965. التهديد
965. التهديد
لم تكن الخلية قلقة بشأن عرض يد الملك اليسرى. لم تسمح لها مفاوضات استسلام إمبراطورية شاندال بمهاجمة أيٍّ من الغزاة. كما حدّت من تأثيرها المحتمل على البيئة السياسية العالمية.
لقد عزلها الغزاة عن أي حدث، ولم يسمحوا لها بالبقاء إلا داخل القبة الزرقاء وفي المناطق المدمرة المحيطة بها.
لم يكن هذا حلاً مثاليًا للإمبراطورية، لكن منع تدميرها كان إنجازًا باهرًا بالفعل. حتى أن القبة الزرقاء سمحت لها بالاحتفاظ بالعديد من الرتب والموارد القوية، مما جعل وضعها أقل خطورة مما بدا.
ناقش نوح والشياطين عرض يد الملك اليسرى على انفراد. مطارد الشيطان قد وافق بالفعل على إرسالهم إلى القبة الزرقاء لمعرفة ما يمكن أن تقدمه لهم الإمبراطورية، لكن الثلاثي أرادوا توضيح قصتهم أولًا.
كانت أمور البُعد المنفصل تحت أمة أودريا سرًا لا يعلمه إلا كبار قادة الخلية. ولم يكن وجود إرادة شاندال في قصرٍ مليءٍ بالأشياء السماوية معلومةً يُمكنهم مشاركتها مع بقية العالم.
اهتمام يد الملك اليسرى بالشيطان الطائر لمّح إلى جهلها بالبُعد المنفصل. لم يكن الكشف لقائدة الإمبراطورية أن بطريركها يملك ما يكفي من العناصر لإنقاذ منظمتها هو الحل الأمثل.
ومع ذلك، لم يكن لدى الثلاثة طريقة لتبرير شخصية الشيطان الطائر. جعلهم هذا يتساءلون إن كان مطارد الشيطان قد كشف شيئًا بالفعل، وإن بإمكانهم التحدث بصراحة مع قوة الإمبراطورية.
لم يرسل مطارد الشيطان أي رسالة في تلك الفترة. تربط نوح والشياطين علاقةٌ خاصة، لكن يبدو أنه كان مشغولاً للغاية بحيث لا يستطيع التعامل مع تلك الأمور الصغيرة.
لكن صمته علامة على ثقته بهم الثلاثة، لذا استعدوا لرحلتهم إلى القارة.
الحقيقة أن الخلية ستقبل أي مساعدة في الوقت الحالي. حتى التعامل مع المنظمة التي حاربوها مؤخرًا بدا أفضل من البقاء وحيدين ومشاهدة عائلة إلباس تنمو بفضل تحالفها مع طائفة الشياطين المدمرين.
من المتوقع أن يتحالف المجلس مع الخلية في النهاية. لكن الأمر بدا أكثر تعقيدًا نظرًا للخلافات بين “مطارد الشيطان” والمنظمة المسؤولة عن موطنه القديم. بدا على كليهما تجاوز خلافاتهما القديمة إذا أرادا التركيز على طائفة “الشيطان المدمر”.
بدا هناك شخص آخر مستعد للانضمام إلى نوح والشياطين في رحلتهم إلى القبة الزرقاء. حوالي نصف الرتب من أمة أودريا بقيت خلال الحرب ضد الإمبراطورية. أرادوا الاستمتاع براحتهم المستحقة من صراعات ساحات القتال.
لقد استفادوا جميعًا من موارد الخلية، ووصلوا إلى رتب الأبطال في وقت قصير وتمكنوا من شفاء الإصابات التي حملوها لعقود من الزمن.
ومع ذلك، بدا هناك سؤالٌ مُدوٍّ في أذهانهم لا يُمكن لأيّ موارد أو تقنيات أن تُسكته. أرادوا أن يعرفوا لماذا كان عليهم أن يُعانوا كل هذا الوقت إذا كان بطريركهم ظل حيا لأكثر من خمسين ألف عام.
لم يخبرهم نوح عن البعد المنفصل لشاندال، لكن الخلية وصفت كيف سقطت الإمبراطورية ثم ظهرت مرة أخرى عبر السنين.
هذا ترك مواطني شعب أودريا حتمًا غارقين في تساؤلات قوضت أساس عزيمتهم. في النهاية، شعروا أن كفاحهم من أجل البقاء بلا جدوى.
سيؤدي إحباط الممارسين إلى ركودٍ في تقدمهم. لن يتمكن هؤلاء الجنود ذوو الخبرة من استكشاف أعماق شخصياتهم إذا كانت عقولهم عالقة في معضلات وجودية.
قدّم نوح شرحًا مبهمًا لمواطني أمة أودريا عندما علم بمشاكلهم. من مصلحة الخلية إزالة العقبات التي تواجههم، لكن نوح كان ينوي إجبارهم على التخلي عن رغبتهم في الانضمام إلى اجتماع الإمبراطورية.
تلك المفاوضات بالغة الأهمية بحيث لا يُسمح بمشاركة ممارسين غاضبين وكارهين فيها. أي انفعال لن يُعرّض حياتهم للخطر نظرًا للاتفاقيات المبرمة، ولكنه قد يؤثر سلبًا على الاجتماع.
مع ذلك، لم يُرِد ممارسو أمة أودريا التخلي عن مطالبهم. فقد أدركوا مُسبقًا أن لشاندال علاقة بسجنهم المُطوّل ولن يجدوا السلام إلا بلقاء المسؤولين عن معاناتهم.
وافق نوح في النهاية على السماح لبعضهم بالانضمام إليه والشياطين في رحلتهم إلى الإمبراطورية.
سرعان ما ظهر وجه ليزا المألوف في منطقة البعد المنفصل الذي كان الثلاثي يتوسع فيه ليصل إلى المناطق القريبة من القبة الزرقاء. نجحت ليزا في أن تصبح ممارسة بطلة في السنوات التي تلت تحريرها. ومع ذلك، لا تزال في أسفل المرتبة الرابعة بسبب إصابتها السابقة.
معها رجلان. كلاهما من ممارسي الرتبة الرابعة في المرحلة السائلة من الرتبة الرابعة، وقد أظهرت تعابيرهما الصارمة مدى عزمهما على سماع رواية الإمبراطورية للقصة.
ركز نوح نظره على أحد هؤلاء الرجال. بدا طويل القامة، وعضلاته بارزة حتى مع ارتدائه رداءً فضفاضًا. بشرته داكنة، وشعره قصير مجعد. مع ذلك، ملامح وجهه ناعمة، تُذكّر نوح بامرأة من أكثر من قرن مضى.
لم تستطع ليزا إلا أن تتجنب نظرات نوح وهي تجلس على مسافة من الممارسين الثلاثة من الرتبة الخامسة. جعله سلوكها يدرك أن الرجل على صلة بنينا، وأن ليزا ربما أحضرته معها لكسب ود نوح.
“يمكنك التحدث ” قال نوح عندما لاحظ أن الرجل يحدق في ظهره.
اتسعت عينا الرجل، وجثا على ركبتيه راكعًا لنوح. فعلت ليزا والممارس الآخر الشيء نفسه عندما رأياه يغادر الشياطين ليقترب منهما.
“سيدي أمير الشياطين ” قال الرجل وهو يرفع رأسه لينظر إلى شخصية نوح العائمة” أنا لوك، حفيد نينا.”
لم يجب نوح لكنه استمر في فحص لوك بنظرة باردة.
“لماذا نتعامل مع الإمبراطورية؟” سأل لوك أخيرًا عندما رأى أن نوح لا ينوي مساعدته في أسئلته. “لماذا لا ننتقم للوفيات العديدة التي اكتسحت الوطن بسبب نزوات ملك؟”
لم يُجب نوح فورًا. يعلم أنه من الصعب على شابٍّ كهذا تقبّل أفعال شاندال، لكن لم يكن لديه ما يقوله لرفع معنوياته.
ظلم العالم البشري أمر تقبّله حتى قبل انتقاله. لم تكن هناك إجابات حقيقية على سؤال لوك.
قال نوح أخيرًا: “لأننا لا نستطيع. ابحث عن سلامك أو عن القوة للانتقام. أي شيء آخر هو مضيعة للوقت.”
بدا نوح على وشك الالتفاف، لكنه أضاف شيئًا بصوتٍ مزيج من الكلمات البشرية والهدير قبل أن ينضم إلى الشياطين. “احرص على التصرف بشكل جيد هناك.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات