مشاهد من الماضي
في تلك الليلة، جلس ريو تحت الهواء البارد، وعباءته السوداء ترفرف مع الستائر الرفيعة التي كانت تتطاير بفعل الرياح خلفه. كان يجلس على شرفة تمتد من غرفته وغرفة إيلينا. بينما كانت هي تنام بعمق مرة أخرى، لم يستطع أن يجلب نفسه للنوم.
لكنه كان خائفًا. كان خائفًا لدرجة الارتعاش لدرجة أن دموعه انهمرت على وجهه… حتى لدرجة الرغبة في التقيؤ من شدة الاشمئزاز تجاه جبنه الشخصي والألم الذي يشعر به تجاه ما ينتظره في المستقبل.
مشاهد حياته كانت تتكرر في ذهنه مثل تسجيل قديم، وذكريات لم يفكر فيها منذ قرون أصبحت فجأة واضحة بشكل كريستالي، سواء أراد ذلك أم لا.
كما تذكر ريو والدته. تذكر نفسه وهو يرتمي في حضنها ويتمسك بحليبها بشكل يائس. تخيل ذلك، امرأة بمكانتها تُرضع طفلها شخصيًا… هذا هو الحب الذي كانت أمه تكنه له. تحملت الآلام والأوجاع بسبب طفل كبير الحجم ومتحمس أكثر من اللازم، وكل هذا بابتسامة محبة في عينيها.
كما تذكر ريو والدته. تذكر نفسه وهو يرتمي في حضنها ويتمسك بحليبها بشكل يائس. تخيل ذلك، امرأة بمكانتها تُرضع طفلها شخصيًا… هذا هو الحب الذي كانت أمه تكنه له. تحملت الآلام والأوجاع بسبب طفل كبير الحجم ومتحمس أكثر من اللازم، وكل هذا بابتسامة محبة في عينيها.
كان يتذكر كيف كان والده متحمسًا بعد ولادته. رجل يحمل على عاتقه عبء عالم بأكمله تجاهل كل ذلك ليقضي الوقت مع ابنه. تذكر ريو رحلات الصباح الباكر إلى جبل الضريح، وتذكر كيف علّمه والده بجدية أشكال القتال الخاصة بعشيرة تاتسويا، وتذكر الابتسامة المشرقة على وجهه عندما اقتنع بأن ابنه سيهز عالم الضريح بشكل أشد مما فعله هو.
لم تفقد والدته أبدًا هذا الرغبة، الرغبة في الرعاية والحماية. لمرة واحدة.
مشاهد حياته كانت تتكرر في ذهنه مثل تسجيل قديم، وذكريات لم يفكر فيها منذ قرون أصبحت فجأة واضحة بشكل كريستالي، سواء أراد ذلك أم لا.
ولكن مع هذه الذكريات الجيدة، جاءت ذكريات الألم. تذكر ريو يأس والده عندما فشلت مراسم إيقاظ مساراته. تذكر الألم لأنه كان يعرف أن والده لم يتألم لوجود ابن معاق، بل تألم لما يعنيه ذلك لريو نفسه. الحب في عيني والده لم يتلاشى أبدًا، بل توازن مع ألم لم يستطع ريو تجاهله، ألم جعل ريو، الطفل الذي كان معتادًا على رؤية جانب واحد فقط من والده، يهرب منه.
لكنه كان خائفًا. كان خائفًا لدرجة الارتعاش لدرجة أن دموعه انهمرت على وجهه… حتى لدرجة الرغبة في التقيؤ من شدة الاشمئزاز تجاه جبنه الشخصي والألم الذي يشعر به تجاه ما ينتظره في المستقبل.
رفع ريو وجهه، مما سمح له بإلقاء نظرة على الأقمار الثلاثة في السماء. كان القمران الأصغر يتلألآن باللونين الأحمر والأزرق، لكن القمر الأكبر كان يذكر ريو بنجم مصيره، مشعًا بلون أبيض رمادي. سمع ريو أن عالم الضريح لديه ثلاثة شموس أيضًا، لكن الشموس الأصغر كانت مشرقة جدًا لدرجة أن الاثنين الأصغر كانا مستحيلًا رؤيتهما.
كما تذكر ريو والدته. تذكر نفسه وهو يرتمي في حضنها ويتمسك بحليبها بشكل يائس. تخيل ذلك، امرأة بمكانتها تُرضع طفلها شخصيًا… هذا هو الحب الذي كانت أمه تكنه له. تحملت الآلام والأوجاع بسبب طفل كبير الحجم ومتحمس أكثر من اللازم، وكل هذا بابتسامة محبة في عينيها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم تفقد والدته أبدًا هذا الرغبة، الرغبة في الرعاية والحماية. لمرة واحدة.
لكنه كان خائفًا. كان خائفًا لدرجة الارتعاش لدرجة أن دموعه انهمرت على وجهه… حتى لدرجة الرغبة في التقيؤ من شدة الاشمئزاز تجاه جبنه الشخصي والألم الذي يشعر به تجاه ما ينتظره في المستقبل.
أجداده كانوا نورًا آخر في حياته. جدته كُنان دائمًا الصوت المهدئ في أذنه، وكانت هي التي كانت تطارد والده وجديه عندما تصبح التدريبات قاسية جدًا في تلك الأيام. أما جدته تاتسويا فكانت امرأة أكثر تحفظًا ووقارًا، لكن ابتسامتها كانت محفوظة لطفلها الصغير. هي التي أعطت ريو أفضل الألعاب، رغم أنه لم يكن لطفل صغير أن يلعب بكنوز من الدرجة السماوية.
لم يعد يمكن للأمور أن تستمر كما هي. لم يكن الأمر يتعلق بسعادة ريو فقط، بل كان يتعلق بحياة وموت العشائر الأربع التي كانت تهمه أكثر من أي شيء آخر، إلى جانب عدد لا يحصى من الآخرين.
أما جده تاتسويا، فكان رجلاً قليل الكلام. في الواقع، يمكن لريو أن يعد المرات التي تحدث فيها معه. ولكن، كان صمته هو الذي عبر عن حبه من خلال أفعاله. كان هو الذي وجد معظم الأعشاب والكنوز الروحية التي كانت قادرة على إطالة حياة ريو، وكان يقضي عقودًا وأحيانًا قرونًا في البحث عنها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أما جده كُنان فكان على الأرجح عكس جده تاتسويا تمامًا. كان صاخبًا ومفعمًا بالحيوية، لكن قلبه كان كبيرًا مثل شخصيته. كان هو الذي وجد ريو أولاً بعد فشل مراسم إيقاظ مساراته، وضربه على كتفه الصغير وعانقه بشدة. في ذلك الوقت، قال لريو إن الرجل لا يستسلم أبدًا، وأن الرجل يجد طريقة للنجاح مهما كانت الظروف. لولا جده كُنان، لم يكن ريو يعرف ما إذا كان سيتمكن من التعافي بما يكفي ليتبع مسارًا جديدًا من خلال دخول مكتبة الضريح.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ثم كانت هناك نوري. كان ريو دائمًا يراها كأخته الكبرى، امرأة دائمًا حاضرة لحمايته. الحقيقة هي أن نوري كانت فتاة صغيرة تبنتها عائلته قبل ولادته. في ذلك الوقت، كانوا يحاولون لعدة آلاف من السنين أن ينجبوا طفلًا دون جدوى. ثم سقطت نوري مثل كنز سماوي من السماء. وقعوا في حب الطفلة الصغيرة على الفور، وأخذوها كواحدة من عائلتهم.
يا لها من فكرة غريبة. كلمات تحمل دلالة سلبية استخدمت لإضاءة طريق السعادة لرجل كان قد تخلى عن كل شيء.
عندما كبرت نوري وولد ريو أخيرًا، أرادت رد الجميل. بعد أن لم تعرف والديها قط، كانت عشيرة تاتسويا هي العائلة الوحيدة التي اعترفت بها. لم ترف عينًا عندما أقسمت قسم المحنة لحماية ريو مدى الحياة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان يتذكر كيف كان والده متحمسًا بعد ولادته. رجل يحمل على عاتقه عبء عالم بأكمله تجاهل كل ذلك ليقضي الوقت مع ابنه. تذكر ريو رحلات الصباح الباكر إلى جبل الضريح، وتذكر كيف علّمه والده بجدية أشكال القتال الخاصة بعشيرة تاتسويا، وتذكر الابتسامة المشرقة على وجهه عندما اقتنع بأن ابنه سيهز عالم الضريح بشكل أشد مما فعله هو.
مر نسيم خفيف، مما جعل ريو يعبس. رفع يده إلى خده، ليُصدم عندما وجد أنها كانت مبللة.
تذكر ريو أنه عندما كان طفلاً لا يزيد عمره عن ثلاث أو أربع سنوات، كان يضرب صدره الصغير، ويقسم أنه عندما يكبر، سيتزوج نوري، وعندها سيكون دوره لحمايتها. ابتسمت نوري ببهاء، بابتسامتها الجميلة تلك… وفركت رأسه الصغير وهي تهز رأسها بسعادة.
أما إيلينا… فقد كان لها مكانة في قلب ريو لا يمكن زعزعتها. عندما دخلت حياته، لم يكن يعتقد أنه سيفتح ذلك الجانب من نفسه لأي شخص حتى يوم موته. هل كان من العدل حتى أن يفعل ذلك؟ كيف يمكنه أن يعد بالحب لامرأة لن يكون قادرًا على الاستمرار معها؟ في ذلك الوقت قالت له إيلينا تلك الكلمات القدرية… كن أنانيًا.
مر نسيم خفيف، مما جعل ريو يعبس. رفع يده إلى خده، ليُصدم عندما وجد أنها كانت مبللة.
يا لها من فكرة غريبة. كلمات تحمل دلالة سلبية استخدمت لإضاءة طريق السعادة لرجل كان قد تخلى عن كل شيء.
لكنه كان خائفًا. كان خائفًا لدرجة الارتعاش لدرجة أن دموعه انهمرت على وجهه… حتى لدرجة الرغبة في التقيؤ من شدة الاشمئزاز تجاه جبنه الشخصي والألم الذي يشعر به تجاه ما ينتظره في المستقبل.
رفع ريو وجهه، مما سمح له بإلقاء نظرة على الأقمار الثلاثة في السماء. كان القمران الأصغر يتلألآن باللونين الأحمر والأزرق، لكن القمر الأكبر كان يذكر ريو بنجم مصيره، مشعًا بلون أبيض رمادي. سمع ريو أن عالم الضريح لديه ثلاثة شموس أيضًا، لكن الشموس الأصغر كانت مشرقة جدًا لدرجة أن الاثنين الأصغر كانا مستحيلًا رؤيتهما.
مر نسيم خفيف، مما جعل ريو يعبس. رفع يده إلى خده، ليُصدم عندما وجد أنها كانت مبللة.
تذكر ريو أنه عندما كان طفلاً لا يزيد عمره عن ثلاث أو أربع سنوات، كان يضرب صدره الصغير، ويقسم أنه عندما يكبر، سيتزوج نوري، وعندها سيكون دوره لحمايتها. ابتسمت نوري ببهاء، بابتسامتها الجميلة تلك… وفركت رأسه الصغير وهي تهز رأسها بسعادة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“ها…” خرج صوت ريو مخنوقًا. لم يتذكر آخر مرة شعر فيها بهذا الضعف. هل يمكن أن يكون قد شعر بهذه الطريقة منذ ذلك اليوم قبل تسعمائة وثلاثة وتسعين عامًا؟ اليوم الذي فشلت فيه مراسمه وأصبحت آفاقه المتبقية قاتمة؟
كان ريو يعرف ما عليه فعله. كان يعرف ذلك منذ اللحظة التي اندمجت فيها شعلة الأصل الجنينية وأضاءته بإرادة الكون. أصبحت خطوط القدر والكارما الغامضة واضحة وجلية. اندمجت الطرق المبهمة والمعقدة إلى طريق سماوي واحد…
لكنه كان خائفًا. كان خائفًا لدرجة الارتعاش لدرجة أن دموعه انهمرت على وجهه… حتى لدرجة الرغبة في التقيؤ من شدة الاشمئزاز تجاه جبنه الشخصي والألم الذي يشعر به تجاه ما ينتظره في المستقبل.
لم يعد يمكن للأمور أن تستمر كما هي. لم يكن الأمر يتعلق بسعادة ريو فقط، بل كان يتعلق بحياة وموت العشائر الأربع التي كانت تهمه أكثر من أي شيء آخر، إلى جانب عدد لا يحصى من الآخرين.
لكنه كان خائفًا. كان خائفًا لدرجة الارتعاش لدرجة أن دموعه انهمرت على وجهه… حتى لدرجة الرغبة في التقيؤ من شدة الاشمئزاز تجاه جبنه الشخصي والألم الذي يشعر به تجاه ما ينتظره في المستقبل.
أغلق ريو عينيه، وفكه مشدود. لحظات بعد ذلك، نهض ودخل الغرفة التي يتقاسمها مع إيلينا. بثقل يرقد على قلبه، ركع بجانب جسدها النائم ليلمس خدها الناعم برفق.
وفي اللحظة التي تأوهت فيها إيلينا وهي تستيقظ، خفض ريو شفتيه إلى شفتيها.
أجداده كانوا نورًا آخر في حياته. جدته كُنان دائمًا الصوت المهدئ في أذنه، وكانت هي التي كانت تطارد والده وجديه عندما تصبح التدريبات قاسية جدًا في تلك الأيام. أما جدته تاتسويا فكانت امرأة أكثر تحفظًا ووقارًا، لكن ابتسامتها كانت محفوظة لطفلها الصغير. هي التي أعطت ريو أفضل الألعاب، رغم أنه لم يكن لطفل صغير أن يلعب بكنوز من الدرجة السماوية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان يتذكر كيف كان والده متحمسًا بعد ولادته. رجل يحمل على عاتقه عبء عالم بأكمله تجاهل كل ذلك ليقضي الوقت مع ابنه. تذكر ريو رحلات الصباح الباكر إلى جبل الضريح، وتذكر كيف علّمه والده بجدية أشكال القتال الخاصة بعشيرة تاتسويا، وتذكر الابتسامة المشرقة على وجهه عندما اقتنع بأن ابنه سيهز عالم الضريح بشكل أشد مما فعله هو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان ريو يعرف ما عليه فعله. كان يعرف ذلك منذ اللحظة التي اندمجت فيها شعلة الأصل الجنينية وأضاءته بإرادة الكون. أصبحت خطوط القدر والكارما الغامضة واضحة وجلية. اندمجت الطرق المبهمة والمعقدة إلى طريق سماوي واحد…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
____________________________________
رفع ريو وجهه، مما سمح له بإلقاء نظرة على الأقمار الثلاثة في السماء. كان القمران الأصغر يتلألآن باللونين الأحمر والأزرق، لكن القمر الأكبر كان يذكر ريو بنجم مصيره، مشعًا بلون أبيض رمادي. سمع ريو أن عالم الضريح لديه ثلاثة شموس أيضًا، لكن الشموس الأصغر كانت مشرقة جدًا لدرجة أن الاثنين الأصغر كانا مستحيلًا رؤيتهما.
ترجمة وتدقيق : “NS”
وفي اللحظة التي تأوهت فيها إيلينا وهي تستيقظ، خفض ريو شفتيه إلى شفتيها.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات