فتح الباب (3)
بدأت ألسنة اللهب تتصاعد فوق رأس خوان. سحب هيلد إلكيهل فوراً وتراجع إلى الخلف عند رؤيته لتلك النيران. ومثلما حدث قبل بضعة أيام، تراقصت النيران في أعمدة واتخذت شكل قرن ضخم. وسرعان ما زاد هيلد المسافة بينه وبين خوان قدر ما استطاع، ومع ذلك احترق ظهر يده واحمرّ من شدة الحرارة.
“جلالتك!” صرخ هيلد بقلق.
‘هل كان هذا التاج هو السبب الذي دفع جيرارد لطعني في ظهري؟ وهل كان يظن حقاً أنني قادر على التحكم فيه؟’
لكن خوان ظل واقفاً دون أن يرد على هيلد. وعندها فقط أدرك هيلد أن ذراعي خوان كانتا ترتجفان وكأنهما تتشنجان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‘جيرارد. إن كنت لا تزال حياً، أريد أن أذيقك طعم هذا البحر من النار.’
كان خوان يضغط على أسنانه من شدة الألم؛ شعر وكأن دماغه يذوب بسبب الحرارة. ولم يمر وقت طويل حتى تشققت أسنانه بصوت فظيع وسال الدم على خديه. وبعد ذلك، حتى الدم الذي كان يسيل على خده بدأ يحترق متحولاً إلى دخان أحمر. شعر خوان وكأن أحدهم غرز حديداً محمّاً في جمجمته.
بدأ جسد خوان يتحول ببطء إلى رماد، وتبعثر بلا حول ولا قوة. وكان صوت تحطم جسده وتفككه مزعجاً للغاية.
كان الألم الذي يشعر به يتجاوز أي تصور بشري. لم يكن ما شعر به مجرد ألم بسيط—بل كانت النيران تشتعل بعنف، وكأنها تحاول حرق روحه وأعصابه لإفقاده عقله.
“هل هي بنفس القوة التي كانت لديك قبل أن تموت؟” سألت نيينا بفرح.
تأوه خوان واشتد ضغطه على أسنانه محاولاً تحمل الألم. وفكر أنه من حسن الحظ أن أسنانه قد تشققت في وقت مبكر، إذ لن يقلق بشأن عضّ لسانه.
لكن خوان ظل واقفاً دون أن يرد على هيلد. وعندها فقط أدرك هيلد أن ذراعي خوان كانتا ترتجفان وكأنهما تتشنجان.
بدأت عضلات جسده بالكامل تنتفخ وتتمزق. وكان من الواضح أن جسده سيتحطم ويتحول إلى غبار حتى قبل أن يُحرق حتى الموت بهذا المعدل.
أمسك هيلد بإلكيهل وطعنه في وسط البخار. وفي تلك اللحظة، بدأ البخار يتناثر بشكل دائري، مما سمح لنيينا وهيلد باستعادة رؤيتهما تدريجياً. كما خفّت الحرارة الشديدة قليلاً بفضل رماح نيينا الجليدية، لكنها ظلت ساخنة للغاية.
كان هيلد، الذي يراقب المشهد، غير قادر على تصديق ما يراه.
كان الألم الذي يشعر به يتجاوز أي تصور بشري. لم يكن ما شعر به مجرد ألم بسيط—بل كانت النيران تشتعل بعنف، وكأنها تحاول حرق روحه وأعصابه لإفقاده عقله.
‘هل هو فعلاً يتحكم في التاج؟’
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أبي!”
ساوره الشك فيما يحدث، وكانت نيينا واقفة بجانبه وفمها مفتوح من الدهشة.
“هكذا هو جلالته. عبقري في كل ما يفعله.” قالت نيينا بفخر.
“هيلد. هل هو بخير حقًا؟ مهما نظرت إليه… لا أظن أنّ حالته جيدة.”
’ولادة من جديد‘ سيكون تعبيراً أدق من ’إعادة تشكيل الجسد‘. فقد كانت كمية المانا التي تتدفق داخله أكبر من أي وقت مضى.
“كونه لم يفقد السيطرة ولم يحرق كل ما حوله يعني أنه بخير. علاوة على ذلك، هو يقيّد نفسه. إذا كان الأمر كذلك، فقد تكون حالته في الواقع…”
تأوه خوان واشتد ضغطه على أسنانه محاولاً تحمل الألم. وفكر أنه من حسن الحظ أن أسنانه قد تشققت في وقت مبكر، إذ لن يقلق بشأن عضّ لسانه.
في تلك اللحظة، أغلق هيلد فمه عندما صرخ خوان وهزّ جسده بعنف. وفي اللحظة نفسها التي أطلق فيها خوان صرخته، انفجرت ذراعه اليمنى وتطايرت أشلاؤها في كل اتجاه.
ضغطت نيينا على أسنانها وأرسلت رماحها الجليدية نحو خوان. وتبخرت مئات من رماح الجليد في لحظة واحدة، مطلقة كميات هائلة من البخار. حتى البخار المنبعث كان ساخناً لدرجة أنه قد يحرق نيينا وهيلد بسهولة. وبينما لم تكن الرؤية واضحة لنيينا بسبب البخار، لم تتوقف.
شحب وجه نيينا عندما رأت ذلك المنظر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “كونه لم يفقد السيطرة ولم يحرق كل ما حوله يعني أنه بخير. علاوة على ذلك، هو يقيّد نفسه. إذا كان الأمر كذلك، فقد تكون حالته في الواقع…”
كان خوان منحنياً ومرتجفاً، بالكاد محافظاً على وعيه، وكأنه ربط سفينة عملاقة بخيط مشدود واحد. كاد أن يفقد وعيه عدة مرات، لكن رغبته في فهم نوايا جيرارد ساعدته بشكل متناقض على الحفاظ على رشده.
بشكل عام، بدا أنه في حوالي العشرين من عمره؛ بدا أن خوان قد كبر قليلاً مقارنةً بما كان عليه قبل استدعاء التاج.
‘هل كان هذا التاج هو السبب الذي دفع جيرارد لطعني في ظهري؟ وهل كان يظن حقاً أنني قادر على التحكم فيه؟’
بدأت النيران المنبعثة من التاج تندمج بجسد خوان مثل الجذور. وكلما مرّت النار على جزء من جلده، احترق بالكامل. بدا وجه خوان وكأنه كرة من النار. تقريبا وجهه بالكامل—عيناه، أنفه، وفمه—كان ينبعث منه اللهب، حتى أصبح وجهه أشبه بالفحم المتفحم وسط ألسنة اللهب الساطعة.
ركّز خوان على التاج. كان لا يزال يشتعل بشدة فوق رأسه. ثم خطر لخوان أنه قد يتمكن من تخفيف الألم إذا نقل الحرارة المركّزة على رأسه إلى مكان آخر. لم يكن متأكداً من نجاح ذلك، لكنه اعتقد أنه لن يختلف كثيراً عن التحكم في المانا خاصته.
لاحظت نيينا أن اللهب كان يجري في عروق خوان. وعندما وصلت النيران إلى ذراعه اليمنى المبتورة، انتشرت وكأنها تتبع أوعية دموية في مكان لم يعد يحتوي على ذراع.
طقطقة!
‘هل كان هذا التاج هو السبب الذي دفع جيرارد لطعني في ظهري؟ وهل كان يظن حقاً أنني قادر على التحكم فيه؟’
رأى نيينا وهيلد، وهما يراقبان خوان بصمت، شيئاً غريباً—فالنيران التي كانت تتصاعد من فوق رأس خوان على شكل قرن بدأت بالانتشار من جبهته، وكأنها تأخذ جذورها هناك. أول ما غزته النيران كان عينيه، والتي احترقت بسرعة. ثم تفتت الرماد بصوت مرعب وانفجرت النيران من عينيه.
حرّك خوان جسده المكوَّن من النيران بحذر. كان جسده مريحاً جداً وخفيفاً، دون أدنى ألم؛ فالألم لا يُحَسّ إلا إذا كان للجسد شكل مادي. وقد اختفت معظم حاجاته البشرية أيضاً. إن الإحساس بالبيئة المحيطة هو نظام يتكون من المكافآت والعقوبات، وقد صُمم لغرض البقاء. لكن خوان الآن تحرر من تلك الأمور ولم يعد لديه سبب للشعور بتلك الأشياء غير الضرورية.
“اللعنة!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‘لم أتوقع أن أكبر سناً.’
حاولت نيينا الركض نحو خوان، لكن هيلد أوقفها بسرعة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أبي!”
“خالتي، ارجوكِ ابقي مكانك!”
“أعتذر. لم أفكر كثيراً قبل أن أتكلم الآن. تحمست قليلاً لأن كل شيء سار بعكس توقعاتي.”
“هل يبدو هذا طبيعياً بالنسبة لك؟ جسد أبي لا يحترق في النيران عادة! هذا يعني أن جسده لا يعمل بشكل صحيح!”
كان هيلد محقاً، لكن كان من الصعب على نيينا أن تبقى ساكنة بينما تشاهد خوان يتعذب. بدأت تقضم أظافرها بتوتر وهي تحدق في خوان.
“لا أعلم ما هي العملية التي يستخدمها التاج للهدوء. لست متأكداً إن كان كل شيء يسير كما ينبغي، لكن جلالته سيستعيد وعيه بمجرد أن يُغمى عليه. أما أنت، فلن تكوني آمنة إذا اقتربتِ منه بهذه الطيش الآن!”
كان الألم الذي يشعر به يتجاوز أي تصور بشري. لم يكن ما شعر به مجرد ألم بسيط—بل كانت النيران تشتعل بعنف، وكأنها تحاول حرق روحه وأعصابه لإفقاده عقله.
كان هيلد محقاً، لكن كان من الصعب على نيينا أن تبقى ساكنة بينما تشاهد خوان يتعذب. بدأت تقضم أظافرها بتوتر وهي تحدق في خوان.
رأى خوان كلاً من هيلد ونيينا يركضان نحوه على عجل. توقفت نيينا لحظةً عند رؤية جسد خوان وقد كَبُر، لكنها ما لبثت أن خلعت عباءتها الفروية ولفّتها حول خوان.
“سأحمّلك المسؤولية إذا حدث شيء لأبي,” حذّرت نيينا.
“لا أعلم كيف يمكنني أن أصف هذا الوضع سوى بالقول إنه… معجزة. لا أصدق أنك تعلمت كيف تتحكم بالتاج ولو قليلاً في محاولتين فقط. هذه نتيجة مختلفة تماماً عن كل المعلومات التي جمعتها عن التاج من قبل. كنت أظن أن الأمر سيستغرق سنة على الأقل.” قال هيلد.
“وماذا إن سيطر التاج على جلالته بالكامل؟”
“هكذا هو جلالته. عبقري في كل ما يفعله.” قالت نيينا بفخر.
بدأت النيران المنبعثة من التاج تندمج بجسد خوان مثل الجذور. وكلما مرّت النار على جزء من جلده، احترق بالكامل. بدا وجه خوان وكأنه كرة من النار. تقريبا وجهه بالكامل—عيناه، أنفه، وفمه—كان ينبعث منه اللهب، حتى أصبح وجهه أشبه بالفحم المتفحم وسط ألسنة اللهب الساطعة.
’ولادة من جديد‘ سيكون تعبيراً أدق من ’إعادة تشكيل الجسد‘. فقد كانت كمية المانا التي تتدفق داخله أكبر من أي وقت مضى.
كان جسد خوان، الذي ظلّ يرتجف كما لو كان يعاني من نوبة تشنج، لم يعد يتحرك إطلاقاً. كانت نيران التاج تلتهمه وكأنها تحاول التهام كيانه بالكامل.
رأى خوان كلاً من هيلد ونيينا يركضان نحوه على عجل. توقفت نيينا لحظةً عند رؤية جسد خوان وقد كَبُر، لكنها ما لبثت أن خلعت عباءتها الفروية ولفّتها حول خوان.
لاحظت نيينا أن اللهب كان يجري في عروق خوان. وعندما وصلت النيران إلى ذراعه اليمنى المبتورة، انتشرت وكأنها تتبع أوعية دموية في مكان لم يعد يحتوي على ذراع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‘جيرارد. إن كنت لا تزال حياً، أريد أن أذيقك طعم هذا البحر من النار.’
استمرت الحرارة في التصاعد مع تغلغل التاج في جسد خوان. تراجعت نيينا؛ لم تعد تحتمل الحرارة رغم كونها بعيدة نوعاً ما. وكان الأمر ذاته ينطبق على هيلد.
في تلك اللحظة، خطا خوان خطوة فداس على شيء ما—كانت رماداً. أدرك خوان أن الرماد كان من جسده القديم. كانت هذه أول مرة يبقى فيها جسده الأصلي بعد أن أُعيد تشكيل جسده الجديد. وكان هذا دليلاً على أن عملية إعادة تشكيل الجسد هذه المرة كانت مختلفة تماماً من حيث النطاق مقارنةً بالمحاولات السابقة.
كان خوان الآن يحترق تماماً مثل قطعة من الحطب، وقد انقسم جلده المتفحم إلى نصفين، كاشفاً عن الحرارة المتأججة داخله.
“سأحمّلك المسؤولية إذا حدث شيء لأبي,” حذّرت نيينا.
“كيف يبدو الأمر؟” سألت نيينا. لكن هيلد لم يتمكن من الرد؛ حتى هو لم يكن لديه أي فكرة عمّا يحدث. كل ما كان يجري الآن كان خارجاً عن كل توقعاته.
استمرت الحرارة في التصاعد مع تغلغل التاج في جسد خوان. تراجعت نيينا؛ لم تعد تحتمل الحرارة رغم كونها بعيدة نوعاً ما. وكان الأمر ذاته ينطبق على هيلد.
في تلك اللحظة، انفجرت ذراع خوان اليسرى، التي كانت لا تزال سليمة، وتحولت إلى رماد بصوت انفجار عالٍ. تطاير الرماد الأسود في الهواء الساخن، منتشراً على الرمال البيضاء.
لم تكن لدى خوان أعين، لكنه كان لا يزال “يرى”. ولم يكن لديه دماغ، لكنه كان لا يزال “يفكر”.
بعد ذلك، توالت الانفجارات واحداً تلو الآخر، وفقد خوان توازنه وسقط على الرمال البيضاء.
أومأ هيلد برأسه لرد نيينا.
بدأ جسد خوان يتحول ببطء إلى رماد، وتبعثر بلا حول ولا قوة. وكان صوت تحطم جسده وتفككه مزعجاً للغاية.
انحنى هيلد بسرعة.
“أبي!”
“اللعنة!”
ضغطت نيينا على أسنانها وأرسلت رماحها الجليدية نحو خوان. وتبخرت مئات من رماح الجليد في لحظة واحدة، مطلقة كميات هائلة من البخار. حتى البخار المنبعث كان ساخناً لدرجة أنه قد يحرق نيينا وهيلد بسهولة. وبينما لم تكن الرؤية واضحة لنيينا بسبب البخار، لم تتوقف.
“هيلد. هل هو بخير حقًا؟ مهما نظرت إليه… لا أظن أنّ حالته جيدة.”
لم يكن لدى هيلد خيار سوى الاعتراف بأن الوضع الحالي لم يكن متوقعاً على الإطلاق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان خوان يفضل أن يكون له جسد مادي. كان يحب اللمس، والشعور، والأكل، والنوم، والضحك بصوت عالٍ وحتى الإحساس بالألم. لم يكن يشعر بمتعة خاصة من أي من ذلك من قبل، لكنه الآن كان يتوق إليها بشدة أكثر من أي وقت مضى.
“خالتي، تراجعي!”
كان الألم الذي يشعر به يتجاوز أي تصور بشري. لم يكن ما شعر به مجرد ألم بسيط—بل كانت النيران تشتعل بعنف، وكأنها تحاول حرق روحه وأعصابه لإفقاده عقله.
أمسك هيلد بإلكيهل وطعنه في وسط البخار. وفي تلك اللحظة، بدأ البخار يتناثر بشكل دائري، مما سمح لنيينا وهيلد باستعادة رؤيتهما تدريجياً. كما خفّت الحرارة الشديدة قليلاً بفضل رماح نيينا الجليدية، لكنها ظلت ساخنة للغاية.
رفع خوان رأسه ببطء. بدا أن مستوى نظره كان أعلى قليلاً من ذي قبل. نظر خوان إلى يديه وتفحص حالته. كانت بشرته شاحبة قليلاً، لكنها نظيفة وناعمة، كما لو كان طفلاً وُلد للتو. كما أنه أصبح أكثر عضلية قليلاً. وكان شعره قد طال أيضاً، حتى بلغ كتفيه.
شعر هيلد بيديه تبدآن بالتشوه من شدة الحرارة، لكنه استمر في الضغط بقوة على إلكيهل الذي كان يطعن به وسط البخار. ثم رأى شيئاً لا يُصدق وسط البخار—جسد خوان قد تحول إلى رماد وتبعثر، لكن التاج لا يزال في مكانه، يشتعل بغضب.
لكن خوان ظل واقفاً دون أن يرد على هيلد. وعندها فقط أدرك هيلد أن ذراعي خوان كانتا ترتجفان وكأنهما تتشنجان.
***
رأى نيينا وهيلد، وهما يراقبان خوان بصمت، شيئاً غريباً—فالنيران التي كانت تتصاعد من فوق رأس خوان على شكل قرن بدأت بالانتشار من جبهته، وكأنها تأخذ جذورها هناك. أول ما غزته النيران كان عينيه، والتي احترقت بسرعة. ثم تفتت الرماد بصوت مرعب وانفجرت النيران من عينيه.
لم تكن لدى خوان أعين، لكنه كان لا يزال “يرى”. ولم يكن لديه دماغ، لكنه كان لا يزال “يفكر”.
“هل تعتقد أنك ستكون قادراً على استدعاء التاج مرة أخرى؟”
استرجع خوان اللحظة التي تدفقت فيها طاقة مجهولة إلى داخله في هايفدن. كان هذا مشابهاً للغاية لتلك اللحظة—لكن على عكس تلك المرة، كان لا يزال يشعر بجسده. كانت النيران المشتعلة هي خوان نفسه. وظنّ أنه قد مرّ بالحالة نفسها حتى قبل هايفدن بزمن طويل.
أدرك خوان أن استعارة هيلد كانت صحيحة. إذا كان التاج كمية هائلة من الماء المخزون في السد، فإن خوان نفسه هو بوابة السد. وكانت عملية غرس إلكيهل داخله بمثابة صنع ثقب في السد.
حين أُعيد إحياؤه لأول مرة كصبي هزيل، كان هذا هو شكله تماماً. الفارق الوحيد مقارنةً بتلك المرة، هو أنه كان واعياً الآن. وأدرك خوان أن التاج كان بالتأكيد مرتبطاً بعملية بعثه.
رأى خوان كلاً من هيلد ونيينا يركضان نحوه على عجل. توقفت نيينا لحظةً عند رؤية جسد خوان وقد كَبُر، لكنها ما لبثت أن خلعت عباءتها الفروية ولفّتها حول خوان.
كانت الطاقة المتذبذبة داخل التاج هائلة.
كان هيلد محقاً، لكن كان من الصعب على نيينا أن تبقى ساكنة بينما تشاهد خوان يتعذب. بدأت تقضم أظافرها بتوتر وهي تحدق في خوان.
شعر خوان أنه قادر على حرق الإمبراطورية بأكملها بسهولة في حالته الحالية. كان يستطيع أن يشعر بكمية الطاقة الهائلة التي يحتويها التاج. وبمجرد أن شعر بكمية الطاقة داخل التاج، أدرك مدى التهور الذي كان عليه ومدى حظه الكبير في نجاته من المرة السابقة التي استدعى فيها التاج.
في تلك اللحظة، خطا خوان خطوة فداس على شيء ما—كانت رماداً. أدرك خوان أن الرماد كان من جسده القديم. كانت هذه أول مرة يبقى فيها جسده الأصلي بعد أن أُعيد تشكيل جسده الجديد. وكان هذا دليلاً على أن عملية إعادة تشكيل الجسد هذه المرة كانت مختلفة تماماً من حيث النطاق مقارنةً بالمحاولات السابقة.
حرّك خوان جسده المكوَّن من النيران بحذر. كان جسده مريحاً جداً وخفيفاً، دون أدنى ألم؛ فالألم لا يُحَسّ إلا إذا كان للجسد شكل مادي. وقد اختفت معظم حاجاته البشرية أيضاً. إن الإحساس بالبيئة المحيطة هو نظام يتكون من المكافآت والعقوبات، وقد صُمم لغرض البقاء. لكن خوان الآن تحرر من تلك الأمور ولم يعد لديه سبب للشعور بتلك الأشياء غير الضرورية.
“خالتي، تراجعي!”
ومع ذلك، شعر خوان بشيء من الاستياء للحظة.
في تلك اللحظة، أغلق هيلد فمه عندما صرخ خوان وهزّ جسده بعنف. وفي اللحظة نفسها التي أطلق فيها خوان صرخته، انفجرت ذراعه اليمنى وتطايرت أشلاؤها في كل اتجاه.
‘هذا لا يختلف عن أن تكون حاكما.’
حين أُعيد إحياؤه لأول مرة كصبي هزيل، كان هذا هو شكله تماماً. الفارق الوحيد مقارنةً بتلك المرة، هو أنه كان واعياً الآن. وأدرك خوان أن التاج كان بالتأكيد مرتبطاً بعملية بعثه.
كان خوان يفضل أن يكون له جسد مادي. كان يحب اللمس، والشعور، والأكل، والنوم، والضحك بصوت عالٍ وحتى الإحساس بالألم. لم يكن يشعر بمتعة خاصة من أي من ذلك من قبل، لكنه الآن كان يتوق إليها بشدة أكثر من أي وقت مضى.
“كيف يبدو الأمر؟” سألت نيينا. لكن هيلد لم يتمكن من الرد؛ حتى هو لم يكن لديه أي فكرة عمّا يحدث. كل ما كان يجري الآن كان خارجاً عن كل توقعاته.
ثم استعاد جسده.
“اللعنة!”
***
حرّك خوان جسده المكوَّن من النيران بحذر. كان جسده مريحاً جداً وخفيفاً، دون أدنى ألم؛ فالألم لا يُحَسّ إلا إذا كان للجسد شكل مادي. وقد اختفت معظم حاجاته البشرية أيضاً. إن الإحساس بالبيئة المحيطة هو نظام يتكون من المكافآت والعقوبات، وقد صُمم لغرض البقاء. لكن خوان الآن تحرر من تلك الأمور ولم يعد لديه سبب للشعور بتلك الأشياء غير الضرورية.
رفع خوان رأسه ببطء. بدا أن مستوى نظره كان أعلى قليلاً من ذي قبل. نظر خوان إلى يديه وتفحص حالته. كانت بشرته شاحبة قليلاً، لكنها نظيفة وناعمة، كما لو كان طفلاً وُلد للتو. كما أنه أصبح أكثر عضلية قليلاً. وكان شعره قد طال أيضاً، حتى بلغ كتفيه.
أومأ هيلد برأسه لرد نيينا.
بشكل عام، بدا أنه في حوالي العشرين من عمره؛ بدا أن خوان قد كبر قليلاً مقارنةً بما كان عليه قبل استدعاء التاج.
***
‘لم أتوقع أن أكبر سناً.’
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان خوان الآن يحترق تماماً مثل قطعة من الحطب، وقد انقسم جلده المتفحم إلى نصفين، كاشفاً عن الحرارة المتأججة داخله.
في تلك اللحظة، خطا خوان خطوة فداس على شيء ما—كانت رماداً. أدرك خوان أن الرماد كان من جسده القديم. كانت هذه أول مرة يبقى فيها جسده الأصلي بعد أن أُعيد تشكيل جسده الجديد. وكان هذا دليلاً على أن عملية إعادة تشكيل الجسد هذه المرة كانت مختلفة تماماً من حيث النطاق مقارنةً بالمحاولات السابقة.
“سأحمّلك المسؤولية إذا حدث شيء لأبي,” حذّرت نيينا.
’ولادة من جديد‘ سيكون تعبيراً أدق من ’إعادة تشكيل الجسد‘. فقد كانت كمية المانا التي تتدفق داخله أكبر من أي وقت مضى.
في تلك اللحظة، أغلق هيلد فمه عندما صرخ خوان وهزّ جسده بعنف. وفي اللحظة نفسها التي أطلق فيها خوان صرخته، انفجرت ذراعه اليمنى وتطايرت أشلاؤها في كل اتجاه.
“جلالتك!”
استرجع خوان اللحظة التي تدفقت فيها طاقة مجهولة إلى داخله في هايفدن. كان هذا مشابهاً للغاية لتلك اللحظة—لكن على عكس تلك المرة، كان لا يزال يشعر بجسده. كانت النيران المشتعلة هي خوان نفسه. وظنّ أنه قد مرّ بالحالة نفسها حتى قبل هايفدن بزمن طويل.
رأى خوان كلاً من هيلد ونيينا يركضان نحوه على عجل. توقفت نيينا لحظةً عند رؤية جسد خوان وقد كَبُر، لكنها ما لبثت أن خلعت عباءتها الفروية ولفّتها حول خوان.
’ولادة من جديد‘ سيكون تعبيراً أدق من ’إعادة تشكيل الجسد‘. فقد كانت كمية المانا التي تتدفق داخله أكبر من أي وقت مضى.
“ماذا حدث؟ هل أصبحت قادراً على التحكم بالتاج الآن؟” سأل هيلد.
حرّك خوان جسده المكوَّن من النيران بحذر. كان جسده مريحاً جداً وخفيفاً، دون أدنى ألم؛ فالألم لا يُحَسّ إلا إذا كان للجسد شكل مادي. وقد اختفت معظم حاجاته البشرية أيضاً. إن الإحساس بالبيئة المحيطة هو نظام يتكون من المكافآت والعقوبات، وقد صُمم لغرض البقاء. لكن خوان الآن تحرر من تلك الأمور ولم يعد لديه سبب للشعور بتلك الأشياء غير الضرورية.
“لا أعلم تماماً ما الذي حدث. يبدو أنني أصبحت قادراً على التحكم بالتاج بشكل أفضل الآن، لأن جسدي أُعيد تشكيله قبل أن يتحول جسدي القديم وروحي إلى رماد. من الصعب أن أشرح التفاصيل، لكن… همم. يمكنني أن أشعر بأن جسدي ممتلئ بقوة النار النقية والطاهرة.” قال خوان.
أومأ خوان برأسه عند سماعه سؤال هيلد.
“هل هي بنفس القوة التي كانت لديك قبل أن تموت؟” سألت نيينا بفرح.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفكر خوان دون قصد أن تعريفه لـ “الاستفادة الجيدة” قد يكون مختلفاً قليلاً عن تعريف هيلد، لكنه لم يُكلف نفسه عناء توضيح ذلك.
“ليست بذلك القدر. لكن… يمكنني أن أستفيد من هذه القوة جيداً.”
‘هل كان هذا التاج هو السبب الذي دفع جيرارد لطعني في ظهري؟ وهل كان يظن حقاً أنني قادر على التحكم فيه؟’
أظهر هيلد تعبيراً ينم عن خيبة أمل.
في تلك اللحظة، انفجرت ذراع خوان اليسرى، التي كانت لا تزال سليمة، وتحولت إلى رماد بصوت انفجار عالٍ. تطاير الرماد الأسود في الهواء الساخن، منتشراً على الرمال البيضاء.
وفكر خوان دون قصد أن تعريفه لـ “الاستفادة الجيدة” قد يكون مختلفاً قليلاً عن تعريف هيلد، لكنه لم يُكلف نفسه عناء توضيح ذلك.
بدأت ألسنة اللهب تتصاعد فوق رأس خوان. سحب هيلد إلكيهل فوراً وتراجع إلى الخلف عند رؤيته لتلك النيران. ومثلما حدث قبل بضعة أيام، تراقصت النيران في أعمدة واتخذت شكل قرن ضخم. وسرعان ما زاد هيلد المسافة بينه وبين خوان قدر ما استطاع، ومع ذلك احترق ظهر يده واحمرّ من شدة الحرارة. “جلالتك!” صرخ هيلد بقلق.
“هل تعتقد أنك ستكون قادراً على استدعاء التاج مرة أخرى؟”
لم تكن لدى خوان أعين، لكنه كان لا يزال “يرى”. ولم يكن لديه دماغ، لكنه كان لا يزال “يفكر”.
أومأ خوان برأسه عند سماعه سؤال هيلد.
طقطقة!
“ربما. ومع ذلك، لا أرغب في المرور بذلك مجدداً.”
أومأ خوان برأسه عند سماعه سؤال هيلد.
أدرك خوان أن استعارة هيلد كانت صحيحة. إذا كان التاج كمية هائلة من الماء المخزون في السد، فإن خوان نفسه هو بوابة السد. وكانت عملية غرس إلكيهل داخله بمثابة صنع ثقب في السد.
“لا أعلم كيف يمكنني أن أصف هذا الوضع سوى بالقول إنه… معجزة. لا أصدق أنك تعلمت كيف تتحكم بالتاج ولو قليلاً في محاولتين فقط. هذه نتيجة مختلفة تماماً عن كل المعلومات التي جمعتها عن التاج من قبل. كنت أظن أن الأمر سيستغرق سنة على الأقل.” قال هيلد.
“أنا آسف، لكنني أود التحقق من بعض الأمور مرات أخرى مستقبلاً. وعلى الرغم من أنني أعتقد أن ما رأته عمتي نيينا وأنا يكفي لوضع بعض الفرضيات حول التاج، فإنه سيكون من الصعب مواجهة الصدع حتى تتمكن من السيطرة الكاملة على التاج.” قال هيلد.
“لا أعلم تماماً ما الذي حدث. يبدو أنني أصبحت قادراً على التحكم بالتاج بشكل أفضل الآن، لأن جسدي أُعيد تشكيله قبل أن يتحول جسدي القديم وروحي إلى رماد. من الصعب أن أشرح التفاصيل، لكن… همم. يمكنني أن أشعر بأن جسدي ممتلئ بقوة النار النقية والطاهرة.” قال خوان.
“أفترض أنه لا خيار لي سوى أن أفعل ذلك إذا اضطررت. وأنا متأكد أن الأمر سيكون أسهل في المرة الثالثة.”
“أعتذر. لم أفكر كثيراً قبل أن أتكلم الآن. تحمست قليلاً لأن كل شيء سار بعكس توقعاتي.”
“لا أعلم كيف يمكنني أن أصف هذا الوضع سوى بالقول إنه… معجزة. لا أصدق أنك تعلمت كيف تتحكم بالتاج ولو قليلاً في محاولتين فقط. هذه نتيجة مختلفة تماماً عن كل المعلومات التي جمعتها عن التاج من قبل. كنت أظن أن الأمر سيستغرق سنة على الأقل.” قال هيلد.
لاحظت نيينا أن اللهب كان يجري في عروق خوان. وعندما وصلت النيران إلى ذراعه اليمنى المبتورة، انتشرت وكأنها تتبع أوعية دموية في مكان لم يعد يحتوي على ذراع.
“هكذا هو جلالته. عبقري في كل ما يفعله.” قالت نيينا بفخر.
كان الألم الذي يشعر به يتجاوز أي تصور بشري. لم يكن ما شعر به مجرد ألم بسيط—بل كانت النيران تشتعل بعنف، وكأنها تحاول حرق روحه وأعصابه لإفقاده عقله.
أومأ هيلد برأسه لرد نيينا.
ثم استعاد جسده.
“عبقري… من المؤكد أنه سيكون من المستحيل لولا ذلك. أشعر وكأنه خُلق ليكون مثالياً في كل ما يفعله، لا مجرد عبقري فقط…”
***
“هيلد، لا تقل أشياء وقحة كهذه.” قاطعته نيينا بنبرة تحذير.
كان جسد خوان، الذي ظلّ يرتجف كما لو كان يعاني من نوبة تشنج، لم يعد يتحرك إطلاقاً. كانت نيران التاج تلتهمه وكأنها تحاول التهام كيانه بالكامل.
انحنى هيلد بسرعة.
حين أُعيد إحياؤه لأول مرة كصبي هزيل، كان هذا هو شكله تماماً. الفارق الوحيد مقارنةً بتلك المرة، هو أنه كان واعياً الآن. وأدرك خوان أن التاج كان بالتأكيد مرتبطاً بعملية بعثه.
“أعتذر. لم أفكر كثيراً قبل أن أتكلم الآن. تحمست قليلاً لأن كل شيء سار بعكس توقعاتي.”
في تلك اللحظة، أغلق هيلد فمه عندما صرخ خوان وهزّ جسده بعنف. وفي اللحظة نفسها التي أطلق فيها خوان صرخته، انفجرت ذراعه اليمنى وتطايرت أشلاؤها في كل اتجاه.
“لا بأس. بفضلك، تم تسريع خطتي.” قال خوان وهو يضم قبضتيه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “وماذا إن سيطر التاج على جلالته بالكامل؟”
‘جيرارد. إن كنت لا تزال حياً، أريد أن أذيقك طعم هذا البحر من النار.’
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ماذا حدث؟ هل أصبحت قادراً على التحكم بالتاج الآن؟” سأل هيلد.
ووعد خوان نفسه أن يجعل ذلك يحدث. فابنه الحبيب كان لا بد أن يُعاقب.
كان هيلد، الذي يراقب المشهد، غير قادر على تصديق ما يراه.
كان جسد خوان، الذي ظلّ يرتجف كما لو كان يعاني من نوبة تشنج، لم يعد يتحرك إطلاقاً. كانت نيران التاج تلتهمه وكأنها تحاول التهام كيانه بالكامل.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
