بداية الفصل الدراسي الثالث من السنة الثانية
مونولوج هاشيموتو ماسايوشي
قرب نهاية العطلة، وصل بريد إلكتروني من المدرسة ينصّ على فرض عقوبة على اثنين من طلاب السنة الأولى. رغم حجب أسمائهما، ورد أن طالبًا وطالبة شوهدوا من طرف ثالث وهم منخرطون في تصرف يُعتبر غير لائق. فأيّ نشاط له طابع جنسي محظور بشدة، لذا نالوا العقاب المستحق.
ببساطة، لديّ عدم ثقة عميقة بالناس. أشعر بنفور شديد من منح الثقة الحقيقية للآخرين.
صرخ الثلاثة بصوت واحد مجددًا.
لا أثق بالناس من أعماق قلبي. فالخيانة عند البشر أمر يسير.
لم يشر أحد إلى ذلك، لكن شعر مؤخرة رأس المعلمة تشاباشيرا بدا مضحكًا قليلًا — كان هناك القليل من “شعر النوم” غير المرتب. يبدو أنها استيقظت متأخرة هذا الصباح واضطرت إلى الإسراع في الخروج.
أليس كذلك؟
“ألديكِ ما يكفي من النقاط الخاصة؟”
يطلبون منا أن نثق بهم، يطمئنوننا بأنها ثقة في محلها، ثم يخونوننا. وكلما زادت ثقتنا، كان وقع الخيانة أشد قسوة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ربما لم يعجب هوريكيتا أنني، وأنا أسير بجانبها، كنت أنظر إليها. ضيّقت عينيها بتحدٍ.
أفلا تعتقد أن من الأفضل أن تخون قبل أن تُخَان؟
آمالي الضئيلة، وآمال كوشيدا، تلاشت فورًا.
من الأفضل أن تعيش بالمكر وتنتفع، على أن تعيش بصدق وتعاني مثل…
وبينما بدأ الجو يزداد ثقلاً، ظهرت إيبوكي وهي تصرخ.
هذه هي “سياسة هاشيموتو ماسايوشي”. ماسايوشي…
“في عصرنا هذا، حيث الطعام متوفّر بكثرة، لن أرغب أبدًا في تناول شيء كهذا في حياتي اليومية. لكن ماذا لو تقطعت بنا السبل في جزيرة مهجورة؟ إن كان هذا هو الطعام الوحيد المتاح، أما كنا لنأكله شاكرين؟ إذًا، تقييمي هو…”
أي “العدل”، أليس كذلك؟
في اليوم الأخير قبل نهاية عطلة الشتاء، قضينا أنا وكي يومًا كاملًا مسترخيَين في غرفتنا. ما حدث بين شاب وفتاة في نفس الغرفة لا يحتاج إلى كثير من الشرح. شدّت كي ذراعي أكثر إلى أحضانها. باستثناء لحظة تبديل الأحذية عند بوابة المدرسة، لم نفترق لحظة حتى دخولنا الفصل.
كلما سألت نفسي، يتصاعد في داخلي شعور بالقرف من اسمي. ويبدو أن هذا الشعور لم يعد نادرًا هذه الأيام.
“لأن التغذية غير المتوازنة غير صحية، دعوتها مؤخرًا إلى غرفتي عدة مرات، وتركتها تتناول من طعامي. كانت تأتي دون فشل، وإن كانت تشتكي، لأنها بذلك توفر مصاريف الطعام.” “من اللطيف المزعج أنها تأتي وهي تتذمر، أليس كذلك؟”
لكن، مقارنةً بأولئك الذين يكرهون أسماءهم من أعماق قلوبهم، فإن اشمئزازي… يبدو لطيفًا نوعًا ما.
“هل يمكنني تذوق الطماطم الصغيرة فقط؟” “خذي الأمر بجدية.” “تسك، أنتِ صارمة جدًا.”
فأنا لا أكره إلا التناقض بين اسمي وأفكاري. “العدالة” و”ماسايوشي” لا يجتمعان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “تبدو مطّلعًا جيدًا على وضع هوريكيتا، رغم أنك تقول إنك تكرهها.” “كنت أمرّ كثيرًا آملًا أن ينشب شجار. لهذا أعرف كل هذه التفاصيل.”
أنا أدرك ذلك منطقيًا.
العمل في مجال الرياضة عقبة صعبة التخطّي. الذين ينبغي أن يستخدموا امتيازات الصف (A) هم من يمتلكون الموهبة، لكن لم يتم اكتشافهم بعد، أو من حالت ظروف معينة دون سلوكهم الطريق التقليدي.
ومع ذلك، فإن أي شخص حين يرى اسمي لأول مرة، سيظن بي شخصية مختلفة تمامًا.
“لم أكن أعلم أن لدينا مثل هذا النوع من النقاش في مدرستنا. في الحقيقة، كنت أظن أنه لا يوجد أصلًا.” كالعادة، كان إيكِه أول من علّق. ولم يبدُ على أحد التعجب.
الناس يحكمون على الآخرين من أسمائهم فحسب. آسف، لكنني قد تخلّيت منذ زمن عن أن أكون مدافعًا عن العدالة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ماذا تقصدين بذلك؟”
لقد عقدت العزم منذ التحاقي بهذه المدرسة.
سأتخرج من الصف “أ” مهما كلّف الأمر — وسأنتقم ممن خانني. وسأفعل في سبيل ذلك أي شيء دنيء.
“أفهم… إذًا فهنّ يتجنبن بشكل طبيعي تكوين صفّ تتبع فيه واحدة الأخريات.”
سأُسقِط أي شخص يعترض طريقي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “إذًا، سأُزعجكِ أنا أيضًا الساعة السابعة.” “لكنني لم أدعوكِ؟”
سأجعل الجميع يكرهونني.
من وجهها التي اتسعت استنارة، مرّرت الشعلة الكريهة إليّ.
سواء كان الخصم ريووين أو ساكاياナغي.
“توقف عن المجيء للمدرسة بهذه الطريقة، الأمر محرج يا آيانوكوجي.” قال سودو، الذي كان بالفعل في الصف، بنبرة محرجة.
أو حتى أيانوكوجي.
“كنت أمزح. لنذهب إلى الكافتيريا، سأعزمك على ما تشاء.”
لا يهمني من يكون، لن أتغيّر. أنا أتحرك لمصلحتي وحدي.
لوّحت إيبوكي بصندوق الغداء الملفوف بقماش “فوروشيكي” بسيط (شيء رأيته في متجر الـ100 ين)، ثم وضعته بقوة على المقعد.
الفصل الأول: بداية الفصل الدراسي الثالث من السنة الثانية
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ورغم ابتسامتها الجميلة، كانت عيناها الباردتان موجّهتين إليّ.
كانت الحشود تملأ الطريق إلى المدرسة، مشهد لم يكن مألوفًا في الشتاء.
لم أكن أكره هدوء المنظر الشتوي، لكن على غير المتوقع، ربما كنت أفضل
مشاهدة موجات الطلاب المتدفقة.
أو ربما، قد اعتدت ببساطة على هذا المشهد أمامي.
وبينما شعرت باقتراب النهاية، لعلني بدأت – دون وعي – أُوليه شيئًا من التقدير.
“مهلًا، فصولنا قريبة من بعضها. لماذا كان علينا الالتقاء هنا؟” “أعلم أن اللقاء لا معنى له، لكنني دعوت إيبوكي-سان رسميًا، أتدري؟ هي فقط رفضت فكرة المشي معنا.”
“ما الأمر يا كيوتاكا؟ توقّفت فجأة.”
كان دفء يلفّ ذراعي اليمنى، ومنه كانت كي، حبيبتي، تنظر إليّ من الأسفل.
شدّني منظر شفتيها اللامعتين، لا بد أنها وضعت أحمر شفاهها المفضّل قبل الخروج.
“لا شيء.”
تمتمت بذلك، وواصلت السير معها.
كانت حياتي اليومية معها، على الأقل، خالية من الملل.
حتى وإن التزمت الصمت، كانت كي، بثرثرتها المحببة، تملأ الجو بأحاديث اليوم تلقائيًا.
ومع ذلك، بدأت أشعر ببعدي المتزايد عن ذلك الوقت الذي اعتدت قضاؤه بمفردي.
ولو سُئلت إن كانت تلك الأوقات التي نمضيها معًا ضرورية أم لا، لقلت إنها نصفٌ بنصف.
الجانب الضروري منها هو أن التواصل المستمر مع شخص ما قد ساعدني في تحسين مهاراتي الاجتماعية، وكانت هذه فرصة ثمينة لصقل تلك المهارات التي كنت أعمل على تنميتها.
أما في المقابل، فقد أخفقت في كثير من الأحيان بالرد المناسب بسبب قلة خبرتي.
وخاصة عند تعاملي مع كي في لحظات مزاجها السيئ، فما زال يحدث أحيانًا أن أختار الردّ الخاطئ وأزيد الأمور سوءًا.
أما الجانب السلبي، فتمثل في تقليص الوقت المخصص لتطوير مهاراتي الفردية.
فبعيدًا عن فوائد التواصل والمواعدة وفهم الجنس الآخر، كنت أضحي بالكثير من الجوانب الأخرى.
عندما تذكرت المشهد السابق، بالفعل لم يكن ممتعًا بأي شكل. وكانت المرات التي ابتسمت فيها كوشيدا، ولو بشكل باهت، أقل من نصف ما تفعله مع الآخرين.
“ماذا؟ كنت تحدق في وجهي.”
“هل يزعجك ذلك؟”
“ليس الأمر أنني أكره ذلك، لكن… همم، أريد أن أقبّلك مجددًا، كثيرًا.”
ركلت إيبوكي الأرض احتجاجًا على انتقادات لجنة التحكيم القاسية.
في اليوم الأخير قبل نهاية عطلة الشتاء، قضينا أنا وكي يومًا كاملًا مسترخيَين في غرفتنا.
ما حدث بين شاب وفتاة في نفس الغرفة لا يحتاج إلى كثير من الشرح.
شدّت كي ذراعي أكثر إلى أحضانها.
باستثناء لحظة تبديل الأحذية عند بوابة المدرسة، لم نفترق لحظة حتى دخولنا الفصل.
كلما سألت نفسي، يتصاعد في داخلي شعور بالقرف من اسمي. ويبدو أن هذا الشعور لم يعد نادرًا هذه الأيام.
“صباح الخير للجميع~”
كان ذلك أول أيام الفصل الدراسي الثالث.
عند دخولها، لوّحت كي لصديقاتها في الصف. ثم حررت ذراعي ببطء وهمست لي “أراك لاحقًا”، تاركةً خلفها أثرًا من المودة العميقة، وغادرت.
بعد ذلك، توجهت إلى مقعدي في الفصل ووضعت حقيبتي الخفيفة.
“لماذا تسير الفتيات دائمًا جنبًا إلى جنب، سواء كنّ أربعًا أو خمسًا؟” “لا أدري لماذا تسألني. السير جنبًا إلى جنب مزعج فقط.”
منذ بدء استخدام الأجهزة اللوحية في الحصص، لم نعد بحاجة إلى حمل الكثير، لكن الحقيبة لا تزال ضرورية.
قالت ذلك وهي تلتفت إلى الخلف وتنقل الرسالة للصف.
“توقف عن المجيء للمدرسة بهذه الطريقة، الأمر محرج يا آيانوكوجي.”
قال سودو، الذي كان بالفعل في الصف، بنبرة محرجة.
عندما تذكرت المشهد السابق، بالفعل لم يكن ممتعًا بأي شكل. وكانت المرات التي ابتسمت فيها كوشيدا، ولو بشكل باهت، أقل من نصف ما تفعله مع الآخرين.
“الذهاب إلى المدرسة متشابكي الأذرع، أليس هذا قمة السعادة؟ اللعنة، أنا أغار.”
رغم أن الموقف أحرجه، إلا أن الغيرة كانت واضحة عليه.
الفصل الأول: بداية الفصل الدراسي الثالث من السنة الثانية
“أود أن أوضح أن الأمر لم يكن فكرتي.”
“طبعًا! صدقًا، لو كان هذا من رغبتك، لكان الوضع مقرفًا.”
استمر في التذمّر وهمس بصوت منخفض وهو يقترب بوجهه مني.
أما كوشيدا، التي كانت جالسة بجانبها، فقد أزاحت بصرها عن الموقف ووقفت.
“الودّ والمحبة لا بأس بهما، لكن هل قرأت البريد الإلكتروني من المدرسة بخصوص طلاب السنة الأولى خلال عطلة الشتاء؟ أنا لا أقلق عليكم أنتما، لكن توخَّ الحذر.”
“آه، نعم، رأيت البريد.”
“إذًا، هل سنذهب إلى الكافتيريا؟” “لا، إلى مكان أقل ازدحامًا سيكون أفضل.”
قرب نهاية العطلة، وصل بريد إلكتروني من المدرسة ينصّ على فرض عقوبة على اثنين من طلاب السنة الأولى.
رغم حجب أسمائهما، ورد أن طالبًا وطالبة شوهدوا من طرف ثالث وهم منخرطون في تصرف يُعتبر غير لائق.
فأيّ نشاط له طابع جنسي محظور بشدة، لذا نالوا العقاب المستحق.
“لنذهب. الحديث عن هاتين الاثنتين إلى الأبد مضيعة للوقت.” “فكرة جيدة.”
“كان عليهم فعلها في الداخل فحسب. ماذا عنك؟ ما رأيك كسينباي؟”
“ماذا تقصد بـ‘ماذا عني؟’”
“أأنت… تريد تجربة أمور معينة… في الخارج؟”
الفصل الأول: بداية الفصل الدراسي الثالث من السنة الثانية
ما كان عليه أن يسأل لو كان سيخجل هكذا، لكنني لم أعلق على ذلك.
من حديثها، لم أشعر أنها متفائلة حقًا. فهمت أنني لن أستطيع الهروب، ولم يكن أمامي خيار سوى أن أتبعهم، على مضض.
“لا يمكنني إلا أن أكرر ما ورد في البريد الإلكتروني. أراضي المدرسة مليئة بالعيون والكاميرات. إذا قمت بشيء مريب، فاحتمالية الانكشاف عالية. لا يمكنني أن أخضع لغرائزي بهذه السهولة.”
“آه، حسنًا. يبدو كأن هذا رأي خاص بك وحدك… نوعًا ما مقلق.”
“رجاءً، لا تتشاجرا. هل كنت تريد شيئًا مني؟” “نعم، لديّ أمر. آيانُوكوجي-كن، هل لي أن أعزمك على الغداء اليوم؟”
انتهى بي الأمر بإرباك سودو، وإن لم يكن بالشكل الذي توقّعه.
“—فيوه.”
سمعت تنهيدة عميقة منه، بدت غير مقصودة، لكنه تدارك نفسه واعتذر على الفور.
وببطء، فُتح غطاء صندوق الغداء…
“لم تكن بسببك، آسف إن بدت كذلك.”
“لا بأس، لكن هل هناك ما يشغل بالك؟”
من حديثها، لم أشعر أنها متفائلة حقًا. فهمت أنني لن أستطيع الهروب، ولم يكن أمامي خيار سوى أن أتبعهم، على مضض.
رغم أنه رفع صوته في الأماكن العامة مرارًا من قبل، إلا أن إطلاق التنهيدات لم يكن من عاداته، ما جعل الأمر مريبًا بعض الشيء.
“توقف عن المجيء للمدرسة بهذه الطريقة، الأمر محرج يا آيانوكوجي.” قال سودو، الذي كان بالفعل في الصف، بنبرة محرجة.
“مؤخرًا، أشعر ببعض الإرهاق. ظننت أنني قادر على موازنة الدراسة والرياضة، لكن الأمر يزداد صعوبة. آه… لا بأس، ليس بالأمر الكبير.”
وكأنه ندم على إفشاء السبب، حاول تقليل أهمية الأمر.
إظهاري لقلقي الآن قد يأتي بنتائج عكسية، لذا اكتفيت بنصيحة واحدة:
حسنًا، لا بأس. الاستماع لحديثهم كان مسليًا بعض الشيء. كان واضحًا أن طبخ إيبوكي هاوٍ. ومع ذلك، ربما كانت قد جرّبت أساليب مختلفة لإجبار هوريكيتا وكوشيدا على الاعتراف بخسارتهما.
“حتى لو ملأت نفسك بالمعرفة، فإن التسرع سيؤدي إلى تسربها. الإفراط في العجلة يفسد الطبخة.”
“نعم… على أية حال، متحمس للعمل معك مجددًا من اليوم.”
“الودّ والمحبة لا بأس بهما، لكن هل قرأت البريد الإلكتروني من المدرسة بخصوص طلاب السنة الأولى خلال عطلة الشتاء؟ أنا لا أقلق عليكم أنتما، لكن توخَّ الحذر.” “آه، نعم، رأيت البريد.”
غيّر نبرته وابتسم قبل أن يتوجه إلى مقعده.
من وجهها التي اتسعت استنارة، مرّرت الشعلة الكريهة إليّ.
في تلك اللحظة، كانت ساتو قد دخلت الفصل، حيّت زميلاتها، ومرت بجانبي.
“لكن ألم يكن بإمكانكِ الابتعاد عن الموضوع والهرب يا كوشيدا؟” قد يكون منطقها دخول غرفة هوريكيتا لتذوق طعامها المنزلي، لكنها تخاطر كثيرًا فقط لتشهد مواجهة بين هوريكيتا وإيبوكي. فهي لا تعلم ما نوع الكارثة التي قد تحصل.
“بدوتما قريبين هذا الصباح.”
همست بذلك، وأضافت “شكرًا على الوجبة”، ثم انضمت إلى مجموعة الفتيات.
عندما تذكرت المشهد السابق، بالفعل لم يكن ممتعًا بأي شكل. وكانت المرات التي ابتسمت فيها كوشيدا، ولو بشكل باهت، أقل من نصف ما تفعله مع الآخرين.
يبدو أنها كانت قد رأتني مع كي أثناء السير إلى المدرسة من الخلف.
…مع ذلك—
١
حتى بعد انتهاء عطلة الشتاء، لم تحدث تغييرات تُذكر لا على الطلاب ولا على المعلمين.
دخلت المعلمة تشاباشيرا الصف، وقدّمت تحية بسيطة بمناسبة العام الجديد، ثم وضعت يدها على المنصة.
وبانزعاج ظاهر، تناولت إيبوكي قضمة من صندوق الغداء الذي أعدّته.
“اليوم يبدأ الفصل الدراسي الثالث. يُقال إن يناير يأتي ويمضي، وفبراير يطير، ومارس يتلاشى؛ هذه الفترة من الزمن ستمرّ كلمح البصر. لذا، احرصوا على ألا تقضوا أيامكم بدافع العادة فقط، وابقوا مركزين.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أو حتى أيانوكوجي.
لم يشر أحد إلى ذلك، لكن شعر مؤخرة رأس المعلمة تشاباشيرا بدا مضحكًا قليلًا — كان هناك القليل من “شعر النوم” غير المرتب.
يبدو أنها استيقظت متأخرة هذا الصباح واضطرت إلى الإسراع في الخروج.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومن القماش “الفوروشيكي” خرج صندوق غداء بسيط (مرة أخرى، من متجر الـ100 ين). (ملاحظة: “فوروشيكي” هو قماش تقليدي يُستخدم في تغليف ونقل الملابس أو الهدايا أو غيرها من الأغراض.)
وبالنسبة لشخص ينصح طلابه بالتركيز، فإن كلماتها فقدت شيئًا من مصداقيتها.
رغم أنه رفع صوته في الأماكن العامة مرارًا من قبل، إلا أن إطلاق التنهيدات لم يكن من عاداته، ما جعل الأمر مريبًا بعض الشيء.
أنهت المعلمة تشاباشيرا الحصة الصباحية وكانت على وشك مغادرة الفصل عندما توقفت قرب الباب.
“أوغوغو…” وكونها لا تجيد الطبخ من الأساس، لم يكن أمام إيبوكي خيار سوى قبول نتيجة تجاوزها لحدودها.
“نسيت أن أذكر إشعارًا مهمًا. في الشهر المقبل، نخطط لإجراء أول ‘مناقشة بين الطالب والمعلم’ في هذه المدرسة. ستتمحور هذه المناقشة حول مستقبلكم المهني والوظيفي، مع التطرق إلى حياتكم الدراسية حتى الآن. وبالطبع، قد أجرينا بالفعل استبيانًا مع أولياء أموركم.”
أي “العدل”، أليس كذلك؟
قالت ذلك وهي تلتفت إلى الخلف وتنقل الرسالة للصف.
“لا يجب أن تفعلي ذلك. عليك أن تهتمي بتغذيتك جيدًا عند إعداد وجباتك. كم مرة عليّ أن أكرر هذا؟ لهذا السبب، لا تنضجين.”
رغم أنه قد توجد أسر تترك حرية اختيار المسار للطالب وحده، إلا أن أغلبها يأخذ برأي الوالدين بعين الاعتبار.
وكان هذا دليلًا على أن المدرسة تعمل بجد حتى خارج إطار الطالب.
“أراكِ لاحقًا!” وتركتهم إيبوكي خلفها بخطى سريعة، موجهة كلماتها كنوع من التوديع المستفز. لو كانت في شقة، لكان سكان الطابق الأسفل قد انزعجوا من حركتها الصاخبة.
“لم أكن أعلم أن لدينا مثل هذا النوع من النقاش في مدرستنا. في الحقيقة، كنت أظن أنه لا يوجد أصلًا.”
كالعادة، كان إيكِه أول من علّق. ولم يبدُ على أحد التعجب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ربما لم يعجب هوريكيتا أنني، وأنا أسير بجانبها، كنت أنظر إليها. ضيّقت عينيها بتحدٍ.
“رغم أن التعليم الثانوي ليس إلزاميًا، فلا يمكن تجاهل آراء أولياء الأمور وترك القرار للطلاب بالكامل. وبالطبع، ستُعقد لقاءات أولياء الأمور والمعلمين عندما يحين الوقت.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “إذًا، سأُزعجكِ أنا أيضًا الساعة السابعة.” “لكنني لم أدعوكِ؟”
لقاءات أولياء الأمور والمعلمين… هل يعني ذلك أن “ذلك الرجل” قد يعود مجددًا؟
لا، لقد قال لي بوضوح إنه لن يعود مرة أخرى. لكن… ما الذي سيحدث لاحقًا؟
ورغم أن هذه الفكرة شغلتني، فإن المسألة الأهم في الوقت الحالي كانت النقاش الفردي الذي سيُعقد في فبراير.
عاجلًا أم آجلًا، سيواجه طلاب هذه المدرسة هذا المفترق الحاسم. والواقع أن كل قرار يحتوي على الصواب والخطأ معًا.
ومع ذلك، في حالتي، لم يكن مستقبلي أمرًا يمكنني التحكم فيه كما أشاء، لذا قد يُقال إن الأمر لا يهم كثيرًا.
ومن هذه الزاوية، كان من المفيد جدًا أن المعلمة تشاباشيرا كانت تعرف شيئًا عن وضعي، حتى ولو قليلًا.
وبما أن النقاشات العميقة لم تكن ضرورية، فالأرجح أنه سيكون لقاء شكليًا فقط.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أو حتى أيانوكوجي.
أما بالنسبة لزملائي في الصف، فهذه المناقشات الفردية أو الثنائية ستكون بلا شك نقطة تحول مهمة.
هل سيواصلون التقدم في الطريق الذي اختاروه؟ أم سيتخذون منعطفًا لاكتشاف مسار مختلف؟
الآباء والمعلمون سيوفرون للطلاب نظرة في جوانب لم يكونوا ليلاحظوها بمفردهم.
لم يشر أحد إلى ذلك، لكن شعر مؤخرة رأس المعلمة تشاباشيرا بدا مضحكًا قليلًا — كان هناك القليل من “شعر النوم” غير المرتب. يبدو أنها استيقظت متأخرة هذا الصباح واضطرت إلى الإسراع في الخروج.
“إن كان لديكم أي فضول أو تساؤلات، فلا بأس أن تأتوا وتسألوني مباشرة.”
وبعد أن أوصلت كل ما يلزم من معلومات، وضعت المعلمة تشاباشيرا يدها على الباب.
ثم، وأثناء إغلاقه، رفعت يدها الأخرى وكأنها تربّت على مؤخرة رأسها…
“إذًا، هل سنذهب إلى الكافتيريا؟” “لا، إلى مكان أقل ازدحامًا سيكون أفضل.”
يبدو أنها أدركت أخيرًا أنها خرجت من منزلها بشعر غير مرتب.
“في هذه الحالة، تناول ما تريد دون أن تقلق بشأن السعر.” “أريد فقط أن آكل أغلى طبق لديهم.” “فقط… افعل ما تشاء.”
٢
بعد مغادرة المعلمة تشاباشيرا الصف، انشغل الطلاب بالحديث عن لقاء الطالب والمعلم، وعن مستقبلهم المهني.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومن القماش “الفوروشيكي” خرج صندوق غداء بسيط (مرة أخرى، من متجر الـ100 ين). (ملاحظة: “فوروشيكي” هو قماش تقليدي يُستخدم في تغليف ونقل الملابس أو الهدايا أو غيرها من الأغراض.)
“يبدو أننا بحاجة فعلًا لأن نبدأ بالتفكير في ما سنفعله، أليس كذلك؟”
“أولًا، علينا أن نأخذ في الحسبان احتمال تخرجنا من الصف (A) واحتمال ألا نفعل. ما رأيك يا هيراتا-كن؟”
يجب أخذ وجهات نظر متعددة بعين الاعتبار عند الحديث عن هذا الصندوق.
بدأت الفتيات المحيطات بيوسكي، الجالس في وسط الصف، الحديث بهذا السؤال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومن القماش “الفوروشيكي” خرج صندوق غداء بسيط (مرة أخرى، من متجر الـ100 ين). (ملاحظة: “فوروشيكي” هو قماش تقليدي يُستخدم في تغليف ونقل الملابس أو الهدايا أو غيرها من الأغراض.)
“أنوي الالتحاق بالجامعة، سواء حصلت على امتيازات الصف (A) أم لا. والداي أخبراني منذ صغري أن هذا ما يتمنّيانه لي.”
سأتخرج من الصف “أ” مهما كلّف الأمر — وسأنتقم ممن خانني. وسأفعل في سبيل ذلك أي شيء دنيء.
رغم أنني لم أكن أنوي التنصّت، إلا أن الحديث كان مسموعًا ولم أستطع إلا أن أتابعه.
“قد يصعب تخيل الأمر، لكن لا بد من وجود لحظات ممتعة بينكن، أليس كذلك؟”
يبدو أن يوسكي لم تكن لديه أي نية للبحث عن وظيفة في الوقت الحالي، وكان يخطط لمواصلة دراسته بناءً على ميوله الطبيعية.
وبالنظر إلى جديّته في الدراسة ومستواه الأكاديمي الفعلي، فقد كان ذلك قرارًا منطقيًا.
فحتى مع امتيازات الصف (A)، إن لم يكن لدى المرء العزيمة الحقيقية، فلن يتمكن من استغلال تلك الامتيازات كاملة.
وهذا ينطبق على مختلف نواحي الحياة.
“اصمتا. فقط كُلا بسرعة. ثم اعتذرا لي، هوريكوشي! وأنت أيضًا، آيانُوكوجي!”
“حقًا؟ كنت أظن أنك ستصبح لاعب كرة قدم محترف!”
“هاها، ليس تمامًا. حتى وإن استخدمت امتيازات الصف (A) لأجبر نفسي على دخول عالم الاحتراف، فإن لم تكن مهاراتي على المستوى، فمن الواضح أنني سأُستبعد بسرعة. حتى لو التحقت بالجامعة، سأواصل لعب كرة القدم، لكن كهواية فقط.”
توقعتُ منها هذا التفكير الخبيث — إنه أسلوب كوشيدا تمامًا.
العمل في مجال الرياضة عقبة صعبة التخطّي.
الذين ينبغي أن يستخدموا امتيازات الصف (A) هم من يمتلكون الموهبة، لكن لم يتم اكتشافهم بعد، أو من حالت ظروف معينة دون سلوكهم الطريق التقليدي.
لكن، المكونات في الأرز كانت كبيرة الحجم على نحو غير معتاد.
إذًا، كيف يمكن استغلال امتيازات الصف (A) بشكل صحيح؟
لا يهمني من يكون، لن أتغيّر. أنا أتحرك لمصلحتي وحدي.
فتح كييسي، أحد الطلاب المتفوقين في صفنا، فمه وقال:
…نعم، فهمت.
“إذا كنا نتحدث عن امتيازات الصف (A)، فمن الأفضل أن نختار وظيفة في شركة كبرى. باستثناء الحالات النادرة التي لا تكون فيها المهارات كافية بوضوح، طالما أننا قادرون على العمل بالمستوى المطلوب، فلن يتم طردنا بسهولة. بالنسبة لنا، دخول عالم نربح فيه لمجرد دخولنا إليه قد يكون الخيار الأمثل.”
وبسلوك يشبه الأم المتذمرة من كسل ابنتها، بدأت هوريكيتا بجمع أدوات الغداء المبعثرة. هل ستأخذه حقًا معها وتغسله؟
أومأ زملاؤنا برؤوسهم موافقين على كلام كييسي المنطقي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عرضت عليّ الصندوق، الذي لا يزال ممتلئًا، لكنني دفعته فورًا دون تردد.
فالشركة تتحمل مسؤولية كبيرة عند توظيف أي شخص.
ما لم يرتكب الموظف خطأً فادحًا، سيكون من غير العدل طرده فقط لأنهم لم يعجبهم.
“الاستسلام المبكر ليس أمرًا سيئًا. الطبخ ليس مناسبًا لكِ في الوقت الحالي.”
مدرستنا ليست حديثة التأسيس، ووجودها معروف على نطاق واسع لأنها معترف بها من قبل الحكومة.
حتى الآن، لا بد أنهم قبلوا العديد من خريجي الصف (A).
“لقد أصبحتم مقربين، أليس كذلك أنتم الثلاثة؟”
ومن هذا المنطلق، إن اخترنا العمل في شركة مرموقة، فسنتمكن من أداء وظائفنا براحة لفترة طويلة.
الناس يحكمون على الآخرين من أسمائهم فحسب. آسف، لكنني قد تخلّيت منذ زمن عن أن أكون مدافعًا عن العدالة.
“من حيث الكفاءة، قد يكون خيار يوكيمورا-كن صحيحًا. لكنني أعتقد أن السعي خلف الوظيفة التي نرغب بها مهم أيضًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن، مقارنةً بأولئك الذين يكرهون أسماءهم من أعماق قلوبهم، فإن اشمئزازي… يبدو لطيفًا نوعًا ما.
وهذا أيضًا أحد الأجوبة الصحيحة.
فلدى كل فرد حياة واحدة فقط، ولا بأس إن لم يكرّسها بالكامل من أجل وظيفة مستقرة أو من أجل المال.
لو سمعها أي طالب لا يزال يؤمن بصورة كوشيدا المشرقة، لفقد وعيه. وحتى لو سمعها، لأقنع نفسه بأنها صدفة، لا تصرف مقصود.
هل تطارد حلمك؟ أم تختار وظيفة واقعية؟
“حسنًا، هذا كل شيء. عمل جيد.” “نعم، عمل جيد — لحظة.”
عاجلًا أم آجلًا، سيواجه طلاب هذه المدرسة هذا المفترق الحاسم.
والواقع أن كل قرار يحتوي على الصواب والخطأ معًا.
“في عصرنا هذا، حيث الطعام متوفّر بكثرة، لن أرغب أبدًا في تناول شيء كهذا في حياتي اليومية. لكن ماذا لو تقطعت بنا السبل في جزيرة مهجورة؟ إن كان هذا هو الطعام الوحيد المتاح، أما كنا لنأكله شاكرين؟ إذًا، تقييمي هو…”
مستقبلي بعد التخرج في الوقت الحالي يتجه نحو مسار واحد فقط، لكن إن كان ذلك هو الصواب أم لا، فلن يُعرف إلا بعد زمن طويل.
“مهلًا، فصولنا قريبة من بعضها. لماذا كان علينا الالتقاء هنا؟” “أعلم أن اللقاء لا معنى له، لكنني دعوت إيبوكي-سان رسميًا، أتدري؟ هي فقط رفضت فكرة المشي معنا.”
هل كنت أعيش الحياة الصحيحة؟
الإجابة الحقيقية ستنكشف فقط عندما ينظر الإنسان إلى ماضيه ويقرر كيف انتهت الأمور.
“محظوظ أنت. ستحصل على وجبة منزلية من فتاة… بيولوجيًا.” “لقد خدعتني.”
٣
“لا بأس. أريد توفير أكبر قدر من النقاط الخاصة. وتناول طعام مدفوع بمالكِ لا بأس به. سأستمتع به.”
كان هذا أول وقت غداء بعد انتهاء عطلة الشتاء وعودة الحصص.
كانت كي قد شكّلت بالفعل مجموعة من الفتيات، من بينهن ساتو، وتوجّهن نحو الكافتيريا.
من المهم ألّا يقتصر اهتمامك على شريكك فقط، بل أن تعتز أيضًا بأصدقائك.
راقبتُ كي وهي تبتعد في الممر. كانت الفتيات مصطفات في صفّ منتظم.
“أراهن أنها ستفشل وتُحضر لنا غداءً سيئًا، أليس كذلك؟” “لا أريد الحكم مسبقًا، لكن من الواضح أنها على الأرجح فشلت.” “أفهم… عليّ الآن أن أتناول طبقًا فاشلًا؟” “توقف عن التذمّر بشأن الفشل!”
“لماذا تسير الفتيات دائمًا جنبًا إلى جنب، سواء كنّ أربعًا أو خمسًا؟”
“لا أدري لماذا تسألني. السير جنبًا إلى جنب مزعج فقط.”
لم أكن منزعجًا تمامًا من كوني في ذيل القائمة. لكن الأمر بدا وكأن…
ألقيتُ السؤال على هوريكيتا الواقفة خلفي، لكنها لم تبدُ أنها تملك إجابة.
كان هذا أول وقت غداء بعد انتهاء عطلة الشتاء وعودة الحصص. كانت كي قد شكّلت بالفعل مجموعة من الفتيات، من بينهن ساتو، وتوجّهن نحو الكافتيريا. من المهم ألّا يقتصر اهتمامك على شريكك فقط، بل أن تعتز أيضًا بأصدقائك. راقبتُ كي وهي تبتعد في الممر. كانت الفتيات مصطفات في صفّ منتظم.
“ثم، هل لديك عينان في مؤخرة رأسك؟ كيف تلاحظ مثل هذه الأشياء؟”
“أليس من الأفضل أن تظلّ الأمور الغامضة كما هي؟”
“أي أنك لا تنوي أن تخبرني؟”
“إن أخبرتني لماذا تسير الفتيات دائمًا جنبًا إلى جنب، فقد أفكر في الأمر.”
“هذا سؤال قاسٍ توجهه لهوريكيتا-سان. فهي لا تملك ما يكفي من الصديقات لتشكيل صفّ.”
ورغم أنهن سينكرن إن وصفتُ ذلك بـ”الصداقة”، فإن تفسيري هو أن هذا التسلسل من المفاجآت كان ناتجًا عن بداية صداقة تلوح في الأفق.
ظهرت كوشيدا بعد هوريكيتا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أن تعرِض هوريكيتا أن تدفع لي وجبة؟ لم تكن لي ذكريات سارة كثيرة مع مثل هذه العروض.
“هناك تسلسل اجتماعي. حتى لو أعاقوا الممر وتسببوا في إزعاج، ففي بعض الأحيان يجب الحفاظ على تكوين المجموعة.”
اعتُبر قولها إنه “أفضل من المتوقع” مجاملة سخية، وقد حصلت على 30 نقطة فعلًا. بدت هوريكيتا قد استعدت مسبقًا، فقد جلبت عدة أزواج من عيدان الطعام ذات الاستخدام الواحد. احتفظت لنفسها بواحدة، وقدمت لي ولكوشيدا زوجًا لكل منا.
“أفهم… إذًا فهنّ يتجنبن بشكل طبيعي تكوين صفّ تتبع فيه واحدة الأخريات.”
“أراكِ لاحقًا!” وتركتهم إيبوكي خلفها بخطى سريعة، موجهة كلماتها كنوع من التوديع المستفز. لو كانت في شقة، لكان سكان الطابق الأسفل قد انزعجوا من حركتها الصاخبة.
“غالبًا. قد لا يصرّحن بذلك، لكنني أظن أنهن يدركنه فطريًا.”
عبّرت عن امتعاضي تجاه هوريكيتا التي كانت تسير بهدوء أمامي.
قد يكون ذلك سلوكًا نابعًا من علم نفس الجماعة الذي يظهر عادة عند الفتيات.
ومع ذلك، في حالتي، لم يكن مستقبلي أمرًا يمكنني التحكم فيه كما أشاء، لذا قد يُقال إن الأمر لا يهم كثيرًا. ومن هذه الزاوية، كان من المفيد جدًا أن المعلمة تشاباشيرا كانت تعرف شيئًا عن وضعي، حتى ولو قليلًا. وبما أن النقاشات العميقة لم تكن ضرورية، فالأرجح أنه سيكون لقاء شكليًا فقط.
“سبب تافه. علينا أن نراعي الآخرين عندما نسير.”
“نعم، نعم. من السهل على من لا يملك أصدقاء أن يقول ذلك.”
“هل تحاولين إثارة شجار؟”
“هل كنت تظن أنني لا أفعل؟ هذا مضحك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com من جديد، صدرت تكة اللسان الحادة من كوشيدا، وكانت أقوى من السابقة.
حدّقت الاثنتان ببعضهما وتطايرت شرارات التوتر.
“وجبة منزلية من إعداد إيبوكي-سان.” “…وجبة منزلية من إيبوكي؟”
“رجاءً، لا تتشاجرا. هل كنت تريد شيئًا مني؟”
“نعم، لديّ أمر. آيانُوكوجي-كن، هل لي أن أعزمك على الغداء اليوم؟”
“ترددت كثيرًا.” “ربما لا يعجبني ذلك منك، لكن لا بأس. كوشيدا-سان، هل أنتِ جاهزة؟” “نعم، مستعدة تمامًا.”
أن تعرِض هوريكيتا أن تدفع لي وجبة؟ لم تكن لي ذكريات سارة كثيرة مع مثل هذه العروض.
أومأ زملاؤنا برؤوسهم موافقين على كلام كييسي المنطقي.
“عندما تقترحين شيئًا كهذا، لا يأتي منه شيء جيد عادة. أقول ذلك بناءً على تجاربي السابقة.”
“حتى لو ملأت نفسك بالمعرفة، فإن التسرع سيؤدي إلى تسربها. الإفراط في العجلة يفسد الطبخة.” “نعم… على أية حال، متحمس للعمل معك مجددًا من اليوم.”
“كم أنت وقح. لن أطلب منك مالًا أو شيئًا غريبًا، فاهدأ.”
“هممم… حسنًا.”
مونولوج هاشيموتو ماسايوشي
كنت واثقًا من أنني لن أكون مرتاحًا، لكن لو قلت ذلك، فستغضب غالبًا.
بدلًا من ذلك، وبعد صمت طويل، أومأت برأسي بهدوء.
في النهاية، إن كان تقييمي لن يُحتسب، فلماذا تم استدعائي أصلًا؟ لقد أصبح الأمر من الماضي، لكن لم يبقَ سوى شعور بالإحباط لم أستطع التخلص منه.
“ترددت كثيرًا.”
“ربما لا يعجبني ذلك منك، لكن لا بأس. كوشيدا-سان، هل أنتِ جاهزة؟”
“نعم، مستعدة تمامًا.”
“بفضلهما، تضاعفت نفقاتي تقريبًا. وكوشيدا-سان جاءت رغم أنني لم أدعُها.”
انتقلت بسلاسة من وضع “الهجوم” إلى “وضع الملاك”.
“حسنًا، نعم. حتى أنا لديّ شيء على المحك هنا.” “أنتِ أيضًا تكرهين الخسارة، أليس كذلك يا كوشيدا-سان؟ لقد أتيتِ إلى هنا رغم إدراكك للمخاطرة فقط لأن إيبوكي-سان استفزتكِ قائلة: ‘هل ستهربين كجبانة؟’، أليس كذلك؟” “…كنت فقط أريد أن أرى إيبوكي تفشل وتعتذر.”
“أرى، إذًا كوشيدا ستنضم أيضًا. هذا غير معتاد.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وهكذا، غادرنا الممر. كان الجو لا يزال باردًا بشدة في أوائل يناير، لكن هذا تحديدًا جعل المكان المخصص للطعام خاليًا من الناس.
هل يمكن أن هوريكيتا لا تريد تناول الطعام مع كوشيدا وحدها، لذا دعتني أيضًا؟
فكّرت بذلك للحظة، لكن لو كانت لا تطيق مرافقة شخص، لما رتّبت لمثل هذا الوضع.
لا بد أن هناك سببًا خلف دعوتهما لي معًا.
ما الذي يدور في بالهما؟
“وأنتَ، آيانُوكوجي-كن؟ لا بد أن رأيك مشابه، أليس كذلك؟” “لا، لا أعتقد أنه غير صالح للأكل. بل سأعطيه تقييمًا أعلى.”
وبما أن كي لم تكن موجودة اليوم، فلا مشكلة في قضاء الوقت معهما.
كانت هوريكيتا مدركة تمامًا لذلك، فحوّلت نظرها عن إيبوكي نحو صندوق الغداء.
“إذًا، هل سنذهب إلى الكافتيريا؟”
“لا، إلى مكان أقل ازدحامًا سيكون أفضل.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وهكذا، غادرنا الممر. كان الجو لا يزال باردًا بشدة في أوائل يناير، لكن هذا تحديدًا جعل المكان المخصص للطعام خاليًا من الناس.
أجابت هوريكيتا، وكانت كوشيدا تسير إلى جانبي ويداها فارغتان.
فهل هذا يعني أننا سنمر على المتجر أو أحد الأكشاك لشراء وجبة؟
لم أكن أعلم، لكني كنت واثقًا أنني سأكتشف ذلك قريبًا.
أي “العدل”، أليس كذلك؟
نهضنا من مقاعدنا وبدأنا السير في الممر.
وطبعًا، لم نكن نسير جنبًا إلى جنب؛ كانت هوريكيتا تتقدّم، وكوشيدا وأنا خلفها بقليل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رغم أن النقد كان قاسيًا، إلا أنه لم يكن بلا مبرر، بالنظر إلى جودة الطعام.
“مرحبًا، هوريكيتا-سان. أريد فقط التأكد مجددًا، هل أنتِ حقًا تنوين الأكل؟”
“نعم، قلت ذلك بالفعل، أليس كذلك؟”
“هاه… في هذه الحالة، هل يمكن أن نتوقف عند المتجر أولًا؟ سأشتري دواءً للمعدة.”
“توقفي عن هذا. أفهم قلقك، لكن لا داعي له.”
“…آغ، الطعم ليس لذيذًا — بل هو لذيذ… مذهل!؟” “لا تتظاهري.” ضربتها هوريكيتا على رأسها، فصرخت إيبوكي.
آه، يبدو أنها ستشتري دواء المعدة من المتجر في طريقنا.
دواء المعدة، إذًا، أصبح ضروريًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “تقييمك منطقي. شكرًا على هذا التشبيه غير الواضح. على الأقل، فهمتُ بوضوح أنك لا تمدح الصندوق.”
“مهلًا… ما قصة دواء المعدة؟ ما الذي سنأكله بالضبط؟”
“لأن التغذية غير المتوازنة غير صحية، دعوتها مؤخرًا إلى غرفتي عدة مرات، وتركتها تتناول من طعامي. كانت تأتي دون فشل، وإن كانت تشتكي، لأنها بذلك توفر مصاريف الطعام.” “من اللطيف المزعج أنها تأتي وهي تتذمر، أليس كذلك؟”
كان هناك ما يثير القلق فعلًا في رغبتها بشراء شيء غير ضروري للغداء.
سألت هوريكيتا بنبرة صارمة، فأجابت دون أن تلتفت:
صرخ الثلاثة بصوت واحد مجددًا.
“وجبة منزلية من إعداد إيبوكي-سان.”
“…وجبة منزلية من إيبوكي؟”
كنت واثقًا من أنني لن أكون مرتاحًا، لكن لو قلت ذلك، فستغضب غالبًا. بدلًا من ذلك، وبعد صمت طويل، أومأت برأسي بهدوء.
تجمدت أفكاري للحظة، وحاولت التصرف بهدوء رغم الصدمة.
حسنًا، ماذا أفعل الآن؟ صندوق الغداء يحتوي على سبعة أصناف، بما في ذلك الطماطم الصغيرة. بما أن الاثنتين تناولتا أربعة، فقد قررت أن أتناول الصنفين المتبقيين بخلاف الطماطم. كان الخيار بين التاماكوياكي (عجة البيض الملفوفة) وصنف مقلي. خيار بين الحياة والموت، أو ربما… الموت والموت.
“لقد أعدّت صندوق غداء لي، ولكوشيدا-سان، ولك، وسنقسمه إلى ثلاث حصص بالتساوي. ألم أخبرك بذلك؟”
“أنتِ لم تنوي إخباري أصلًا، أليس كذلك…؟”
كانت قد كذبت بشأن رغبتها في اختيار مكان غير مزدحم — على ما يبدو كانت تنوي إشراكي من البداية.
لو علمت بهذا من البداية، لهربت مثل أرنب مذعور.
فأولًا، لا يمكن أن تكون قد أعدّت الوجبة لي. الأمر غير متوقع كليًا.
إذًا، كيف يمكن استغلال امتيازات الصف (A) بشكل صحيح؟
“إن لم تخنّي ذاكرتي، لم تكن إيبوكي ماهرة في الطبخ، صحيح؟”
“ألديكِ ما يكفي من النقاط الخاصة؟”
تعمّدت ألا أقول إنها “سيئة” وحاولت كبح خوفي أثناء حديثي.
وبسلوك يشبه الأم المتذمرة من كسل ابنتها، بدأت هوريكيتا بجمع أدوات الغداء المبعثرة. هل ستأخذه حقًا معها وتغسله؟
“إنها من النوع الذي لم يطهو في المنزل من قبل. لذا، كانت تتناول وجبات غير متوازنة دائمًا. ربما نسيت هذه المعلومة.”
٢ بعد مغادرة المعلمة تشاباشيرا الصف، انشغل الطلاب بالحديث عن لقاء الطالب والمعلم، وعن مستقبلهم المهني.
كنت في عطلة شتوية حتى وقت قريب، لكني التقيت هوريكيتا وإيبوكي بعد رأس السنة مباشرة،
وأتذكر أن هذا الموضوع ذُكر حينها بالصدفة.
“حسنًا، لنفتحه.” لم يظهر على إيبوكي أي قلق وهي تجلس واضعة ذراعيها خلف ظهرها.
“لأن التغذية غير المتوازنة غير صحية، دعوتها مؤخرًا إلى غرفتي عدة مرات، وتركتها تتناول من طعامي. كانت تأتي دون فشل، وإن كانت تشتكي، لأنها بذلك توفر مصاريف الطعام.”
“من اللطيف المزعج أنها تأتي وهي تتذمر، أليس كذلك؟”
٤ بعد الساعة التاسعة مساءً، عادت كي إلى منزلها بعد أن كانت معي، وبدأت أستعد لليوم التالي.كان التلفاز لا يزال يعمل في الخلفية، يعرض برنامج منوعات، أطفأته لأركّز على ما بيدي.رجل في الأربعين من عمره كان يؤدي دور المقدم، يثير الضحك بممازحاته مع الكوميديين.تغير المشهد، وعلى الأرجح انتقل إلى تصوير خارجي يعرض جولة في المدينة.تابعت للحظات، وبدت نفس النكات والتعليقات تتكرر بلا نهاية من المقدم داخل الاستوديو.عُرضت خمس لوحات، وكان على الجمهور أن يخمّن أيها الأصلية، مما ولّد لحظات مفاجأة وضحك. “اللوحة الرابعة.”تمتمت بالإجابة بلا اهتمام، ثم أغلقت التلفاز دون انتظار النتيجة الحقيقية.وسرعان ما عاد الصمت إلى الغرفة التي كانت تضجّ بالصوت. كانت كي تحب مشاهدة التلفاز، وغالبًا ما تتركه يعمل حين نكون معًا بمفردنا.أما أنا، فلم تكن لدي مشاعر نفور خاصة منه، وكنت قد استخدمته في أوقات سابقة كأداة للتعلم، من خلال متابعة برامج من أنواع مختلفة.لكنني أدركت في النهاية أنني لا أحب برامج المنوعات على وجه الخصوص. توجهت نحو الدرج، وأخرجت دفتر الرسم ومجموعة الألوان الخشبية من الدرج الثاني.كنت قد اشتريتهما بنقاطي الخاصة بعد التحاقي بالمدرسة بفترة قصيرة، لكنني لم ألمسهما منذ ذلك الحين.تذكّرت نظرة كي المتفاجئة عندما وجدت دفتر الرسم غير المستخدم في درجي. فرشت دفتر الرسم على المكتب، وفتحت العلبة الفضية التي تحتوي على الألوان الخشبية.مددت يدي نحو أقلام التلوين الجديدة— ثم توقفت. ماذا عليّ أن أرسم؟ إن لم أفكّر في شيء، فسوف تتوقف يدي عن الحركة لا محالة.ظننت أنني قادر على خلق شيء ما بدافع عفوي، لكن الأمور لم تسر على هذا النحو. في “الغرفة البيضاء”، تعلّمت العديد من المهارات التي تعزز من كفاءتي.وكان من بينها الرسم، والذي لم أكن سيئًا فيه. لكن… التفكير والابتكار الذاتي لم يكونا جزءًا من المنهج هناك. حدّقت في صفحة دفتر الرسم البيضاء.وبعد فترة، أغلقت العلبة الفضية. “ها قد انتهى يوم آخر.” تمتمت بهذه الكلمات، وأعدت دفتر الرسم والألوان إلى الدرج الثاني.ربما، كما قالت المعلمة تشاباشيرا، سيمر هذا الفصل الثالث كلمح البصر. -+- ترجمة نيرو مرت اشهر منذ ترجمت اي رواية لذا المعذرة على أي أخطاء
“تبدو مطّلعًا جيدًا على وضع هوريكيتا، رغم أنك تقول إنك تكرهها.”
“كنت أمرّ كثيرًا آملًا أن ينشب شجار. لهذا أعرف كل هذه التفاصيل.”
“ليس بعد. كان من المفترض أن أتلقى المال شهريًا من شخص ما، لكن الخطط تغيرت فجأة.”
توقعتُ منها هذا التفكير الخبيث — إنه أسلوب كوشيدا تمامًا.
“يمكنك ببساطة شراء بينتو من المتجر أو السوبرماركت. هذا يوفر الوقت، ولا حاجة للتعامل مع بقايا الطعام. والطعم؟ رائع! أليس كذلك؟”
بعد أن أمضت الوقت بأكمله تُنتقد، صرخت إيبوكي غاضبة، وقد تكون قد تحطّمت نفسيًا من أول تجربة لها في الطهي.
“مع ذلك، كان إعداد الطعام لثلاثة أشخاص، وأنا من بينهم، أمرًا مزعجًا قليلًا.”
ورغم تذمّرها، لم تبدُ هوريكيتا متضايقة فعليًا. ربما اعتادت الأمر بالفعل.
يطلبون منا أن نثق بهم، يطمئنوننا بأنها ثقة في محلها، ثم يخونوننا. وكلما زادت ثقتنا، كان وقع الخيانة أشد قسوة.
“وكيف انتهى بنا الأمر إلى تناول غداء منزلي من إعداد إيبوكي؟”
“كانت مسألة تحدٍّ متبادل. عندما سخرت منها هوريكيتا قائلةً إنه يجدر بها على الأقل أن تتعلم الطبخ، ردّت بصوت مرتفع:
‘حتى أنا أستطيع الطبخ إن قررت ذلك!’
‘إذن، أرِني ذلك.’
‘استعدي وانتظري، سأفعلها.’
‘إن لم تستطيعي، فاموتي.’
‘وإن نجحت، سأقتلك.’
… وهكذا وصلنا إلى هنا.”
عاجلًا أم آجلًا، سيواجه طلاب هذه المدرسة هذا المفترق الحاسم. والواقع أن كل قرار يحتوي على الصواب والخطأ معًا.
أعجبتني سهولة تخيل تسلسل الأحداث.
لكن الجملتين الأخيرتين… على الأغلب مزحتان. على الأقل آمل ذلك.
في اليوم الأخير قبل نهاية عطلة الشتاء، قضينا أنا وكي يومًا كاملًا مسترخيَين في غرفتنا. ما حدث بين شاب وفتاة في نفس الغرفة لا يحتاج إلى كثير من الشرح. شدّت كي ذراعي أكثر إلى أحضانها. باستثناء لحظة تبديل الأحذية عند بوابة المدرسة، لم نفترق لحظة حتى دخولنا الفصل.
“حسنًا، فهمت الوضع. على كل حال، سأذهب إلى الكافتيريا، أراكم لاحقًا.”
تجمدت أفكاري للحظة، وحاولت التصرف بهدوء رغم الصدمة.
وعند مفترق الطرق، حاولت التملص بالذهاب في اتجاه مختلف، لكن كوشيدا أمسكت بذراعي على الفور.
“لماذا ليس لذيذًا؟ الطعم ممل ومخيّب… ومالح جدًا!”
“محظوظ أنت. ستحصل على وجبة منزلية من فتاة… بيولوجيًا.”
“لقد خدعتني.”
لو كُنّ حقًا يكرهن ذلك، لما قضينَ وقتهن معًا، حتى وإن كانت الوجبات مجانية.
عبّرت عن امتعاضي تجاه هوريكيتا التي كانت تسير بهدوء أمامي.
تجمدت أفكاري للحظة، وحاولت التصرف بهدوء رغم الصدمة.
“ليس من اللطيف أن تقول إنني خدعتك. أردت فقط أن أشارك طبخ إيبوكي-سان مع أكبر عدد ممكن من الناس. ألا ترى أنه سيكون غريبًا أن أُشرك أشخاصًا لا علاقة لهم بها؟ ثم إن الوقت لا يزال مبكرًا للحكم على أنها ستكون وجبة سيئة.”
وبشعور من الترقب، بدأت أقيّم المظهر الجمالي للطعام — عنصر أساسي في الحكم.
من حديثها، لم أشعر أنها متفائلة حقًا.
فهمت أنني لن أستطيع الهروب، ولم يكن أمامي خيار سوى أن أتبعهم، على مضض.
“لا يجب أن تفعلي ذلك. عليك أن تهتمي بتغذيتك جيدًا عند إعداد وجباتك. كم مرة عليّ أن أكرر هذا؟ لهذا السبب، لا تنضجين.”
“لكن ألم يكن بإمكانكِ الابتعاد عن الموضوع والهرب يا كوشيدا؟”
قد يكون منطقها دخول غرفة هوريكيتا لتذوق طعامها المنزلي، لكنها تخاطر كثيرًا فقط لتشهد مواجهة بين هوريكيتا وإيبوكي.
فهي لا تعلم ما نوع الكارثة التي قد تحصل.
لم يشر أحد إلى ذلك، لكن شعر مؤخرة رأس المعلمة تشاباشيرا بدا مضحكًا قليلًا — كان هناك القليل من “شعر النوم” غير المرتب. يبدو أنها استيقظت متأخرة هذا الصباح واضطرت إلى الإسراع في الخروج.
“حسنًا، نعم. حتى أنا لديّ شيء على المحك هنا.”
“أنتِ أيضًا تكرهين الخسارة، أليس كذلك يا كوشيدا-سان؟ لقد أتيتِ إلى هنا رغم إدراكك للمخاطرة فقط لأن إيبوكي-سان استفزتكِ قائلة: ‘هل ستهربين كجبانة؟’، أليس كذلك؟”
“…كنت فقط أريد أن أرى إيبوكي تفشل وتعتذر.”
…مع ذلك—
يبدو أنني أصبت الهدف، بدليل أنها أسقطت الألقاب في ردها.
لكن… هل إيبوكي من النوع الذي يعتذر فعلًا إن فشلت؟
وكان أول ما وقعت عليه أعيننا هو الأرز — ليس الأرز الأبيض العادي، بل أرز مقلي. تنوّعت فيه الخضراوات واللحوم، مما منحه مظهرًا ملونًا.
حسنًا، بسبب شخصيتها المعقدة، ربما رأت أن مشاهدة اعتذارها ستكون مجزية، حتى لو كانت احتمالية حدوثه ضئيلة.
يبدو أن بداخل هوريكيتا شيء من الضمير.
“يبدو أنها لم تصل بعد. لكننا جئنا في الوقت المحدد تمامًا…”
هذا يبدو مكان اللقاء، حيث توقفت هوريكيتا أمام ممر يؤدي إلى الخارج.
“لماذا آيانُوكوجي هنا؟ لم أقم بدعوته.” “أليس من الأفضل أن يكون هناك مزيد من الحُكّام؟ هذا يزيد من مصداقية تقييم الطهي. سنغيّر المكان بما أن الجميع حاضر. لا ترغبين في أن تظهري ودودة معنا، أليس كذلك؟” “طبعًا لا!”
كانت قد كذبت بشأن رغبتها في اختيار مكان غير مزدحم — على ما يبدو كانت تنوي إشراكي من البداية.
“هل يمكنني تذوق الطماطم الصغيرة فقط؟” “خذي الأمر بجدية.” “تسك، أنتِ صارمة جدًا.”
“مهلًا، فصولنا قريبة من بعضها. لماذا كان علينا الالتقاء هنا؟”
“أعلم أن اللقاء لا معنى له، لكنني دعوت إيبوكي-سان رسميًا، أتدري؟
هي فقط رفضت فكرة المشي معنا.”
…مع ذلك—
لو كانت تكره هوريكيتا (وربما كوشيدا أيضًا) إلى هذه الدرجة، كان بإمكانها ببساطة رفض التحدي.
ثقتها واضحة. وهذا أفضل من عدم وجودها، لكن… هل من الآمن أن نتوقّع شيئًا؟
هذا مثال جيد على خطورة التنافس المفرط.
“يبدو أننا بحاجة فعلًا لأن نبدأ بالتفكير في ما سنفعله، أليس كذلك؟” “أولًا، علينا أن نأخذ في الحسبان احتمال تخرجنا من الصف (A) واحتمال ألا نفعل. ما رأيك يا هيراتا-كن؟”
“أراهن أنها ستفشل وتُحضر لنا غداءً سيئًا، أليس كذلك؟”
“لا أريد الحكم مسبقًا، لكن من الواضح أنها على الأرجح فشلت.”
“أفهم… عليّ الآن أن أتناول طبقًا فاشلًا؟”
“توقف عن التذمّر بشأن الفشل!”
“أراهن أنها ستفشل وتُحضر لنا غداءً سيئًا، أليس كذلك؟” “لا أريد الحكم مسبقًا، لكن من الواضح أنها على الأرجح فشلت.” “أفهم… عليّ الآن أن أتناول طبقًا فاشلًا؟” “توقف عن التذمّر بشأن الفشل!”
وبينما بدأ الجو يزداد ثقلاً، ظهرت إيبوكي وهي تصرخ.
رغم أنه رفع صوته في الأماكن العامة مرارًا من قبل، إلا أن إطلاق التنهيدات لم يكن من عاداته، ما جعل الأمر مريبًا بعض الشيء.
كانت تحمل قنبلة… لا، صندوق غداء. لكنها كانت تحمله فعلًا.
كنت أتمنى ألا تفعل، بل أن تصرخ قائلة: “نسيت، إذًا المباراة ملغاة!”
لكنت دعمتها.
“كنت فقط أفكر في ما هو أغلى طعام يمكنني أن أجعلكِ تعزميني عليه.”
“لماذا آيانُوكوجي هنا؟ لم أقم بدعوته.”
“أليس من الأفضل أن يكون هناك مزيد من الحُكّام؟ هذا يزيد من مصداقية تقييم الطهي. سنغيّر المكان بما أن الجميع حاضر. لا ترغبين في أن تظهري ودودة معنا، أليس كذلك؟”
“طبعًا لا!”
عند المضغ والبلع، تتكوّن الإجابة تلقائيًا.
وهكذا، غادرنا الممر.
كان الجو لا يزال باردًا بشدة في أوائل يناير، لكن هذا تحديدًا جعل المكان المخصص للطعام خاليًا من الناس.
يبدو أنني أصبت الهدف، بدليل أنها أسقطت الألقاب في ردها. لكن… هل إيبوكي من النوع الذي يعتذر فعلًا إن فشلت؟
لوّحت إيبوكي بصندوق الغداء الملفوف بقماش “فوروشيكي” بسيط (شيء رأيته في متجر الـ100 ين)، ثم وضعته بقوة على المقعد.
وبالنسبة لشخص ينصح طلابه بالتركيز، فإن كلماتها فقدت شيئًا من مصداقيتها.
“ستندمون على قولكم إنني سأفشل. أسرعوا وتناولوا الطعام.”
“نسيت أن أذكر إشعارًا مهمًا. في الشهر المقبل، نخطط لإجراء أول ‘مناقشة بين الطالب والمعلم’ في هذه المدرسة. ستتمحور هذه المناقشة حول مستقبلكم المهني والوظيفي، مع التطرق إلى حياتكم الدراسية حتى الآن. وبالطبع، قد أجرينا بالفعل استبيانًا مع أولياء أموركم.”
“تبدين واثقة. ربما حصلت معجزة ونجح طهيك؟”
“مهلًا… ما قصة دواء المعدة؟ ما الذي سنأكله بالضبط؟”
ثقتها واضحة. وهذا أفضل من عدم وجودها، لكن… هل من الآمن أن نتوقّع شيئًا؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “إذًا، سأُزعجكِ أنا أيضًا الساعة السابعة.” “لكنني لم أدعوكِ؟”
“هي بوضوح من النوع المغرور، لذا لا يمكننا أخذ ثقتها بجدية.”
“لقد أصبحتم مقربين، أليس كذلك أنتم الثلاثة؟”
كانت هوريكيتا مدركة تمامًا لذلك، فحوّلت نظرها عن إيبوكي نحو صندوق الغداء.
“ما الأمر يا كيوتاكا؟ توقّفت فجأة.” كان دفء يلفّ ذراعي اليمنى، ومنه كانت كي، حبيبتي، تنظر إليّ من الأسفل. شدّني منظر شفتيها اللامعتين، لا بد أنها وضعت أحمر شفاهها المفضّل قبل الخروج. “لا شيء.” تمتمت بذلك، وواصلت السير معها. كانت حياتي اليومية معها، على الأقل، خالية من الملل. حتى وإن التزمت الصمت، كانت كي، بثرثرتها المحببة، تملأ الجو بأحاديث اليوم تلقائيًا. ومع ذلك، بدأت أشعر ببعدي المتزايد عن ذلك الوقت الذي اعتدت قضاؤه بمفردي. ولو سُئلت إن كانت تلك الأوقات التي نمضيها معًا ضرورية أم لا، لقلت إنها نصفٌ بنصف. الجانب الضروري منها هو أن التواصل المستمر مع شخص ما قد ساعدني في تحسين مهاراتي الاجتماعية، وكانت هذه فرصة ثمينة لصقل تلك المهارات التي كنت أعمل على تنميتها. أما في المقابل، فقد أخفقت في كثير من الأحيان بالرد المناسب بسبب قلة خبرتي. وخاصة عند تعاملي مع كي في لحظات مزاجها السيئ، فما زال يحدث أحيانًا أن أختار الردّ الخاطئ وأزيد الأمور سوءًا. أما الجانب السلبي، فتمثل في تقليص الوقت المخصص لتطوير مهاراتي الفردية. فبعيدًا عن فوائد التواصل والمواعدة وفهم الجنس الآخر، كنت أضحي بالكثير من الجوانب الأخرى.
آمالي الضئيلة، وآمال كوشيدا، تلاشت فورًا.
في تلك اللحظة، كانت ساتو قد دخلت الفصل، حيّت زميلاتها، ومرت بجانبي.
“هممم. لما كنت لأحضر إن لم أكن واثقة من الفوز.”
“ثقتك واضحة. لكن إن كان الأمر كذلك، فعليكِ التعامل مع الطعام بلطف أكثر. حتى لو خرج طعامك لائقًا، ستفشلين كطاهية.”
“حسنًا، فهمت الوضع. على كل حال، سأذهب إلى الكافتيريا، أراكم لاحقًا.”
“اصمتا. فقط كُلا بسرعة. ثم اعتذرا لي، هوريكوشي! وأنت أيضًا، آيانُوكوجي!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن، مقارنةً بأولئك الذين يكرهون أسماءهم من أعماق قلوبهم، فإن اشمئزازي… يبدو لطيفًا نوعًا ما.
“لا تجمع بيني وبين كوشيدا، يا لك من مُختصر للأسماء.”
“تبدين واثقة. ربما حصلت معجزة ونجح طهيك؟”
لم أكن منزعجًا تمامًا من كوني في ذيل القائمة.
لكن الأمر بدا وكأن…
“في هذه الحالة، تناول ما تريد دون أن تقلق بشأن السعر.” “أريد فقط أن آكل أغلى طبق لديهم.” “فقط… افعل ما تشاء.”
“لقد أصبحتم مقربين، أليس كذلك أنتم الثلاثة؟”
“لم تكن بسببك، آسف إن بدت كذلك.” “لا بأس، لكن هل هناك ما يشغل بالك؟”
تلك العبارة تناقض تمامًا التوتر الظاهر، لكنها كانت الإحساس العام.
“لسنا مقربين! كيف تفهم الأمر بهذا الشكل يا آيانُوكوجي-كن؟”
“صحيح، لا تُفسر الأمور على هواك.”
“سألكمك إن كرّرتها!”
سأتخرج من الصف “أ” مهما كلّف الأمر — وسأنتقم ممن خانني. وسأفعل في سبيل ذلك أي شيء دنيء.
واضح أن إحداهن على موجة مختلفة، لكن بدا وكأنهم ينسجمون رغم كل شيء.
وبأي حال، كنت أشعر أنني خارج هذا الجو تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ألقيتُ السؤال على هوريكيتا الواقفة خلفي، لكنها لم تبدُ أنها تملك إجابة.
“هل عليّ أن أذهب للمنزل؟”
قلت ذلك بصدق لأني لم أرد أن أكون عبئًا، لكن—
“لا يمكنك الرحيل!”
“لا يمكنك الهروب.”
“هذا غير عادل، آيانُوكوجي-كن.”
لا أثق بالناس من أعماق قلبي. فالخيانة عند البشر أمر يسير.
صرخ الثلاثة بصوت واحد مجددًا.
في تلك اللحظة، كانت ساتو قد دخلت الفصل، حيّت زميلاتها، ومرت بجانبي.
لم أفهم الأمر تمامًا، لكن بدا أنه لا مجال للهروب، لذا جلست.
“لم أكن أعلم أن لدينا مثل هذا النوع من النقاش في مدرستنا. في الحقيقة، كنت أظن أنه لا يوجد أصلًا.” كالعادة، كان إيكِه أول من علّق. ولم يبدُ على أحد التعجب.
حسنًا، لا بأس. الاستماع لحديثهم كان مسليًا بعض الشيء.
كان واضحًا أن طبخ إيبوكي هاوٍ.
ومع ذلك، ربما كانت قد جرّبت أساليب مختلفة لإجبار هوريكيتا وكوشيدا على الاعتراف بخسارتهما.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أعجبتني سهولة تخيل تسلسل الأحداث. لكن الجملتين الأخيرتين… على الأغلب مزحتان. على الأقل آمل ذلك.
وبشعور من الترقب، بدأت أقيّم المظهر الجمالي للطعام — عنصر أساسي في الحكم.
رغم أنها كانت وجبة واحدة فقط، فقد تمكّنت هوريكيتا من تحليل طريقة تفكير إيبوكي بدقة أثناء إعدادها. وحسب تعبير إيبوكي الغاضب، فقد كانت مصيبة إلى حد كبير.
ومن القماش “الفوروشيكي” خرج صندوق غداء بسيط (مرة أخرى، من متجر الـ100 ين).
(ملاحظة: “فوروشيكي” هو قماش تقليدي يُستخدم في تغليف ونقل الملابس أو الهدايا أو غيرها من الأغراض.)
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ورغم ما تركه من عبء على لساني ومعدتي، فقد كانت هذه الجلسة ذات مغزى كبير.
“حسنًا، لنفتحه.”
لم يظهر على إيبوكي أي قلق وهي تجلس واضعة ذراعيها خلف ظهرها.
نهضنا من مقاعدنا وبدأنا السير في الممر. وطبعًا، لم نكن نسير جنبًا إلى جنب؛ كانت هوريكيتا تتقدّم، وكوشيدا وأنا خلفها بقليل.
وببطء، فُتح غطاء صندوق الغداء…
كانت هوريكيتا مدركة تمامًا لذلك، فحوّلت نظرها عن إيبوكي نحو صندوق الغداء.
وكان أول ما وقعت عليه أعيننا هو الأرز — ليس الأرز الأبيض العادي، بل أرز مقلي.
تنوّعت فيه الخضراوات واللحوم، مما منحه مظهرًا ملونًا.
عندما تذكرت المشهد السابق، بالفعل لم يكن ممتعًا بأي شكل. وكانت المرات التي ابتسمت فيها كوشيدا، ولو بشكل باهت، أقل من نصف ما تفعله مع الآخرين.
لكن، المكونات في الأرز كانت كبيرة الحجم على نحو غير معتاد.
“لكن ألم يكن بإمكانكِ الابتعاد عن الموضوع والهرب يا كوشيدا؟” قد يكون منطقها دخول غرفة هوريكيتا لتذوق طعامها المنزلي، لكنها تخاطر كثيرًا فقط لتشهد مواجهة بين هوريكيتا وإيبوكي. فهي لا تعلم ما نوع الكارثة التي قد تحصل.
وعلاوة على ذلك، احتوى الصندوق على طماطم صغيرة، وتاماكوياكي (عجة يابانية)، وغراتان، وأطباق مطهية، وأطعمة مقلية، وقطع هامبرغر صغيرة.
“وأنتَ، آيانُوكوجي-كن؟ لا بد أن رأيك مشابه، أليس كذلك؟” “لا، لا أعتقد أنه غير صالح للأكل. بل سأعطيه تقييمًا أعلى.”
رغم أن كل صنف كان بحجم صغير، إلا أن الأنواع السبعة كانت مرتبة بوفرة.
وكان العنصر الأبرز هو إضافة أربع قطع من “باران” (فواصل بلاستيكية تُستخدم في صناديق البينتو).
حسنًا، ماذا أفعل الآن؟ صندوق الغداء يحتوي على سبعة أصناف، بما في ذلك الطماطم الصغيرة. بما أن الاثنتين تناولتا أربعة، فقد قررت أن أتناول الصنفين المتبقيين بخلاف الطماطم. كان الخيار بين التاماكوياكي (عجة البيض الملفوفة) وصنف مقلي. خيار بين الحياة والموت، أو ربما… الموت والموت.
كان يمكن القول إن صندوق الغداء احتفظ بالشكل اللائق للبينتو.
“هل أعددتِ كل شيء بيدك؟”
“بالطبع.”
ردّت على الفور، ويبدو أن الإجابة كانت صادقة.
قالت ذلك وهي تلتفت إلى الخلف وتنقل الرسالة للصف.
لكن الغريب أنها أدرجت أطباقًا مطهية.
“قد أمنحك 30 نقطة إضافية فقط من حيث الشكل.”
“في الطبخ، الطعم هو الأهم، لا الشكل.”
“كنت أجاملك، تعلمين؟ توقعت أن أحصل على شيء قريب من الصفر.”
“لقد أعدّت صندوق غداء لي، ولكوشيدا-سان، ولك، وسنقسمه إلى ثلاث حصص بالتساوي. ألم أخبرك بذلك؟” “أنتِ لم تنوي إخباري أصلًا، أليس كذلك…؟”
اعتُبر قولها إنه “أفضل من المتوقع” مجاملة سخية، وقد حصلت على 30 نقطة فعلًا.
بدت هوريكيتا قد استعدت مسبقًا، فقد جلبت عدة أزواج من عيدان الطعام ذات الاستخدام الواحد. احتفظت لنفسها بواحدة، وقدمت لي ولكوشيدا زوجًا لكل منا.
“نسيت أن أذكر إشعارًا مهمًا. في الشهر المقبل، نخطط لإجراء أول ‘مناقشة بين الطالب والمعلم’ في هذه المدرسة. ستتمحور هذه المناقشة حول مستقبلكم المهني والوظيفي، مع التطرق إلى حياتكم الدراسية حتى الآن. وبالطبع، قد أجرينا بالفعل استبيانًا مع أولياء أموركم.”
“لنبدأ التذوق.”
“هذه أول مرة لا أتطلع فيها لتذوق شيء ما~ يا لها من ذكرى جميلة~”
قالت كوشيدا ذلك بنبرة ميتة وهي تفرّق عيدانها. لم تبدُ متحمسة إطلاقًا لتكون أول من يتذوق، وانتظرت هوريكيتا لتبدأ.
كنت في عطلة شتوية حتى وقت قريب، لكني التقيت هوريكيتا وإيبوكي بعد رأس السنة مباشرة، وأتذكر أن هذا الموضوع ذُكر حينها بالصدفة.
تناولت هوريكيتا القليل من الأرز المقلي ورفعته إلى فمها، ثم التقطت قطعة من الغراتان ووضعتها في فمها أيضًا.
بعد أن انتهت من الأكل بصمت، سألتها كوشيدا:
كانت قد كذبت بشأن رغبتها في اختيار مكان غير مزدحم — على ما يبدو كانت تنوي إشراكي من البداية.
“كيف هو الطعم؟”
“لن أقول الآن. لا أريد أن تؤثر ردّة فعلي على تجربتكِ. دوركِ الآن.”
“تسك.”
يا لها من تكة لسان واضحة!
ومع ذلك، في حالتي، لم يكن مستقبلي أمرًا يمكنني التحكم فيه كما أشاء، لذا قد يُقال إن الأمر لا يهم كثيرًا. ومن هذه الزاوية، كان من المفيد جدًا أن المعلمة تشاباشيرا كانت تعرف شيئًا عن وضعي، حتى ولو قليلًا. وبما أن النقاشات العميقة لم تكن ضرورية، فالأرجح أنه سيكون لقاء شكليًا فقط.
لو سمعها أي طالب لا يزال يؤمن بصورة كوشيدا المشرقة، لفقد وعيه.
وحتى لو سمعها، لأقنع نفسه بأنها صدفة، لا تصرف مقصود.
تلك العبارة تناقض تمامًا التوتر الظاهر، لكنها كانت الإحساس العام. “لسنا مقربين! كيف تفهم الأمر بهذا الشكل يا آيانُوكوجي-كن؟” “صحيح، لا تُفسر الأمور على هواك.” “سألكمك إن كرّرتها!”
“هل يمكنني تذوق الطماطم الصغيرة فقط؟”
“خذي الأمر بجدية.”
“تسك، أنتِ صارمة جدًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومن القماش “الفوروشيكي” خرج صندوق غداء بسيط (مرة أخرى، من متجر الـ100 ين). (ملاحظة: “فوروشيكي” هو قماش تقليدي يُستخدم في تغليف ونقل الملابس أو الهدايا أو غيرها من الأغراض.)
من جديد، صدرت تكة اللسان الحادة من كوشيدا، وكانت أقوى من السابقة.
“إن كان لديكم أي فضول أو تساؤلات، فلا بأس أن تأتوا وتسألوني مباشرة.” وبعد أن أوصلت كل ما يلزم من معلومات، وضعت المعلمة تشاباشيرا يدها على الباب. ثم، وأثناء إغلاقه، رفعت يدها الأخرى وكأنها تربّت على مؤخرة رأسها…
وبأسلوب متردد، اختارت أن تتذوق الطبق المطهي والهامبرغر الصغير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أرأيتم؟ أرأيتم؟!” قفزت إيبوكي قليلًا، فرحةً بأول دعم لها.
“آه… فهمت. تفضل، آيانُوكوجي-كن.”
“من حيث الكفاءة، قد يكون خيار يوكيمورا-كن صحيحًا. لكنني أعتقد أن السعي خلف الوظيفة التي نرغب بها مهم أيضًا.”
من وجهها التي اتسعت استنارة، مرّرت الشعلة الكريهة إليّ.
“سبب تافه. علينا أن نراعي الآخرين عندما نسير.” “نعم، نعم. من السهل على من لا يملك أصدقاء أن يقول ذلك.” “هل تحاولين إثارة شجار؟” “هل كنت تظن أنني لا أفعل؟ هذا مضحك.”
حسنًا، ماذا أفعل الآن؟
صندوق الغداء يحتوي على سبعة أصناف، بما في ذلك الطماطم الصغيرة.
بما أن الاثنتين تناولتا أربعة، فقد قررت أن أتناول الصنفين المتبقيين بخلاف الطماطم.
كان الخيار بين التاماكوياكي (عجة البيض الملفوفة) وصنف مقلي.
خيار بين الحياة والموت، أو ربما… الموت والموت.
أما بالنسبة لزملائي في الصف، فهذه المناقشات الفردية أو الثنائية ستكون بلا شك نقطة تحول مهمة. هل سيواصلون التقدم في الطريق الذي اختاروه؟ أم سيتخذون منعطفًا لاكتشاف مسار مختلف؟ الآباء والمعلمون سيوفرون للطلاب نظرة في جوانب لم يكونوا ليلاحظوها بمفردهم.
“حسنًا، سأبدأ بالتاماكوياكي.”
وهو عنصر أساسي في أي صندوق غداء. رغم أنه يتطلب مهارة لإتقانه، إلا أنه سهل التحضير بشكل مقبول.
انتهى بي الأمر بإرباك سودو، وإن لم يكن بالشكل الذي توقّعه. “—فيوه.” سمعت تنهيدة عميقة منه، بدت غير مقصودة، لكنه تدارك نفسه واعتذر على الفور.
وضعته في فمي، وأنا أتحسّب وجود قشرة بيض.
أوقفت هوريكيتا بعزم، وكانت على وشك أن تغادر حاملةً صندوق الغداء.
لكنني بلعته دون أي طعم غير مرغوب فيه، ثم انتقلت للصنف المقلي.
لم ألاحظ حتى التقطته بالعيدان، لكنه كان كروكيت دائري صغير الحجم.
أما كوشيدا، التي كانت جالسة بجانبها، فقد أزاحت بصرها عن الموقف ووقفت.
“…”
وضعته على لساني بحذر، وعند قضمته، سالت الحشوة.
من وجهها التي اتسعت استنارة، مرّرت الشعلة الكريهة إليّ.
كان كروكيت بلا شك، وطعمه يشبهه فعلًا.
لكن قوامه المائع كان طاغيًا. لم يُقلى جيدًا، فبقيت المكونات رطبة أكثر من اللازم،
كما أن ملمسه على اللسان كان مزعجًا، وترك طعمًا سيئًا في الفم.
أنا أدرك ذلك منطقيًا.
بعد الانتهاء، وضعت عيداني بهدوء وأغمضت عيني.
وبما أن كي لم تكن موجودة اليوم، فلا مشكلة في قضاء الوقت معهما.
…نعم، فهمت.
“صباح الخير للجميع~” كان ذلك أول أيام الفصل الدراسي الثالث. عند دخولها، لوّحت كي لصديقاتها في الصف. ثم حررت ذراعي ببطء وهمست لي “أراك لاحقًا”، تاركةً خلفها أثرًا من المودة العميقة، وغادرت. بعد ذلك، توجهت إلى مقعدي في الفصل ووضعت حقيبتي الخفيفة.
عند المضغ والبلع، تتكوّن الإجابة تلقائيًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا شيء من هذا القبيل. ليست جلسة فتيات عادية. لا ضحك، والجو دائمًا متوتر. ألم ترَ ما حدث قبل قليل؟”
“بما أننا أنهينا الأكل، سأعطي رأيي بصراحة: الطعم… ليس لذيذًا.”
“ماذا!؟”
“ليس غير صالح للأكل، وشكله كان أفضل من أسوأ سيناريو توقعت فيه صفرًا. أستطيع أن أرى أن مبتدئة حاولت جهدها، لكن كمية الملح كانت زائدة، والتتبيل عشوائي.”
“لم تكن بسببك، آسف إن بدت كذلك.” “لا بأس، لكن هل هناك ما يشغل بالك؟”
بصراحة، لم يكن الطعم سيئًا إلى درجة عدم قابلية الأكل.
النكهات القوية كانت نتيجة واضحة لاستخدام التقدير العيني، كما أشارت هوريكيتا.
“تبدين واثقة. ربما حصلت معجزة ونجح طهيك؟”
“نعم، يمكن أكل الجزر دون تقشيره، لكن قوامه يكون سيئًا، وقطعكِ كانت غير متساوية. لقد حاولت بجد، لكنكِ لم تتمكني من إخفاء الأجزاء التي شعرتِ أنها مزعجة.”
“أن تترك صندوق الغداء دون تنظيف، فعلًا…”
رغم أنها كانت وجبة واحدة فقط، فقد تمكّنت هوريكيتا من تحليل طريقة تفكير إيبوكي بدقة أثناء إعدادها.
وحسب تعبير إيبوكي الغاضب، فقد كانت مصيبة إلى حد كبير.
فالشركة تتحمل مسؤولية كبيرة عند توظيف أي شخص. ما لم يرتكب الموظف خطأً فادحًا، سيكون من غير العدل طرده فقط لأنهم لم يعجبهم.
“لا أريد أن آكل المزيد. هذا ما يُسمى إهدار الوجبة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا تجمع بيني وبين كوشيدا، يا لك من مُختصر للأسماء.”
احتجّت إيبوكي بشدة على تعليق كوشيدا اللاذع.
كلما سألت نفسي، يتصاعد في داخلي شعور بالقرف من اسمي. ويبدو أن هذا الشعور لم يعد نادرًا هذه الأيام.
“من المدهش أنكِ تفاخرْتِ بعدم خسارتكِ أمام هوريكيتا في الطهي. كان عليكِ فقط دفع مبلغ لطاهٍ جيد ليُعدّ لكِ الوجبة.”
أي “العدل”، أليس كذلك؟
رغم أن النقد كان قاسيًا، إلا أنه لم يكن بلا مبرر، بالنظر إلى جودة الطعام.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com يبدو أنها كانت قد رأتني مع كي أثناء السير إلى المدرسة من الخلف.
“أنتم لا تحكمون بعدل!”
“إن كنتِ تقولين ذلك، فذوقيه بنفسك. ألم تتذوقيه بجدية أصلًا؟”
“…تذوق؟ لم أفعل، لكن شكله طبيعي، لا بد أنه صالح للأكل.”
“لم أقل إنه غير صالح. فقط ليس لذيذًا. هيا، جربيه.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن، مقارنةً بأولئك الذين يكرهون أسماءهم من أعماق قلوبهم، فإن اشمئزازي… يبدو لطيفًا نوعًا ما.
وبانزعاج ظاهر، تناولت إيبوكي قضمة من صندوق الغداء الذي أعدّته.
٤ بعد الساعة التاسعة مساءً، عادت كي إلى منزلها بعد أن كانت معي، وبدأت أستعد لليوم التالي.كان التلفاز لا يزال يعمل في الخلفية، يعرض برنامج منوعات، أطفأته لأركّز على ما بيدي.رجل في الأربعين من عمره كان يؤدي دور المقدم، يثير الضحك بممازحاته مع الكوميديين.تغير المشهد، وعلى الأرجح انتقل إلى تصوير خارجي يعرض جولة في المدينة.تابعت للحظات، وبدت نفس النكات والتعليقات تتكرر بلا نهاية من المقدم داخل الاستوديو.عُرضت خمس لوحات، وكان على الجمهور أن يخمّن أيها الأصلية، مما ولّد لحظات مفاجأة وضحك. “اللوحة الرابعة.”تمتمت بالإجابة بلا اهتمام، ثم أغلقت التلفاز دون انتظار النتيجة الحقيقية.وسرعان ما عاد الصمت إلى الغرفة التي كانت تضجّ بالصوت. كانت كي تحب مشاهدة التلفاز، وغالبًا ما تتركه يعمل حين نكون معًا بمفردنا.أما أنا، فلم تكن لدي مشاعر نفور خاصة منه، وكنت قد استخدمته في أوقات سابقة كأداة للتعلم، من خلال متابعة برامج من أنواع مختلفة.لكنني أدركت في النهاية أنني لا أحب برامج المنوعات على وجه الخصوص. توجهت نحو الدرج، وأخرجت دفتر الرسم ومجموعة الألوان الخشبية من الدرج الثاني.كنت قد اشتريتهما بنقاطي الخاصة بعد التحاقي بالمدرسة بفترة قصيرة، لكنني لم ألمسهما منذ ذلك الحين.تذكّرت نظرة كي المتفاجئة عندما وجدت دفتر الرسم غير المستخدم في درجي. فرشت دفتر الرسم على المكتب، وفتحت العلبة الفضية التي تحتوي على الألوان الخشبية.مددت يدي نحو أقلام التلوين الجديدة— ثم توقفت. ماذا عليّ أن أرسم؟ إن لم أفكّر في شيء، فسوف تتوقف يدي عن الحركة لا محالة.ظننت أنني قادر على خلق شيء ما بدافع عفوي، لكن الأمور لم تسر على هذا النحو. في “الغرفة البيضاء”، تعلّمت العديد من المهارات التي تعزز من كفاءتي.وكان من بينها الرسم، والذي لم أكن سيئًا فيه. لكن… التفكير والابتكار الذاتي لم يكونا جزءًا من المنهج هناك. حدّقت في صفحة دفتر الرسم البيضاء.وبعد فترة، أغلقت العلبة الفضية. “ها قد انتهى يوم آخر.” تمتمت بهذه الكلمات، وأعدت دفتر الرسم والألوان إلى الدرج الثاني.ربما، كما قالت المعلمة تشاباشيرا، سيمر هذا الفصل الثالث كلمح البصر. -+- ترجمة نيرو مرت اشهر منذ ترجمت اي رواية لذا المعذرة على أي أخطاء
“…آغ، الطعم ليس لذيذًا — بل هو لذيذ… مذهل!؟”
“لا تتظاهري.”
ضربتها هوريكيتا على رأسها، فصرخت إيبوكي.
لكن، المكونات في الأرز كانت كبيرة الحجم على نحو غير معتاد.
“لماذا ليس لذيذًا؟ الطعم ممل ومخيّب… ومالح جدًا!”
٢ بعد مغادرة المعلمة تشاباشيرا الصف، انشغل الطلاب بالحديث عن لقاء الطالب والمعلم، وعن مستقبلهم المهني.
“شرحت لكِ كل شيء. لا يمكنك التقدير بعينيك فقط.”
“حتى لو قلتِ ذلك، لم أظن أن الفرق بين ملعقة كبيرة وملعقتين صغيرتين مهم! الأمر مزعج!”
مونولوج هاشيموتو ماسايوشي
وهنا كانت المشكلة.
النكهات في الصندوق كانت متفاوتة بشكل مزعج — إما باهتة أو مفرطة التمليح.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا تجمع بيني وبين كوشيدا، يا لك من مُختصر للأسماء.”
“لو كنت سأعطي تقييمًا، فسيكون 20 نقطة.”
“…من 20؟”
“من 100.”
“ماذاااااااا!؟ هل رُشيتِ؟”
“كنت لطيفة معك. لا أرغب حتى في أكل هذه الوجبة.”
“أوافق. لو كنت أنا الحكم، لأعطيتكِ نقطتين.”
وهذا أيضًا أحد الأجوبة الصحيحة. فلدى كل فرد حياة واحدة فقط، ولا بأس إن لم يكرّسها بالكامل من أجل وظيفة مستقرة أو من أجل المال.
ركلت إيبوكي الأرض احتجاجًا على انتقادات لجنة التحكيم القاسية.
يبدو أن بداخل هوريكيتا شيء من الضمير.
“وأنتَ، آيانُوكوجي-كن؟ لا بد أن رأيك مشابه، أليس كذلك؟”
“لا، لا أعتقد أنه غير صالح للأكل. بل سأعطيه تقييمًا أعلى.”
“…” وضعته على لساني بحذر، وعند قضمته، سالت الحشوة.
“أرأيتم؟ أرأيتم؟!”
قفزت إيبوكي قليلًا، فرحةً بأول دعم لها.
أوقفت هوريكيتا بعزم، وكانت على وشك أن تغادر حاملةً صندوق الغداء.
“هل أنتَ عاقل؟ هذه وجبة سيئة، متوسطة في أفضل أحوالها.”
“أتفق دون تحيّز.”
وافقت هوريكيتا بلا تردد، لكنني رغبت في أن أخلط الأوراق.
في النهاية، إن كان تقييمي لن يُحتسب، فلماذا تم استدعائي أصلًا؟ لقد أصبح الأمر من الماضي، لكن لم يبقَ سوى شعور بالإحباط لم أستطع التخلص منه.
يجب أخذ وجهات نظر متعددة بعين الاعتبار عند الحديث عن هذا الصندوق.
كنت واثقًا من أنني لن أكون مرتاحًا، لكن لو قلت ذلك، فستغضب غالبًا. بدلًا من ذلك، وبعد صمت طويل، أومأت برأسي بهدوء.
“لكنه ليس غير صالح للأكل. لقد اعترفتِ بذلك، أليس كذلك؟”
“حسنًا… نعم، لكنه ليس شيئًا أرغب في تناوله.”
وهنا كانت المشكلة. النكهات في الصندوق كانت متفاوتة بشكل مزعج — إما باهتة أو مفرطة التمليح.
“في عصرنا هذا، حيث الطعام متوفّر بكثرة، لن أرغب أبدًا في تناول شيء كهذا في حياتي اليومية.
لكن ماذا لو تقطعت بنا السبل في جزيرة مهجورة؟ إن كان هذا هو الطعام الوحيد المتاح، أما كنا لنأكله شاكرين؟ إذًا، تقييمي هو…”
“صباح الخير للجميع~” كان ذلك أول أيام الفصل الدراسي الثالث. عند دخولها، لوّحت كي لصديقاتها في الصف. ثم حررت ذراعي ببطء وهمست لي “أراك لاحقًا”، تاركةً خلفها أثرًا من المودة العميقة، وغادرت. بعد ذلك، توجهت إلى مقعدي في الفصل ووضعت حقيبتي الخفيفة.
“تقييمك منطقي. شكرًا على هذا التشبيه غير الواضح. على الأقل، فهمتُ بوضوح أنك لا تمدح الصندوق.”
“إن كنتِ مصرّة لهذه الدرجة… فأنا أوافق!”
“…حقًا؟”
قُطع حديثي قبل أن أعلن عن التقييم، فشعرت بعدم ارتياح… أو لعلها بداية عسر الهضم من الطعام الذي حُشر في معدتي.
العمل في مجال الرياضة عقبة صعبة التخطّي. الذين ينبغي أن يستخدموا امتيازات الصف (A) هم من يمتلكون الموهبة، لكن لم يتم اكتشافهم بعد، أو من حالت ظروف معينة دون سلوكهم الطريق التقليدي.
“المعدل العام: 11 نقطة. مؤسف، يا إيبوكي-سان.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أن تعرِض هوريكيتا أن تدفع لي وجبة؟ لم تكن لي ذكريات سارة كثيرة مع مثل هذه العروض.
في النهاية، إن كان تقييمي لن يُحتسب، فلماذا تم استدعائي أصلًا؟
لقد أصبح الأمر من الماضي، لكن لم يبقَ سوى شعور بالإحباط لم أستطع التخلص منه.
“بدوتما قريبين هذا الصباح.” همست بذلك، وأضافت “شكرًا على الوجبة”، ثم انضمت إلى مجموعة الفتيات.
“أوغوغو…”
وكونها لا تجيد الطبخ من الأساس، لم يكن أمام إيبوكي خيار سوى قبول نتيجة تجاوزها لحدودها.
…مع ذلك—
“إن قلتِ أنكِ ستعدينه مجددًا لاحقًا، فقد أخصص وقتًا لك.”
“لن أعده مرة أخرى!”
تناولت هوريكيتا القليل من الأرز المقلي ورفعته إلى فمها، ثم التقطت قطعة من الغراتان ووضعتها في فمها أيضًا. بعد أن انتهت من الأكل بصمت، سألتها كوشيدا:
بعد أن أمضت الوقت بأكمله تُنتقد، صرخت إيبوكي غاضبة، وقد تكون قد تحطّمت نفسيًا من أول تجربة لها في الطهي.
“لنذهب. الحديث عن هاتين الاثنتين إلى الأبد مضيعة للوقت.” “فكرة جيدة.”
“الاستسلام المبكر ليس أمرًا سيئًا. الطبخ ليس مناسبًا لكِ في الوقت الحالي.”
الناس يحكمون على الآخرين من أسمائهم فحسب. آسف، لكنني قد تخلّيت منذ زمن عن أن أكون مدافعًا عن العدالة.
ورغم هذا النقد، بدا أن إيبوكي قد حسمت أمرها، إذ زمّت شفتيها وعقدت ذراعيها.
لكن الغريب، أن الجو لم يكن ثقيلًا أو خانقًا. بل كان مريحًا بطريقة غريبة.
“بل على العكس، أدركت كم هو غباء أن أتعب نفسي بالطبخ من الأساس. أنتم تهدرون وقتكم.”
“حسنًا، نعم. حتى أنا لديّ شيء على المحك هنا.” “أنتِ أيضًا تكرهين الخسارة، أليس كذلك يا كوشيدا-سان؟ لقد أتيتِ إلى هنا رغم إدراكك للمخاطرة فقط لأن إيبوكي-سان استفزتكِ قائلة: ‘هل ستهربين كجبانة؟’، أليس كذلك؟” “…كنت فقط أريد أن أرى إيبوكي تفشل وتعتذر.”
“ماذا تقصدين بذلك؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مستقبلي بعد التخرج في الوقت الحالي يتجه نحو مسار واحد فقط، لكن إن كان ذلك هو الصواب أم لا، فلن يُعرف إلا بعد زمن طويل.
“يمكنك ببساطة شراء بينتو من المتجر أو السوبرماركت. هذا يوفر الوقت، ولا حاجة للتعامل مع بقايا الطعام. والطعم؟ رائع! أليس كذلك؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “تبدو مطّلعًا جيدًا على وضع هوريكيتا، رغم أنك تقول إنك تكرهها.” “كنت أمرّ كثيرًا آملًا أن ينشب شجار. لهذا أعرف كل هذه التفاصيل.”
حسنًا… يمكن اعتبار ذلك أحد فوائد البينتو الجاهز.
“لقد أعدّت صندوق غداء لي، ولكوشيدا-سان، ولك، وسنقسمه إلى ثلاث حصص بالتساوي. ألم أخبرك بذلك؟” “أنتِ لم تنوي إخباري أصلًا، أليس كذلك…؟”
“لا يجب أن تفعلي ذلك. عليك أن تهتمي بتغذيتك جيدًا عند إعداد وجباتك. كم مرة عليّ أن أكرر هذا؟ لهذا السبب، لا تنضجين.”
“مهلًا، فصولنا قريبة من بعضها. لماذا كان علينا الالتقاء هنا؟” “أعلم أن اللقاء لا معنى له، لكنني دعوت إيبوكي-سان رسميًا، أتدري؟ هي فقط رفضت فكرة المشي معنا.”
“آهاهاها، هذا صحيح. ليس فقط من حيث التفكير، بل حتى نموكِ الجسدي يبدو متوقفًا أيضًا.”
“محظوظ أنت. ستحصل على وجبة منزلية من فتاة… بيولوجيًا.” “لقد خدعتني.”
“هيه، كوشيدا! أين تنظرين وأنتِ تقولين ذلك؟!”
“كنت فقط أفكر في ما هو أغلى طعام يمكنني أن أجعلكِ تعزميني عليه.”
“ما رأيكِ؟”
“لم أكن أعلم أن لدينا مثل هذا النوع من النقاش في مدرستنا. في الحقيقة، كنت أظن أنه لا يوجد أصلًا.” كالعادة، كان إيكِه أول من علّق. ولم يبدُ على أحد التعجب.
“سأركلكِ الآن! سأجعلكِ تعتذرين بالقوة!”
“الودّ والمحبة لا بأس بهما، لكن هل قرأت البريد الإلكتروني من المدرسة بخصوص طلاب السنة الأولى خلال عطلة الشتاء؟ أنا لا أقلق عليكم أنتما، لكن توخَّ الحذر.” “آه، نعم، رأيت البريد.”
“حسنًا، حسنًا. لا تهاجمي كل شيء. عصبيتكِ الدائمة تثبت أنكِ لا تحصلين على تغذية كافية. تعالي إلى غرفتي الساعة السابعة مساءً.”
“إن كنتِ مصرّة لهذه الدرجة… فأنا أوافق!”
“إن كنتِ مصرّة لهذه الدرجة… فأنا أوافق!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لقد عقدت العزم منذ التحاقي بهذه المدرسة.
هل ستذهب فعلاً؟
ظننت أنها سترفض، لكنها وافقت رغم انزعاجها.
رغم أن الاستماع لتذمرات هوريكيتا قد يكون مزعجًا، إلا أن فرصة الحصول على وجبة مغذية ولذيذة مجانًا لم يكن من السهل تفويتها.
كنت واثقًا من أنني لن أكون مرتاحًا، لكن لو قلت ذلك، فستغضب غالبًا. بدلًا من ذلك، وبعد صمت طويل، أومأت برأسي بهدوء.
“أراكِ لاحقًا!”
وتركتهم إيبوكي خلفها بخطى سريعة، موجهة كلماتها كنوع من التوديع المستفز.
لو كانت في شقة، لكان سكان الطابق الأسفل قد انزعجوا من حركتها الصاخبة.
“صباح الخير للجميع~” كان ذلك أول أيام الفصل الدراسي الثالث. عند دخولها، لوّحت كي لصديقاتها في الصف. ثم حررت ذراعي ببطء وهمست لي “أراك لاحقًا”، تاركةً خلفها أثرًا من المودة العميقة، وغادرت. بعد ذلك، توجهت إلى مقعدي في الفصل ووضعت حقيبتي الخفيفة.
“أن تترك صندوق الغداء دون تنظيف، فعلًا…”
“بفضلهما، تضاعفت نفقاتي تقريبًا. وكوشيدا-سان جاءت رغم أنني لم أدعُها.”
وبسلوك يشبه الأم المتذمرة من كسل ابنتها، بدأت هوريكيتا بجمع أدوات الغداء المبعثرة.
هل ستأخذه حقًا معها وتغسله؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “حسنًا، سأبدأ بالتاماكوياكي.” وهو عنصر أساسي في أي صندوق غداء. رغم أنه يتطلب مهارة لإتقانه، إلا أنه سهل التحضير بشكل مقبول.
أما كوشيدا، التي كانت جالسة بجانبها، فقد أزاحت بصرها عن الموقف ووقفت.
يبدو أن بداخل هوريكيتا شيء من الضمير.
“إذًا، سأُزعجكِ أنا أيضًا الساعة السابعة.”
“لكنني لم أدعوكِ؟”
“إنها من النوع الذي لم يطهو في المنزل من قبل. لذا، كانت تتناول وجبات غير متوازنة دائمًا. ربما نسيت هذه المعلومة.”
“لا بأس. أريد توفير أكبر قدر من النقاط الخاصة. وتناول طعام مدفوع بمالكِ لا بأس به. سأستمتع به.”
“لا يمكنني إلا أن أكرر ما ورد في البريد الإلكتروني. أراضي المدرسة مليئة بالعيون والكاميرات. إذا قمت بشيء مريب، فاحتمالية الانكشاف عالية. لا يمكنني أن أخضع لغرائزي بهذه السهولة.” “آه، حسنًا. يبدو كأن هذا رأي خاص بك وحدك… نوعًا ما مقلق.”
يبدو أنها تستمتع بأشياء تختلف تمامًا عن الآخرين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لقد عقدت العزم منذ التحاقي بهذه المدرسة.
“ألديكِ ما يكفي من النقاط الخاصة؟”
٢ بعد مغادرة المعلمة تشاباشيرا الصف، انشغل الطلاب بالحديث عن لقاء الطالب والمعلم، وعن مستقبلهم المهني.
“ليس بعد. كان من المفترض أن أتلقى المال شهريًا من شخص ما، لكن الخطط تغيرت فجأة.”
يبدو أن يوسكي لم تكن لديه أي نية للبحث عن وظيفة في الوقت الحالي، وكان يخطط لمواصلة دراسته بناءً على ميوله الطبيعية. وبالنظر إلى جديّته في الدراسة ومستواه الأكاديمي الفعلي، فقد كان ذلك قرارًا منطقيًا. فحتى مع امتيازات الصف (A)، إن لم يكن لدى المرء العزيمة الحقيقية، فلن يتمكن من استغلال تلك الامتيازات كاملة. وهذا ينطبق على مختلف نواحي الحياة.
ورغم ابتسامتها الجميلة، كانت عيناها الباردتان موجّهتين إليّ.
سأتخرج من الصف “أ” مهما كلّف الأمر — وسأنتقم ممن خانني. وسأفعل في سبيل ذلك أي شيء دنيء.
ثم، عادت إلى وضعها الملائكي المعتاد، وتوجهت نحو الكافتيريا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ورغم ما تركه من عبء على لساني ومعدتي، فقد كانت هذه الجلسة ذات مغزى كبير.
“حسنًا، هذا كل شيء. عمل جيد.”
“نعم، عمل جيد — لحظة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أجابت هوريكيتا، وكانت كوشيدا تسير إلى جانبي ويداها فارغتان. فهل هذا يعني أننا سنمر على المتجر أو أحد الأكشاك لشراء وجبة؟ لم أكن أعلم، لكني كنت واثقًا أنني سأكتشف ذلك قريبًا.
أوقفت هوريكيتا بعزم، وكانت على وشك أن تغادر حاملةً صندوق الغداء.
لكن الغريب، أن الجو لم يكن ثقيلًا أو خانقًا. بل كان مريحًا بطريقة غريبة.
“ما الأمر؟”
“لا أذكر أنكِ عزمتني على الغداء مقابل تذوق بينتو سيء، أليس كذلك؟”
“كان بإمكانك أن تأكل البينتو الكريه كاملًا دون تردد.”
اعتُبر قولها إنه “أفضل من المتوقع” مجاملة سخية، وقد حصلت على 30 نقطة فعلًا. بدت هوريكيتا قد استعدت مسبقًا، فقد جلبت عدة أزواج من عيدان الطعام ذات الاستخدام الواحد. احتفظت لنفسها بواحدة، وقدمت لي ولكوشيدا زوجًا لكل منا.
عرضت عليّ الصندوق، الذي لا يزال ممتلئًا، لكنني دفعته فورًا دون تردد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “رغم أن التعليم الثانوي ليس إلزاميًا، فلا يمكن تجاهل آراء أولياء الأمور وترك القرار للطلاب بالكامل. وبالطبع، ستُعقد لقاءات أولياء الأمور والمعلمين عندما يحين الوقت.”
“كنت أمزح. لنذهب إلى الكافتيريا، سأعزمك على ما تشاء.”
حدّقت الاثنتان ببعضهما وتطايرت شرارات التوتر.
يبدو أن بداخل هوريكيتا شيء من الضمير.
قرب نهاية العطلة، وصل بريد إلكتروني من المدرسة ينصّ على فرض عقوبة على اثنين من طلاب السنة الأولى. رغم حجب أسمائهما، ورد أن طالبًا وطالبة شوهدوا من طرف ثالث وهم منخرطون في تصرف يُعتبر غير لائق. فأيّ نشاط له طابع جنسي محظور بشدة، لذا نالوا العقاب المستحق.
“لكن لا بد أن الأمر مكلف، إطعام كلٍّ من إيبوكي وكوشيدا. شخصين، صحيح؟”
تعمّدت ألا أقول إنها “سيئة” وحاولت كبح خوفي أثناء حديثي.
“بفضلهما، تضاعفت نفقاتي تقريبًا. وكوشيدا-سان جاءت رغم أنني لم أدعُها.”
“اليوم يبدأ الفصل الدراسي الثالث. يُقال إن يناير يأتي ويمضي، وفبراير يطير، ومارس يتلاشى؛ هذه الفترة من الزمن ستمرّ كلمح البصر. لذا، احرصوا على ألا تقضوا أيامكم بدافع العادة فقط، وابقوا مركزين.”
“هل تظنين أن وجودكِ ووجود إيبوكي يمثّل نوعًا من تفريغ الضغط لكوشيدا؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عرضت عليّ الصندوق، الذي لا يزال ممتلئًا، لكنني دفعته فورًا دون تردد.
لو كُنّ حقًا يكرهن ذلك، لما قضينَ وقتهن معًا، حتى وإن كانت الوجبات مجانية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا شيء من هذا القبيل. ليست جلسة فتيات عادية. لا ضحك، والجو دائمًا متوتر. ألم ترَ ما حدث قبل قليل؟”
“لا أعلم. يبدو أنها تستمتع بإيلامي أكثر من أي شيء آخر. ومع إيبوكي-سان، أظن أنهما لا تستطيعان مقاومة الرغبة في رؤية توتري ووجهي المحبط.”
…مع ذلك—
أفهم… ربما كان ذلك صحيحًا أيضًا.
بمشاركتهن الوقت ذاته، قد تتاح لهن رؤية جانب هوريكيتا الضعيف.
فأنا لا أكره إلا التناقض بين اسمي وأفكاري. “العدالة” و”ماسايوشي” لا يجتمعان.
“قد يصعب تخيل الأمر، لكن لا بد من وجود لحظات ممتعة بينكن، أليس كذلك؟”
منذ بدء استخدام الأجهزة اللوحية في الحصص، لم نعد بحاجة إلى حمل الكثير، لكن الحقيبة لا تزال ضرورية.
“لا شيء من هذا القبيل. ليست جلسة فتيات عادية. لا ضحك، والجو دائمًا متوتر. ألم ترَ ما حدث قبل قليل؟”
عندما تذكرت المشهد السابق، بالفعل لم يكن ممتعًا بأي شكل.
وكانت المرات التي ابتسمت فيها كوشيدا، ولو بشكل باهت، أقل من نصف ما تفعله مع الآخرين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مستقبلي بعد التخرج في الوقت الحالي يتجه نحو مسار واحد فقط، لكن إن كان ذلك هو الصواب أم لا، فلن يُعرف إلا بعد زمن طويل.
لكن الغريب، أن الجو لم يكن ثقيلًا أو خانقًا. بل كان مريحًا بطريقة غريبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مستقبلي بعد التخرج في الوقت الحالي يتجه نحو مسار واحد فقط، لكن إن كان ذلك هو الصواب أم لا، فلن يُعرف إلا بعد زمن طويل.
“لنذهب. الحديث عن هاتين الاثنتين إلى الأبد مضيعة للوقت.”
“فكرة جيدة.”
وعند مفترق الطرق، حاولت التملص بالذهاب في اتجاه مختلف، لكن كوشيدا أمسكت بذراعي على الفور.
وبينما بدأنا بالسير، بدأتُ أتأمل في هذا الحدث الصغير الذي وقع قبل قليل.
في اليوم الأخير قبل نهاية عطلة الشتاء، قضينا أنا وكي يومًا كاملًا مسترخيَين في غرفتنا. ما حدث بين شاب وفتاة في نفس الغرفة لا يحتاج إلى كثير من الشرح. شدّت كي ذراعي أكثر إلى أحضانها. باستثناء لحظة تبديل الأحذية عند بوابة المدرسة، لم نفترق لحظة حتى دخولنا الفصل.
ورغم ما تركه من عبء على لساني ومعدتي، فقد كانت هذه الجلسة ذات مغزى كبير.
ثم، عادت إلى وضعها الملائكي المعتاد، وتوجهت نحو الكافتيريا.
هوريكيتا، كوشيدا، وإيبوكي — القادمة من صف مختلف.
العلاقة الجديدة، وإن كانت مشوهة، التي نشأت بينهن، كانت أقوى مما قد يظنه أي أحد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بعد الانتهاء، وضعت عيداني بهدوء وأغمضت عيني.
ورغم أنهن سينكرن إن وصفتُ ذلك بـ”الصداقة”، فإن تفسيري هو أن هذا التسلسل من المفاجآت كان ناتجًا عن بداية صداقة تلوح في الأفق.
لو سمعها أي طالب لا يزال يؤمن بصورة كوشيدا المشرقة، لفقد وعيه. وحتى لو سمعها، لأقنع نفسه بأنها صدفة، لا تصرف مقصود.
…مع ذلك—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الفصل تجريبي قد اكمل الترجمة على حسب الاقبال والدعم
“ما الأمر؟”
لم أفهم الأمر تمامًا، لكن بدا أنه لا مجال للهروب، لذا جلست.
ربما لم يعجب هوريكيتا أنني، وأنا أسير بجانبها، كنت أنظر إليها. ضيّقت عينيها بتحدٍ.
صرخ الثلاثة بصوت واحد مجددًا.
“كنت فقط أفكر في ما هو أغلى طعام يمكنني أن أجعلكِ تعزميني عليه.”
“كيف هو الطعم؟” “لن أقول الآن. لا أريد أن تؤثر ردّة فعلي على تجربتكِ. دوركِ الآن.” “تسك.” يا لها من تكة لسان واضحة!
“في هذه الحالة، تناول ما تريد دون أن تقلق بشأن السعر.”
“أريد فقط أن آكل أغلى طبق لديهم.”
“فقط… افعل ما تشاء.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أنهت المعلمة تشاباشيرا الحصة الصباحية وكانت على وشك مغادرة الفصل عندما توقفت قرب الباب.
ومع ذلك، بطريقة ما، وجدت نفسي مجبرا على اختيار وجبة محددة.
“إذًا، هل سنذهب إلى الكافتيريا؟” “لا، إلى مكان أقل ازدحامًا سيكون أفضل.”
٤
بعد الساعة التاسعة مساءً، عادت كي إلى منزلها بعد أن كانت معي، وبدأت أستعد لليوم التالي.كان التلفاز لا يزال يعمل في الخلفية، يعرض برنامج منوعات، أطفأته لأركّز على ما بيدي.رجل في الأربعين من عمره كان يؤدي دور المقدم، يثير الضحك بممازحاته مع الكوميديين.تغير المشهد، وعلى الأرجح انتقل إلى تصوير خارجي يعرض جولة في المدينة.تابعت للحظات، وبدت نفس النكات والتعليقات تتكرر بلا نهاية من المقدم داخل الاستوديو.عُرضت خمس لوحات، وكان على الجمهور أن يخمّن أيها الأصلية، مما ولّد لحظات مفاجأة وضحك.
“اللوحة الرابعة.”تمتمت بالإجابة بلا اهتمام، ثم أغلقت التلفاز دون انتظار النتيجة الحقيقية.وسرعان ما عاد الصمت إلى الغرفة التي كانت تضجّ بالصوت.
كانت كي تحب مشاهدة التلفاز، وغالبًا ما تتركه يعمل حين نكون معًا بمفردنا.أما أنا، فلم تكن لدي مشاعر نفور خاصة منه، وكنت قد استخدمته في أوقات سابقة كأداة للتعلم، من خلال متابعة برامج من أنواع مختلفة.لكنني أدركت في النهاية أنني لا أحب برامج المنوعات على وجه الخصوص.
توجهت نحو الدرج، وأخرجت دفتر الرسم ومجموعة الألوان الخشبية من الدرج الثاني.كنت قد اشتريتهما بنقاطي الخاصة بعد التحاقي بالمدرسة بفترة قصيرة، لكنني لم ألمسهما منذ ذلك الحين.تذكّرت نظرة كي المتفاجئة عندما وجدت دفتر الرسم غير المستخدم في درجي.
فرشت دفتر الرسم على المكتب، وفتحت العلبة الفضية التي تحتوي على الألوان الخشبية.مددت يدي نحو أقلام التلوين الجديدة— ثم توقفت.
ماذا عليّ أن أرسم؟
إن لم أفكّر في شيء، فسوف تتوقف يدي عن الحركة لا محالة.ظننت أنني قادر على خلق شيء ما بدافع عفوي، لكن الأمور لم تسر على هذا النحو.
في “الغرفة البيضاء”، تعلّمت العديد من المهارات التي تعزز من كفاءتي.وكان من بينها الرسم، والذي لم أكن سيئًا فيه.
لكن… التفكير والابتكار الذاتي لم يكونا جزءًا من المنهج هناك.
حدّقت في صفحة دفتر الرسم البيضاء.وبعد فترة، أغلقت العلبة الفضية.
“ها قد انتهى يوم آخر.”
تمتمت بهذه الكلمات، وأعدت دفتر الرسم والألوان إلى الدرج الثاني.ربما، كما قالت المعلمة تشاباشيرا، سيمر هذا الفصل الثالث كلمح البصر.
-+-
ترجمة نيرو
مرت اشهر منذ ترجمت اي رواية لذا المعذرة على أي أخطاء
ومع ذلك، فإن أي شخص حين يرى اسمي لأول مرة، سيظن بي شخصية مختلفة تمامًا.
الفصل تجريبي قد اكمل الترجمة على حسب الاقبال والدعم
ومع ذلك، بطريقة ما، وجدت نفسي مجبرا على اختيار وجبة محددة.
“ترددت كثيرًا.” “ربما لا يعجبني ذلك منك، لكن لا بأس. كوشيدا-سان، هل أنتِ جاهزة؟” “نعم، مستعدة تمامًا.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
