بداية الفصل الدراسي الثالث من السنة الثانية
مونولوج هاشيموتو ماسايوشي
العمل في مجال الرياضة عقبة صعبة التخطّي. الذين ينبغي أن يستخدموا امتيازات الصف (A) هم من يمتلكون الموهبة، لكن لم يتم اكتشافهم بعد، أو من حالت ظروف معينة دون سلوكهم الطريق التقليدي.
ببساطة، لديّ عدم ثقة عميقة بالناس. أشعر بنفور شديد من منح الثقة الحقيقية للآخرين.
“لكن لا بد أن الأمر مكلف، إطعام كلٍّ من إيبوكي وكوشيدا. شخصين، صحيح؟”
لا أثق بالناس من أعماق قلبي. فالخيانة عند البشر أمر يسير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “إذًا، سأُزعجكِ أنا أيضًا الساعة السابعة.” “لكنني لم أدعوكِ؟”
أليس كذلك؟
“بما أننا أنهينا الأكل، سأعطي رأيي بصراحة: الطعم… ليس لذيذًا.” “ماذا!؟” “ليس غير صالح للأكل، وشكله كان أفضل من أسوأ سيناريو توقعت فيه صفرًا. أستطيع أن أرى أن مبتدئة حاولت جهدها، لكن كمية الملح كانت زائدة، والتتبيل عشوائي.”
يطلبون منا أن نثق بهم، يطمئنوننا بأنها ثقة في محلها، ثم يخونوننا. وكلما زادت ثقتنا، كان وقع الخيانة أشد قسوة.
“حسنًا، حسنًا. لا تهاجمي كل شيء. عصبيتكِ الدائمة تثبت أنكِ لا تحصلين على تغذية كافية. تعالي إلى غرفتي الساعة السابعة مساءً.”
أفلا تعتقد أن من الأفضل أن تخون قبل أن تُخَان؟
رغم أنه قد توجد أسر تترك حرية اختيار المسار للطالب وحده، إلا أن أغلبها يأخذ برأي الوالدين بعين الاعتبار. وكان هذا دليلًا على أن المدرسة تعمل بجد حتى خارج إطار الطالب.
من الأفضل أن تعيش بالمكر وتنتفع، على أن تعيش بصدق وتعاني مثل…
“حقًا؟ كنت أظن أنك ستصبح لاعب كرة قدم محترف!” “هاها، ليس تمامًا. حتى وإن استخدمت امتيازات الصف (A) لأجبر نفسي على دخول عالم الاحتراف، فإن لم تكن مهاراتي على المستوى، فمن الواضح أنني سأُستبعد بسرعة. حتى لو التحقت بالجامعة، سأواصل لعب كرة القدم، لكن كهواية فقط.”
هذه هي “سياسة هاشيموتو ماسايوشي”. ماسايوشي…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ربما لم يعجب هوريكيتا أنني، وأنا أسير بجانبها، كنت أنظر إليها. ضيّقت عينيها بتحدٍ.
أي “العدل”، أليس كذلك؟
“إذًا، هل سنذهب إلى الكافتيريا؟” “لا، إلى مكان أقل ازدحامًا سيكون أفضل.”
كلما سألت نفسي، يتصاعد في داخلي شعور بالقرف من اسمي. ويبدو أن هذا الشعور لم يعد نادرًا هذه الأيام.
“من حيث الكفاءة، قد يكون خيار يوكيمورا-كن صحيحًا. لكنني أعتقد أن السعي خلف الوظيفة التي نرغب بها مهم أيضًا.”
لكن، مقارنةً بأولئك الذين يكرهون أسماءهم من أعماق قلوبهم، فإن اشمئزازي… يبدو لطيفًا نوعًا ما.
رغم أنه قد توجد أسر تترك حرية اختيار المسار للطالب وحده، إلا أن أغلبها يأخذ برأي الوالدين بعين الاعتبار. وكان هذا دليلًا على أن المدرسة تعمل بجد حتى خارج إطار الطالب.
فأنا لا أكره إلا التناقض بين اسمي وأفكاري. “العدالة” و”ماسايوشي” لا يجتمعان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ماذا؟ كنت تحدق في وجهي.” “هل يزعجك ذلك؟” “ليس الأمر أنني أكره ذلك، لكن… همم، أريد أن أقبّلك مجددًا، كثيرًا.”
أنا أدرك ذلك منطقيًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “حسنًا، سأبدأ بالتاماكوياكي.” وهو عنصر أساسي في أي صندوق غداء. رغم أنه يتطلب مهارة لإتقانه، إلا أنه سهل التحضير بشكل مقبول.
ومع ذلك، فإن أي شخص حين يرى اسمي لأول مرة، سيظن بي شخصية مختلفة تمامًا.
“لم تكن بسببك، آسف إن بدت كذلك.” “لا بأس، لكن هل هناك ما يشغل بالك؟”
الناس يحكمون على الآخرين من أسمائهم فحسب. آسف، لكنني قد تخلّيت منذ زمن عن أن أكون مدافعًا عن العدالة.
صرخ الثلاثة بصوت واحد مجددًا.
لقد عقدت العزم منذ التحاقي بهذه المدرسة.
“يمكنك ببساطة شراء بينتو من المتجر أو السوبرماركت. هذا يوفر الوقت، ولا حاجة للتعامل مع بقايا الطعام. والطعم؟ رائع! أليس كذلك؟”
سأتخرج من الصف “أ” مهما كلّف الأمر — وسأنتقم ممن خانني. وسأفعل في سبيل ذلك أي شيء دنيء.
عند المضغ والبلع، تتكوّن الإجابة تلقائيًا.
سأُسقِط أي شخص يعترض طريقي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ربما لم يعجب هوريكيتا أنني، وأنا أسير بجانبها، كنت أنظر إليها. ضيّقت عينيها بتحدٍ.
سأجعل الجميع يكرهونني.
“وجبة منزلية من إعداد إيبوكي-سان.” “…وجبة منزلية من إيبوكي؟”
سواء كان الخصم ريووين أو ساكاياナغي.
العمل في مجال الرياضة عقبة صعبة التخطّي. الذين ينبغي أن يستخدموا امتيازات الصف (A) هم من يمتلكون الموهبة، لكن لم يتم اكتشافهم بعد، أو من حالت ظروف معينة دون سلوكهم الطريق التقليدي.
أو حتى أيانوكوجي.
غيّر نبرته وابتسم قبل أن يتوجه إلى مقعده.
لا يهمني من يكون، لن أتغيّر. أنا أتحرك لمصلحتي وحدي.
“بفضلهما، تضاعفت نفقاتي تقريبًا. وكوشيدا-سان جاءت رغم أنني لم أدعُها.”
الفصل الأول: بداية الفصل الدراسي الثالث من السنة الثانية
“قد يصعب تخيل الأمر، لكن لا بد من وجود لحظات ممتعة بينكن، أليس كذلك؟”
كانت الحشود تملأ الطريق إلى المدرسة، مشهد لم يكن مألوفًا في الشتاء.
لم أكن أكره هدوء المنظر الشتوي، لكن على غير المتوقع، ربما كنت أفضل
مشاهدة موجات الطلاب المتدفقة.
أو ربما، قد اعتدت ببساطة على هذا المشهد أمامي.
وبينما شعرت باقتراب النهاية، لعلني بدأت – دون وعي – أُوليه شيئًا من التقدير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هي بوضوح من النوع المغرور، لذا لا يمكننا أخذ ثقتها بجدية.”
“ما الأمر يا كيوتاكا؟ توقّفت فجأة.”
كان دفء يلفّ ذراعي اليمنى، ومنه كانت كي، حبيبتي، تنظر إليّ من الأسفل.
شدّني منظر شفتيها اللامعتين، لا بد أنها وضعت أحمر شفاهها المفضّل قبل الخروج.
“لا شيء.”
تمتمت بذلك، وواصلت السير معها.
كانت حياتي اليومية معها، على الأقل، خالية من الملل.
حتى وإن التزمت الصمت، كانت كي، بثرثرتها المحببة، تملأ الجو بأحاديث اليوم تلقائيًا.
ومع ذلك، بدأت أشعر ببعدي المتزايد عن ذلك الوقت الذي اعتدت قضاؤه بمفردي.
ولو سُئلت إن كانت تلك الأوقات التي نمضيها معًا ضرورية أم لا، لقلت إنها نصفٌ بنصف.
الجانب الضروري منها هو أن التواصل المستمر مع شخص ما قد ساعدني في تحسين مهاراتي الاجتماعية، وكانت هذه فرصة ثمينة لصقل تلك المهارات التي كنت أعمل على تنميتها.
أما في المقابل، فقد أخفقت في كثير من الأحيان بالرد المناسب بسبب قلة خبرتي.
وخاصة عند تعاملي مع كي في لحظات مزاجها السيئ، فما زال يحدث أحيانًا أن أختار الردّ الخاطئ وأزيد الأمور سوءًا.
أما الجانب السلبي، فتمثل في تقليص الوقت المخصص لتطوير مهاراتي الفردية.
فبعيدًا عن فوائد التواصل والمواعدة وفهم الجنس الآخر، كنت أضحي بالكثير من الجوانب الأخرى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عرضت عليّ الصندوق، الذي لا يزال ممتلئًا، لكنني دفعته فورًا دون تردد.
“ماذا؟ كنت تحدق في وجهي.”
“هل يزعجك ذلك؟”
“ليس الأمر أنني أكره ذلك، لكن… همم، أريد أن أقبّلك مجددًا، كثيرًا.”
فالشركة تتحمل مسؤولية كبيرة عند توظيف أي شخص. ما لم يرتكب الموظف خطأً فادحًا، سيكون من غير العدل طرده فقط لأنهم لم يعجبهم.
في اليوم الأخير قبل نهاية عطلة الشتاء، قضينا أنا وكي يومًا كاملًا مسترخيَين في غرفتنا.
ما حدث بين شاب وفتاة في نفس الغرفة لا يحتاج إلى كثير من الشرح.
شدّت كي ذراعي أكثر إلى أحضانها.
باستثناء لحظة تبديل الأحذية عند بوابة المدرسة، لم نفترق لحظة حتى دخولنا الفصل.
“يبدو أنها لم تصل بعد. لكننا جئنا في الوقت المحدد تمامًا…” هذا يبدو مكان اللقاء، حيث توقفت هوريكيتا أمام ممر يؤدي إلى الخارج.
“صباح الخير للجميع~”
كان ذلك أول أيام الفصل الدراسي الثالث.
عند دخولها، لوّحت كي لصديقاتها في الصف. ثم حررت ذراعي ببطء وهمست لي “أراك لاحقًا”، تاركةً خلفها أثرًا من المودة العميقة، وغادرت.
بعد ذلك، توجهت إلى مقعدي في الفصل ووضعت حقيبتي الخفيفة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ليس من اللطيف أن تقول إنني خدعتك. أردت فقط أن أشارك طبخ إيبوكي-سان مع أكبر عدد ممكن من الناس. ألا ترى أنه سيكون غريبًا أن أُشرك أشخاصًا لا علاقة لهم بها؟ ثم إن الوقت لا يزال مبكرًا للحكم على أنها ستكون وجبة سيئة.”
منذ بدء استخدام الأجهزة اللوحية في الحصص، لم نعد بحاجة إلى حمل الكثير، لكن الحقيبة لا تزال ضرورية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل عليّ أن أذهب للمنزل؟” قلت ذلك بصدق لأني لم أرد أن أكون عبئًا، لكن— “لا يمكنك الرحيل!” “لا يمكنك الهروب.” “هذا غير عادل، آيانُوكوجي-كن.”
“توقف عن المجيء للمدرسة بهذه الطريقة، الأمر محرج يا آيانوكوجي.”
قال سودو، الذي كان بالفعل في الصف، بنبرة محرجة.
لا يهمني من يكون، لن أتغيّر. أنا أتحرك لمصلحتي وحدي.
“الذهاب إلى المدرسة متشابكي الأذرع، أليس هذا قمة السعادة؟ اللعنة، أنا أغار.”
رغم أن الموقف أحرجه، إلا أن الغيرة كانت واضحة عليه.
“في عصرنا هذا، حيث الطعام متوفّر بكثرة، لن أرغب أبدًا في تناول شيء كهذا في حياتي اليومية. لكن ماذا لو تقطعت بنا السبل في جزيرة مهجورة؟ إن كان هذا هو الطعام الوحيد المتاح، أما كنا لنأكله شاكرين؟ إذًا، تقييمي هو…”
“أود أن أوضح أن الأمر لم يكن فكرتي.”
“طبعًا! صدقًا، لو كان هذا من رغبتك، لكان الوضع مقرفًا.”
استمر في التذمّر وهمس بصوت منخفض وهو يقترب بوجهه مني.
“ستندمون على قولكم إنني سأفشل. أسرعوا وتناولوا الطعام.”
“الودّ والمحبة لا بأس بهما، لكن هل قرأت البريد الإلكتروني من المدرسة بخصوص طلاب السنة الأولى خلال عطلة الشتاء؟ أنا لا أقلق عليكم أنتما، لكن توخَّ الحذر.”
“آه، نعم، رأيت البريد.”
وضعته في فمي، وأنا أتحسّب وجود قشرة بيض.
قرب نهاية العطلة، وصل بريد إلكتروني من المدرسة ينصّ على فرض عقوبة على اثنين من طلاب السنة الأولى.
رغم حجب أسمائهما، ورد أن طالبًا وطالبة شوهدوا من طرف ثالث وهم منخرطون في تصرف يُعتبر غير لائق.
فأيّ نشاط له طابع جنسي محظور بشدة، لذا نالوا العقاب المستحق.
“يبدو أننا بحاجة فعلًا لأن نبدأ بالتفكير في ما سنفعله، أليس كذلك؟” “أولًا، علينا أن نأخذ في الحسبان احتمال تخرجنا من الصف (A) واحتمال ألا نفعل. ما رأيك يا هيراتا-كن؟”
“كان عليهم فعلها في الداخل فحسب. ماذا عنك؟ ما رأيك كسينباي؟”
“ماذا تقصد بـ‘ماذا عني؟’”
“أأنت… تريد تجربة أمور معينة… في الخارج؟”
“ترددت كثيرًا.” “ربما لا يعجبني ذلك منك، لكن لا بأس. كوشيدا-سان، هل أنتِ جاهزة؟” “نعم، مستعدة تمامًا.”
ما كان عليه أن يسأل لو كان سيخجل هكذا، لكنني لم أعلق على ذلك.
وبأسلوب متردد، اختارت أن تتذوق الطبق المطهي والهامبرغر الصغير.
“لا يمكنني إلا أن أكرر ما ورد في البريد الإلكتروني. أراضي المدرسة مليئة بالعيون والكاميرات. إذا قمت بشيء مريب، فاحتمالية الانكشاف عالية. لا يمكنني أن أخضع لغرائزي بهذه السهولة.”
“آه، حسنًا. يبدو كأن هذا رأي خاص بك وحدك… نوعًا ما مقلق.”
“مهلًا، فصولنا قريبة من بعضها. لماذا كان علينا الالتقاء هنا؟” “أعلم أن اللقاء لا معنى له، لكنني دعوت إيبوكي-سان رسميًا، أتدري؟ هي فقط رفضت فكرة المشي معنا.”
انتهى بي الأمر بإرباك سودو، وإن لم يكن بالشكل الذي توقّعه.
“—فيوه.”
سمعت تنهيدة عميقة منه، بدت غير مقصودة، لكنه تدارك نفسه واعتذر على الفور.
“آهاهاها، هذا صحيح. ليس فقط من حيث التفكير، بل حتى نموكِ الجسدي يبدو متوقفًا أيضًا.”
“لم تكن بسببك، آسف إن بدت كذلك.”
“لا بأس، لكن هل هناك ما يشغل بالك؟”
“ألديكِ ما يكفي من النقاط الخاصة؟”
رغم أنه رفع صوته في الأماكن العامة مرارًا من قبل، إلا أن إطلاق التنهيدات لم يكن من عاداته، ما جعل الأمر مريبًا بعض الشيء.
أما بالنسبة لزملائي في الصف، فهذه المناقشات الفردية أو الثنائية ستكون بلا شك نقطة تحول مهمة. هل سيواصلون التقدم في الطريق الذي اختاروه؟ أم سيتخذون منعطفًا لاكتشاف مسار مختلف؟ الآباء والمعلمون سيوفرون للطلاب نظرة في جوانب لم يكونوا ليلاحظوها بمفردهم.
“مؤخرًا، أشعر ببعض الإرهاق. ظننت أنني قادر على موازنة الدراسة والرياضة، لكن الأمر يزداد صعوبة. آه… لا بأس، ليس بالأمر الكبير.”
وكأنه ندم على إفشاء السبب، حاول تقليل أهمية الأمر.
إظهاري لقلقي الآن قد يأتي بنتائج عكسية، لذا اكتفيت بنصيحة واحدة:
“حتى لو ملأت نفسك بالمعرفة، فإن التسرع سيؤدي إلى تسربها. الإفراط في العجلة يفسد الطبخة.”
“نعم… على أية حال، متحمس للعمل معك مجددًا من اليوم.”
“لا بأس. أريد توفير أكبر قدر من النقاط الخاصة. وتناول طعام مدفوع بمالكِ لا بأس به. سأستمتع به.”
غيّر نبرته وابتسم قبل أن يتوجه إلى مقعده.
وهذا أيضًا أحد الأجوبة الصحيحة. فلدى كل فرد حياة واحدة فقط، ولا بأس إن لم يكرّسها بالكامل من أجل وظيفة مستقرة أو من أجل المال.
في تلك اللحظة، كانت ساتو قد دخلت الفصل، حيّت زميلاتها، ومرت بجانبي.
حسنًا، لا بأس. الاستماع لحديثهم كان مسليًا بعض الشيء. كان واضحًا أن طبخ إيبوكي هاوٍ. ومع ذلك، ربما كانت قد جرّبت أساليب مختلفة لإجبار هوريكيتا وكوشيدا على الاعتراف بخسارتهما.
“بدوتما قريبين هذا الصباح.”
همست بذلك، وأضافت “شكرًا على الوجبة”، ثم انضمت إلى مجموعة الفتيات.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان هناك ما يثير القلق فعلًا في رغبتها بشراء شيء غير ضروري للغداء. سألت هوريكيتا بنبرة صارمة، فأجابت دون أن تلتفت:
يبدو أنها كانت قد رأتني مع كي أثناء السير إلى المدرسة من الخلف.
أفهم… ربما كان ذلك صحيحًا أيضًا. بمشاركتهن الوقت ذاته، قد تتاح لهن رؤية جانب هوريكيتا الضعيف.
١
حتى بعد انتهاء عطلة الشتاء، لم تحدث تغييرات تُذكر لا على الطلاب ولا على المعلمين.
دخلت المعلمة تشاباشيرا الصف، وقدّمت تحية بسيطة بمناسبة العام الجديد، ثم وضعت يدها على المنصة.
…مع ذلك—
“اليوم يبدأ الفصل الدراسي الثالث. يُقال إن يناير يأتي ويمضي، وفبراير يطير، ومارس يتلاشى؛ هذه الفترة من الزمن ستمرّ كلمح البصر. لذا، احرصوا على ألا تقضوا أيامكم بدافع العادة فقط، وابقوا مركزين.”
أما كوشيدا، التي كانت جالسة بجانبها، فقد أزاحت بصرها عن الموقف ووقفت.
لم يشر أحد إلى ذلك، لكن شعر مؤخرة رأس المعلمة تشاباشيرا بدا مضحكًا قليلًا — كان هناك القليل من “شعر النوم” غير المرتب.
يبدو أنها استيقظت متأخرة هذا الصباح واضطرت إلى الإسراع في الخروج.
“لكن لا بد أن الأمر مكلف، إطعام كلٍّ من إيبوكي وكوشيدا. شخصين، صحيح؟”
وبالنسبة لشخص ينصح طلابه بالتركيز، فإن كلماتها فقدت شيئًا من مصداقيتها.
صرخ الثلاثة بصوت واحد مجددًا.
أنهت المعلمة تشاباشيرا الحصة الصباحية وكانت على وشك مغادرة الفصل عندما توقفت قرب الباب.
“أرى، إذًا كوشيدا ستنضم أيضًا. هذا غير معتاد.”
“نسيت أن أذكر إشعارًا مهمًا. في الشهر المقبل، نخطط لإجراء أول ‘مناقشة بين الطالب والمعلم’ في هذه المدرسة. ستتمحور هذه المناقشة حول مستقبلكم المهني والوظيفي، مع التطرق إلى حياتكم الدراسية حتى الآن. وبالطبع، قد أجرينا بالفعل استبيانًا مع أولياء أموركم.”
نهضنا من مقاعدنا وبدأنا السير في الممر. وطبعًا، لم نكن نسير جنبًا إلى جنب؛ كانت هوريكيتا تتقدّم، وكوشيدا وأنا خلفها بقليل.
قالت ذلك وهي تلتفت إلى الخلف وتنقل الرسالة للصف.
من الأفضل أن تعيش بالمكر وتنتفع، على أن تعيش بصدق وتعاني مثل…
رغم أنه قد توجد أسر تترك حرية اختيار المسار للطالب وحده، إلا أن أغلبها يأخذ برأي الوالدين بعين الاعتبار.
وكان هذا دليلًا على أن المدرسة تعمل بجد حتى خارج إطار الطالب.
“وكيف انتهى بنا الأمر إلى تناول غداء منزلي من إعداد إيبوكي؟” “كانت مسألة تحدٍّ متبادل. عندما سخرت منها هوريكيتا قائلةً إنه يجدر بها على الأقل أن تتعلم الطبخ، ردّت بصوت مرتفع: ‘حتى أنا أستطيع الطبخ إن قررت ذلك!’ ‘إذن، أرِني ذلك.’ ‘استعدي وانتظري، سأفعلها.’ ‘إن لم تستطيعي، فاموتي.’ ‘وإن نجحت، سأقتلك.’ … وهكذا وصلنا إلى هنا.”
“لم أكن أعلم أن لدينا مثل هذا النوع من النقاش في مدرستنا. في الحقيقة، كنت أظن أنه لا يوجد أصلًا.”
كالعادة، كان إيكِه أول من علّق. ولم يبدُ على أحد التعجب.
وبأسلوب متردد، اختارت أن تتذوق الطبق المطهي والهامبرغر الصغير.
“رغم أن التعليم الثانوي ليس إلزاميًا، فلا يمكن تجاهل آراء أولياء الأمور وترك القرار للطلاب بالكامل. وبالطبع، ستُعقد لقاءات أولياء الأمور والمعلمين عندما يحين الوقت.”
هذه هي “سياسة هاشيموتو ماسايوشي”. ماسايوشي…
لقاءات أولياء الأمور والمعلمين… هل يعني ذلك أن “ذلك الرجل” قد يعود مجددًا؟
لا، لقد قال لي بوضوح إنه لن يعود مرة أخرى. لكن… ما الذي سيحدث لاحقًا؟
ورغم أن هذه الفكرة شغلتني، فإن المسألة الأهم في الوقت الحالي كانت النقاش الفردي الذي سيُعقد في فبراير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ربما لم يعجب هوريكيتا أنني، وأنا أسير بجانبها، كنت أنظر إليها. ضيّقت عينيها بتحدٍ.
ومع ذلك، في حالتي، لم يكن مستقبلي أمرًا يمكنني التحكم فيه كما أشاء، لذا قد يُقال إن الأمر لا يهم كثيرًا.
ومن هذه الزاوية، كان من المفيد جدًا أن المعلمة تشاباشيرا كانت تعرف شيئًا عن وضعي، حتى ولو قليلًا.
وبما أن النقاشات العميقة لم تكن ضرورية، فالأرجح أنه سيكون لقاء شكليًا فقط.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل عليّ أن أذهب للمنزل؟” قلت ذلك بصدق لأني لم أرد أن أكون عبئًا، لكن— “لا يمكنك الرحيل!” “لا يمكنك الهروب.” “هذا غير عادل، آيانُوكوجي-كن.”
أما بالنسبة لزملائي في الصف، فهذه المناقشات الفردية أو الثنائية ستكون بلا شك نقطة تحول مهمة.
هل سيواصلون التقدم في الطريق الذي اختاروه؟ أم سيتخذون منعطفًا لاكتشاف مسار مختلف؟
الآباء والمعلمون سيوفرون للطلاب نظرة في جوانب لم يكونوا ليلاحظوها بمفردهم.
“ما رأيكِ؟”
“إن كان لديكم أي فضول أو تساؤلات، فلا بأس أن تأتوا وتسألوني مباشرة.”
وبعد أن أوصلت كل ما يلزم من معلومات، وضعت المعلمة تشاباشيرا يدها على الباب.
ثم، وأثناء إغلاقه، رفعت يدها الأخرى وكأنها تربّت على مؤخرة رأسها…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فتح كييسي، أحد الطلاب المتفوقين في صفنا، فمه وقال:
يبدو أنها أدركت أخيرًا أنها خرجت من منزلها بشعر غير مرتب.
كان يمكن القول إن صندوق الغداء احتفظ بالشكل اللائق للبينتو. “هل أعددتِ كل شيء بيدك؟” “بالطبع.” ردّت على الفور، ويبدو أن الإجابة كانت صادقة.
٢
بعد مغادرة المعلمة تشاباشيرا الصف، انشغل الطلاب بالحديث عن لقاء الطالب والمعلم، وعن مستقبلهم المهني.
“هممم. لما كنت لأحضر إن لم أكن واثقة من الفوز.” “ثقتك واضحة. لكن إن كان الأمر كذلك، فعليكِ التعامل مع الطعام بلطف أكثر. حتى لو خرج طعامك لائقًا، ستفشلين كطاهية.”
“يبدو أننا بحاجة فعلًا لأن نبدأ بالتفكير في ما سنفعله، أليس كذلك؟”
“أولًا، علينا أن نأخذ في الحسبان احتمال تخرجنا من الصف (A) واحتمال ألا نفعل. ما رأيك يا هيراتا-كن؟”
قرب نهاية العطلة، وصل بريد إلكتروني من المدرسة ينصّ على فرض عقوبة على اثنين من طلاب السنة الأولى. رغم حجب أسمائهما، ورد أن طالبًا وطالبة شوهدوا من طرف ثالث وهم منخرطون في تصرف يُعتبر غير لائق. فأيّ نشاط له طابع جنسي محظور بشدة، لذا نالوا العقاب المستحق.
بدأت الفتيات المحيطات بيوسكي، الجالس في وسط الصف، الحديث بهذا السؤال.
وعند مفترق الطرق، حاولت التملص بالذهاب في اتجاه مختلف، لكن كوشيدا أمسكت بذراعي على الفور.
“أنوي الالتحاق بالجامعة، سواء حصلت على امتيازات الصف (A) أم لا. والداي أخبراني منذ صغري أن هذا ما يتمنّيانه لي.”
تجمدت أفكاري للحظة، وحاولت التصرف بهدوء رغم الصدمة.
رغم أنني لم أكن أنوي التنصّت، إلا أن الحديث كان مسموعًا ولم أستطع إلا أن أتابعه.
“مرحبًا، هوريكيتا-سان. أريد فقط التأكد مجددًا، هل أنتِ حقًا تنوين الأكل؟” “نعم، قلت ذلك بالفعل، أليس كذلك؟” “هاه… في هذه الحالة، هل يمكن أن نتوقف عند المتجر أولًا؟ سأشتري دواءً للمعدة.” “توقفي عن هذا. أفهم قلقك، لكن لا داعي له.”
يبدو أن يوسكي لم تكن لديه أي نية للبحث عن وظيفة في الوقت الحالي، وكان يخطط لمواصلة دراسته بناءً على ميوله الطبيعية.
وبالنظر إلى جديّته في الدراسة ومستواه الأكاديمي الفعلي، فقد كان ذلك قرارًا منطقيًا.
فحتى مع امتيازات الصف (A)، إن لم يكن لدى المرء العزيمة الحقيقية، فلن يتمكن من استغلال تلك الامتيازات كاملة.
وهذا ينطبق على مختلف نواحي الحياة.
يجب أخذ وجهات نظر متعددة بعين الاعتبار عند الحديث عن هذا الصندوق.
“حقًا؟ كنت أظن أنك ستصبح لاعب كرة قدم محترف!”
“هاها، ليس تمامًا. حتى وإن استخدمت امتيازات الصف (A) لأجبر نفسي على دخول عالم الاحتراف، فإن لم تكن مهاراتي على المستوى، فمن الواضح أنني سأُستبعد بسرعة. حتى لو التحقت بالجامعة، سأواصل لعب كرة القدم، لكن كهواية فقط.”
فالشركة تتحمل مسؤولية كبيرة عند توظيف أي شخص. ما لم يرتكب الموظف خطأً فادحًا، سيكون من غير العدل طرده فقط لأنهم لم يعجبهم.
العمل في مجال الرياضة عقبة صعبة التخطّي.
الذين ينبغي أن يستخدموا امتيازات الصف (A) هم من يمتلكون الموهبة، لكن لم يتم اكتشافهم بعد، أو من حالت ظروف معينة دون سلوكهم الطريق التقليدي.
يبدو أن بداخل هوريكيتا شيء من الضمير.
إذًا، كيف يمكن استغلال امتيازات الصف (A) بشكل صحيح؟
أنا أدرك ذلك منطقيًا.
فتح كييسي، أحد الطلاب المتفوقين في صفنا، فمه وقال:
٢ بعد مغادرة المعلمة تشاباشيرا الصف، انشغل الطلاب بالحديث عن لقاء الطالب والمعلم، وعن مستقبلهم المهني.
“إذا كنا نتحدث عن امتيازات الصف (A)، فمن الأفضل أن نختار وظيفة في شركة كبرى. باستثناء الحالات النادرة التي لا تكون فيها المهارات كافية بوضوح، طالما أننا قادرون على العمل بالمستوى المطلوب، فلن يتم طردنا بسهولة. بالنسبة لنا، دخول عالم نربح فيه لمجرد دخولنا إليه قد يكون الخيار الأمثل.”
كان هذا أول وقت غداء بعد انتهاء عطلة الشتاء وعودة الحصص. كانت كي قد شكّلت بالفعل مجموعة من الفتيات، من بينهن ساتو، وتوجّهن نحو الكافتيريا. من المهم ألّا يقتصر اهتمامك على شريكك فقط، بل أن تعتز أيضًا بأصدقائك. راقبتُ كي وهي تبتعد في الممر. كانت الفتيات مصطفات في صفّ منتظم.
أومأ زملاؤنا برؤوسهم موافقين على كلام كييسي المنطقي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الفصل تجريبي قد اكمل الترجمة على حسب الاقبال والدعم
فالشركة تتحمل مسؤولية كبيرة عند توظيف أي شخص.
ما لم يرتكب الموظف خطأً فادحًا، سيكون من غير العدل طرده فقط لأنهم لم يعجبهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رغم أن النقد كان قاسيًا، إلا أنه لم يكن بلا مبرر، بالنظر إلى جودة الطعام.
مدرستنا ليست حديثة التأسيس، ووجودها معروف على نطاق واسع لأنها معترف بها من قبل الحكومة.
حتى الآن، لا بد أنهم قبلوا العديد من خريجي الصف (A).
“سبب تافه. علينا أن نراعي الآخرين عندما نسير.” “نعم، نعم. من السهل على من لا يملك أصدقاء أن يقول ذلك.” “هل تحاولين إثارة شجار؟” “هل كنت تظن أنني لا أفعل؟ هذا مضحك.”
ومن هذا المنطلق، إن اخترنا العمل في شركة مرموقة، فسنتمكن من أداء وظائفنا براحة لفترة طويلة.
يجب أخذ وجهات نظر متعددة بعين الاعتبار عند الحديث عن هذا الصندوق.
“من حيث الكفاءة، قد يكون خيار يوكيمورا-كن صحيحًا. لكنني أعتقد أن السعي خلف الوظيفة التي نرغب بها مهم أيضًا.”
…نعم، فهمت.
وهذا أيضًا أحد الأجوبة الصحيحة.
فلدى كل فرد حياة واحدة فقط، ولا بأس إن لم يكرّسها بالكامل من أجل وظيفة مستقرة أو من أجل المال.
“لا أعلم. يبدو أنها تستمتع بإيلامي أكثر من أي شيء آخر. ومع إيبوكي-سان، أظن أنهما لا تستطيعان مقاومة الرغبة في رؤية توتري ووجهي المحبط.”
هل تطارد حلمك؟ أم تختار وظيفة واقعية؟
“آهاهاها، هذا صحيح. ليس فقط من حيث التفكير، بل حتى نموكِ الجسدي يبدو متوقفًا أيضًا.”
عاجلًا أم آجلًا، سيواجه طلاب هذه المدرسة هذا المفترق الحاسم.
والواقع أن كل قرار يحتوي على الصواب والخطأ معًا.
“بما أننا أنهينا الأكل، سأعطي رأيي بصراحة: الطعم… ليس لذيذًا.” “ماذا!؟” “ليس غير صالح للأكل، وشكله كان أفضل من أسوأ سيناريو توقعت فيه صفرًا. أستطيع أن أرى أن مبتدئة حاولت جهدها، لكن كمية الملح كانت زائدة، والتتبيل عشوائي.”
مستقبلي بعد التخرج في الوقت الحالي يتجه نحو مسار واحد فقط، لكن إن كان ذلك هو الصواب أم لا، فلن يُعرف إلا بعد زمن طويل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حسنًا، بسبب شخصيتها المعقدة، ربما رأت أن مشاهدة اعتذارها ستكون مجزية، حتى لو كانت احتمالية حدوثه ضئيلة.
هل كنت أعيش الحياة الصحيحة؟
الإجابة الحقيقية ستنكشف فقط عندما ينظر الإنسان إلى ماضيه ويقرر كيف انتهت الأمور.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “مؤخرًا، أشعر ببعض الإرهاق. ظننت أنني قادر على موازنة الدراسة والرياضة، لكن الأمر يزداد صعوبة. آه… لا بأس، ليس بالأمر الكبير.” وكأنه ندم على إفشاء السبب، حاول تقليل أهمية الأمر. إظهاري لقلقي الآن قد يأتي بنتائج عكسية، لذا اكتفيت بنصيحة واحدة:
٣
انتهى بي الأمر بإرباك سودو، وإن لم يكن بالشكل الذي توقّعه. “—فيوه.” سمعت تنهيدة عميقة منه، بدت غير مقصودة، لكنه تدارك نفسه واعتذر على الفور.
كان هذا أول وقت غداء بعد انتهاء عطلة الشتاء وعودة الحصص.
كانت كي قد شكّلت بالفعل مجموعة من الفتيات، من بينهن ساتو، وتوجّهن نحو الكافتيريا.
من المهم ألّا يقتصر اهتمامك على شريكك فقط، بل أن تعتز أيضًا بأصدقائك.
راقبتُ كي وهي تبتعد في الممر. كانت الفتيات مصطفات في صفّ منتظم.
مونولوج هاشيموتو ماسايوشي
“لماذا تسير الفتيات دائمًا جنبًا إلى جنب، سواء كنّ أربعًا أو خمسًا؟”
“لا أدري لماذا تسألني. السير جنبًا إلى جنب مزعج فقط.”
“رجاءً، لا تتشاجرا. هل كنت تريد شيئًا مني؟” “نعم، لديّ أمر. آيانُوكوجي-كن، هل لي أن أعزمك على الغداء اليوم؟”
ألقيتُ السؤال على هوريكيتا الواقفة خلفي، لكنها لم تبدُ أنها تملك إجابة.
الناس يحكمون على الآخرين من أسمائهم فحسب. آسف، لكنني قد تخلّيت منذ زمن عن أن أكون مدافعًا عن العدالة.
“ثم، هل لديك عينان في مؤخرة رأسك؟ كيف تلاحظ مثل هذه الأشياء؟”
“أليس من الأفضل أن تظلّ الأمور الغامضة كما هي؟”
“أي أنك لا تنوي أن تخبرني؟”
“إن أخبرتني لماذا تسير الفتيات دائمًا جنبًا إلى جنب، فقد أفكر في الأمر.”
“هذا سؤال قاسٍ توجهه لهوريكيتا-سان. فهي لا تملك ما يكفي من الصديقات لتشكيل صفّ.”
يجب أخذ وجهات نظر متعددة بعين الاعتبار عند الحديث عن هذا الصندوق.
ظهرت كوشيدا بعد هوريكيتا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومن هذا المنطلق، إن اخترنا العمل في شركة مرموقة، فسنتمكن من أداء وظائفنا براحة لفترة طويلة.
“هناك تسلسل اجتماعي. حتى لو أعاقوا الممر وتسببوا في إزعاج، ففي بعض الأحيان يجب الحفاظ على تكوين المجموعة.”
مدرستنا ليست حديثة التأسيس، ووجودها معروف على نطاق واسع لأنها معترف بها من قبل الحكومة. حتى الآن، لا بد أنهم قبلوا العديد من خريجي الصف (A).
“أفهم… إذًا فهنّ يتجنبن بشكل طبيعي تكوين صفّ تتبع فيه واحدة الأخريات.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حسنًا، بسبب شخصيتها المعقدة، ربما رأت أن مشاهدة اعتذارها ستكون مجزية، حتى لو كانت احتمالية حدوثه ضئيلة.
“غالبًا. قد لا يصرّحن بذلك، لكنني أظن أنهن يدركنه فطريًا.”
٤ بعد الساعة التاسعة مساءً، عادت كي إلى منزلها بعد أن كانت معي، وبدأت أستعد لليوم التالي.كان التلفاز لا يزال يعمل في الخلفية، يعرض برنامج منوعات، أطفأته لأركّز على ما بيدي.رجل في الأربعين من عمره كان يؤدي دور المقدم، يثير الضحك بممازحاته مع الكوميديين.تغير المشهد، وعلى الأرجح انتقل إلى تصوير خارجي يعرض جولة في المدينة.تابعت للحظات، وبدت نفس النكات والتعليقات تتكرر بلا نهاية من المقدم داخل الاستوديو.عُرضت خمس لوحات، وكان على الجمهور أن يخمّن أيها الأصلية، مما ولّد لحظات مفاجأة وضحك. “اللوحة الرابعة.”تمتمت بالإجابة بلا اهتمام، ثم أغلقت التلفاز دون انتظار النتيجة الحقيقية.وسرعان ما عاد الصمت إلى الغرفة التي كانت تضجّ بالصوت. كانت كي تحب مشاهدة التلفاز، وغالبًا ما تتركه يعمل حين نكون معًا بمفردنا.أما أنا، فلم تكن لدي مشاعر نفور خاصة منه، وكنت قد استخدمته في أوقات سابقة كأداة للتعلم، من خلال متابعة برامج من أنواع مختلفة.لكنني أدركت في النهاية أنني لا أحب برامج المنوعات على وجه الخصوص. توجهت نحو الدرج، وأخرجت دفتر الرسم ومجموعة الألوان الخشبية من الدرج الثاني.كنت قد اشتريتهما بنقاطي الخاصة بعد التحاقي بالمدرسة بفترة قصيرة، لكنني لم ألمسهما منذ ذلك الحين.تذكّرت نظرة كي المتفاجئة عندما وجدت دفتر الرسم غير المستخدم في درجي. فرشت دفتر الرسم على المكتب، وفتحت العلبة الفضية التي تحتوي على الألوان الخشبية.مددت يدي نحو أقلام التلوين الجديدة— ثم توقفت. ماذا عليّ أن أرسم؟ إن لم أفكّر في شيء، فسوف تتوقف يدي عن الحركة لا محالة.ظننت أنني قادر على خلق شيء ما بدافع عفوي، لكن الأمور لم تسر على هذا النحو. في “الغرفة البيضاء”، تعلّمت العديد من المهارات التي تعزز من كفاءتي.وكان من بينها الرسم، والذي لم أكن سيئًا فيه. لكن… التفكير والابتكار الذاتي لم يكونا جزءًا من المنهج هناك. حدّقت في صفحة دفتر الرسم البيضاء.وبعد فترة، أغلقت العلبة الفضية. “ها قد انتهى يوم آخر.” تمتمت بهذه الكلمات، وأعدت دفتر الرسم والألوان إلى الدرج الثاني.ربما، كما قالت المعلمة تشاباشيرا، سيمر هذا الفصل الثالث كلمح البصر. -+- ترجمة نيرو مرت اشهر منذ ترجمت اي رواية لذا المعذرة على أي أخطاء
قد يكون ذلك سلوكًا نابعًا من علم نفس الجماعة الذي يظهر عادة عند الفتيات.
“وكيف انتهى بنا الأمر إلى تناول غداء منزلي من إعداد إيبوكي؟” “كانت مسألة تحدٍّ متبادل. عندما سخرت منها هوريكيتا قائلةً إنه يجدر بها على الأقل أن تتعلم الطبخ، ردّت بصوت مرتفع: ‘حتى أنا أستطيع الطبخ إن قررت ذلك!’ ‘إذن، أرِني ذلك.’ ‘استعدي وانتظري، سأفعلها.’ ‘إن لم تستطيعي، فاموتي.’ ‘وإن نجحت، سأقتلك.’ … وهكذا وصلنا إلى هنا.”
“سبب تافه. علينا أن نراعي الآخرين عندما نسير.”
“نعم، نعم. من السهل على من لا يملك أصدقاء أن يقول ذلك.”
“هل تحاولين إثارة شجار؟”
“هل كنت تظن أنني لا أفعل؟ هذا مضحك.”
“مهلًا… ما قصة دواء المعدة؟ ما الذي سنأكله بالضبط؟”
حدّقت الاثنتان ببعضهما وتطايرت شرارات التوتر.
وبالنسبة لشخص ينصح طلابه بالتركيز، فإن كلماتها فقدت شيئًا من مصداقيتها.
“رجاءً، لا تتشاجرا. هل كنت تريد شيئًا مني؟”
“نعم، لديّ أمر. آيانُوكوجي-كن، هل لي أن أعزمك على الغداء اليوم؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أن تعرِض هوريكيتا أن تدفع لي وجبة؟ لم تكن لي ذكريات سارة كثيرة مع مثل هذه العروض.
أن تعرِض هوريكيتا أن تدفع لي وجبة؟ لم تكن لي ذكريات سارة كثيرة مع مثل هذه العروض.
٣
“عندما تقترحين شيئًا كهذا، لا يأتي منه شيء جيد عادة. أقول ذلك بناءً على تجاربي السابقة.”
“سأركلكِ الآن! سأجعلكِ تعتذرين بالقوة!”
“كم أنت وقح. لن أطلب منك مالًا أو شيئًا غريبًا، فاهدأ.”
“هممم… حسنًا.”
غيّر نبرته وابتسم قبل أن يتوجه إلى مقعده.
كنت واثقًا من أنني لن أكون مرتاحًا، لكن لو قلت ذلك، فستغضب غالبًا.
بدلًا من ذلك، وبعد صمت طويل، أومأت برأسي بهدوء.
آمالي الضئيلة، وآمال كوشيدا، تلاشت فورًا.
“ترددت كثيرًا.”
“ربما لا يعجبني ذلك منك، لكن لا بأس. كوشيدا-سان، هل أنتِ جاهزة؟”
“نعم، مستعدة تمامًا.”
في اليوم الأخير قبل نهاية عطلة الشتاء، قضينا أنا وكي يومًا كاملًا مسترخيَين في غرفتنا. ما حدث بين شاب وفتاة في نفس الغرفة لا يحتاج إلى كثير من الشرح. شدّت كي ذراعي أكثر إلى أحضانها. باستثناء لحظة تبديل الأحذية عند بوابة المدرسة، لم نفترق لحظة حتى دخولنا الفصل.
انتقلت بسلاسة من وضع “الهجوم” إلى “وضع الملاك”.
…مع ذلك—
“أرى، إذًا كوشيدا ستنضم أيضًا. هذا غير معتاد.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “إن لم تخنّي ذاكرتي، لم تكن إيبوكي ماهرة في الطبخ، صحيح؟”
هل يمكن أن هوريكيتا لا تريد تناول الطعام مع كوشيدا وحدها، لذا دعتني أيضًا؟
فكّرت بذلك للحظة، لكن لو كانت لا تطيق مرافقة شخص، لما رتّبت لمثل هذا الوضع.
لا بد أن هناك سببًا خلف دعوتهما لي معًا.
ما الذي يدور في بالهما؟
“لماذا تسير الفتيات دائمًا جنبًا إلى جنب، سواء كنّ أربعًا أو خمسًا؟” “لا أدري لماذا تسألني. السير جنبًا إلى جنب مزعج فقط.”
وبما أن كي لم تكن موجودة اليوم، فلا مشكلة في قضاء الوقت معهما.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن، مقارنةً بأولئك الذين يكرهون أسماءهم من أعماق قلوبهم، فإن اشمئزازي… يبدو لطيفًا نوعًا ما.
“إذًا، هل سنذهب إلى الكافتيريا؟”
“لا، إلى مكان أقل ازدحامًا سيكون أفضل.”
“آه… فهمت. تفضل، آيانُوكوجي-كن.”
أجابت هوريكيتا، وكانت كوشيدا تسير إلى جانبي ويداها فارغتان.
فهل هذا يعني أننا سنمر على المتجر أو أحد الأكشاك لشراء وجبة؟
لم أكن أعلم، لكني كنت واثقًا أنني سأكتشف ذلك قريبًا.
“أود أن أوضح أن الأمر لم يكن فكرتي.” “طبعًا! صدقًا، لو كان هذا من رغبتك، لكان الوضع مقرفًا.” استمر في التذمّر وهمس بصوت منخفض وهو يقترب بوجهه مني.
نهضنا من مقاعدنا وبدأنا السير في الممر.
وطبعًا، لم نكن نسير جنبًا إلى جنب؛ كانت هوريكيتا تتقدّم، وكوشيدا وأنا خلفها بقليل.
آمالي الضئيلة، وآمال كوشيدا، تلاشت فورًا.
“مرحبًا، هوريكيتا-سان. أريد فقط التأكد مجددًا، هل أنتِ حقًا تنوين الأكل؟”
“نعم، قلت ذلك بالفعل، أليس كذلك؟”
“هاه… في هذه الحالة، هل يمكن أن نتوقف عند المتجر أولًا؟ سأشتري دواءً للمعدة.”
“توقفي عن هذا. أفهم قلقك، لكن لا داعي له.”
“لا يجب أن تفعلي ذلك. عليك أن تهتمي بتغذيتك جيدًا عند إعداد وجباتك. كم مرة عليّ أن أكرر هذا؟ لهذا السبب، لا تنضجين.”
آه، يبدو أنها ستشتري دواء المعدة من المتجر في طريقنا.
دواء المعدة، إذًا، أصبح ضروريًا.
“أن تترك صندوق الغداء دون تنظيف، فعلًا…”
“مهلًا… ما قصة دواء المعدة؟ ما الذي سنأكله بالضبط؟”
آمالي الضئيلة، وآمال كوشيدا، تلاشت فورًا.
كان هناك ما يثير القلق فعلًا في رغبتها بشراء شيء غير ضروري للغداء.
سألت هوريكيتا بنبرة صارمة، فأجابت دون أن تلتفت:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عرضت عليّ الصندوق، الذي لا يزال ممتلئًا، لكنني دفعته فورًا دون تردد.
“وجبة منزلية من إعداد إيبوكي-سان.”
“…وجبة منزلية من إيبوكي؟”
…مع ذلك—
تجمدت أفكاري للحظة، وحاولت التصرف بهدوء رغم الصدمة.
“لكن ألم يكن بإمكانكِ الابتعاد عن الموضوع والهرب يا كوشيدا؟” قد يكون منطقها دخول غرفة هوريكيتا لتذوق طعامها المنزلي، لكنها تخاطر كثيرًا فقط لتشهد مواجهة بين هوريكيتا وإيبوكي. فهي لا تعلم ما نوع الكارثة التي قد تحصل.
“لقد أعدّت صندوق غداء لي، ولكوشيدا-سان، ولك، وسنقسمه إلى ثلاث حصص بالتساوي. ألم أخبرك بذلك؟”
“أنتِ لم تنوي إخباري أصلًا، أليس كذلك…؟”
“من المدهش أنكِ تفاخرْتِ بعدم خسارتكِ أمام هوريكيتا في الطهي. كان عليكِ فقط دفع مبلغ لطاهٍ جيد ليُعدّ لكِ الوجبة.”
لو علمت بهذا من البداية، لهربت مثل أرنب مذعور.
فأولًا، لا يمكن أن تكون قد أعدّت الوجبة لي. الأمر غير متوقع كليًا.
“مهلًا، فصولنا قريبة من بعضها. لماذا كان علينا الالتقاء هنا؟” “أعلم أن اللقاء لا معنى له، لكنني دعوت إيبوكي-سان رسميًا، أتدري؟ هي فقط رفضت فكرة المشي معنا.”
“إن لم تخنّي ذاكرتي، لم تكن إيبوكي ماهرة في الطبخ، صحيح؟”
عندما تذكرت المشهد السابق، بالفعل لم يكن ممتعًا بأي شكل. وكانت المرات التي ابتسمت فيها كوشيدا، ولو بشكل باهت، أقل من نصف ما تفعله مع الآخرين.
تعمّدت ألا أقول إنها “سيئة” وحاولت كبح خوفي أثناء حديثي.
هل تطارد حلمك؟ أم تختار وظيفة واقعية؟
“إنها من النوع الذي لم يطهو في المنزل من قبل. لذا، كانت تتناول وجبات غير متوازنة دائمًا. ربما نسيت هذه المعلومة.”
“ما الأمر؟”
كنت في عطلة شتوية حتى وقت قريب، لكني التقيت هوريكيتا وإيبوكي بعد رأس السنة مباشرة،
وأتذكر أن هذا الموضوع ذُكر حينها بالصدفة.
“إذا كنا نتحدث عن امتيازات الصف (A)، فمن الأفضل أن نختار وظيفة في شركة كبرى. باستثناء الحالات النادرة التي لا تكون فيها المهارات كافية بوضوح، طالما أننا قادرون على العمل بالمستوى المطلوب، فلن يتم طردنا بسهولة. بالنسبة لنا، دخول عالم نربح فيه لمجرد دخولنا إليه قد يكون الخيار الأمثل.”
“لأن التغذية غير المتوازنة غير صحية، دعوتها مؤخرًا إلى غرفتي عدة مرات، وتركتها تتناول من طعامي. كانت تأتي دون فشل، وإن كانت تشتكي، لأنها بذلك توفر مصاريف الطعام.”
“من اللطيف المزعج أنها تأتي وهي تتذمر، أليس كذلك؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وهكذا، غادرنا الممر. كان الجو لا يزال باردًا بشدة في أوائل يناير، لكن هذا تحديدًا جعل المكان المخصص للطعام خاليًا من الناس.
“تبدو مطّلعًا جيدًا على وضع هوريكيتا، رغم أنك تقول إنك تكرهها.”
“كنت أمرّ كثيرًا آملًا أن ينشب شجار. لهذا أعرف كل هذه التفاصيل.”
“في هذه الحالة، تناول ما تريد دون أن تقلق بشأن السعر.” “أريد فقط أن آكل أغلى طبق لديهم.” “فقط… افعل ما تشاء.”
توقعتُ منها هذا التفكير الخبيث — إنه أسلوب كوشيدا تمامًا.
لم أكن منزعجًا تمامًا من كوني في ذيل القائمة. لكن الأمر بدا وكأن…
“كنت أمزح. لنذهب إلى الكافتيريا، سأعزمك على ما تشاء.”
“مع ذلك، كان إعداد الطعام لثلاثة أشخاص، وأنا من بينهم، أمرًا مزعجًا قليلًا.”
ورغم تذمّرها، لم تبدُ هوريكيتا متضايقة فعليًا. ربما اعتادت الأمر بالفعل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com يبدو أنها كانت قد رأتني مع كي أثناء السير إلى المدرسة من الخلف.
“وكيف انتهى بنا الأمر إلى تناول غداء منزلي من إعداد إيبوكي؟”
“كانت مسألة تحدٍّ متبادل. عندما سخرت منها هوريكيتا قائلةً إنه يجدر بها على الأقل أن تتعلم الطبخ، ردّت بصوت مرتفع:
‘حتى أنا أستطيع الطبخ إن قررت ذلك!’
‘إذن، أرِني ذلك.’
‘استعدي وانتظري، سأفعلها.’
‘إن لم تستطيعي، فاموتي.’
‘وإن نجحت، سأقتلك.’
… وهكذا وصلنا إلى هنا.”
رغم أنه رفع صوته في الأماكن العامة مرارًا من قبل، إلا أن إطلاق التنهيدات لم يكن من عاداته، ما جعل الأمر مريبًا بعض الشيء.
أعجبتني سهولة تخيل تسلسل الأحداث.
لكن الجملتين الأخيرتين… على الأغلب مزحتان. على الأقل آمل ذلك.
وبسلوك يشبه الأم المتذمرة من كسل ابنتها، بدأت هوريكيتا بجمع أدوات الغداء المبعثرة. هل ستأخذه حقًا معها وتغسله؟
“حسنًا، فهمت الوضع. على كل حال، سأذهب إلى الكافتيريا، أراكم لاحقًا.”
١ حتى بعد انتهاء عطلة الشتاء، لم تحدث تغييرات تُذكر لا على الطلاب ولا على المعلمين. دخلت المعلمة تشاباشيرا الصف، وقدّمت تحية بسيطة بمناسبة العام الجديد، ثم وضعت يدها على المنصة.
وعند مفترق الطرق، حاولت التملص بالذهاب في اتجاه مختلف، لكن كوشيدا أمسكت بذراعي على الفور.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مستقبلي بعد التخرج في الوقت الحالي يتجه نحو مسار واحد فقط، لكن إن كان ذلك هو الصواب أم لا، فلن يُعرف إلا بعد زمن طويل.
“محظوظ أنت. ستحصل على وجبة منزلية من فتاة… بيولوجيًا.”
“لقد خدعتني.”
هل كنت أعيش الحياة الصحيحة؟ الإجابة الحقيقية ستنكشف فقط عندما ينظر الإنسان إلى ماضيه ويقرر كيف انتهت الأمور.
عبّرت عن امتعاضي تجاه هوريكيتا التي كانت تسير بهدوء أمامي.
“رجاءً، لا تتشاجرا. هل كنت تريد شيئًا مني؟” “نعم، لديّ أمر. آيانُوكوجي-كن، هل لي أن أعزمك على الغداء اليوم؟”
“ليس من اللطيف أن تقول إنني خدعتك. أردت فقط أن أشارك طبخ إيبوكي-سان مع أكبر عدد ممكن من الناس. ألا ترى أنه سيكون غريبًا أن أُشرك أشخاصًا لا علاقة لهم بها؟ ثم إن الوقت لا يزال مبكرًا للحكم على أنها ستكون وجبة سيئة.”
تناولت هوريكيتا القليل من الأرز المقلي ورفعته إلى فمها، ثم التقطت قطعة من الغراتان ووضعتها في فمها أيضًا. بعد أن انتهت من الأكل بصمت، سألتها كوشيدا:
من حديثها، لم أشعر أنها متفائلة حقًا.
فهمت أنني لن أستطيع الهروب، ولم يكن أمامي خيار سوى أن أتبعهم، على مضض.
“آه… فهمت. تفضل، آيانُوكوجي-كن.”
“لكن ألم يكن بإمكانكِ الابتعاد عن الموضوع والهرب يا كوشيدا؟”
قد يكون منطقها دخول غرفة هوريكيتا لتذوق طعامها المنزلي، لكنها تخاطر كثيرًا فقط لتشهد مواجهة بين هوريكيتا وإيبوكي.
فهي لا تعلم ما نوع الكارثة التي قد تحصل.
…نعم، فهمت.
“حسنًا، نعم. حتى أنا لديّ شيء على المحك هنا.”
“أنتِ أيضًا تكرهين الخسارة، أليس كذلك يا كوشيدا-سان؟ لقد أتيتِ إلى هنا رغم إدراكك للمخاطرة فقط لأن إيبوكي-سان استفزتكِ قائلة: ‘هل ستهربين كجبانة؟’، أليس كذلك؟”
“…كنت فقط أريد أن أرى إيبوكي تفشل وتعتذر.”
“سبب تافه. علينا أن نراعي الآخرين عندما نسير.” “نعم، نعم. من السهل على من لا يملك أصدقاء أن يقول ذلك.” “هل تحاولين إثارة شجار؟” “هل كنت تظن أنني لا أفعل؟ هذا مضحك.”
يبدو أنني أصبت الهدف، بدليل أنها أسقطت الألقاب في ردها.
لكن… هل إيبوكي من النوع الذي يعتذر فعلًا إن فشلت؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ماذا؟ كنت تحدق في وجهي.” “هل يزعجك ذلك؟” “ليس الأمر أنني أكره ذلك، لكن… همم، أريد أن أقبّلك مجددًا، كثيرًا.”
حسنًا، بسبب شخصيتها المعقدة، ربما رأت أن مشاهدة اعتذارها ستكون مجزية، حتى لو كانت احتمالية حدوثه ضئيلة.
لو سمعها أي طالب لا يزال يؤمن بصورة كوشيدا المشرقة، لفقد وعيه. وحتى لو سمعها، لأقنع نفسه بأنها صدفة، لا تصرف مقصود.
“يبدو أنها لم تصل بعد. لكننا جئنا في الوقت المحدد تمامًا…”
هذا يبدو مكان اللقاء، حيث توقفت هوريكيتا أمام ممر يؤدي إلى الخارج.
٢ بعد مغادرة المعلمة تشاباشيرا الصف، انشغل الطلاب بالحديث عن لقاء الطالب والمعلم، وعن مستقبلهم المهني.
كانت قد كذبت بشأن رغبتها في اختيار مكان غير مزدحم — على ما يبدو كانت تنوي إشراكي من البداية.
١ حتى بعد انتهاء عطلة الشتاء، لم تحدث تغييرات تُذكر لا على الطلاب ولا على المعلمين. دخلت المعلمة تشاباشيرا الصف، وقدّمت تحية بسيطة بمناسبة العام الجديد، ثم وضعت يدها على المنصة.
“مهلًا، فصولنا قريبة من بعضها. لماذا كان علينا الالتقاء هنا؟”
“أعلم أن اللقاء لا معنى له، لكنني دعوت إيبوكي-سان رسميًا، أتدري؟
هي فقط رفضت فكرة المشي معنا.”
بصراحة، لم يكن الطعم سيئًا إلى درجة عدم قابلية الأكل. النكهات القوية كانت نتيجة واضحة لاستخدام التقدير العيني، كما أشارت هوريكيتا.
لو كانت تكره هوريكيتا (وربما كوشيدا أيضًا) إلى هذه الدرجة، كان بإمكانها ببساطة رفض التحدي.
تعمّدت ألا أقول إنها “سيئة” وحاولت كبح خوفي أثناء حديثي.
هذا مثال جيد على خطورة التنافس المفرط.
“قد يصعب تخيل الأمر، لكن لا بد من وجود لحظات ممتعة بينكن، أليس كذلك؟”
“أراهن أنها ستفشل وتُحضر لنا غداءً سيئًا، أليس كذلك؟”
“لا أريد الحكم مسبقًا، لكن من الواضح أنها على الأرجح فشلت.”
“أفهم… عليّ الآن أن أتناول طبقًا فاشلًا؟”
“توقف عن التذمّر بشأن الفشل!”
سواء كان الخصم ريووين أو ساكاياナغي.
وبينما بدأ الجو يزداد ثقلاً، ظهرت إيبوكي وهي تصرخ.
هل كنت أعيش الحياة الصحيحة؟ الإجابة الحقيقية ستنكشف فقط عندما ينظر الإنسان إلى ماضيه ويقرر كيف انتهت الأمور.
كانت تحمل قنبلة… لا، صندوق غداء. لكنها كانت تحمله فعلًا.
كنت أتمنى ألا تفعل، بل أن تصرخ قائلة: “نسيت، إذًا المباراة ملغاة!”
لكنت دعمتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أن تعرِض هوريكيتا أن تدفع لي وجبة؟ لم تكن لي ذكريات سارة كثيرة مع مثل هذه العروض.
“لماذا آيانُوكوجي هنا؟ لم أقم بدعوته.”
“أليس من الأفضل أن يكون هناك مزيد من الحُكّام؟ هذا يزيد من مصداقية تقييم الطهي. سنغيّر المكان بما أن الجميع حاضر. لا ترغبين في أن تظهري ودودة معنا، أليس كذلك؟”
“طبعًا لا!”
في اليوم الأخير قبل نهاية عطلة الشتاء، قضينا أنا وكي يومًا كاملًا مسترخيَين في غرفتنا. ما حدث بين شاب وفتاة في نفس الغرفة لا يحتاج إلى كثير من الشرح. شدّت كي ذراعي أكثر إلى أحضانها. باستثناء لحظة تبديل الأحذية عند بوابة المدرسة، لم نفترق لحظة حتى دخولنا الفصل.
وهكذا، غادرنا الممر.
كان الجو لا يزال باردًا بشدة في أوائل يناير، لكن هذا تحديدًا جعل المكان المخصص للطعام خاليًا من الناس.
يجب أخذ وجهات نظر متعددة بعين الاعتبار عند الحديث عن هذا الصندوق.
لوّحت إيبوكي بصندوق الغداء الملفوف بقماش “فوروشيكي” بسيط (شيء رأيته في متجر الـ100 ين)، ثم وضعته بقوة على المقعد.
“حسنًا، هذا كل شيء. عمل جيد.” “نعم، عمل جيد — لحظة.”
“ستندمون على قولكم إنني سأفشل. أسرعوا وتناولوا الطعام.”
“آهاهاها، هذا صحيح. ليس فقط من حيث التفكير، بل حتى نموكِ الجسدي يبدو متوقفًا أيضًا.”
“تبدين واثقة. ربما حصلت معجزة ونجح طهيك؟”
من الأفضل أن تعيش بالمكر وتنتفع، على أن تعيش بصدق وتعاني مثل…
ثقتها واضحة. وهذا أفضل من عدم وجودها، لكن… هل من الآمن أن نتوقّع شيئًا؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com يبدو أنها أدركت أخيرًا أنها خرجت من منزلها بشعر غير مرتب.
“هي بوضوح من النوع المغرور، لذا لا يمكننا أخذ ثقتها بجدية.”
“لماذا ليس لذيذًا؟ الطعم ممل ومخيّب… ومالح جدًا!”
كانت هوريكيتا مدركة تمامًا لذلك، فحوّلت نظرها عن إيبوكي نحو صندوق الغداء.
“وكيف انتهى بنا الأمر إلى تناول غداء منزلي من إعداد إيبوكي؟” “كانت مسألة تحدٍّ متبادل. عندما سخرت منها هوريكيتا قائلةً إنه يجدر بها على الأقل أن تتعلم الطبخ، ردّت بصوت مرتفع: ‘حتى أنا أستطيع الطبخ إن قررت ذلك!’ ‘إذن، أرِني ذلك.’ ‘استعدي وانتظري، سأفعلها.’ ‘إن لم تستطيعي، فاموتي.’ ‘وإن نجحت، سأقتلك.’ … وهكذا وصلنا إلى هنا.”
آمالي الضئيلة، وآمال كوشيدا، تلاشت فورًا.
“بما أننا أنهينا الأكل، سأعطي رأيي بصراحة: الطعم… ليس لذيذًا.” “ماذا!؟” “ليس غير صالح للأكل، وشكله كان أفضل من أسوأ سيناريو توقعت فيه صفرًا. أستطيع أن أرى أن مبتدئة حاولت جهدها، لكن كمية الملح كانت زائدة، والتتبيل عشوائي.”
“هممم. لما كنت لأحضر إن لم أكن واثقة من الفوز.”
“ثقتك واضحة. لكن إن كان الأمر كذلك، فعليكِ التعامل مع الطعام بلطف أكثر. حتى لو خرج طعامك لائقًا، ستفشلين كطاهية.”
“وأنتَ، آيانُوكوجي-كن؟ لا بد أن رأيك مشابه، أليس كذلك؟” “لا، لا أعتقد أنه غير صالح للأكل. بل سأعطيه تقييمًا أعلى.”
“اصمتا. فقط كُلا بسرعة. ثم اعتذرا لي، هوريكوشي! وأنت أيضًا، آيانُوكوجي!”
٢ بعد مغادرة المعلمة تشاباشيرا الصف، انشغل الطلاب بالحديث عن لقاء الطالب والمعلم، وعن مستقبلهم المهني.
“لا تجمع بيني وبين كوشيدا، يا لك من مُختصر للأسماء.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رغم أنني لم أكن أنوي التنصّت، إلا أن الحديث كان مسموعًا ولم أستطع إلا أن أتابعه.
لم أكن منزعجًا تمامًا من كوني في ذيل القائمة.
لكن الأمر بدا وكأن…
فالشركة تتحمل مسؤولية كبيرة عند توظيف أي شخص. ما لم يرتكب الموظف خطأً فادحًا، سيكون من غير العدل طرده فقط لأنهم لم يعجبهم.
“لقد أصبحتم مقربين، أليس كذلك أنتم الثلاثة؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أجابت هوريكيتا، وكانت كوشيدا تسير إلى جانبي ويداها فارغتان. فهل هذا يعني أننا سنمر على المتجر أو أحد الأكشاك لشراء وجبة؟ لم أكن أعلم، لكني كنت واثقًا أنني سأكتشف ذلك قريبًا.
تلك العبارة تناقض تمامًا التوتر الظاهر، لكنها كانت الإحساس العام.
“لسنا مقربين! كيف تفهم الأمر بهذا الشكل يا آيانُوكوجي-كن؟”
“صحيح، لا تُفسر الأمور على هواك.”
“سألكمك إن كرّرتها!”
“إن كان لديكم أي فضول أو تساؤلات، فلا بأس أن تأتوا وتسألوني مباشرة.” وبعد أن أوصلت كل ما يلزم من معلومات، وضعت المعلمة تشاباشيرا يدها على الباب. ثم، وأثناء إغلاقه، رفعت يدها الأخرى وكأنها تربّت على مؤخرة رأسها…
واضح أن إحداهن على موجة مختلفة، لكن بدا وكأنهم ينسجمون رغم كل شيء.
وبأي حال، كنت أشعر أنني خارج هذا الجو تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ربما لم يعجب هوريكيتا أنني، وأنا أسير بجانبها، كنت أنظر إليها. ضيّقت عينيها بتحدٍ.
“هل عليّ أن أذهب للمنزل؟”
قلت ذلك بصدق لأني لم أرد أن أكون عبئًا، لكن—
“لا يمكنك الرحيل!”
“لا يمكنك الهروب.”
“هذا غير عادل، آيانُوكوجي-كن.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “إذًا، سأُزعجكِ أنا أيضًا الساعة السابعة.” “لكنني لم أدعوكِ؟”
صرخ الثلاثة بصوت واحد مجددًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “إن لم تخنّي ذاكرتي، لم تكن إيبوكي ماهرة في الطبخ، صحيح؟”
لم أفهم الأمر تمامًا، لكن بدا أنه لا مجال للهروب، لذا جلست.
من حديثها، لم أشعر أنها متفائلة حقًا. فهمت أنني لن أستطيع الهروب، ولم يكن أمامي خيار سوى أن أتبعهم، على مضض.
حسنًا، لا بأس. الاستماع لحديثهم كان مسليًا بعض الشيء.
كان واضحًا أن طبخ إيبوكي هاوٍ.
ومع ذلك، ربما كانت قد جرّبت أساليب مختلفة لإجبار هوريكيتا وكوشيدا على الاعتراف بخسارتهما.
“أراهن أنها ستفشل وتُحضر لنا غداءً سيئًا، أليس كذلك؟” “لا أريد الحكم مسبقًا، لكن من الواضح أنها على الأرجح فشلت.” “أفهم… عليّ الآن أن أتناول طبقًا فاشلًا؟” “توقف عن التذمّر بشأن الفشل!”
وبشعور من الترقب، بدأت أقيّم المظهر الجمالي للطعام — عنصر أساسي في الحكم.
وبما أن كي لم تكن موجودة اليوم، فلا مشكلة في قضاء الوقت معهما.
ومن القماش “الفوروشيكي” خرج صندوق غداء بسيط (مرة أخرى، من متجر الـ100 ين).
(ملاحظة: “فوروشيكي” هو قماش تقليدي يُستخدم في تغليف ونقل الملابس أو الهدايا أو غيرها من الأغراض.)
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “مؤخرًا، أشعر ببعض الإرهاق. ظننت أنني قادر على موازنة الدراسة والرياضة، لكن الأمر يزداد صعوبة. آه… لا بأس، ليس بالأمر الكبير.” وكأنه ندم على إفشاء السبب، حاول تقليل أهمية الأمر. إظهاري لقلقي الآن قد يأتي بنتائج عكسية، لذا اكتفيت بنصيحة واحدة:
“حسنًا، لنفتحه.”
لم يظهر على إيبوكي أي قلق وهي تجلس واضعة ذراعيها خلف ظهرها.
لقاءات أولياء الأمور والمعلمين… هل يعني ذلك أن “ذلك الرجل” قد يعود مجددًا؟ لا، لقد قال لي بوضوح إنه لن يعود مرة أخرى. لكن… ما الذي سيحدث لاحقًا؟ ورغم أن هذه الفكرة شغلتني، فإن المسألة الأهم في الوقت الحالي كانت النقاش الفردي الذي سيُعقد في فبراير.
وببطء، فُتح غطاء صندوق الغداء…
مدرستنا ليست حديثة التأسيس، ووجودها معروف على نطاق واسع لأنها معترف بها من قبل الحكومة. حتى الآن، لا بد أنهم قبلوا العديد من خريجي الصف (A).
وكان أول ما وقعت عليه أعيننا هو الأرز — ليس الأرز الأبيض العادي، بل أرز مقلي.
تنوّعت فيه الخضراوات واللحوم، مما منحه مظهرًا ملونًا.
ثقتها واضحة. وهذا أفضل من عدم وجودها، لكن… هل من الآمن أن نتوقّع شيئًا؟
لكن، المكونات في الأرز كانت كبيرة الحجم على نحو غير معتاد.
٢ بعد مغادرة المعلمة تشاباشيرا الصف، انشغل الطلاب بالحديث عن لقاء الطالب والمعلم، وعن مستقبلهم المهني.
وعلاوة على ذلك، احتوى الصندوق على طماطم صغيرة، وتاماكوياكي (عجة يابانية)، وغراتان، وأطباق مطهية، وأطعمة مقلية، وقطع هامبرغر صغيرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل عليّ أن أذهب للمنزل؟” قلت ذلك بصدق لأني لم أرد أن أكون عبئًا، لكن— “لا يمكنك الرحيل!” “لا يمكنك الهروب.” “هذا غير عادل، آيانُوكوجي-كن.”
رغم أن كل صنف كان بحجم صغير، إلا أن الأنواع السبعة كانت مرتبة بوفرة.
وكان العنصر الأبرز هو إضافة أربع قطع من “باران” (فواصل بلاستيكية تُستخدم في صناديق البينتو).
“لقد أصبحتم مقربين، أليس كذلك أنتم الثلاثة؟”
كان يمكن القول إن صندوق الغداء احتفظ بالشكل اللائق للبينتو.
“هل أعددتِ كل شيء بيدك؟”
“بالطبع.”
ردّت على الفور، ويبدو أن الإجابة كانت صادقة.
فأنا لا أكره إلا التناقض بين اسمي وأفكاري. “العدالة” و”ماسايوشي” لا يجتمعان.
لكن الغريب أنها أدرجت أطباقًا مطهية.
“قد أمنحك 30 نقطة إضافية فقط من حيث الشكل.”
“في الطبخ، الطعم هو الأهم، لا الشكل.”
“كنت أجاملك، تعلمين؟ توقعت أن أحصل على شيء قريب من الصفر.”
“عندما تقترحين شيئًا كهذا، لا يأتي منه شيء جيد عادة. أقول ذلك بناءً على تجاربي السابقة.”
اعتُبر قولها إنه “أفضل من المتوقع” مجاملة سخية، وقد حصلت على 30 نقطة فعلًا.
بدت هوريكيتا قد استعدت مسبقًا، فقد جلبت عدة أزواج من عيدان الطعام ذات الاستخدام الواحد. احتفظت لنفسها بواحدة، وقدمت لي ولكوشيدا زوجًا لكل منا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أن تعرِض هوريكيتا أن تدفع لي وجبة؟ لم تكن لي ذكريات سارة كثيرة مع مثل هذه العروض.
“لنبدأ التذوق.”
“هذه أول مرة لا أتطلع فيها لتذوق شيء ما~ يا لها من ذكرى جميلة~”
قالت كوشيدا ذلك بنبرة ميتة وهي تفرّق عيدانها. لم تبدُ متحمسة إطلاقًا لتكون أول من يتذوق، وانتظرت هوريكيتا لتبدأ.
فأنا لا أكره إلا التناقض بين اسمي وأفكاري. “العدالة” و”ماسايوشي” لا يجتمعان.
تناولت هوريكيتا القليل من الأرز المقلي ورفعته إلى فمها، ثم التقطت قطعة من الغراتان ووضعتها في فمها أيضًا.
بعد أن انتهت من الأكل بصمت، سألتها كوشيدا:
“صباح الخير للجميع~” كان ذلك أول أيام الفصل الدراسي الثالث. عند دخولها، لوّحت كي لصديقاتها في الصف. ثم حررت ذراعي ببطء وهمست لي “أراك لاحقًا”، تاركةً خلفها أثرًا من المودة العميقة، وغادرت. بعد ذلك، توجهت إلى مقعدي في الفصل ووضعت حقيبتي الخفيفة.
“كيف هو الطعم؟”
“لن أقول الآن. لا أريد أن تؤثر ردّة فعلي على تجربتكِ. دوركِ الآن.”
“تسك.”
يا لها من تكة لسان واضحة!
لو علمت بهذا من البداية، لهربت مثل أرنب مذعور. فأولًا، لا يمكن أن تكون قد أعدّت الوجبة لي. الأمر غير متوقع كليًا.
لو سمعها أي طالب لا يزال يؤمن بصورة كوشيدا المشرقة، لفقد وعيه.
وحتى لو سمعها، لأقنع نفسه بأنها صدفة، لا تصرف مقصود.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مستقبلي بعد التخرج في الوقت الحالي يتجه نحو مسار واحد فقط، لكن إن كان ذلك هو الصواب أم لا، فلن يُعرف إلا بعد زمن طويل.
“هل يمكنني تذوق الطماطم الصغيرة فقط؟”
“خذي الأمر بجدية.”
“تسك، أنتِ صارمة جدًا.”
“ألديكِ ما يكفي من النقاط الخاصة؟”
من جديد، صدرت تكة اللسان الحادة من كوشيدا، وكانت أقوى من السابقة.
كانت هوريكيتا مدركة تمامًا لذلك، فحوّلت نظرها عن إيبوكي نحو صندوق الغداء.
وبأسلوب متردد، اختارت أن تتذوق الطبق المطهي والهامبرغر الصغير.
كانت هوريكيتا مدركة تمامًا لذلك، فحوّلت نظرها عن إيبوكي نحو صندوق الغداء.
“آه… فهمت. تفضل، آيانُوكوجي-كن.”
“أفهم… إذًا فهنّ يتجنبن بشكل طبيعي تكوين صفّ تتبع فيه واحدة الأخريات.”
من وجهها التي اتسعت استنارة، مرّرت الشعلة الكريهة إليّ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أفلا تعتقد أن من الأفضل أن تخون قبل أن تُخَان؟
حسنًا، ماذا أفعل الآن؟
صندوق الغداء يحتوي على سبعة أصناف، بما في ذلك الطماطم الصغيرة.
بما أن الاثنتين تناولتا أربعة، فقد قررت أن أتناول الصنفين المتبقيين بخلاف الطماطم.
كان الخيار بين التاماكوياكي (عجة البيض الملفوفة) وصنف مقلي.
خيار بين الحياة والموت، أو ربما… الموت والموت.
وبشعور من الترقب، بدأت أقيّم المظهر الجمالي للطعام — عنصر أساسي في الحكم.
“حسنًا، سأبدأ بالتاماكوياكي.”
وهو عنصر أساسي في أي صندوق غداء. رغم أنه يتطلب مهارة لإتقانه، إلا أنه سهل التحضير بشكل مقبول.
“حسنًا، هذا كل شيء. عمل جيد.” “نعم، عمل جيد — لحظة.”
وضعته في فمي، وأنا أتحسّب وجود قشرة بيض.
“لكن لا بد أن الأمر مكلف، إطعام كلٍّ من إيبوكي وكوشيدا. شخصين، صحيح؟”
لكنني بلعته دون أي طعم غير مرغوب فيه، ثم انتقلت للصنف المقلي.
لم ألاحظ حتى التقطته بالعيدان، لكنه كان كروكيت دائري صغير الحجم.
يجب أخذ وجهات نظر متعددة بعين الاعتبار عند الحديث عن هذا الصندوق.
“…”
وضعته على لساني بحذر، وعند قضمته، سالت الحشوة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “غالبًا. قد لا يصرّحن بذلك، لكنني أظن أنهن يدركنه فطريًا.”
كان كروكيت بلا شك، وطعمه يشبهه فعلًا.
لكن قوامه المائع كان طاغيًا. لم يُقلى جيدًا، فبقيت المكونات رطبة أكثر من اللازم،
كما أن ملمسه على اللسان كان مزعجًا، وترك طعمًا سيئًا في الفم.
فالشركة تتحمل مسؤولية كبيرة عند توظيف أي شخص. ما لم يرتكب الموظف خطأً فادحًا، سيكون من غير العدل طرده فقط لأنهم لم يعجبهم.
بعد الانتهاء، وضعت عيداني بهدوء وأغمضت عيني.
“من حيث الكفاءة، قد يكون خيار يوكيمورا-كن صحيحًا. لكنني أعتقد أن السعي خلف الوظيفة التي نرغب بها مهم أيضًا.”
…نعم، فهمت.
وبينما بدأ الجو يزداد ثقلاً، ظهرت إيبوكي وهي تصرخ.
عند المضغ والبلع، تتكوّن الإجابة تلقائيًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رغم أن النقد كان قاسيًا، إلا أنه لم يكن بلا مبرر، بالنظر إلى جودة الطعام.
“بما أننا أنهينا الأكل، سأعطي رأيي بصراحة: الطعم… ليس لذيذًا.”
“ماذا!؟”
“ليس غير صالح للأكل، وشكله كان أفضل من أسوأ سيناريو توقعت فيه صفرًا. أستطيع أن أرى أن مبتدئة حاولت جهدها، لكن كمية الملح كانت زائدة، والتتبيل عشوائي.”
يبدو أنني أصبت الهدف، بدليل أنها أسقطت الألقاب في ردها. لكن… هل إيبوكي من النوع الذي يعتذر فعلًا إن فشلت؟
بصراحة، لم يكن الطعم سيئًا إلى درجة عدم قابلية الأكل.
النكهات القوية كانت نتيجة واضحة لاستخدام التقدير العيني، كما أشارت هوريكيتا.
كان يمكن القول إن صندوق الغداء احتفظ بالشكل اللائق للبينتو. “هل أعددتِ كل شيء بيدك؟” “بالطبع.” ردّت على الفور، ويبدو أن الإجابة كانت صادقة.
“نعم، يمكن أكل الجزر دون تقشيره، لكن قوامه يكون سيئًا، وقطعكِ كانت غير متساوية. لقد حاولت بجد، لكنكِ لم تتمكني من إخفاء الأجزاء التي شعرتِ أنها مزعجة.”
كانت تحمل قنبلة… لا، صندوق غداء. لكنها كانت تحمله فعلًا. كنت أتمنى ألا تفعل، بل أن تصرخ قائلة: “نسيت، إذًا المباراة ملغاة!” لكنت دعمتها.
رغم أنها كانت وجبة واحدة فقط، فقد تمكّنت هوريكيتا من تحليل طريقة تفكير إيبوكي بدقة أثناء إعدادها.
وحسب تعبير إيبوكي الغاضب، فقد كانت مصيبة إلى حد كبير.
“…” وضعته على لساني بحذر، وعند قضمته، سالت الحشوة.
“لا أريد أن آكل المزيد. هذا ما يُسمى إهدار الوجبة.”
“حسنًا، لنفتحه.” لم يظهر على إيبوكي أي قلق وهي تجلس واضعة ذراعيها خلف ظهرها.
احتجّت إيبوكي بشدة على تعليق كوشيدا اللاذع.
“ما الأمر؟”
“من المدهش أنكِ تفاخرْتِ بعدم خسارتكِ أمام هوريكيتا في الطهي. كان عليكِ فقط دفع مبلغ لطاهٍ جيد ليُعدّ لكِ الوجبة.”
“إنها من النوع الذي لم يطهو في المنزل من قبل. لذا، كانت تتناول وجبات غير متوازنة دائمًا. ربما نسيت هذه المعلومة.”
رغم أن النقد كان قاسيًا، إلا أنه لم يكن بلا مبرر، بالنظر إلى جودة الطعام.
عند المضغ والبلع، تتكوّن الإجابة تلقائيًا.
“أنتم لا تحكمون بعدل!”
“إن كنتِ تقولين ذلك، فذوقيه بنفسك. ألم تتذوقيه بجدية أصلًا؟”
“…تذوق؟ لم أفعل، لكن شكله طبيعي، لا بد أنه صالح للأكل.”
“لم أقل إنه غير صالح. فقط ليس لذيذًا. هيا، جربيه.”
“بل على العكس، أدركت كم هو غباء أن أتعب نفسي بالطبخ من الأساس. أنتم تهدرون وقتكم.”
وبانزعاج ظاهر، تناولت إيبوكي قضمة من صندوق الغداء الذي أعدّته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان هناك ما يثير القلق فعلًا في رغبتها بشراء شيء غير ضروري للغداء. سألت هوريكيتا بنبرة صارمة، فأجابت دون أن تلتفت:
“…آغ، الطعم ليس لذيذًا — بل هو لذيذ… مذهل!؟”
“لا تتظاهري.”
ضربتها هوريكيتا على رأسها، فصرخت إيبوكي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com يبدو أنها أدركت أخيرًا أنها خرجت من منزلها بشعر غير مرتب.
“لماذا ليس لذيذًا؟ الطعم ممل ومخيّب… ومالح جدًا!”
مونولوج هاشيموتو ماسايوشي
“شرحت لكِ كل شيء. لا يمكنك التقدير بعينيك فقط.”
“حتى لو قلتِ ذلك، لم أظن أن الفرق بين ملعقة كبيرة وملعقتين صغيرتين مهم! الأمر مزعج!”
سأجعل الجميع يكرهونني.
وهنا كانت المشكلة.
النكهات في الصندوق كانت متفاوتة بشكل مزعج — إما باهتة أو مفرطة التمليح.
ومع ذلك، فإن أي شخص حين يرى اسمي لأول مرة، سيظن بي شخصية مختلفة تمامًا.
“لو كنت سأعطي تقييمًا، فسيكون 20 نقطة.”
“…من 20؟”
“من 100.”
“ماذاااااااا!؟ هل رُشيتِ؟”
“كنت لطيفة معك. لا أرغب حتى في أكل هذه الوجبة.”
“أوافق. لو كنت أنا الحكم، لأعطيتكِ نقطتين.”
وبينما بدأنا بالسير، بدأتُ أتأمل في هذا الحدث الصغير الذي وقع قبل قليل.
ركلت إيبوكي الأرض احتجاجًا على انتقادات لجنة التحكيم القاسية.
وهذا أيضًا أحد الأجوبة الصحيحة. فلدى كل فرد حياة واحدة فقط، ولا بأس إن لم يكرّسها بالكامل من أجل وظيفة مستقرة أو من أجل المال.
“وأنتَ، آيانُوكوجي-كن؟ لا بد أن رأيك مشابه، أليس كذلك؟”
“لا، لا أعتقد أنه غير صالح للأكل. بل سأعطيه تقييمًا أعلى.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رغم أن النقد كان قاسيًا، إلا أنه لم يكن بلا مبرر، بالنظر إلى جودة الطعام.
“أرأيتم؟ أرأيتم؟!”
قفزت إيبوكي قليلًا، فرحةً بأول دعم لها.
في النهاية، إن كان تقييمي لن يُحتسب، فلماذا تم استدعائي أصلًا؟ لقد أصبح الأمر من الماضي، لكن لم يبقَ سوى شعور بالإحباط لم أستطع التخلص منه.
“هل أنتَ عاقل؟ هذه وجبة سيئة، متوسطة في أفضل أحوالها.”
“أتفق دون تحيّز.”
وافقت هوريكيتا بلا تردد، لكنني رغبت في أن أخلط الأوراق.
تلك العبارة تناقض تمامًا التوتر الظاهر، لكنها كانت الإحساس العام. “لسنا مقربين! كيف تفهم الأمر بهذا الشكل يا آيانُوكوجي-كن؟” “صحيح، لا تُفسر الأمور على هواك.” “سألكمك إن كرّرتها!”
يجب أخذ وجهات نظر متعددة بعين الاعتبار عند الحديث عن هذا الصندوق.
حسنًا، لا بأس. الاستماع لحديثهم كان مسليًا بعض الشيء. كان واضحًا أن طبخ إيبوكي هاوٍ. ومع ذلك، ربما كانت قد جرّبت أساليب مختلفة لإجبار هوريكيتا وكوشيدا على الاعتراف بخسارتهما.
“لكنه ليس غير صالح للأكل. لقد اعترفتِ بذلك، أليس كذلك؟”
“حسنًا… نعم، لكنه ليس شيئًا أرغب في تناوله.”
٢ بعد مغادرة المعلمة تشاباشيرا الصف، انشغل الطلاب بالحديث عن لقاء الطالب والمعلم، وعن مستقبلهم المهني.
“في عصرنا هذا، حيث الطعام متوفّر بكثرة، لن أرغب أبدًا في تناول شيء كهذا في حياتي اليومية.
لكن ماذا لو تقطعت بنا السبل في جزيرة مهجورة؟ إن كان هذا هو الطعام الوحيد المتاح، أما كنا لنأكله شاكرين؟ إذًا، تقييمي هو…”
رغم أنه قد توجد أسر تترك حرية اختيار المسار للطالب وحده، إلا أن أغلبها يأخذ برأي الوالدين بعين الاعتبار. وكان هذا دليلًا على أن المدرسة تعمل بجد حتى خارج إطار الطالب.
“تقييمك منطقي. شكرًا على هذا التشبيه غير الواضح. على الأقل، فهمتُ بوضوح أنك لا تمدح الصندوق.”
“لماذا آيانُوكوجي هنا؟ لم أقم بدعوته.” “أليس من الأفضل أن يكون هناك مزيد من الحُكّام؟ هذا يزيد من مصداقية تقييم الطهي. سنغيّر المكان بما أن الجميع حاضر. لا ترغبين في أن تظهري ودودة معنا، أليس كذلك؟” “طبعًا لا!”
“…حقًا؟”
قُطع حديثي قبل أن أعلن عن التقييم، فشعرت بعدم ارتياح… أو لعلها بداية عسر الهضم من الطعام الذي حُشر في معدتي.
لو علمت بهذا من البداية، لهربت مثل أرنب مذعور. فأولًا، لا يمكن أن تكون قد أعدّت الوجبة لي. الأمر غير متوقع كليًا.
“المعدل العام: 11 نقطة. مؤسف، يا إيبوكي-سان.”
رغم أن كل صنف كان بحجم صغير، إلا أن الأنواع السبعة كانت مرتبة بوفرة. وكان العنصر الأبرز هو إضافة أربع قطع من “باران” (فواصل بلاستيكية تُستخدم في صناديق البينتو).
في النهاية، إن كان تقييمي لن يُحتسب، فلماذا تم استدعائي أصلًا؟
لقد أصبح الأمر من الماضي، لكن لم يبقَ سوى شعور بالإحباط لم أستطع التخلص منه.
“ليس بعد. كان من المفترض أن أتلقى المال شهريًا من شخص ما، لكن الخطط تغيرت فجأة.”
“أوغوغو…”
وكونها لا تجيد الطبخ من الأساس، لم يكن أمام إيبوكي خيار سوى قبول نتيجة تجاوزها لحدودها.
تعمّدت ألا أقول إنها “سيئة” وحاولت كبح خوفي أثناء حديثي.
“إن قلتِ أنكِ ستعدينه مجددًا لاحقًا، فقد أخصص وقتًا لك.”
“لن أعده مرة أخرى!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أعجبتني سهولة تخيل تسلسل الأحداث. لكن الجملتين الأخيرتين… على الأغلب مزحتان. على الأقل آمل ذلك.
بعد أن أمضت الوقت بأكمله تُنتقد، صرخت إيبوكي غاضبة، وقد تكون قد تحطّمت نفسيًا من أول تجربة لها في الطهي.
أوقفت هوريكيتا بعزم، وكانت على وشك أن تغادر حاملةً صندوق الغداء.
“الاستسلام المبكر ليس أمرًا سيئًا. الطبخ ليس مناسبًا لكِ في الوقت الحالي.”
“كنت أمزح. لنذهب إلى الكافتيريا، سأعزمك على ما تشاء.”
ورغم هذا النقد، بدا أن إيبوكي قد حسمت أمرها، إذ زمّت شفتيها وعقدت ذراعيها.
“أرى، إذًا كوشيدا ستنضم أيضًا. هذا غير معتاد.”
“بل على العكس، أدركت كم هو غباء أن أتعب نفسي بالطبخ من الأساس. أنتم تهدرون وقتكم.”
“يمكنك ببساطة شراء بينتو من المتجر أو السوبرماركت. هذا يوفر الوقت، ولا حاجة للتعامل مع بقايا الطعام. والطعم؟ رائع! أليس كذلك؟”
“ماذا تقصدين بذلك؟”
“وأنتَ، آيانُوكوجي-كن؟ لا بد أن رأيك مشابه، أليس كذلك؟” “لا، لا أعتقد أنه غير صالح للأكل. بل سأعطيه تقييمًا أعلى.”
“يمكنك ببساطة شراء بينتو من المتجر أو السوبرماركت. هذا يوفر الوقت، ولا حاجة للتعامل مع بقايا الطعام. والطعم؟ رائع! أليس كذلك؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “شرحت لكِ كل شيء. لا يمكنك التقدير بعينيك فقط.” “حتى لو قلتِ ذلك، لم أظن أن الفرق بين ملعقة كبيرة وملعقتين صغيرتين مهم! الأمر مزعج!”
حسنًا… يمكن اعتبار ذلك أحد فوائد البينتو الجاهز.
١ حتى بعد انتهاء عطلة الشتاء، لم تحدث تغييرات تُذكر لا على الطلاب ولا على المعلمين. دخلت المعلمة تشاباشيرا الصف، وقدّمت تحية بسيطة بمناسبة العام الجديد، ثم وضعت يدها على المنصة.
“لا يجب أن تفعلي ذلك. عليك أن تهتمي بتغذيتك جيدًا عند إعداد وجباتك. كم مرة عليّ أن أكرر هذا؟ لهذا السبب، لا تنضجين.”
عاجلًا أم آجلًا، سيواجه طلاب هذه المدرسة هذا المفترق الحاسم. والواقع أن كل قرار يحتوي على الصواب والخطأ معًا.
“آهاهاها، هذا صحيح. ليس فقط من حيث التفكير، بل حتى نموكِ الجسدي يبدو متوقفًا أيضًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عرضت عليّ الصندوق، الذي لا يزال ممتلئًا، لكنني دفعته فورًا دون تردد.
“هيه، كوشيدا! أين تنظرين وأنتِ تقولين ذلك؟!”
يبدو أن بداخل هوريكيتا شيء من الضمير.
“ما رأيكِ؟”
“حسنًا، لنفتحه.” لم يظهر على إيبوكي أي قلق وهي تجلس واضعة ذراعيها خلف ظهرها.
“سأركلكِ الآن! سأجعلكِ تعتذرين بالقوة!”
أوقفت هوريكيتا بعزم، وكانت على وشك أن تغادر حاملةً صندوق الغداء.
“حسنًا، حسنًا. لا تهاجمي كل شيء. عصبيتكِ الدائمة تثبت أنكِ لا تحصلين على تغذية كافية. تعالي إلى غرفتي الساعة السابعة مساءً.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لنبدأ التذوق.” “هذه أول مرة لا أتطلع فيها لتذوق شيء ما~ يا لها من ذكرى جميلة~” قالت كوشيدا ذلك بنبرة ميتة وهي تفرّق عيدانها. لم تبدُ متحمسة إطلاقًا لتكون أول من يتذوق، وانتظرت هوريكيتا لتبدأ.
“إن كنتِ مصرّة لهذه الدرجة… فأنا أوافق!”
“لا يمكنني إلا أن أكرر ما ورد في البريد الإلكتروني. أراضي المدرسة مليئة بالعيون والكاميرات. إذا قمت بشيء مريب، فاحتمالية الانكشاف عالية. لا يمكنني أن أخضع لغرائزي بهذه السهولة.” “آه، حسنًا. يبدو كأن هذا رأي خاص بك وحدك… نوعًا ما مقلق.”
هل ستذهب فعلاً؟
ظننت أنها سترفض، لكنها وافقت رغم انزعاجها.
رغم أن الاستماع لتذمرات هوريكيتا قد يكون مزعجًا، إلا أن فرصة الحصول على وجبة مغذية ولذيذة مجانًا لم يكن من السهل تفويتها.
وضعته في فمي، وأنا أتحسّب وجود قشرة بيض.
“أراكِ لاحقًا!”
وتركتهم إيبوكي خلفها بخطى سريعة، موجهة كلماتها كنوع من التوديع المستفز.
لو كانت في شقة، لكان سكان الطابق الأسفل قد انزعجوا من حركتها الصاخبة.
وبالنسبة لشخص ينصح طلابه بالتركيز، فإن كلماتها فقدت شيئًا من مصداقيتها.
“أن تترك صندوق الغداء دون تنظيف، فعلًا…”
“يمكنك ببساطة شراء بينتو من المتجر أو السوبرماركت. هذا يوفر الوقت، ولا حاجة للتعامل مع بقايا الطعام. والطعم؟ رائع! أليس كذلك؟”
وبسلوك يشبه الأم المتذمرة من كسل ابنتها، بدأت هوريكيتا بجمع أدوات الغداء المبعثرة.
هل ستأخذه حقًا معها وتغسله؟
بصراحة، لم يكن الطعم سيئًا إلى درجة عدم قابلية الأكل. النكهات القوية كانت نتيجة واضحة لاستخدام التقدير العيني، كما أشارت هوريكيتا.
أما كوشيدا، التي كانت جالسة بجانبها، فقد أزاحت بصرها عن الموقف ووقفت.
“حتى لو ملأت نفسك بالمعرفة، فإن التسرع سيؤدي إلى تسربها. الإفراط في العجلة يفسد الطبخة.” “نعم… على أية حال، متحمس للعمل معك مجددًا من اليوم.”
“إذًا، سأُزعجكِ أنا أيضًا الساعة السابعة.”
“لكنني لم أدعوكِ؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ألقيتُ السؤال على هوريكيتا الواقفة خلفي، لكنها لم تبدُ أنها تملك إجابة.
“لا بأس. أريد توفير أكبر قدر من النقاط الخاصة. وتناول طعام مدفوع بمالكِ لا بأس به. سأستمتع به.”
وبشعور من الترقب، بدأت أقيّم المظهر الجمالي للطعام — عنصر أساسي في الحكم.
يبدو أنها تستمتع بأشياء تختلف تمامًا عن الآخرين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رغم أن النقد كان قاسيًا، إلا أنه لم يكن بلا مبرر، بالنظر إلى جودة الطعام.
“ألديكِ ما يكفي من النقاط الخاصة؟”
في تلك اللحظة، كانت ساتو قد دخلت الفصل، حيّت زميلاتها، ومرت بجانبي.
“ليس بعد. كان من المفترض أن أتلقى المال شهريًا من شخص ما، لكن الخطط تغيرت فجأة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com يبدو أنها كانت قد رأتني مع كي أثناء السير إلى المدرسة من الخلف.
ورغم ابتسامتها الجميلة، كانت عيناها الباردتان موجّهتين إليّ.
لقاءات أولياء الأمور والمعلمين… هل يعني ذلك أن “ذلك الرجل” قد يعود مجددًا؟ لا، لقد قال لي بوضوح إنه لن يعود مرة أخرى. لكن… ما الذي سيحدث لاحقًا؟ ورغم أن هذه الفكرة شغلتني، فإن المسألة الأهم في الوقت الحالي كانت النقاش الفردي الذي سيُعقد في فبراير.
ثم، عادت إلى وضعها الملائكي المعتاد، وتوجهت نحو الكافتيريا.
وبسلوك يشبه الأم المتذمرة من كسل ابنتها، بدأت هوريكيتا بجمع أدوات الغداء المبعثرة. هل ستأخذه حقًا معها وتغسله؟
“حسنًا، هذا كل شيء. عمل جيد.”
“نعم، عمل جيد — لحظة.”
في تلك اللحظة، كانت ساتو قد دخلت الفصل، حيّت زميلاتها، ومرت بجانبي.
أوقفت هوريكيتا بعزم، وكانت على وشك أن تغادر حاملةً صندوق الغداء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ورغم ابتسامتها الجميلة، كانت عيناها الباردتان موجّهتين إليّ.
“ما الأمر؟”
“لا أذكر أنكِ عزمتني على الغداء مقابل تذوق بينتو سيء، أليس كذلك؟”
“كان بإمكانك أن تأكل البينتو الكريه كاملًا دون تردد.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “تبدو مطّلعًا جيدًا على وضع هوريكيتا، رغم أنك تقول إنك تكرهها.” “كنت أمرّ كثيرًا آملًا أن ينشب شجار. لهذا أعرف كل هذه التفاصيل.”
عرضت عليّ الصندوق، الذي لا يزال ممتلئًا، لكنني دفعته فورًا دون تردد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “غالبًا. قد لا يصرّحن بذلك، لكنني أظن أنهن يدركنه فطريًا.”
“كنت أمزح. لنذهب إلى الكافتيريا، سأعزمك على ما تشاء.”
لم أكن منزعجًا تمامًا من كوني في ذيل القائمة. لكن الأمر بدا وكأن…
يبدو أن بداخل هوريكيتا شيء من الضمير.
“نسيت أن أذكر إشعارًا مهمًا. في الشهر المقبل، نخطط لإجراء أول ‘مناقشة بين الطالب والمعلم’ في هذه المدرسة. ستتمحور هذه المناقشة حول مستقبلكم المهني والوظيفي، مع التطرق إلى حياتكم الدراسية حتى الآن. وبالطبع، قد أجرينا بالفعل استبيانًا مع أولياء أموركم.”
“لكن لا بد أن الأمر مكلف، إطعام كلٍّ من إيبوكي وكوشيدا. شخصين، صحيح؟”
“حسنًا، حسنًا. لا تهاجمي كل شيء. عصبيتكِ الدائمة تثبت أنكِ لا تحصلين على تغذية كافية. تعالي إلى غرفتي الساعة السابعة مساءً.”
“بفضلهما، تضاعفت نفقاتي تقريبًا. وكوشيدا-سان جاءت رغم أنني لم أدعُها.”
وبما أن كي لم تكن موجودة اليوم، فلا مشكلة في قضاء الوقت معهما.
“هل تظنين أن وجودكِ ووجود إيبوكي يمثّل نوعًا من تفريغ الضغط لكوشيدا؟”
“عندما تقترحين شيئًا كهذا، لا يأتي منه شيء جيد عادة. أقول ذلك بناءً على تجاربي السابقة.”
لو كُنّ حقًا يكرهن ذلك، لما قضينَ وقتهن معًا، حتى وإن كانت الوجبات مجانية.
عند المضغ والبلع، تتكوّن الإجابة تلقائيًا.
“لا أعلم. يبدو أنها تستمتع بإيلامي أكثر من أي شيء آخر. ومع إيبوكي-سان، أظن أنهما لا تستطيعان مقاومة الرغبة في رؤية توتري ووجهي المحبط.”
“لكن لا بد أن الأمر مكلف، إطعام كلٍّ من إيبوكي وكوشيدا. شخصين، صحيح؟”
أفهم… ربما كان ذلك صحيحًا أيضًا.
بمشاركتهن الوقت ذاته، قد تتاح لهن رؤية جانب هوريكيتا الضعيف.
رغم أن كل صنف كان بحجم صغير، إلا أن الأنواع السبعة كانت مرتبة بوفرة. وكان العنصر الأبرز هو إضافة أربع قطع من “باران” (فواصل بلاستيكية تُستخدم في صناديق البينتو).
“قد يصعب تخيل الأمر، لكن لا بد من وجود لحظات ممتعة بينكن، أليس كذلك؟”
عندما تذكرت المشهد السابق، بالفعل لم يكن ممتعًا بأي شكل. وكانت المرات التي ابتسمت فيها كوشيدا، ولو بشكل باهت، أقل من نصف ما تفعله مع الآخرين.
“لا شيء من هذا القبيل. ليست جلسة فتيات عادية. لا ضحك، والجو دائمًا متوتر. ألم ترَ ما حدث قبل قليل؟”
عندما تذكرت المشهد السابق، بالفعل لم يكن ممتعًا بأي شكل.
وكانت المرات التي ابتسمت فيها كوشيدا، ولو بشكل باهت، أقل من نصف ما تفعله مع الآخرين.
الناس يحكمون على الآخرين من أسمائهم فحسب. آسف، لكنني قد تخلّيت منذ زمن عن أن أكون مدافعًا عن العدالة.
لكن الغريب، أن الجو لم يكن ثقيلًا أو خانقًا. بل كان مريحًا بطريقة غريبة.
حسنًا، لا بأس. الاستماع لحديثهم كان مسليًا بعض الشيء. كان واضحًا أن طبخ إيبوكي هاوٍ. ومع ذلك، ربما كانت قد جرّبت أساليب مختلفة لإجبار هوريكيتا وكوشيدا على الاعتراف بخسارتهما.
“لنذهب. الحديث عن هاتين الاثنتين إلى الأبد مضيعة للوقت.”
“فكرة جيدة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ماذا تقصدين بذلك؟”
وبينما بدأنا بالسير، بدأتُ أتأمل في هذا الحدث الصغير الذي وقع قبل قليل.
كلما سألت نفسي، يتصاعد في داخلي شعور بالقرف من اسمي. ويبدو أن هذا الشعور لم يعد نادرًا هذه الأيام.
ورغم ما تركه من عبء على لساني ومعدتي، فقد كانت هذه الجلسة ذات مغزى كبير.
“بفضلهما، تضاعفت نفقاتي تقريبًا. وكوشيدا-سان جاءت رغم أنني لم أدعُها.”
هوريكيتا، كوشيدا، وإيبوكي — القادمة من صف مختلف.
العلاقة الجديدة، وإن كانت مشوهة، التي نشأت بينهن، كانت أقوى مما قد يظنه أي أحد.
وكان أول ما وقعت عليه أعيننا هو الأرز — ليس الأرز الأبيض العادي، بل أرز مقلي. تنوّعت فيه الخضراوات واللحوم، مما منحه مظهرًا ملونًا.
ورغم أنهن سينكرن إن وصفتُ ذلك بـ”الصداقة”، فإن تفسيري هو أن هذا التسلسل من المفاجآت كان ناتجًا عن بداية صداقة تلوح في الأفق.
توقعتُ منها هذا التفكير الخبيث — إنه أسلوب كوشيدا تمامًا.
…مع ذلك—
وبانزعاج ظاهر، تناولت إيبوكي قضمة من صندوق الغداء الذي أعدّته.
“ما الأمر؟”
“أفهم… إذًا فهنّ يتجنبن بشكل طبيعي تكوين صفّ تتبع فيه واحدة الأخريات.”
ربما لم يعجب هوريكيتا أنني، وأنا أسير بجانبها، كنت أنظر إليها. ضيّقت عينيها بتحدٍ.
كان يمكن القول إن صندوق الغداء احتفظ بالشكل اللائق للبينتو. “هل أعددتِ كل شيء بيدك؟” “بالطبع.” ردّت على الفور، ويبدو أن الإجابة كانت صادقة.
“كنت فقط أفكر في ما هو أغلى طعام يمكنني أن أجعلكِ تعزميني عليه.”
“وكيف انتهى بنا الأمر إلى تناول غداء منزلي من إعداد إيبوكي؟” “كانت مسألة تحدٍّ متبادل. عندما سخرت منها هوريكيتا قائلةً إنه يجدر بها على الأقل أن تتعلم الطبخ، ردّت بصوت مرتفع: ‘حتى أنا أستطيع الطبخ إن قررت ذلك!’ ‘إذن، أرِني ذلك.’ ‘استعدي وانتظري، سأفعلها.’ ‘إن لم تستطيعي، فاموتي.’ ‘وإن نجحت، سأقتلك.’ … وهكذا وصلنا إلى هنا.”
“في هذه الحالة، تناول ما تريد دون أن تقلق بشأن السعر.”
“أريد فقط أن آكل أغلى طبق لديهم.”
“فقط… افعل ما تشاء.”
“آه… فهمت. تفضل، آيانُوكوجي-كن.”
ومع ذلك، بطريقة ما، وجدت نفسي مجبرا على اختيار وجبة محددة.
“حتى لو ملأت نفسك بالمعرفة، فإن التسرع سيؤدي إلى تسربها. الإفراط في العجلة يفسد الطبخة.” “نعم… على أية حال، متحمس للعمل معك مجددًا من اليوم.”
٤
بعد الساعة التاسعة مساءً، عادت كي إلى منزلها بعد أن كانت معي، وبدأت أستعد لليوم التالي.كان التلفاز لا يزال يعمل في الخلفية، يعرض برنامج منوعات، أطفأته لأركّز على ما بيدي.رجل في الأربعين من عمره كان يؤدي دور المقدم، يثير الضحك بممازحاته مع الكوميديين.تغير المشهد، وعلى الأرجح انتقل إلى تصوير خارجي يعرض جولة في المدينة.تابعت للحظات، وبدت نفس النكات والتعليقات تتكرر بلا نهاية من المقدم داخل الاستوديو.عُرضت خمس لوحات، وكان على الجمهور أن يخمّن أيها الأصلية، مما ولّد لحظات مفاجأة وضحك.
“اللوحة الرابعة.”تمتمت بالإجابة بلا اهتمام، ثم أغلقت التلفاز دون انتظار النتيجة الحقيقية.وسرعان ما عاد الصمت إلى الغرفة التي كانت تضجّ بالصوت.
كانت كي تحب مشاهدة التلفاز، وغالبًا ما تتركه يعمل حين نكون معًا بمفردنا.أما أنا، فلم تكن لدي مشاعر نفور خاصة منه، وكنت قد استخدمته في أوقات سابقة كأداة للتعلم، من خلال متابعة برامج من أنواع مختلفة.لكنني أدركت في النهاية أنني لا أحب برامج المنوعات على وجه الخصوص.
توجهت نحو الدرج، وأخرجت دفتر الرسم ومجموعة الألوان الخشبية من الدرج الثاني.كنت قد اشتريتهما بنقاطي الخاصة بعد التحاقي بالمدرسة بفترة قصيرة، لكنني لم ألمسهما منذ ذلك الحين.تذكّرت نظرة كي المتفاجئة عندما وجدت دفتر الرسم غير المستخدم في درجي.
فرشت دفتر الرسم على المكتب، وفتحت العلبة الفضية التي تحتوي على الألوان الخشبية.مددت يدي نحو أقلام التلوين الجديدة— ثم توقفت.
ماذا عليّ أن أرسم؟
إن لم أفكّر في شيء، فسوف تتوقف يدي عن الحركة لا محالة.ظننت أنني قادر على خلق شيء ما بدافع عفوي، لكن الأمور لم تسر على هذا النحو.
في “الغرفة البيضاء”، تعلّمت العديد من المهارات التي تعزز من كفاءتي.وكان من بينها الرسم، والذي لم أكن سيئًا فيه.
لكن… التفكير والابتكار الذاتي لم يكونا جزءًا من المنهج هناك.
حدّقت في صفحة دفتر الرسم البيضاء.وبعد فترة، أغلقت العلبة الفضية.
“ها قد انتهى يوم آخر.”
تمتمت بهذه الكلمات، وأعدت دفتر الرسم والألوان إلى الدرج الثاني.ربما، كما قالت المعلمة تشاباشيرا، سيمر هذا الفصل الثالث كلمح البصر.
-+-
ترجمة نيرو
مرت اشهر منذ ترجمت اي رواية لذا المعذرة على أي أخطاء
وبالنسبة لشخص ينصح طلابه بالتركيز، فإن كلماتها فقدت شيئًا من مصداقيتها.
الفصل تجريبي قد اكمل الترجمة على حسب الاقبال والدعم
أوقفت هوريكيتا بعزم، وكانت على وشك أن تغادر حاملةً صندوق الغداء.
لا أثق بالناس من أعماق قلبي. فالخيانة عند البشر أمر يسير.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
