الصحراء (3)
الفصل 61: الصحراء (3)
شعر لامان أنه لو حدثت حرب، فَـمن الصواب أن تكون حربًا حقيقية، حيث يبذل المحاربون دمائهم من أجل النصر. ولكن ماذا لو إن السلطان العظيم يظهر فقط أنه يقدر ويعتز بدماء محاربيه؟ لو إنه بالفعل ينقذ دمائهم من السفك حتى يوم حرب الغزو العظيمة من خلال القيام بذلك، فَـيجب على جنوده أن يعرفوا بذلك لكي يستعدوا للحرب مُمتلئين بِـمشاعرٍ من الفرح والامتنان.
رغم خوف مرؤوسي لامان فكرة العودة بدونه، إلا أنهم لم يمتلكوا خيارًا سوى القيام بذلك. قبل مغادرتهم، قاموا بإنشاء قصتهم حول ما حدث هنا.
أدار يوجين رأسه لمراقبة وجه لامان. وما رآه هو الخجل والخوف فقط. لم يشعر أن لامان يكذب عليه. عرف يوجين الآن لماذا تم إرسال شخص مثل لامان، الذي وصل بالفعل إلى رتبة كابتن، في مهمةٍ كهذه.
“على عكس مظهرك، يبدو أنك ساذج إلى حد ما، أيها الرجل العجوز. أو هل يمكن أنكَ تتظاهر فقط بالسذاجة؟” سأل يوجين.
أثناء مطاردتهم السرية، حاول يوجين لايونهارت دخول صحراء كازاني، مما أجبرهم على محاولة إيقافه. ومع ذلك، إكتشفوا أنه من المستحيل عليهم الوقوف بحزم في مواجهة عناد هذا السيد الشاب من عشيرة لايونهارت، وفشلوا أيضًا في إقناعه.
ومع ذلك، هذا أفضل. على الرغم من أن الموت على يد يوجين هي بالتأكيد فكرة مخيفة، إلا أن لامان خافَ أكثر من تشويه شرفه وفخره بسبب هذا الفشل.
وهكذا، قرر قائدهم، لامان، مرافقة يوجين وحده. في الوقت الحالي، سمحوا ليوجين بدخول صحراء كازاني مع أخذ وعدٍ منه بالعودة عند مواجهته لأول علامةٍ على الخطر أو المتاعب.
“سَـأحتاج لإلقاء نظرةٍ بنفسي قبلَ أن أقرر ما يجب القيام به.” قائلًا هذا بإبتسامة، بدأ يوجين يسير نحو الواحة البعيدة.
صرح يوجين بحزم: “هذا شيء سأحتاج لِـتأكيده بعيني.”
لم يعرف أي منهم هل سَـيصدق عاهل كاجيتان، تيري المنداني، مثل هذه القصة. تم علاج الجروح التي تلقوها من يوجين بطريقة ما بالجرعات وسحر العلاج، ولكن….في النهاية، أوامر سيدهم كانت منع يوجين من دخول كازاني، وليس التصرف كَـمرافقين له والذهاب معه إذا لم يتمكنوا من ردعه.
جاء الصباح مبكرًا في الصحراء. نَهضَ يوجين على الفور بمجرد أن بدأت أشعة الفجر تنتشر عبر السماء. وعلى الرغم من أنه إستيقظ للتو، إلا أن عيناه بَدَتا صافيتَينِ ومشرقَتَين بشكلٍ لا يصدق.
لهذا، ظلَّ لامان يحس بِـعدم الإستقرار لدرجة أنه لم يستطِع إلا البقاء مستيقظًا طوال الليل. بعد أن إعترف لنفسه أنَّهُ حتى لو لم يتحدث مرؤوسوه مِن أجله، لما إستطاع تحمل الخوف والألم الذي جلبه له يوجين لفترة أطول، شعر لامان بالخجل الشديد من نفسه لهذا.
في تلك اللحظة، تغير تعبير لامان فجأة. ضرب الأرض بقوة وإنطلق نحو يوجين.
شعر لامان أنه لو حدثت حرب، فَـمن الصواب أن تكون حربًا حقيقية، حيث يبذل المحاربون دمائهم من أجل النصر. ولكن ماذا لو إن السلطان العظيم يظهر فقط أنه يقدر ويعتز بدماء محاربيه؟ لو إنه بالفعل ينقذ دمائهم من السفك حتى يوم حرب الغزو العظيمة من خلال القيام بذلك، فَـيجب على جنوده أن يعرفوا بذلك لكي يستعدوا للحرب مُمتلئين بِـمشاعرٍ من الفرح والامتنان.
الولاء لسيدك والقدرة على البقاء صامِتًا هي مُميزات هامة يجب أن يمتلكها المحارب. لكن لامان خان سيده. فَـشفتاه، التي مِن المفترض أن تكون ضيقةً مثل القفل، قد رفرفتا بحرية. كما شعر بالقلق بشأن كيفية معاملة مرؤوسيه، الذين لم يَتَبقَ لديهم خيار سوى العودة….
لامان هو شخصٌ صادق ومخلص. ومع ذلك، لا يمكن أن يكون الولاء ضمانًا مُطلَقًا. وفي الوقت نفسه، يمكن دائمًا الإعتماد على الجهل. بغض النظر عن مدى إرعابِ وترهيب وتعذيب شخص ما، لا يُمكن له أن يقولَ ما لا يعرف. في هذا الصدد، كان لامان هو أبلهٌ مثالي.
بدا لامان صادقًا. ولماذا يسأل يوجين عن إمكانية تواجد أي شامان رمال في صحراء كازاني؟ لماذا شامان الرمال، الذين أقسموا بالولاء فقط لعائلة نهاما الملكية، سَـيكونون في صحراء كازاني، التي هي بعيدةٌ عن العاصمة؟
ومع ذلك، هذا أفضل. على الرغم من أن الموت على يد يوجين هي بالتأكيد فكرة مخيفة، إلا أن لامان خافَ أكثر من تشويه شرفه وفخره بسبب هذا الفشل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لهذا حاول أن يُريحَ نفسه بفكرة أنه الآنَ يحمي شرفهم بإتِّباعِ يوجين، لكن قلب لامان لا يزال غير قادر على الراحة. علاوة على ذلك، لم يستطِع لامان النوم بسبب كل الجروح والكدمات التي ألحقها يوجين بجسده، وخاصة وجهه، الذي ضرب مرارًا وتكرارًا على الرمال.
“…حسنا.” وافق لامان على مضض.
من ناحية أخرى، نامَ يوجين بسعادة. بينما تعرض لامان للتعذيب طوال الليل بالألم في جسده وقلبه، نامَ يوجين مثل طفل بجانبه، ملتفًا في عباءة الظلام.
“تسك….” نظر لامان إلى يوجين ونقر على لسانه بصدمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لو أراد يوجين التوجه مباشرة إلى حيث هو مسقط رأس هامل، فَـهو بحاجة للمرور مباشرة عبر تلك الواحة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
على الرغم من تعرضه للضرب، أطراف لامان لا تزال سليمة. قدماهُ ويداهُ غير مقيدتان، ولم يأخذ منهُ يوجين أسلحته منه. لو إستَطاع فقط جمع ثقته بنفسه، لهاجم لامان يوجين متى شاء.
‘هل هو فقط متغطرس….لا، لا هذا غير ممكن.’ رفض لامان مثل هذه الفكرة.
لم يتقلب يوجين أثناء نومه، ولم يشخر أيضًا. بدا فقط وكأنه نائم بعمق، يتنفس ببطء مع نظرة هادئة على وجهه. ومع ذلك، ما زال لامان لا يجرؤ على الاقتراب منه. في ذلك الوقت القصير، العنف الذي تعرض له جسده قد كسر إرادة لامان في المقاومة.
تم تفجير الرمال التي تغطي الأرض بقوة رياحٍ قوية.
أيضًا، لا يزال لامان لا يرى أي ثغراتٍ في دفاعات يوجين.
يوجين نائمٌ بالتأكيد. سواءً مِن مراقبة تنفسه أو نبضه، فإن كل العلامات تشير إلى أنه نائم. هل يمكن أنه يُزَوِرُ نومه؟ ولكن ما هي الأسباب التي قد تجعل يوجين يفعل ذلك؟
لم يُهزم لامان هزيمةً عاديةً أبدًا. لقد هُزِمَ تمامًا من قبل ذلك الصبي البالغ من العمر تسعة عشر عامًا من عشيرة لايونهارت. ليس بمجرد ضربة حظ. لقد هُزِمَ لامان نتيجة للفجوة الهائلة في المهارة بينه وبين يوجين.
‘…هل يمكن أن تكون مجرد عادة؟’ تكهن لامان.
رغم خوف مرؤوسي لامان فكرة العودة بدونه، إلا أنهم لم يمتلكوا خيارًا سوى القيام بذلك. قبل مغادرتهم، قاموا بإنشاء قصتهم حول ما حدث هنا.
“إنها مزيفة.” لكِن، بينما هو ينظر إلى الواحة بعيونٍ منتشية، قال يوجين هذه الكلمات بنبرةٍ باردة.
خمن لامان أن يوجين مُعتادٌ بالفعل على الخطر لدرجة أنه يمكن أن ينام بعمق حتى عندما لا يعرف من أين يأتي الخطر أو الشكل الذي قد يتخذه. في حين أن عقله قد يكون نائمًا، فَـجسده مستعد للرد على أي تهديد. تساءل لامان عَمَّا هل يجب عليه أن يحاول اختبار تخمينه هذا أم لا، لكنه أشار بعد ذلك إلى أنه يفتقر إلى المهارات اللازمة للقيام بذلك.
“لماذا تطرح موضوعًا قديمًا جدًا الآن….؟ صحيح، لقد كانت أراضي تابعةً لتوراس منذ حوالي مائة عام.” سايَّرَ لامان يوجين.
“ربما هذا صحيح. هل أنت مولودٌ في كازاني؟” سأل يوجين فجأةً هذا السؤال دون أن يستدير لينظر إلى لامان.
“هاااه…” بعد التنهد بسخرية من نفسه، واصل لامان تغطية جسده بالضمادات. في المقام الأول، وصفه بأنه مجرد اختبار سيكون أمرًا سخيفًا، هذا لأنه سيخاطر بقطع حلقه.
دون أن يقول أي شيء أكثر من ذلك، بدأ يوجين يركض عبر الصحراء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا على الإطلاق.” نفى لامان.
الإقتراب من يوجين الآن هو فِعلٌ غير مجدٍ أبدًا الآن.
“هلَّا بدأنا في التحرك؟” إقترح يوجين.
ولكن إستخدام العواصف الرملية كَـوسيلة لتنفيذ غزوهم….أليسَ هذا شيئًا حقيرًا حقًا؟
جاء الصباح مبكرًا في الصحراء. نَهضَ يوجين على الفور بمجرد أن بدأت أشعة الفجر تنتشر عبر السماء. وعلى الرغم من أنه إستيقظ للتو، إلا أن عيناه بَدَتا صافيتَينِ ومشرقَتَين بشكلٍ لا يصدق.
“مرحبًا، لامان. حاول أن تبقي محاولاتك للهروب من الواقع داخل رأسك. لا تبدأ في إغضابي بمحاولاتك الضعيفة في إنكار الواقع.” حذره يوجين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“…حسنا.” وافق لامان على مضض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‘إنه سريع جدًا.’ تفاجئ لامان وبدء على الفور في اللَحقا بِـيوجين.
في النهاية، لم يتمكن لامان من النوم، ولا حتى قليلًا. ومع ذلك، لم يُظهِر أي تعب. إعتاد لامان أيضًا على الظروف القاسية. كمحارب يمكنه التحكم بمهارة في طاقته السحرية، لهذا يمكنه التعافي من تعبه بإستهلاك القليل من الطاقة السحرية حتى لو لم يَنَم.
في النهاية، لم يتمكن لامان من النوم، ولا حتى قليلًا. ومع ذلك، لم يُظهِر أي تعب. إعتاد لامان أيضًا على الظروف القاسية. كمحارب يمكنه التحكم بمهارة في طاقته السحرية، لهذا يمكنه التعافي من تعبه بإستهلاك القليل من الطاقة السحرية حتى لو لم يَنَم.
“هل يمكن أن تكون في مزاج سيئ لأنني عاملتك بوقاحة؟” سَئلَهُ يوجين.
“…هاه؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“لا على الإطلاق.” نفى لامان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
واصل يوجين حَثَّه، “إذن هل أنت مستاء لأنني دُست على شرفك؟”
“سَـأحتاج لإلقاء نظرةٍ بنفسي قبلَ أن أقرر ما يجب القيام به.” قائلًا هذا بإبتسامة، بدأ يوجين يسير نحو الواحة البعيدة.
“…لا على الإطلاق.” جاء رد لامان المتأخر.
تنهد يوجين، “هل أنتَ أحمق أيُّها العجوز؟”
‘…هل يمكن أن تكون مجرد عادة؟’ تكهن لامان.
“كان ردك الأول سريعا، لكن الرد الآن أبطأ قليلًا. آه، لا بأس لو إنَّكَ مستاء. لقد ذكرتُ ما فعلتُهُ لأنني أردت أن أزعجك، ولهذا السبب ضربتك أيضًا.” إعترف يوجين عندما بدأ يمشي إلى الأمام، مُبعدًا الرمال عن عباءته. “لكِنَ كُلَّ ذلِكَ من الماضي الآن. منذ أن مرَّ الليل وأشرقت الشمس مُعلنةً بداية يوم جديد، دعنا نبدأ اليوم الجديد هذا بإطار ذهنيٍّ جديد.”
“لماذا تطرح موضوعًا قديمًا جدًا الآن….؟ صحيح، لقد كانت أراضي تابعةً لتوراس منذ حوالي مائة عام.” سايَّرَ لامان يوجين.
لم يعرف لامان ما قصده هذا اللقيط، بقوله مثل هذه الأشياء، بالضبط.
يمكن أن يؤكد ذلك أيضًا أن قبره موجودٌ حقاً في مكان ما في هذه الصحراء.
غير يوجين الموضوع، “هل هناك أي شامان رمال في صحراء كازاني؟”
مر يوم منذ أن بدأ لامان في مرافقة يوجين، ودخلوا صحراء كازاني. تمامًا كما قال لامان وملازمه، الصحراء قاحلة وفارغة تمامًا. صحراءٌ حيث لا يمكن لِـشيءٍ أن يبقى حيًا فيها. ويبدو أن هذهِ هي الحقيقة، لأنهم لم يواجهوا أي مخاطر معينة خلال نصف اليوم الذي قَضَياهُ في هذه الصحراء. لكن ها هما الآن يجدان واحةً فجأة.
يمكن أن يؤكد ذلك أيضًا أن قبره موجودٌ حقاً في مكان ما في هذه الصحراء.
وسط إرتباك لامان، جاء سؤال آخر. لم يستطع لامان التفكير في الرد على الفور وحدق بصمت في ظهر يوجين.
“إنه ليس في مقبرة. يجب أن يكون القبر الذي أبحث عنه قبرًا وحيدًا.”
حذرَه يوجين:”لا تتصرف وكأنك لا تعرف,”
“أ-أنا حقًا لا أعرف.” تلعثم لامان.
كمحارب، لم يعتبر لامان غزو البلدان الأخرى عملًا شريرًا. فًـبعدَ كل شيء، لا يوجد خطأ في أخذ القوي لِـممتلكات الضعيف. هذا ليس قانون الصحراء فقط؛ كل شيء في هذا العالم يعتمد على فكرة البقاء للأصلح.
“هاااه…” بعد التنهد بسخرية من نفسه، واصل لامان تغطية جسده بالضمادات. في المقام الأول، وصفه بأنه مجرد اختبار سيكون أمرًا سخيفًا، هذا لأنه سيخاطر بقطع حلقه.
هدده يوجين، “هل تريد حقا قضاء المزيد من الوقت في الجحيم بين يدي؟”
لم يعرف لامان ما قصده هذا اللقيط، بقوله مثل هذه الأشياء، بالضبط.
“مستحيل—! أنا حقًا، حقًا لا أعرف. سَـأقسم بهذا على كل ما أملك.” أصر لامان.
“هناك منطقة مخصصة بشكل منفصل كمقبرة في كازاني.” أوضح لامان: “كان بإمكاني أن آخذك إلى هناك—”
بدا لامان صادقًا. ولماذا يسأل يوجين عن إمكانية تواجد أي شامان رمال في صحراء كازاني؟ لماذا شامان الرمال، الذين أقسموا بالولاء فقط لعائلة نهاما الملكية، سَـيكونون في صحراء كازاني، التي هي بعيدةٌ عن العاصمة؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‘إنه سريع جدًا.’ تفاجئ لامان وبدء على الفور في اللَحقا بِـيوجين.
“ما هي رتبتك؟” سألَ يوجين فجأة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أمم…” أومأ يوجين .
“…هاه؟” بدا لامان مرتبكًا.
أحسَّ لامان بالإرتِباك: “…هاه؟”
“قلت أن سيدك هو عاهل كاجيتان. ونظرا لإمتلاكك مرؤوسين معك، يجب أن يكون لديك نوع من الرُتَبِ العسكرية.” أوضح يوجين.
“أنا….قائد الفرقة الثانية من محاربي الرمال الحمراء، وهي وحدة تحت القيادة المباشرة لسيدي.” كشف لامان.
وسط إرتباك لامان، جاء سؤال آخر. لم يستطع لامان التفكير في الرد على الفور وحدق بصمت في ظهر يوجين.
دون أن يقول أي شيء أكثر من ذلك، بدأ يوجين يركض عبر الصحراء.
وحدة تحت قيادة العاهل المباشرة. هذا ليس مختلفًا عن فارسٍ يخدم تحت قيادة نبيل. هذا يعني أن كونك قائد الفرقة الثانية يجب أن تَكونَ مكانةً مرموقة إلى حدٍّ ما. وبالمهارات التي أظهرها لامان بالأمس، لا يبدو أنَّهُ لم يستحق منصب الكابتن.
“إنه ليس في مقبرة. يجب أن يكون القبر الذي أبحث عنه قبرًا وحيدًا.”
أدار يوجين رأسه لمراقبة وجه لامان. وما رآه هو الخجل والخوف فقط. لم يشعر أن لامان يكذب عليه. عرف يوجين الآن لماذا تم إرسال شخص مثل لامان، الذي وصل بالفعل إلى رتبة كابتن، في مهمةٍ كهذه.
لامان هو شخصٌ صادق ومخلص. ومع ذلك، لا يمكن أن يكون الولاء ضمانًا مُطلَقًا. وفي الوقت نفسه، يمكن دائمًا الإعتماد على الجهل. بغض النظر عن مدى إرعابِ وترهيب وتعذيب شخص ما، لا يُمكن له أن يقولَ ما لا يعرف. في هذا الصدد، كان لامان هو أبلهٌ مثالي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وحدة تحت قيادة العاهل المباشرة. هذا ليس مختلفًا عن فارسٍ يخدم تحت قيادة نبيل. هذا يعني أن كونك قائد الفرقة الثانية يجب أن تَكونَ مكانةً مرموقة إلى حدٍّ ما. وبالمهارات التي أظهرها لامان بالأمس، لا يبدو أنَّهُ لم يستحق منصب الكابتن.
تنهد يوجين، “هل أنتَ أحمق أيُّها العجوز؟”
يمكن أن يؤكد ذلك أيضًا أن قبره موجودٌ حقاً في مكان ما في هذه الصحراء.
“…هاه….؟” شعر لامان بالحيرة من الإهانة المفاجئة.
لا يمكن أن تحتوي صحراء كازاني على واحات. وهذا هو السبب في أن لا شيء يمكن أن يعيش هناك، ولامان يعرف عن هذا جيدًا. ولكن الآن لكي يكتشفا واحة….هل يمكن أن عاصفةً رمليةً رهيبةً قد حفرت الأرض، محررةً المياه أدناها؟ أو أن المطر قد سقط هنا دون أن يلاحظها أحد وأدى ذلك إلى تجمعها على الأرض؟ في كلتا الحالتين، شعر لامان أن الواحة التي رصدوها من بعيد يجب أن تكون مُعجِزةَ الصحراء.
“صحراء كازاني. اعتادت أن تكون أراضي مملكة توراس، صحيح؟” قال يوجين.
قال يوجين دون أي ثقة: “سيكون من الرائع لو سار الأمر هكذا.”
“لماذا تطرح موضوعًا قديمًا جدًا الآن….؟ صحيح، لقد كانت أراضي تابعةً لتوراس منذ حوالي مائة عام.” سايَّرَ لامان يوجين.
“إنه لأمرٌ مثيرٌ للإعجاب إظهارُكَ الولاء لسيدك، ولكن، ليسَ وكأن سيدك هو سيدي كذلك، صحيح؟”
لم يعرف لامان ما قصده هذا اللقيط، بقوله مثل هذه الأشياء، بالضبط.
“هذا صحيح. لكن عاصفة رملية ظهرت من العدم وحولت كل الأراضي والغابات الجميلة إلى صحراء. نظرا لأن بقية حدودهم مع نهاما تحولت أيضًا إلى صحراء، لم تمتلك توراس خيار سوى التنازل عن هذه المنطقة لنهاما.”
على الرغم من أن يوجين أطلق على هذا مُسمى تنازل، إلا أنه في الأساس كان إبتزازًا. فَـبعدَ الإدِّعاءِ بأن توسع الصحراء شيءٌ قد خططت له السماء، قام سلطان نهاما بوضع محاربيه في الصحراء وبدأ في إجراء مناورات عسكرية. كدولة صغيرة، لا يمكن أن تُخاطِرَ توراس بنزاع مع نهاما حتمًا؛ ولا يمكن لأي دولة صالحة في هذه القارة أن تسفك دماء جنودها لمجرد أنها تشعر بالشفقة على مثل هذا البلد الصغير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
يمكن أن يؤكد ذلك أيضًا أن قبره موجودٌ حقاً في مكان ما في هذه الصحراء.
“التصحر لا يزال يتقدم تدريجيًا حتى الآن، أليسَ هذا صحيحًا؟ ونظرًا لأن رفقك لا يستطيعون إلقاء مثل هذا الإدعاء الغبي ضد إمبراطورية كيهل، فَـهُم يستمرون في التنمر على الضعفاء الموجودين توراس.” قال يوجين هذا بنبرة إتهامٍ واضحة.
من ناحية أخرى، نامَ يوجين بسعادة. بينما تعرض لامان للتعذيب طوال الليل بالألم في جسده وقلبه، نامَ يوجين مثل طفل بجانبه، ملتفًا في عباءة الظلام.
“…كيف تجرؤ على إلقاء مثل هذا الهراء؟” حذر لامان يوجين.
“ما هي رتبتك؟” سألَ يوجين فجأة.
من ناحية أخرى، نامَ يوجين بسعادة. بينما تعرض لامان للتعذيب طوال الليل بالألم في جسده وقلبه، نامَ يوجين مثل طفل بجانبه، ملتفًا في عباءة الظلام.
“على عكس مظهرك، يبدو أنك ساذج إلى حد ما، أيها الرجل العجوز. أو هل يمكن أنكَ تتظاهر فقط بالسذاجة؟” سأل يوجين.
هذا سؤالٌ لم يستطِع الإجابة عليه. ومع ذلك، لم يستطع يوجين تجاهل شكوكه في أن ملوك الشياطين وهيلموث قد يكونون متورطين في كل هذا.
أحس يوجين باليقين من هذا. فقد شعر أنه من تلك النقطة فصاعدًا، تزدادُ كثافة الطاقة السحرية عن المنطقة المحيطة. لكن لامان لم يستطِع تحديد هذا على أنه وهم سحري مثل يوجين. وهذا لأن حساسيته تجاه الطاقة السحرية أقل بكثيرٍ من حساسية يوجين، ولم يمتلك نفس الفهم العميق للسحر الذي إمتلكه يوجين.
بنبرةٍ غير واثقة، جادل لامان، “حتى لو إن ما تقوله صحيح….لا يمكن أن يشارك سيدنا في مثل هذه الأعمال الدنيئة….”
“أليست أوامِرُهُ لكم بإخفاء هوياتكم وتتبعي أمرًا حقيرًا؟”
لم ينوِ لامان مهاجمة يوجين. مع صراخ مرعوب، دفع لامان ظهر يوجين بعدما خرجت شفرة داكنة من الرمال تحت قدمي يوجين. لكن يدي لامان لم تستطِعا تحريك يوجين للخلف.
قال يوجين، “تلك الطريقة التي أضاءت بها عينيك عندما نظرت إلى تلك الواحة في وقت سابق. هناك أيضًا حقيقة أنك تستمر في الإرتجاف أثناء العواصف الرملية العادية. أيضا، تغير مزاجك عندما أخبرتك عن شامان الرمل.”
“هـ-هذا….إنَّهُ فقط قلق من أنك قد تواجه خطرًا في مثل هذه الصحراء الغادرة….”
أو هذا ما إعتقده يوجين، إلا أنه إكتشف أنه لا يزال من الصعب عليه اللحاق بِـيوجين. رغم أنه لا يبدو أن يوجين يركض بقوةٍ خاصةٍ من نوعٍ ما، إلا أنَّهُ ومع كل خطوة يخطوها، طار جسده عبر الرمال.
“يبدو أنك حقا لا تعرف أي شيء. حسنًا، هذا جيد. ليس من المهم حقًا معرفتك بالحقيقة أم لا.” هز يوجين رأسه وهو يقول هذا وتحول إلى الأمام. “ولكن يجب أن تفهم شيئًا. ليس لدي أي نية للمجيء كل هذا الطريق إلى بلد أجنبي فقط للوقوع في منتصف صراع لا أستطيعُ التعامل معه، هل تفهمني؟ يمكنني أن أخمن تقريبًا لماذا سيدُكَ لا يريدني أن أتوجه إلى الصحراء. لو تجول أجنبي في قاعدةِ شامان الرمال، ولو إنَّ هذا الأجنبي صادفَ أن يكون السيد الشاب لعشيرة لايونهارت، ألن يكون ذلك مجرد ألم في المؤخرة لجميع المعنيين؟”
‘…هل يمكن أن تكون مجرد عادة؟’ تكهن لامان.
لو إن يوجين هو مجرد شخصٍ عادي، فيمكنهم التخلص منه دون أي قلق. فَـليسَ من غير المألوف أن يختفي المسافرون في هذه الصحراء الشاسعة. ومع ذلك، فإن اختفاء السيد الشاب لعشيرة لايونهارت سيكون له وزن مختلفٌ تمامًا. فَـلو إختفى يوجين في الصحراء، فإن غيلياد، بطريرك العشيرة، لن يترك هذه القضية تمرُّ أبدًا.
“…أعتقد أنني أفهم ما تحاول قوله.” أجاب لامان مع خفض رأسه قليلًا. “لو وجد هُناك حقًا….شامان الرمال مثلما تتكهن….إذن وقبل أن يتمكنوا من إيذائك، سوف أتدخل لحمايتك، أيُّها اللورد. حتى لو إنَّ شامان الرمل تحت قيادة السُلطانِ مباشرة، فعليهم على الأقل إظهار بعض الاحترام لسيدي، عاهل كاجيتان.”
لامان هو شخصٌ صادق ومخلص. ومع ذلك، لا يمكن أن يكون الولاء ضمانًا مُطلَقًا. وفي الوقت نفسه، يمكن دائمًا الإعتماد على الجهل. بغض النظر عن مدى إرعابِ وترهيب وتعذيب شخص ما، لا يُمكن له أن يقولَ ما لا يعرف. في هذا الصدد، كان لامان هو أبلهٌ مثالي.
قال يوجين دون أي ثقة: “سيكون من الرائع لو سار الأمر هكذا.”
لكن يوجين لم يحتَج منه أن يقول أي شيء، “هل كُنتَ جزءًا من المجموعة التي حاولت الاستقرار في الصحراء؟ ثم مع كونك محظوظا بما يكفي للنجاة من العاصفة الرملية الكارثية تمكنت بطريقة ما من الوصول إلى كاجيتان….هل سيدك هو الذي سمح لك بالدخول في حينها؟ ولهذا السبب أنتَ لا تريد أن تصدق أن سيدك متصلٌ بطريقةٍ بالعواصف الرملية، لكنني متأكد من أن لديك بعض الشكوك حول ذلك….”
لذا، هل من الممكن أن يكونَ شخصٌ ما قد ترك فخًا هنا مع علمهِ بهذه الحقيقة؟
“…لماذا تريد أن تذهب إلى صحراء كازاني؟” سأل لامان بتردد. “بجدية، لا يوجد شيء يمكن العثور عليه هناك….”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “صحراء كازاني. اعتادت أن تكون أراضي مملكة توراس، صحيح؟” قال يوجين.
صرح يوجين بحزم: “هذا شيء سأحتاج لِـتأكيده بعيني.”
هذا كل ما يمكن أن يتمناه المحارب.
لم يثق يوجين من إمكانية عثورِهِ حقًا على قبر هامل في الصحراء. فَـإلى حَدٍّ ما، هذا كله مجرد تخمين. يمكن ألَّا يكون هناك شيء يمكن العثور عليه هناك بعد كل شيء. ولكن مع ذلك، ما زال يشعر بالحاجة للتحقق من ذلك.
دون أن يقول أي شيء أكثر من ذلك، بدأ يوجين يركض عبر الصحراء.
“كيف يمكن ذلك—لماذا لم تخبرني بهذا في وقت سابق؟” سأل لامان بسخط.
دون أن يقول أي شيء أكثر من ذلك، بدأ يوجين يركض عبر الصحراء.
‘إنه سريع جدًا.’ تفاجئ لامان وبدء على الفور في اللَحقا بِـيوجين.
شعر لامان أنه لو حدثت حرب، فَـمن الصواب أن تكون حربًا حقيقية، حيث يبذل المحاربون دمائهم من أجل النصر. ولكن ماذا لو إن السلطان العظيم يظهر فقط أنه يقدر ويعتز بدماء محاربيه؟ لو إنه بالفعل ينقذ دمائهم من السفك حتى يوم حرب الغزو العظيمة من خلال القيام بذلك، فَـيجب على جنوده أن يعرفوا بذلك لكي يستعدوا للحرب مُمتلئين بِـمشاعرٍ من الفرح والامتنان.
“أنا….قائد الفرقة الثانية من محاربي الرمال الحمراء، وهي وحدة تحت القيادة المباشرة لسيدي.” كشف لامان.
على الرغم من أن لامان قد تعرض للضرب المبرح في الليلة الماضية، لكن لِـحُسنِ الحظ، لم يتم كسر أي من عظامه. وبفضل إستعمالِ طاقته السحرية طوال الليل بدلًا مِنَ النوم، لن يواجِه لامان أي مشاكل في الركض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نظر لامان إلى يوجين بعيون مهتزة. على الرغم من أن كلمات يوجين صحيحةٌ من الناحية المنطقية، إلا أنه من الصعب تصديق أن مثل هذا الحُكم قد جاء من صبي يبلغ من العمر تسعة عشر عامًا.
“تسك….” نظر لامان إلى يوجين ونقر على لسانه بصدمة.
أو هذا ما إعتقده يوجين، إلا أنه إكتشف أنه لا يزال من الصعب عليه اللحاق بِـيوجين. رغم أنه لا يبدو أن يوجين يركض بقوةٍ خاصةٍ من نوعٍ ما، إلا أنَّهُ ومع كل خطوة يخطوها، طار جسده عبر الرمال.
ولكن إستخدام العواصف الرملية كَـوسيلة لتنفيذ غزوهم….أليسَ هذا شيئًا حقيرًا حقًا؟
بترك هذا جانبًا، لا يزال لامان يفكر فيما قالهُ يوجين. ‘…هل يمكن أن تكون العواصف الرملية حقًا…..مفتعلةً مِن قبل شامان الرمال؟’
كمحارب، لم يعتبر لامان غزو البلدان الأخرى عملًا شريرًا. فًـبعدَ كل شيء، لا يوجد خطأ في أخذ القوي لِـممتلكات الضعيف. هذا ليس قانون الصحراء فقط؛ كل شيء في هذا العالم يعتمد على فكرة البقاء للأصلح.
هدده يوجين، “هل تريد حقا قضاء المزيد من الوقت في الجحيم بين يدي؟”
* * *
ولكن إستخدام العواصف الرملية كَـوسيلة لتنفيذ غزوهم….أليسَ هذا شيئًا حقيرًا حقًا؟
دون أن يقول أي شيء أكثر من ذلك، بدأ يوجين يركض عبر الصحراء.
“إذن فأنا لست متأكدا من نوع القبر الذي تبحث عنه، ولكن يجب أن يكون هناك مئات الآلاف من الجثث المدفونة في هذه الصحراء الشاسعة.”
شعر لامان أنه لو حدثت حرب، فَـمن الصواب أن تكون حربًا حقيقية، حيث يبذل المحاربون دمائهم من أجل النصر. ولكن ماذا لو إن السلطان العظيم يظهر فقط أنه يقدر ويعتز بدماء محاربيه؟ لو إنه بالفعل ينقذ دمائهم من السفك حتى يوم حرب الغزو العظيمة من خلال القيام بذلك، فَـيجب على جنوده أن يعرفوا بذلك لكي يستعدوا للحرب مُمتلئين بِـمشاعرٍ من الفرح والامتنان.
يوجين نائمٌ بالتأكيد. سواءً مِن مراقبة تنفسه أو نبضه، فإن كل العلامات تشير إلى أنه نائم. هل يمكن أنه يُزَوِرُ نومه؟ ولكن ما هي الأسباب التي قد تجعل يوجين يفعل ذلك؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا على الإطلاق.” نفى لامان.
هذا كل ما يمكن أن يتمناه المحارب.
لكِن بهذه الطريقة بدا الأمر وكأن لامان سكولوف ليس بِـمُحاربٍ حقًا، حيث بدأ يشعر بعاطفة خيانة تبدأ في التملص في أعماق قلبه.
* * *
لكن لامان حاول تجاهل هذه المشاعر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أمم…” أومأ يوجين .
* * *
“….واحة…؟” لامان لاهث.
للحظة، لم يعرف لامان ماذا يقول.
مر يوم منذ أن بدأ لامان في مرافقة يوجين، ودخلوا صحراء كازاني. تمامًا كما قال لامان وملازمه، الصحراء قاحلة وفارغة تمامًا. صحراءٌ حيث لا يمكن لِـشيءٍ أن يبقى حيًا فيها. ويبدو أن هذهِ هي الحقيقة، لأنهم لم يواجهوا أي مخاطر معينة خلال نصف اليوم الذي قَضَياهُ في هذه الصحراء. لكن ها هما الآن يجدان واحةً فجأة.
من ناحية أخرى، نامَ يوجين بسعادة. بينما تعرض لامان للتعذيب طوال الليل بالألم في جسده وقلبه، نامَ يوجين مثل طفل بجانبه، ملتفًا في عباءة الظلام.
‘حينها ماذا يمكن أن يكون؟’
حدق لامان في الواحة البعيدة بِـصدمة.
بترك هذا جانبًا، لا يزال لامان يفكر فيما قالهُ يوجين. ‘…هل يمكن أن تكون العواصف الرملية حقًا…..مفتعلةً مِن قبل شامان الرمال؟’
لا يمكن أن تحتوي صحراء كازاني على واحات. وهذا هو السبب في أن لا شيء يمكن أن يعيش هناك، ولامان يعرف عن هذا جيدًا. ولكن الآن لكي يكتشفا واحة….هل يمكن أن عاصفةً رمليةً رهيبةً قد حفرت الأرض، محررةً المياه أدناها؟ أو أن المطر قد سقط هنا دون أن يلاحظها أحد وأدى ذلك إلى تجمعها على الأرض؟ في كلتا الحالتين، شعر لامان أن الواحة التي رصدوها من بعيد يجب أن تكون مُعجِزةَ الصحراء.
خمن لامان أن يوجين مُعتادٌ بالفعل على الخطر لدرجة أنه يمكن أن ينام بعمق حتى عندما لا يعرف من أين يأتي الخطر أو الشكل الذي قد يتخذه. في حين أن عقله قد يكون نائمًا، فَـجسده مستعد للرد على أي تهديد. تساءل لامان عَمَّا هل يجب عليه أن يحاول اختبار تخمينه هذا أم لا، لكنه أشار بعد ذلك إلى أنه يفتقر إلى المهارات اللازمة للقيام بذلك.
“إنها مزيفة.” لكِن، بينما هو ينظر إلى الواحة بعيونٍ منتشية، قال يوجين هذه الكلمات بنبرةٍ باردة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
‘ما الذي يقصده بقوله في هذا الزمان؟’ لكن لامان تجاهل هذا، ثم أجبر نفسه على الإسترخاء ونظر لأسفل.
أحسَّ لامان بالإرتِباك: “…هاه؟”
مر يوم منذ أن بدأ لامان في مرافقة يوجين، ودخلوا صحراء كازاني. تمامًا كما قال لامان وملازمه، الصحراء قاحلة وفارغة تمامًا. صحراءٌ حيث لا يمكن لِـشيءٍ أن يبقى حيًا فيها. ويبدو أن هذهِ هي الحقيقة، لأنهم لم يواجهوا أي مخاطر معينة خلال نصف اليوم الذي قَضَياهُ في هذه الصحراء. لكن ها هما الآن يجدان واحةً فجأة.
كرر يوجين ما قاله: “قلتُ إنها مزيفة.”
‘حينها ماذا يمكن أن يكون؟’
“هل تقول أنه سراب؟” سأل لامان.
شعر لامان أنه لو حدثت حرب، فَـمن الصواب أن تكون حربًا حقيقية، حيث يبذل المحاربون دمائهم من أجل النصر. ولكن ماذا لو إن السلطان العظيم يظهر فقط أنه يقدر ويعتز بدماء محاربيه؟ لو إنه بالفعل ينقذ دمائهم من السفك حتى يوم حرب الغزو العظيمة من خلال القيام بذلك، فَـيجب على جنوده أن يعرفوا بذلك لكي يستعدوا للحرب مُمتلئين بِـمشاعرٍ من الفرح والامتنان.
حذرَه يوجين:”لا تتصرف وكأنك لا تعرف,”
“لو تم رؤية سرابِ واحة، فهذا يعني أنه يجب أن تكون هناك واحة حقيقية في مكان ما بعيدًا. ولكِن ليس في هذه الحالة. هذا وهم سحري.”
“على عكس مظهرك، يبدو أنك ساذج إلى حد ما، أيها الرجل العجوز. أو هل يمكن أنكَ تتظاهر فقط بالسذاجة؟” سأل يوجين.
أحس يوجين باليقين من هذا. فقد شعر أنه من تلك النقطة فصاعدًا، تزدادُ كثافة الطاقة السحرية عن المنطقة المحيطة. لكن لامان لم يستطِع تحديد هذا على أنه وهم سحري مثل يوجين. وهذا لأن حساسيته تجاه الطاقة السحرية أقل بكثيرٍ من حساسية يوجين، ولم يمتلك نفس الفهم العميق للسحر الذي إمتلكه يوجين.
“سَـأحتاج لإلقاء نظرةٍ بنفسي قبلَ أن أقرر ما يجب القيام به.” قائلًا هذا بإبتسامة، بدأ يوجين يسير نحو الواحة البعيدة.
“إذن هذا هو ما يفعلونه.” أومأ يوجين ضاحِكًا: “من خلال إظهار سراب لنا، يحاولون جعلنا نعتقد أننا نسير في الإتجاه الخاطئ، وبالتالي يثنينا ذلك عن الاقتراب. ولكن هذا يجعل الأمر أكثر شبهةً فقط.”
أتى رد لامان متأخرًا بعد صمتٍ طويل، “هل تقول أن هذه تعويذة….هذا مستحيل.”
“أليست أوامِرُهُ لكم بإخفاء هوياتكم وتتبعي أمرًا حقيرًا؟”
“مرحبًا، لامان. حاول أن تبقي محاولاتك للهروب من الواقع داخل رأسك. لا تبدأ في إغضابي بمحاولاتك الضعيفة في إنكار الواقع.” حذره يوجين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“….مستحيل. هل تعتقد أنهم قد نصبوا كمينًا هناك؟”
“….”، عض لامان شفته بصمت
“إنه لأمرٌ مثيرٌ للإعجاب إظهارُكَ الولاء لسيدك، ولكن، ليسَ وكأن سيدك هو سيدي كذلك، صحيح؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نظر لامان إلى يوجين بعيون مهتزة. على الرغم من أن كلمات يوجين صحيحةٌ من الناحية المنطقية، إلا أنه من الصعب تصديق أن مثل هذا الحُكم قد جاء من صبي يبلغ من العمر تسعة عشر عامًا.
“…من فضلك لا تُهِن سيدي.”
“….مستحيل. هل تعتقد أنهم قد نصبوا كمينًا هناك؟”
“متى إتهمت سيدك بأنه إبنُ عاهرة؟ ماذا تقصد بالقول أنني أهانته؟ لماذا صارت الناس حساسةً جدًا لمثل هذه الأمور في هذا الزمان؟ نعم، نعم، إستمروا في إختلاق الإهانات من لا شيء.”
‘ما الذي يقصده بقوله في هذا الزمان؟’ لكن لامان تجاهل هذا، ثم أجبر نفسه على الإسترخاء ونظر لأسفل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“…لو إن هذا حقًا وهم سحري، فَـماذا علينا أن نفعل الآن؟ سيكون من الخطر بالنسبة لنا أن نحاول الالتفاف حوله، وبالتالي….نظرًا لأنهم ذهبوا إلى حد إلقاء مثل هذه التعويذة لردعنا، لِمَ لا نعود بالطريقة التي جئنا بها…؟” اقترح لامان بِـضُعف.
الولاء لسيدك والقدرة على البقاء صامِتًا هي مُميزات هامة يجب أن يمتلكها المحارب. لكن لامان خان سيده. فَـشفتاه، التي مِن المفترض أن تكون ضيقةً مثل القفل، قد رفرفتا بحرية. كما شعر بالقلق بشأن كيفية معاملة مرؤوسيه، الذين لم يَتَبقَ لديهم خيار سوى العودة….
“سَـأحتاج لإلقاء نظرةٍ بنفسي قبلَ أن أقرر ما يجب القيام به.” قائلًا هذا بإبتسامة، بدأ يوجين يسير نحو الواحة البعيدة.
إحتجَّ لامان، “ألم تقل إنهُ مُجرد وهم؟ إذن لماذا يجب أن نذهب إلى هناك؟”
“لمعرفة هل هم يحاولون حقًا إرسال الأشخاص القادمين إلى مكان آمن من خلال جعلهم يعودون إلى الوراء بالطريقة التي أتوا بها.”
“…هاه؟”
‘…هل يمكن أن تكون مجرد عادة؟’ تكهن لامان.
“بالنسبة للمسافرين في الصحراء، تعد الواحة موقعًا ثمينًا للغاية. إلى درجة أنَّهم يشعرون عادةً بالحاجة إلى التوقف عند هذا الحد بمجرد رؤيتهم لها.”
“….مستحيل. هل تعتقد أنهم قد نصبوا كمينًا هناك؟”
“ألا ينبغي أن يكون هذا هو الحال؟ شخصيًا، هذا ما سأفعله. فَـبدلًا من محاولة ردع الدخيل الذي قد يستمر في التقدم رغم هذا الرادع، قتل هذا الدخيل أكثر ملاءمةً وكفاءةً بكثير.”
غير يوجين الموضوع، “هل هناك أي شامان رمال في صحراء كازاني؟”
نظر لامان إلى يوجين بعيون مهتزة. على الرغم من أن كلمات يوجين صحيحةٌ من الناحية المنطقية، إلا أنه من الصعب تصديق أن مثل هذا الحُكم قد جاء من صبي يبلغ من العمر تسعة عشر عامًا.
تردد لامان، “…لو إن ما تقوله صحيح حقًا….إذن لماذا نخاطر بالذهاب إليه…؟”
“أليسَ من الأفضل تأكيد شكوكك؟” بعدما أجاب، أخرج يوجين خريطته من عباءته.
“أوي، لامان. دعني أقدم لك نصيحة، ” قال يوجين. “بالطريقة التي يعمل بها هذا العالم، فإن معظم الأشياء التي لا نريد أن نصدق أنها صحيحة تتحول في النهاية إلى صحيحة. ومن بين كل هذه الأشياء، هذه القاعدة أكثر إحتمالًا لأن تحدث عند الشك في كون شخصٍ ما قَذِرًا شريرًا.”
لو أراد يوجين التوجه مباشرة إلى حيث هو مسقط رأس هامل، فَـهو بحاجة للمرور مباشرة عبر تلك الواحة.
لم ينوِ لامان مهاجمة يوجين. مع صراخ مرعوب، دفع لامان ظهر يوجين بعدما خرجت شفرة داكنة من الرمال تحت قدمي يوجين. لكن يدي لامان لم تستطِعا تحريك يوجين للخلف.
بعدها قفز يوجين لأعلى بشكل مستقيم ثم إلتَفَّ في الهواء.
لذا، هل من الممكن أن يكونَ شخصٌ ما قد ترك فخًا هنا مع علمهِ بهذه الحقيقة؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حدق لامان في الواحة البعيدة بِـصدمة.
“هـ-هذا….إنَّهُ فقط قلق من أنك قد تواجه خطرًا في مثل هذه الصحراء الغادرة….”
قبل ثلاثمائة عام، كان هامل من النوع الذي سيمضي قدمًا ويتحقق من الأمر بنفسه لو إشتبه في وجود فخٍ أمامه. لم يعتبر هامل مثل هذه الأفعال أفعالًا متهورة. فًـبما أنه متأكد من قدرته على التعامل مع كل يُلقى عليه، فَـلماذا لا يخاطر بالدخول في فخ. وجودُ فخ؟ وماذا إذن؟ يمكنه حينها سحق كل شيء أمامه فقط. وإذا لم يوجد فخ؟ ثم سيمكنه هكذا المضي قدمًا بعقلية أكثر إسترخاءً من ذي قبل فقط.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكنه الآن يفضل وجود فخ أكثر. وآمَلَّ في أن شخصًا ما موجود هناك يحاول إيقاعهما في فخ. لأنه هكذا، سيكون تخطيطه للمواقف القادمة في هذه الصحراء أسهل.
“…لا على الإطلاق.” جاء رد لامان المتأخر.
يمكن أن يؤكد ذلك أيضًا أن قبره موجودٌ حقاً في مكان ما في هذه الصحراء.
في الوقت الحالي، وجود شامان رمال نهاما مُجردَ شكوك. لكن حقيقة أن الواحة أمامه هي وهم سحري سَـتُحول شكوك يوجين إلى يقين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لهذا حاول أن يُريحَ نفسه بفكرة أنه الآنَ يحمي شرفهم بإتِّباعِ يوجين، لكن قلب لامان لا يزال غير قادر على الراحة. علاوة على ذلك، لم يستطِع لامان النوم بسبب كل الجروح والكدمات التي ألحقها يوجين بجسده، وخاصة وجهه، الذي ضرب مرارًا وتكرارًا على الرمال.
لو إن هذا حقًا فخٌ يهدف إلى دفن أي مسافر في هذه الصحراء وعدم إرشادهم إلى مكان أكثر أمانا….
“على عكس مظهرك، يبدو أنك ساذج إلى حد ما، أيها الرجل العجوز. أو هل يمكن أنكَ تتظاهر فقط بالسذاجة؟” سأل يوجين.
“لماذا تطرح موضوعًا قديمًا جدًا الآن….؟ صحيح، لقد كانت أراضي تابعةً لتوراس منذ حوالي مائة عام.” سايَّرَ لامان يوجين.
‘إذن هذا سيؤكد ذلك فقط.’
“مرحبًا، لامان. حاول أن تبقي محاولاتك للهروب من الواقع داخل رأسك. لا تبدأ في إغضابي بمحاولاتك الضعيفة في إنكار الواقع.” حذره يوجين.
ولو تبين أنه مخطئ، فسيتعين عليه فقط إتخاذ قرار آخر في ذلك الوقت. فيما هل سيستمر في الاستكشاف بمفرده للعثور على الموقع غير المعروف لقبره أو هل عليه أن يطلب الإذن بشكل صحيح لرحلة استكشافية كاملة.
“التصحر لا يزال يتقدم تدريجيًا حتى الآن، أليسَ هذا صحيحًا؟ ونظرًا لأن رفقك لا يستطيعون إلقاء مثل هذا الإدعاء الغبي ضد إمبراطورية كيهل، فَـهُم يستمرون في التنمر على الضعفاء الموجودين توراس.” قال يوجين هذا بنبرة إتهامٍ واضحة.
‘عاهل كاجيتان ولامان سكولوف، قائد الفرقة الثانية لحرس العاهل الشخصيين. مع وجود هذين كَـتأمين فهذا جيد….ولو لم يفلح ذلك، يمكنني أيضًا إستخدام اسم لايونهارت كتأمين إضافي.’ خطط يوجين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يُهزم لامان هزيمةً عاديةً أبدًا. لقد هُزِمَ تمامًا من قبل ذلك الصبي البالغ من العمر تسعة عشر عامًا من عشيرة لايونهارت. ليس بمجرد ضربة حظ. لقد هُزِمَ لامان نتيجة للفجوة الهائلة في المهارة بينه وبين يوجين.
“لو تم رؤية سرابِ واحة، فهذا يعني أنه يجب أن تكون هناك واحة حقيقية في مكان ما بعيدًا. ولكِن ليس في هذه الحالة. هذا وهم سحري.”
وإذا إختاروا مهاجمته فقط متجاهلين كل ذلك، فهذا يعني فقط أن هناك شيئًا مهمًا بما يكفي للمخاطرة بتحويل عشيرة لايونهارت إلى عدو.
تم تفجير الرمال التي تغطي الأرض بقوة رياحٍ قوية.
“ربما هذا صحيح. هل أنت مولودٌ في كازاني؟” سأل يوجين فجأةً هذا السؤال دون أن يستدير لينظر إلى لامان.
‘حينها ماذا يمكن أن يكون؟’
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تحولت أفكاره الآن إلى الشائعات القائلة بأنه ستكون هناك حرب قريبًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “صحراء كازاني. اعتادت أن تكون أراضي مملكة توراس، صحيح؟” قال يوجين.
‘ولكن هل هذا حقًا شيء قررته نهاما بنفسها؟’
هذا سؤالٌ لم يستطِع الإجابة عليه. ومع ذلك، لم يستطع يوجين تجاهل شكوكه في أن ملوك الشياطين وهيلموث قد يكونون متورطين في كل هذا.
مقر أميليا ميروين في نهاما. ساحر أسود وقع عقدا شخصيًا مع ملك الحصار الشيطاني. إنها حقيقة معروفة أنها مثلت نسبة كبيرة من القوة العسكرية لنهاما. هل هذا يعني أن الحرب هي شيء قررته هيلموث؟ أم أن نهاما تخفي طموحًا متزايدًا تحت أنظار هيلموث؟
هذا سؤالٌ لم يستطِع الإجابة عليه. ومع ذلك، لم يستطع يوجين تجاهل شكوكه في أن ملوك الشياطين وهيلموث قد يكونون متورطين في كل هذا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا على الإطلاق.” نفى لامان.
“هل يمكن أن تكون في مزاج سيئ لأنني عاملتك بوقاحة؟” سَئلَهُ يوجين.
لم يستطع المخاطرة بتجاهل هذا الاحتمال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يستطع المخاطرة بتجاهل هذا الاحتمال.
لو إن هذا حقًا فخٌ يهدف إلى دفن أي مسافر في هذه الصحراء وعدم إرشادهم إلى مكان أكثر أمانا….
لعنَ يوجين، “الجحيم اللعين، لماذا من الصعب جدا العثور على قبر.”
* * *
“…قبر؟ هل أنت هنا لأنك أردت زيارة قبر أحد أفراد الأسرة؟” سألَ لامان.
“إذن فأنا لست متأكدا من نوع القبر الذي تبحث عنه، ولكن يجب أن يكون هناك مئات الآلاف من الجثث المدفونة في هذه الصحراء الشاسعة.”
دون أن يقول أي شيء أكثر من ذلك، بدأ يوجين يركض عبر الصحراء.
“أمم…” أومأ يوجين .
“متى إتهمت سيدك بأنه إبنُ عاهرة؟ ماذا تقصد بالقول أنني أهانته؟ لماذا صارت الناس حساسةً جدًا لمثل هذه الأمور في هذا الزمان؟ نعم، نعم، إستمروا في إختلاق الإهانات من لا شيء.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com على الرغم من أن يوجين أطلق على هذا مُسمى تنازل، إلا أنه في الأساس كان إبتزازًا. فَـبعدَ الإدِّعاءِ بأن توسع الصحراء شيءٌ قد خططت له السماء، قام سلطان نهاما بوضع محاربيه في الصحراء وبدأ في إجراء مناورات عسكرية. كدولة صغيرة، لا يمكن أن تُخاطِرَ توراس بنزاع مع نهاما حتمًا؛ ولا يمكن لأي دولة صالحة في هذه القارة أن تسفك دماء جنودها لمجرد أنها تشعر بالشفقة على مثل هذا البلد الصغير.
“كيف يمكن ذلك—لماذا لم تخبرني بهذا في وقت سابق؟” سأل لامان بسخط.
الفصل 61: الصحراء (3)
لكن لامان حاول تجاهل هذه المشاعر.
رد يوجين بسؤال آخر، “وماذا كنتَ ستفعل لو أخبرتك؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
غير يوجين الموضوع، “هل هناك أي شامان رمال في صحراء كازاني؟”
“هناك منطقة مخصصة بشكل منفصل كمقبرة في كازاني.” أوضح لامان: “كان بإمكاني أن آخذك إلى هناك—”
لم يثق يوجين من إمكانية عثورِهِ حقًا على قبر هامل في الصحراء. فَـإلى حَدٍّ ما، هذا كله مجرد تخمين. يمكن ألَّا يكون هناك شيء يمكن العثور عليه هناك بعد كل شيء. ولكن مع ذلك، ما زال يشعر بالحاجة للتحقق من ذلك.
“إنه ليس في مقبرة. يجب أن يكون القبر الذي أبحث عنه قبرًا وحيدًا.”
رغم خوف مرؤوسي لامان فكرة العودة بدونه، إلا أنهم لم يمتلكوا خيارًا سوى القيام بذلك. قبل مغادرتهم، قاموا بإنشاء قصتهم حول ما حدث هنا.
“إذن فأنا لست متأكدا من نوع القبر الذي تبحث عنه، ولكن يجب أن يكون هناك مئات الآلاف من الجثث المدفونة في هذه الصحراء الشاسعة.”
لو إن هذا حقًا فخٌ يهدف إلى دفن أي مسافر في هذه الصحراء وعدم إرشادهم إلى مكان أكثر أمانا….
“ربما هذا صحيح. هل أنت مولودٌ في كازاني؟” سأل يوجين فجأةً هذا السؤال دون أن يستدير لينظر إلى لامان.
“على عكس مظهرك، يبدو أنك ساذج إلى حد ما، أيها الرجل العجوز. أو هل يمكن أنكَ تتظاهر فقط بالسذاجة؟” سأل يوجين.
للحظة، لم يعرف لامان ماذا يقول.
قال يوجين، “تلك الطريقة التي أضاءت بها عينيك عندما نظرت إلى تلك الواحة في وقت سابق. هناك أيضًا حقيقة أنك تستمر في الإرتجاف أثناء العواصف الرملية العادية. أيضا، تغير مزاجك عندما أخبرتك عن شامان الرمل.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يتقلب يوجين أثناء نومه، ولم يشخر أيضًا. بدا فقط وكأنه نائم بعمق، يتنفس ببطء مع نظرة هادئة على وجهه. ومع ذلك، ما زال لامان لا يجرؤ على الاقتراب منه. في ذلك الوقت القصير، العنف الذي تعرض له جسده قد كسر إرادة لامان في المقاومة.
“…هذا…” بدا لامان مترددًا في الكلام.
‘حينها ماذا يمكن أن يكون؟’
لكن يوجين لم يحتَج منه أن يقول أي شيء، “هل كُنتَ جزءًا من المجموعة التي حاولت الاستقرار في الصحراء؟ ثم مع كونك محظوظا بما يكفي للنجاة من العاصفة الرملية الكارثية تمكنت بطريقة ما من الوصول إلى كاجيتان….هل سيدك هو الذي سمح لك بالدخول في حينها؟ ولهذا السبب أنتَ لا تريد أن تصدق أن سيدك متصلٌ بطريقةٍ بالعواصف الرملية، لكنني متأكد من أن لديك بعض الشكوك حول ذلك….”
‘عاهل كاجيتان ولامان سكولوف، قائد الفرقة الثانية لحرس العاهل الشخصيين. مع وجود هذين كَـتأمين فهذا جيد….ولو لم يفلح ذلك، يمكنني أيضًا إستخدام اسم لايونهارت كتأمين إضافي.’ خطط يوجين.
“…” أكد صمت لامان إستنتاج يوجين.
أثناء مطاردتهم السرية، حاول يوجين لايونهارت دخول صحراء كازاني، مما أجبرهم على محاولة إيقافه. ومع ذلك، إكتشفوا أنه من المستحيل عليهم الوقوف بحزم في مواجهة عناد هذا السيد الشاب من عشيرة لايونهارت، وفشلوا أيضًا في إقناعه.
“أوي، لامان. دعني أقدم لك نصيحة، ” قال يوجين. “بالطريقة التي يعمل بها هذا العالم، فإن معظم الأشياء التي لا نريد أن نصدق أنها صحيحة تتحول في النهاية إلى صحيحة. ومن بين كل هذه الأشياء، هذه القاعدة أكثر إحتمالًا لأن تحدث عند الشك في كون شخصٍ ما قَذِرًا شريرًا.”
‘إذن هذا سيؤكد ذلك فقط.’
صَرَّ لامان أسنانه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكِن بهذه الطريقة بدا الأمر وكأن لامان سكولوف ليس بِـمُحاربٍ حقًا، حيث بدأ يشعر بعاطفة خيانة تبدأ في التملص في أعماق قلبه.
تابع يوجين: “على الرغم من أنك قد تدين بالفعل بإمتنان كبير لسيدك، إلا أنه يجب أن يكون صحيحًا أيضًا أن سيدك يعرف أصل العواصف الرملية. لكن، ما لم يتوقعه تايري المنداني هو حقيقة أنني قوي بما يكفي لضربك أنت ومرؤوسيك بسهولة. كما أنه لم يعلم أنني سأكون عنيدًا بما يكفي للتوجه إلى كازاني، متجاهلًا كل التهديدات والتحذيرات.”
تم تفجير الرمال التي تغطي الأرض بقوة رياحٍ قوية.
“…هذا مستحيل.” لم يستطِع لامان أن يبقى صامتًا بعد الآن.
“كيف يمكن ذلك—لماذا لم تخبرني بهذا في وقت سابق؟” سأل لامان بسخط.
“ألم أخبرك أن تبقي محاولاتك في الهروب داخل رأسك؟ حسنا، افعل ما تريد. الأمر متروك لك لتقرر ما تريد تصديقه.” بعد قول هذا، واصل يوجين السير إلى الأمام.
في تلك اللحظة، تغير تعبير لامان فجأة. ضرب الأرض بقوة وإنطلق نحو يوجين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“خطر!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم ينوِ لامان مهاجمة يوجين. مع صراخ مرعوب، دفع لامان ظهر يوجين بعدما خرجت شفرة داكنة من الرمال تحت قدمي يوجين. لكن يدي لامان لم تستطِعا تحريك يوجين للخلف.
لو إن هذا حقًا فخٌ يهدف إلى دفن أي مسافر في هذه الصحراء وعدم إرشادهم إلى مكان أكثر أمانا….
بعدها قفز يوجين لأعلى بشكل مستقيم ثم إلتَفَّ في الهواء.
لم يعرف أي منهم هل سَـيصدق عاهل كاجيتان، تيري المنداني، مثل هذه القصة. تم علاج الجروح التي تلقوها من يوجين بطريقة ما بالجرعات وسحر العلاج، ولكن….في النهاية، أوامر سيدهم كانت منع يوجين من دخول كازاني، وليس التصرف كَـمرافقين له والذهاب معه إذا لم يتمكنوا من ردعه.
“هاااه…” بعد التنهد بسخرية من نفسه، واصل لامان تغطية جسده بالضمادات. في المقام الأول، وصفه بأنه مجرد اختبار سيكون أمرًا سخيفًا، هذا لأنه سيخاطر بقطع حلقه.
“هل تعتقد حقًا أنني لن ألحظَ شيئًا إنتبهت له أنت؟” كما تذمر يوجين، إستدعى بعض أرواح الرياح.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بوم!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وحدة تحت قيادة العاهل المباشرة. هذا ليس مختلفًا عن فارسٍ يخدم تحت قيادة نبيل. هذا يعني أن كونك قائد الفرقة الثانية يجب أن تَكونَ مكانةً مرموقة إلى حدٍّ ما. وبالمهارات التي أظهرها لامان بالأمس، لا يبدو أنَّهُ لم يستحق منصب الكابتن.
تم تفجير الرمال التي تغطي الأرض بقوة رياحٍ قوية.
“هل تقول أنه سراب؟” سأل لامان.
‘عاهل كاجيتان ولامان سكولوف، قائد الفرقة الثانية لحرس العاهل الشخصيين. مع وجود هذين كَـتأمين فهذا جيد….ولو لم يفلح ذلك، يمكنني أيضًا إستخدام اسم لايونهارت كتأمين إضافي.’ خطط يوجين.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات