الفصل 4: الرثاء
الفصل 4: الرثاء
مَرَّت ثلاثة أيام منذ انهيار ناناهوشي. لم تستعد وعيها بعد، وما زلنا لا نعرف سبب تقيؤها للدماء. ظهر أرومانفي على الفور بعد أن غادرت سيلفي طلباً للمساعدة. تفحص ناناهوشي وحملها مباشرة إلى العيادة.
اتجهت إلى العيادة لأرى ناناهوشي، والبقية تبعوني بسرعة. كان المكان خالياً وهادئاً، مشابهاً لغرف الضيوف في تصميمه، لكن الجدران كانت مصنوعة من الحجر الصلب ولا توجد نوافذ. في وسط الغرفة كان هناك سريرٌ يشبه طاولة العمليات، وحوله خزانة تحتوي على أدوات طبية مثل السكاكين والشاش. كان الجو ثقيلًا بالصمت.
في هذه الأثناء، جمعت الجميع لأشرح لهم الموقف. أخبرتهم أن حالة ناناهوشي قد ساءت، وأن سيلفي حاولت إلقاء تعويذة سحرية لإزالة السموم، فتقيأت ناناهوشي الدماء وانهارت.
غطت ناناهوشي وجهها بين ركبتيها وهي تبكي بحرقة، وكان صوت نحيبها يملأ الغرفة. مشاعرها المؤلمة كانت بمثابة خنجر في قلبي.
كما أخبرتهم بأنها تتلقى العلاج في العيادة. كل ذلك حدث بسرعة كبيرة، وكان هذا كل ما عرفته. صُدم الجميع، لكنهم على الأقل أدركوا ما كان يحدث.
تفحص ناناهوشي – أو ربما نظر خلالها – ثم هز رأسه قائلاً: “لا يمكن ليوروزو علاج هذا باستخدام قدراتها.”
في الوقت الحالي، كانت يوروزو، التي تعرف بلقب “الثواب”، هي من تعتني بناناهوشي. كانت تمتلك قدرة علاجية خاصة تسمح لها بنقل الصحة والطاقة من شخص لآخر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في النهاية، قلت : “على أي حال، سأذهب لرؤية ناناهوشي الآن.”
ولأن هذه القدرة تختلف كثيراً عن سحر إزالة السموم، فقد تكون فعّالة في علاج الأمراض التي لا يمكن معالجتها بالطرق المعتادة. على الأقل، هذا كان الاعتقاد. المشكلة الوحيدة أن يوروزو لا تستطيع فعل ذلك بمفردها؛ كانت بحاجة لمساعدة شخص آخر لأداء تعويذتها.
سألت: “إذن، ماذا علينا أن نفعل؟”
تقدمت سيلفي فوراً لتقديم المساعدة. استلقت بجانب ناناهوشي، وبدأت يوروزو في أداء سحرها. كانت ملامح ناناهوشي تعبر عن ألم شديد طوال العملية، وسعلت باستمرار حتى وهي فاقدة للوعي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كليف انفجر غاضبًا : “هل تخطط للتخلي عن ناناهوشي؟!”
“كاروانتي، كيف حالها؟” نظر بيروجيوس إلى ناناهوشي للحظة، ثم أمر أحد أتباعه بتفحصها. كان الشخص الذي أُعطي له هذا الأمر هو كاروانتي، الذي يعرف بلقب “البصيرة”، لديه القدرة على اكتشاف الأسرار، بما في ذلك فحص حالة الشخص الصحية إذا كان مريضًا، أشبه برؤية بالأشعة السينية.
في النهاية، لم أفعل شيئاً في الحقيقة. قامت روكسي بكل شيء بدلاً مني. كل ما فعلته هو أنني ذكّرت آيشا ونورن مرة أخرى أننا سنتأخر في العودة. بعد ذلك، أخذت بعض الملابس الإضافية وعُدت بسرعة إلى الحصن العائم. ولكن لم يكن هناك ما يمكنني فعله عندما عدت، باستثناء التمني من أجل أن تخرج ناناهوشي من هذا بسلام.
تفحص ناناهوشي – أو ربما نظر خلالها – ثم هز رأسه قائلاً: “لا يمكن ليوروزو علاج هذا باستخدام قدراتها.”
كان واضحًا أن مراقبة لابلاس كانت مهمته الرئيسية، ولن يبذل جهودًا إضافية لمساعدة ناناهوشي. لو طلب المساعدة من أحد آخر، فسيكون مدينًا له بشيء، وسيتعين عليه في النهاية سداد هذا الدين. وكانت هذه ستكون دَينًا ثقيلًا، خصوصًا وأننا بحاجة إلى علاج لمرض لم يكن موجودًا منذ آلاف السنين. لم يكن هناك ما يضمن نوع الثمن الذي سيُطلب في مقابل هذا الطلب.
“ابحث في الأرشيف”، قال بيروجيوس.
غطت ناناهوشي وجهها بين ركبتيها وهي تبكي بحرقة، وكان صوت نحيبها يملأ الغرفة. مشاعرها المؤلمة كانت بمثابة خنجر في قلبي.
“كما تأمر”.
بينما كنت غارقًا في أفكاري، فتح باب الغرفة فجأة، ودخلت يوروزو “الثواب”. قالت بصوت هادئ : “السيدة ناناهوشي استعادت وعيها.”
بدأ أتباعه بالبحث عن معلومات حول هذا المرض وكيفية علاجه. كان كاروانتي سيقارن الأعراض التي لاحظها في ناناهوشي مع الأدبيات الموجودة في الحصن. عرضت المساعدة، لكن بيروجيوس رفض بشكل قاطع؛ لم يكن لديه نية للسماح لشخص غريب بالدخول إلى أرشيفه.
“كاروانتي، كيف حالها؟” نظر بيروجيوس إلى ناناهوشي للحظة، ثم أمر أحد أتباعه بتفحصها. كان الشخص الذي أُعطي له هذا الأمر هو كاروانتي، الذي يعرف بلقب “البصيرة”، لديه القدرة على اكتشاف الأسرار، بما في ذلك فحص حالة الشخص الصحية إذا كان مريضًا، أشبه برؤية بالأشعة السينية.
في هذه الأثناء، استمرت يوروزو في علاجها، وبقيت سيلفي في العيادة.
يعني هذا أن المتلازمة كانت نشطة قبل الحرب العظيمة الأولى بين البشر والشياطين. إذا كنت أتذكر بشكل صحيح، قيل إن تلك الحرب استمرت ألف عام. وأدى ذلك إلى تطور كبير في قدرات البشر. ويبدو أن متلازمة دراين تلاشت كجزء من هذا التطور.
لم يكن لدي ما يشغلني. بالطبع، لم أقضِ الأيام الثلاثة التالية دون فعل شيء على الإطلاق. عدت إلى المنزل وأخبرت روكسي بما حدث، وأوضحت لها أن ناناهوشي انهارت، وأن سيلفي كانت تساعد في علاجها. قلت لها أننا سنكون متأخرين قليلاً في العودة إلى المنزل.
عضّ كليف شفتيه وسحب نفسه إلى كرسيه من جديد، مكسورًا بسبب كلمات بيروجيوس. لم يكن في نيته التسبب في مشكلة، لكنه كان يشعر بالإحباط من رؤية شخص قوي مثل بيروجيوس، الذي بدا قادرًا على القيام بأي شيء، يرفض تقديم المزيد من المساعدة.
تحركت روكسي فوراً بعد سماعها لكل شيء. اتصلت بالجامعة وطلبت إجازة، ثم شرحت الأمر للعائلة نيابة عني. كما وعدت بالاعتناء بالجميع أثناء غيابنا. كانت أكثر هدوءاً واتزاناً مني بلا شك، فقد اعتادت على هذه المواقف.
انتهت المناقشة عندما قامت إليناليس بالإمساك بكليف بقوة، وقالت له : “أعرف كيف تشعر، لكن يجب أن تتحكم في نفسك.”
في النهاية، لم أفعل شيئاً في الحقيقة. قامت روكسي بكل شيء بدلاً مني. كل ما فعلته هو أنني ذكّرت آيشا ونورن مرة أخرى أننا سنتأخر في العودة. بعد ذلك، أخذت بعض الملابس الإضافية وعُدت بسرعة إلى الحصن العائم. ولكن لم يكن هناك ما يمكنني فعله عندما عدت، باستثناء التمني من أجل أن تخرج ناناهوشي من هذا بسلام.
“ماذا تقصدين؟”
“أتساءل عما إذا كانت ستتعافى؟”
ثم توقفت مرة أخرى قبل أن تضيف بصوت مكتوم : “لا أريد أن أموت.”
مثلي تماما، لم يكن لدى كليف شيء يفعله سوى الانتظار.
واصل كليف الحديث وهو جالس في الكنيسة الصغيرة داخل القلعة، حيث كان يُصلي بحرارة. قال: “ليكن مشيئتك، يا لورد ميليس”، وكانت يداه متشابكتين وعيناه مغلقتين.
واصل كليف الحديث وهو جالس في الكنيسة الصغيرة داخل القلعة، حيث كان يُصلي بحرارة. قال: “ليكن مشيئتك، يا لورد ميليس”، وكانت يداه متشابكتين وعيناه مغلقتين.
بينما كنت غارقًا في أفكاري، فتح باب الغرفة فجأة، ودخلت يوروزو “الثواب”. قالت بصوت هادئ : “السيدة ناناهوشي استعادت وعيها.”
كان المؤمنون يلجؤون للصلاة في أوقات الشدة. أما أنا، فلم أكن أؤمن بأي قوة عليا. كنت أضع إيماني في الأشخاص الذين ساعدوني في هذا العالم، وكنت أعرف أن الصلاة لروكسي أو سيلفي لن تخفف من القلق الذي شعرت به.
“ناناهوشي وأنا مرتبطان فقط بعقد، ولن أضع نفسي في ديون للآخرين من أجل مساعدتها.”
في ظل الصمت الذي استمر، تذكرت فجأة فيلمًا شاهدته منذ زمن طويل. كان فيلمًا مشهورًا عن غزو الفضائيين للعالم. مكَّنتهم تقدماتهم العلمية من التغلب على البشر والقضاء عليهم، لكن في نهاية الفيلم توقفت جميع آلاتهم فجأة. لم يكن لديهم مناعة ضد فيروس البرد الشائع، مما أدى إلى هلاكهم.
أخذت نفسًا عميقًا وقلت : “حسنًا إذن…”
تذكرت حينها أن ناناهوشي قد انتقلت إلى هذا العالم عبر الإنتقال الزماكاني. لم تتجسد من جديد فيه مثلي. بالإضافة إلى ذلك، لم تكن تتقدم في العمر ولم يكن بإمكانها استخدام السحر أو الأدوات السحرية. ربما لم تكن تفتقد فقط إلى المانا، بل أيضًا إلى المناعة ضد الأمراض في هذا العالم.
صرخت بغضب ويأس : “أنا لست إنسانة من هذا العالم! لا أعيش هنا، أشعر وكأنني جثة تمشي! إذن، لماذا؟! لماذا أستطيع الإصابة بالأمراض؟ هذا غير منطقي. لماذا يحدث هذا لي؟ لا أريد أن أموت! لا أريد أن أموت في هذا العالم الغريب السخيف!”
ولكن إذا كان هذا هو الحال، من المفترض أن تصاب بالمرض منذ زمن بعيد. لقد مرَّت ثماني سنوات منذ حادثة التشريد. وهذا وقت طويل لتبقى فيه دون أن تتأثر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان وجهها شاحبًا بشدة، والهالات السوداء تحت عينيها أوضحت أنها لم تكن بحالة جيدة على الإطلاق. يمكن لأي شخص أن يدرك أنها مريضة بمجرد النظر إليها.
شددت شفتي متسائلاً : “هل ستموت حقًا؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “يجب أن نجمّدها في الزمن.”
***
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com -+-
اليوم هو اليوم الرابع منذ انهيار ناناهوشي. تم استدعاؤنا جميعًا إلى غرفة تحتوي على طاولة مستديرة. كان بيروجيوس وجميع تابعيه، باستثناء يوروزو “الثواب”، يقفون خلف سيدهم الذي جلس على كرسي فاخر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تقدمت سيلفي فوراً لتقديم المساعدة. استلقت بجانب ناناهوشي، وبدأت يوروزو في أداء سحرها. كانت ملامح ناناهوشي تعبر عن ألم شديد طوال العملية، وسعلت باستمرار حتى وهي فاقدة للوعي.
قالت سيلفاري وهي تتقدم للأمام : “لقد اكتشفنا ما الذي تعاني منه السيدة ناناهوشي.”
متلازمة دراين؟ هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها عن هذا المرض. نظرت حولي، ويبدو أنني لست الوحيد.
لقد اكتشفوا أخيرًا ما هو المرض.
فجأة، أمسكت بإبريق ماء بجوار سريرها وألقته بكل قوتها نحو الحائط. تحطم الإبريق إلى قطع، وتناثرت المياه على الأرض.
“اسم مرضها هو متلازمة دراين.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تذكرت حينها أن ناناهوشي قد انتقلت إلى هذا العالم عبر الإنتقال الزماكاني. لم تتجسد من جديد فيه مثلي. بالإضافة إلى ذلك، لم تكن تتقدم في العمر ولم يكن بإمكانها استخدام السحر أو الأدوات السحرية. ربما لم تكن تفتقد فقط إلى المانا، بل أيضًا إلى المناعة ضد الأمراض في هذا العالم.
متلازمة دراين؟ هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها عن هذا المرض. نظرت حولي، ويبدو أنني لست الوحيد.
بدا أن أعراض متلازمة دراين تشبه إلى حد ما مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) في عالمي السابق، حيث كانت التغيرات التي طرأت على جسدها تفسر الأعراض التي رأيناها. هذا هو السبب في أن سحر إزالة السموم كان فعالاً في إزالة الأعراض السطحية، لكنه لم يعالج المشكلة الأساسية.
كليف، الذي لديه أكبر قدر من المعرفة الطبية بيننا، هز رأسه أيضًا مشيرًا إلى أنه لا يعرفه.
كان هذا خيارًا منطقيًا. مع سمعة بيروجيوس، لم يكن من المرجح أن يرفضه الكثيرون.
قالت سيلفاري : “ليس من الغريب أنكم لم تسمعوا به من قبل. كان هذا المرض نشطًا في حقبة قديمة عندما كان لدى البشر مانا أقل بكثير مما يملكونه اليوم. في ذلك الوقت، وُلد عدد من الأطفال بدون مانا على الإطلاق. وعندما يصلون إلى حوالي سن العاشرة، يموتون جميعًا دون استثناء بسبب هذه المتلازمة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تأملني بعناية، وكأنه يحاول تقييم مدى جديتي وقراري. شعرت بنظرات الشك من عينيه، وكأنني لا أتحرك إلا من أجل مصلحتي الشخصية. لكنني لم أكن شخصًا معقدًا، ولم يكن لدي شيء أخفيه. حدقت فيه بثبات وأظهر له عزمي.
يبدو أن هذا يتوافق مع حالة ناناهوشي. رغم أنها ليست طفلة، فقد بقيت في هذا العالم لمدة ثماني سنوات ولم تكن تملك أي مانا.
قفزت فورًا من مكاني وقلت : “وكيف حالها؟”
لذا، من الواضح أن مرضها لم يكن نتيجة لمحاولة سيلفي علاجها.
“لم نجد شيئًا. فقد حدث هذا منذ 7000 عام. ومع مرور الوقت، ازدادت قوة المانا الطبيعية لدى البشر، فاختفت المتلازمة.”
“وفقًا للكتب، فإن الذين لا يمتلكون مانا خاصة بهم يفتقرون إلى القدرة على تحييد المانا الخارجية التي تتسرب إلى أجسادهم. بمرور الوقت، تتراكم هذه المانا داخلهم وتسبب المرض.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت دموع ناناهوشي تتساقط بغزارة، وقد ملأ صوت بكائها الغرفة كما لو كان يعبر عن كل الألم الذي تحمله قلبها طوال تلك السنوات.
لم أفهم تمامًا ما تعنيه، لكنه بدا مشابهًا لمفهوم البكتيريا الجيدة والسيئة. وجود المانا الخاصة بك يشبه وجود البكتيريا الجيدة التي تطرد السيئة. أما الذين يفتقرون إلى المانا، فإن أجسادهم تتراكم فيها “البكتيريا السيئة” بمرور الوقت. وعلى الرغم من أنني لم أكن متأكدًا من مدى دقة الأدبيات التي تحدثت عنها سيلفاري، فإن تفسيرها بدا معقولًا.
في هذه الأثناء، استمرت يوروزو في علاجها، وبقيت سيلفي في العيادة.
سألت: “هل وجدتم أي شيء عن كيفية علاج هذا المرض؟”
أخيرًا، اتخذت قراري. لكن السؤال الذي يراودني الآن : من أين أبدأ؟
“لم نجد شيئًا. فقد حدث هذا منذ 7000 عام. ومع مرور الوقت، ازدادت قوة المانا الطبيعية لدى البشر، فاختفت المتلازمة.”
بالتأكيد تقدمت قدرتنا على صنع مثل هذه الأدوات منذ 7000 عام. ولكن كم من الوقت سيستغرق صنع مثل هذه الأداة؟
يعني هذا أن المتلازمة كانت نشطة قبل الحرب العظيمة الأولى بين البشر والشياطين. إذا كنت أتذكر بشكل صحيح، قيل إن تلك الحرب استمرت ألف عام. وأدى ذلك إلى تطور كبير في قدرات البشر. ويبدو أن متلازمة دراين تلاشت كجزء من هذا التطور.
لم أفهم تمامًا ما تعنيه، لكنه بدا مشابهًا لمفهوم البكتيريا الجيدة والسيئة. وجود المانا الخاصة بك يشبه وجود البكتيريا الجيدة التي تطرد السيئة. أما الذين يفتقرون إلى المانا، فإن أجسادهم تتراكم فيها “البكتيريا السيئة” بمرور الوقت. وعلى الرغم من أنني لم أكن متأكدًا من مدى دقة الأدبيات التي تحدثت عنها سيلفاري، فإن تفسيرها بدا معقولًا.
لكن 7000 عام هي مدة طويلة جدًا. لم يكن من المستغرب أن تبقى القليل من المعلومات حول هذا الموضوع. كان من المعجزة أننا تمكنّا حتى من معرفة اسم المرض الذي تعاني منه ناناهوشي.
قال بيروجيوس متهكمًا : “إذا كنت تشعر بالانزعاج الشديد تجاه حالتها، فلماذا لا تقوم بشيء حيال ذلك؟ إلهك نفسه كان سيقول نفس الشيء، أليس كذلك؟ ‘عندما تمد يد العون، لا تعتمد على الآخرين.'”
سألت: “إذن، ماذا علينا أن نفعل؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت دموع ناناهوشي تتساقط بغزارة، وقد ملأ صوت بكائها الغرفة كما لو كان يعبر عن كل الألم الذي تحمله قلبها طوال تلك السنوات.
“يجب أن نجمّدها في الزمن.”
“كاروانتي، كيف حالها؟” نظر بيروجيوس إلى ناناهوشي للحظة، ثم أمر أحد أتباعه بتفحصها. كان الشخص الذي أُعطي له هذا الأمر هو كاروانتي، الذي يعرف بلقب “البصيرة”، لديه القدرة على اكتشاف الأسرار، بما في ذلك فحص حالة الشخص الصحية إذا كان مريضًا، أشبه برؤية بالأشعة السينية.
لم تكن سيلفاري هي من ردت عليّ هذه المرة، بل بيروجيوس نفسه، الذي كان يجلس بثبات في كرسيه الفخم. قال: “يمكن لسكيركوت، سيد الزمن، أن يستخدم قدرته لتجميد زمن ناناهوشي.”
تنهدت بعمق وأنا أفكر “حسنًا، ما الحل الآن؟”
تقدم رجل آخر بينما كان بيروجيوس يتحدث. كان يرتدي قناعًا يبرز من فمه، يُشبه في شكله أقنعة “هيوتوكو” اليابانية أو ربما أشبه بقناع غاز. إذن هذا هو سكيركوت، سيد الزمن.
***
كان بإمكاني تخمين أن قدرته تتعلق بتجميد الزمن لأي شخص يلمسه. كان هذا يعني تجميد الوقت لكل من ناناهوشي وسكيركوت أيضًا، على الأقل حتى لا تموت ناناهوشي أو تسوء حالتها.
“كاروانتي، كيف حالها؟” نظر بيروجيوس إلى ناناهوشي للحظة، ثم أمر أحد أتباعه بتفحصها. كان الشخص الذي أُعطي له هذا الأمر هو كاروانتي، الذي يعرف بلقب “البصيرة”، لديه القدرة على اكتشاف الأسرار، بما في ذلك فحص حالة الشخص الصحية إذا كان مريضًا، أشبه برؤية بالأشعة السينية.
“حسنًا، وماذا نفعل بعد ذلك؟” سألت.
تحركت روكسي فوراً بعد سماعها لكل شيء. اتصلت بالجامعة وطلبت إجازة، ثم شرحت الأمر للعائلة نيابة عني. كما وعدت بالاعتناء بالجميع أثناء غيابنا. كانت أكثر هدوءاً واتزاناً مني بلا شك، فقد اعتادت على هذه المواقف.
“سوف نتصل بأشخاص في العالم الخارجي ونبحث عن طريقة لعلاجها.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قالت سيلفاري : “ليس من الغريب أنكم لم تسمعوا به من قبل. كان هذا المرض نشطًا في حقبة قديمة عندما كان لدى البشر مانا أقل بكثير مما يملكونه اليوم. في ذلك الوقت، وُلد عدد من الأطفال بدون مانا على الإطلاق. وعندما يصلون إلى حوالي سن العاشرة، يموتون جميعًا دون استثناء بسبب هذه المتلازمة.”
كان هذا خيارًا منطقيًا. مع سمعة بيروجيوس، لم يكن من المرجح أن يرفضه الكثيرون.
***
ثم أضاف بيروجيوس : “ولكنني لا أملك أي فكرة عن عدد الأشخاص الذين قد يرغبون في مساعدتها.”
“كاروانتي، كيف حالها؟” نظر بيروجيوس إلى ناناهوشي للحظة، ثم أمر أحد أتباعه بتفحصها. كان الشخص الذي أُعطي له هذا الأمر هو كاروانتي، الذي يعرف بلقب “البصيرة”، لديه القدرة على اكتشاف الأسرار، بما في ذلك فحص حالة الشخص الصحية إذا كان مريضًا، أشبه برؤية بالأشعة السينية.
سألته : “ألا يمكنك استخدام نفوذك لمساعدتها؟”
بعد لحظة قصيرة، غيرت الموضوع قائلة : “لم يتقدم الطب في هذا العالم كثيرًا، أليس كذلك؟”
“ناناهوشي وأنا مرتبطان فقط بعقد، ولن أضع نفسي في ديون للآخرين من أجل مساعدتها.”
لم أجب، واكتفيت بالاستماع. استمرت في الحديث.
أحسست بأن رده كان باردًا للغاية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فكرت : “أليس هناك شيء يمكنني فعله؟”
ولكنني علمت أنه ليس لي الحق في التدخل في علاقتهما. لم أكن أعرف شيئًا عن علاقتهما، ولم أكن أود أن أكون الشخص الذي يتدخل في شؤون لا تخصه.
“لم نجد شيئًا. فقد حدث هذا منذ 7000 عام. ومع مرور الوقت، ازدادت قوة المانا الطبيعية لدى البشر، فاختفت المتلازمة.”
وأضاف : “لا تفهمني بشكل خاطئ. أنتم ضيوفي، لذا سأفعل ما بوسعي لمساعدتها. ولكن الغاية الأساسية من حياتي هي السعي وراء لابلاس والقضاء عليه. ما أستطيع تقديمه من مساعدة لا يمكن أن يكون على حساب هدفي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أوضحت : “متلازمة دراين تسبب تراكم المانا داخل الجسد مما يؤدي إلى تغييرات في الجسم وتفاقم المرض. تمكنا من معالجة تلك الأعراض السطحية.”
كان واضحًا أن مراقبة لابلاس كانت مهمته الرئيسية، ولن يبذل جهودًا إضافية لمساعدة ناناهوشي. لو طلب المساعدة من أحد آخر، فسيكون مدينًا له بشيء، وسيتعين عليه في النهاية سداد هذا الدين. وكانت هذه ستكون دَينًا ثقيلًا، خصوصًا وأننا بحاجة إلى علاج لمرض لم يكن موجودًا منذ آلاف السنين. لم يكن هناك ما يضمن نوع الثمن الذي سيُطلب في مقابل هذا الطلب.
يبدو أن هذا يتوافق مع حالة ناناهوشي. رغم أنها ليست طفلة، فقد بقيت في هذا العالم لمدة ثماني سنوات ولم تكن تملك أي مانا.
لم يكن لدى بيروجيوس أي التزام تجاه ناناهوشي. بل في الواقع، لقد فعل أكثر مما كان عليه فعله بالفعل. لقد عالج حالتها وأبقاها على قيد الحياة. لذا كان إعلانه هذا يوضح أنه لن يفعل أكثر مما فعله حتى الآن. إذا أراد أحدنا إنقاذها، فليقم بذلك. لم أجد خطأً في ذلك.
“كما تأمر”.
كليف انفجر غاضبًا : “هل تخطط للتخلي عن ناناهوشي؟!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تذكرت حينها أن ناناهوشي قد انتقلت إلى هذا العالم عبر الإنتقال الزماكاني. لم تتجسد من جديد فيه مثلي. بالإضافة إلى ذلك، لم تكن تتقدم في العمر ولم يكن بإمكانها استخدام السحر أو الأدوات السحرية. ربما لم تكن تفتقد فقط إلى المانا، بل أيضًا إلى المناعة ضد الأمراض في هذا العالم.
رد بيروجيوس بهدوء : “لم أقل أنني سأتخلى عنها.”
اليوم هو اليوم الرابع منذ انهيار ناناهوشي. تم استدعاؤنا جميعًا إلى غرفة تحتوي على طاولة مستديرة. كان بيروجيوس وجميع تابعيه، باستثناء يوروزو “الثواب”، يقفون خلف سيدهم الذي جلس على كرسي فاخر.
“كاذب! لديك هذه القلعة الرائعة وجميع هؤلاء التابعين الاستثنائيين في خدمتك! إذا كان هناك أي شخص يمكنه البحث عن علاج، يجب أن تكون أنت!”
بدأت الدموع تنهمر من عينيها واحدة تلو الأخرى، كما لو أن السد الذي كان يعيقها قد انهار أخيرًا.
بدأ جبين بيروجيوس بالتشنج قليلاً. قال بهدوء : “امتلاك القدرة على فعل شيء لا يعني بالضرورة أن هناك التزامًا للقيام به.”
لم يكن لدى بيروجيوس أي التزام تجاه ناناهوشي. بل في الواقع، لقد فعل أكثر مما كان عليه فعله بالفعل. لقد عالج حالتها وأبقاها على قيد الحياة. لذا كان إعلانه هذا يوضح أنه لن يفعل أكثر مما فعله حتى الآن. إذا أراد أحدنا إنقاذها، فليقم بذلك. لم أجد خطأً في ذلك.
غضب كليف وقال : “كفاك من هذه الألاعيب! من واجب الأقوياء مساعدة المحتاجين!”
“ماذا تقصدين؟”
قال بيروجيوس بسخرية : “لا تدفع عليّ هراء ميليس الديني المزعج.”
صرخت بغضب ويأس : “أنا لست إنسانة من هذا العالم! لا أعيش هنا، أشعر وكأنني جثة تمشي! إذن، لماذا؟! لماذا أستطيع الإصابة بالأمراض؟ هذا غير منطقي. لماذا يحدث هذا لي؟ لا أريد أن أموت! لا أريد أن أموت في هذا العالم الغريب السخيف!”
“ماذا قلت؟!”
لم أستطع قول شيء. كان صراخها مليئًا بالألم واليأس.
كان من الواضح أن كليف يتحدث بدافع الغضب. كان كليف مؤمنًا بديانة ميليس، التي تشبه المسيحية في عالمي القديم. ربما كانت واحدة من تعاليم ميليس هي أن على الأشخاص أن يقدموا يد العون لمن هم بحاجة إلى المساعدة. لكنني كنت أعتقد أن قول ذلك لبيروجيوس كان خطأً. بيروجيوس كان يسير على قناعاته الخاصة، ولم يكن ليتخلى عن مهمته التي تكرست حياته من أجلها على مدار 400 عام.
ولكن إذا كان هذا هو الحال، من المفترض أن تصاب بالمرض منذ زمن بعيد. لقد مرَّت ثماني سنوات منذ حادثة التشريد. وهذا وقت طويل لتبقى فيه دون أن تتأثر.
انتهت المناقشة عندما قامت إليناليس بالإمساك بكليف بقوة، وقالت له : “أعرف كيف تشعر، لكن يجب أن تتحكم في نفسك.”
لم تكن سيلفاري هي من ردت عليّ هذه المرة، بل بيروجيوس نفسه، الذي كان يجلس بثبات في كرسيه الفخم. قال: “يمكن لسكيركوت، سيد الزمن، أن يستخدم قدرته لتجميد زمن ناناهوشي.”
حولت إليناليس نظرتها إلى كليف وقالت بحزم : “أنا لا أريد أن أفقدك بسبب شيء كهذا.” كان جسد كليف متشنجًا، وشفتاه مشدودتين بغضب. حاولت تهدئته بتماسك : “ليس هناك كلمات يمكن أن نقدمها في هذا الموقف، دعها تمر.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في النهاية، قلت : “على أي حال، سأذهب لرؤية ناناهوشي الآن.”
حول الغرفة، وقف جميع تابعي بيروجيوس في حالة تأهب، مستعدين للتدخل إذا لزم الأمر. كان الجو مشحونًا بالتوتر. أخذ بيروجيوس نظرة عابرة إلى كليف، الذي كان ضعيفًا مقارنةً به، ثم ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه.
رد بيروجيوس بهدوء : “لم أقل أنني سأتخلى عنها.”
قال بيروجيوس متهكمًا : “إذا كنت تشعر بالانزعاج الشديد تجاه حالتها، فلماذا لا تقوم بشيء حيال ذلك؟ إلهك نفسه كان سيقول نفس الشيء، أليس كذلك؟ ‘عندما تمد يد العون، لا تعتمد على الآخرين.'”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت فكرة واحدة تدور في ذهني.
عضّ كليف شفتيه وسحب نفسه إلى كرسيه من جديد، مكسورًا بسبب كلمات بيروجيوس. لم يكن في نيته التسبب في مشكلة، لكنه كان يشعر بالإحباط من رؤية شخص قوي مثل بيروجيوس، الذي بدا قادرًا على القيام بأي شيء، يرفض تقديم المزيد من المساعدة.
كانت ناناهوشي مستلقية في زاوية الغرفة على سرير، وجميع آثار الدم الذي تقيأته قد أزيلت. في وقتٍ ما، قاموا بإلباسها ثوبًا أبيض ناصعًا، كأنها مريضة في مستشفى. من الخارج، لم يكن يبدو أنها في خطر وشيك، ولكنها تبدو كالجثة بلا حياة.
تنهدت بعمق وأنا أفكر “حسنًا، ما الحل الآن؟”
كان بإمكاني تخمين أن قدرته تتعلق بتجميد الزمن لأي شخص يلمسه. كان هذا يعني تجميد الوقت لكل من ناناهوشي وسكيركوت أيضًا، على الأقل حتى لا تموت ناناهوشي أو تسوء حالتها.
رغبت في مساعدة ناناهوشي، ولكنني لم أكن أعرف من أين أبدأ. بدا أن الجميع في الغرفة يشاركونني نفس الشعور بالعجز. ناناهوشي قد أصبحت جزءًا من عائلتنا، وموتها سيؤثر بشدة على سيلفي، التي قد تلوم نفسها. وحتى بالنسبة إلى أفراد عائلتي الآخرين، مثل آيشا التي قضت وقتًا طويلاً مع ناناهوشي، رحيلها سيكون مؤلمًا.
لم أفهم تمامًا ما تعنيه، لكنه بدا مشابهًا لمفهوم البكتيريا الجيدة والسيئة. وجود المانا الخاصة بك يشبه وجود البكتيريا الجيدة التي تطرد السيئة. أما الذين يفتقرون إلى المانا، فإن أجسادهم تتراكم فيها “البكتيريا السيئة” بمرور الوقت. وعلى الرغم من أنني لم أكن متأكدًا من مدى دقة الأدبيات التي تحدثت عنها سيلفاري، فإن تفسيرها بدا معقولًا.
فكرت : “أليس هناك شيء يمكنني فعله؟”
كان المؤمنون يلجؤون للصلاة في أوقات الشدة. أما أنا، فلم أكن أؤمن بأي قوة عليا. كنت أضع إيماني في الأشخاص الذين ساعدوني في هذا العالم، وكنت أعرف أن الصلاة لروكسي أو سيلفي لن تخفف من القلق الذي شعرت به.
بينما كنت غارقًا في أفكاري، فتح باب الغرفة فجأة، ودخلت يوروزو “الثواب”. قالت بصوت هادئ : “السيدة ناناهوشي استعادت وعيها.”
تحركت روكسي فوراً بعد سماعها لكل شيء. اتصلت بالجامعة وطلبت إجازة، ثم شرحت الأمر للعائلة نيابة عني. كما وعدت بالاعتناء بالجميع أثناء غيابنا. كانت أكثر هدوءاً واتزاناً مني بلا شك، فقد اعتادت على هذه المواقف.
قفزت فورًا من مكاني وقلت : “وكيف حالها؟”
يعني هذا أن المتلازمة كانت نشطة قبل الحرب العظيمة الأولى بين البشر والشياطين. إذا كنت أتذكر بشكل صحيح، قيل إن تلك الحرب استمرت ألف عام. وأدى ذلك إلى تطور كبير في قدرات البشر. ويبدو أن متلازمة دراين تلاشت كجزء من هذا التطور.
ردت يوروزو : “على السطح، تبدو أعراضها قد تحسنت.”
رغبت في مساعدة ناناهوشي، ولكنني لم أكن أعرف من أين أبدأ. بدا أن الجميع في الغرفة يشاركونني نفس الشعور بالعجز. ناناهوشي قد أصبحت جزءًا من عائلتنا، وموتها سيؤثر بشدة على سيلفي، التي قد تلوم نفسها. وحتى بالنسبة إلى أفراد عائلتي الآخرين، مثل آيشا التي قضت وقتًا طويلاً مع ناناهوشي، رحيلها سيكون مؤلمًا.
“ماذا تقصدين؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كليف انفجر غاضبًا : “هل تخطط للتخلي عن ناناهوشي؟!”
أوضحت : “متلازمة دراين تسبب تراكم المانا داخل الجسد مما يؤدي إلى تغييرات في الجسم وتفاقم المرض. تمكنا من معالجة تلك الأعراض السطحية.”
“ماذا تقصدين؟”
بدا أن أعراض متلازمة دراين تشبه إلى حد ما مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) في عالمي السابق، حيث كانت التغيرات التي طرأت على جسدها تفسر الأعراض التي رأيناها. هذا هو السبب في أن سحر إزالة السموم كان فعالاً في إزالة الأعراض السطحية، لكنه لم يعالج المشكلة الأساسية.
متلازمة دراين؟ هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها عن هذا المرض. نظرت حولي، ويبدو أنني لست الوحيد.
سألتها : “ألا يمكنكِ امتصاص المانا من جسدها بطريقة ما؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com -+-
أجابت يوروزو وهي تهز رأسها ببطء : “لا أستطيع فعل ذلك.”
شددت شفتي متسائلاً : “هل ستموت حقًا؟”
“ألا تعرفين أحداً يستطيع؟”
نظر بيروجيوس إليّ وقال : “قارة الشياطين؟ وما الذي تخطط لفعله هناك؟”
ردت بهدوء : “لا، لا أعرف.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت دموع ناناهوشي تتساقط بغزارة، وقد ملأ صوت بكائها الغرفة كما لو كان يعبر عن كل الألم الذي تحمله قلبها طوال تلك السنوات.
أخذت نفسًا عميقًا وقلت : “حسنًا إذن…”
في الوقت الحالي، كانت يوروزو، التي تعرف بلقب “الثواب”، هي من تعتني بناناهوشي. كانت تمتلك قدرة علاجية خاصة تسمح لها بنقل الصحة والطاقة من شخص لآخر.
كنت أتساءل عما إذا كان هناك وسيلة أخرى لتصريف المانا الزائدة من جسد ناناهوشي. على سبيل المثال، ربما يمكننا صنع أداة سحرية تمتلك تلك القدرات.
لذا، من الواضح أن مرضها لم يكن نتيجة لمحاولة سيلفي علاجها.
بالتأكيد تقدمت قدرتنا على صنع مثل هذه الأدوات منذ 7000 عام. ولكن كم من الوقت سيستغرق صنع مثل هذه الأداة؟
غطت ناناهوشي وجهها بين ركبتيها وهي تبكي بحرقة، وكان صوت نحيبها يملأ الغرفة. مشاعرها المؤلمة كانت بمثابة خنجر في قلبي.
وهل سيكون بإمكاننا حتى صنعها؟ لم يكن هناك أي ضمان.
“اسم مرضها هو متلازمة دراين.”
في النهاية، قلت : “على أي حال، سأذهب لرؤية ناناهوشي الآن.”
لم تكن سيلفاري هي من ردت عليّ هذه المرة، بل بيروجيوس نفسه، الذي كان يجلس بثبات في كرسيه الفخم. قال: “يمكن لسكيركوت، سيد الزمن، أن يستخدم قدرته لتجميد زمن ناناهوشي.”
اتجهت إلى العيادة لأرى ناناهوشي، والبقية تبعوني بسرعة. كان المكان خالياً وهادئاً، مشابهاً لغرف الضيوف في تصميمه، لكن الجدران كانت مصنوعة من الحجر الصلب ولا توجد نوافذ. في وسط الغرفة كان هناك سريرٌ يشبه طاولة العمليات، وحوله خزانة تحتوي على أدوات طبية مثل السكاكين والشاش. كان الجو ثقيلًا بالصمت.
كان من الواضح أن كليف يتحدث بدافع الغضب. كان كليف مؤمنًا بديانة ميليس، التي تشبه المسيحية في عالمي القديم. ربما كانت واحدة من تعاليم ميليس هي أن على الأشخاص أن يقدموا يد العون لمن هم بحاجة إلى المساعدة. لكنني كنت أعتقد أن قول ذلك لبيروجيوس كان خطأً. بيروجيوس كان يسير على قناعاته الخاصة، ولم يكن ليتخلى عن مهمته التي تكرست حياته من أجلها على مدار 400 عام.
كانت ناناهوشي مستلقية في زاوية الغرفة على سرير، وجميع آثار الدم الذي تقيأته قد أزيلت. في وقتٍ ما، قاموا بإلباسها ثوبًا أبيض ناصعًا، كأنها مريضة في مستشفى. من الخارج، لم يكن يبدو أنها في خطر وشيك، ولكنها تبدو كالجثة بلا حياة.
حولت إليناليس نظرتها إلى كليف وقالت بحزم : “أنا لا أريد أن أفقدك بسبب شيء كهذا.” كان جسد كليف متشنجًا، وشفتاه مشدودتين بغضب. حاولت تهدئته بتماسك : “ليس هناك كلمات يمكن أن نقدمها في هذا الموقف، دعها تمر.”
تقدمت وسألتها بهدوء: “ناناهوشي؟ هل أنتِ بخير؟”
***
نظرت إليّ بعينين مرهقتين وقالت: “هل أبدو بخير بالنسبة لك؟”
ولأن هذه القدرة تختلف كثيراً عن سحر إزالة السموم، فقد تكون فعّالة في علاج الأمراض التي لا يمكن معالجتها بالطرق المعتادة. على الأقل، هذا كان الاعتقاد. المشكلة الوحيدة أن يوروزو لا تستطيع فعل ذلك بمفردها؛ كانت بحاجة لمساعدة شخص آخر لأداء تعويذتها.
كان وجهها شاحبًا بشدة، والهالات السوداء تحت عينيها أوضحت أنها لم تكن بحالة جيدة على الإطلاق. يمكن لأي شخص أن يدرك أنها مريضة بمجرد النظر إليها.
“حسنًا، وماذا نفعل بعد ذلك؟” سألت.
ربما كانت قدرة يوروزو مرهقة أيضًا للشخص الذي يعالَج.
كان المؤمنون يلجؤون للصلاة في أوقات الشدة. أما أنا، فلم أكن أؤمن بأي قوة عليا. كنت أضع إيماني في الأشخاص الذين ساعدوني في هذا العالم، وكنت أعرف أن الصلاة لروكسي أو سيلفي لن تخفف من القلق الذي شعرت به.
لاحظت أن السرير الذي كان بجانب ناناهوشي فارغ. قامت يوروزو بنقل سيلفي إلى غرفتها بمجرد أن وصلنا. لقد رأيت سيلفي في طريقي إلى العيادة، وكانت تبدو منهكة للغاية.
تفحص ناناهوشي – أو ربما نظر خلالها – ثم هز رأسه قائلاً: “لا يمكن ليوروزو علاج هذا باستخدام قدراتها.”
لقد ساعدت في علاج ناناهوشي على مدار الأيام الأربعة الماضية، ورغم أنها لم تكن محرومة من الطعام أو الماء، فإن ذلك كان له تأثير كبير على صحتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قالت سيلفاري : “ليس من الغريب أنكم لم تسمعوا به من قبل. كان هذا المرض نشطًا في حقبة قديمة عندما كان لدى البشر مانا أقل بكثير مما يملكونه اليوم. في ذلك الوقت، وُلد عدد من الأطفال بدون مانا على الإطلاق. وعندما يصلون إلى حوالي سن العاشرة، يموتون جميعًا دون استثناء بسبب هذه المتلازمة.”
قالت ناناهوشي بصوت متعب : “يوروزو قالت إنهم لا يستطيعون علاجي.”
لم تكن سيلفاري هي من ردت عليّ هذه المرة، بل بيروجيوس نفسه، الذي كان يجلس بثبات في كرسيه الفخم. قال: “يمكن لسكيركوت، سيد الزمن، أن يستخدم قدرته لتجميد زمن ناناهوشي.”
أجبتها وأنا أجلس بجانب سريرها : “أعلم. ولكنني متأكد أنك ستتحسنين قريبًا.”
واصل كليف الحديث وهو جالس في الكنيسة الصغيرة داخل القلعة، حيث كان يُصلي بحرارة. قال: “ليكن مشيئتك، يا لورد ميليس”، وكانت يداه متشابكتين وعيناه مغلقتين.
تحدثت بمرارة: “كلانا نعلم أنني لن أتحسن.” نظرت إلى الحائط وعمّ الصمت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أتساءل عما إذا كانت ستتعافى؟”
شعرت أنني ربما تسرعت في قولي ذلك. بعد فترة من الصمت الطويل، بدأت ناناهوشي تتحدث. كان صوتها أكثر حيوية مما توقعت، لكن نبرتها كانت فارغة ومجردة من المشاعر.
ثم أجهشت بالبكاء وقالت: “أفتقدهما. أفتقد أمي وأبي. أتذكر آخر صباح قبل أن أنتقل إلى هنا. قال أبي إنه سيعود إلى المنزل مبكرًا في ذلك اليوم، وقالت أمي إنها ستشوي سمك الماكريل للعشاء. أخبرته أنني سأستقبل أصدقائي، وطلبت منه ألا يعود مبكرًا، وقلت لأمي إنني سئمت من تناول الماكريل. لماذا قلت تلك الأشياء؟ من المؤكد أنهما الآن قلقان عليّ كثيرًا. أفتقدهما… أريد العودة إلى المنزل. لا أريد أن أموت هنا… لا أريد أن أموت.”
قالت : “لم أكن أمتلك جسدًا قويًا منذ البداية. لم أكن مريضة بصفة دائمة، لكنني كنت أصاب بنزلة برد مرة كل عام تقريبًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أحسست بأن رده كان باردًا للغاية.
لم أجب، واكتفيت بالاستماع. استمرت في الحديث.
ثم أجهشت بالبكاء وقالت: “أفتقدهما. أفتقد أمي وأبي. أتذكر آخر صباح قبل أن أنتقل إلى هنا. قال أبي إنه سيعود إلى المنزل مبكرًا في ذلك اليوم، وقالت أمي إنها ستشوي سمك الماكريل للعشاء. أخبرته أنني سأستقبل أصدقائي، وطلبت منه ألا يعود مبكرًا، وقلت لأمي إنني سئمت من تناول الماكريل. لماذا قلت تلك الأشياء؟ من المؤكد أنهما الآن قلقان عليّ كثيرًا. أفتقدهما… أريد العودة إلى المنزل. لا أريد أن أموت هنا… لا أريد أن أموت.”
“درجاتي كانت جيدة، لكنني لم أكن رياضية. كنت أفضل البقاء في الداخل.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أوضحت : “متلازمة دراين تسبب تراكم المانا داخل الجسد مما يؤدي إلى تغييرات في الجسم وتفاقم المرض. تمكنا من معالجة تلك الأعراض السطحية.”
بعد لحظة قصيرة، غيرت الموضوع قائلة : “لم يتقدم الطب في هذا العالم كثيرًا، أليس كذلك؟”
كان واضحًا أن مراقبة لابلاس كانت مهمته الرئيسية، ولن يبذل جهودًا إضافية لمساعدة ناناهوشي. لو طلب المساعدة من أحد آخر، فسيكون مدينًا له بشيء، وسيتعين عليه في النهاية سداد هذا الدين. وكانت هذه ستكون دَينًا ثقيلًا، خصوصًا وأننا بحاجة إلى علاج لمرض لم يكن موجودًا منذ آلاف السنين. لم يكن هناك ما يضمن نوع الثمن الذي سيُطلب في مقابل هذا الطلب.
لم أقل شيئًا، لذا واصلت حديثها : “ربما بسبب اعتمادهم الكبير على السحر، لكن هل تعلم أن الناس هنا لا يغسلون جروحهم بعد الإصابة؟ نتيجة لذلك، يموت الكثيرون أو يفقدون أحد أطرافهم لأنهم تلقوا العلاج متأخرًا. إنهم حمقى، أليس كذلك؟ حتى غسل الجروح بالماء العادي كان سيمنع هذه العدوى تمامًا…”
وأضاف : “لا تفهمني بشكل خاطئ. أنتم ضيوفي، لذا سأفعل ما بوسعي لمساعدتها. ولكن الغاية الأساسية من حياتي هي السعي وراء لابلاس والقضاء عليه. ما أستطيع تقديمه من مساعدة لا يمكن أن يكون على حساب هدفي.”
ثم توقفت، وكأنها تبحث عن شيء آخر لتتحدث عنه. وبعد فترة وجيزة، تابعت قائلة : “منذ أن أدركت أنني لا أستطيع استخدام السحر، كنت أتخذ الكثير من الاحتياطات. أتجنب الأماكن المزدحمة كي لا أصاب بأي أمراض، وأرفض تناول أي طعام لست على دراية به.”
وأضاف : “لا تفهمني بشكل خاطئ. أنتم ضيوفي، لذا سأفعل ما بوسعي لمساعدتها. ولكن الغاية الأساسية من حياتي هي السعي وراء لابلاس والقضاء عليه. ما أستطيع تقديمه من مساعدة لا يمكن أن يكون على حساب هدفي.”
كانت ناناهوشي تتحدث عن أفكارها المتناثرة، وكأنها تحاول فهم حالتها بصوت عالٍ.
“لا أريد أن أموت في مكان مثل هذا! ليس في هذا العالم الغريب! لماذا؟ لماذا يحدث هذا لي؟!”
“ربما تبدو لي غير صحية من وجهة نظرك، لكنني كنت أحاول الحفاظ على لياقتي قدر الإمكان. لقد كنت أمارس الرياضة في غرفتي. كنت أعلم أنه إذا مرضت، فلن يكون العلاج سهلاً. في الحقيقة، كنت أتوقع أن مرضي سيكون غير قابل للعلاج. بل ربما يكون شيئًا لم أسمع به من قبل.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سألت: “هل وجدتم أي شيء عن كيفية علاج هذا المرض؟”
ثم توقفت مرة أخرى قبل أن تضيف بصوت مكتوم : “لا أريد أن أموت.”
سألت: “إذن، ماذا علينا أن نفعل؟”
بدأت الدموع تنهمر من عينيها واحدة تلو الأخرى، كما لو أن السد الذي كان يعيقها قد انهار أخيرًا.
“لماذا يحدث لي هذا؟! لا معنى لكل هذا! هل تعلم؟ جسدي لم يتغير منذ أن أتيت إلى هذا العالم قبل ثماني سنوات! لم أزداد طولاً، ولم يتغير شيء في مظهري. ولكنني ما زلت أشعر بالجوع، وعندما أتناول الطعام، تحدث لي وظائف الجسم الطبيعية… لكن شعري لا يطول، ولم أبدأ حتى في الدورة الشهرية!”
“لا أريد أن أموت في مكان مثل هذا! ليس في هذا العالم الغريب! لماذا؟ لماذا يحدث هذا لي؟!”
كان من الواضح أن كليف يتحدث بدافع الغضب. كان كليف مؤمنًا بديانة ميليس، التي تشبه المسيحية في عالمي القديم. ربما كانت واحدة من تعاليم ميليس هي أن على الأشخاص أن يقدموا يد العون لمن هم بحاجة إلى المساعدة. لكنني كنت أعتقد أن قول ذلك لبيروجيوس كان خطأً. بيروجيوس كان يسير على قناعاته الخاصة، ولم يكن ليتخلى عن مهمته التي تكرست حياته من أجلها على مدار 400 عام.
لم أستطع قول شيء. كان صراخها مليئًا بالألم واليأس.
ولكن إذا كان هذا هو الحال، من المفترض أن تصاب بالمرض منذ زمن بعيد. لقد مرَّت ثماني سنوات منذ حادثة التشريد. وهذا وقت طويل لتبقى فيه دون أن تتأثر.
كانت دموع ناناهوشي تتساقط بغزارة، وقد ملأ صوت بكائها الغرفة كما لو كان يعبر عن كل الألم الذي تحمله قلبها طوال تلك السنوات.
كانت ناناهوشي مستلقية في زاوية الغرفة على سرير، وجميع آثار الدم الذي تقيأته قد أزيلت. في وقتٍ ما، قاموا بإلباسها ثوبًا أبيض ناصعًا، كأنها مريضة في مستشفى. من الخارج، لم يكن يبدو أنها في خطر وشيك، ولكنها تبدو كالجثة بلا حياة.
“لماذا يحدث لي هذا؟! لا معنى لكل هذا! هل تعلم؟ جسدي لم يتغير منذ أن أتيت إلى هذا العالم قبل ثماني سنوات! لم أزداد طولاً، ولم يتغير شيء في مظهري. ولكنني ما زلت أشعر بالجوع، وعندما أتناول الطعام، تحدث لي وظائف الجسم الطبيعية… لكن شعري لا يطول، ولم أبدأ حتى في الدورة الشهرية!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في النهاية، قلت : “على أي حال، سأذهب لرؤية ناناهوشي الآن.”
فجأة، أمسكت بإبريق ماء بجوار سريرها وألقته بكل قوتها نحو الحائط. تحطم الإبريق إلى قطع، وتناثرت المياه على الأرض.
“ألا تعرفين أحداً يستطيع؟”
صرخت بغضب ويأس : “أنا لست إنسانة من هذا العالم! لا أعيش هنا، أشعر وكأنني جثة تمشي! إذن، لماذا؟! لماذا أستطيع الإصابة بالأمراض؟ هذا غير منطقي. لماذا يحدث هذا لي؟ لا أريد أن أموت! لا أريد أن أموت في هذا العالم الغريب السخيف!”
كانت ناناهوشي تتحدث عن أفكارها المتناثرة، وكأنها تحاول فهم حالتها بصوت عالٍ.
استمرت دموعها في الانهمار وهي تواصل الصراخ.
لقد ساعدت في علاج ناناهوشي على مدار الأيام الأربعة الماضية، ورغم أنها لم تكن محرومة من الطعام أو الماء، فإن ذلك كان له تأثير كبير على صحتها.
“لم أقبل حتى أحدًا! لم أخبر الشخص الذي أحبه بمشاعري بعد! أنا غيورة منك… أنت تستمتع بكل يوم هنا، وتعيش حياتك على أكمل وجه. ماذا لديك لتحزن عليه؟ مات والدك؟ والدتك مريضة؟ وما شأن ذلك؟ على الأقل تستطيع رؤيتهم! أنا لن أتمكن حتى من رؤية والديّ قبل أن أموت! لن تعرف أمي حتى أنني رحلت!”
شددت شفتي متسائلاً : “هل ستموت حقًا؟”
ثم أجهشت بالبكاء وقالت: “أفتقدهما. أفتقد أمي وأبي. أتذكر آخر صباح قبل أن أنتقل إلى هنا. قال أبي إنه سيعود إلى المنزل مبكرًا في ذلك اليوم، وقالت أمي إنها ستشوي سمك الماكريل للعشاء. أخبرته أنني سأستقبل أصدقائي، وطلبت منه ألا يعود مبكرًا، وقلت لأمي إنني سئمت من تناول الماكريل. لماذا قلت تلك الأشياء؟ من المؤكد أنهما الآن قلقان عليّ كثيرًا. أفتقدهما… أريد العودة إلى المنزل. لا أريد أن أموت هنا… لا أريد أن أموت.”
لم يكن لدي ما يشغلني. بالطبع، لم أقضِ الأيام الثلاثة التالية دون فعل شيء على الإطلاق. عدت إلى المنزل وأخبرت روكسي بما حدث، وأوضحت لها أن ناناهوشي انهارت، وأن سيلفي كانت تساعد في علاجها. قلت لها أننا سنكون متأخرين قليلاً في العودة إلى المنزل.
غطت ناناهوشي وجهها بين ركبتيها وهي تبكي بحرقة، وكان صوت نحيبها يملأ الغرفة. مشاعرها المؤلمة كانت بمثابة خنجر في قلبي.
لقد اكتشفوا أخيرًا ما هو المرض.
في بداية وصولي إلى هذا العالم، لم أكن لأتعاطف معها أبدًا. لو سمعت شخصًا يقول: “أفتقد أهلي، أريد العودة إلى المنزل”، كنت سأفكر أنه يمكنهم نسيانهم والاستمتاع بالعالم الجديد الذي يعيشون فيه. ولكن الآن، أدركت قيمة العائلة والماضي.
في الوقت الحالي، كانت يوروزو، التي تعرف بلقب “الثواب”، هي من تعتني بناناهوشي. كانت تمتلك قدرة علاجية خاصة تسمح لها بنقل الصحة والطاقة من شخص لآخر.
الأسرة التي عشت معها في قرية بوينا قد تلاشت. والدي بول مات، ووالدتي زينيث قد لا تستعيد ذاكرتها أبدًا. لكن رغم كل شيء، لدي الآن أسرة جديدة أعيش من أجلها: سيلفي، روكسي، لوسي، ليليا، آيشا ونورن. إذا فقدت أيًّا منهن، فسأذهب إلى أقصى حدود الأرض لاستعادتهن. وإذا عدت إلى عالمي السابق بطريقة ما، فلن يهمني إن كان بإمكاني استخدام السحر أو الحصول على التقدير، سأظل مصممًا على العودة إلى هذا العالم.
نظر بيروجيوس إليّ وقال : “قارة الشياطين؟ وما الذي تخطط لفعله هناك؟”
ظللت بجانب ناناهوشي وهي تهتز ببكاء، ولم أجد شيئًا أقوله. شعرت بعجز تام أمام ما كانت تمر به.
“وفقًا للكتب، فإن الذين لا يمتلكون مانا خاصة بهم يفتقرون إلى القدرة على تحييد المانا الخارجية التي تتسرب إلى أجسادهم. بمرور الوقت، تتراكم هذه المانا داخلهم وتسبب المرض.”
وفي لحظة يأس، تمتمت بصوت ضعيف : “أرجوكم… أحدهم… لينقذني.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قالت سيلفاري : “ليس من الغريب أنكم لم تسمعوا به من قبل. كان هذا المرض نشطًا في حقبة قديمة عندما كان لدى البشر مانا أقل بكثير مما يملكونه اليوم. في ذلك الوقت، وُلد عدد من الأطفال بدون مانا على الإطلاق. وعندما يصلون إلى حوالي سن العاشرة، يموتون جميعًا دون استثناء بسبب هذه المتلازمة.”
في تلك اللحظة، نهضت من مكاني وقررت التحرك.
تفحص ناناهوشي – أو ربما نظر خلالها – ثم هز رأسه قائلاً: “لا يمكن ليوروزو علاج هذا باستخدام قدراتها.”
عدت إلى الغرفة التي كانت تحتوي على الطاولة المستديرة، ووجدت بيروجيوس جالسًا هناك بمفرده، كما لو كان ينتظرني. نظرت إليه بعزم وقلت : “سأنقذها. سأفعل كل ما في وسعي لإنقاذ ناناهوشي، وسأكون ممتنًا لأي مساعدة يمكنك تقديمها، ولكنني لن أطلب منك أكثر مما تستطيع.”
انتهت المناقشة عندما قامت إليناليس بالإمساك بكليف بقوة، وقالت له : “أعرف كيف تشعر، لكن يجب أن تتحكم في نفسك.”
رفع بيروجيوس حاجبيه بدهشة، ثم أومأ برأسه قائلاً : “أوه؟ هل قررت أن تبحث عن طريقة لإنقاذها؟”
اليوم هو اليوم الرابع منذ انهيار ناناهوشي. تم استدعاؤنا جميعًا إلى غرفة تحتوي على طاولة مستديرة. كان بيروجيوس وجميع تابعيه، باستثناء يوروزو “الثواب”، يقفون خلف سيدهم الذي جلس على كرسي فاخر.
تأملني بعناية، وكأنه يحاول تقييم مدى جديتي وقراري. شعرت بنظرات الشك من عينيه، وكأنني لا أتحرك إلا من أجل مصلحتي الشخصية. لكنني لم أكن شخصًا معقدًا، ولم يكن لدي شيء أخفيه. حدقت فيه بثبات وأظهر له عزمي.
فكرت للحظة في الحل الوحيد الذي قد يكون ممكنًا. نعم، كان هناك شخص واحد قد عاش منذ 7000 عام وربما يعرف شيئًا عن هذا المرض. لم أكن متأكدًا من معرفتها بالأمراض بالتحديد، لكنها كانت حتمًا على قيد الحياة منذ ذلك الوقت.
بعد لحظة قصيرة، قال : “حسنًا. سأكون محزنًا أيضًا إذا ماتت.”
لكن المشكلة هي أنني لم أكن أعرف مكانها بالتحديد. آخر مرة رأيتها فيها كانت بالصدفة، وبعد ذلك افترقنا. لم يكن لدي أي وسيلة للاتصال بها أو حتى أدنى فكرة عن مكان وجودها الآن. رغم ذلك، لم أكن أملك خيارًا آخر. كان علي أن أحاول. إذا بقيت هنا، فلن يتغير شيء.
أخيرًا، اتخذت قراري. لكن السؤال الذي يراودني الآن : من أين أبدأ؟
الأسرة التي عشت معها في قرية بوينا قد تلاشت. والدي بول مات، ووالدتي زينيث قد لا تستعيد ذاكرتها أبدًا. لكن رغم كل شيء، لدي الآن أسرة جديدة أعيش من أجلها: سيلفي، روكسي، لوسي، ليليا، آيشا ونورن. إذا فقدت أيًّا منهن، فسأذهب إلى أقصى حدود الأرض لاستعادتهن. وإذا عدت إلى عالمي السابق بطريقة ما، فلن يهمني إن كان بإمكاني استخدام السحر أو الحصول على التقدير، سأظل مصممًا على العودة إلى هذا العالم.
كان هذا مرضًا اختفى منذ 7000 عام، ولم يكن لدينا أي فكرة عن كيفية العثور على علاج له. كل ما نعرفه هو أن سحر إزالة السموم والعلاج بالسحر غير فعالين. لو كان العلاج بهذه البساطة، لكان بيروجيوس قد قال شيئًا.
تساءلت : “ربما هناك شخص يمكنه مساعدتنا؟ شخص قديم بقدر هذا المرض… لكن كيف يمكنني الوصول إليه؟”
تساءلت : “ربما هناك شخص يمكنه مساعدتنا؟ شخص قديم بقدر هذا المرض… لكن كيف يمكنني الوصول إليه؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تذكرت حينها أن ناناهوشي قد انتقلت إلى هذا العالم عبر الإنتقال الزماكاني. لم تتجسد من جديد فيه مثلي. بالإضافة إلى ذلك، لم تكن تتقدم في العمر ولم يكن بإمكانها استخدام السحر أو الأدوات السحرية. ربما لم تكن تفتقد فقط إلى المانا، بل أيضًا إلى المناعة ضد الأمراض في هذا العالم.
كانت فكرة واحدة تدور في ذهني.
بعد لحظة قصيرة، غيرت الموضوع قائلة : “لم يتقدم الطب في هذا العالم كثيرًا، أليس كذلك؟”
فكرت للحظة في الحل الوحيد الذي قد يكون ممكنًا. نعم، كان هناك شخص واحد قد عاش منذ 7000 عام وربما يعرف شيئًا عن هذا المرض. لم أكن متأكدًا من معرفتها بالأمراض بالتحديد، لكنها كانت حتمًا على قيد الحياة منذ ذلك الوقت.
تفحص ناناهوشي – أو ربما نظر خلالها – ثم هز رأسه قائلاً: “لا يمكن ليوروزو علاج هذا باستخدام قدراتها.”
قلت لبيروجيوس : “في الواقع، هناك شخص واحد يخطر على بالي.”
اليوم هو اليوم الرابع منذ انهيار ناناهوشي. تم استدعاؤنا جميعًا إلى غرفة تحتوي على طاولة مستديرة. كان بيروجيوس وجميع تابعيه، باستثناء يوروزو “الثواب”، يقفون خلف سيدهم الذي جلس على كرسي فاخر.
رد بيروجيوس باهتمام : “أوه؟”
“كاذب! لديك هذه القلعة الرائعة وجميع هؤلاء التابعين الاستثنائيين في خدمتك! إذا كان هناك أي شخص يمكنه البحث عن علاج، يجب أن تكون أنت!”
لكن المشكلة هي أنني لم أكن أعرف مكانها بالتحديد. آخر مرة رأيتها فيها كانت بالصدفة، وبعد ذلك افترقنا. لم يكن لدي أي وسيلة للاتصال بها أو حتى أدنى فكرة عن مكان وجودها الآن. رغم ذلك، لم أكن أملك خيارًا آخر. كان علي أن أحاول. إذا بقيت هنا، فلن يتغير شيء.
لم يكن لدي ما يشغلني. بالطبع، لم أقضِ الأيام الثلاثة التالية دون فعل شيء على الإطلاق. عدت إلى المنزل وأخبرت روكسي بما حدث، وأوضحت لها أن ناناهوشي انهارت، وأن سيلفي كانت تساعد في علاجها. قلت لها أننا سنكون متأخرين قليلاً في العودة إلى المنزل.
تقدمت خطوة للأمام وقلت: “هل يمكن أن ترسلني إلى قارة الشياطين؟”
سألت: “إذن، ماذا علينا أن نفعل؟”
نظر بيروجيوس إليّ وقال : “قارة الشياطين؟ وما الذي تخطط لفعله هناك؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قالت سيلفاري وهي تتقدم للأمام : “لقد اكتشفنا ما الذي تعاني منه السيدة ناناهوشي.”
أجبته بحزم : “أريد أن أبحث عن الإمبراطورة العظمى لعالم الشياطين، كيشيريكا كيشيريسو.”
تحدثت بمرارة: “كلانا نعلم أنني لن أتحسن.” نظرت إلى الحائط وعمّ الصمت.
دهش بيروجيوس لوهلة ثم قال : “كيشيريكا؟”
أخذت نفسًا عميقًا وقلت : “حسنًا إذن…”
نعم، كيشيريكا كيشيريسو، الإمبراطورة العظمى لعالم الشياطين. هي كبيرة في السن للغاية، وهي المسؤولة عن الحرب العظمى الأولى بين البشر والشياطين منذ 7000 عام.
صرخت بغضب ويأس : “أنا لست إنسانة من هذا العالم! لا أعيش هنا، أشعر وكأنني جثة تمشي! إذن، لماذا؟! لماذا أستطيع الإصابة بالأمراض؟ هذا غير منطقي. لماذا يحدث هذا لي؟ لا أريد أن أموت! لا أريد أن أموت في هذا العالم الغريب السخيف!”
-+-
واصل كليف الحديث وهو جالس في الكنيسة الصغيرة داخل القلعة، حيث كان يُصلي بحرارة. قال: “ليكن مشيئتك، يا لورد ميليس”، وكانت يداه متشابكتين وعيناه مغلقتين.
كليف، الذي لديه أكبر قدر من المعرفة الطبية بيننا، هز رأسه أيضًا مشيرًا إلى أنه لا يعرفه.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
