You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode

أعزائنا القرّاء، يسرّنا إعلامكم بأن ملوك الروايات يوفر موقعًا مدفوعًا وخاليًا تمامًا من الإعلانات المزعجة، لتستمتعوا بتجربة قراءة مريحة وسلسة.

لزيارة الموقع، يُرجى النقر هنا.

هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

Mages Are Too OP 148

هجوم الكماشة

هجوم الكماشة

الفصل 148: هجوم الكماشة
ترجمة امان لله رقيق
شعر العجوز جون بصداع شديد وهو يراقب تشكيل الكتائب المصطف عند مدخل القلعة.
كان هذا النوع من التشكيلات الضيقة مثاليًا للدفاع في المناطق المحدودة، إذ لا يستطيع سوى عدد قليل من الجنود العبور في وقت واحد، كما أن دروع العدو الكبيرة المربعة لم تكن تتأثر كثيرًا بالسهام بعيدة المدى.
“تبا!” شتم جون الأب بفظاظة. “استعدوا للهجوم! اقتلوهم جميعًا!”
في مثل هذا الوضع، لم يكن هناك خيار سوى المواجهة المباشرة بالقوة.
على الفور، تقدّم جنود دلبون المدرّعون، رافعين دروعهم. ساروا جنبًا إلى جنب، محصّنين أنفسهم ورفاقهم بإحكام.
خلفهم مباشرةً، سارت فرقة من حملة الرماح.
لم يكن الأمر أنهم لا يريدون إشراك المزيد من الرجال، لكن مدخل القلعة كان ضيقًا للغاية؛ لا يتسع لأكثر من أربعة رجال جنبًا إلى جنب.
تقدّم أربعة جنود دروع بخطى ثقيلة. كانوا يرتدون دروعًا حديدية ثقيلة ويحملون دروعًا معدنية ضخمة.
في المقابل، كان جنود جيش المتسولين يملكون دروعًا خشبية مربعة ويرتدون دروعًا جلدية خفيفة. كان ذلك أمرًا لا مفر منه. فقد كان هوك ورفاقه مستعدين للأحداث القادمة، لكن لم يكن بحوزتهم ما يكفي من الأسلحة والدروع.
ومع ذلك، فإن نجاحهم في تصنيع نحو مئة رمح حديدي في فترة قصيرة، بصهر الحديد بأنفسهم، يُعد إنجازًا مذهلًا بحد ذاته.
كان التوتر بادياً على وجوه جنود تشكيل الكتائب. لو شن جنود العدو المدرّعون هجومًا مفاجئًا، فإن جيش المتسولين سيكون في وضع سيء، لا سيما في ظل هذا الجمود.
في ساحة ضيقة كهذه، كانت المعركة تحسمها الروح المعنوية والشجاعة والمعدات الأفضل. وجيش المتسولين كان الأضعف تجهيزًا من بين الطرفين.
ورغم صعوبة اختراق تشكيل الكتائب، فإن جون الأب كان يؤمن أنه مع مرور الوقت، سيتمكن في النهاية من سحق المتمردين.
وبينما كان غارقًا في التفكير، تحرّك لينك، الذي كان يتموضع خلف تشكيل الكتيبة، فجأة.
قفز عاليًا فوق تشكيل الكتيبة، لينقضّ مباشرة على تشكيل العدو المتماسك.
اهتزّ المحيط من حوله بفعل موجة صدمة عنيفة. ابتسم لينك بهدوء، ثم، وهو في مركز الدائرة، بدأ يدير سيفه العظيم بكلتا يديه.
دورة، اثنتان، ثلاث… إعصار من الرمل والحجارة تطاير في كل اتجاه.
لم يكن السيف مشحوذًا، لكن حيثما مر، تطاير الجنود في الهواء. وكل من لامسه النصل، قُتل أو أُصيب بالشلل.
بعد خمس دورات متتالية، توقف لينك.
أسلوبه القتالي: ضربة قاضية تعقبها ضربة ساحقة.
لم يبقَ أحد حيًّا في دائرة قطرها أربعة أمتار حوله.
أما الجنود القلائل في مقدمة تشكيل العدو، فقد نجوا بفضل ضربة حظ، حيث لم يكن مدى الهجوم كافيًا للوصول إليهم.
تراجعوا بهلع، ثم ألقوا دروعهم وساروا جانبًا رافعين أيديهم، يرتجفون رعبًا.
لن يتجرأ على قتال محترف مثل هذا إلا أحمق.
عندما رأى جون الأب ذلك، التفت إلى ابنه وسأله:”ألم تقل إن لينك وهاوك لا يملكون الكثير من القوة؟”
أجاب جون الابن، وهو يبتلع ريقه:”كان ذلك صحيحًا. قبل ستة أشهر، كان بالإمكان قتلهم بخمسة أو ستة جنود منسقين. ميزتهم الوحيدة كانت قدرتهم على العودة للحياة في كنيسة الحياة بعد موتهم.”
“فما الذي تغيّر إذًا؟” قال جون الأب مشيرًا إلى لينك، الذي يقف وسط بركة من الدماء.
قال الابن وقد بدا عليه الارتباك:”لا أعلم. لا تفسير منطقي لهذا التحوّل الكبير في قوته خلال نصف عام فقط.”
الواقع أن هوك ولينك لم يُظهرا قوتهما الحقيقية علنًا طوال الأشهر الماضية.
لكن خلال فترة عملهما في بناء الأرصفة، كانا أيضًا ينجزان مهامًا باستمرار من أجل رفع مستواهما بسرعة.
كان هذا شيئًا خارج تصور جون الأب والابن على حد سواء.
تقدّم لينك خطوة للأمام، وغرس سيفه العظيم في الأرض، مستندًا إليه، وقال بابتسامة:”سيدي جون، لا يزال بإمكانك إعادة التفكير في خياراتك.”
زمجر جون الأب وقال بازدراء:”لا مجال لذلك، أيها اللص الوضيع!”
ثم لوّح بيده الكبيرة معلنًا التقدم مجددًا. لكن هذه المرة، انضم إليه عدد من الضباط الشبان المحترفين. وعلى الرغم من أنهم لا يضاهون لينك، فإنهم قادرون على تشكيل عقبة في وجهه.
عاد تشكيل المشاة الثقيلة ليتجمّع مجددًا، وتقدّم بخطى ثابتة.
وفي الخلف، بدأ الرماة بشد أقواسهم وتجهيز سهامهم.
تراجع لينك بسرعة، وانحنى خلف خط الدفاع، ثم صاح بصوت عالٍ:”أيها العمدة العجوز! حتى بوجود زوجتك وابنتك بين أيدينا، ما زلتَ ترفض التفاوض؟ ألا تخشى أن نُقدم على تصرف متهور؟”
في تلك اللحظة، كانت زوجة العمدة وابنته تقفان مرتجفتين على الشرفة القريبة، تحدقان في جون الأب بعيون ممتلئة بالخوف والرجاء.
لكنه لم يلتفت إليهما، بل واصل ضغطه للأمام بلا تردد.
أما جون الابن، فلم ينبس ببنت شفة، رغم ما بدا في عينيه من صراع مؤلم.
كانت زوجة العمدة تنظر إليه وقد أدركت الحقيقة منذ لحظة وقوعها في الأسر. في البداية شعرت بالذهول، ثم ظهرت على وجهها ابتسامة مريرة يائسة.
لقد فهمت جيدًا أنه لا صلة حقيقية تجمع النبلاء ببعضهم، سوى المصلحة.
كانت الابنة تبكي، غير قادرة على استيعاب سبب تجاهل والدها وشقيقها الكامل لمصيرها ومصير والدتها.
فكل ما كان عليهم فعله هو قبول شروط المتمردين. في النهاية، المال يمكن تعويضه لاحقًا.
أُطلقت الدفعة الأولى من السهام، لكن دون جدوى. فعلى الرغم من أن دروع المتسولين كانت خشبية، إلا أنهم نجحوا في صد معظم السهام بسهولة.
سقط وابل من السهام، ولم يُصب أحد سوى جندي واحد، بينما تم اعتراض البقية بواسطة دروع الكتيبة.
وعندما كان الرماة يستعدون لإطلاق الدفعة الثانية، ظهرت فجأة فرقة مكونة من عشرة رجال من الجانب.
وكان قائدهم هو جيت.
كان يشعّ نورًا أخضر حول جسده — تجليًا لطاقة ثيورجيا، إلهة الحياة.
ثم زأر بقوة، وقاد الفرقة الصغيرة نحو الرماة.
صرخ جون الأب:”حتى وإن كان الرماة ضعفاء في القتال المباشر، فكيف لعشرة رجال فقط أن يتغلبوا على مئة؟!”
لكن قبل أن يكمل جملته، صُعق بما رآه:جيت كان يهاجم كالنمر، يشق طريقه وسط الرماة، يقتل بلا هوادة.
كانت هراوته الصغيرة تحطم الجماجم، وتترك الخوذات المعدنية مثقوبة بالكامل. كان الرجال يسقطون بأعين بيضاء مفتوحة، بلا حراك.
كل هجوم يُصد بدرعه الدائري الصغير.
ثم تبعه نحو عشرة من جنود المتسولين، وانقضّوا هم أيضًا على الرماة، يذبحونهم بلا رحمة.
انهار تشكيل الرماة بسرعة، وبدأ الانشقاق يتفشى في صفوفهم. حاول الضباط الشبان إيقاف الفوضى، لكن بلا جدوى.
صرخوا:”أيها المنبوذون القذرون! حثالة!”
كان جون الأب على وشك فقدان عقله من شدة الغضب.
في العادة، كان سيُخصص وحدة مشاة لحماية الرماة، لكن خطوة واحدة خاطئة تسببت في سلسلة من الأخطاء. لقد سُحب تمامًا نحو فخ لا رجعة فيه، ونسي حتى أبسط إجراءات الحماية.
رأى لينك جيت يهاجم، فصاح من فوره:”هجوم شامل! إلى الأمام!”
تفكك تشكيل المتسولين فورًا. زأر الجنود واندفعوا خلفه.
لكن ذلك لم يكن كل شيء.
فمن آخر الطريق، ظهرت كتيبة من الرجال على ظهور الخيل، يندفعون كالإعصار.
وكان يتصدرهم هوك، العملاق الذي يشبه الوحش.
نظر جون الأب إلى القلعة… ثم إلى الخلف…
ثم أطلق ضحكة حزينة.

الفصل 148: هجوم الكماشة ترجمة امان لله رقيق شعر العجوز جون بصداع شديد وهو يراقب تشكيل الكتائب المصطف عند مدخل القلعة. كان هذا النوع من التشكيلات الضيقة مثاليًا للدفاع في المناطق المحدودة، إذ لا يستطيع سوى عدد قليل من الجنود العبور في وقت واحد، كما أن دروع العدو الكبيرة المربعة لم تكن تتأثر كثيرًا بالسهام بعيدة المدى. “تبا!” شتم جون الأب بفظاظة. “استعدوا للهجوم! اقتلوهم جميعًا!” في مثل هذا الوضع، لم يكن هناك خيار سوى المواجهة المباشرة بالقوة. على الفور، تقدّم جنود دلبون المدرّعون، رافعين دروعهم. ساروا جنبًا إلى جنب، محصّنين أنفسهم ورفاقهم بإحكام. خلفهم مباشرةً، سارت فرقة من حملة الرماح. لم يكن الأمر أنهم لا يريدون إشراك المزيد من الرجال، لكن مدخل القلعة كان ضيقًا للغاية؛ لا يتسع لأكثر من أربعة رجال جنبًا إلى جنب. تقدّم أربعة جنود دروع بخطى ثقيلة. كانوا يرتدون دروعًا حديدية ثقيلة ويحملون دروعًا معدنية ضخمة. في المقابل، كان جنود جيش المتسولين يملكون دروعًا خشبية مربعة ويرتدون دروعًا جلدية خفيفة. كان ذلك أمرًا لا مفر منه. فقد كان هوك ورفاقه مستعدين للأحداث القادمة، لكن لم يكن بحوزتهم ما يكفي من الأسلحة والدروع. ومع ذلك، فإن نجاحهم في تصنيع نحو مئة رمح حديدي في فترة قصيرة، بصهر الحديد بأنفسهم، يُعد إنجازًا مذهلًا بحد ذاته. كان التوتر بادياً على وجوه جنود تشكيل الكتائب. لو شن جنود العدو المدرّعون هجومًا مفاجئًا، فإن جيش المتسولين سيكون في وضع سيء، لا سيما في ظل هذا الجمود. في ساحة ضيقة كهذه، كانت المعركة تحسمها الروح المعنوية والشجاعة والمعدات الأفضل. وجيش المتسولين كان الأضعف تجهيزًا من بين الطرفين. ورغم صعوبة اختراق تشكيل الكتائب، فإن جون الأب كان يؤمن أنه مع مرور الوقت، سيتمكن في النهاية من سحق المتمردين. وبينما كان غارقًا في التفكير، تحرّك لينك، الذي كان يتموضع خلف تشكيل الكتيبة، فجأة. قفز عاليًا فوق تشكيل الكتيبة، لينقضّ مباشرة على تشكيل العدو المتماسك. اهتزّ المحيط من حوله بفعل موجة صدمة عنيفة. ابتسم لينك بهدوء، ثم، وهو في مركز الدائرة، بدأ يدير سيفه العظيم بكلتا يديه. دورة، اثنتان، ثلاث… إعصار من الرمل والحجارة تطاير في كل اتجاه. لم يكن السيف مشحوذًا، لكن حيثما مر، تطاير الجنود في الهواء. وكل من لامسه النصل، قُتل أو أُصيب بالشلل. بعد خمس دورات متتالية، توقف لينك. أسلوبه القتالي: ضربة قاضية تعقبها ضربة ساحقة. لم يبقَ أحد حيًّا في دائرة قطرها أربعة أمتار حوله. أما الجنود القلائل في مقدمة تشكيل العدو، فقد نجوا بفضل ضربة حظ، حيث لم يكن مدى الهجوم كافيًا للوصول إليهم. تراجعوا بهلع، ثم ألقوا دروعهم وساروا جانبًا رافعين أيديهم، يرتجفون رعبًا. لن يتجرأ على قتال محترف مثل هذا إلا أحمق. عندما رأى جون الأب ذلك، التفت إلى ابنه وسأله:”ألم تقل إن لينك وهاوك لا يملكون الكثير من القوة؟” أجاب جون الابن، وهو يبتلع ريقه:”كان ذلك صحيحًا. قبل ستة أشهر، كان بالإمكان قتلهم بخمسة أو ستة جنود منسقين. ميزتهم الوحيدة كانت قدرتهم على العودة للحياة في كنيسة الحياة بعد موتهم.” “فما الذي تغيّر إذًا؟” قال جون الأب مشيرًا إلى لينك، الذي يقف وسط بركة من الدماء. قال الابن وقد بدا عليه الارتباك:”لا أعلم. لا تفسير منطقي لهذا التحوّل الكبير في قوته خلال نصف عام فقط.” الواقع أن هوك ولينك لم يُظهرا قوتهما الحقيقية علنًا طوال الأشهر الماضية. لكن خلال فترة عملهما في بناء الأرصفة، كانا أيضًا ينجزان مهامًا باستمرار من أجل رفع مستواهما بسرعة. كان هذا شيئًا خارج تصور جون الأب والابن على حد سواء. تقدّم لينك خطوة للأمام، وغرس سيفه العظيم في الأرض، مستندًا إليه، وقال بابتسامة:”سيدي جون، لا يزال بإمكانك إعادة التفكير في خياراتك.” زمجر جون الأب وقال بازدراء:”لا مجال لذلك، أيها اللص الوضيع!” ثم لوّح بيده الكبيرة معلنًا التقدم مجددًا. لكن هذه المرة، انضم إليه عدد من الضباط الشبان المحترفين. وعلى الرغم من أنهم لا يضاهون لينك، فإنهم قادرون على تشكيل عقبة في وجهه. عاد تشكيل المشاة الثقيلة ليتجمّع مجددًا، وتقدّم بخطى ثابتة. وفي الخلف، بدأ الرماة بشد أقواسهم وتجهيز سهامهم. تراجع لينك بسرعة، وانحنى خلف خط الدفاع، ثم صاح بصوت عالٍ:”أيها العمدة العجوز! حتى بوجود زوجتك وابنتك بين أيدينا، ما زلتَ ترفض التفاوض؟ ألا تخشى أن نُقدم على تصرف متهور؟” في تلك اللحظة، كانت زوجة العمدة وابنته تقفان مرتجفتين على الشرفة القريبة، تحدقان في جون الأب بعيون ممتلئة بالخوف والرجاء. لكنه لم يلتفت إليهما، بل واصل ضغطه للأمام بلا تردد. أما جون الابن، فلم ينبس ببنت شفة، رغم ما بدا في عينيه من صراع مؤلم. كانت زوجة العمدة تنظر إليه وقد أدركت الحقيقة منذ لحظة وقوعها في الأسر. في البداية شعرت بالذهول، ثم ظهرت على وجهها ابتسامة مريرة يائسة. لقد فهمت جيدًا أنه لا صلة حقيقية تجمع النبلاء ببعضهم، سوى المصلحة. كانت الابنة تبكي، غير قادرة على استيعاب سبب تجاهل والدها وشقيقها الكامل لمصيرها ومصير والدتها. فكل ما كان عليهم فعله هو قبول شروط المتمردين. في النهاية، المال يمكن تعويضه لاحقًا. أُطلقت الدفعة الأولى من السهام، لكن دون جدوى. فعلى الرغم من أن دروع المتسولين كانت خشبية، إلا أنهم نجحوا في صد معظم السهام بسهولة. سقط وابل من السهام، ولم يُصب أحد سوى جندي واحد، بينما تم اعتراض البقية بواسطة دروع الكتيبة. وعندما كان الرماة يستعدون لإطلاق الدفعة الثانية، ظهرت فجأة فرقة مكونة من عشرة رجال من الجانب. وكان قائدهم هو جيت. كان يشعّ نورًا أخضر حول جسده — تجليًا لطاقة ثيورجيا، إلهة الحياة. ثم زأر بقوة، وقاد الفرقة الصغيرة نحو الرماة. صرخ جون الأب:”حتى وإن كان الرماة ضعفاء في القتال المباشر، فكيف لعشرة رجال فقط أن يتغلبوا على مئة؟!” لكن قبل أن يكمل جملته، صُعق بما رآه:جيت كان يهاجم كالنمر، يشق طريقه وسط الرماة، يقتل بلا هوادة. كانت هراوته الصغيرة تحطم الجماجم، وتترك الخوذات المعدنية مثقوبة بالكامل. كان الرجال يسقطون بأعين بيضاء مفتوحة، بلا حراك. كل هجوم يُصد بدرعه الدائري الصغير. ثم تبعه نحو عشرة من جنود المتسولين، وانقضّوا هم أيضًا على الرماة، يذبحونهم بلا رحمة. انهار تشكيل الرماة بسرعة، وبدأ الانشقاق يتفشى في صفوفهم. حاول الضباط الشبان إيقاف الفوضى، لكن بلا جدوى. صرخوا:”أيها المنبوذون القذرون! حثالة!” كان جون الأب على وشك فقدان عقله من شدة الغضب. في العادة، كان سيُخصص وحدة مشاة لحماية الرماة، لكن خطوة واحدة خاطئة تسببت في سلسلة من الأخطاء. لقد سُحب تمامًا نحو فخ لا رجعة فيه، ونسي حتى أبسط إجراءات الحماية. رأى لينك جيت يهاجم، فصاح من فوره:”هجوم شامل! إلى الأمام!” تفكك تشكيل المتسولين فورًا. زأر الجنود واندفعوا خلفه. لكن ذلك لم يكن كل شيء. فمن آخر الطريق، ظهرت كتيبة من الرجال على ظهور الخيل، يندفعون كالإعصار. وكان يتصدرهم هوك، العملاق الذي يشبه الوحش. نظر جون الأب إلى القلعة… ثم إلى الخلف… ثم أطلق ضحكة حزينة.

الفصل 148: هجوم الكماشة ترجمة امان لله رقيق شعر العجوز جون بصداع شديد وهو يراقب تشكيل الكتائب المصطف عند مدخل القلعة. كان هذا النوع من التشكيلات الضيقة مثاليًا للدفاع في المناطق المحدودة، إذ لا يستطيع سوى عدد قليل من الجنود العبور في وقت واحد، كما أن دروع العدو الكبيرة المربعة لم تكن تتأثر كثيرًا بالسهام بعيدة المدى. “تبا!” شتم جون الأب بفظاظة. “استعدوا للهجوم! اقتلوهم جميعًا!” في مثل هذا الوضع، لم يكن هناك خيار سوى المواجهة المباشرة بالقوة. على الفور، تقدّم جنود دلبون المدرّعون، رافعين دروعهم. ساروا جنبًا إلى جنب، محصّنين أنفسهم ورفاقهم بإحكام. خلفهم مباشرةً، سارت فرقة من حملة الرماح. لم يكن الأمر أنهم لا يريدون إشراك المزيد من الرجال، لكن مدخل القلعة كان ضيقًا للغاية؛ لا يتسع لأكثر من أربعة رجال جنبًا إلى جنب. تقدّم أربعة جنود دروع بخطى ثقيلة. كانوا يرتدون دروعًا حديدية ثقيلة ويحملون دروعًا معدنية ضخمة. في المقابل، كان جنود جيش المتسولين يملكون دروعًا خشبية مربعة ويرتدون دروعًا جلدية خفيفة. كان ذلك أمرًا لا مفر منه. فقد كان هوك ورفاقه مستعدين للأحداث القادمة، لكن لم يكن بحوزتهم ما يكفي من الأسلحة والدروع. ومع ذلك، فإن نجاحهم في تصنيع نحو مئة رمح حديدي في فترة قصيرة، بصهر الحديد بأنفسهم، يُعد إنجازًا مذهلًا بحد ذاته. كان التوتر بادياً على وجوه جنود تشكيل الكتائب. لو شن جنود العدو المدرّعون هجومًا مفاجئًا، فإن جيش المتسولين سيكون في وضع سيء، لا سيما في ظل هذا الجمود. في ساحة ضيقة كهذه، كانت المعركة تحسمها الروح المعنوية والشجاعة والمعدات الأفضل. وجيش المتسولين كان الأضعف تجهيزًا من بين الطرفين. ورغم صعوبة اختراق تشكيل الكتائب، فإن جون الأب كان يؤمن أنه مع مرور الوقت، سيتمكن في النهاية من سحق المتمردين. وبينما كان غارقًا في التفكير، تحرّك لينك، الذي كان يتموضع خلف تشكيل الكتيبة، فجأة. قفز عاليًا فوق تشكيل الكتيبة، لينقضّ مباشرة على تشكيل العدو المتماسك. اهتزّ المحيط من حوله بفعل موجة صدمة عنيفة. ابتسم لينك بهدوء، ثم، وهو في مركز الدائرة، بدأ يدير سيفه العظيم بكلتا يديه. دورة، اثنتان، ثلاث… إعصار من الرمل والحجارة تطاير في كل اتجاه. لم يكن السيف مشحوذًا، لكن حيثما مر، تطاير الجنود في الهواء. وكل من لامسه النصل، قُتل أو أُصيب بالشلل. بعد خمس دورات متتالية، توقف لينك. أسلوبه القتالي: ضربة قاضية تعقبها ضربة ساحقة. لم يبقَ أحد حيًّا في دائرة قطرها أربعة أمتار حوله. أما الجنود القلائل في مقدمة تشكيل العدو، فقد نجوا بفضل ضربة حظ، حيث لم يكن مدى الهجوم كافيًا للوصول إليهم. تراجعوا بهلع، ثم ألقوا دروعهم وساروا جانبًا رافعين أيديهم، يرتجفون رعبًا. لن يتجرأ على قتال محترف مثل هذا إلا أحمق. عندما رأى جون الأب ذلك، التفت إلى ابنه وسأله:”ألم تقل إن لينك وهاوك لا يملكون الكثير من القوة؟” أجاب جون الابن، وهو يبتلع ريقه:”كان ذلك صحيحًا. قبل ستة أشهر، كان بالإمكان قتلهم بخمسة أو ستة جنود منسقين. ميزتهم الوحيدة كانت قدرتهم على العودة للحياة في كنيسة الحياة بعد موتهم.” “فما الذي تغيّر إذًا؟” قال جون الأب مشيرًا إلى لينك، الذي يقف وسط بركة من الدماء. قال الابن وقد بدا عليه الارتباك:”لا أعلم. لا تفسير منطقي لهذا التحوّل الكبير في قوته خلال نصف عام فقط.” الواقع أن هوك ولينك لم يُظهرا قوتهما الحقيقية علنًا طوال الأشهر الماضية. لكن خلال فترة عملهما في بناء الأرصفة، كانا أيضًا ينجزان مهامًا باستمرار من أجل رفع مستواهما بسرعة. كان هذا شيئًا خارج تصور جون الأب والابن على حد سواء. تقدّم لينك خطوة للأمام، وغرس سيفه العظيم في الأرض، مستندًا إليه، وقال بابتسامة:”سيدي جون، لا يزال بإمكانك إعادة التفكير في خياراتك.” زمجر جون الأب وقال بازدراء:”لا مجال لذلك، أيها اللص الوضيع!” ثم لوّح بيده الكبيرة معلنًا التقدم مجددًا. لكن هذه المرة، انضم إليه عدد من الضباط الشبان المحترفين. وعلى الرغم من أنهم لا يضاهون لينك، فإنهم قادرون على تشكيل عقبة في وجهه. عاد تشكيل المشاة الثقيلة ليتجمّع مجددًا، وتقدّم بخطى ثابتة. وفي الخلف، بدأ الرماة بشد أقواسهم وتجهيز سهامهم. تراجع لينك بسرعة، وانحنى خلف خط الدفاع، ثم صاح بصوت عالٍ:”أيها العمدة العجوز! حتى بوجود زوجتك وابنتك بين أيدينا، ما زلتَ ترفض التفاوض؟ ألا تخشى أن نُقدم على تصرف متهور؟” في تلك اللحظة، كانت زوجة العمدة وابنته تقفان مرتجفتين على الشرفة القريبة، تحدقان في جون الأب بعيون ممتلئة بالخوف والرجاء. لكنه لم يلتفت إليهما، بل واصل ضغطه للأمام بلا تردد. أما جون الابن، فلم ينبس ببنت شفة، رغم ما بدا في عينيه من صراع مؤلم. كانت زوجة العمدة تنظر إليه وقد أدركت الحقيقة منذ لحظة وقوعها في الأسر. في البداية شعرت بالذهول، ثم ظهرت على وجهها ابتسامة مريرة يائسة. لقد فهمت جيدًا أنه لا صلة حقيقية تجمع النبلاء ببعضهم، سوى المصلحة. كانت الابنة تبكي، غير قادرة على استيعاب سبب تجاهل والدها وشقيقها الكامل لمصيرها ومصير والدتها. فكل ما كان عليهم فعله هو قبول شروط المتمردين. في النهاية، المال يمكن تعويضه لاحقًا. أُطلقت الدفعة الأولى من السهام، لكن دون جدوى. فعلى الرغم من أن دروع المتسولين كانت خشبية، إلا أنهم نجحوا في صد معظم السهام بسهولة. سقط وابل من السهام، ولم يُصب أحد سوى جندي واحد، بينما تم اعتراض البقية بواسطة دروع الكتيبة. وعندما كان الرماة يستعدون لإطلاق الدفعة الثانية، ظهرت فجأة فرقة مكونة من عشرة رجال من الجانب. وكان قائدهم هو جيت. كان يشعّ نورًا أخضر حول جسده — تجليًا لطاقة ثيورجيا، إلهة الحياة. ثم زأر بقوة، وقاد الفرقة الصغيرة نحو الرماة. صرخ جون الأب:”حتى وإن كان الرماة ضعفاء في القتال المباشر، فكيف لعشرة رجال فقط أن يتغلبوا على مئة؟!” لكن قبل أن يكمل جملته، صُعق بما رآه:جيت كان يهاجم كالنمر، يشق طريقه وسط الرماة، يقتل بلا هوادة. كانت هراوته الصغيرة تحطم الجماجم، وتترك الخوذات المعدنية مثقوبة بالكامل. كان الرجال يسقطون بأعين بيضاء مفتوحة، بلا حراك. كل هجوم يُصد بدرعه الدائري الصغير. ثم تبعه نحو عشرة من جنود المتسولين، وانقضّوا هم أيضًا على الرماة، يذبحونهم بلا رحمة. انهار تشكيل الرماة بسرعة، وبدأ الانشقاق يتفشى في صفوفهم. حاول الضباط الشبان إيقاف الفوضى، لكن بلا جدوى. صرخوا:”أيها المنبوذون القذرون! حثالة!” كان جون الأب على وشك فقدان عقله من شدة الغضب. في العادة، كان سيُخصص وحدة مشاة لحماية الرماة، لكن خطوة واحدة خاطئة تسببت في سلسلة من الأخطاء. لقد سُحب تمامًا نحو فخ لا رجعة فيه، ونسي حتى أبسط إجراءات الحماية. رأى لينك جيت يهاجم، فصاح من فوره:”هجوم شامل! إلى الأمام!” تفكك تشكيل المتسولين فورًا. زأر الجنود واندفعوا خلفه. لكن ذلك لم يكن كل شيء. فمن آخر الطريق، ظهرت كتيبة من الرجال على ظهور الخيل، يندفعون كالإعصار. وكان يتصدرهم هوك، العملاق الذي يشبه الوحش. نظر جون الأب إلى القلعة… ثم إلى الخلف… ثم أطلق ضحكة حزينة.

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اترك تعليقاً

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

تم كشف مانع اعلانات

للتخلص من جميع الاعلانات، نقدم لك موقعنا المدفوع kolnovel.com

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط