع شخص يريد قتلك…؟»
آل: «أما سمعتَ نفسك للتو تقول شيئًا مزعجًا؟ لعلها مجرد أوهام.»
سوبارو: «حسنًا، إن كان الأمر كذلك، فجدير كان تأخري عن الاجتماع.» بريسيلا: «أرى أنَّ نتيجة حوار بين مهرِّجين كانت باهرة. تبدو ودودًا على غير عادتك، يا آل.» آل: «مهلًا، مهلًا، ليس غريبًا أن أكون ودودًا مع أحدهم، يا أميرتي. فأنا فتى لطيف بعد كل شيء.»
أمال آل رأسه في حيرة، لكن سوبارو ترك الأمر يمرُّ.
إذ لم يكن المهمِّ أن بريسيلا قد غيَّرت رأيها بشأنه، ولا أن آل أسهم في هذا التغيير.
قال سوبارو ذلك بحزم، وكأنها الشرط الوحيد الذي لا مجال للمساومة فيه. وما إن سمعه إيبل حتى اتسعت عيناه قليلًا، وأطلق زفرة طويلة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
سوبارو: «ما علينا فعله الآن هو حسم الجدل… ومعرفة الكيفية التي تنوي بريسيلا التعامل معنا بها لاحقًا. فلنبقَ في صلب الموضوع.»
إيبل: «أوه، عذرًا… لم أنتبه أنَّ مَن يضلُّ عن الموضوع بهذه السهولة قد أصبح مستشارًا عسكريًا.»
سوبارو: «――――»
قوبلت كلمات إيبل الجريئة باعتراض شديد من زيكر الذي شحب وجهه. وتسبَّب إصراره الحاد في أن يرمش سوبارو بعينيه في حيرة، متسائلًا عمَّا يجري. كان واضحًا أنَّ زيكر يعرف تمامًا ما يقصده إيبل، لكن الأمر بدا بلا منطق لسوبارو؛ فبحسب سير الحوار، كان الأمر يتعلَّق بالحديث مع شخصٍ مجنون――
وإزاء إيبل، الذي ضيَّق عينيه بامتعاض وألقى ردًا ساخرًا، أخرج سوبارو لسانه متجاهلًا إياه، ثم عاد يوجِّه بصره نحو بريسيلا، حاثًّا إياها على متابعة الحديث.
وبعد أن استمع إلى ردَّها الصريح، قاس إيبل أفكارها بعينيه، ثم نقر بإصبعه على صدغه قليلًا.
سوبارو: «إذًا… ما الذي ستفعلينه؟ سواءٌ بوجود دعمك أنتِ وحلفائك أو بدونه، فأنا واثق أنَّ إيبل سيواصل الهجوم على العاصمة الإمبراطورية…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سوبارو: «يورنا ميشيغوري…»
آل: «سواء بدعم الأميرة أو بدونه، فإن حجم الهجوم سيبقى على حاله.»
بريسيلا: «ما يثير الدهشة هو هذا التوافق بينكما، أيها المهرِّجان. على أي حال، تقييمكما صائب. ولهذا… كي نقدِّم لكم عوننا مستقبلًا، وضعتُ شرطًا لإيبل ليُثبت جدارته بنيل دعمي.»
سوبارو: «شرط؟»
بريسيلا: «بسيط―― يجب أن يكون أحد الجنرالات التسعة السماويين في صفِّكم.»
△▼△▼△▼△
سوبارو: «لكن، هل فاتحتَ ميديوم سان بالأمر؟» فلوب: «لا، لم أفعل! لكن سأخبرها الآن، فلا بأس!» سوبارو: «… أهذا مقبول حقًّا؟»
أجابت بريسيلا بنبرة تقريرية على ملامح سوبارو المتجهمة، ثم تمتم وهو يكرر الكلمات: «الجنرالات التسعة السماويين…»
لم يكن ذلك شرطًا تعسفيًا، على الإطلاق.
فمن البدهي أنَّ مَن أراد خوض معركة لاستعادة العرش، لا بد له من كسب عدد وافر من هؤلاء الجنرالات سلفًا. وبريسيلا لم تفعل سوى المطالبة بالخطوة الأولى.
بل إن الشرط بدا موفَّقًا لو استطاعوا، بتحقيقه، ضمَّ بريسيلا إلى جانبهم… أليس كذلك――
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان الغرض الأصلي لمهمته هو إعادة سوبارو إلى قاعة الاجتماع؛ لذا لم يكن من المستغرب أن يُلام على انشغاله بحوار جانبي غير مخطط له. لم يكن ذلك الاتهام بلا مسوِّغ، غير أنَّ――
ولهذا، لم تحرِّك كلمات إيبل وبريسيلا قلبه. غير أنَّه――
سوبارو: «ليس شرطًا يدعو للرقص فرحًا، أليس كذلك؟»
إيبل: «بالطبع. ما دمت أجهل سلامة غوز، فلا يوجد بين الجنرالات التسعة مَن سيتبعني بلا قيد أو شرط. وفوق ذلك، قلَّ أن تجد غريب الأطوار الذي يهوى إرهاق نفسه في معركة خاسرة.»
سوبارو: «… إن لم يروا ولو بصيص أمل في النصر، فلن ينضم أحد.»
زيكر: «إنها فاتنة، والجميع سيقرُّ بذلك، لا أنا وحدي. غير أنَّ جنرال الدرجة الأولى يورنا تعاني من مشكلة صغيرة… لا، ليست صغيرة، بل مشكلة لا تُغتَفر.» سوبارو: «وما هي تلك المشكلة؟» زيكر: «――العِصيان.»
وبعد أن استمع إلى ردَّها الصريح، قاس إيبل أفكارها بعينيه، ثم نقر بإصبعه على صدغه قليلًا.
أردف سوبارو، وقد عقد حاجبيه تضامنًا مع توصيف إيبل القاتم للموقف.
فوعي إيبل المؤلم بحاله―― إذا كان مجد الإمبراطور لا يكفي لاستمالة الجنرالات التسعة السماويين، وجب عليه أن ينتزع أكبر قدر ممكن من دعم بريسيلا وحلفائها.
على الأقل، كان وجود حليفٍ كهذا ورقة تفاوض لإقناعهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن في هذه المرحلة، لم يملك إيبل سوى أوراق قليلة: “ادعاؤه الجريء بأنه الإمبراطور الشرعي، عشيرة الشُودراك، والقوة العسكرية لمدينة الحصن غوارال”.
سوبارو: «بريسيلا، رجاءً لا تُلقِ باللائمة على آل كثيرًا، فالخطأ خطئي أنا.»
سوبارو: «أتظن أنهم سيصغون إلينا حين نقول إننا سنقاتل الإمبراطورية بعشيرة واحدة ومدينة واحدة؟»
إيبل: «إن كان مَن يتعاونون مع بريسيلا… يحملون رتبة كونت متوسط أو أعلى، فبوسع أسمائهم أن تكون أوراق تفاوض جيدة.»
بريسيلا: «أقولها لك، لا تتوقع مني رحمة. أملك قدرًا من السخاء، لكنه ليس معدًّا للمتسوِّلين.»
سوبارو: «يُطلق عليها المتألِّقة… أو شيء من هذا القبيل، أليس كذلك؟» آل: «أحسنت يا صاح، لا أدري كيف حفظت ذلك من أول مرة.» سوبارو: «أحبُّ أن أحفظ ألقاب الشخصيات القيادية في المانغا وما شابه… على كل، هذه اليورنا هي بالنسبة لزيكر سان…»
قالت ذلك وهي تسند ذقنها إلى يدها، مبدِّدة بسهولة آمالهم الواهنة.
ومع علمهم المسبق بطبعها، لم يكن هناك مجال لتغيير رأيها. لم يبقَ إذًا سوى مواجهة الشرط المطروح مباشرة.
سوبارو: «حسنًا، إن كان الأمر كذلك، فجدير كان تأخري عن الاجتماع.» بريسيلا: «أرى أنَّ نتيجة حوار بين مهرِّجين كانت باهرة. تبدو ودودًا على غير عادتك، يا آل.» آل: «مهلًا، مهلًا، ليس غريبًا أن أكون ودودًا مع أحدهم، يا أميرتي. فأنا فتى لطيف بعد كل شيء.»
زيكر: «مع كامل الاحترام، يا صاحب السمو، ربما ينبغي أن نتوجَّه إلى جنرال الدرجة الأولى سيسيليوس لطلب العون؟»
سوبارو: «زيكر سان، ما احتمالات النجاح؟»
حلَّ الصمت الثقيل على القاعة مع تعلُّق الأبصار بزيكر بعد كلماته، لكن إزاء نظرة سوبارو المترقِّبة، هزَّ رأسه قائلًا: «لا.»
سوبارو: «ليس شرطًا يدعو للرقص فرحًا، أليس كذلك؟» إيبل: «بالطبع. ما دمت أجهل سلامة غوز، فلا يوجد بين الجنرالات التسعة مَن سيتبعني بلا قيد أو شرط. وفوق ذلك، قلَّ أن تجد غريب الأطوار الذي يهوى إرهاق نفسه في معركة خاسرة.» سوبارو: «… إن لم يروا ولو بصيص أمل في النصر، فلن ينضم أحد.»
زيكر: «كما تفضَّلتم بالقول آنفًا، فمع ميزان القوة الحالي، مَن يفكر في التعاون معنا لا بد أنه فقد صوابه. ولهذا…»
سوبارو: «ولهذا؟»
زيكر: «أخشى أننا لا نستطيع الاعتماد إلا على أشخاص فقدوا صوابهم، مثل جنرال الدرجة الأولى سيسيليوس…»
سوبارو: «آه، إذًا زيكر سان يظن ذلك الرجل مجنونًا أيضًا.»
؟؟؟: «――إيبل، أرجوك خذني معك.» سوبارو: «تاريتا سان؟»
ذلك السيسيليوس، الذي لم يحظََ إلا بسمعة سيئة، كان من فرط تهوره بحيث اعتقد زيكر أنَّ جنونه قد يكون كافيًا لاستمالته إلى جانبهم.
زيكر: «إنها فاتنة، والجميع سيقرُّ بذلك، لا أنا وحدي. غير أنَّ جنرال الدرجة الأولى يورنا تعاني من مشكلة صغيرة… لا، ليست صغيرة، بل مشكلة لا تُغتَفر.» سوبارو: «وما هي تلك المشكلة؟» زيكر: «――العِصيان.»
زيكر: «مع كامل الاحترام، يا صاحب السمو، ربما ينبغي أن نتوجَّه إلى جنرال الدرجة الأولى سيسيليوس لطلب العون؟» سوبارو: «زيكر سان، ما احتمالات النجاح؟»
ومع ذلك، إن لم يكن أمامهم أي خيار آخر، فقد يضطرُّون في نهاية المطاف إلى محاولة استمالة أول وحدةٍ مُعقَّدة تخطر ببالهم.
سوبارو: «السؤال الآن، أين هو؟ أين يقيم ذلك الرجل عادةً؟»
إيبل: «ذلك يعيش عادةً في منزل أراكيا داخل العاصمة الإمبراطورية.»
سوبارو: «أفهم، منزل أراكيا… لحظة، ولماذا؟»
قالها إيبل ببرود، فتأخَّر سوبارو بضع ثوانٍ قبل أن يدرك المعنى. حتى بريسيلا قطَّبت حاجبيها استنكارًا لما سمعت.
فممَّا سمعه، كان سيسيليوس الأوَّل في الترتيب، وأراكيا الثانية.
سوبارو: «ليس شرطًا يدعو للرقص فرحًا، أليس كذلك؟» إيبل: «بالطبع. ما دمت أجهل سلامة غوز، فلا يوجد بين الجنرالات التسعة مَن سيتبعني بلا قيد أو شرط. وفوق ذلك، قلَّ أن تجد غريب الأطوار الذي يهوى إرهاق نفسه في معركة خاسرة.» سوبارو: «… إن لم يروا ولو بصيص أمل في النصر، فلن ينضم أحد.»
سوبارو: «أتقصد أن هذا السيسيليوس وتلك الأراكيا… عاشقان مثلًا؟»
إن كان الأمر كذلك، لكانت صورة سوبارو ورفاقه، بعد صدِّهم لأراكيا، في غاية السوء؛ إذ سيكونون قد عادَوا الأوَّل والثانية معًا.
لكن إيبل هزَّ رأسه نافيًا.
إيبل: «كلا، ليس الأمر كذلك. أراكيا تتحيَّن الفرصة لقتل سيسيليوس، لكنها تعجز عن تحقيق ذلك لأن كل محاولة منها تنتهي بإصابة مَن حوله. ولهذا أمرتُ سيسيليوس…»
سوبارو: «أمرتَه بماذا؟»
إيبل: «بأن يقيم في أماكن يسهل على أراكيا الوصول إليه فيها، طالما أنَّ الأمر سيحدث عاجلًا أم آجلًا.»
سوبارو: «… أفهم؟»
أجابت بريسيلا بنبرة تقريرية على ملامح سوبارو المتجهمة، ثم تمتم وهو يكرر الكلمات: «الجنرالات التسعة السماويين…» لم يكن ذلك شرطًا تعسفيًا، على الإطلاق. فمن البدهي أنَّ مَن أراد خوض معركة لاستعادة العرش، لا بد له من كسب عدد وافر من هؤلاء الجنرالات سلفًا. وبريسيلا لم تفعل سوى المطالبة بالخطوة الأولى. بل إن الشرط بدا موفَّقًا لو استطاعوا، بتحقيقه، ضمَّ بريسيلا إلى جانبهم… أليس كذلك――
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حتى مع هذا التفسير المباشر، ظلَّت العلاقة بينهما عصيَّة على فهم سوبارو.
فهو لا يستوعب كيف يترك إمبراطور جنرالاته يتقاتلون، ولا كيف يرضى المرء بالعيش في بيتٍ لمَن يتربَّص بقتله. قبل كل شيء――
سوبارو: «كيف يمكن أن تعيش مع شخص يريد قتلك…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سوبارو: «يورنا ميشيغوري…»
وما إن طرح سؤاله حتى شعر وكأنه قال شيئًا غريبًا، لكنه لم يفلح في إيجاد تفسير لذلك الشعور الغامض، فسرعان ما نسي الأمر.
ولهذا، لم تحرِّك كلمات إيبل وبريسيلا قلبه. غير أنَّه――
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان الغرض الأصلي لمهمته هو إعادة سوبارو إلى قاعة الاجتماع؛ لذا لم يكن من المستغرب أن يُلام على انشغاله بحوار جانبي غير مخطط له. لم يكن ذلك الاتهام بلا مسوِّغ، غير أنَّ――
على أية حال، صار معلومًا الآن أن سيسيليوس يقيم غالبًا في العاصمة الإمبراطورية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ومع ذلك، إن لم يكن أمامهم أي خيار آخر، فقد يضطرُّون في نهاية المطاف إلى محاولة استمالة أول وحدةٍ مُعقَّدة تخطر ببالهم.
سوبارو: «إذًا، السبيل الوحيد لاستمالة سيسيليوس هو أن نتوجَّه إلى العاصمة الإمبراطورية… مهلًا، هل أنت واثق من أنك تستطيع الذهاب إلى هناك؟»
إيبل: «بالطبع لا. فمع الوضع الراهن، لو اقتربتُ من العاصمة، لكان ذلك بمثابة تقدُّمي طواعيةً نحو إعدامي. وفوق ذلك، لا أعلم حتى ما إذا كان سيسيليوس موجودًا فيها أصلًا.»
سوبارو: «إذًا نحن في ورطة…»
سوبارو: «أتقصد أن هذا السيسيليوس وتلك الأراكيا… عاشقان مثلًا؟»
حين يتعلَّق الأمر بشؤون إمبراطورية فولاكيا، بل وبالمسائل العسكرية، كان علم سوبارو عديم الجدوى.
ومع ذلك، بما أن زيكر، وهو ضابط مُفوَّض أيضًا، كان أوَّل مَن اقترح الفكرة، فقد عُدَّ ذلك واحدًا من أفضل الخيارات التي خطرَت ببالهم.
لكن إذا رُفضت تلك الفكرة، فسيغدو طريق إيبل قاتمًا.
سوبارو: «… ومع هذا، فليس الآن وقت الجمود.»
إيبل: «لا خيار آخر أمامنا. فحتى هذه اللحظة، الوحيدة من بين الجنرالات التسعة السماويين التي قد تنضمُّ إلينا هي يورنا ميشيغوري.» سوبارو: «ألم تتمرَّد عليك لأنَّها لم تكن تطيقك أصلًا…؟» زيكر: «لا، في الحقيقة، ليس الأمر على هذا النحو تمامًا… على الأقل، من المستحيل عليَّ أن أجزم بما يدور في خاطرها.» سوبارو: «إن كان زيكر سان يقول ذلك، فلا بدَّ أنَّه صحيح…»
بدأ شعور ثقيل قاتم يتسلَّل إلى صدر سوبارو.
كان أقرب إلى ركود مرير المذاق، كتلة من العجز لا تتبدَّد ولو ضرب رأسه بالجدار، أشبه بأثرٍ باقٍ لكون ريم قد تخلَّت عنه.
وبسببه، فقد سوبارو ثقة ريم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان عليه أن يتخلَّص من هذا الركود في أسرع وقت، ويستعيد ثقتها. وكل ثانية تُقضى في حالة الجمود هذه كانت مؤسفة أشدَّ الأسف.
سوبارو: «هل يوجد مَن هو أشدُّ جنونًا من ذلك السيسيليوس الذي لا يحبه أحد؟» زيكر: «لن أصفه بالمجنون! لكن ذلك الشخص بالغ الخطورة…!»
إيبل: «―― هناك سبيل.»
غير أنَّ قعقعة أسنان سوبارو توقَّفت عند سماعه هذه الكلمات من إيبل.
بعين واحدة مغمضة، التفت إيبل نحو سوبارو، الذي رفع رأسه كمَن تلقَّى صفعة، وقال――
ووضع يديه على خاصرته، وأطلق ضحكة مبهجة: «هاهاهاهاها!».
إيبل: «كفَّ عن ذلك الوجه البائس، فقد سئمتُ رؤيته. لديَّ فكرة.»
سوبارو: «آسف، لكن وجهي بلغ أقصى ما أستطيع فعله به من دون أن أستعين بـ “تصميم الشخصية”، ولا شأن لي بعدم المساواة بين الوجوه. ماذا تقصد بقولك إنَّ لديك فكرة؟»
إيبل: «إنها جزء من فكرة زيكر. سأتبنَّى بعضًا منها.»
زيكر: «جزء من فكرتي؟ يشرفني ذلك، ولكن…؟»
حين يتعلَّق الأمر بشؤون إمبراطورية فولاكيا، بل وبالمسائل العسكرية، كان علم سوبارو عديم الجدوى. ومع ذلك، بما أن زيكر، وهو ضابط مُفوَّض أيضًا، كان أوَّل مَن اقترح الفكرة، فقد عُدَّ ذلك واحدًا من أفضل الخيارات التي خطرَت ببالهم. لكن إذا رُفضت تلك الفكرة، فسيغدو طريق إيبل قاتمًا.
خفَّت نبرة صوتها، وكأنها فقدت ثقتها بنفسها بعد أن صرحت بما في قلبها. لكن سوبارو كان قادرًا على فهم ما تشعر به تاريتا، وعلى إدراك حقيقة هذا القلق.
عَقَد زيكر حاجبيه الكثَّين في حيرة حين سمع أن رأيه سيُستفاد منه.
وكان سوبارو حائرًا بالقدر نفسه؛ إذ إن فكرة زيكر أساسًا كانت استمالة سيسيليوس، الأوَّل في الترتيب.
وبما أنهم لا يستطيعون الذهاب إلى العاصمة الإمبراطورية، فقد ظنَّ سوبارو أن لا سبيل لاعتماد تلك الفكرة، ولا حتى جزء منها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لسوبارو الذي اعتقد هذا، أطلق إيبل نفخةً من أنفه وقال: «همم…»
إيبل: «صحيح أنني لا أملك فرصة لمحادثة سيسيليوس، لكن زيكر قال أيضًا―― إذا كان هناك شخص آخر لا يفكِّر على نحو سليم، فقد تكون هناك إمكانية.»
زيكر: «――هك! هذا مستحيل… يا صاحب السمو، ذلك خطر! أرجوك أعد النظر!»
سوبارو: «هاه؟ هاه؟ هاه؟»
قوبلت كلمات إيبل الجريئة باعتراض شديد من زيكر الذي شحب وجهه.
وتسبَّب إصراره الحاد في أن يرمش سوبارو بعينيه في حيرة، متسائلًا عمَّا يجري.
كان واضحًا أنَّ زيكر يعرف تمامًا ما يقصده إيبل، لكن الأمر بدا بلا منطق لسوبارو؛ فبحسب سير الحوار، كان الأمر يتعلَّق بالحديث مع شخصٍ مجنون――
إيبل: «عقلك ما زال قادرًا على مجاراة الحديث، أجل… ذلك ما أعنيه―― ألا تذكر أن مَن يجمع أكبر عدد من الجنرالات التسعة السماويين يكون النصر من نصيبه؟»
سوبارو: «هل يوجد مَن هو أشدُّ جنونًا من ذلك السيسيليوس الذي لا يحبه أحد؟»
زيكر: «لن أصفه بالمجنون! لكن ذلك الشخص بالغ الخطورة…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سوبارو: «ثمَّ هناك سبب تسميتها بمدينة الشياطين…» بريسيلا: «اطمئن أيها العامي الأحمق، فالسبب ليس مما قد يسحق قلبك الضئيل. إنَّها مدينة عاشت فيها منذ القدم أعراق شتَّى في فوضى عارمة. فإمبراطورية فولاكيا تضمُّ تنوُّعًا عرقيًّا أوسع بكثير من لوغونيكا، غير أنَّ كيوس فليم مزيج فريد لا مثيل له.» سوبارو: «كيوس والتي تعني فوضى… واسمها مدينة الشياطين.»
آل: «… حسنًا، أفهم ما ترمي إليه أيها الجنرال الأفرو، لكن من سير الحديث، يبدو أنه واحد من الجنرالات التسعة السماويين، أليس كذلك؟ إن استبعدتهم، فهل بقي شخص يمكن الاعتماد عليه؟ لسنا في موقف يسمح لنا بالانتقاء.»
زيكر: «هذا صحيح، لكن…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وقبل أن يُتمَّ عبارته، فُتح الباب بعنف، ودخل منه شخص ما بخطى مفعمة بالقوة.
ضغط سوبارو وآل عليه بالكلام من كلا الجانبين، فخفت صوته وهو يقطِّب وجهه على مضض.
ورؤية ذلك الطيب زيكر وهو يتعذَّب، جعلت سوبارو يشعر وكأنهم اقترفوا ذنبًا نحوه.
لكن، في الحقيقة، كانت المشكلة تكمن في أسلوب إيبل في إدارة رجاله، إذ وضع في مناصب حسَّاسة أشخاصًا لا بد أن يورثوا زيكر هذا القلق.
وكان هذا مثالًا على المآسي التي قد تنشأ حين تُبنى التعيينات على الكفاءة وحدها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com آل: «أما سمعتَ نفسك للتو تقول شيئًا مزعجًا؟ لعلها مجرد أوهام.»
ضغط سوبارو وآل عليه بالكلام من كلا الجانبين، فخفت صوته وهو يقطِّب وجهه على مضض. ورؤية ذلك الطيب زيكر وهو يتعذَّب، جعلت سوبارو يشعر وكأنهم اقترفوا ذنبًا نحوه. لكن، في الحقيقة، كانت المشكلة تكمن في أسلوب إيبل في إدارة رجاله، إذ وضع في مناصب حسَّاسة أشخاصًا لا بد أن يورثوا زيكر هذا القلق. وكان هذا مثالًا على المآسي التي قد تنشأ حين تُبنى التعيينات على الكفاءة وحدها.
سوبارو: «من هذه الناحية، كانت لوغونيكا تُدار على نحو جيد… فبصراحة، لم أصادف يومًا مسؤولًا كبيرًا كان أحمق… لا، باستثناء ذلك العجوز الذي قال كلامًا سيئًا عن إميليا تان، لكن…»
وبالنظر إلى الوراء، فقد كان ذلك أيضًا جزءًا من تصريح وُلد من الخوف المفرط من ساحرة الحسد.
ومع ذلك، إن لم يكن أمامهم أي خيار آخر، فقد يضطرُّون في نهاية المطاف إلى محاولة استمالة أول وحدةٍ مُعقَّدة تخطر ببالهم.
في ذلك الحين، كان سوبارو بطلًا طائشًا لا يدرك خفايا الأمور، ويقتحم التحدِّيات مسلَّحًا بالاندفاع وحده. أمَّا الآن، فلو واجه الموقف نفسه، لكان أقدر على مجابهته.
وبطبيعة الحال، لم يكن لديه يومًا خيار الامتناع عن مواجهة أحد بسبب سُمعة إميليا السيِّئة؛ فهذا أمر لم يكن مطروحًا لديه أصلًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إيبل: «لا حاجة لأن تقول ذلك―― فهذا ما يفترض بي أن أفعله.» هكذا أجاب.
سوبارو: «إذًا، مَن هو سبب معاناة زيكر سان؟»
إيبل: «ما هذه العبارة السخيفة؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أجاب إيبل على سؤال سوبارو بنظرة امتعاض.
كيوس فليم
بعد أن أصغت قليلًا إلى هذه المعلومات العبثية عن الجنرالات التسعة السماويين، وبعد صيحة سوبارو الغاضبة، رأت بريسيلا أنَّها شهدت خاتمة النقاش، وفتحت مروحتها بفرقعةٍ حادَّة. والحقُّ أنَّها خاتمة رغب سوبارو في الاعتراض عليها، لكن――
إيبل: «لأجيبك… إنَّها يورنا ميشيغوري، المقيمة في ، مدينة الشياطين.»
إيبل: «ما قصَّة استعدادك الدائم للإصغاء لرأي زيكر؟» سوبارو: «حتى لو كان الرأي نفسه، فالقائل يغيِّر كلَّ شيء. أتظنُّ أنَّك تملك في نظري مصداقية تفوق زيكر سان؟» إيبل: «أفهم… ولكن ماذا لو مات زيكر؟» سوبارو: «حتى لو كان افتراضًا، سأقتلك على هذه الفكرة!»
سوبارو: «يورنا ميشيغوري…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إيبل: «لا حاجة لأن تقول ذلك―― فهذا ما يفترض بي أن أفعله.» هكذا أجاب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
رغم أنَّ اسم المدينة لم يكن مألوفًا له، فإن اسم المرأة كان قد مرَّ على سمعه من قبل.
فيورنا ميشيغوري إحدى الجنرالات التسعة السماويين المذكورين في القائمة، ويذكر أنَّ لقبها كان――
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سوبارو: «أتظن أنهم سيصغون إلينا حين نقول إننا سنقاتل الإمبراطورية بعشيرة واحدة ومدينة واحدة؟» إيبل: «إن كان مَن يتعاونون مع بريسيلا… يحملون رتبة كونت متوسط أو أعلى، فبوسع أسمائهم أن تكون أوراق تفاوض جيدة.» بريسيلا: «أقولها لك، لا تتوقع مني رحمة. أملك قدرًا من السخاء، لكنه ليس معدًّا للمتسوِّلين.»
سوبارو: «يُطلق عليها المتألِّقة… أو شيء من هذا القبيل، أليس كذلك؟»
آل: «أحسنت يا صاح، لا أدري كيف حفظت ذلك من أول مرة.»
سوبارو: «أحبُّ أن أحفظ ألقاب الشخصيات القيادية في المانغا وما شابه… على كل، هذه اليورنا هي بالنسبة لزيكر سان…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن الأمر مجرد مشاورة في رحلة أو وعد بمتعة، بل مهمة قد تضع حياتها على المحك؛ فهل يجوز أن يُترك النقاش معها إلى ما بعد اتخاذ القرار؟ ولو كان ذلك سيتسبب في شرخ بين الشقيقين، فسيكون مؤلمًا لسوبارو. ومع ذلك، كان يخشى أن بوسعه تصور المشهد وهما يضحكان متصالحين في النهاية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبذلك، لم يكن ممكنًا إنهاء الاجتماع دون سوبارو.
قال ذلك، وألقى نظرة نحو زيكر، فبُهت.
إذ كان وجه زيكر قد شحب، وغطَّاه بكفَّيه.
زيكر: «إنها السابعة بين الجنرالات التسعة السماويين، جنرال الدرجة الأولى: يورنا ميشيغوري…»
سوبارو: «أهي بهذه الخطورة؟ كنت أظنُّ أن الاسم أنثوي، لكن…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عَقَد زيكر حاجبيه الكثَّين في حيرة حين سمع أن رأيه سيُستفاد منه. وكان سوبارو حائرًا بالقدر نفسه؛ إذ إن فكرة زيكر أساسًا كانت استمالة سيسيليوس، الأوَّل في الترتيب. وبما أنهم لا يستطيعون الذهاب إلى العاصمة الإمبراطورية، فقد ظنَّ سوبارو أن لا سبيل لاعتماد تلك الفكرة، ولا حتى جزء منها.
إن كان انطباعه صائبًا، فهي امرأةٌ تُرهب حتى زيكر، ذائع الصيت بصفته زير النساء، الذي يتصرَّف كنبيل حتى مع سوبارو حين كان متنكرًا في زيِّ امرأة.
لم يستطع أن يتصوَّر المشهد الذي قد يخرج من لقائها، لكن――
سوبارو: «حسنًا، إن كان الأمر كذلك، فجدير كان تأخري عن الاجتماع.» بريسيلا: «أرى أنَّ نتيجة حوار بين مهرِّجين كانت باهرة. تبدو ودودًا على غير عادتك، يا آل.» آل: «مهلًا، مهلًا، ليس غريبًا أن أكون ودودًا مع أحدهم، يا أميرتي. فأنا فتى لطيف بعد كل شيء.»
زيكر: «إنها فاتنة، والجميع سيقرُّ بذلك، لا أنا وحدي. غير أنَّ جنرال الدرجة الأولى يورنا تعاني من مشكلة صغيرة… لا، ليست صغيرة، بل مشكلة لا تُغتَفر.»
سوبارو: «وما هي تلك المشكلة؟»
زيكر: «――العِصيان.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com آل: «سواء بدعم الأميرة أو بدونه، فإن حجم الهجوم سيبقى على حاله.» بريسيلا: «ما يثير الدهشة هو هذا التوافق بينكما، أيها المهرِّجان. على أي حال، تقييمكما صائب. ولهذا… كي نقدِّم لكم عوننا مستقبلًا، وضعتُ شرطًا لإيبل ليُثبت جدارته بنيل دعمي.» سوبارو: «شرط؟» بريسيلا: «بسيط―― يجب أن يكون أحد الجنرالات التسعة السماويين في صفِّكم.»
سوبارو وآل: «إيه؟»
زيكر: «إنها فاتنة، والجميع سيقرُّ بذلك، لا أنا وحدي. غير أنَّ جنرال الدرجة الأولى يورنا تعاني من مشكلة صغيرة… لا، ليست صغيرة، بل مشكلة لا تُغتَفر.» سوبارو: «وما هي تلك المشكلة؟» زيكر: «――العِصيان.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سوبارو: «يورنا ميشيغوري…»
تداخل صوتا سوبارو وآل مع صوت زيكر، حين تساقطت الكلمة من فمه.
ولخيبة أمل سوبارو، الذي ظنَّ أنَّ أذنيه خدعتاه، تابع زيكر بصوت مرتجف ووجهه بين يديه:
أردف سوبارو، وقد عقد حاجبيه تضامنًا مع توصيف إيبل القاتم للموقف. فوعي إيبل المؤلم بحاله―― إذا كان مجد الإمبراطور لا يكفي لاستمالة الجنرالات التسعة السماويين، وجب عليه أن ينتزع أكبر قدر ممكن من دعم بريسيلا وحلفائها. على الأقل، كان وجود حليفٍ كهذا ورقة تفاوض لإقناعهم.
زيكر: «لقد تمرَّدت جنرال الدرجة الأولى، يورنا ميشيغوري، مرارًا، وهدَّدت حكم الإمبراطور فينسنت فولاكيا.»
سوبارو: «لا يمكن أن تضع شخصًا كهذا في منصب جنرال جيش!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وما إن وقعت عين بريسيلا عليه بنظرة حادَّة، حتى ابتلع سوبارو تعليقه غير اللازم. وهكذا، بعد أن استقرَّ القرار نهائيًّا――
تردَّد صوت سوبارو الغاضب مجددًا في أرجاء قاعة الاجتماع.
سوبارو: «ألا ترى أنَّك تضرُّ نفسك بالتصرف بلا تفكير؟»
بعد أن أصغت قليلًا إلى هذه المعلومات العبثية عن الجنرالات التسعة السماويين، وبعد صيحة سوبارو الغاضبة، رأت بريسيلا أنَّها شهدت خاتمة النقاش، وفتحت مروحتها بفرقعةٍ حادَّة. والحقُّ أنَّها خاتمة رغب سوبارو في الاعتراض عليها، لكن――
△▼△▼△▼△
إيبل: «―― هناك سبيل.»
بريسيلا: «―― يبدو أنَّ هذه المسألة قد حُسمت.»
بعد أن أصغت قليلًا إلى هذه المعلومات العبثية عن الجنرالات التسعة السماويين، وبعد صيحة سوبارو الغاضبة، رأت بريسيلا أنَّها شهدت خاتمة النقاش، وفتحت مروحتها بفرقعةٍ حادَّة.
والحقُّ أنَّها خاتمة رغب سوبارو في الاعتراض عليها، لكن――
ولهذا كان لناتسكي سوبارو قيمة، كما أكَّد كلٌّ من إيبل وبريسيلا. وبصراحة، كان ذلك تقييمًا معقدًا بالنسبة إليه؛ فمن جهة، كان منزعجًا من هذا المديح الكبير، ومن جهة أخرى شعر أنه مبالغ فيه. والأدهى أنَّه، رغم هذا التقدير العالي، فقد فقد ثقة ريم، وشعر وكأن الأرض تنهار من تحت قدميه. ومهما بلغت قيمته في نظر الإمبراطورية، فلن يوازي ذلك شيئًا أمام ثقة ريم.
إيبل: «لا خيار آخر أمامنا. فحتى هذه اللحظة، الوحيدة من بين الجنرالات التسعة السماويين التي قد تنضمُّ إلينا هي يورنا ميشيغوري.»
سوبارو: «ألم تتمرَّد عليك لأنَّها لم تكن تطيقك أصلًا…؟»
زيكر: «لا، في الحقيقة، ليس الأمر على هذا النحو تمامًا… على الأقل، من المستحيل عليَّ أن أجزم بما يدور في خاطرها.»
سوبارو: «إن كان زيكر سان يقول ذلك، فلا بدَّ أنَّه صحيح…»
سوبارو: «آه… حسنًا…»
سوبارو: «على افتراض أن ميديوم سان موافقة، ماذا عنك يا إيبل؟» إيبل: «――لقد رأيتُ أنَّ لديها المهارات اللازمة. إن أدَّت دورها، فلا اعتراض لديَّ.» فلوب: «إذًا اطمئنوا! أختي تبذل قصارى جهدها في أي أمر يُطلب منها! لكن احذروا، فهي لا تتحمس كثيرًا إذا لم يُطلب منها ذلك صراحة.»
أمام كلمات زيكر الموثوق، لم يجد سوبارو بدًّا من التراجع عن شكوكه.
أما إيبل، وقد سمع هذا، فأطلق شهيقًا ساخطًا وقال:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سوبارو: «يورنا ميشيغوري…»
إيبل: «ما قصَّة استعدادك الدائم للإصغاء لرأي زيكر؟»
سوبارو: «حتى لو كان الرأي نفسه، فالقائل يغيِّر كلَّ شيء. أتظنُّ أنَّك تملك في نظري مصداقية تفوق زيكر سان؟»
إيبل: «أفهم… ولكن ماذا لو مات زيكر؟»
سوبارو: «حتى لو كان افتراضًا، سأقتلك على هذه الفكرة!»
إيبل: «لا خيار آخر أمامنا. فحتى هذه اللحظة، الوحيدة من بين الجنرالات التسعة السماويين التي قد تنضمُّ إلينا هي يورنا ميشيغوري.» سوبارو: «ألم تتمرَّد عليك لأنَّها لم تكن تطيقك أصلًا…؟» زيكر: «لا، في الحقيقة، ليس الأمر على هذا النحو تمامًا… على الأقل، من المستحيل عليَّ أن أجزم بما يدور في خاطرها.» سوبارو: «إن كان زيكر سان يقول ذلك، فلا بدَّ أنَّه صحيح…»
إيبل: «وماذا سيفعل الشُودراك في غيابك؟» تاريتا: «سأتدبَّر الأمر بأن تتولَّى أختي القيادة مؤقتًا، بينما تعينها كونا وهولي كثيرًا. لا يمكننا نقل عدد كبير من الناس إذا أردنا حماية غوارال.» إيبل: «إذًا، لقد فكرتِ في ذلك كلُّه وأنت صامتة؟»
زمجر سوبارو غاضبًا من هذه العبارة المزعجة.
فمع ولاء زيكر الشديد، فإن أمره إيبل بذلك، فقد يُقدِم على الانتحار فعلًا، وكان سوبارو يفعل كل ما في وسعه لتجنُّب حدوث مثل هذه المأساة.
بريسيلا: «من العسير الوصول إلى قرار حاسم، ألسْتَ أنت المستشار العسكري لإيبل؟»
سوبارو: «لكن، هل فاتحتَ ميديوم سان بالأمر؟» فلوب: «لا، لم أفعل! لكن سأخبرها الآن، فلا بأس!» سوبارو: «… أهذا مقبول حقًّا؟»
سوبارو: «على أي حال، دعنا من الهراء… كيوس فليم هذه، أين تقع؟ هل هي بعيدة عن غوارال؟»
إيبل: «ليست بعيدة جغرافيًّا. وهذا سبب آخر يجعلها وجهة مناسبة لنا. فهي تقع إلى الجنوب الشرقي من هنا… وإلى الجنوب من غابة بودهايم.»
سوبارو: «أرى… هذا منطقي فعلًا.»
وحين أراه إيبل موقعها على الخريطة الموضوعة على الطاولة، اقتنع سوبارو بكلامه.
فمدينة كيوس فليم تقع إلى الجنوب من الغابة التي تقطنها عشيرة الشُودراك―― وهي أبعد قليلًا من المسافة بين الغابة وغوارال، لكنها أقرب بكثير من الطريق الطويل إلى العاصمة الإمبراطورية أو الأراضي الواقعة أبعد إلى الغرب.
رفع إصبعه عاليًا، وطرح اقتراحه بجرأة. وكاد سوبارو أن يومئ بالموافقة تحت تأثير حماسته، لكنه حين أعاد التفكير، وجد أنَّ الأمر مفاجئ أكثر مما ينبغي.
سوبارو: «ثمَّ هناك سبب تسميتها بمدينة الشياطين…»
بريسيلا: «اطمئن أيها العامي الأحمق، فالسبب ليس مما قد يسحق قلبك الضئيل. إنَّها مدينة عاشت فيها منذ القدم أعراق شتَّى في فوضى عارمة. فإمبراطورية فولاكيا تضمُّ تنوُّعًا عرقيًّا أوسع بكثير من لوغونيكا، غير أنَّ كيوس فليم مزيج فريد لا مثيل له.»
سوبارو: «كيوس والتي تعني فوضى… واسمها مدينة الشياطين.»
ثم ألقى نظرة على الحاضرين في القاعة―― إيبل، بريسيلا، زيكر، وتاريتا التي تولَّت منصب الزعامة―― قبل أن يغمض عينًا واحدة.
لكن إيبل هزَّ رأسه نافيًا. إيبل: «كلا، ليس الأمر كذلك. أراكيا تتحيَّن الفرصة لقتل سيسيليوس، لكنها تعجز عن تحقيق ذلك لأن كل محاولة منها تنتهي بإصابة مَن حوله. ولهذا أمرتُ سيسيليوس…» سوبارو: «أمرتَه بماذا؟» إيبل: «بأن يقيم في أماكن يسهل على أراكيا الوصول إليه فيها، طالما أنَّ الأمر سيحدث عاجلًا أم آجلًا.» سوبارو: «… أفهم؟»
كان من السهل حينها إدراك أن كلمة “كيوس” مرتبطة تمامًا بمدينة توصف بالفوضى.
وربما كان الأمر مجرَّد صدفة لغوية، إذ نحن في عالم آخر.
وما إن وقعت عين بريسيلا عليه بنظرة حادَّة، حتى ابتلع سوبارو تعليقه غير اللازم. وهكذا، بعد أن استقرَّ القرار نهائيًّا――
إيبل: «――في مدينة الشياطين هذه، سأضمُّ يورنا ميشيغوري، السابعة بين الجنرالات التسعة السماويين، إلى جيشي. وحين يتحقَّق ذلك… يا بريسيلا، أنا واثق أنَّك ستفتحين قلبك.»
بريسيلا: «لا بأس… فأنا شديدة السخاء، ولن أضع شروطًا لاحقة.»
سوبارو: «ظننتك قلتِ قبل قليل إنَّ السخاء قد نفد من مخزونك… لا، لا بأس.»
زيكر: «مع كامل الاحترام، يا صاحب السمو، ربما ينبغي أن نتوجَّه إلى جنرال الدرجة الأولى سيسيليوس لطلب العون؟» سوبارو: «زيكر سان، ما احتمالات النجاح؟»
سوبارو: «وما الذي يدور في ذهنك بالضبط؟» فلوب: «نعم، نعم، أظن أنَّ هذا هو السؤال! حسنًا، سأخبركم بأسباب ترشيحي لميديوم! أولًا، هي ماهرة، ثم إنها ساحرة الحضور، وفوق هذا فهي لبقة اللسان!» سوبارو: «لبقة اللسان…!» فلوب: «تتحدث بوضوح وعذوبة، فلن تشعروا بالملل في الطريق. ليست خجولة، ويمكنها أن تتآلف مع أي أحد. ما رأيك، أليست جوهرة؟»
وما إن وقعت عين بريسيلا عليه بنظرة حادَّة، حتى ابتلع سوبارو تعليقه غير اللازم.
وهكذا، بعد أن استقرَّ القرار نهائيًّا――
؟؟؟: «――إيبل، أرجوك خذني معك.»
سوبارو: «تاريتا سان؟»
فلوب: «آنسة تاريتا، أرجو أن تعاملي أختي بلطف. أنتما انسجمتما معي، فلا شك أن انسجامك مع أختي سيكون يسيرًا.» تاريتا: «نـ-نعم… وأنت أيضًا، اعتنِ بنفسك…» فلوب: «هم؟ نعم، سأبذل قصارى جهدي مع زيكر سان وبقية الشودراكيين!»
فجأة، نهضت تاريتا واقفة، وتوسَّلت إلى إيبل أن يأخذها معه.
سوبارو: «من هذه الناحية، كانت لوغونيكا تُدار على نحو جيد… فبصراحة، لم أصادف يومًا مسؤولًا كبيرًا كان أحمق… لا، باستثناء ذلك العجوز الذي قال كلامًا سيئًا عن إميليا تان، لكن…»
على أي حال――
كانت تاريتا جالسة في مقعد كونا أثناء الاجتماع، لكنها لم تنطق بكلمة حتى هذه اللحظة.
ولعلَّها ما زالت مضطربة من الاضطرار إلى تولَّي منصب زعيمة الشُودراك خلفًا لشقيقتها على نحوٍ مفاجئ، غير أنَّ ملامح وجهها الآن كانت مشدودة بقلق بالغ وهي تحدِّق في إيبل بثبات.
إيبل: «ما قصَّة استعدادك الدائم للإصغاء لرأي زيكر؟» سوبارو: «حتى لو كان الرأي نفسه، فالقائل يغيِّر كلَّ شيء. أتظنُّ أنَّك تملك في نظري مصداقية تفوق زيكر سان؟» إيبل: «أفهم… ولكن ماذا لو مات زيكر؟» سوبارو: «حتى لو كان افتراضًا، سأقتلك على هذه الفكرة!»
بدأ شعور ثقيل قاتم يتسلَّل إلى صدر سوبارو. كان أقرب إلى ركود مرير المذاق، كتلة من العجز لا تتبدَّد ولو ضرب رأسه بالجدار، أشبه بأثرٍ باقٍ لكون ريم قد تخلَّت عنه. وبسببه، فقد سوبارو ثقة ريم.
ردًّا على توسُّلها، ضاقتا عينا إيبل المعتمتان قليلًا.
سوبارو: «بريسيلا، رجاءً لا تُلقِ باللائمة على آل كثيرًا، فالخطأ خطئي أنا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إن كان الأمر كذلك، لكانت صورة سوبارو ورفاقه، بعد صدِّهم لأراكيا، في غاية السوء؛ إذ سيكونون قد عادَوا الأوَّل والثانية معًا.
إيبل: «وماذا عساك تفعلين؟ لقد ورثتِ لقب زعيمة الشُودراك عن أختك، وسواء كنتِ واثقة بنفسك أم لا، فهذا الأمر لن يتغيَّر.»
تاريتا: «أدرك ذلك، وأعرف أنَّه لا يمكنني رفض المنصب الذي أولتني إيَّاه أختي الكبرى. لكنني… لست قوية بما يكفي لقيادة الشُودراك…»
وما إن طرح سؤاله حتى شعر وكأنه قال شيئًا غريبًا، لكنه لم يفلح في إيجاد تفسير لذلك الشعور الغامض، فسرعان ما نسي الأمر.
فلوب: «الأمر سواء بالنسبة لأختي. أنا وأختي نشترك في الهدف ذاته، ونسلك الطريق ذاته. لو تركتُكِ، أيتها الزوجة سان، ومعكِ رئيس القرية كون هنا، لما استطعت رفع رأسي بعد ذلك.» سوبارو: «――سأبكي الآن. بل وسأقع في حبك.» فلوب: «هاهاها، هذه كلمات تمزِّق القلب أيها الزوج كن، خصوصًا وأنت في هذه الهيئة! لكن لا يمكنك فعل ذلك، فهذا سيكون مؤذيًا للزوجة سان. لكنني سأحتفظ بمشاعرك!»
أطرقت تاريتا برأسها، تعضُّ على شفتها، وتحدِّق في يديها الفارغتين.
في تلك اليدين الخاليتين، أمسك بلا شك ما يحمله سوبارو في قلبه هو الآخر―― ألا وهو شعور العجز الذي ينهش الروح.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ذلك السيسيليوس، الذي لم يحظََ إلا بسمعة سيئة، كان من فرط تهوره بحيث اعتقد زيكر أنَّ جنونه قد يكون كافيًا لاستمالته إلى جانبهم.
فبعد هذا التبديل المفاجئ في القيادة، أُلقي على عاتقها دورٌ عظيم، لكنها لم تكن واثقة من امتلاكها القوة التي تليق بهذا الدور. ولهذا، كانت تبحث عن تجربة ناجحة بيديها هي، وعن إنجاز تقنع به نفسها، وقصة نجاح تجعلها ترى نفسها جديرة بالمكانة التي ورثتها.
تاريتا: «لأنني بحاجة… إلى فرصة أحمل فيها منصب الزعامة بفخر.»
إيبل: «――وهل هذا ما ترجينه من الذهاب إلى كيوس فليم؟»
تاريتا: «نعم… أهو أمر مرفوض؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
خفَّت نبرة صوتها، وكأنها فقدت ثقتها بنفسها بعد أن صرحت بما في قلبها.
لكن سوبارو كان قادرًا على فهم ما تشعر به تاريتا، وعلى إدراك حقيقة هذا القلق.
سوبارو: «حسنًا، إن كان الأمر كذلك، فجدير كان تأخري عن الاجتماع.» بريسيلا: «أرى أنَّ نتيجة حوار بين مهرِّجين كانت باهرة. تبدو ودودًا على غير عادتك، يا آل.» آل: «مهلًا، مهلًا، ليس غريبًا أن أكون ودودًا مع أحدهم، يا أميرتي. فأنا فتى لطيف بعد كل شيء.»
فبعد هذا التبديل المفاجئ في القيادة، أُلقي على عاتقها دورٌ عظيم، لكنها لم تكن واثقة من امتلاكها القوة التي تليق بهذا الدور.
ولهذا، كانت تبحث عن تجربة ناجحة بيديها هي، وعن إنجاز تقنع به نفسها، وقصة نجاح تجعلها ترى نفسها جديرة بالمكانة التي ورثتها.
بريسيلا: «―― يبدو أنَّ هذه المسألة قد حُسمت.»
تداخل صوتا سوبارو وآل مع صوت زيكر، حين تساقطت الكلمة من فمه. ولخيبة أمل سوبارو، الذي ظنَّ أنَّ أذنيه خدعتاه، تابع زيكر بصوت مرتجف ووجهه بين يديه:
――وهو الأمر نفسه الذي يبحث عنه سوبارو الآن.
سوبارو: «من هذه الناحية، كانت لوغونيكا تُدار على نحو جيد… فبصراحة، لم أصادف يومًا مسؤولًا كبيرًا كان أحمق… لا، باستثناء ذلك العجوز الذي قال كلامًا سيئًا عن إميليا تان، لكن…»
لم يدرك سوبارو مغزى كلمات إيبل، وبدت الحيرة على وجهه. صحيح أن سقوط مدينة الحصن كان خطته، لكنه لم يفهم جدوى أن يُعلَن ذلك صراحة. ففي العادة، كانت نقطة انطلاق ناتسكي سوبارو هي أن يُستهان به.
سوبارو: «إيبل، أنا أؤيدها. حتى لو خلفت ميزِلدا سان وهي على هذه الحال، أظن أنَّ تاريتا سان لن تتمكن من استثمار كامل طاقتها…»
إيبل: «――――»
سوبارو: «ثم إننا سنحتاج في الطريق إلى مرافق أو حليف على أي حال، أليس كذلك؟ ونحن نعرف قدرات تاريتا سان… نحن أصدقاء اقتحمنا… المدينة معًا متنكرين في زي نساء.»
تاريتا: «ناتسومي…»
شمخ فلوب بأنفه، مستحوذًا على أنظار الحاضرين جميعًا.
كان قد غيَّر صياغة الجملة في منتصفها، لكنه أوضح مراده بجلاء.
وقد بدت تاريتا متأثرة للغاية بوقوف سوبارو إلى جانبها. فهو كان يدرك تمامًا مقدار ما بذلته من جهد، ولهذا أراد أن يكون نصيرها.
قال سوبارو ذلك بحزم، وكأنها الشرط الوحيد الذي لا مجال للمساومة فيه. وما إن سمعه إيبل حتى اتسعت عيناه قليلًا، وأطلق زفرة طويلة.
إيبل: «وماذا سيفعل الشُودراك في غيابك؟»
تاريتا: «سأتدبَّر الأمر بأن تتولَّى أختي القيادة مؤقتًا، بينما تعينها كونا وهولي كثيرًا. لا يمكننا نقل عدد كبير من الناس إذا أردنا حماية غوارال.»
إيبل: «إذًا، لقد فكرتِ في ذلك كلُّه وأنت صامتة؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت تلك كلمات خطيرة صدرت عن فلوب، لكن سوبارو علم أنَّها لم تنبع من نوايا مدمِّرة، بل كانت موجَّهة نحو أمر شنيع لا يستطيع حتى فلوب المرح أن يغفره. تلك الطيبة التي لم يعرف سوبارو لها نظيرًا في هذا العالم―― هي السبب في أنَّه وثق به، واستطاع أن يمضي الوقت معه حتى يومنا هذا.
وبعد أن استمع إلى ردَّها الصريح، قاس إيبل أفكارها بعينيه، ثم نقر بإصبعه على صدغه قليلًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
إيبل: «لن يتوجَّه إلى كيوس فليم سوى قلَّة قليلة. وبطبيعة الحال، بما أنني سألتقي يورنا ميشيغوري، فحضوري أساسي. لكننا لن نشنَّ هجومًا.»
سوبارو: «إذًا في أحسن الأحوال يمكننا اصطحاب مرافق واحد فقط…»
إيبل: «إذًا سأضمَّكِ أنتِ، يا تاريتا. أمَّا البقية――»
؟؟؟: «――لقد كنتُ أستمع!»
أمال آل رأسه في حيرة، لكن سوبارو ترك الأمر يمرُّ. إذ لم يكن المهمِّ أن بريسيلا قد غيَّرت رأيها بشأنه، ولا أن آل أسهم في هذا التغيير.
وقبل أن يُتمَّ عبارته، فُتح الباب بعنف، ودخل منه شخص ما بخطى مفعمة بالقوة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تردَّد صوت سوبارو الغاضب مجددًا في أرجاء قاعة الاجتماع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان الداخل هو فلوب أوكونيل، التاجر الطيب الذي لم يتردد في أن يصف الإمبراطور بصديقه الجديد، والذي لم يعرف للخوف سبيلًا حتى وهو يقطع على الإمبراطور نفسه حديثه.
سوبارو: «بريسيلا، رجاءً لا تُلقِ باللائمة على آل كثيرًا، فالخطأ خطئي أنا.»
شمخ فلوب بأنفه، مستحوذًا على أنظار الحاضرين جميعًا.
أجابت بريسيلا بنبرة تقريرية على ملامح سوبارو المتجهمة، ثم تمتم وهو يكرر الكلمات: «الجنرالات التسعة السماويين…» لم يكن ذلك شرطًا تعسفيًا، على الإطلاق. فمن البدهي أنَّ مَن أراد خوض معركة لاستعادة العرش، لا بد له من كسب عدد وافر من هؤلاء الجنرالات سلفًا. وبريسيلا لم تفعل سوى المطالبة بالخطوة الأولى. بل إن الشرط بدا موفَّقًا لو استطاعوا، بتحقيقه، ضمَّ بريسيلا إلى جانبهم… أليس كذلك――
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سوبارو: «أتظن أنهم سيصغون إلينا حين نقول إننا سنقاتل الإمبراطورية بعشيرة واحدة ومدينة واحدة؟» إيبل: «إن كان مَن يتعاونون مع بريسيلا… يحملون رتبة كونت متوسط أو أعلى، فبوسع أسمائهم أن تكون أوراق تفاوض جيدة.» بريسيلا: «أقولها لك، لا تتوقع مني رحمة. أملك قدرًا من السخاء، لكنه ليس معدًّا للمتسوِّلين.»
فلوب: «آنسة تاريتا، إنني معجب أشد الإعجاب بروحك وإقدامك على التطوع لمهمة بهذه الصعوبة! أظن أنَّه أمر رائع أن تبحثي بنفسك عن سبيل لمواجهة دور كبير كهذا على حين غرَّة…!»
تاريتا: «آه، شكرًا، شكرًا جزيلًا يا فلوب…»
فلوب: «وأود أن أقدِّم اقتراحًا يحفظ لكِ وللسيد الزعيم السلامة في الطريق―― أرى أنَّه سيكون من الحسن أن تصطحبوا أختي، ميديوم، معكم!»
قالت ذلك وهي تسند ذقنها إلى يدها، مبدِّدة بسهولة آمالهم الواهنة. ومع علمهم المسبق بطبعها، لم يكن هناك مجال لتغيير رأيها. لم يبقَ إذًا سوى مواجهة الشرط المطروح مباشرة.
رفع إصبعه عاليًا، وطرح اقتراحه بجرأة.
وكاد سوبارو أن يومئ بالموافقة تحت تأثير حماسته، لكنه حين أعاد التفكير، وجد أنَّ الأمر مفاجئ أكثر مما ينبغي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان الغرض الأصلي لمهمته هو إعادة سوبارو إلى قاعة الاجتماع؛ لذا لم يكن من المستغرب أن يُلام على انشغاله بحوار جانبي غير مخطط له. لم يكن ذلك الاتهام بلا مسوِّغ، غير أنَّ――
سوبارو: «وما الذي يدور في ذهنك بالضبط؟»
فلوب: «نعم، نعم، أظن أنَّ هذا هو السؤال! حسنًا، سأخبركم بأسباب ترشيحي لميديوم! أولًا، هي ماهرة، ثم إنها ساحرة الحضور، وفوق هذا فهي لبقة اللسان!»
سوبارو: «لبقة اللسان…!»
فلوب: «تتحدث بوضوح وعذوبة، فلن تشعروا بالملل في الطريق. ليست خجولة، ويمكنها أن تتآلف مع أي أحد. ما رأيك، أليست جوهرة؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ابتسم فلوب كاشفًا عن أسنانه البيضاء وهو يمدح شقيقته، لكن ثلثي ما عدَّده من مميزات كان يتعلق بطباعها الاجتماعية، ولم يبقَ من الصفات الجوهرية سوى كونها “ماهرة”.
والحق أنَّ سوبارو قد تأكد بنفسه من صدق هذه الصفة، غير أنَّه――
كان من السهل حينها إدراك أن كلمة “كيوس” مرتبطة تمامًا بمدينة توصف بالفوضى. وربما كان الأمر مجرَّد صدفة لغوية، إذ نحن في عالم آخر.
سوبارو: «لكن، هل فاتحتَ ميديوم سان بالأمر؟»
فلوب: «لا، لم أفعل! لكن سأخبرها الآن، فلا بأس!»
سوبارو: «… أهذا مقبول حقًّا؟»
لم يكن الأمر مجرد مشاورة في رحلة أو وعد بمتعة، بل مهمة قد تضع حياتها على المحك؛ فهل يجوز أن يُترك النقاش معها إلى ما بعد اتخاذ القرار؟
ولو كان ذلك سيتسبب في شرخ بين الشقيقين، فسيكون مؤلمًا لسوبارو.
ومع ذلك، كان يخشى أن بوسعه تصور المشهد وهما يضحكان متصالحين في النهاية.
أجاب إيبل على سؤال سوبارو بنظرة امتعاض. كيوس فليم
سوبارو: «على افتراض أن ميديوم سان موافقة، ماذا عنك يا إيبل؟»
إيبل: «――لقد رأيتُ أنَّ لديها المهارات اللازمة. إن أدَّت دورها، فلا اعتراض لديَّ.»
فلوب: «إذًا اطمئنوا! أختي تبذل قصارى جهدها في أي أمر يُطلب منها! لكن احذروا، فهي لا تتحمس كثيرًا إذا لم يُطلب منها ذلك صراحة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يكن المشهد مألوفًا بحيث يتبادر إلى الذهن بهذه السهولة، ومع ذلك ارتجف سوبارو من حدَّة فراستها.
ووضع يديه على خاصرته، وأطلق ضحكة مبهجة: «هاهاهاهاها!».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ولهذا كان لناتسكي سوبارو قيمة، كما أكَّد كلٌّ من إيبل وبريسيلا. وبصراحة، كان ذلك تقييمًا معقدًا بالنسبة إليه؛ فمن جهة، كان منزعجًا من هذا المديح الكبير، ومن جهة أخرى شعر أنه مبالغ فيه. والأدهى أنَّه، رغم هذا التقدير العالي، فقد فقد ثقة ريم، وشعر وكأن الأرض تنهار من تحت قدميه. ومهما بلغت قيمته في نظر الإمبراطورية، فلن يوازي ذلك شيئًا أمام ثقة ريم.
ومن طريقته في الحديث، ومن موقف إيبل، كان واضحًا―― هذه المرة، فلوب نفسه لن يكون ضمن المجموعة المتجهة إلى كيوس فليم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
سوبارو: «لكن… ميديوم سان ليست مضطرة إلى مرافقتنا، كما تعلم.»
فلوب: «لا تكن سخيفًا، يا الزوج كن، فلديَّ هدف. هناك ثأر… لا بدَّ أن يُؤخذ.»
سوبارو: «… آه، صحيح.»
كانت تاريتا جالسة في مقعد كونا أثناء الاجتماع، لكنها لم تنطق بكلمة حتى هذه اللحظة. ولعلَّها ما زالت مضطربة من الاضطرار إلى تولَّي منصب زعيمة الشُودراك خلفًا لشقيقتها على نحوٍ مفاجئ، غير أنَّ ملامح وجهها الآن كانت مشدودة بقلق بالغ وهي تحدِّق في إيبل بثبات.
سوبارو: «آه… حسنًا…»
كانت تلك كلمات خطيرة صدرت عن فلوب، لكن سوبارو علم أنَّها لم تنبع من نوايا مدمِّرة، بل كانت موجَّهة نحو أمر شنيع لا يستطيع حتى فلوب المرح أن يغفره.
تلك الطيبة التي لم يعرف سوبارو لها نظيرًا في هذا العالم―― هي السبب في أنَّه وثق به، واستطاع أن يمضي الوقت معه حتى يومنا هذا.
قالت ذلك وهي تسند ذقنها إلى يدها، مبدِّدة بسهولة آمالهم الواهنة. ومع علمهم المسبق بطبعها، لم يكن هناك مجال لتغيير رأيها. لم يبقَ إذًا سوى مواجهة الشرط المطروح مباشرة.
فلوب: «الأمر سواء بالنسبة لأختي. أنا وأختي نشترك في الهدف ذاته، ونسلك الطريق ذاته. لو تركتُكِ، أيتها الزوجة سان، ومعكِ رئيس القرية كون هنا، لما استطعت رفع رأسي بعد ذلك.»
سوبارو: «――سأبكي الآن. بل وسأقع في حبك.»
فلوب: «هاهاها، هذه كلمات تمزِّق القلب أيها الزوج كن، خصوصًا وأنت في هذه الهيئة! لكن لا يمكنك فعل ذلك، فهذا سيكون مؤذيًا للزوجة سان. لكنني سأحتفظ بمشاعرك!»
لقد نُقضت، على لسان ريم نفسها، الكلمات التي طالما ساندت ناتسكي سوبارو، غير أنَّه وجد العزم على ألا تهتزَّ ركبته في هذه اللحظة بالذات.
إيبل: «―― هناك سبيل.»
حتى في طريقة رده، كان فلوب متألقًا، ولم يملك سوبارو إلا أن يعجب به.
وربما كانت ميديوم سترضى باتباع كلمات فلوب، مما يعني أنَّ إحداهنَّ من مرافقيهم في الرحلة إلى كيوس فليم ستكون هي ميديوم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أمام كلمات زيكر الموثوق، لم يجد سوبارو بدًّا من التراجع عن شكوكه. أما إيبل، وقد سمع هذا، فأطلق شهيقًا ساخطًا وقال:
فلوب: «آنسة تاريتا، أرجو أن تعاملي أختي بلطف. أنتما انسجمتما معي، فلا شك أن انسجامك مع أختي سيكون يسيرًا.»
تاريتا: «نـ-نعم… وأنت أيضًا، اعتنِ بنفسك…»
فلوب: «هم؟ نعم، سأبذل قصارى جهدي مع زيكر سان وبقية الشودراكيين!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ربَّت فلوب على صدره بحزم، بينما كانت تاريتا تتململ وتنظر إلى الأرض.
ابتسم سوبارو ومسح حلقه.
إيبل: «―― هناك سبيل.»
تداخل صوتا سوبارو وآل مع صوت زيكر، حين تساقطت الكلمة من فمه. ولخيبة أمل سوبارو، الذي ظنَّ أنَّ أذنيه خدعتاه، تابع زيكر بصوت مرتجف ووجهه بين يديه:
سوبارو: «على كل حال، أنا…»
إيبل: «سأتركك خلفي.»
سوبارو: «――هك!»
إيبل: «أحقًّا ظننت أنني سأقول ذلك؟»
إيبل: «――في مدينة الشياطين هذه، سأضمُّ يورنا ميشيغوري، السابعة بين الجنرالات التسعة السماويين، إلى جيشي. وحين يتحقَّق ذلك… يا بريسيلا، أنا واثق أنَّك ستفتحين قلبك.» بريسيلا: «لا بأس… فأنا شديدة السخاء، ولن أضع شروطًا لاحقة.» سوبارو: «ظننتك قلتِ قبل قليل إنَّ السخاء قد نفد من مخزونك… لا، لا بأس.»
حين حاول سوبارو التأكد، وجَّه له إيبل مزحة ثقيلة الطبع.
وبرغم غضبه منها، كان ردُّه يوحي برغبته في أن يُؤخذ معهم، فشدَّ على أسنانه وصمت.
على أي حال――
سوبارو: «حسنًا، إن كان الأمر كذلك، فجدير كان تأخري عن الاجتماع.» بريسيلا: «أرى أنَّ نتيجة حوار بين مهرِّجين كانت باهرة. تبدو ودودًا على غير عادتك، يا آل.» آل: «مهلًا، مهلًا، ليس غريبًا أن أكون ودودًا مع أحدهم، يا أميرتي. فأنا فتى لطيف بعد كل شيء.»
ابتسم إيبل ساخرًا، ومهَّد كلامه بـ: «لكن لسوء الحظ…»
إيبل: «أنت بالفعل ورقة مساومة. ما دام من الضروري أن نضمَّ يورنا ميشيغوري، فلن يكون هناك مجال لعقد أي مفاوضات دون وجودك.»
سوبارو: «سألكمك في جانب رأسك حين ننتهي من كل شيء، لكن… أنا ورقة مساومة؟»
إيبل: «سقوط غوارال كان من تدبيرك. وستعرف الظروف التي أدت إليه قريبًا. سأحرص أنا على ذلك.»
سوبارو: «ماذا؟»
؟؟؟: «كم من الوقت يلزم لإعادة عامي أحمق واحد فحسب؟ أترى أنَّ قيمة الزمن الذي ينقضي تتساوى بيني وبينك؟»
لم يدرك سوبارو مغزى كلمات إيبل، وبدت الحيرة على وجهه.
صحيح أن سقوط مدينة الحصن كان خطته، لكنه لم يفهم جدوى أن يُعلَن ذلك صراحة.
ففي العادة، كانت نقطة انطلاق ناتسكي سوبارو هي أن يُستهان به.
لكن إيبل هزَّ رأسه نافيًا. إيبل: «كلا، ليس الأمر كذلك. أراكيا تتحيَّن الفرصة لقتل سيسيليوس، لكنها تعجز عن تحقيق ذلك لأن كل محاولة منها تنتهي بإصابة مَن حوله. ولهذا أمرتُ سيسيليوس…» سوبارو: «أمرتَه بماذا؟» إيبل: «بأن يقيم في أماكن يسهل على أراكيا الوصول إليه فيها، طالما أنَّ الأمر سيحدث عاجلًا أم آجلًا.» سوبارو: «… أفهم؟»
زيكر: «إنها فاتنة، والجميع سيقرُّ بذلك، لا أنا وحدي. غير أنَّ جنرال الدرجة الأولى يورنا تعاني من مشكلة صغيرة… لا، ليست صغيرة، بل مشكلة لا تُغتَفر.» سوبارو: «وما هي تلك المشكلة؟» زيكر: «――العِصيان.»
بريسيلا: «――علينا أن نجعلها تظن أن هناك مَن يمكن الاستفادة منه إلى جانب إيبل.»
كانت بريسيلا هي مَن أجابت عن سؤاله بصراحة مباشرة.
وبمجرد سماع كلماتها، بدأ الفهم يتسرَّب ببطء إلى عقل سوبارو.
وبالنظر إلى الوراء، فقد كان ذلك أيضًا جزءًا من تصريح وُلد من الخوف المفرط من ساحرة الحسد.
أجاب إيبل على سؤال سوبارو بنظرة امتعاض. كيوس فليم
بريسيلا: «وبالطبع، هذا لا يقتصر على هذا العامي الأحمق فحسب. أهل الشودراك من غابة بودهايم، والمدافع عن مدينة الحصن غوارال، جنرال الدرجة الثانية زيكر عثمان، جميعهم أوراق تفاوض. لكن الورقة الأثمن هي…»
إيبل: «المخطط العسكري الذي أعان على إسقاط المدينة… كما ذكرتُ سابقًا. في الإمبراطورية، يُحترَم الأقوياء. وليس المقصود بالقوة القوةَ البدنية فحسب، بل الحنكة أيضًا.»
سوبارو: «――――»
وقبل أن يُتمَّ عبارته، فُتح الباب بعنف، ودخل منه شخص ما بخطى مفعمة بالقوة.
فلوب: «الأمر سواء بالنسبة لأختي. أنا وأختي نشترك في الهدف ذاته، ونسلك الطريق ذاته. لو تركتُكِ، أيتها الزوجة سان، ومعكِ رئيس القرية كون هنا، لما استطعت رفع رأسي بعد ذلك.» سوبارو: «――سأبكي الآن. بل وسأقع في حبك.» فلوب: «هاهاها، هذه كلمات تمزِّق القلب أيها الزوج كن، خصوصًا وأنت في هذه الهيئة! لكن لا يمكنك فعل ذلك، فهذا سيكون مؤذيًا للزوجة سان. لكنني سأحتفظ بمشاعرك!»
ولهذا كان لناتسكي سوبارو قيمة، كما أكَّد كلٌّ من إيبل وبريسيلا.
وبصراحة، كان ذلك تقييمًا معقدًا بالنسبة إليه؛ فمن جهة، كان منزعجًا من هذا المديح الكبير، ومن جهة أخرى شعر أنه مبالغ فيه.
والأدهى أنَّه، رغم هذا التقدير العالي، فقد فقد ثقة ريم، وشعر وكأن الأرض تنهار من تحت قدميه.
ومهما بلغت قيمته في نظر الإمبراطورية، فلن يوازي ذلك شيئًا أمام ثقة ريم.
عَقَد زيكر حاجبيه الكثَّين في حيرة حين سمع أن رأيه سيُستفاد منه. وكان سوبارو حائرًا بالقدر نفسه؛ إذ إن فكرة زيكر أساسًا كانت استمالة سيسيليوس، الأوَّل في الترتيب. وبما أنهم لا يستطيعون الذهاب إلى العاصمة الإمبراطورية، فقد ظنَّ سوبارو أن لا سبيل لاعتماد تلك الفكرة، ولا حتى جزء منها.
ولهذا، لم تحرِّك كلمات إيبل وبريسيلا قلبه. غير أنَّه――
بعد أن أصغت قليلًا إلى هذه المعلومات العبثية عن الجنرالات التسعة السماويين، وبعد صيحة سوبارو الغاضبة، رأت بريسيلا أنَّها شهدت خاتمة النقاش، وفتحت مروحتها بفرقعةٍ حادَّة. والحقُّ أنَّها خاتمة رغب سوبارو في الاعتراض عليها، لكن――
سوبارو: «إن كنتُ نافعًا، فليكن. استغلوني كما تشاؤون. لكن في المقابل…»
إيبل: «في المقابل؟»
سوبارو: «ستستعيد عرش الإمبراطور، وستعيدنا إلى ديارنا سالمين.»
قال سوبارو ذلك بحزم، وكأنها الشرط الوحيد الذي لا مجال للمساومة فيه.
وما إن سمعه إيبل حتى اتسعت عيناه قليلًا، وأطلق زفرة طويلة.
شخصٌ يفتقر إلى الجاذبية حتى لو انضمَّ إلى صفِّهم، بينما يغدو سُمًّا قاتلًا إن تُرك في صفوف العدو.
بدأ شعور ثقيل قاتم يتسلَّل إلى صدر سوبارو. كان أقرب إلى ركود مرير المذاق، كتلة من العجز لا تتبدَّد ولو ضرب رأسه بالجدار، أشبه بأثرٍ باقٍ لكون ريم قد تخلَّت عنه. وبسببه، فقد سوبارو ثقة ريم.
إيبل: «لا حاجة لأن تقول ذلك―― فهذا ما يفترض بي أن أفعله.»
هكذا أجاب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت تلك كلمات خطيرة صدرت عن فلوب، لكن سوبارو علم أنَّها لم تنبع من نوايا مدمِّرة، بل كانت موجَّهة نحو أمر شنيع لا يستطيع حتى فلوب المرح أن يغفره. تلك الطيبة التي لم يعرف سوبارو لها نظيرًا في هذا العالم―― هي السبب في أنَّه وثق به، واستطاع أن يمضي الوقت معه حتى يومنا هذا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سخرت منه بريسيلا، فرفع آل كتفيه مجيبًا. ولم يستطع سوبارو أن يجزم أيُّ القولين أصوب، قول بريسيلا أم قول آل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
////
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لسوبارو الذي اعتقد هذا، أطلق إيبل نفخةً من أنفه وقال: «همم…» إيبل: «صحيح أنني لا أملك فرصة لمحادثة سيسيليوس، لكن زيكر قال أيضًا―― إذا كان هناك شخص آخر لا يفكِّر على نحو سليم، فقد تكون هناك إمكانية.» زيكر: «――هك! هذا مستحيل… يا صاحب السمو، ذلك خطر! أرجوك أعد النظر!» سوبارو: «هاه؟ هاه؟ هاه؟»
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
حتى مع هذا التفسير المباشر، ظلَّت العلاقة بينهما عصيَّة على فهم سوبارو. فهو لا يستوعب كيف يترك إمبراطور جنرالاته يتقاتلون، ولا كيف يرضى المرء بالعيش في بيتٍ لمَن يتربَّص بقتله. قبل كل شيء――
ولهذا، لم تحرِّك كلمات إيبل وبريسيلا قلبه. غير أنَّه――
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات