عالمٌ غريبٌ جديد
الفصل : ٥٩٩
الفصل : ٥٩٩
العنوان : عالمٌ غريبٌ جديد
العنوان : عالمٌ غريبٌ جديد
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بعد أن تركتُ مُشكِّلي الغولغاري لشأنهم، توجَّهتُ نحو بضع غرفٍ أُخرى لأتفقَّد أحدث أفرادنا انضمامًا. ولتفادي إخافتهم، تركتُ “تايني” و”إنفيديا” في الرواق. أمَّا “كرينيس”، وكما هو متوقَّع، فلم ترغب في التخلِّي عن التشبُّث بجسدي، لذا أعطيتُها تعليماتٍ مباشرة بألَّا تُرعب هذين الشبيهين بالبشر.
————————————————
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لقد خسرنا العديد من المجنَّدين لصالح شياطين الطبقة الثالثة، على الرَّغم من أفضل جهود الفيلق في إعدادهم. ومن المُريح قليلًا أن نعلم أن المستكشفين التابعين لاتحاد المرتزقة يسقطون بمعدَّلٍ أعلى، مما يعني أن تدريبنا يُحدثُ فرقًا. أمَّا المستقلُّون فمصيرهم هو الأسوأ. من دون معرفةٍ سابقة، أو استعدادٍ نفسيٍّ مناسب، فإنَّ فرص نجاتهم في ذاك الجحيم المُلتهب تكاد تساوي الصفر.
معكم ويل أدم، لا يوجد شيء اقوله لذا فننتقل إلى فقرة ويل التعليمية
تشير السجلات إلى أنَّ أوائل الحملات التي أطلقتها “فيلق الهاوية” (Legionem Abyssi) كانت لديها توقُّعاتٌ مشابهة حول المخاطر التي ستواجهها هناك، تمامًا كما يظنُّ أغلب المستكشفين في الوقت الحاضر. فالزنزانة (الدَنجيون) هي مكانٌ للعنف والموت، ولا راحة فيها لا في الطبقة الأولى ولا الثانية، وكلُّ كائنٍ حيٍّ، سواء كان نباتًا أو حيوانًا، يُمثِّل تهديدًا مُحتملًا. ومن المنطقيِّ أن نفترض أنَّه كلما توغَّلتَ أعمق، زادت الوحشيَّة وانعدمت الرحمة في الطبقات.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وذلك، في الواقع، هو ما يحدث. فالطبقة الثالثة أشدُّ فتكًا من الثانية، ولكن بطريقةٍ مختلفة تمامًا. فالزنزانة ماكرةٌ بقدر ما هي وحشيَّة، ووحشيَّةٌ بقدر ما هي ماكرة. تكتسحُ الشياطين الدنيا سهول الطبقة الثالثة، تتغذَّى وتتحارب ضمن عصاباتٍ جوَّالة من الوحوش بلا عقل. كأسراب من القوارض، تقاتل وتقتل بلا نهاية، ويُعدُّ معدَّل ولادتها غير منطقيٍّ بالنظر إلى قوَّتها.
أما السجينان… فهما جالسان على الأرض حاليًّا، ولحُسن الحظِّ يرتديان ملابس أفضل مما رأيته آخر مرة. وضعيتهما غريبة بعض الشيء، جالسان قبالة بعضهما البعض، أعينهما مُغمضة، وتنفسهما منتظم. نوعٌ من التأمُّل؟
ولكن، ما إن ترتفع رتبتها إلى درجةٍ كافية، حتى ترتقي فوق الحُثالة. وفوق تلك السهول، تنتصب مدن الحصون التابعة للأرستقراطيَّة الشيطانيَّة، قصورٌ من الدهاء والثراء والمكر، قد وقعت فيها فريسةً العديد من الجنود السُّذَّج. إذا قال لك شيطانٌ شيئًا، فغالبًا ما يكون صحيحًا… ولكن ليس بالطريقة التي تتوقَّعها.
معكم ويل أدم، لا يوجد شيء اقوله لذا فننتقل إلى فقرة ويل التعليمية
معكم ويل أدم، لا يوجد شيء اقوله لذا فننتقل إلى فقرة ويل التعليمية
– مراجعة من دليل تدريب فيلق الهاوية – بتاريخ 640 بعد الرجوع.
بعد أن تركتُ مُشكِّلي الغولغاري لشأنهم، توجَّهتُ نحو بضع غرفٍ أُخرى لأتفقَّد أحدث أفرادنا انضمامًا. ولتفادي إخافتهم، تركتُ “تايني” و”إنفيديا” في الرواق. أمَّا “كرينيس”، وكما هو متوقَّع، فلم ترغب في التخلِّي عن التشبُّث بجسدي، لذا أعطيتُها تعليماتٍ مباشرة بألَّا تُرعب هذين الشبيهين بالبشر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أجل، يبدو أنَّ أحد الحرفيِّين قد بدأ يمتهن الحياكة فعلًا. لا أصدِّق…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أطرق على الباب بأحد فكَّيَّ قبل أن أدفعه مفتوحًا. لم يُكلِّف النمل المكلَّفون أنفسهم عناء قفله. بصراحة، ما الفائدة؟ إن استطاع أحدهم الهروب من وسط عشٍّ يسكنه عشرات الآلاف من الوحوش التي تملأ كلَّ نفقٍ وغرفة وسطح، فليهرب إذًا، فهو يستحقُّ ذلك.
[لكن، يا سيِّدي، كيف لي أن أعرف ما الذي يُخيفهم؟] سألتني باهتمامٍ حقيقي.
تشير السجلات إلى أنَّ أوائل الحملات التي أطلقتها “فيلق الهاوية” (Legionem Abyssi) كانت لديها توقُّعاتٌ مشابهة حول المخاطر التي ستواجهها هناك، تمامًا كما يظنُّ أغلب المستكشفين في الوقت الحاضر. فالزنزانة (الدَنجيون) هي مكانٌ للعنف والموت، ولا راحة فيها لا في الطبقة الأولى ولا الثانية، وكلُّ كائنٍ حيٍّ، سواء كان نباتًا أو حيوانًا، يُمثِّل تهديدًا مُحتملًا. ومن المنطقيِّ أن نفترض أنَّه كلما توغَّلتَ أعمق، زادت الوحشيَّة وانعدمت الرحمة في الطبقات.
الباب – إن جاز تسميته بذلك – كبيرٌ بما فيه الكفاية ليُعتَبَرَ بوَّابة، هناك مساحةٌ وافرة للسُّلالات الأضخم من النمل للمرور، ومع ذلك، فإنَّه يُشكِّل بعض الضيق بالنسبة لي. أتحرَّك ببطءٍ، لا أرغب في إخافة أيٍّ كان على الجانب الآخر. فمشهد فكَّين مُسنَّنين ضخمين يخترقان بابك سيكون كافيًا لإزعاج معظم الناس.
إنَّها سؤالٌ منطقي، فالأشياء التي تُثير الخوف تختلف من شخصٍ إلى آخر. ناهيك عن الفجوة الثقافيَّة. ما قد يُرعب الإنسان قد يُثير الضحك لدى هؤلاء الفرويين. تمتلك “كرينيس” أنيابًا مُروِّعة، وربما هم يمتلكون مثلها؟ لم أتمكَّن من إلقاء نظرةٍ جيِّدة على وضع أسنانهم، لذا لستُ متأكِّدًا كمًّا من الأفواه يُمكنهم تحمُّله.
أعني، ما الذي تفعله كرينيس ويُعدُّ مُخيفًا؟ طريقتها في الحركة مُريبة نوعًا ما، بالزحف، والأذرع المُجسَّمة، والجسد الحبرِيِّ السَّوداويِّ كأعماق الشرِّ. أعني، لا بُدَّ أنَّ الأفواه مُستبعدة، أليس كذلك؟ إلَّا إذا كان هؤلاء القوم ينحدرون من أسماك القرش، وهو أمرٌ غير مرجَّح نظرًا للفرو، فلا يُمكنني تخيُّل أنَّهم سيسرُّون برؤية ثلاثيٍّ من بوَّابات الموت المُفترسة المستهلِكة. الأذرع المُجسَّمة أيضًا خارج الحِساب. فالأذرع في العموم لها طابعٌ غريب، وإذا أضفت إليها الأشواك المُمزِّقة التي تُقطِّع اللحم والعقل كمنشارٍ كهربائي، فستحصل على وصفةٍ كارثيَّة.
أُترك في الانتظار لبضع دقائق، فأستغلُّ الوقت في دراسة هذين الكائنين الجديدين عن كثب. إنَّهما في الغالب على هيئةٍ بشريَّة، لكن مع العديد من الصفات الحيوانيَّة. بدءًا بالفرو، ومرورًا بملامح الوجه. ما يُحيِّر أكثر هو الاختلاف بين الاثنين. الذي على اليسار، الأكبر حجمًا، يتمتَّع بملامح أقرب للكلبيَّة، كأنَّه ذئبٌ من حيث شكل الفك، أما الآخر فهو أكثر انسيابية. ليس كقطةٍ تمامًا، لكن ربما كابن عرس، أو شيءٍ من هذا القبيل؟
[تعلمين ماذا، كرينيس؟ ربما من الأفضل أن تبقي ساكنة قدر الإمكان، وألَّا تفعلي أيَّ شيء. لا أستطيع تخيُّل أيِّ شيءٍ قد تفعلينه لن يكون مُخيفًا لمعظم الكائنات.]
[شكرًا لك، يا سيِّدي!]
“الأكبر،” يؤدُّون التحيَّة، “لا شيء غير متوقَّع. قامت “كولانت” ببعض محاولات التواصل المُتردِّدة، لكن لم يخرج منها شيءٌ يُذكر. لقد ظلُّوا هادئين جدًّا، لم نسمع منهم شيئًا تقريبًا.”
يبدو أنَّها مسرورةٌ حقًا بكلامي، فتهتزُّ بسعادةٍ قبل أن تستقرَّ داخل نفسها من جديد. إذًا فهي تُريد أن تكون مُرعبة؟ ولمَ لا، في النهاية؟ دعي الأمر يسير مع طبيعتك. “كرينيس” كانت مُخيفةً للغاية منذ أول مرَّةٍ رأيتُ فيها شكلها الأصلي، قبل أن تُصبح من حيواناتي الأليفة. لقد ارتفعت قوَّتها بشكلٍ مذهل منذ ذلك الحين، وأصبحت أكثر إثارةً للرعب. تومض في ذهني ذكرى ذلك الصُّراخ المُرعب الذي أطلقته في “ريلِّه”. لقد كان أمرًا لا يُنسى، سمعًا ورؤية. لم يُؤثِّر كثيرًا عليَّ، وأفترض أنَّ الحلفاء لا يتأثَّرون به، لكن سكَّان المدينة الذين سمعوه لم يبدوا بحالةٍ جيِّدةٍ بعد ذلك.
يبدو أنَّها مسرورةٌ حقًا بكلامي، فتهتزُّ بسعادةٍ قبل أن تستقرَّ داخل نفسها من جديد. إذًا فهي تُريد أن تكون مُرعبة؟ ولمَ لا، في النهاية؟ دعي الأمر يسير مع طبيعتك. “كرينيس” كانت مُخيفةً للغاية منذ أول مرَّةٍ رأيتُ فيها شكلها الأصلي، قبل أن تُصبح من حيواناتي الأليفة. لقد ارتفعت قوَّتها بشكلٍ مذهل منذ ذلك الحين، وأصبحت أكثر إثارةً للرعب. تومض في ذهني ذكرى ذلك الصُّراخ المُرعب الذي أطلقته في “ريلِّه”. لقد كان أمرًا لا يُنسى، سمعًا ورؤية. لم يُؤثِّر كثيرًا عليَّ، وأفترض أنَّ الحلفاء لا يتأثَّرون به، لكن سكَّان المدينة الذين سمعوه لم يبدوا بحالةٍ جيِّدةٍ بعد ذلك.
سأقلق بشأن “كرينيس” في وقتٍ لاحق، أما الآن فعليَّ أن أُظهر أفضل ما عندي وأمثِّل المستعمرة أمام هذا المجتمع الجديد الذي صادفنا وجوده. نأمل أن لا يُعلنوا الحرب علينا…
الحُرَّاس حول هذه الزنزانة غير ظاهرين تقريبًا، يقفون بعيدًا عن الباب ولا يُلفتون النظر. لا تزال هناك فرقة من السَّحرة حاضرة، بالطبع، لاستشعار المانا داخل “الزنزانة” والتعامل مع أيِّ اضطرابٍ مريب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تشير السجلات إلى أنَّ أوائل الحملات التي أطلقتها “فيلق الهاوية” (Legionem Abyssi) كانت لديها توقُّعاتٌ مشابهة حول المخاطر التي ستواجهها هناك، تمامًا كما يظنُّ أغلب المستكشفين في الوقت الحاضر. فالزنزانة (الدَنجيون) هي مكانٌ للعنف والموت، ولا راحة فيها لا في الطبقة الأولى ولا الثانية، وكلُّ كائنٍ حيٍّ، سواء كان نباتًا أو حيوانًا، يُمثِّل تهديدًا مُحتملًا. ومن المنطقيِّ أن نفترض أنَّه كلما توغَّلتَ أعمق، زادت الوحشيَّة وانعدمت الرحمة في الطبقات.
“هل حدث شيءٌ مثيرٌ للاهتمام؟” أسألهم.
النوم الجيد يساعد على تثبيت المعلومات في الذاكرة.
“الأكبر،” يؤدُّون التحيَّة، “لا شيء غير متوقَّع. قامت “كولانت” ببعض محاولات التواصل المُتردِّدة، لكن لم يخرج منها شيءٌ يُذكر. لقد ظلُّوا هادئين جدًّا، لم نسمع منهم شيئًا تقريبًا.”
لقد خسرنا العديد من المجنَّدين لصالح شياطين الطبقة الثالثة، على الرَّغم من أفضل جهود الفيلق في إعدادهم. ومن المُريح قليلًا أن نعلم أن المستكشفين التابعين لاتحاد المرتزقة يسقطون بمعدَّلٍ أعلى، مما يعني أن تدريبنا يُحدثُ فرقًا. أمَّا المستقلُّون فمصيرهم هو الأسوأ. من دون معرفةٍ سابقة، أو استعدادٍ نفسيٍّ مناسب، فإنَّ فرص نجاتهم في ذاك الجحيم المُلتهب تكاد تساوي الصفر.
صوتٌ خشنٌ يدويُّ في ذهني، ويفتح الشخص الذئبيُّ زوجًا من العيون الذهبيَّة الثاقبة ويُثبتها عليَّ.
“يبدون كضيوفٍ مثاليِّين. سأدخل وأُجري محادثة، ربما نتمكَّن من إقامة تواصُل.”
العنوان : عالمٌ غريبٌ جديد
أطرق على الباب بأحد فكَّيَّ قبل أن أدفعه مفتوحًا. لم يُكلِّف النمل المكلَّفون أنفسهم عناء قفله. بصراحة، ما الفائدة؟ إن استطاع أحدهم الهروب من وسط عشٍّ يسكنه عشرات الآلاف من الوحوش التي تملأ كلَّ نفقٍ وغرفة وسطح، فليهرب إذًا، فهو يستحقُّ ذلك.
[لكن، يا سيِّدي، كيف لي أن أعرف ما الذي يُخيفهم؟] سألتني باهتمامٍ حقيقي.
الباب – إن جاز تسميته بذلك – كبيرٌ بما فيه الكفاية ليُعتَبَرَ بوَّابة، هناك مساحةٌ وافرة للسُّلالات الأضخم من النمل للمرور، ومع ذلك، فإنَّه يُشكِّل بعض الضيق بالنسبة لي. أتحرَّك ببطءٍ، لا أرغب في إخافة أيٍّ كان على الجانب الآخر. فمشهد فكَّين مُسنَّنين ضخمين يخترقان بابك سيكون كافيًا لإزعاج معظم الناس.
“هل حدث شيءٌ مثيرٌ للاهتمام؟” أسألهم.
الحُرَّاس حول هذه الزنزانة غير ظاهرين تقريبًا، يقفون بعيدًا عن الباب ولا يُلفتون النظر. لا تزال هناك فرقة من السَّحرة حاضرة، بالطبع، لاستشعار المانا داخل “الزنزانة” والتعامل مع أيِّ اضطرابٍ مريب.
أمدُّ يدي بطاقة المانا العقليَّة وأجد الشخصَين داخل الغُرف، التي تبيَّن أنَّها فسيحةٌ للغاية. من أين حصل النمل على أفكارهم في تزيين الدواخل (أُراهن على “إينيد”)؟ لقد تبنَّوا الطابع بكلِّ جوارحهم. حين أدخل الغرف التي تمَّ تخصيصها لضيوفنا غير المُرَحِّبين تمامًا، أجدها – مرَّةً أخرى – مزخرفة ببذخ، بأثاثٍ خشبيٍّ محفورٍ بدقَّة، وسجادٍ منسوجٍ غنيٍّ، ووسائدٍ مُنتفخة على كلِّ كرسيٍّ.
————————————————
أما السجينان… فهما جالسان على الأرض حاليًّا، ولحُسن الحظِّ يرتديان ملابس أفضل مما رأيته آخر مرة. وضعيتهما غريبة بعض الشيء، جالسان قبالة بعضهما البعض، أعينهما مُغمضة، وتنفسهما منتظم. نوعٌ من التأمُّل؟
لعدم رغبتي في مقاطعتهما، أستقرُّ على الأرض، وقد حمتني السُّجَّاد من خشونة الحجارة. هل هناك نملةٌ ما قامت بنسج هذا؟ لا أستطيع تخيُّل ذلك إطلاقًا. وعندما أنظر عن قُرب، أرى صورةً لي، أقود بشجاعة مجموعةً من النمل الأصغر خلفي إلى نفقٍ يبدو وكأنَّه يرتفع من الدَّنْجِن.
لقد خسرنا العديد من المجنَّدين لصالح شياطين الطبقة الثالثة، على الرَّغم من أفضل جهود الفيلق في إعدادهم. ومن المُريح قليلًا أن نعلم أن المستكشفين التابعين لاتحاد المرتزقة يسقطون بمعدَّلٍ أعلى، مما يعني أن تدريبنا يُحدثُ فرقًا. أمَّا المستقلُّون فمصيرهم هو الأسوأ. من دون معرفةٍ سابقة، أو استعدادٍ نفسيٍّ مناسب، فإنَّ فرص نجاتهم في ذاك الجحيم المُلتهب تكاد تساوي الصفر.
[شكرًا لك، يا سيِّدي!]
أجل، يبدو أنَّ أحد الحرفيِّين قد بدأ يمتهن الحياكة فعلًا. لا أصدِّق…
“يبدون كضيوفٍ مثاليِّين. سأدخل وأُجري محادثة، ربما نتمكَّن من إقامة تواصُل.”
أُترك في الانتظار لبضع دقائق، فأستغلُّ الوقت في دراسة هذين الكائنين الجديدين عن كثب. إنَّهما في الغالب على هيئةٍ بشريَّة، لكن مع العديد من الصفات الحيوانيَّة. بدءًا بالفرو، ومرورًا بملامح الوجه. ما يُحيِّر أكثر هو الاختلاف بين الاثنين. الذي على اليسار، الأكبر حجمًا، يتمتَّع بملامح أقرب للكلبيَّة، كأنَّه ذئبٌ من حيث شكل الفك، أما الآخر فهو أكثر انسيابية. ليس كقطةٍ تمامًا، لكن ربما كابن عرس، أو شيءٍ من هذا القبيل؟
[تعلمين ماذا، كرينيس؟ ربما من الأفضل أن تبقي ساكنة قدر الإمكان، وألَّا تفعلي أيَّ شيء. لا أستطيع تخيُّل أيِّ شيءٍ قد تفعلينه لن يكون مُخيفًا لمعظم الكائنات.]
[أتعلم؟ قد يُعتَبَر التحديق وقاحة.]
[لكن، يا سيِّدي، كيف لي أن أعرف ما الذي يُخيفهم؟] سألتني باهتمامٍ حقيقي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سأقلق بشأن “كرينيس” في وقتٍ لاحق، أما الآن فعليَّ أن أُظهر أفضل ما عندي وأمثِّل المستعمرة أمام هذا المجتمع الجديد الذي صادفنا وجوده. نأمل أن لا يُعلنوا الحرب علينا…
صوتٌ خشنٌ يدويُّ في ذهني، ويفتح الشخص الذئبيُّ زوجًا من العيون الذهبيَّة الثاقبة ويُثبتها عليَّ.
[لكن يجب أن أُشيد بصبرك. ما حاجتك لدى “القوم؟”]
“الأكبر،” يؤدُّون التحيَّة، “لا شيء غير متوقَّع. قامت “كولانت” ببعض محاولات التواصل المُتردِّدة، لكن لم يخرج منها شيءٌ يُذكر. لقد ظلُّوا هادئين جدًّا، لم نسمع منهم شيئًا تقريبًا.”
————-———————-——-
معكم ويل أدم، لا يوجد شيء اقوله لذا فننتقل إلى فقرة ويل التعليمية
أمدُّ يدي بطاقة المانا العقليَّة وأجد الشخصَين داخل الغُرف، التي تبيَّن أنَّها فسيحةٌ للغاية. من أين حصل النمل على أفكارهم في تزيين الدواخل (أُراهن على “إينيد”)؟ لقد تبنَّوا الطابع بكلِّ جوارحهم. حين أدخل الغرف التي تمَّ تخصيصها لضيوفنا غير المُرَحِّبين تمامًا، أجدها – مرَّةً أخرى – مزخرفة ببذخ، بأثاثٍ خشبيٍّ محفورٍ بدقَّة، وسجادٍ منسوجٍ غنيٍّ، ووسائدٍ مُنتفخة على كلِّ كرسيٍّ.
فقرة ويل التعليمية :
[لكن يجب أن أُشيد بصبرك. ما حاجتك لدى “القوم؟”]
النوم الجيد يساعد على تثبيت المعلومات في الذاكرة.
أعني، ما الذي تفعله كرينيس ويُعدُّ مُخيفًا؟ طريقتها في الحركة مُريبة نوعًا ما، بالزحف، والأذرع المُجسَّمة، والجسد الحبرِيِّ السَّوداويِّ كأعماق الشرِّ. أعني، لا بُدَّ أنَّ الأفواه مُستبعدة، أليس كذلك؟ إلَّا إذا كان هؤلاء القوم ينحدرون من أسماك القرش، وهو أمرٌ غير مرجَّح نظرًا للفرو، فلا يُمكنني تخيُّل أنَّهم سيسرُّون برؤية ثلاثيٍّ من بوَّابات الموت المُفترسة المستهلِكة. الأذرع المُجسَّمة أيضًا خارج الحِساب. فالأذرع في العموم لها طابعٌ غريب، وإذا أضفت إليها الأشواك المُمزِّقة التي تُقطِّع اللحم والعقل كمنشارٍ كهربائي، فستحصل على وصفةٍ كارثيَّة.
عند مراجعتك لدروس أو تعلمك شيئًا جديدًا، فإن النوم بعد الدراسة يساعد دماغك على نقل المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى، مما يجعلك تتذكرها بشكل أفضل لاحقًا.
العنوان : عالمٌ غريبٌ جديد
لعدم رغبتي في مقاطعتهما، أستقرُّ على الأرض، وقد حمتني السُّجَّاد من خشونة الحجارة. هل هناك نملةٌ ما قامت بنسج هذا؟ لا أستطيع تخيُّل ذلك إطلاقًا. وعندما أنظر عن قُرب، أرى صورةً لي، أقود بشجاعة مجموعةً من النمل الأصغر خلفي إلى نفقٍ يبدو وكأنَّه يرتفع من الدَّنْجِن.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
الحُرَّاس حول هذه الزنزانة غير ظاهرين تقريبًا، يقفون بعيدًا عن الباب ولا يُلفتون النظر. لا تزال هناك فرقة من السَّحرة حاضرة، بالطبع، لاستشعار المانا داخل “الزنزانة” والتعامل مع أيِّ اضطرابٍ مريب.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات