المواجهة أمام القصر
الفصل 272: المواجهة أمام القصر
كان إمبراطور مملكة تشينغ ينتظر قدوم فان شيان للدفاع عن نفسه. لقد كان يأمل أن يتجاهل القضية بالكامل حتى تتلاشى من ذاكرة الناس. فلو لم يذكر شيئًا عنها، لكان قد تصرف كما فعل أباطرة آخرون في عصور مختلفة؛ وهي طريقة فعّالة جدًا لجعل الآخرين ينسون أمرًا معينًا تمامًا.
لم يكن الضباط يخشون أن يعاقبهم الإمبراطور لمعارضتهم فان شيان المفضل لديه، لأنهم كانوا لا يزالون يعتقدون أنه حاكم عادل وحقيقي. ولكن حتى لو لم يكن كذلك، كان الضباط يقومون بواجبهم ولم يكن لديهم خوف من الموت.
ولكن الإمبراطور لم يتوقع أن فان شيان لن يفعل شيئًا على الإطلاق. الرجل المعني لم يُظهر أي اهتمام بالموضوع حتى الآن. كانت مواقفه تشير إلى البراءة المطلقة، وكأنه لم يرتكب أي خطأ. بدا وكأنه يسمح للآخرين في القصر بتنظيف الفوضى من أجله. ما لم يعرفه الإمبراطور هو أن فان شيان كان يحمل أفكارًا متمردة في قلبه. كان يقول لنفسه:
“أنت الإمبراطور. من المفترض أن تحميني. والآن، بسبب هذه الأمور الصغيرة، يجب أن أُضحي بسمعتي؟ وإذا أقدمت في المستقبل على اتخاذ إجراء ضد شين يانغ وتخلصت من الأميرة الكبرى، هل ستلقي بي حينها بين يدي الإمبراطورة الأرملة لألقى موتًا بطيئًا ومؤلمًا؟”
كان الزي الذي يرتديه فان شيان مصنوعًا من مادة مضادة للماء، فتتناثر قطرات المطر عليه كأنها نجوم صغيرة. ولكن اللون الأسود لزيه كان مثيرًا للرهبة.
لو كان مجرد مستشار عادي يواجه هذه الاتهامات، لما امتلك الجرأة أو الحظ الذي يمتلكه فان شيان. لا يمكن لأحد أن يخمن نوايا الإمبراطور. كمستشار، يتوجب دائمًا الاستفادة من رضا الإمبراطور. وإذا لأي سبب كان الإمبراطور قد قرر التخلص من المستشار، فلا يمكن فعل أي شيء لتجنب هذا المصير.
كانوا ينتظرون مناقشة المواضيع الأخرى في المحكمة أولاً. بدا أن الإمبراطور قد لاحظ وجود لاي مينغتشنغ ومفوض مجلس الرقابة فان شيان، فعبس وأمر أحد الخصيان باستدعاء الاثنين للمثول أمامه.
ولكن فان شيان كان يعلم جيدًا أنه ليس مستشارًا عاديًا. حتى الإمبراطور لم يكن يتوقع أن فان شيان يعرف هذا جيدًا. ولذلك، كانت هذه المحنة بأكملها بالنسبة لفان شيان مسلية، وكان يسعى لمعرفة إلى أي مدى يمكن للإمبراطور أن ينحني لصالحه.
ولكن الإمبراطور لم يتوقع أن فان شيان لن يفعل شيئًا على الإطلاق. الرجل المعني لم يُظهر أي اهتمام بالموضوع حتى الآن. كانت مواقفه تشير إلى البراءة المطلقة، وكأنه لم يرتكب أي خطأ. بدا وكأنه يسمح للآخرين في القصر بتنظيف الفوضى من أجله. ما لم يعرفه الإمبراطور هو أن فان شيان كان يحمل أفكارًا متمردة في قلبه. كان يقول لنفسه: “أنت الإمبراطور. من المفترض أن تحميني. والآن، بسبب هذه الأمور الصغيرة، يجب أن أُضحي بسمعتي؟ وإذا أقدمت في المستقبل على اتخاذ إجراء ضد شين يانغ وتخلصت من الأميرة الكبرى، هل ستلقي بي حينها بين يدي الإمبراطورة الأرملة لألقى موتًا بطيئًا ومؤلمًا؟”
مرت سبعة أيام منذ أن أصبحت الاتهامات ضد فان شيان علنية. كان فان شيان في عربته خارج القصر. عند نزوله، أحاطت به وحدة تشي نيان وقامت بمرافقته إلى الداخل. كان يرتدي ملابس سوداء بالكامل، واقفًا شامخًا بفخر ليجعل الآخرين يرون بوضوح من يكون. كان وجهه بلا تعبيرات.
ولكن فان شيان كان يعلم جيدًا أنه ليس مستشارًا عاديًا. حتى الإمبراطور لم يكن يتوقع أن فان شيان يعرف هذا جيدًا. ولذلك، كانت هذه المحنة بأكملها بالنسبة لفان شيان مسلية، وكان يسعى لمعرفة إلى أي مدى يمكن للإمبراطور أن ينحني لصالحه.
كان الضباط الذين تجمعوا عند بوابات القصر جميعهم يعرفون أن هذا الرجل شخصية بارزة. ناهيك عن أنه كان يعرض حرسه الشخصيين علنًا. هذا الرجل كان فان شيان.
ومع ذلك، فإن الأيام القليلة الماضية كانت سيئة الحظ بالنسبة لضباط الرقابة الإمبراطورية. أولاً، لأن الحملة التي أطلقوها ضد فان شيان في الحكومة لم تحظَ بدعم كبير. رغم التهذيب الذي قوبلت به طلباتهم، كلما سمع ضابط أن العريضة التي يُطلب منه التوقيع عليها ضد فان شيان، كان قليلون يجرؤون على الموافقة.
كان هذا اليوم موعد اجتماع محكمة الإمبراطور. أصدر الإمبراطور أمرًا بحضور فان شيان للاستماع إلى المناقشات. كان كل ضابط يعلم أن موضوع النقاش في هذا اليوم يدور حول فان شيان، وكانوا جميعًا متحمسين لذلك. كما حضر بعض أصدقاء عائلة فان المخلصين، وتحدث معهم فان شيان لبعض الوقت. بحجة أن الطقس كان باردًا، انسحبوا إلى ركن أكثر خصوصية من القصر كلما أرادوا التحدث معه.
انحنى الضابط لاي وقال: “اليوم، سنلتقي أمام الإمبراطور، وسأطيح بك.”
في ذلك الوقت، على جانبي الساحة، كان هناك ستة ضباط يرتدون زيًا أحمر. رجال فان شيان، الذين كانوا يرتدون ملابس سوداء، وقفوا في مواجهة مباشرة لهؤلاء الضباط، يحدقون في أعينهم. لكن فان شيان لم يُعر ذلك أي اهتمام.
مهما كانت نتائج المحكمة، فإن فان شيان كان يشك في أن الحد الأدنى الذي قد يحدث هو نفيه إلى دانيشو.
كان الضباط بالزي الأحمر ينتمون إلى دائرة الرقابة الإمبراطورية، وهم الذين وقفوا ضد فان شيان. نظر إليهم ببرود وقال بصوت منخفض:
“تبدون مثل الخنازير؛ كيف يمكنكم أن تتوقعوا أن تكونوا ضباطًا نزيهين؟”
مهما كانت نتائج المحكمة، فإن فان شيان كان يشك في أن الحد الأدنى الذي قد يحدث هو نفيه إلى دانيشو.
سار دنغ زيوي بجانب فان شيان وقال:
“لقد حقق المكتب الأول معهم خلال الأيام القليلة الماضية ولم يتمكن من العثور على أي شيء. جميع هؤلاء الضباط من دائرة الرقابة الإمبراطورية ينحدرون من عائلات فقيرة، وهم يقدّرون سمعتهم أكثر من أي شيء آخر. لهذا السبب يعتمد الناس عليهم. حتى لو قبلوا هدية بسيطة مثل البسكويت، فإنهم يفعلون ذلك بحذر شديد وحرص كبير. كل ما يقومون به يتم بعناية فائقة.”
كان فان شيان يعلم أن غضب الإمبراطور لم يكن بسبب تصرفاته، بل بسبب اضطرار الإمبراطور للتعامل مع هذه القضايا من الأساس. فان شيان انحنى بخضوع وقال: “لم أكن أعلم حقًا أن عليّ كتابة ذلك. أعترف بأنني أخطأت.”
عبس فان شيان ورد قائلًا:
“إذا لم يكن الضباط فاسدين، فهذا يعني أن نهاية العالم اقتربت!”
قال لهم الإمبراطور ببرود: “تحدثا أمام الضباط الحاضرين هنا.”
ابتسم دنغ زيوي بمرارة واعتقد أن رد فان شيان كان مبالغًا فيه إلى حد ما.
نظر الضباط إلى ملابسهم، ثم رفعوا رؤوسهم إلى السماء، يشعرون بالمطر على وجوههم. ورغم ذلك، لم ينطقوا بكلمة واحدة، مستمرين في عنادهم.
كان ضباط الرقابة الإمبراطورية يحدقون في فان شيان ببرود، دون أي أثر للخوف. وكان فان شيان يدرك أن خصومه لم يكونوا يخافونه على الإطلاق، فقال لنفسه:
“إذا لم يعد الضباط فاسدين، فما جدوى تعيين مفوض لمجلس الرقابة؟ إنهم سياسيون يقاتلون بالكلمات فقط. ليس كما لو أنني يمكنني اغتيالهم والمضي قدمًا في يومي.”
ولكن الإمبراطور لم يتوقع أن فان شيان لن يفعل شيئًا على الإطلاق. الرجل المعني لم يُظهر أي اهتمام بالموضوع حتى الآن. كانت مواقفه تشير إلى البراءة المطلقة، وكأنه لم يرتكب أي خطأ. بدا وكأنه يسمح للآخرين في القصر بتنظيف الفوضى من أجله. ما لم يعرفه الإمبراطور هو أن فان شيان كان يحمل أفكارًا متمردة في قلبه. كان يقول لنفسه: “أنت الإمبراطور. من المفترض أن تحميني. والآن، بسبب هذه الأمور الصغيرة، يجب أن أُضحي بسمعتي؟ وإذا أقدمت في المستقبل على اتخاذ إجراء ضد شين يانغ وتخلصت من الأميرة الكبرى، هل ستلقي بي حينها بين يدي الإمبراطورة الأرملة لألقى موتًا بطيئًا ومؤلمًا؟”
مهما كانت نتائج المحكمة، فإن فان شيان كان يشك في أن الحد الأدنى الذي قد يحدث هو نفيه إلى دانيشو.
كان ضباط الرقابة الإمبراطورية يحدقون في فان شيان ببرود، دون أي أثر للخوف. وكان فان شيان يدرك أن خصومه لم يكونوا يخافونه على الإطلاق، فقال لنفسه: “إذا لم يعد الضباط فاسدين، فما جدوى تعيين مفوض لمجلس الرقابة؟ إنهم سياسيون يقاتلون بالكلمات فقط. ليس كما لو أنني يمكنني اغتيالهم والمضي قدمًا في يومي.”
كان فان شيان يفهم أن أندر شيء يمكن أن تجده في هذا العالم هو ضابط نزيه. وكان يؤمن أيضًا بقدرة المكتب الأول على التحقيق. إذا كانت تحقيقاتهم دقيقة، فإن الرجال الذين يقفون أمامه حقًا نظيفون. وفهم فان شيان أيضًا أن أسوأ عدو يمكن أن يواجهه ضابط هو مجموعة من الضباط النزيهين حقًا. عند التفكير في ذلك، بدأ فان شيان يعجب بحماته الشابة والجميلة؛ فقد تمكنت بالفعل من قيادة هؤلاء الضباط ضده. كانت حقًا مذهلة.
في تلك اللحظة، بدأت الرياح تهب بقوة أكبر. مما جعل الضباط الذين كانوا يقفون خارج القصر يرتجفون من البرد. تغيرت تعابير وجوههم عندما نظروا إلى السماء، ورأوا الغيوم الماطرة تتجمع مرة أخرى. هرعوا جميعًا إلى الاحتماء تحت إفريز صغير يمتد من إطار باب القصر.
بينما كان فان شيان غارقًا في أفكاره، لم يكن يدرك أن كل ضابط كان ينظر إليه بالمقابل.
قال لهم الإمبراطور ببرود: “تحدثا أمام الضباط الحاضرين هنا.”
خلال هذا الشهر، كان فان شيان يخفي شخصيته الحقيقية ويظهر وكأنه مجرد ضابط فاسد وخبيث. فكّر في نفسه:
“لديهم ما يكفي من الأدلة لتوجيه التهمة إليّ، فلماذا لم يتخذ الإمبراطور أي إجراء حتى الآن؟”
كان فان شيان يفهم أن أندر شيء يمكن أن تجده في هذا العالم هو ضابط نزيه. وكان يؤمن أيضًا بقدرة المكتب الأول على التحقيق. إذا كانت تحقيقاتهم دقيقة، فإن الرجال الذين يقفون أمامه حقًا نظيفون. وفهم فان شيان أيضًا أن أسوأ عدو يمكن أن يواجهه ضابط هو مجموعة من الضباط النزيهين حقًا. عند التفكير في ذلك، بدأ فان شيان يعجب بحماته الشابة والجميلة؛ فقد تمكنت بالفعل من قيادة هؤلاء الضباط ضده. كانت حقًا مذهلة.
لم يكن الضباط يخشون أن يعاقبهم الإمبراطور لمعارضتهم فان شيان المفضل لديه، لأنهم كانوا لا يزالون يعتقدون أنه حاكم عادل وحقيقي. ولكن حتى لو لم يكن كذلك، كان الضباط يقومون بواجبهم ولم يكن لديهم خوف من الموت.
ومع ذلك، فإن الأيام القليلة الماضية كانت سيئة الحظ بالنسبة لضباط الرقابة الإمبراطورية. أولاً، لأن الحملة التي أطلقوها ضد فان شيان في الحكومة لم تحظَ بدعم كبير. رغم التهذيب الذي قوبلت به طلباتهم، كلما سمع ضابط أن العريضة التي يُطلب منه التوقيع عليها ضد فان شيان، كان قليلون يجرؤون على الموافقة.
ومع ذلك، فإن الأيام القليلة الماضية كانت سيئة الحظ بالنسبة لضباط الرقابة الإمبراطورية. أولاً، لأن الحملة التي أطلقوها ضد فان شيان في الحكومة لم تحظَ بدعم كبير. رغم التهذيب الذي قوبلت به طلباتهم، كلما سمع ضابط أن العريضة التي يُطلب منه التوقيع عليها ضد فان شيان، كان قليلون يجرؤون على الموافقة.
سار دنغ زيوي بجانب فان شيان وقال: “لقد حقق المكتب الأول معهم خلال الأيام القليلة الماضية ولم يتمكن من العثور على أي شيء. جميع هؤلاء الضباط من دائرة الرقابة الإمبراطورية ينحدرون من عائلات فقيرة، وهم يقدّرون سمعتهم أكثر من أي شيء آخر. لهذا السبب يعتمد الناس عليهم. حتى لو قبلوا هدية بسيطة مثل البسكويت، فإنهم يفعلون ذلك بحذر شديد وحرص كبير. كل ما يقومون به يتم بعناية فائقة.”
ثانيًا، طلبوا من الكتبة كتابة بعض المقالات التي تهاجم فان شيان، لكنهم رفضوا. وكان السبب في ذلك هو فان شيان نفسه، إذ لم يجرؤ أحد على انتقاده. كان هذا مضحكًا بعض الشيء، لأنهم انتقدوا علنًا العديد من الضباط الآخرين في الماضي.
انحنى فان شيان بأدب وقال: “لأني لم أكتب واحدًا.”
وما زاد من غضب ضباط الرقابة الإمبراطورية هو موقف الشباب في الكلية الإمبراطورية. عندما ذهب أحد الضباط إلى الكلية لإلقاء محاضرة عن “الرجل السيئ فان شيان”، تم طرده على الفور. لم يصدق أحد ما قيل عن فان شيان، الذي كان عالِم الجيل، خليفة تشوانغ موهان، ابن وزير المالية، وأيقونة جميع الطلاب الشباب. ناهيك عن كونه حلم كل فتاة شابة. لم يصدق أحد أنه كان رخيصًا بما يكفي لقبول رشوة بهذا المبلغ الصغير.
لم يجرؤ الحرس الملكي على تعريض صحة هؤلاء الرجال المسنين للخطر بتركهم يتبللون تحت المطر، ولذلك لم يمنعوهم من الاحتماء.
“13,400 تيل؟ هل هذا كل شيء؟”
نظر إليه الضباط الراكعون بغضب واضح في أعينهم.
كانت دائرة الرقابة الإمبراطورية تعاني من سلسلة سوء الحظ الأسوأ في تاريخها، حيث لم يؤدِ أي شيء فعلوه إلى النتائج المرجوة.
ابتسم دنغ زيوي بمرارة واعتقد أن رد فان شيان كان مبالغًا فيه إلى حد ما.
في تلك اللحظة، بدأت الرياح تهب بقوة أكبر. مما جعل الضباط الذين كانوا يقفون خارج القصر يرتجفون من البرد. تغيرت تعابير وجوههم عندما نظروا إلى السماء، ورأوا الغيوم الماطرة تتجمع مرة أخرى. هرعوا جميعًا إلى الاحتماء تحت إفريز صغير يمتد من إطار باب القصر.
في ذلك الوقت، على جانبي الساحة، كان هناك ستة ضباط يرتدون زيًا أحمر. رجال فان شيان، الذين كانوا يرتدون ملابس سوداء، وقفوا في مواجهة مباشرة لهؤلاء الضباط، يحدقون في أعينهم. لكن فان شيان لم يُعر ذلك أي اهتمام.
لم يجرؤ الحرس الملكي على تعريض صحة هؤلاء الرجال المسنين للخطر بتركهم يتبللون تحت المطر، ولذلك لم يمنعوهم من الاحتماء.
الفصل 272: المواجهة أمام القصر كان إمبراطور مملكة تشينغ ينتظر قدوم فان شيان للدفاع عن نفسه. لقد كان يأمل أن يتجاهل القضية بالكامل حتى تتلاشى من ذاكرة الناس. فلو لم يذكر شيئًا عنها، لكان قد تصرف كما فعل أباطرة آخرون في عصور مختلفة؛ وهي طريقة فعّالة جدًا لجعل الآخرين ينسون أمرًا معينًا تمامًا.
في الخريف، دائمًا ما كانت العاصمة تشهد تغيّرات. بعد الرياح، تأتي الأمطار بسرعة، متقلبة بين قطرات صغيرة وهطول غزير. أصبحت الممرات ذات البلاط الأزرق في القصر مبللة، وازداد لونها قتامة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عبس فان شيان ورد قائلًا: “إذا لم يكن الضباط فاسدين، فهذا يعني أن نهاية العالم اقتربت!”
قرب بوابة القصر، وقف خط من رجال فان شيان وخط آخر من ضباط دائرة الرقابة الإمبراطورية. رغم وقوفهم تحت المطر، لم يظهروا أي رد فعل. ضيّق فان شيان عينيه ونظر إليهم قائلاً:
“الضابط لاي، يجب أن تخرج من المطر.”
ثانيًا، طلبوا من الكتبة كتابة بعض المقالات التي تهاجم فان شيان، لكنهم رفضوا. وكان السبب في ذلك هو فان شيان نفسه، إذ لم يجرؤ أحد على انتقاده. كان هذا مضحكًا بعض الشيء، لأنهم انتقدوا علنًا العديد من الضباط الآخرين في الماضي.
كان يتحدث إلى الرجل الأيمن لقائد دائرة الرقابة الإمبراطورية، وهو ضابط من الرتبة الثالثة يُدعى لاي مينغتشنغ. نظر الضابط لاي إليه ببرود ورد قائلاً:
“السيد فان، هل تعتقد أن الوقوف تحت المطر سيغسل الجرائم التي ارتكبتها؟”
مرت سبعة أيام منذ أن أصبحت الاتهامات ضد فان شيان علنية. كان فان شيان في عربته خارج القصر. عند نزوله، أحاطت به وحدة تشي نيان وقامت بمرافقته إلى الداخل. كان يرتدي ملابس سوداء بالكامل، واقفًا شامخًا بفخر ليجعل الآخرين يرون بوضوح من يكون. كان وجهه بلا تعبيرات.
انحنى الضابط لاي وقال:
“اليوم، سنلتقي أمام الإمبراطور، وسأطيح بك.”
لو كان مجرد مستشار عادي يواجه هذه الاتهامات، لما امتلك الجرأة أو الحظ الذي يمتلكه فان شيان. لا يمكن لأحد أن يخمن نوايا الإمبراطور. كمستشار، يتوجب دائمًا الاستفادة من رضا الإمبراطور. وإذا لأي سبب كان الإمبراطور قد قرر التخلص من المستشار، فلا يمكن فعل أي شيء لتجنب هذا المصير.
رفع فان شيان حاجبيه، متعجبًا من ثقة الضابط الساذجة بانتصاره. على الرغم من أنه لم يقل شيئًا، إلا أنه كان مقتنعًا بأن الضابط لاي سيكون هو من يتم طرده. انحنى فان شيان في المقابل وقال بهدوء:
“حقًا؟ لست متأكدًا مما إذا كنت ستردد نفس الكلمات عندما يكتشفون أنك تضلل أحد أفراد العائلة المالكة.”
عاد الهدوء إلى ملامح وجه الإمبراطور وقال: “نظرًا لأنك جديد في ميدان السياسة، وأن والدك منشغل بأعماله، وأن العجوز تشين بينغ بينغ لم يتمكن من تعليمك هذا، سأغفر لك هذه المرة. السبب الذي جعلني أطلب منك الحضور هنا اليوم هو لكي أستمع إلى دفاعك أمامي وأمام هؤلاء الضباط.”
اندهش الضابط لاي بشدة، وغمره الغضب لدرجة أنه لم يستطع الرد. قبض يديه بقوة وسار باتجاه بوابة القصر. أما الضباط الذين كانوا معه فقد جثوا على ركبهم تحت المطر.
رفع فان شيان رأسه بوجه مرير وقال: “سموك، لا أقر بالذنب. السبب في عدم تقديمي للدفاع هو أن اتهامات دائرة الرقابة الإمبراطورية سخيفة وتبدو وكأنها اخترعت من فراغ. ليس لدي أي فكرة عمّا يحدث. لقد تم اتهامي بالرشوة، ومع ذلك لا أعرف من يُفترض أنه قدّم لي رشوة. لذا، لا أعرف من أين أبدأ في الدفاع عن نفسي.”
نظر فان شيان إليهم بازدراء وقال:
“آه، هل عدتم إلى حيلة ‘الركوع أمام البوابة’ مجددًا؟” كان يرى هؤلاء الأشخاص مزيجًا من المثيرين للضحك والمثيرين للشفقة. تنهد وقال:
“هدف الحياة هو الشهرة. ليس لدي أي فكرة لماذا تبقي الحكومة أمثالكم على قيد الحياة.”
مرت سبعة أيام منذ أن أصبحت الاتهامات ضد فان شيان علنية. كان فان شيان في عربته خارج القصر. عند نزوله، أحاطت به وحدة تشي نيان وقامت بمرافقته إلى الداخل. كان يرتدي ملابس سوداء بالكامل، واقفًا شامخًا بفخر ليجعل الآخرين يرون بوضوح من يكون. كان وجهه بلا تعبيرات.
نظر إليه الضباط الراكعون بغضب واضح في أعينهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما كان فان شيان غارقًا في أفكاره، لم يكن يدرك أن كل ضابط كان ينظر إليه بالمقابل.
رأى فان شيان نظراتهم، لكنه لم يهتم. رفع غطاء عباءته، ابتسم وقال:
“أنا أسود. مهما غسلت نفسي، سأظل أسود. وأنتم حمر. إذا استمر المطر في غسلكم، قد تنتهون أنتم أيضًا سودًا.”
انحنى فان شيان بأدب وقال: “لأني لم أكتب واحدًا.”
كان الزي الذي يرتديه فان شيان مصنوعًا من مادة مضادة للماء، فتتناثر قطرات المطر عليه كأنها نجوم صغيرة. ولكن اللون الأسود لزيه كان مثيرًا للرهبة.
كانوا ينتظرون مناقشة المواضيع الأخرى في المحكمة أولاً. بدا أن الإمبراطور قد لاحظ وجود لاي مينغتشنغ ومفوض مجلس الرقابة فان شيان، فعبس وأمر أحد الخصيان باستدعاء الاثنين للمثول أمامه.
أما الأزياء الحمراء الزاهية لضباط دائرة الرقابة الإمبراطورية، فقد أصبحت مشبعة بالماء بسبب المطر، وتغير لونها ليصبح أكثر قتامة، حتى اقترب من السواد، تمامًا كما قال فان شيان.
“13,400 تيل؟ هل هذا كل شيء؟”
نظر الضباط إلى ملابسهم، ثم رفعوا رؤوسهم إلى السماء، يشعرون بالمطر على وجوههم. ورغم ذلك، لم ينطقوا بكلمة واحدة، مستمرين في عنادهم.
كانت دائرة الرقابة الإمبراطورية تعاني من سلسلة سوء الحظ الأسوأ في تاريخها، حيث لم يؤدِ أي شيء فعلوه إلى النتائج المرجوة.
كانوا ينتظرون مناقشة المواضيع الأخرى في المحكمة أولاً. بدا أن الإمبراطور قد لاحظ وجود لاي مينغتشنغ ومفوض مجلس الرقابة فان شيان، فعبس وأمر أحد الخصيان باستدعاء الاثنين للمثول أمامه.
في ذلك الوقت، على جانبي الساحة، كان هناك ستة ضباط يرتدون زيًا أحمر. رجال فان شيان، الذين كانوا يرتدون ملابس سوداء، وقفوا في مواجهة مباشرة لهؤلاء الضباط، يحدقون في أعينهم. لكن فان شيان لم يُعر ذلك أي اهتمام.
قال لهم الإمبراطور ببرود:
“تحدثا أمام الضباط الحاضرين هنا.”
كان ضباط الرقابة الإمبراطورية يحدقون في فان شيان ببرود، دون أي أثر للخوف. وكان فان شيان يدرك أن خصومه لم يكونوا يخافونه على الإطلاق، فقال لنفسه: “إذا لم يعد الضباط فاسدين، فما جدوى تعيين مفوض لمجلس الرقابة؟ إنهم سياسيون يقاتلون بالكلمات فقط. ليس كما لو أنني يمكنني اغتيالهم والمضي قدمًا في يومي.”
أصلح الضابط لاي ملابسه وتحدث بصوت عالٍ:
“ما أريد قوله موجود بالفعل في الوثائق. أرغب في أن يقوم جلالتك بتقييم هذه القضايا وحل المشكلة التي تشغل أذهان الجميع، وإعادة النظام إلى سكان العاصمة وأعضاء الحكومة.”
رفع فان شيان رأسه بوجه مرير وقال: “سموك، لا أقر بالذنب. السبب في عدم تقديمي للدفاع هو أن اتهامات دائرة الرقابة الإمبراطورية سخيفة وتبدو وكأنها اخترعت من فراغ. ليس لدي أي فكرة عمّا يحدث. لقد تم اتهامي بالرشوة، ومع ذلك لا أعرف من يُفترض أنه قدّم لي رشوة. لذا، لا أعرف من أين أبدأ في الدفاع عن نفسي.”
نظر الإمبراطور إلى فان شيان وقال:
“لماذا لم تقدم طلب الدفاع الخاص بك إلى سكرتارية القصر؟”
رأى فان شيان نظراتهم، لكنه لم يهتم. رفع غطاء عباءته، ابتسم وقال: “أنا أسود. مهما غسلت نفسي، سأظل أسود. وأنتم حمر. إذا استمر المطر في غسلكم، قد تنتهون أنتم أيضًا سودًا.”
انحنى فان شيان بأدب وقال:
“لأني لم أكتب واحدًا.”
كان الضباط بالزي الأحمر ينتمون إلى دائرة الرقابة الإمبراطورية، وهم الذين وقفوا ضد فان شيان. نظر إليهم ببرود وقال بصوت منخفض: “تبدون مثل الخنازير؛ كيف يمكنكم أن تتوقعوا أن تكونوا ضباطًا نزيهين؟”
غضب الإمبراطور بشدة وصرخ:
“يا لك من متغطرس! وظيفة دائرة الرقابة الإمبراطورية هي عزل المسؤولين الحكوميين الذين يُعتبرون فاسدين. أنت شخص متغطرس لدرجة لم أرها من قبل في هذه المحكمة. لا تظن أن بإمكانك الاعتماد على إنجازات أسلاف عائلتك، أو على ما حققته للمملكة هذا العام، متصورًا أنني لن أعاقبك.”
مرت سبعة أيام منذ أن أصبحت الاتهامات ضد فان شيان علنية. كان فان شيان في عربته خارج القصر. عند نزوله، أحاطت به وحدة تشي نيان وقامت بمرافقته إلى الداخل. كان يرتدي ملابس سوداء بالكامل، واقفًا شامخًا بفخر ليجعل الآخرين يرون بوضوح من يكون. كان وجهه بلا تعبيرات.
كان فان شيان يعلم أن غضب الإمبراطور لم يكن بسبب تصرفاته، بل بسبب اضطرار الإمبراطور للتعامل مع هذه القضايا من الأساس. فان شيان انحنى بخضوع وقال:
“لم أكن أعلم حقًا أن عليّ كتابة ذلك. أعترف بأنني أخطأت.”
رفع فان شيان رأسه بوجه مرير وقال: “سموك، لا أقر بالذنب. السبب في عدم تقديمي للدفاع هو أن اتهامات دائرة الرقابة الإمبراطورية سخيفة وتبدو وكأنها اخترعت من فراغ. ليس لدي أي فكرة عمّا يحدث. لقد تم اتهامي بالرشوة، ومع ذلك لا أعرف من يُفترض أنه قدّم لي رشوة. لذا، لا أعرف من أين أبدأ في الدفاع عن نفسي.”
عاد الهدوء إلى ملامح وجه الإمبراطور وقال:
“نظرًا لأنك جديد في ميدان السياسة، وأن والدك منشغل بأعماله، وأن العجوز تشين بينغ بينغ لم يتمكن من تعليمك هذا، سأغفر لك هذه المرة. السبب الذي جعلني أطلب منك الحضور هنا اليوم هو لكي أستمع إلى دفاعك أمامي وأمام هؤلاء الضباط.”
“13,400 تيل؟ هل هذا كل شيء؟”
بدا على فان شيان الحرج. وبعد صمت طويل، قال:
“بصراحة، ليس لدي أي فكرة عن كيفية المناقشة والدفاع عن نفسي في المحكمة.”
كان ضباط الرقابة الإمبراطورية يحدقون في فان شيان ببرود، دون أي أثر للخوف. وكان فان شيان يدرك أن خصومه لم يكونوا يخافونه على الإطلاق، فقال لنفسه: “إذا لم يعد الضباط فاسدين، فما جدوى تعيين مفوض لمجلس الرقابة؟ إنهم سياسيون يقاتلون بالكلمات فقط. ليس كما لو أنني يمكنني اغتيالهم والمضي قدمًا في يومي.”
بنبرة كئيبة، قال الإمبراطور لفان شيان ببطء:
“إذن، هل تعترف بجريمتك؟”
لم يجرؤ الحرس الملكي على تعريض صحة هؤلاء الرجال المسنين للخطر بتركهم يتبللون تحت المطر، ولذلك لم يمنعوهم من الاحتماء.
رفع فان شيان رأسه بوجه مرير وقال:
“سموك، لا أقر بالذنب. السبب في عدم تقديمي للدفاع هو أن اتهامات دائرة الرقابة الإمبراطورية سخيفة وتبدو وكأنها اخترعت من فراغ. ليس لدي أي فكرة عمّا يحدث. لقد تم اتهامي بالرشوة، ومع ذلك لا أعرف من يُفترض أنه قدّم لي رشوة. لذا، لا أعرف من أين أبدأ في الدفاع عن نفسي.”
قرب بوابة القصر، وقف خط من رجال فان شيان وخط آخر من ضباط دائرة الرقابة الإمبراطورية. رغم وقوفهم تحت المطر، لم يظهروا أي رد فعل. ضيّق فان شيان عينيه ونظر إليهم قائلاً: “الضابط لاي، يجب أن تخرج من المطر.”
نظر إليه الضباط الراكعون بغضب واضح في أعينهم.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات