30 - البطل المزعوم ناتسكي سوبارو.
كان التعبير على وجه ميزيلدا حازمًا حين أعلنت تخليها عن منصبها كزعيمة.
أبناء الشودراك: «――شكرًا لكِ!»
إيبل: «الكثيرون سيرون أن هذه النصيحة أنت أولى بها مني.»
لم تتراجع الهيبة الجامحة التي وسمت جمالها الحاد النظرات، وبقيت على حالها تمامًا كما رآها الجميع أول مرة. وبينما اجتازت المحن، لم تتغيَّر الصورة التي عُرفت بها كامرأة قوية.
ومع هذا، لم يكن لأحد أن يلوم ريم على نقص قوتها، فلولاها، لما نجا أحد من هجوم أراكيا دون ضحايا.
ومع هذه الصورة الراسخة، قررت ميزيلدا، وقد فقدت ساقها اليمنى، أن تتنحى عن الزعامة.
والسبب في ذلك، أنها شعرت بأنه لا حاجة للاسترسال، فالكلمات إن خرجت ستتحول إلى نصل يؤذيها، وإن خفَّف عنها الألم قليلًا.
الجميع: «――――»
ريم: «نعم. لو كان سحر الشفاء كما كان في الماضي… لربما استطعتُ إنقاذ ساق ميزيلدا سان…»
أحاط بميزيلدا أولئك الذين امتلأت قلوبهم بالأسى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن ما كان يرعبه أكثر من الألم، هو الخسارة.هل ثمَّة ما هو أكثر رعبًا من الفقدان؟
عشيرة الشودراك، الذين شهدوا قوَّة زعيمتهم عن كثب، لم يكن بمقدورهم التخلِّي عن شعور الخسارة بهذه السهولة.
ارتخت كتفا سوبارو وهمد في مكانه مكتئبًا من تعليق ريم القاسي كعادته، ثم جلس ببطء إلى جانبها، من الجهة اليمنى، مقابل لويس.
أما كونا، فقد ازداد برود تعابير وجهها المعتادة، في حين بدا على هولي، التي عُرفت بلطافتها، ملامح من الكآبة. وعضَّت أوتاكاتا شفتها واحتبست دموعها وهي تخفض رأسها، فيما سادت وجوه الشودراك الآخرين كآبة صامتة.
ثم، دون تفكير، عاد وطرق جبهته بالحائط مجددًا.
لكن الشخص الذي بدا عليه الاضطراب أكثر من الجميع――
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سوبارو: «لا تقوليها بهذه الطريقة… خطئي.»
تاريتا: «أختي… هذا مستحيل. لا يمكن لشخصٍ مثلي أن يكون زعيمة جيدة…»
ميزيلدا: «――تاريتا.»
تاريتا: «لقد استطعتِ فعل ذلك لأنك أنتِ… أما أنا فلا قدرة لي على ما فعلتِه…»
إيبل: «سخافة. ما معنى أن أكون بهذه القسوة دون مبرر؟»
ريم: «… لماذا حميتني؟»
هزَّت رأسها رفضًا وتوسلت بيأس، إذ لم تكن تتخيل نفسها في مقام مَن ترعرعت تحت ظله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حسابنا بتويتر @ReZeroAR
كونها شقيقة ميزيلدا الصغرى، والتي اختيرت بنفسها خليفة للزعامة، لم تكن سوى دليلٍ على تقديرها واحترامها العميق لأختها الكبرى، والذي كان واضحًا في كل قولٍ وفعلٍ منها.
ولذلك بالذات، لم تستطع تاريتا تقبُّل فقدان أختها لساقها، وبدت أكثر حزنًا واضطرابًا من ميزيلدا نفسها.
ميزيلدا: «إن كان الأمر كذلك، فامنحني ابتسامة. هذه من واجبات الرجال الوسيمين.»
طقسٌ بسيط، غير رسمي، يجمع بين الواقعية والرمزية.
ريم: «… ذلك نتيجة تقصيري.»
ميزيلدا: «ريم، لا داعي لأن تشعري بالحزن. لقد كنت محظوظة بالخروج من المعركة أمام الجنرال الإمبراطوري بفقدان ساقٍ فقط… لا، بل بسبب وجودكِ إلى جانبي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اقتربت لويس، بشعرها الأشقر المنكوش، من ريم الصامتة. ومدَّت يدها برقة إلى طرف فستانها، فخفضت ريم بصرها بهدوء، ووضعت كفَّها على كتف لويس.
كلمات تاريتا التي نطقتها بحرقةٍ، قوبلت بصوتٍ خافتٍ مملوءٍ باللوم الذاتي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اتسعت عينا ريم المستديرتان حين سمعت الإجابة التي لفظها سوبارو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
جاء الصوت من الطرف الآخر من الغرفة التي اكتظَّت بالجرحى، من ريم، التي بدت منهكة وهي تتكئ على عصاها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ريم: «لقد كنت تبدو بشعًا حتى عندما كان مكياجك مرتبًا.»
كانت الوحيدة القادرة على استخدام سحر الشفاء، وقد تنقَّلت بين المصابين محاولة إنقاذ أكبر عدد ممكن منهم. وكان من السهل تخمين حجم معاناتها من خلال ثيابها الملطخة بالدماء، وشعرها المبعثر، وتعابير وجهها المرهقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بالكلمات يُحفِّزهم، وبالمكافآت يدفعهم لتخطِّي قدراتهم، وبالثناء يُلزمهم بتحسين أدائهم لاحقًا. هكذا اعتقد سوبارو دائمًا أن الأقوياء يفرضون هيمنتهم على أتباعهم. لكن ردُّ إيبل خالف تمامًا هذه القاعدة التي آمن بها. فهو لا يطلب من أتباعه جهدًا يتجاوز طاقتهم.
ومع ذلك، لم تهتم بنفسها، بل إن كلمات الشكر التي وجَّهها لها سوبارو في البداية قوبلت منها ببرودٍ واختصار: «أنا بخير.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ومع هذا، لم يكن لأحد أن يلوم ريم على نقص قوتها، فلولاها، لما نجا أحد من هجوم أراكيا دون ضحايا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تمتمة سوبارو الجافة قوبلت بهزَّة خفيفة من ريم الجالسة إلى جواره.
لذلك――
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ميزيلدا: «ريم، لا داعي لأن تشعري بالحزن. لقد كنت محظوظة بالخروج من المعركة أمام الجنرال الإمبراطوري بفقدان ساقٍ فقط… لا، بل بسبب وجودكِ إلى جانبي.»
سوبارو: «ذلك…»
وقد يكون ذلك بيئةً جيِّدة للعمل، وإن بدت باردة في ذات الوقت.
ريم: «ميزيلدا سان… قد يكون كلامك صحيحًا، لكن――»
سوبارو: «هذا… قاسٍ.»
وبعد لحظات من الصمت، أومأت تاريتا بخجلٍ وصمت.
ميزيلدا: «أنا ممتنة لكِ. ولا حاجة لقول المزيد.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سوبارو: «آه… أنا شخص خجول؛ لذا لا يمكنني أن أصبح صديقك بهذه السهولة.»
تجهَّم إيبل، متضايقًا من مقاطعته دون موضوعٍ محدد، ثم سأل بنبرة ضيق: «ماذا؟»
قطعت ميزيلدا على ريم حديثها، مجددةً امتنانها بكلمات حاسمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إيبل: «عندي ما يكفيني من الأمور لأفكر فيها. وأنت، من بين كل الناس، لستَ ممَّن ينبغي له أن يُشغلني.»
ولو طُلب منه الجواب، لقال إنه ذنب القوي… مسؤولية مَن يملك القدرة.
اقتربت لويس، بشعرها الأشقر المنكوش، من ريم الصامتة. ومدَّت يدها برقة إلى طرف فستانها، فخفضت ريم بصرها بهدوء، ووضعت كفَّها على كتف لويس.
ولم تكن ريم استثناءً فحسب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إيبل: «――مفهوم. ميزيلدا، لقد أديتِ خدمة عظيمة.» ميزيلدا: «همم.»
كان شعور ريم بالندم والعجز واضحًا تمامًا لسوبارو. لكنه لم ينجح في التعبير، إذ سبقه رجل وسيم الشعر داكن اللون إلى الكلام.
إيبل: «ميزيلدا، هل لا تزالين على موقفك؟»
مرة أخرى، استشعر سوبارو ألم ريم بشدَّة.
سؤال إيبل قابله إيماءة من ميزيلدا، وهي جالسة على مقعدٍ ما، تلامس بيدها موضع ساقها المبتورة الملفوفة بالضمادات.
يتمايل مترنِّحًا، سار سوبارو في أرجاء قاعة المدينة كمَن يهيم على وجهه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وذلك لأنها تلوم نفسها بصدق لعجزها عن إنقاذ الآخرين، بسبب ضعفها.
ميزيلدا: «أجل، لا نية لي في التراجع. وسيُحترم العهد المبرم بين الشودراك وإمبراطور فولاكيا. لكن من الآن فصاعدًا، عليكم الرجوع إلى تاريتا… أو بالأحرى، الزعيمة.»
ختمت ميزيلدا حديثها، وردَّد أبناء الشودراك كلمات أشبه بالتراتيل.
إيبل: «――مفهوم. ميزيلدا، لقد أديتِ خدمة عظيمة.»
ميزيلدا: «همم.»
سوبارو: «أنتِ لستِ عديمة الجدوى أبدًا. رغم أن ذاكرتكِ مشوَّشة، تمكنتِ من استخدام سحركِ الشفائي ببراعة، وأنقذتِ العديد من الأرواح. لكن…»
تحرَّكت لويس قليلًا وأصدرت أنينًا خافتًا، دون أن تستيقظ. ووسط تأوُّه خفيف، أسندت ريم كتفها بلطف، ثم عادت لتحدَّق في سوبارو.
أعلنت ميزيلدا قرارها الحاسم، وقابلها إيبل بتفهمٍ وهو يعقد ذراعيه. عندها أطلقت ميزيلدا زفرة قصيرة، وارتسمت على شفتيها ابتسامة عريضة.
سوبارو: «――ريم، هل الوقت مناسب؟»
ثم، بابتسامة باهتة، نظرت إليه وقالت:
ريم: «――لأنك لستَ بطلًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ميزيلدا: «إن كان الأمر كذلك، فامنحني ابتسامة. هذه من واجبات الرجال الوسيمين.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ريم: «… أنا أدرك تمامًا مدى ضعفي. ولأكون صادقة، فأنا عديمة الجدوى.»
إيبل: «――همم.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ميزيلدا: «حسنًا، هذا يكفي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اقتربت لويس، بشعرها الأشقر المنكوش، من ريم الصامتة. ومدَّت يدها برقة إلى طرف فستانها، فخفضت ريم بصرها بهدوء، ووضعت كفَّها على كتف لويس.
حتى بعد فقدان ساقها، ظلت ميزيلدا قوية كما عهدوها.
ثم، دون تفكير، عاد وطرق جبهته بالحائط مجددًا.
ولم ينتقدها إيبل، رغم تكبُّره المعروف، بل ردَّ بابتسامة صامتة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لو أفصح عنها، فلا سبيل لقول الحقيقة دون تعريض حياة الشخص الآخر للخطر، بل للموت.
إيبل: «الكثيرون سيرون أن هذه النصيحة أنت أولى بها مني.»
كان ذلك، قبل كل شيء، دليلًا على احترام الإمبراطور الذي انتُزِع عرشه لتلك المحاربة التي خرجت من أعماق الغابة.
إيبل: «لا أظن أنني بحاجة لأن أُخبرك بما هو واضح.»
ثم――
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عشيرة الشودراك، الذين شهدوا قوَّة زعيمتهم عن كثب، لم يكن بمقدورهم التخلِّي عن شعور الخسارة بهذه السهولة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تاريتا: «لقد استطعتِ فعل ذلك لأنك أنتِ… أما أنا فلا قدرة لي على ما فعلتِه…»
ميزيلدا: «――أنصتوا إليَّ، يا أبناء قومي!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اتسعت عينا ريم المستديرتان حين سمعت الإجابة التي لفظها سوبارو.
تجمَّد وجه ميزيلدا المبتسم، ورفعت رأسها متحدثة بصوتٍ جهوري.
وأمامها، زمَّ سوبارو شفتيه بقوة حتى كاد يطحن أضراسه، ثم أخفى وجهه بين راحتيه.
ريم: «تُربكني حين تُظهر وجهًا عابسًا وأنت بهيئتك تلك.»
ومع صدى نبرتها الحازمة، اعتدل أبناء الشودراك في جلستهم، وأصغوا بانتباه.
ميزيلدا: «――――»
ولم ينتقدها إيبل، رغم تكبُّره المعروف، بل ردَّ بابتسامة صامتة.
ميزيلدا: «كما أخبرتكم سابقًا، فإنني أُتمُّ واجبي كزعيمة! وها أنا أُسلم هذا المنصب إلى شقيقتي، تاريتا! من الآن فصاعدًا، أطيعوا تاريتا!»
كانت تجلس بركبتيها إلى صدرها وظهرها مستندٌ إلى الجدار، فتفاعلت مع صوته تحركًا طفيفًا، وانعكست هيئته في عينيها الزرقاوين الباهتتين.
أبناء الشودراك: «――――»
سوبارو: «… صراحةً، لم أتوقع هذا.» مع انتهاء حديث خلافة الزعامة وتقرير الأضرار، توجَّه سوبارو إلى إيبل بكلامه.
ميزيلدا: «هذه آخر أوامري كزعيمة―― أشكركم على وفائكم لعهود الأجداد، وعلى اعتزازكم بإرثهم.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اقتحام أراكيا خلَّف الكثير من الجرحى، وعودتها أدَّت إلى مقتل عددٍ من الحُرَّاس. صحيح أنه لم يُسجَّل أيُّ قتيل من صفوفهم، لكن بالنظر إلى ساق ميزيلدا المبتورة، فكيف يمكن أن يُقال إن الأمر تمَّ دون دماء؟
أبناء الشودراك: «――شكرًا لكِ!»
في ظل الظروف الحالية، مَن قد يجرؤ على مناداته بصديق إما أن يكون شخصًا طيبًا للغاية، أو محتالًا. وفلوب، على الأرجح، من النوع الأول. على أي حال――
ختمت ميزيلدا حديثها، وردَّد أبناء الشودراك كلمات أشبه بالتراتيل.
لم يكن سوبارو على دراية بطقوسهم أو عاداتهم العريقة، لكنه، حتى وهو الغريب الجاهل، استطاع أن يستشعر قدسية ذلك الطقس.
نظر إلى ريم بنظرة خجولة ملؤها الرجاء، لكنها قابلته بنظرة محتجة تجاهلها عن قصد.
طقسٌ بسيط، غير رسمي، يجمع بين الواقعية والرمزية.
ريم: «لكنك وضعت خطة، وكانت الخطة التي بدت متهورة في البداية فعَّالة بالفعل. تمكَّنتَ من احتجاز الجنرال المصنف الثاني وأدخلتَ الجميع إلى المدينة من دون قتال. تمامًا كما خططنا.»
وفي هذه اللحظة، انتقلت زعامة عشيرة الشودراك من ميزيلدا إلى تاريتا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ميزيلدا: «هذه آخر أوامري كزعيمة―― أشكركم على وفائكم لعهود الأجداد، وعلى اعتزازكم بإرثهم.»
―― خسارة ميزيلدا لساقها، تركت في أعماق قلب سوبارو أثرًا ثقيلًا.
تاريتا: «أختي…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ميزيلدا: «لا تُنكسي رأسكِ، أيتها الزعيمة. ترددكِ هو ترددنا. وتخاذلكِ هو تخاذلنا. وموتكِ هو موتنا جميعًا.»
ردًا على كلمات الامتنان، خفضت ريم بصرها إلى يديها بامتعاض، وأخذت تحدق في أصابعها الشاحبة وهي تعضُّ شفتيها بضعف.
تاريتا: «――――»
نظر سوبارو أمامه مباشرة، واتسعت عيناه عند سماع كلمات إيبل.
ريم: «――لأنك لستَ بطلًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بالقرب منها، تقدَّمت ميزيلدا نحو الزعيمة الجديدة تاريتا لتشجِّعها، غير أن ملامح هذه الأخيرة بدت قاتمة.
ولم يكن لذلك أن يُخفِّف عن تاريتا فجأة، لكنها، لا بد، أدركت أن التمسك بميزيلدا لن يُبدِّل شيئًا من الواقع.
وبعد لحظات من الصمت، أومأت تاريتا بخجلٍ وصمت.
ميزيلدا: «――――»
كلمة نابية قابلها إيبل بكلمة أدهى منها، ثم افترق سوبارو عنه، بعدما عاد إيبل إلى قاعة الاجتماع.
المشاعر المعقَّدة التي لمعت في عيني ميزيلدا عند رؤيتها ذلك، غفلت عنها تاريتا وهي تُطأطئ رأسها―― ولم يكن ثمَّة أحد سواها ليُفصح عنها.
ميزيلدا: «أنا ممتنة لكِ. ولا حاجة لقول المزيد.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
△▼△▼△▼△
تنفَّس قليلًا لتهدئة نفسه، ثم خطا نحوها.
ولم ينتقدها إيبل، رغم تكبُّره المعروف، بل ردَّ بابتسامة صامتة.
سوبارو: «… صراحةً، لم أتوقع هذا.»
مع انتهاء حديث خلافة الزعامة وتقرير الأضرار، توجَّه سوبارو إلى إيبل بكلامه.
تجهَّم إيبل، متضايقًا من مقاطعته دون موضوعٍ محدد، ثم سأل بنبرة ضيق: «ماذا؟»
لم يكن لديه وجهة، بل لم يدرك حتى متى بدأ السير. كلًّ ما في الأمر أنه حين عاد إلى وعيه، وجد نفسه يمشي. بل وحتى حينها، ظل وعيه غائمًا، متلبّدًا.
إيبل: «عندي ما يكفيني من الأمور لأفكر فيها. وأنت، من بين كل الناس، لستَ ممَّن ينبغي له أن يُشغلني.»
سوبارو: «قاسٍ كعادتك تمامًا… فقط، تفاجأتُ لا أكثر. لم أتوقَّع أن تتقبَّل انسحاب ميزيلدا سان من الخطوط الأمامية بهذه السهولة.»
حتى بعد فقدان ساقها، ظلت ميزيلدا قوية كما عهدوها.
كانت الوحيدة القادرة على استخدام سحر الشفاء، وقد تنقَّلت بين المصابين محاولة إنقاذ أكبر عدد ممكن منهم. وكان من السهل تخمين حجم معاناتها من خلال ثيابها الملطخة بالدماء، وشعرها المبعثر، وتعابير وجهها المرهقة.
إيبل: «――――»
سوبارو: «ظننتُ أنك ستقول إن كلَّ ما فقدته هو ساقٌ واحدة فقط، وتطلب منها أن تُفني نفسها في العمل من أجلك.»
واصلت ريم حديثها وكأنها فقدت الأمل في سوبارو، الذي لاذ بالصمت وعجز عن الردِّ.
رغم أنه أدرك كم بدا ذلك قاسيًا، عبَّر سوبارو بصراحة عن مشاعره تجاه إيبل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عشيرة الشودراك، الذين شهدوا قوَّة زعيمتهم عن كثب، لم يكن بمقدورهم التخلِّي عن شعور الخسارة بهذه السهولة.
عينا ريم، اللتان غمرتهما ندامة مريرة قبل لحظات، راحتا تحدِّقان في سوبارو الآن بعمقٍ أشد، وندمٍ أكبر.
فهذا الإمبراطور، الذي أضاف عشيرة الشودراك إلى قواته لاستعادة العرش، لم يتردَّد سابقًا في التفكير بتسميم مدينة الحصن غوارال إن وصلت الأمور إلى أسوأ حالاتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ريم: «… أنا أدرك تمامًا مدى ضعفي. ولأكون صادقة، فأنا عديمة الجدوى.»
إيبل―― بل، فينسنت فولاكيا، لم يكن ليحجم عن فعل شيءٍ كهذا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ميزيلدا: «――――»
إيبل: «سخافة. ما معنى أن أكون بهذه القسوة دون مبرر؟»
ريم: «لكنك وضعت خطة، وكانت الخطة التي بدت متهورة في البداية فعَّالة بالفعل. تمكَّنتَ من احتجاز الجنرال المصنف الثاني وأدخلتَ الجميع إلى المدينة من دون قتال. تمامًا كما خططنا.»
لكن ردُّ إيبل على سوبارو، الذي كان مستعدًا لرميه بالعتاب وإظهار رأيه الحقيقي، جاء هادئًا ومتَّزنًا.
كانت لويس تتنفس بأنفاس صغيرة وهي نائمة، وقد التصقت أكثر بريم، وكأنها تجد فيها ملاذًا آمنًا. ملابسها البيضاء ملطَّخة ببقع من الدم هنا وهناك، فقد كانت تساعد ريم في معالجة الجرحى. ومن خلال سلوك ريم وكلام أوتاكاتا، عرف سوبارو أنها فعلت ما طُلب منها، وإن كان أداؤها ضعيفًا.
نظر إيبل إلى عشيرة الشودراك المتحدثين بالقرب منهم، بينما بدا سوبارو محبطًا.
كان شعور ريم بالندم والعجز واضحًا تمامًا لسوبارو. لكنه لم ينجح في التعبير، إذ سبقه رجل وسيم الشعر داكن اللون إلى الكلام.
إيبل: «لا أرغب بأن يبذل أتباعي أكثر مما يُطيقونه. حتى لو أمرتهم بأن يبذلوا أقصى جهدهم، فتوقُّع ما يتجاوز حدودهم وهمٌ محض.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سوبارو: «حتى سحر الشفاء ليس مطلق القدرة. وفي تلك الحالة، كنتِ لتبذلي أقصى ما يمكنكِ فقط.»
سوبارو: «――――»
إيبل: «إن تجاوزوا تقييمهم المعتاد، فسيفسد ذلك الخطة الموضوعة. أنا أطلب منهم بالضبط ما هو مطلوب. لا أكثر ولا أقل. وقد أدَّت ميزيلدا واجبها. لذا، ليس لي أن أقدِّم لها سوى مكافأة.»
شعر سوبارو بالعجز، ورفع صوته بعد ردِّ ريم القاسي. وبمجرد أن فعل ذلك، رمقته ريم بنظرة حادَّة وقالت:
بالكلمات يُحفِّزهم، وبالمكافآت يدفعهم لتخطِّي قدراتهم، وبالثناء يُلزمهم بتحسين أدائهم لاحقًا.
هكذا اعتقد سوبارو دائمًا أن الأقوياء يفرضون هيمنتهم على أتباعهم. لكن ردُّ إيبل خالف تمامًا هذه القاعدة التي آمن بها.
فهو لا يطلب من أتباعه جهدًا يتجاوز طاقتهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ريم: «حين هاجمتني تلك المرأة شبه العارية… أسقطتُ عمودًا، ولما لم ينجح ذلك… اندفعتْ نحوي، فاعترضتَ طريقها بجسدك.»
وقد يكون ذلك بيئةً جيِّدة للعمل، وإن بدت باردة في ذات الوقت.
كان التعبير على وجه ميزيلدا حازمًا حين أعلنت تخليها عن منصبها كزعيمة.
إيبل: «ومع ذلك، فمَن يقصِّر في أداء ما طُلب منه، سينال العقاب. عقاب ومكافأة أكيدين، أتفهم ما يعنيه ذلك، أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تمتمة سوبارو الجافة قوبلت بهزَّة خفيفة من ريم الجالسة إلى جواره.
سوبارو: «… إذًا، هل يعني ذلك أنني سأتلقى العقاب؟»
كانت الوحيدة القادرة على استخدام سحر الشفاء، وقد تنقَّلت بين المصابين محاولة إنقاذ أكبر عدد ممكن منهم. وكان من السهل تخمين حجم معاناتها من خلال ثيابها الملطخة بالدماء، وشعرها المبعثر، وتعابير وجهها المرهقة.
إيبل: «لو كنتَ أحد أتباعي، لكان ذلك صحيحًا. لكن، هل أنت أحد أتباعي؟»
تاريتا: «أختي…»
نظر سوبارو أمامه مباشرة، واتسعت عيناه عند سماع كلمات إيبل.
شعر سوبارو بالعجز، ورفع صوته بعد ردِّ ريم القاسي. وبمجرد أن فعل ذلك، رمقته ريم بنظرة حادَّة وقالت:
بالطبع، لم يتذكَّر سوبارو أبدًا أنه أصبح تابعًا لإيبل. فحتى حين ناقش الأمر مع بريسيلا، عامل إيبل سوبارو كمستشار عسكري، دون أن يُبدِي أي رغبة في ضمِّه رسميًا.
بمشاعر صادقة، كانت ريم تردُّ على سوبارو الذي كان يجلد نفسه على عجزه.
سوبارو: «ليس الأمر أنَّ لقب “المستشار العسكري” لا يغريني… لكنِّي لا أرغب في أن أكون تابعًا لك.»
والسبب في ذلك، أنها شعرت بأنه لا حاجة للاسترسال، فالكلمات إن خرجت ستتحول إلى نصل يؤذيها، وإن خفَّف عنها الألم قليلًا.
إيبل: «وهكذا الأمر إذًا. أنت لست من أتباعي، وبالتالي لا ينطبق عليك لا العقاب ولا المكافأة.»
كلُّ ما كان يريده هو أفضل نهاية سعيدة ممكنة، ولكن ما حصده لم يكن إلا نهاية “لا بأس بها”، أو ما يصحُّ وصفه بنهاية حزينة “لا بأس بها”.
سوبارو: «حين أفكِّر في الأمر… ما الذي تمثّلينه لي حقًّا…؟»
الشكوى، حين تُقال، تجرح صاحبها ومَن حوله، لكنها في المقابل، تُزيح شيئًا من الثقل في القلب. غير أن ريم كانت ترفض حتى هذه التخفيفات الطفيفة.
وبعد لحظات من الصمت، أومأت تاريتا بخجلٍ وصمت.
بحكم الظروف، اضطُرُّا إلى مرافقة بعضهما البعض. لم تربطهما علاقة سيد وتابع، ولا علاقة شخصية من أي نوع.
بل كانا شخصين جرفهما تيار الأحداث، وما إن تهدأ العاصفة، حتى يتفرَّق دربهما.
ولم يكن من الصواب تسميتهما أصدقاء، أو حلفاء، أو رفقاء درب. ولو وُجدت تسمية تلائمهم، فهي “رفيقا تنكُّر”.
كان ذلك، قبل كل شيء، دليلًا على احترام الإمبراطور الذي انتُزِع عرشه لتلك المحاربة التي خرجت من أعماق الغابة.
إيبل: «بعضهم تجرَّأ على مناداتي بصديق، لكنك لم تفعل.»
قالها بعد لحظات من التفكير المؤلم، بدَت له أطول بكثير مما هي عليه في الواقع.
سوبارو: «آه… أنا شخص خجول؛ لذا لا يمكنني أن أصبح صديقك بهذه السهولة.»
في ظل الظروف الحالية، مَن قد يجرؤ على مناداته بصديق إما أن يكون شخصًا طيبًا للغاية، أو محتالًا. وفلوب، على الأرجح، من النوع الأول. على أي حال――
هزَّت رأسها رفضًا وتوسلت بيأس، إذ لم تكن تتخيل نفسها في مقام مَن ترعرعت تحت ظله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com △▼△▼△▼△
إيبل: «سأتابع حديثي مع بريسيلا. اذهب لتؤدي ما عليك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
سوبارو: «ما عليَّ؟»
الجميع: «――――»
إيبل: «لا أظن أنني بحاجة لأن أُخبرك بما هو واضح.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فطرق جبهته بالحائط مرةً أخرى… ثم مرة… ومرة…
وبينما شقَّت نظرات إيبل اللوزيَّة الحادة طريقها إليه، حوَّل سوبارو نظره إلى ركن الغرفة.
وهناك، لمح ريم جالسة على الأرض. لم يكن بمقدوره تمييز ملامحها الحزينة من بُعد، لكنه أدرك أن تركها وحدها لن يكون خيارًا حكيمًا.
قطعت ميزيلدا على ريم حديثها، مجددةً امتنانها بكلمات حاسمة.
ومع ذلك، شعر بشيء من الضيق لأن إيبل هو مَن أشار عليه بذلك أولًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سوبارو: «ليس الأمر أنَّ لقب “المستشار العسكري” لا يغريني… لكنِّي لا أرغب في أن أكون تابعًا لك.»
سوبارو: «لا أريدك أن تتورَّط في مشكلة مع بريسيلا وتفتعل شجارًا جديدًا. فقط كن حذرًا في طريقة حديثك معها.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
إيبل: «الكثيرون سيرون أن هذه النصيحة أنت أولى بها مني.»
كلمات ريم انقطعت عند هذا الحد.
كلمة نابية قابلها إيبل بكلمة أدهى منها، ثم افترق سوبارو عنه، بعدما عاد إيبل إلى قاعة الاجتماع.
إيبل: «ومع ذلك، فمَن يقصِّر في أداء ما طُلب منه، سينال العقاب. عقاب ومكافأة أكيدين، أتفهم ما يعنيه ذلك، أليس كذلك؟»
إصابة ميزيلدا ستُحدث تغيُّرًا في وضع عشيرة الشودراك، وسيكون من الضروري أخذ ذلك بالحسبان في النقاش مع بريسيلا.
لكن، لم يكن لسوبارو موطئ قدم في الحوار الدائر بين الكائنين السماويين، إيبل وبريسيلا.
ومع هذه الصورة الراسخة، قررت ميزيلدا، وقد فقدت ساقها اليمنى، أن تتنحى عن الزعامة.
ما أولاه الأولوية، هو الحديث مع الوحيدة التي يستطيع الحديث معها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مدَّت يدها، ونظراتها تزداد رطوبة، ثم أشارت إلى مبنى البلدية المدمَّر من حولهم، وقالت:
سوبارو: «――ريم، هل الوقت مناسب؟»
ولو كان سوبارو أحد رجال إيبل، لَمَا كان من المستغرب أن يُؤمر بقطع رأسه.
سوبارو: «أنتِ لستِ عديمة الجدوى أبدًا. رغم أن ذاكرتكِ مشوَّشة، تمكنتِ من استخدام سحركِ الشفائي ببراعة، وأنقذتِ العديد من الأرواح. لكن…»
تنفَّس قليلًا لتهدئة نفسه، ثم خطا نحوها.
كانت تجلس بركبتيها إلى صدرها وظهرها مستندٌ إلى الجدار، فتفاعلت مع صوته تحركًا طفيفًا، وانعكست هيئته في عينيها الزرقاوين الباهتتين.
ريم: «سِحرُ الشفاء الذي أستخدمه الآن يعتمد على الحدس… بمعنى آخر، تعلَّمتُه ذاتيًّا دون مُعلِّم. لكن بفضل مساعدة لويس تشان، تمكَّنتُ من صقله قليلًا. ومع ذلك…»
ريم: «… أهذا أنت؟ متى ستبدِّل ثيابك؟»
سوبارو: «ريم لها الأولوية عن تبديل الملابس. بمجرَّد انتهاء هذه المحادثة، سأبدِّل ملابسي.»
ريم: «لو أن… لو أنني كنتُ كما كنتُ من قبل، تُرى كيف كانت الأمور ستسير…»
////
ريم: «أحقًا؟ حسنًا إذًا، لقد انتهت المحادثة. تفضَّل وبدِّل ملابسك.»
كان ذلك، قبل كل شيء، دليلًا على احترام الإمبراطور الذي انتُزِع عرشه لتلك المحاربة التي خرجت من أعماق الغابة.
سوبارو: «هذا تصرُّف فظ للغاية!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ميزيلدا: «――أنصتوا إليَّ، يا أبناء قومي!»
إيبل: «لا أرغب بأن يبذل أتباعي أكثر مما يُطيقونه. حتى لو أمرتهم بأن يبذلوا أقصى جهدهم، فتوقُّع ما يتجاوز حدودهم وهمٌ محض.»
شعر سوبارو بالعجز، ورفع صوته بعد ردِّ ريم القاسي. وبمجرد أن فعل ذلك، رمقته ريم بنظرة حادَّة وقالت:
ميزيلدا: «لا تُنكسي رأسكِ، أيتها الزعيمة. ترددكِ هو ترددنا. وتخاذلكِ هو تخاذلنا. وموتكِ هو موتنا جميعًا.»
ريم: «رجاءً، اخفض صوتك.»
ريم: «إذًا… ساق ميزيلدا، جراح لويس تشان وأوتاكاتا تشان، إصابات ميديوم سان وفلوب سان… كل هذا ذنبك؟»
ثم أومأت بذقنها نحو الفتاة التي كانت تتكئ على كتفها الأيسر.
وإن حدث ذلك، فالأرجح أنه سيعود إلى آخر نقطة ارتكاز… إلى وقت المعركة الدموية ضد تود في غوارال―― وقد جعلته مجرَّد ذكرى تلك اللحظة يرتجف بالكامل من شدة الرعب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سوبارو: «حتى سحر الشفاء ليس مطلق القدرة. وفي تلك الحالة، كنتِ لتبذلي أقصى ما يمكنكِ فقط.»
ريم: «بهذه الطريقة، ستوقظ لويس تشان النائمة. أرجو أن تضعها في اعتبارك.»
سوبارو: «ظننتُ أنك ستقول إن كلَّ ما فقدته هو ساقٌ واحدة فقط، وتطلب منها أن تُفني نفسها في العمل من أجلك.»
سوبارو: «أنا فقط…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لربما كان يمكن إنقاذها»―― سوبارو أغمض عينيه حين سمع ما كانت ريم توشك أن تنطق به.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وذلك لأنها تلوم نفسها بصدق لعجزها عن إنقاذ الآخرين، بسبب ضعفها.
ريم: «أم أنك لا تريد أن تُولي هذه الفتاة أيَّ قدر من الاعتبار؟»
سوبارو: «لا تقوليها بهذه الطريقة… خطئي.»
بطبيعة الحال، كانت مشاعر سوبارو متضاربة.
كانت لويس تتنفس بأنفاس صغيرة وهي نائمة، وقد التصقت أكثر بريم، وكأنها تجد فيها ملاذًا آمنًا. ملابسها البيضاء ملطَّخة ببقع من الدم هنا وهناك، فقد كانت تساعد ريم في معالجة الجرحى. ومن خلال سلوك ريم وكلام أوتاكاتا، عرف سوبارو أنها فعلت ما طُلب منها، وإن كان أداؤها ضعيفًا.
ريم: «أعلم. لو كنتُ بكامل قواي، لما كان سحري على هذا الشكل.»
ريم: «بهذه الطريقة، ستوقظ لويس تشان النائمة. أرجو أن تضعها في اعتبارك.»
بطبيعة الحال، كانت مشاعر سوبارو متضاربة.
إيبل: «――――»
بنفس الطريقة التي ندبت بها ريم ضعف سحرها الشفائي، كثيرًا ما ندم سوبارو على عجز سلطته عن تعويض ذلك. فمجال تأثير ‘لعودة بالموت” أوسع، والمستقبل قد يتحسَّن أو يسوء اعتمادًا على قرارات سوبارو واستعماله لقوَّته. غير أنَّ――
ريم: «تُربكني حين تُظهر وجهًا عابسًا وأنت بهيئتك تلك.»
ومع صدى نبرتها الحازمة، اعتدل أبناء الشودراك في جلستهم، وأصغوا بانتباه.
واصلت ريم حديثها وكأنها فقدت الأمل في سوبارو، الذي لاذ بالصمت وعجز عن الردِّ.
سوبارو: «أوه، نعم… المعذرة، لقد تلف مكياجي، وأبدو بشكل بشع قليلًا.»
ريم: «لقد كنت تبدو بشعًا حتى عندما كان مكياجك مرتبًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
سوبارو: «توهُوهُو…»
ارتخت كتفا سوبارو وهمد في مكانه مكتئبًا من تعليق ريم القاسي كعادته، ثم جلس ببطء إلى جانبها، من الجهة اليمنى، مقابل لويس.
لم يكن من العسير عليه فهم ما كانت ريم تفكر فيه، لكن الحكم على مدى تأثر سحرها الشفائي بغياب ذاكرتها لم يكن أمرًا يسيرًا بالنسبة له.
نظر إلى ريم بنظرة خجولة ملؤها الرجاء، لكنها قابلته بنظرة محتجة تجاهلها عن قصد.
وكما قال إيبل سابقًا، فإن خطأً مؤكدًا يستوجب جزاءً مؤكدًا―― وكان لا بد أن يُعاقب.
ختمت ميزيلدا حديثها، وردَّد أبناء الشودراك كلمات أشبه بالتراتيل.
سوبارو: «ريم، لقد أبلَيتِ بلاءً عظيمًا… الجميع نجا بفضلك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com △▼△▼△▼△
ريم: «… أنا أدرك تمامًا مدى ضعفي. ولأكون صادقة، فأنا عديمة الجدوى.»
سوبارو: «ريم…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إيبل: «لو كنتَ أحد أتباعي، لكان ذلك صحيحًا. لكن، هل أنت أحد أتباعي؟»
ردًا على كلمات الامتنان، خفضت ريم بصرها إلى يديها بامتعاض، وأخذت تحدق في أصابعها الشاحبة وهي تعضُّ شفتيها بضعف.
سوبارو: «أنتِ لستِ عديمة الجدوى أبدًا. رغم أن ذاكرتكِ مشوَّشة، تمكنتِ من استخدام سحركِ الشفائي ببراعة، وأنقذتِ العديد من الأرواح. لكن…»
ومع ذلك، لم تهتم بنفسها، بل إن كلمات الشكر التي وجَّهها لها سوبارو في البداية قوبلت منها ببرودٍ واختصار: «أنا بخير.»
سوبارو: «حين أفكِّر في الأمر… ما الذي تمثّلينه لي حقًّا…؟»
ريم: «أعلم. لو كنتُ بكامل قواي، لما كان سحري على هذا الشكل.»
فتح سوبارو فمه وأغلقه مرارًا، مذهولًا من سيل كلماتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وذلك لأنها تلوم نفسها بصدق لعجزها عن إنقاذ الآخرين، بسبب ضعفها.
سوبارو: «على هذا الشكل؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سوبارو: «لا تقوليها بهذه الطريقة… خطئي.»
ريم: «سِحرُ الشفاء الذي أستخدمه الآن يعتمد على الحدس… بمعنى آخر، تعلَّمتُه ذاتيًّا دون مُعلِّم. لكن بفضل مساعدة لويس تشان، تمكَّنتُ من صقله قليلًا. ومع ذلك…»
كلمات ريم انقطعت عند هذا الحد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
والسبب في ذلك، أنها شعرت بأنه لا حاجة للاسترسال، فالكلمات إن خرجت ستتحول إلى نصل يؤذيها، وإن خفَّف عنها الألم قليلًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
الشكوى، حين تُقال، تجرح صاحبها ومَن حوله، لكنها في المقابل، تُزيح شيئًا من الثقل في القلب. غير أن ريم كانت ترفض حتى هذه التخفيفات الطفيفة.
وذلك لأنها تلوم نفسها بصدق لعجزها عن إنقاذ الآخرين، بسبب ضعفها.
ثم، بابتسامة باهتة، نظرت إليه وقالت:
سوبارو: «――――»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
مرة أخرى، استشعر سوبارو ألم ريم بشدَّة.
△▼△▼△▼△
ازدرد سوبارو ريقه عند سماعه مرة أخرى سؤال “لماذا”.
أن يندم الإنسان لأنه لم يبذل أكثر، أشدَّ مرارة من جدار لا يُطال. والأدهى أن يكون هذا الندم متعلقًا بمستقبل شخص آخر، لا مستقبله هو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ريم: «――ومَن يهتم بما حدث بعد ذلك؟!»
كان التعبير على وجه ميزيلدا حازمًا حين أعلنت تخليها عن منصبها كزعيمة.
―― خسارة ميزيلدا لساقها، تركت في أعماق قلب سوبارو أثرًا ثقيلًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
إيبل: «――همم.»
لم تكن حياة، لكنها كانت جزءًا من الجسد… ومن السهل أن يتخيل المرء مدى قسوة فقدان أحد أطرافه الأربعة.
كان أقرب مثال حاضر في ذهنه هو آل، الرجل ذو الذراع الواحدة، الذي فقد ذراعه اليسرى. وهناك أيضًا مدينة بوَّابة المياه بريستيلا؛ خلال تلك المعركة، فقد ريكاردو إحدى ذراعيه في مواجهة ضد الشراهة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
يتمايل مترنِّحًا، سار سوبارو في أرجاء قاعة المدينة كمَن يهيم على وجهه.
كان ذلك حدثًا صادمًا إلى أقصى حد، لكنه لم يكن مأساة بعيدة الحدوث إلى درجة عدم تصورها. بل، بالنسبة لأولئك الذين يضعون أنفسهم في مواطن الخطر، قد يكون من الأدق وصفها بأنها مأساة مألوفة. ومع ذلك――
بالطبع، لم يتذكَّر سوبارو أبدًا أنه أصبح تابعًا لإيبل. فحتى حين ناقش الأمر مع بريسيلا، عامل إيبل سوبارو كمستشار عسكري، دون أن يُبدِي أي رغبة في ضمِّه رسميًا.
ميزيلدا: «ريم، لا داعي لأن تشعري بالحزن. لقد كنت محظوظة بالخروج من المعركة أمام الجنرال الإمبراطوري بفقدان ساقٍ فقط… لا، بل بسبب وجودكِ إلى جانبي.»
سوبارو: «هذا… قاسٍ.»
ومع هذه الصورة الراسخة، قررت ميزيلدا، وقد فقدت ساقها اليمنى، أن تتنحى عن الزعامة.
ريم: «… نعم.»
ولو كان سوبارو أحد رجال إيبل، لَمَا كان من المستغرب أن يُؤمر بقطع رأسه.
تمتمة سوبارو الجافة قوبلت بهزَّة خفيفة من ريم الجالسة إلى جواره.
لكن ردُّ إيبل على سوبارو، الذي كان مستعدًا لرميه بالعتاب وإظهار رأيه الحقيقي، جاء هادئًا ومتَّزنًا.
كانت تلك المرة الأولى التي يحصل فيها على إيماءة مباشرة من ريم دون توبيخ أو رد قاسٍ، ومع ذلك، لم يكن في مزاج يسمح له بتقدير ذلك. نظرت ريم إلى سوبارو، الذي كان يحتضن في صدره كتلة من الألم لم يجد لها مخرجًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لربما كان يمكن إنقاذها»―― سوبارو أغمض عينيه حين سمع ما كانت ريم توشك أن تنطق به.
قالها بعد لحظات من التفكير المؤلم، بدَت له أطول بكثير مما هي عليه في الواقع.
ريم: «لو أن… لو أنني كنتُ كما كنتُ من قبل، تُرى كيف كانت الأمور ستسير…»
كان يعلم أنه لم يكن عليه أن يدعها تُكمل.
ريم: «تُربكني حين تُظهر وجهًا عابسًا وأنت بهيئتك تلك.»
سوبارو: «… تقصدين حين كنتِ تملكين ذاكرتكِ؟»
ريم: «نعم. لو كان سحر الشفاء كما كان في الماضي… لربما استطعتُ إنقاذ ساق ميزيلدا سان…»
«لربما كان يمكن إنقاذها»―― سوبارو أغمض عينيه حين سمع ما كانت ريم توشك أن تنطق به.
كلُّ ما كان يريده هو أفضل نهاية سعيدة ممكنة، ولكن ما حصده لم يكن إلا نهاية “لا بأس بها”، أو ما يصحُّ وصفه بنهاية حزينة “لا بأس بها”.
لم يكن من العسير عليه فهم ما كانت ريم تفكر فيه، لكن الحكم على مدى تأثر سحرها الشفائي بغياب ذاكرتها لم يكن أمرًا يسيرًا بالنسبة له.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كلمات تاريتا التي نطقتها بحرقةٍ، قوبلت بصوتٍ خافتٍ مملوءٍ باللوم الذاتي.
حتى لو أمكن قياس قوة السحر، فسيظل من الصعب عليه أن يُقدِّر تلك الفجوة بدقة.
لكن مع ذلك――
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سوبارو: «حتى سحر الشفاء ليس مطلق القدرة. وفي تلك الحالة، كنتِ لتبذلي أقصى ما يمكنكِ فقط.»
ريم: «――――»
شعر سوبارو بالعجز، ورفع صوته بعد ردِّ ريم القاسي. وبمجرد أن فعل ذلك، رمقته ريم بنظرة حادَّة وقالت:
رمقتها عيناه، وعينَاها الزرقاوان الشاحبتان كانتا ممتلئتين بمشاعر صادقة موجَّهة نحوه.
ولو كان سوبارو أحد رجال إيبل، لَمَا كان من المستغرب أن يُؤمر بقطع رأسه.
كان ذلك، قبل كل شيء، دليلًا على احترام الإمبراطور الذي انتُزِع عرشه لتلك المحاربة التي خرجت من أعماق الغابة.
إن كانت الإجابة التي تنتظرها ريم شيئًا بوسع سوبارو تقديمه، فلم يكن واثقًا. ومع ذلك، لم يكن أمامه سوى خيارين: “ريم السابقة كانت تستطيع” أو “ريم السابقة لم تكن لتستطيع”.
فأيٌّ منهما سيكون الخلاص لريم؟
لكن مع ذلك――
―― أو بالأحرى، أيٌّ منهما سيحول دون أن تزداد جراحها عمقًا؟
―― أو بالأحرى، أيٌّ منهما سيحول دون أن تزداد جراحها عمقًا؟
فتح سوبارو فمه وأغلقه مرارًا، مذهولًا من سيل كلماتها.
سوبارو: «… حتى لو كانت ذاكرتكِ سليمة، أظن أن الأمر كان سيفوق قدرتكِ.»
فجأة، تلقَّى ضربة قوية في وجهه.
ريم: «――――»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ――وفي أسوأ الأحوال، سيضطر إلى “العودة بالموت”.
سوبارو: «حتى سحر الشفاء ليس مطلق القدرة. وفي تلك الحالة، كنتِ لتبذلي أقصى ما يمكنكِ فقط.»
آل: «أُدرك جيدًا شعورَ الرغبة في الموت… لكن، مهما كرَّرت ذلك، فلن تكون هناك نهاية لتلك الأمور أبدًا.»
قالها بعد لحظات من التفكير المؤلم، بدَت له أطول بكثير مما هي عليه في الواقع.
إيبل: «――همم.»
حتى لو كانت ريم قد استعادت ذاكرتها، وحتى لو كانت قواها العلاجية في أفضل حال، لما استطاعت إنقاذ ساق ميزيلدا.
أليس هذا الخوف المفرط من الفقدان بالذات، هو ما جعل هذه السلطة توكل إلى ناتسكي سوبارو؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وحين رفع رأسه ليرى ما أصابه، اكتشف أنه اصطدم بالحائط… كان يسير وهو لا يرى سوى قدميه، ولهذا لم ينتبه. أمسك بجبهته المتألِّمة، وزفر زفرة حارة.
فالواقع لا يقوم على “لو”، وإن بدأ الحديث عنها فلن يكون له نهاية.
سؤال إيبل قابله إيماءة من ميزيلدا، وهي جالسة على مقعدٍ ما، تلامس بيدها موضع ساقها المبتورة الملفوفة بالضمادات.
صحيح أن ريم لم تستطع إنقاذ ساق ميزيلدا، لكنها بالمقابل أنقذت حياة الكثير من المصابين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أراد فقط أن تظل ريم على قيد الحياة، ولو لثانيةٍ واحدة أطول منه. ذلك كان――
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عشيرة الشودراك، الذين شهدوا قوَّة زعيمتهم عن كثب، لم يكن بمقدورهم التخلِّي عن شعور الخسارة بهذه السهولة.
كان يجب الإشادة بما حققته، لا أن تلوم نفسها عليه.
بل إن كان لا بد من لوم، فليكن على――
ولو كان سوبارو أحد رجال إيبل، لَمَا كان من المستغرب أن يُؤمر بقطع رأسه.
إيبل: «ومع ذلك، فمَن يقصِّر في أداء ما طُلب منه، سينال العقاب. عقاب ومكافأة أكيدين، أتفهم ما يعنيه ذلك، أليس كذلك؟»
سوبارو: «أنا مَن لم يكن قويًّا بما يكفي.»
بل إن كان لا بد من لوم، فليكن على――
ريم: «هاه…؟»
بطبيعة الحال، كانت مشاعر سوبارو متضاربة.
سوبارو: «لم أفكِّر بما يكفي… كان ينبغي أن أدرس الموقف بجدية أكبر.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبينما كانت تمسح بلطف على شعرها الذهبي، حبست أنفاسها للحظة، ثم عادت بنظراتها إلى سوبارو وقالت بهدوء:
اتسعت عينا ريم المستديرتان حين سمعت الإجابة التي لفظها سوبارو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وأمامها، زمَّ سوبارو شفتيه بقوة حتى كاد يطحن أضراسه، ثم أخفى وجهه بين راحتيه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لربما كان يمكن إنقاذها»―― سوبارو أغمض عينيه حين سمع ما كانت ريم توشك أن تنطق به.
نظر إلى ريم بنظرة خجولة ملؤها الرجاء، لكنها قابلته بنظرة محتجة تجاهلها عن قصد.
فإن كان لا بد من لعن ضعف أحدهم، فلا بد أن يقع اللوم على كاهل سوبارو.
سوبارو: «كل شيء… ذنبي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ريم: «ما حصل بعد ذلك لم يكن بوسع أحدٍ التنبؤ به. ظهور تلك المرأة شبه العارية وجنونها لم يكن أمرًا متوقعًا على الإطلاق. فـ…»
رغم ادعائه المتفاخر بأن ‘المدينة سقطت دون إراقة دماء”، فإن الواقع لم يكن كذلك.
أما كونا، فقد ازداد برود تعابير وجهها المعتادة، في حين بدا على هولي، التي عُرفت بلطافتها، ملامح من الكآبة. وعضَّت أوتاكاتا شفتها واحتبست دموعها وهي تخفض رأسها، فيما سادت وجوه الشودراك الآخرين كآبة صامتة.
تنفَّس قليلًا لتهدئة نفسه، ثم خطا نحوها.
اقتحام أراكيا خلَّف الكثير من الجرحى، وعودتها أدَّت إلى مقتل عددٍ من الحُرَّاس. صحيح أنه لم يُسجَّل أيُّ قتيل من صفوفهم، لكن بالنظر إلى ساق ميزيلدا المبتورة، فكيف يمكن أن يُقال إن الأمر تمَّ دون دماء؟
كان ذلك حدثًا صادمًا إلى أقصى حد، لكنه لم يكن مأساة بعيدة الحدوث إلى درجة عدم تصورها. بل، بالنسبة لأولئك الذين يضعون أنفسهم في مواطن الخطر، قد يكون من الأدق وصفها بأنها مأساة مألوفة. ومع ذلك――
لقد فشل. سلسلة من الإخفاقات تراكمت، وفُقدت معها فرصة التعويض.
سوبارو: «… إذًا، هل يعني ذلك أنني سأتلقى العقاب؟»
كلُّ ما كان يريده هو أفضل نهاية سعيدة ممكنة، ولكن ما حصده لم يكن إلا نهاية “لا بأس بها”، أو ما يصحُّ وصفه بنهاية حزينة “لا بأس بها”.
إيبل: «لا أرغب بأن يبذل أتباعي أكثر مما يُطيقونه. حتى لو أمرتهم بأن يبذلوا أقصى جهدهم، فتوقُّع ما يتجاوز حدودهم وهمٌ محض.»
وكما قال إيبل سابقًا، فإن خطأً مؤكدًا يستوجب جزاءً مؤكدًا―― وكان لا بد أن يُعاقب.
ولو كان سوبارو أحد رجال إيبل، لَمَا كان من المستغرب أن يُؤمر بقطع رأسه.
ثم أومأت بذقنها نحو الفتاة التي كانت تتكئ على كتفها الأيسر.
――وفي أسوأ الأحوال، سيضطر إلى “العودة بالموت”.
مرَّت هذه الأفكار في ذهنه.
رجَّ دماغه من الخارج، وكأنه يحاول إخراج الركود الذي يتلبَّسه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وإن حدث ذلك، فالأرجح أنه سيعود إلى آخر نقطة ارتكاز… إلى وقت المعركة الدموية ضد تود في غوارال―― وقد جعلته مجرَّد ذكرى تلك اللحظة يرتجف بالكامل من شدة الرعب.
بطبيعة الحال، كانت مشاعر سوبارو متضاربة.
ومع ذلك، حتى لو عاد إلى تلك اللحظة الكئيبة، إن استطاع استعادة ما فُقد――
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اتسعت عينا ريم المستديرتان حين سمعت الإجابة التي لفظها سوبارو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وحين رفع رأسه ليرى ما أصابه، اكتشف أنه اصطدم بالحائط… كان يسير وهو لا يرى سوى قدميه، ولهذا لم ينتبه. أمسك بجبهته المتألِّمة، وزفر زفرة حارة.
ريم: «… لماذا؟»
المشاعر المعقَّدة التي لمعت في عيني ميزيلدا عند رؤيتها ذلك، غفلت عنها تاريتا وهي تُطأطئ رأسها―― ولم يكن ثمَّة أحد سواها ليُفصح عنها.
ردًا على كلمات الامتنان، خفضت ريم بصرها إلى يديها بامتعاض، وأخذت تحدق في أصابعها الشاحبة وهي تعضُّ شفتيها بضعف.
ذلك السؤال ضرب طبلتي أذنه وسط بحر أفكاره القاتمة.
رفع وجهه على الفور، فإذا به يلتقي بنظرات ريم مباشرة.
عينا ريم، اللتان غمرتهما ندامة مريرة قبل لحظات، راحتا تحدِّقان في سوبارو الآن بعمقٍ أشد، وندمٍ أكبر.
فالواقع لا يقوم على “لو”، وإن بدأ الحديث عنها فلن يكون له نهاية.
إيبل: «الكثيرون سيرون أن هذه النصيحة أنت أولى بها مني.»
ريم: «لماذا أصبح الأمر ذنبك؟»
واصلت ريم حديثها وكأنها فقدت الأمل في سوبارو، الذي لاذ بالصمت وعجز عن الردِّ.
أثارته نظرات ريم، فازدادت الكلمات ثقلًا فوق صدره، حتى عجز سوبارو عن الحركة.
بطبيعة الحال، كانت مشاعر سوبارو متضاربة.
إيبل―― بل، فينسنت فولاكيا، لم يكن ليحجم عن فعل شيءٍ كهذا.
مدَّت يدها، ونظراتها تزداد رطوبة، ثم أشارت إلى مبنى البلدية المدمَّر من حولهم، وقالت:
سوبارو: «أوه، نعم… المعذرة، لقد تلف مكياجي، وأبدو بشكل بشع قليلًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ريم: «إذًا… ساق ميزيلدا، جراح لويس تشان وأوتاكاتا تشان، إصابات ميديوم سان وفلوب سان… كل هذا ذنبك؟»
لم يكن من العسير عليه فهم ما كانت ريم تفكر فيه، لكن الحكم على مدى تأثر سحرها الشفائي بغياب ذاكرتها لم يكن أمرًا يسيرًا بالنسبة له.
سوبارو: «نعم، هو كذلك. لو كنتُ أكثر حذرًا في التحضيرات، لما آل الأمر إلى هذا.»
ولم ينتقدها إيبل، رغم تكبُّره المعروف، بل ردَّ بابتسامة صامتة.
سوبارو: «――――»
ريم: «لكنك وضعت خطة، وكانت الخطة التي بدت متهورة في البداية فعَّالة بالفعل. تمكَّنتَ من احتجاز الجنرال المصنف الثاني وأدخلتَ الجميع إلى المدينة من دون قتال. تمامًا كما خططنا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اقتربت لويس، بشعرها الأشقر المنكوش، من ريم الصامتة. ومدَّت يدها برقة إلى طرف فستانها، فخفضت ريم بصرها بهدوء، ووضعت كفَّها على كتف لويس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إيبل: «عندي ما يكفيني من الأمور لأفكر فيها. وأنت، من بين كل الناس، لستَ ممَّن ينبغي له أن يُشغلني.»
سوبارو: «لكن بعد ذلك…»
ريم: «――ومَن يهتم بما حدث بعد ذلك؟!»
سوبارو: «ريم، لقد أبلَيتِ بلاءً عظيمًا… الجميع نجا بفضلك.»
عند إصرار سوبارو، عقدت ريم حاجبيها ورفعت صوتها. ثم أدارت وجهها فجأة، فانسلت لويس التي كانت متكئة على كتفها وسقطت في حجرها.
ثم، دون تفكير، عاد وطرق جبهته بالحائط مجددًا.
تحرَّكت لويس قليلًا وأصدرت أنينًا خافتًا، دون أن تستيقظ. ووسط تأوُّه خفيف، أسندت ريم كتفها بلطف، ثم عادت لتحدَّق في سوبارو.
ريم: «هاه…؟»
ريم: «ما حصل بعد ذلك لم يكن بوسع أحدٍ التنبؤ به. ظهور تلك المرأة شبه العارية وجنونها لم يكن أمرًا متوقعًا على الإطلاق. فـ…»
ريم: «سِحرُ الشفاء الذي أستخدمه الآن يعتمد على الحدس… بمعنى آخر، تعلَّمتُه ذاتيًّا دون مُعلِّم. لكن بفضل مساعدة لويس تشان، تمكَّنتُ من صقله قليلًا. ومع ذلك…»
سوبارو: «――――»
كان شعور ريم بالندم والعجز واضحًا تمامًا لسوبارو. لكنه لم ينجح في التعبير، إذ سبقه رجل وسيم الشعر داكن اللون إلى الكلام.
ريم: «فلماذا يجب أن تتحمل كل ذلك وحدك؟»
ازدرد سوبارو ريقه عند سماعه مرة أخرى سؤال “لماذا”.
ريم: «――――»
الجميع: «――――»
ولو طُلب منه الجواب، لقال إنه ذنب القوي… مسؤولية مَن يملك القدرة.
سوبارو: «هذا… قاسٍ.»
أحاط بميزيلدا أولئك الذين امتلأت قلوبهم بالأسى.
بنفس الطريقة التي ندبت بها ريم ضعف سحرها الشفائي، كثيرًا ما ندم سوبارو على عجز سلطته عن تعويض ذلك.
فمجال تأثير ‘لعودة بالموت” أوسع، والمستقبل قد يتحسَّن أو يسوء اعتمادًا على قرارات سوبارو واستعماله لقوَّته. غير أنَّ――
مرَّت هذه الأفكار في ذهنه.
أعلنت ميزيلدا قرارها الحاسم، وقابلها إيبل بتفهمٍ وهو يعقد ذراعيه. عندها أطلقت ميزيلدا زفرة قصيرة، وارتسمت على شفتيها ابتسامة عريضة.
سوبارو: «ذلك…»
وأمامها، زمَّ سوبارو شفتيه بقوة حتى كاد يطحن أضراسه، ثم أخفى وجهه بين راحتيه.
――تلك كانت حقيقة يستحيل البوح بها لأي كان، حتى وإن كانت ريم.
ولم تكن ريم استثناءً فحسب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مدَّت يدها، ونظراتها تزداد رطوبة، ثم أشارت إلى مبنى البلدية المدمَّر من حولهم، وقالت:
فالسلطة التي يحملها سوبارو، وحدها لا يمكن أن تُفصح لأي أحد، بغض النظر عن مدى انفتاحه، أو عن عمق العلاقة العاطفية التي تجمعه به.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لو أفصح عنها، فلا سبيل لقول الحقيقة دون تعريض حياة الشخص الآخر للخطر، بل للموت.
سوبارو: «――――»
صحيح أن ريم لم تستطع إنقاذ ساق ميزيلدا، لكنها بالمقابل أنقذت حياة الكثير من المصابين.
ما كان يخشاه حقًّا لم يكن الألم فحسب. الألم الناتج عن محاولة الإفصاح عن “العودة بالموت” كان مرعبًا.
مَن ذا الذي يمكنه التكيُّف مع ذلك الألم الساحق الذي يخنق القلب كل مرة وكأنها الأولى؟
لكن ما كان يرعبه أكثر من الألم، هو الخسارة.هل ثمَّة ما هو أكثر رعبًا من الفقدان؟
أليس هذا الخوف المفرط من الفقدان بالذات، هو ما جعل هذه السلطة توكل إلى ناتسكي سوبارو؟
ولو كان سوبارو أحد رجال إيبل، لَمَا كان من المستغرب أن يُؤمر بقطع رأسه.
إيبل: «ومع ذلك، فمَن يقصِّر في أداء ما طُلب منه، سينال العقاب. عقاب ومكافأة أكيدين، أتفهم ما يعنيه ذلك، أليس كذلك؟»
ريم: «… لماذا حميتني؟»
سوبارو: «هذا تصرُّف فظ للغاية!»
ومع صدى نبرتها الحازمة، اعتدل أبناء الشودراك في جلستهم، وأصغوا بانتباه.
سوبارو: «ها…؟»
ريم: «――لأنك لستَ بطلًا.»
نظر سوبارو أمامه مباشرة، واتسعت عيناه عند سماع كلمات إيبل.
واصلت ريم حديثها وكأنها فقدت الأمل في سوبارو، الذي لاذ بالصمت وعجز عن الردِّ.
لحظةً، رمش سوبارو بعينيه متحيرًا… لم يدرك ما تقصده ريم.
تاريتا: «――――»
ريم: «حين هاجمتني تلك المرأة شبه العارية… أسقطتُ عمودًا، ولما لم ينجح ذلك… اندفعتْ نحوي، فاعترضتَ طريقها بجسدك.»
إيبل: «وهكذا الأمر إذًا. أنت لست من أتباعي، وبالتالي لا ينطبق عليك لا العقاب ولا المكافأة.»
ميزيلدا: «ريم، لا داعي لأن تشعري بالحزن. لقد كنت محظوظة بالخروج من المعركة أمام الجنرال الإمبراطوري بفقدان ساقٍ فقط… لا، بل بسبب وجودكِ إلى جانبي.»
في محاولة بائسة ويائسة لإنقاذها من ضربة أراكيا، وقف سوبارو أمام ريم.
مدَّ يديه في ذعر، محاولًا بكل ما أوتي من عزيمة أن يصدَّ أي خطر يهددها. في تلك اللحظة، لم يكن يهمُّه إن كانت أراكيا ستنتزع حياته.
قطعت ميزيلدا على ريم حديثها، مجددةً امتنانها بكلمات حاسمة.
في ظل الظروف الحالية، مَن قد يجرؤ على مناداته بصديق إما أن يكون شخصًا طيبًا للغاية، أو محتالًا. وفلوب، على الأرجح، من النوع الأول. على أي حال――
أراد فقط أن تظل ريم على قيد الحياة، ولو لثانيةٍ واحدة أطول منه. ذلك كان――
ولم تكن ريم استثناءً فحسب.
ريم: «أعلم. لو كنتُ بكامل قواي، لما كان سحري على هذا الشكل.»
ريم: «نتيجة خطتك التي سُمِّيت بـ “الحصار بلا دماء”، وكونك حميتني في تلك اللحظة، وحتى خسارة ميزيلدا سان لساقها… أنت تحاول أن تتحمَّل كل شيء وحدك…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ميزيلدا: «هذه آخر أوامري كزعيمة―― أشكركم على وفائكم لعهود الأجداد، وعلى اعتزازكم بإرثهم.»
سوبارو: «――――»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ريم: «أنت لستَ قويًا بما يكفي لفعل كل هذا… كنتُ حذرة منك في البداية بسبب تلك الرائحة الفظيعة.»
ريم: «――لأنك لستَ بطلًا.»
هنا توقفت ريم عن الكلام. وبعد أن عمًّ الصمت، نظرت إلى لويس النائمة في حجرها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وبينما كانت تمسح بلطف على شعرها الذهبي، حبست أنفاسها للحظة، ثم عادت بنظراتها إلى سوبارو وقالت بهدوء:
فطرق جبهته بالحائط مرةً أخرى… ثم مرة… ومرة…
ثم، بابتسامة باهتة، نظرت إليه وقالت:
ريم: «أنا، ولويس- تشان، وإيبل سان، وميزيلدا سان، وميديوم سان، وفلوب سان… جميعنا بشر نمتلك إرادتنا الخاصة، ولستَ مضطرًا للانهيار لتحمينا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
سوبارو: «أوه…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رمقتها عيناه، وعينَاها الزرقاوان الشاحبتان كانتا ممتلئتين بمشاعر صادقة موجَّهة نحوه.
بالطبع، لم يتذكَّر سوبارو أبدًا أنه أصبح تابعًا لإيبل. فحتى حين ناقش الأمر مع بريسيلا، عامل إيبل سوبارو كمستشار عسكري، دون أن يُبدِي أي رغبة في ضمِّه رسميًا.
ريم: «من فضلك، لا تحاول فعل كل شيء وحدك. لسْتَ مضطرًا لتحمُّل مسؤولية أفعالنا.»
شعر سوبارو بالعجز، ورفع صوته بعد ردِّ ريم القاسي. وبمجرد أن فعل ذلك، رمقته ريم بنظرة حادَّة وقالت:
يتمايل مترنِّحًا، سار سوبارو في أرجاء قاعة المدينة كمَن يهيم على وجهه.
فتح سوبارو فمه وأغلقه مرارًا، مذهولًا من سيل كلماتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
رفض دماغه أن يستوعب ما قيل بسرعة، غير أن شعورًا غير معروف بالحاجة الملحَّة لفَّ قلبه، ودفعه للإصغاء… وعدم مقاطعتها.
مرَّت هذه الأفكار في ذهنه.
بمشاعر صادقة، كانت ريم تردُّ على سوبارو الذي كان يجلد نفسه على عجزه.
وكان عليه أن يوقفها قبل أن تمضي أبعد من ذلك――
سوبارو: «هذا… قاسٍ.»
ريم: «أنت لست شخصًا استثنائيًّا――»
ومع ذلك، لم تهتم بنفسها، بل إن كلمات الشكر التي وجَّهها لها سوبارو في البداية قوبلت منها ببرودٍ واختصار: «أنا بخير.»
وكما قال إيبل سابقًا، فإن خطأً مؤكدًا يستوجب جزاءً مؤكدًا―― وكان لا بد أن يُعاقب.
كان يعلم أنه لم يكن عليه أن يدعها تُكمل.
كان أقرب مثال حاضر في ذهنه هو آل، الرجل ذو الذراع الواحدة، الذي فقد ذراعه اليسرى. وهناك أيضًا مدينة بوَّابة المياه بريستيلا؛ خلال تلك المعركة، فقد ريكاردو إحدى ذراعيه في مواجهة ضد الشراهة.
ريم: «――لأنك لستَ بطلًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
△▼△▼△▼△
يتمايل مترنِّحًا، سار سوبارو في أرجاء قاعة المدينة كمَن يهيم على وجهه.
لم يكن لديه وجهة، بل لم يدرك حتى متى بدأ السير. كلًّ ما في الأمر أنه حين عاد إلى وعيه، وجد نفسه يمشي. بل وحتى حينها، ظل وعيه غائمًا، متلبّدًا.
إيبل: «سخافة. ما معنى أن أكون بهذه القسوة دون مبرر؟»
سوبارو: «――آخ.»
نظر إلى ريم بنظرة خجولة ملؤها الرجاء، لكنها قابلته بنظرة محتجة تجاهلها عن قصد.
رفع وجهه على الفور، فإذا به يلتقي بنظرات ريم مباشرة.
فجأة، تلقَّى ضربة قوية في وجهه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سوبارو: «لا تقوليها بهذه الطريقة… خطئي.»
ريم: «أحقًا؟ حسنًا إذًا، لقد انتهت المحادثة. تفضَّل وبدِّل ملابسك.»
وحين رفع رأسه ليرى ما أصابه، اكتشف أنه اصطدم بالحائط… كان يسير وهو لا يرى سوى قدميه، ولهذا لم ينتبه. أمسك بجبهته المتألِّمة، وزفر زفرة حارة.
ثم، دون تفكير، عاد وطرق جبهته بالحائط مجددًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يكن من العسير عليه فهم ما كانت ريم تفكر فيه، لكن الحكم على مدى تأثر سحرها الشفائي بغياب ذاكرتها لم يكن أمرًا يسيرًا بالنسبة له.
ارتطام صلب، وصوت خافت، وألمٌ لسع دماغه من الداخل.
ريم: «أم أنك لا تريد أن تُولي هذه الفتاة أيَّ قدر من الاعتبار؟»
إيبل: «بعضهم تجرَّأ على مناداتي بصديق، لكنك لم تفعل.»
رجَّ دماغه من الخارج، وكأنه يحاول إخراج الركود الذي يتلبَّسه.
سوبارو: «لم أفكِّر بما يكفي… كان ينبغي أن أدرس الموقف بجدية أكبر.»
فطرق جبهته بالحائط مرةً أخرى… ثم مرة… ومرة…
دق، دق، دق――
؟؟؟: «هيه، هيه، توقف عن ذلك، يا صاح.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
؟؟؟: «هيه، هيه، توقف عن ذلك، يا صاح.»
في محاولة بائسة ويائسة لإنقاذها من ضربة أراكيا، وقف سوبارو أمام ريم.
بل كانا شخصين جرفهما تيار الأحداث، وما إن تهدأ العاصفة، حتى يتفرَّق دربهما. ولم يكن من الصواب تسميتهما أصدقاء، أو حلفاء، أو رفقاء درب. ولو وُجدت تسمية تلائمهم، فهي “رفيقا تنكُّر”.
وقبل أن يضرب نفسه مرةً أخرى، أمسكت يدٌ بكتفه من الخلف. لقد ناداه أحدهم.
ريم: «لو أن… لو أنني كنتُ كما كنتُ من قبل، تُرى كيف كانت الأمور ستسير…»
وبينما شقَّت نظرات إيبل اللوزيَّة الحادة طريقها إليه، حوَّل سوبارو نظره إلى ركن الغرفة.
وحين التفت سوبارو، وقعت عيناه على نظرةٍ من خلف خوذة فولاذية، متجهةٍ نحوه مباشرة.
إيبل: «وهكذا الأمر إذًا. أنت لست من أتباعي، وبالتالي لا ينطبق عليك لا العقاب ولا المكافأة.»
وما زال ذاك الشخص ممسكًا بكتفه، ثم حرَّك رقبته حتى أطلق عظامها طقطقة خفيفة، وقال:
ولم تكن ريم استثناءً فحسب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
آل: «أُدرك جيدًا شعورَ الرغبة في الموت… لكن، مهما كرَّرت ذلك، فلن تكون هناك نهاية لتلك الأمور أبدًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
////
وبعد لحظات من الصمت، أومأت تاريتا بخجلٍ وصمت.
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
