814.docx
814. بلا حدود
814. بلا حدود
1. لم يكن طلب دانييل مفاجئًا. فإيمان السكان الأصليين ورثوه من أجدادهم، وقد أظهرت هزيمتهم ضعف التحول الذي لا مفر منه.
2. لم يكن الأمر يتعلق بفقدان هويتهم، بل مجرد خيار آخر متاح لأي شخص. ومع ذلك، عدم الاستقرار العقلي مشكلة جعلت السكان الأصليين يتصرفون كالوحوش، وهو أمر لم يستطع الممارسون الأقوياء تقبّله.
3. في النهاية، لا شك أن فقدان السيطرة على غرائزهم أحد الأسباب الرئيسية لهزائمهم. فلا جدوى من امتلاك قوة متفوقة إن لم تكن لديهم القدرات العقلية اللازمة لاستخدامها.
4. نظر الشياطين إلى نوح. لم يعرفوا إن بإمكانه أن يعد بشيء كهذا، أو إن يرغب في ذلك. لم يكن الأمر يخصه شخصيًا في النهاية، لذا سيتفهمون إن قرر الرفض.
5. قال نوح: “سيستغرق الأمر وقتًا، ولن يكون من أولوياتي. قد أفعله كخدمة إذا أحسنت الأداء”.
6. “هذا لن يجدي نفعا ” أجابت دانييل. “لقد اتبعنا أسلافنا لأنهم منحونا الأمل في التحرر من قيود جنسنا البشري. لن نتبع من لا يستطيع حتى أن يعدنا بمستقبل أفضل.”
7. شعر الشياطين بالغضب من كلماتها، لكن نوح غرق في التفكير.
8. عندما وصل جسده إلى الرتبة الخامسة، ازداد غروره كهجين. أصبح كائنًا مُقدّرًا له أن يحكم الوحوش السحرية الأخرى في تلك المرحلة، وقد ازداد هذا الجزء منه قوةً مع تحسّنه.
9. كبرياؤه هو ما مكّنه من احتواء الطاقة الأساسية لأول مرة. كبرياؤه هو ما منحه القدرة على إنشاء موجة من الوحوش السحرية وكشف دفاعات عائلته والنبلاء الآخرين.
10. الحقيقة أنه لم يرغب يومًا في عرش. هو يُصدر الأوامر فقط عندما يتعلق الأمر بجون أو بمصالحه، لكنه لم يكن يُخطط لفعل ذلك كثيرًا.
11. ومع ذلك، أصبح كبرياؤه مصدر إلهامٍ للممارسين الآخرين لاتباعه، بل وأثر على قدراتهم بطريقةٍ ما. بدت هذه الآثار غير مقصودة، ولم يُلاحظها نوح أحيانًا، لكنها بدت موجودة، وكان خياره في التعامل مع عواقبها.
12. “حسنًا ” أجاب نوح بصوتٍ خافتٍ مصاحبٍ له. “اتبعيني في المعركة، وسأريك كيف يُقاتل الهجين. أما عقلك، فسأفصله عن جسدك وأضعه في جسدٍ آخر إن لم أجد حلًا آخر.”
13. ثم أخذ دفتر ملاحظاته المكتوب وطلب قسمًا قادرًا على تقييد دانييل.
14. “يا أمير، هل أنت متأكد؟” سألت الشيطانة الحالمة. لم تُرِد أن تراه مُقيّدًا بوعد قد لا يفي به. ففي النهاية، نوح نفسه ادّعى أنه لا يوجد حلٌّ لعدم الاستقرار العقلي للهجينين.
15. “لقد إنشاءتُ الحياة بالفعل ودمرتُ صلاتي بالسماء والأرض ” بدأ نوح يشرح. “كوني لا أرى حلاً الآن لا يعني أنني لن أجده في المستقبل. طموحي لا حدود له. لن أدع خوف الفشل يقف في طريقي نحو النجوم.”
16. صمت الشيطانان عند كلامه. بدت تلك أول مرة يُعبّر فيها نوح عن شخصيته بهذه الصراحة.
17. “إن كونك طموحًا للغاية يمكن أن يدمر أي ممارس، نوح ” قال الشيطان الطائر بعد فترة من الوقت، لكن نوح هز كتفيه فقط.
18. تذكر الإرشادات التي قدمها له “مطارد الشيطان” خلال المأدبة حول شخصياته، و يعلم أن طموحه قد يصبح مشكلة في المستقبل. ومع ذلك، لم يستطع تغيير هويته.
19. “بدأت حياتي بطموحي ” أوضح نوح. “وإن انتهت بسببه، فليكن”.
20. لم ينطق الشياطين بعد هذه الكلمات. بدت هالة نوح حازمة وقوية، دون أدنى شك في تدفقها. من النادر أن يكون ممارس جديد نسبيًا من الرتبة الخامسة واثقًا من مساره إلى هذا الحد، لكن نوح يعرف وجهته بالفعل، حتى لو لم يكن يعلم أي نوع من الكائنات سيكون حينها.
21. وصل شيخٌ أخيرًا، وعقد نوح قَسَمًا مع دانييل. ستمنح الخليةُ بعضَ الحريةِ للهجينين بعدَ الهجومِ على الإمبراطورية، لكنها ستُنظِّمُهم أيضًا. وأيضًا، أيُّ مجرمٍ لا يلتزمُ بالقواعدِ سيصبحُ على الفورِ حقلَ تجاربٍ.
22. بالطبع، شمل هذا الاتفاق فقط الهجينين المثاليين، وليس الوحوش السحرية التي تحولت بفضل المركب. ستظل الخلية قادرة على إنشاء أنوية واعية منها إذا استثمرت بعض الوقت في رعاية المجالات العقلية الوليدة لتلك المخلوقات.
23. ستزداد حريتهم بمرور الوقت، وفقًا لإنجازاتهم داخل الخلية. أما بالنسبة لمشكلة عدم الاستقرار العقلي، فلم يضع نوح ودانييل حدًا زمنيًا. عليه فقط إيجاد حل قبل مغادرة العوالم الدنيا.
24. بحلول الوقت الذي أبرم فيه نوح تحالفًا مع دانييل ونظم الهجينين المحتجزة في الخلية، أصبحت القوات البشرية جاهزة للسير نحو أراضي الإمبراطورية.
25. انطلق نوح نحو المناطق المركزية متجاوزًا السهل الأزرق برفقة الشيخ أوستن والشيخة جوليا ودانييل. كانوا ممارسي الرتبة الخامسة الذين نُشِروا في الهجوم الأول على المناطق المركزية داخل نطاق الإمبراطورية، لكنهم لم يكونوا وحيدين.
26. نشرت عائلة إلباس والمجلس عددًا مماثلًا من القوات القوية على حدودهما، وكانا مستعدين لمهاجمة المناطق الوسطى أيضًا. كانا ينتظران فقط الأوامر من القوى العظمى.
27. بالطبع، لن ينضم ممارسو الرتبة الخامسة إلى ساحة معركة رتب الرتبة الرابعة، ولن ينخرطوا مع الممارسين البشر الذين لم يغزوا بعد أيًا من المناطق الصالحة للسكن. لديهم أعداء مناسبون لمستواهم ليواجهوهم.
28. “لا أحب أن تكون هنا.” قال الشيخ أوستن وهو ينظر إلى دانييل.
29. “قسمها صارم لدرجة أنها ستموت قبل أن تفكر في مهاجمتنا.” قالت الشيخة جوليا، غير مبالية بالوحش الطويل الذي يطير بجانبهم.
30. “أنا أيضًا لا أوافق على وجودك هنا يا أمير ” تابع الشيخ أوستن معبرًا عن شكواه. “لستَ بحاجة للانضمام إلى المعركة الأولى، ولا إلى هذه الحرب”.
31. “أريد القتال يا أوستن ” قال نوح بتعبيرٍ مُلهم. “أريد أن أعرف مكاني مقارنةً بممارسي الرتبة الخامسة الآخرين.”
32. تنهد الشيخ أوستن عند سماعه هذه الكلمات، وركز نظره على المستقبل. بدت هناك العديد من المباني التي تحمل شعار الإمبراطورية، وبينها سلسلة من الممارسين البشر، مستعدين للدفاع عن مدينتهم. في السماء، بدا هناك حوالي عشرين ممارسًا من الرتب الرابع، وهو عدد من الرتب يطابق ممارسي الرتب الرابع الذين نشرتهم الخلية في تلك المعركة. في الأعلى، هناك أربعة ممارسين من الرتبة الخامسة، بملامح صارمة.
33. بدت القوتين متكافئتين، ولكن ذلك فقط لأن الإمبراطورية كان عليها أن تدافع عن ثلاث جبهات.
34.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات