لماذا؟
الفصل 131
لماذا؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قبل نصف ساعة من تصويب فايد وجون بنادقهم نحو بعضهما البعض، كانت كاثرين ووكر قد احتمت بأمان داخل غرفتها المحصّنة. كانت الغرفة مليئة بالشاشات التي تُظهر كل زاوية من زوايا المبنى الذي تقيم فيه. وكان هناك أيضًا حاسوب يتحكم بمختلف الأنظمة داخل المبنى.
من وجهة نظر أحد حراس كاثرين:
كانت كاثرين في غاية التوتر، وقد أخذت تفكر في السبب الذي جعل فيد يختار قتلها أولًا من بين جميع زعماء العالم السفلي الآخرين. كانت تُعدّ الأقل شرًا بينهم، فلماذا اختارها تحديدًا لتكون أول من يموت؟
نظر فيد إلى كاثرين بصمت لبضع ثوانٍ، ثم قال:
“هاي، ما بالك؟ لماذا تتحرك بتوتر؟”
ولكي تشتّت نفسها عن تلك الأفكار، نظرت كاثرين إلى الشاشات. وما إن رأت الحراس المنتشرين في أرجاء المبنى حتى شعرت ببعض الطمأنينة. وحين تذكّرت “العقرب الأنيق” الذي ينتمي إلى تصنيفات الظل والذي استأجروه للتعامل مع فايد، هدأت أخيرًا. لكن في اللحظة التي شعرت فيها بالراحة، انقطعت الكهرباء فجأة. وبعد ثوانٍ قليلة، عاد التيار بفضل مولد الطاقة الاحتياطي. وعلى الشاشات، بدأ الحراس يظهرون في حالة من التأهب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هل هو هنا؟! هل خسر العقرب الأنيق؟! ماذا أفعل؟ ماذا أفعل؟!» وبينما كانت أفكارها تتخبّط وقلبها يخفق بجنون، لاحظت كاثرين أن الشاشات بدأت تُظلم واحدة تلو الأخرى. تراجعت إلى الخلف وهي تكبت الذعر الذي انفجر فجأة، ثم زحفت نحو أحد أركان الغرفة، وأخرجت مسدسًا مخبأً، واتجهت إلى الزاوية وهي ترتجف، مشهرة سلاحها نحو الباب الوحيد المؤدي إلى الغرفة المحصّنة.
حين استوعبت ذلك، بدأت كاثرين تبكي مجددًا، لكن هذه المرة لسبب مختلف. نظرت إلى الشاب الذي يُدعى فايد، وتحدثت بصوت مبحوح مليء بالهزيمة:
“لا رؤية للعدو.” قال القائد، ورددنا جميعًا الجواب نفسه، عدا “هولاند” الذي التزم الصمت.
…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “شكرًا… لأنك جعلتني أرى الحقيقة في النهاية… كنت أتمنى لو بقيت وفيّة لمبادئي، لكنني كنت أضعف من ذلك. هيه… أعلم أن طلبي قد يكون كثيرًا، لكن هل يمكنك أن تعدني بأن تبقى وفيًّا لمبادئك دائمًا…؟”
كانت كاثرين تنتظر محاولة فيد اقتحام الغرفة، إن وجدها أصلًا، لكن ذلك لم يحدث. الباب فُتح دون عنف، ودخل رجل يرتدي زيًّا أسود بالكامل، ووجهه مغطى بقناع أبيض. كانت كاثرين تصوّب المسدس نحوه، لكنها لم تطلق النار، بل بدأت بالبكاء.
من وجهة نظر أحد حراس كاثرين:
كنت أظن أن اليوم سيكون هادئًا كأي يوم آخر، لكن فجأة دخلت الرئيسة إلى الغرفة المحصّنة، وهذا لا يعني سوى شيء واحد: فايد يستهدفها. أنا وبقية الحراس بدأنا نُسيّر دوريات في مجموعات من خمسة، وكنت أراقب كل زاوية بعين حذرة.
“نعرف، لكن كما قلت، هو يستهدف الرئيسة، وليس نحن. والجميع يعلم أن فايد لا يقتل من ليسوا من أهدافه. أسوأ ما يمكن أن يحدث هو أن ينتهي بنا المطاف في المستشفى.”
«هل هو هنا؟! هل خسر العقرب الأنيق؟! ماذا أفعل؟ ماذا أفعل؟!» وبينما كانت أفكارها تتخبّط وقلبها يخفق بجنون، لاحظت كاثرين أن الشاشات بدأت تُظلم واحدة تلو الأخرى. تراجعت إلى الخلف وهي تكبت الذعر الذي انفجر فجأة، ثم زحفت نحو أحد أركان الغرفة، وأخرجت مسدسًا مخبأً، واتجهت إلى الزاوية وهي ترتجف، مشهرة سلاحها نحو الباب الوحيد المؤدي إلى الغرفة المحصّنة.
…
…
“هاي، ما بالك؟ لماذا تتحرك بتوتر؟”
قبل نصف ساعة من تصويب فايد وجون بنادقهم نحو بعضهما البعض، كانت كاثرين ووكر قد احتمت بأمان داخل غرفتها المحصّنة. كانت الغرفة مليئة بالشاشات التي تُظهر كل زاوية من زوايا المبنى الذي تقيم فيه. وكان هناك أيضًا حاسوب يتحكم بمختلف الأنظمة داخل المبنى.
حين سمعت صوت قائد الفريق، كدت أن أقفز من مكاني، وكان الآخرون ينظرون إليّ مبتسمين.
“تقولين إنك حاولتِ تغيير العالم السفلي، وإنكِ تحملتِ الكثير… لكن في النهاية، العالم السفلي لم يتغير، بل أنتِ من تغيّر. لو بقيتِ وفيّة لمبادئك، لما حاولت قتلك، حتى لو دُفعت لي الأموال مقابل ذلك. أنا أعلم ما مررتِ به، وما عانيتِه. أعلم أنكِ أدركتِ أنكِ لا تستطيعين القضاء على الدعارة والاتجار بالبشر، لذا سعيتِ للسيطرة عليهما، للحد منهما، حاولتِ المساعدة… لكنكِ فشلتِ في إيصال تلك المبادئ لأتباعك، وحين أرادوا الإطاحة بكِ، خنتِ مبادئك من أجل الحفاظ على منصبك. تلك المبادئ التي تحملتِ العذاب لأجلها، هل تظنين الآن أنكِ لم تفعلي شيئًا خاطئًا؟ نحن لسنا متشابهين، حتى لو لم يؤمن أحد بطريقي، حتى لو وقف العالم ضدي، لن أتخلى عن مبادئي.”
“اهدأ يا رجل.”
“لماذا؟! كنت أظن أنك لا تقتل سوى من يستحق القتل! أنا لست شريرة، لا أستحق أن أموت بهذه الطريقة! كل ما أردته هو تغيير العالم السفلي نحو الأفضل! لا تعرف كم عانيت، كم تحملت! فلماذا تقتلني؟! من منحك الحق في الحكم علي، وأنت مثلنا؟!”
“كيف تريدني أن أهدأ؟ أنتم تعلمون أن فيد يستهدف رئيسنا، أليس كذلك؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت كاثرين في غاية التوتر، وقد أخذت تفكر في السبب الذي جعل فيد يختار قتلها أولًا من بين جميع زعماء العالم السفلي الآخرين. كانت تُعدّ الأقل شرًا بينهم، فلماذا اختارها تحديدًا لتكون أول من يموت؟
“تقولين إنك حاولتِ تغيير العالم السفلي، وإنكِ تحملتِ الكثير… لكن في النهاية، العالم السفلي لم يتغير، بل أنتِ من تغيّر. لو بقيتِ وفيّة لمبادئك، لما حاولت قتلك، حتى لو دُفعت لي الأموال مقابل ذلك. أنا أعلم ما مررتِ به، وما عانيتِه. أعلم أنكِ أدركتِ أنكِ لا تستطيعين القضاء على الدعارة والاتجار بالبشر، لذا سعيتِ للسيطرة عليهما، للحد منهما، حاولتِ المساعدة… لكنكِ فشلتِ في إيصال تلك المبادئ لأتباعك، وحين أرادوا الإطاحة بكِ، خنتِ مبادئك من أجل الحفاظ على منصبك. تلك المبادئ التي تحملتِ العذاب لأجلها، هل تظنين الآن أنكِ لم تفعلي شيئًا خاطئًا؟ نحن لسنا متشابهين، حتى لو لم يؤمن أحد بطريقي، حتى لو وقف العالم ضدي، لن أتخلى عن مبادئي.”
“نعرف، لكن كما قلت، هو يستهدف الرئيسة، وليس نحن. والجميع يعلم أن فايد لا يقتل من ليسوا من أهدافه. أسوأ ما يمكن أن يحدث هو أن ينتهي بنا المطاف في المستشفى.”
نظر فيد إلى كاثرين بصمت لبضع ثوانٍ، ثم قال:
“نعرف، لكن كما قلت، هو يستهدف الرئيسة، وليس نحن. والجميع يعلم أن فايد لا يقتل من ليسوا من أهدافه. أسوأ ما يمكن أن يحدث هو أن ينتهي بنا المطاف في المستشفى.”
وقبل أن أرد، انطفأت الأنوار فجأة، فدخلنا فورًا في تشكيل دفاعي نغطي فيه النقاط العمياء لبعضنا البعض، وفعّلنا نظارات الرؤية الليلية. ثم سمعت صوتًا خلفي، لكن رغم فضولي لم أتمكن من الالتفات، إذ كان عليّ أن أضع ثقتي في زملائي وأركز على جهتي.
“هولاند، لماذا لا ترد؟” سأل القائد، لكن حينها سُمع صوت آخر… ثم عمّ الصمت مجددًا. لم أعد أحتمل فضولي، فالتفت، ويبدو أن الآخرين فعلوا الشيء ذاته، فقد أصبحنا نحدّق ببعضنا البعض.
“لا رؤية للعدو.” قال القائد، ورددنا جميعًا الجواب نفسه، عدا “هولاند” الذي التزم الصمت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أما كاثرين، فلم تكن تسمع ما يحدث في الخارج، لكنها كانت تدرك جيدًا ما الذي يحدث الآن، خاصة وأن جميع الشاشات أظلمت.
“هولاند، لماذا لا ترد؟” سأل القائد، لكن حينها سُمع صوت آخر… ثم عمّ الصمت مجددًا. لم أعد أحتمل فضولي، فالتفت، ويبدو أن الآخرين فعلوا الشيء ذاته، فقد أصبحنا نحدّق ببعضنا البعض.
وبعد أن ركبت واحدة، عدت إلى شقتي. لم يحدث شيء في الطريق، لكنني بقيت يقظًا أراقب كل شيء حولي. وما إن دخلت شقتي حتى فتشت كل زاوية، وحين انتهيت، شعرت أخيرًا بالراحة، وانتهى بي المطاف على الأريكة منهارًا من الإرهاق.
“أين هولاند والقائد؟” سأل رايموند، لكن فجأة ظهر شيء خلفه، رفعت سلاحي بسرعة وكنت على وشك تحذيره، لكن قبل أن أفعل، انهار رايموند أرضًا.
«هل هو هنا؟! هل خسر العقرب الأنيق؟! ماذا أفعل؟ ماذا أفعل؟!» وبينما كانت أفكارها تتخبّط وقلبها يخفق بجنون، لاحظت كاثرين أن الشاشات بدأت تُظلم واحدة تلو الأخرى. تراجعت إلى الخلف وهي تكبت الذعر الذي انفجر فجأة، ثم زحفت نحو أحد أركان الغرفة، وأخرجت مسدسًا مخبأً، واتجهت إلى الزاوية وهي ترتجف، مشهرة سلاحها نحو الباب الوحيد المؤدي إلى الغرفة المحصّنة.
«هل هو هنا؟! هل خسر العقرب الأنيق؟! ماذا أفعل؟ ماذا أفعل؟!» وبينما كانت أفكارها تتخبّط وقلبها يخفق بجنون، لاحظت كاثرين أن الشاشات بدأت تُظلم واحدة تلو الأخرى. تراجعت إلى الخلف وهي تكبت الذعر الذي انفجر فجأة، ثم زحفت نحو أحد أركان الغرفة، وأخرجت مسدسًا مخبأً، واتجهت إلى الزاوية وهي ترتجف، مشهرة سلاحها نحو الباب الوحيد المؤدي إلى الغرفة المحصّنة.
نظرت إلى آخر زميل تبقّى لي، وقبل أن أنطق بكلمة، اختفى هو الآخر. كنت أعلم أنني التالي، لكن بدلًا من القتال، قررت الفرار. رميت معدّاتي لتخفيف وزني وأسرع في الجري.
ظللت أركض دون أن ألتفت لأي صوت أو مشهد، استخدمت الدرج ونزلت بسرعة، وبعد دقائق وصلت إلى الطابق الأرضي، وانطلقت نحو المخرج، وما إن خرجت من المبنى حتى واصلت الركض باحثًا عن سيارة أجرة.
نظرت إلى آخر زميل تبقّى لي، وقبل أن أنطق بكلمة، اختفى هو الآخر. كنت أعلم أنني التالي، لكن بدلًا من القتال، قررت الفرار. رميت معدّاتي لتخفيف وزني وأسرع في الجري.
وبعد أن ركبت واحدة، عدت إلى شقتي. لم يحدث شيء في الطريق، لكنني بقيت يقظًا أراقب كل شيء حولي. وما إن دخلت شقتي حتى فتشت كل زاوية، وحين انتهيت، شعرت أخيرًا بالراحة، وانتهى بي المطاف على الأريكة منهارًا من الإرهاق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“تقولين إنك حاولتِ تغيير العالم السفلي، وإنكِ تحملتِ الكثير… لكن في النهاية، العالم السفلي لم يتغير، بل أنتِ من تغيّر. لو بقيتِ وفيّة لمبادئك، لما حاولت قتلك، حتى لو دُفعت لي الأموال مقابل ذلك. أنا أعلم ما مررتِ به، وما عانيتِه. أعلم أنكِ أدركتِ أنكِ لا تستطيعين القضاء على الدعارة والاتجار بالبشر، لذا سعيتِ للسيطرة عليهما، للحد منهما، حاولتِ المساعدة… لكنكِ فشلتِ في إيصال تلك المبادئ لأتباعك، وحين أرادوا الإطاحة بكِ، خنتِ مبادئك من أجل الحفاظ على منصبك. تلك المبادئ التي تحملتِ العذاب لأجلها، هل تظنين الآن أنكِ لم تفعلي شيئًا خاطئًا؟ نحن لسنا متشابهين، حتى لو لم يؤمن أحد بطريقي، حتى لو وقف العالم ضدي، لن أتخلى عن مبادئي.”
…
حين استوعبت ذلك، بدأت كاثرين تبكي مجددًا، لكن هذه المرة لسبب مختلف. نظرت إلى الشاب الذي يُدعى فايد، وتحدثت بصوت مبحوح مليء بالهزيمة:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أما كاثرين، فلم تكن تسمع ما يحدث في الخارج، لكنها كانت تدرك جيدًا ما الذي يحدث الآن، خاصة وأن جميع الشاشات أظلمت.
نظرت إلى آخر زميل تبقّى لي، وقبل أن أنطق بكلمة، اختفى هو الآخر. كنت أعلم أنني التالي، لكن بدلًا من القتال، قررت الفرار. رميت معدّاتي لتخفيف وزني وأسرع في الجري.
«لا بأس، حتى لو تمكن من القضاء على كل حراسي، لن يتمكن من الدخول إلى هذه الغرفة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أين هولاند والقائد؟” سأل رايموند، لكن فجأة ظهر شيء خلفه، رفعت سلاحي بسرعة وكنت على وشك تحذيره، لكن قبل أن أفعل، انهار رايموند أرضًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت الغرفة المحصّنة التي تحتمي بها كاثرين تقع في طابق غير مدوّن ضمن المخططات الرسمية للمبنى. وحتى لو وجد فايد الغرفة، فهي وحدها القادرة على فتحها. وإذا حاول اقتحامها بالقوة، فسوف يجد صعوبة كبيرة، فالغرفة مصممة لتحمّل هجوم عدة قاذفات صواريخ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت كاثرين تنتظر محاولة فيد اقتحام الغرفة، إن وجدها أصلًا، لكن ذلك لم يحدث. الباب فُتح دون عنف، ودخل رجل يرتدي زيًّا أسود بالكامل، ووجهه مغطى بقناع أبيض. كانت كاثرين تصوّب المسدس نحوه، لكنها لم تطلق النار، بل بدأت بالبكاء.
“لماذا؟! كنت أظن أنك لا تقتل سوى من يستحق القتل! أنا لست شريرة، لا أستحق أن أموت بهذه الطريقة! كل ما أردته هو تغيير العالم السفلي نحو الأفضل! لا تعرف كم عانيت، كم تحملت! فلماذا تقتلني؟! من منحك الحق في الحكم علي، وأنت مثلنا؟!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “شكرًا… لأنك جعلتني أرى الحقيقة في النهاية… كنت أتمنى لو بقيت وفيّة لمبادئي، لكنني كنت أضعف من ذلك. هيه… أعلم أن طلبي قد يكون كثيرًا، لكن هل يمكنك أن تعدني بأن تبقى وفيًّا لمبادئك دائمًا…؟”
توقف فيد عن التقدّم نحوها، ثم خلع قناعه كاشفًا عن وجهه. صُدمت كاثرين عندما رأت أن هذا الشاب اليافع هو نفسه القاتل الأسطوري الذي أرعب عالم الجريمة في مدينة “ليم”.
ظللت أركض دون أن ألتفت لأي صوت أو مشهد، استخدمت الدرج ونزلت بسرعة، وبعد دقائق وصلت إلى الطابق الأرضي، وانطلقت نحو المخرج، وما إن خرجت من المبنى حتى واصلت الركض باحثًا عن سيارة أجرة.
نظر فيد إلى كاثرين بصمت لبضع ثوانٍ، ثم قال:
ابتسمت كاثرين بابتسامة يعلوها السكون والطمأنينة. أعاد فيد قناعه، ثم أخرج إبرة ورماها نحو رأس كاثرين، فأرداها قتيلة بضربة واحدة سريعة.
“تقولين إنك حاولتِ تغيير العالم السفلي، وإنكِ تحملتِ الكثير… لكن في النهاية، العالم السفلي لم يتغير، بل أنتِ من تغيّر. لو بقيتِ وفيّة لمبادئك، لما حاولت قتلك، حتى لو دُفعت لي الأموال مقابل ذلك. أنا أعلم ما مررتِ به، وما عانيتِه. أعلم أنكِ أدركتِ أنكِ لا تستطيعين القضاء على الدعارة والاتجار بالبشر، لذا سعيتِ للسيطرة عليهما، للحد منهما، حاولتِ المساعدة… لكنكِ فشلتِ في إيصال تلك المبادئ لأتباعك، وحين أرادوا الإطاحة بكِ، خنتِ مبادئك من أجل الحفاظ على منصبك. تلك المبادئ التي تحملتِ العذاب لأجلها، هل تظنين الآن أنكِ لم تفعلي شيئًا خاطئًا؟ نحن لسنا متشابهين، حتى لو لم يؤمن أحد بطريقي، حتى لو وقف العالم ضدي، لن أتخلى عن مبادئي.”
وقبل أن أرد، انطفأت الأنوار فجأة، فدخلنا فورًا في تشكيل دفاعي نغطي فيه النقاط العمياء لبعضنا البعض، وفعّلنا نظارات الرؤية الليلية. ثم سمعت صوتًا خلفي، لكن رغم فضولي لم أتمكن من الالتفات، إذ كان عليّ أن أضع ثقتي في زملائي وأركز على جهتي.
لم تفهم كاثرين لماذا، لكن صوت فيد بدا لها هادئًا، وكأن كلماته تسكن أعماق روحها. وبينما تستمع إليه، شعرت كأن شيئًا في داخلها انهار. تذكّرت تلك الأيام التي كانت تؤمن فيها حقًا بتغيير العالم السفلي. الأشخاص الذين ساعدتهم آنذاك… أين هم الآن؟ معظمهم ماتوا ودُفنوا. لطالما قالت إنها ستساعدهم حين تستقر مكانتها، لكن ذلك لم يحدث أبدًا. كانت فقط تخدع نفسها. أرادت تحرير الآخرين، لكنها هي من انتهى بها الأمر سجينة في موقعها.
نظر فيد إلى كاثرين بصمت لبضع ثوانٍ، ثم قال:
“آمل أن تكون حياتك القادمة خالية من المعاناة والعذاب… وأن تجدي فيها… السعادة.”
حين استوعبت ذلك، بدأت كاثرين تبكي مجددًا، لكن هذه المرة لسبب مختلف. نظرت إلى الشاب الذي يُدعى فايد، وتحدثت بصوت مبحوح مليء بالهزيمة:
كانت الغرفة المحصّنة التي تحتمي بها كاثرين تقع في طابق غير مدوّن ضمن المخططات الرسمية للمبنى. وحتى لو وجد فايد الغرفة، فهي وحدها القادرة على فتحها. وإذا حاول اقتحامها بالقوة، فسوف يجد صعوبة كبيرة، فالغرفة مصممة لتحمّل هجوم عدة قاذفات صواريخ.
“شكرًا… لأنك جعلتني أرى الحقيقة في النهاية… كنت أتمنى لو بقيت وفيّة لمبادئي، لكنني كنت أضعف من ذلك. هيه… أعلم أن طلبي قد يكون كثيرًا، لكن هل يمكنك أن تعدني بأن تبقى وفيًّا لمبادئك دائمًا…؟”
كانت كاثرين تنتظر محاولة فيد اقتحام الغرفة، إن وجدها أصلًا، لكن ذلك لم يحدث. الباب فُتح دون عنف، ودخل رجل يرتدي زيًّا أسود بالكامل، ووجهه مغطى بقناع أبيض. كانت كاثرين تصوّب المسدس نحوه، لكنها لم تطلق النار، بل بدأت بالبكاء.
“لا داعي لأن أعدك بذلك، لقد قطعت ذلك الوعد لشخص مهم في حياتي، وسأظل صادقًا به حتى النهاية.”
وبعد أن ركبت واحدة، عدت إلى شقتي. لم يحدث شيء في الطريق، لكنني بقيت يقظًا أراقب كل شيء حولي. وما إن دخلت شقتي حتى فتشت كل زاوية، وحين انتهيت، شعرت أخيرًا بالراحة، وانتهى بي المطاف على الأريكة منهارًا من الإرهاق.
نظر فيد إلى كاثرين بصمت لبضع ثوانٍ، ثم قال:
“فهمت… إذًا آمل أن يظل قلبك صادقًا حتى النهاية.”
“لماذا؟! كنت أظن أنك لا تقتل سوى من يستحق القتل! أنا لست شريرة، لا أستحق أن أموت بهذه الطريقة! كل ما أردته هو تغيير العالم السفلي نحو الأفضل! لا تعرف كم عانيت، كم تحملت! فلماذا تقتلني؟! من منحك الحق في الحكم علي، وأنت مثلنا؟!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ابتسمت كاثرين بابتسامة يعلوها السكون والطمأنينة. أعاد فيد قناعه، ثم أخرج إبرة ورماها نحو رأس كاثرين، فأرداها قتيلة بضربة واحدة سريعة.
حين استوعبت ذلك، بدأت كاثرين تبكي مجددًا، لكن هذه المرة لسبب مختلف. نظرت إلى الشاب الذي يُدعى فايد، وتحدثت بصوت مبحوح مليء بالهزيمة:
وبعد أن ركبت واحدة، عدت إلى شقتي. لم يحدث شيء في الطريق، لكنني بقيت يقظًا أراقب كل شيء حولي. وما إن دخلت شقتي حتى فتشت كل زاوية، وحين انتهيت، شعرت أخيرًا بالراحة، وانتهى بي المطاف على الأريكة منهارًا من الإرهاق.
“آمل أن تكون حياتك القادمة خالية من المعاناة والعذاب… وأن تجدي فيها… السعادة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت كاثرين في غاية التوتر، وقد أخذت تفكر في السبب الذي جعل فيد يختار قتلها أولًا من بين جميع زعماء العالم السفلي الآخرين. كانت تُعدّ الأقل شرًا بينهم، فلماذا اختارها تحديدًا لتكون أول من يموت؟
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات