الضمير والحقيقة
انطلقت شاحنة صغيرة تشق طريقها عبر ليلٍ ماطر، كان النادل يقوم بسياقتها، يقود بحذر وهو يُلقي بنظراتٍ خاطفة نحو “هان فاي”.
قضى هذا الرجل أكثر من عقدٍ في عالم العصابات، ومع ذلك لم يصادف أحدًا يشبه “هان فاي” من قبل. حين يرتدي زِيّ المطعم، يبدو مؤدبًا ومثقفًا، أما حين يتدثّر بمعطف “الأخ ثعبان”، يتحول إلى شخصٍ مهيبٍ شرس، لا سيما مع تلك الوشوم التي على شكل شبح، فقد بدت مرعبة.
وقف بجانب شبحٍ عجوز، مقابل صور جنائزية، في الساعة الثانية صباحًا، وكان المشهد ملائمًا بشكل غريب.
قال “هان فاي” بعينين مغمضتين وهو يطرق على الزجاج: “ركّز في الطريق.”
أجابه النادل: “نعم”، حاول صرف نظره عنه، لكن فضوله غلبه، فلم يستطع كبح رغبته في التحديق به. داخل السيارة جلس عدد من أعضاء العصابة، عدا العجوز التي بجانب المقعد الأمامي، كان البقية من أشهر المجرمين في الحي. عادةً ما يتشاجرون إذا التقت أعينهم، لكن هذا المساء، ما إن صعد “هان فاي” إلى الشاحنة حتى خيّم السكون على الجميع.
أجابه النادل: “نعم”، حاول صرف نظره عنه، لكن فضوله غلبه، فلم يستطع كبح رغبته في التحديق به. داخل السيارة جلس عدد من أعضاء العصابة، عدا العجوز التي بجانب المقعد الأمامي، كان البقية من أشهر المجرمين في الحي. عادةً ما يتشاجرون إذا التقت أعينهم، لكن هذا المساء، ما إن صعد “هان فاي” إلى الشاحنة حتى خيّم السكون على الجميع.
قال الشيخ وهو يظهر فجأة، واضعًا يده على ذراع “هان فاي”: “لا تقتله. اسمه الضمير، إنه ضمير المدير غو.”
سادت أجواء ثقيلة داخل العربة، ولم يجرؤ أحد على فتح فمه. كان “هان فاي” يستمتع بهذا السكون، فبالنسبة لمن يعاني من قلقٍ اجتماعي، لا شيء أفضل من صمتٍ مطبق. بعد نصف ساعة، وصلت الشاحنة إلى حي “ضفاف النهر”، أطفأوا الأضواء الداخلية واقتربوا ببطء من المنطقة السكنية. لم تعد “ضفاف النهر” تبدو نظيفة كما في النهار، بل خيّم عليها شعورٌ غريب أشبه ما يكون بمقبرة منها بحيّ سكني.
سأل النادل: “هل تحتاج أن نرافقك؟”
أجاب “هان فاي” وهو ينزل: “لا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com صُدم العجوز: “أتقصد أنك حطمت المذبح؟!”
أكمل بهدوء: “ابقَ هنا، وتأهب لأي طارئ. لا تبتعد عن العجوز ولا تغادر السيارة.”
قال “هان فاي”: “دعني.” فقطعها بسكين “R.I.P”، ثم نقل الضمير إلى جانبٍ آخر. “لكن كيف سنأخذه معنا؟”
ارتدى معطفًا أسود واقيًا من المطر، وحمل حقيبته واتجه إلى الحي. كان هنالك حرس صباحًا في غرفة الحراسة، أما الآن فالمكان مظلمٌ وخالٍ. ما إن تقدم حتى لاحظ وجود عيونٍ حمراء داخل الكاميرات، كانت تترصد كل حركة، وما إن يقوم أحدهم بحركة، حتى تتركز عليه تلك العيون.
“تصميم فريد…” تمتم “هان فاي”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
استدعى في ذهنه مواقع الكاميرات مستخدمًا ذاكرته الخارقة، وبمساعدة المطر، تسلل إلى الحيّ بسهولة. “كل مبنى هنا يبدو وكأن له حياة، وشبكة الأنابيب تحت الأرض هي شرايين تربطها معًا.”
وضع الصورة بعناية، واتجه للبحث عن شقيق “المدير غو”. لكنه عندما دخل الغرفة، أحس أن شيئًا ما ليس على ما يرام. الصور مُحطّمة، وغرفة النوم خالية.
ما إن وطئت قدماه المكان حتى صدر صوت من علبة الأمنيات، أصوات موتى يتأوهون، وكأنهم لا يستطيعون الانتظار أكثر. قال: “اصبروا قليلًا، سأمنحكم الفرصة لتُفرغوا حقدكم قريبًا.”
كان “مدير المركز التجاري” لا يزال يظهر بمظهر المحسن المحبوب، وتحميه قوة المذبح، لكن قريبًا، سيرى سكان المدينة حقيقته، وسيحين وقت دفع الثمن.
عندما بلغ “هان فاي” مبنى رقم 9، انفتح بابه وكأنه ينتظره. جلس عجوز على الدرج، وجهه شاحبٌ كالجثة.
أشار نحو المبنى وقال: “لدينا طريقان للدخول: إما تدمير المذبح، أو العبث بجغرافية المكان… نحن…”
قال “هان فاي” بفخر دون أن يظهر عليه الخوف: “سيدي، وجدتُ ما طلبتَه.” أخرج صورة العائلة من تحت معطفه وقدّمها للعجوز.
أجاب “هان فاي” وهو ينزل: “لا.”
انبهر العجوز: “لابد أن تدخل البئر لتأخذ هذه الصورة. ذاك البئر جمع كراهيةً لا تنتهي. من يلمس ماءه يُسحب إليه. كيف فعلت ذلك؟”
كان “مدير المركز التجاري” لا يزال يظهر بمظهر المحسن المحبوب، وتحميه قوة المذبح، لكن قريبًا، سيرى سكان المدينة حقيقته، وسيحين وقت دفع الثمن.
ردّ “هان فاي”: “كان خطرًا، هذا أكيد…” تذكّر الطباخ. “يمكنك القول إن أحدهم ساعدني.”
أومأ العجوز: “ظننتك كذبت عليّ لتفرّ. لم أتوقع عودتك.”
قال “هان فاي”: “أفي بكل وعودي.” مدّ الصورة، لكن الشيخ لم يأخذها، وقال: “هذه الصورة عزيزة على عائلتي. عليّ شكرك جزيل الشكر.” ثم أشار له ليتبعه إلى الغرفة 19.
من الخارج، كان يُسمع صوت طهي وضحك، لكن ما إن دخل “هان فاي”، حتى رأى مائدة طعامٍ قديمة وطعامًا فاسدًا.
قضى هذا الرجل أكثر من عقدٍ في عالم العصابات، ومع ذلك لم يصادف أحدًا يشبه “هان فاي” من قبل. حين يرتدي زِيّ المطعم، يبدو مؤدبًا ومثقفًا، أما حين يتدثّر بمعطف “الأخ ثعبان”، يتحول إلى شخصٍ مهيبٍ شرس، لا سيما مع تلك الوشوم التي على شكل شبح، فقد بدت مرعبة.
قاد العجوز “هان فاي” إلى غرفة النوم، ووقفا أمام سبع صور جنائزية. ما إن دخل “هان فاي” حتى بدت أعين من في الصور تتجه إليه.
وقف بجانب شبحٍ عجوز، مقابل صور جنائزية، في الساعة الثانية صباحًا، وكان المشهد ملائمًا بشكل غريب.
صرخات مؤلمة، أجساد تتمزق مرارًا وتكرارًا، لكن لا أحد يفلت يده.
قال العجزز بعينين خاويتين: “أمسك الطرف الآخر من صورة العائلة سنحملها الى الطاولة.”
ردّ “هان فاي”: “حسنًا.”
ما إن وضعت الصورة، حتى بدأت الصور الجنائزية تُسرب ألوانها، وانبعث من الزوايا حقدٌ كثيف. دوّت في أذني “هان فاي” صرخات، وتهشم عظام، وتنقيط دماء. استشعر يأس العائلة التي قضت في الحادث، الدوران، فقدان السيطرة على الجسد، ومع ذلك، ظل القلق الأكبر على أفراد العائلة الآخرين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تبع الصوت، حتى رأى كتلة سوداء تتحرك في الزاوية. كانت الرائحة تنبعث منها.
ذلك القلق ربط الصور ببعضها. وبدأت أيدٍ تمتد من اللوحات تمسك بصورة العائلة التي جلبها “هان فاي”من البئر.
حاول نزع السلاسل، لكنها كانت مشبعة بقوة المذبح، فكادت تؤذيه.
صرخات مؤلمة، أجساد تتمزق مرارًا وتكرارًا، لكن لا أحد يفلت يده.
قال العجوز: “العائلة يجب أن تكون معًا. تلك أمنيتنا الأخيرة.” وضع يده على الصورة، فاندفع حقد الأسرة بأكمله نحوها.
أجاب “هان فاي” وهو ينزل: “لا.”
ثم اختفى من في الصور السبع، واختفى العجوز نفسه، وبدأت حرارة الغرفة تعود لطبيعتها. وبدا وكأن الأمور تعود لطبيعتها. نظر “هان فاي” إلى الصورة، فرأى العائلة تبتسم له، وكأنهم يلوحون له. قال: “الآن أستطيع أخذهم من هنا.”
وضع الصورة بعناية، واتجه للبحث عن شقيق “المدير غو”. لكنه عندما دخل الغرفة، أحس أن شيئًا ما ليس على ما يرام. الصور مُحطّمة، وغرفة النوم خالية.
قال صوتٌ فجأة: “لقد تأخرت. عندما غربت الشمس البارحة، جاء إليه الشيطان غو بالفعل.”
تلفّت “هان فاي” مرعوبًا، وكاد يخرج سكينه “R.I.P”، لولا أنه رأى العجوز فجأة. قال: “سيدي، في المرة القادمة، رجاءً أنبئني قبل ظهورك، أكاد أؤذيك دون قصد.”
سادت أجواء ثقيلة داخل العربة، ولم يجرؤ أحد على فتح فمه. كان “هان فاي” يستمتع بهذا السكون، فبالنسبة لمن يعاني من قلقٍ اجتماعي، لا شيء أفضل من صمتٍ مطبق. بعد نصف ساعة، وصلت الشاحنة إلى حي “ضفاف النهر”، أطفأوا الأضواء الداخلية واقتربوا ببطء من المنطقة السكنية. لم تعد “ضفاف النهر” تبدو نظيفة كما في النهار، بل خيّم عليها شعورٌ غريب أشبه ما يكون بمقبرة منها بحيّ سكني.
أومأ العجوز، وتابع: “شقيق المدير كان يعرف أسرارًا كثيرة، لذا وجب عليه قتله ليطمئن . يبدو أن اعمال المدير ساءت مؤخرًا، وها هو يغلق كل الثغرات. لكن لا تظن أن شقيقه كان طيبًا، كان أيضًا رجلاً دنيئًا.”
قال “هان فاي”: “أفي بكل وعودي.” مدّ الصورة، لكن الشيخ لم يأخذها، وقال: “هذه الصورة عزيزة على عائلتي. عليّ شكرك جزيل الشكر.” ثم أشار له ليتبعه إلى الغرفة 19.
كان العجوز يملك ذهناً صافياً، ويبدو أنه يعرف “المدير غو” جيدًا، فقد كانا صديقين مقربين قديمًا.
حاول نزع السلاسل، لكنها كانت مشبعة بقوة المذبح، فكادت تؤذيه.
سأل “هان فاي”: “ما خطوتنا التالية؟”
قال الشيخ بابتسامة: “فلنذهب إلى منزله. سأقودك بنفسي.” قد تحسن مزاجه كثيراً بعدما تحررت عائلته، ولو كان “هان فاي” ميتًا، لأخذه كفرد من عائلته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ذلك القلق ربط الصور ببعضها. وبدأت أيدٍ تمتد من اللوحات تمسك بصورة العائلة التي جلبها “هان فاي”من البئر.
انهمر المطر، ودوى الرعد. شق “هان فاي” طريقه في الظلام، يحيط به مبانٍ تتحوّل. بفضل حماية عائلة العجوز، لم يقترب منه أي وحش، وانتقل بنجاح من المنطقة 9 إلى المنطقة 1. رغم المطر، كان هناك حراسة مشددة.
قال: “عدد الحراس تضاعف، ولكن ما الفائدة؟” ارتدى “هان فاي” قناع الوحش، وحين همّ بالاقتحام، أوقفه العجوز.
قال “هان فاي”: “لا أنوي قتله، لكن أشعر بالأمان وأنا أمسك السكين.” سار حول المخلوق. “حين نصف أحدهم بالشر، نقول إن ضميره قذر… لم أكن أعلم أن الأمر حرفيّ لهذه الدرجة.”
قال: “توقف، ألم تلحظ أن بيت المدير يشبه مذبحًا مكبّرًا؟”
سأل “هان فاي”: “مذبح؟”
قاطعه “هان فاي”: “سندخل من السقف! سبق أن أحدثتُ ثغرة في سقف مذبح السوق، يجب أن يكون السقف نقطة الدخول.”
أجابه: “الحراس مجرّد ديكور. للدخول، علينا تدمير المذبح أولًا. الحيّ كله صُمّم ليُشبه البئر والمذبح. البحيرة في الوسط هي البئر، والمباني هي الرفوف، والمبنى رقم 1 هو المذبح.” كان العجوز يعرف المكان جيدًا ويعلم أسرار “غو” الدفينة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أجابه: “الحراس مجرّد ديكور. للدخول، علينا تدمير المذبح أولًا. الحيّ كله صُمّم ليُشبه البئر والمذبح. البحيرة في الوسط هي البئر، والمباني هي الرفوف، والمبنى رقم 1 هو المذبح.” كان العجوز يعرف المكان جيدًا ويعلم أسرار “غو” الدفينة.
قال “هان فاي”: “الرجل لم يدّخر مالًا!”
قال الشيخ: طمعُ الإنسانِ لا يعرفُ قيدًا ولا حدًّا؛ فما اكتفى بنعمة الحظ والثروة، حتى طمح أن يغدو طاغوتًا جبارًا.
سلّط الضوء، فإذا به يلمح مخلوقًا غريبَ الهيئة، ممتلئ الجسد كالعجين المفرود، ممدّدًا على الأرض، وقد شُدّت أطرافه إلى جدران الزنزانة بحبال متينة. من حوله تناثرت بقايا الطعام، فيما هو مستمرّ في الأكل بنهمٍ لا يعرف التوقّف.
أشار نحو المبنى وقال: “لدينا طريقان للدخول: إما تدمير المذبح، أو العبث بجغرافية المكان… نحن…”
قال “هان فاي”: “لا أنوي قتله، لكن أشعر بالأمان وأنا أمسك السكين.” سار حول المخلوق. “حين نصف أحدهم بالشر، نقول إن ضميره قذر… لم أكن أعلم أن الأمر حرفيّ لهذه الدرجة.”
قاطعه “هان فاي”: “سندخل من السقف! سبق أن أحدثتُ ثغرة في سقف مذبح السوق، يجب أن يكون السقف نقطة الدخول.”
تقدّما ببطء، وبعد إسقاط اثنين من الحرس، تسلّق “هان فاي” الجدار حتى وصل إلى شرفة المدير. قال: يعرف كيف يحيا، ويملك كلَّ ما يُراد، لكنه رغم ذلك خسرَ كلَّ شيء.
صُدم العجوز: “أتقصد أنك حطمت المذبح؟!”
قال “هان فاي”: “نعم، ضربته بمطرقة وانهار السطح.”
تقدّما ببطء، وبعد إسقاط اثنين من الحرس، تسلّق “هان فاي” الجدار حتى وصل إلى شرفة المدير. قال: يعرف كيف يحيا، ويملك كلَّ ما يُراد، لكنه رغم ذلك خسرَ كلَّ شيء.
دخل عبر النافذة دون صعوبة، وتنهد عندما رأى زخرفة المكان الباذخة: “ألا يشعر بالوحدة في هذا القصر؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com استدعى في ذهنه مواقع الكاميرات مستخدمًا ذاكرته الخارقة، وبمساعدة المطر، تسلل إلى الحيّ بسهولة. “كل مبنى هنا يبدو وكأن له حياة، وشبكة الأنابيب تحت الأرض هي شرايين تربطها معًا.”
تابع طريقه نزولًا كما أوصته المرأة في الغرفة 13، لكنه لم يجد شيئًا غريبًا.
قال: “أمرٌ مريب…” وصل الطابق الأول وتجنب الكاميرات بدقة. قال: “يوجد مذبحان فيمتجر المستعمل، الحقيقي تحت الأرض، والآخر زائف. ربما ينطبق الأمر هنا؟ المنزل في الأعلى تمويه، ومقره الحقيقي تحت الأرض.”
أجاب “هان فاي” وهو ينزل: “لا.”
بمساعدة العجوز، اكتشف المدخل الخفي، رفع السجادة، وخلع اللوح، فظهرت السلالم المألوفة. قال: “رائحة غريبة.” أضاء هاتفه، وفجأة، ظهرت عينان في الظلام.
صرخات مؤلمة، أجساد تتمزق مرارًا وتكرارًا، لكن لا أحد يفلت يده.
همس: “سيدي، هل رأيت ذلك؟” لكن لم يرد أحد. التفت،العجوز اختفى!.
وقف بجانب شبحٍ عجوز، مقابل صور جنائزية، في الساعة الثانية صباحًا، وكان المشهد ملائمًا بشكل غريب.
استجمع شجاعته ونزل السُلّم. القبو كان مُهيأً كملعب أطفال: ألعاب متناثرة، ووجبات غير مكتملة.
بمساعدة العجوز، اكتشف المدخل الخفي، رفع السجادة، وخلع اللوح، فظهرت السلالم المألوفة. قال: “رائحة غريبة.” أضاء هاتفه، وفجأة، ظهرت عينان في الظلام.
تساءل: “ما علاقة المدير غو بالألعاب؟ لا يبدو من نوع من يستمتع بها.” ومع تقدمه، ازدادت الرائحة سوءًا، وسمع صوت مضغ.
سادت أجواء ثقيلة داخل العربة، ولم يجرؤ أحد على فتح فمه. كان “هان فاي” يستمتع بهذا السكون، فبالنسبة لمن يعاني من قلقٍ اجتماعي، لا شيء أفضل من صمتٍ مطبق. بعد نصف ساعة، وصلت الشاحنة إلى حي “ضفاف النهر”، أطفأوا الأضواء الداخلية واقتربوا ببطء من المنطقة السكنية. لم تعد “ضفاف النهر” تبدو نظيفة كما في النهار، بل خيّم عليها شعورٌ غريب أشبه ما يكون بمقبرة منها بحيّ سكني.
تبع الصوت، حتى رأى كتلة سوداء تتحرك في الزاوية. كانت الرائحة تنبعث منها.
سلّط الضوء، فإذا به يلمح مخلوقًا غريبَ الهيئة، ممتلئ الجسد كالعجين المفرود، ممدّدًا على الأرض، وقد شُدّت أطرافه إلى جدران الزنزانة بحبال متينة. من حوله تناثرت بقايا الطعام، فيما هو مستمرّ في الأكل بنهمٍ لا يعرف التوقّف.
وعندما سمع خطوات “هان فاي”، رفع رأسه بصعوبة، وإذا به يحمل وجه “المدير”!
قال الشيخ وهو يظهر فجأة، واضعًا يده على ذراع “هان فاي”: “لا تقتله. اسمه الضمير، إنه ضمير المدير غو.”
قال “هان فاي”: “لا أنوي قتله، لكن أشعر بالأمان وأنا أمسك السكين.” سار حول المخلوق. “حين نصف أحدهم بالشر، نقول إن ضميره قذر… لم أكن أعلم أن الأمر حرفيّ لهذه الدرجة.”
قال الشيخ: “رغم قذارته، يجب أن نأخذه معنا.”
حاول نزع السلاسل، لكنها كانت مشبعة بقوة المذبح، فكادت تؤذيه.
قال “هان فاي”: “دعني.” فقطعها بسكين “R.I.P”، ثم نقل الضمير إلى جانبٍ آخر. “لكن كيف سنأخذه معنا؟”
قال: “توقف، ألم تلحظ أن بيت المدير يشبه مذبحًا مكبّرًا؟”
ردّ العجوز: “لا تتعجل. هذا المكان لم يُبنَ للضمير، بل لمخلوقٍ آخر.” بحث طويلًا حتى أزاح حجرًا فضفاضًا في الأرض. تحت سِتار الظلمة، انكشف مشهدٌ مروّع: طفلٌ بلا أذنين، ولا عينين، ولا أنف… ليس فيه سوى فمٍ وحيدٍ في وجهٍ خاوٍ. جسده نحيل كعودٍ جاف، منحنٍ في عتمة الزنزانة، ساكنٌ لا يتحرك، لا يصرخ، ولا يستجيب لأيّ مؤثر، كأنّه شبحٌ حيّ بلا روح.
ردّ “هان فاي”: “كان خطرًا، هذا أكيد…” تذكّر الطباخ. “يمكنك القول إن أحدهم ساعدني.”
تنهد الشيخ: “وجدته… هذا الطفل هو الحقيقة. كان في يومٍ ما ابن المدير غو البيولوجي.”
______
Arisu san
دخل عبر النافذة دون صعوبة، وتنهد عندما رأى زخرفة المكان الباذخة: “ألا يشعر بالوحدة في هذا القصر؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ردّ “هان فاي”: “كان خطرًا، هذا أكيد…” تذكّر الطباخ. “يمكنك القول إن أحدهم ساعدني.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ______ Arisu san
تلفّت “هان فاي” مرعوبًا، وكاد يخرج سكينه “R.I.P”، لولا أنه رأى العجوز فجأة. قال: “سيدي، في المرة القادمة، رجاءً أنبئني قبل ظهورك، أكاد أؤذيك دون قصد.”
أكمل بهدوء: “ابقَ هنا، وتأهب لأي طارئ. لا تبتعد عن العجوز ولا تغادر السيارة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ______ Arisu san
أجاب “هان فاي” وهو ينزل: “لا.”
قضى هذا الرجل أكثر من عقدٍ في عالم العصابات، ومع ذلك لم يصادف أحدًا يشبه “هان فاي” من قبل. حين يرتدي زِيّ المطعم، يبدو مؤدبًا ومثقفًا، أما حين يتدثّر بمعطف “الأخ ثعبان”، يتحول إلى شخصٍ مهيبٍ شرس، لا سيما مع تلك الوشوم التي على شكل شبح، فقد بدت مرعبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أجابه: “الحراس مجرّد ديكور. للدخول، علينا تدمير المذبح أولًا. الحيّ كله صُمّم ليُشبه البئر والمذبح. البحيرة في الوسط هي البئر، والمباني هي الرفوف، والمبنى رقم 1 هو المذبح.” كان العجوز يعرف المكان جيدًا ويعلم أسرار “غو” الدفينة.
أجاب “هان فاي” وهو ينزل: “لا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قال الشيخ: “رغم قذارته، يجب أن نأخذه معنا.”
ثم اختفى من في الصور السبع، واختفى العجوز نفسه، وبدأت حرارة الغرفة تعود لطبيعتها. وبدا وكأن الأمور تعود لطبيعتها. نظر “هان فاي” إلى الصورة، فرأى العائلة تبتسم له، وكأنهم يلوحون له. قال: “الآن أستطيع أخذهم من هنا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سأل النادل: “هل تحتاج أن نرافقك؟”
قال “هان فاي”: “لا أنوي قتله، لكن أشعر بالأمان وأنا أمسك السكين.” سار حول المخلوق. “حين نصف أحدهم بالشر، نقول إن ضميره قذر… لم أكن أعلم أن الأمر حرفيّ لهذه الدرجة.”
قال “هان فاي”: “الرجل لم يدّخر مالًا!”
سادت أجواء ثقيلة داخل العربة، ولم يجرؤ أحد على فتح فمه. كان “هان فاي” يستمتع بهذا السكون، فبالنسبة لمن يعاني من قلقٍ اجتماعي، لا شيء أفضل من صمتٍ مطبق. بعد نصف ساعة، وصلت الشاحنة إلى حي “ضفاف النهر”، أطفأوا الأضواء الداخلية واقتربوا ببطء من المنطقة السكنية. لم تعد “ضفاف النهر” تبدو نظيفة كما في النهار، بل خيّم عليها شعورٌ غريب أشبه ما يكون بمقبرة منها بحيّ سكني.
وقف بجانب شبحٍ عجوز، مقابل صور جنائزية، في الساعة الثانية صباحًا، وكان المشهد ملائمًا بشكل غريب.
“تصميم فريد…” تمتم “هان فاي”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قاد العجوز “هان فاي” إلى غرفة النوم، ووقفا أمام سبع صور جنائزية. ما إن دخل “هان فاي” حتى بدت أعين من في الصور تتجه إليه.
تنهد الشيخ: “وجدته… هذا الطفل هو الحقيقة. كان في يومٍ ما ابن المدير غو البيولوجي.”
صرخات مؤلمة، أجساد تتمزق مرارًا وتكرارًا، لكن لا أحد يفلت يده.
كان “مدير المركز التجاري” لا يزال يظهر بمظهر المحسن المحبوب، وتحميه قوة المذبح، لكن قريبًا، سيرى سكان المدينة حقيقته، وسيحين وقت دفع الثمن.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تلفّت “هان فاي” مرعوبًا، وكاد يخرج سكينه “R.I.P”، لولا أنه رأى العجوز فجأة. قال: “سيدي، في المرة القادمة، رجاءً أنبئني قبل ظهورك، أكاد أؤذيك دون قصد.”
بمساعدة العجوز، اكتشف المدخل الخفي، رفع السجادة، وخلع اللوح، فظهرت السلالم المألوفة. قال: “رائحة غريبة.” أضاء هاتفه، وفجأة، ظهرت عينان في الظلام.
أومأ العجوز: “ظننتك كذبت عليّ لتفرّ. لم أتوقع عودتك.”
قال “هان فاي” بعينين مغمضتين وهو يطرق على الزجاج: “ركّز في الطريق.”
قال: “عدد الحراس تضاعف، ولكن ما الفائدة؟” ارتدى “هان فاي” قناع الوحش، وحين همّ بالاقتحام، أوقفه العجوز.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انبهر العجوز: “لابد أن تدخل البئر لتأخذ هذه الصورة. ذاك البئر جمع كراهيةً لا تنتهي. من يلمس ماءه يُسحب إليه. كيف فعلت ذلك؟”
“تصميم فريد…” تمتم “هان فاي”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قال “هان فاي” بفخر دون أن يظهر عليه الخوف: “سيدي، وجدتُ ما طلبتَه.” أخرج صورة العائلة من تحت معطفه وقدّمها للعجوز.
قال “هان فاي” بفخر دون أن يظهر عليه الخوف: “سيدي، وجدتُ ما طلبتَه.” أخرج صورة العائلة من تحت معطفه وقدّمها للعجوز.
عندما بلغ “هان فاي” مبنى رقم 9، انفتح بابه وكأنه ينتظره. جلس عجوز على الدرج، وجهه شاحبٌ كالجثة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قال صوتٌ فجأة: “لقد تأخرت. عندما غربت الشمس البارحة، جاء إليه الشيطان غو بالفعل.”
ردّ “هان فاي”: “حسنًا.”
وضع الصورة بعناية، واتجه للبحث عن شقيق “المدير غو”. لكنه عندما دخل الغرفة، أحس أن شيئًا ما ليس على ما يرام. الصور مُحطّمة، وغرفة النوم خالية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قال العجوز: “العائلة يجب أن تكون معًا. تلك أمنيتنا الأخيرة.” وضع يده على الصورة، فاندفع حقد الأسرة بأكمله نحوها.
أومأ العجوز، وتابع: “شقيق المدير كان يعرف أسرارًا كثيرة، لذا وجب عليه قتله ليطمئن . يبدو أن اعمال المدير ساءت مؤخرًا، وها هو يغلق كل الثغرات. لكن لا تظن أن شقيقه كان طيبًا، كان أيضًا رجلاً دنيئًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قاد العجوز “هان فاي” إلى غرفة النوم، ووقفا أمام سبع صور جنائزية. ما إن دخل “هان فاي” حتى بدت أعين من في الصور تتجه إليه.
سلّط الضوء، فإذا به يلمح مخلوقًا غريبَ الهيئة، ممتلئ الجسد كالعجين المفرود، ممدّدًا على الأرض، وقد شُدّت أطرافه إلى جدران الزنزانة بحبال متينة. من حوله تناثرت بقايا الطعام، فيما هو مستمرّ في الأكل بنهمٍ لا يعرف التوقّف.
همس: “سيدي، هل رأيت ذلك؟” لكن لم يرد أحد. التفت،العجوز اختفى!.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات