797.docx
797. الرجال المتهورون
1. لم يستطع سبعة وثلاثون إخفاء اهتمامه برؤية الدلو الكبير. أزال الختم وفحص الغبار المضغوط بيديه الرقيقتين، وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة من حين لآخر.
2. صدق نوح. لم يكن رماد الثعبان من الرتبة السادسة يحتوي على أدنى أثر للنفس. ومع ذلك، بدا هذا الآلي بارعًا في أساليب النقوش المتنوعة، مما قد يسمح له بالعثور على غرض لتلك المادة المُهدرة.
3. بدا على نوح أن ينقر بأصابعه لاستعادة انتباه الروبوت، وفي النهاية أومأ الأخير برأسه معبرًا عن استعداده للمساعدة في مشاكله.
4. “أنا بحاجة أيضًا إلى شيء لتغطية التشكيل على الجانب الآخر ” قال نوح ” من الأفضل أن نكون حذرين عند التعامل مع العائلة المالكة”.
5. اختفى سبعة وثلاثون بمجرد أن طلب نوح ذلك، حاملاً معه الدلو. لم يمانع نوح ذلك. بإمكانه ببساطة استخدام هذا الرماد للتفاخر، مما يعني أنه لا فائدة منه بين يديه.
6. ثم اقترب الشيطان الطائر من نوح ووضع ذراعه حول كتفيه، وهمس في أذنه: “لقد ورثتَ ذوق الشياطين في النساء، لكن ذوقي أفضل.”
7. لم يُعر نوح اهتمامًا لكلامه. يعرف شخصية الشيطان. يحاول فقط التحدث مع رجل اعتبره صديقه.
8. “انتظر ألف عام، وسنرى.” قال نوح بابتسامة ساخرة ” كما أن لدى جون ذوقًا أفضل في الرجال.”
9. ضحك الشيطان الطائر وربت على كتف نوح مرارًا وتكرارًا. سمعت جون والشيطانة الحالمة حديثهما، لكنهما لم يُعرهما اهتمامًا.
10. بدت الشيطانة الحالمة تقيّمها بنظرة صارمة، كما لو تقرر إن كانت تستحق وريث سيدها. من ناحية أخرى، أدركت جون مدى حماية هذين الوجودين من الرتبة الخامسة لنوح.
11. لقد عرفت جون دائمًا أن مكانة نوح داخل الخلية عالية بشكل لا يصدق، لكن الشيوخ الآخرين عاملوها كضيفة أثناء أزمة الوحوش المجنحة.
12. بدا للشيطانين مصالح شخصية وراء سلوكهما الوقائي. وبدا من الواضح أن علاقتهما بنوح تتجاوز علاقتهما بأعضاء المنظمة نفسها.
13. لم يُعجب نوح ذلك، لكنه غضّ الطرف عن سلوكهما. أراد أن يقبلها الشيطانان، وبدا واثقًا تمامًا بجون.
14. “هل تحبينه؟” سألن الشيطانة الحالمة في النهاية.
15. “نعم ” أجابت جون دون أي تردد.
16. “سيتركك خلفه. هل تعلمين ذلك؟” أصرّت الشيطانة الحالمة، لكن جون لم تتردد وأجابت بالإيجاب مرة أخرى.
17. نظر نوح إلى الشيطان الطائر عندما رأى ذلك المشهد، لكنه هز كتفيه. لم يكن بوسعه فعل شيء لإيقاف حبيبته في تلك اللحظة.
18. ومع ذلك، انقلب تعبير الشيطانة الحالمة الصارم إلى ابتسامة بعد إجابة جون الأخيرة، واقتربت منها لتهمس بكلمات رقيقة. “كما تعلمين، سألني سيدي أشياءً مماثلة عندما علم بعلاقتي. لدينا رجال متهورون، لكنهم الأفضل إن سألتني.”
19. رمقت الشيطانة الحالمة جون بعينها عندما أنهت كلامها، ثم استدارت لتواجه حبيبه الذي يحدق بها بنظرة ذهول. لا تكفي الكلمات لوصف حجم المعاناة التي قاساها الشيطان الطائر لمجرد بقائها على قيد الحياة. ومع ذلك، في كل مرة ينظر إليها، يشعر أن الأمر يستحق كل هذا العناء.
20. لم يكن نادرًا أن يكون للممارسين عشاق، لكن من الصعب على الأزواج الصمود طوال قرونٍ قضوها في التدريب. حتى اختلاف بسيط في القوة كافي لتحديد ما إذا وجودان يمكن أن يتعايشا.
21. الشيطانان مختلفين، فقد تجاوزت علاقتهما أزماتٍ كثيرة، لدرجة أنه من المستحيل تخيّل انفصالهما في لحظةٍ ما.
22. شعرت جون بالحيرة للحظة من هذا التفاعل، لكن نوح اقترب منها بسرعة وهمس لها ببضع كلمات: “لا تكوني مثل فيث”.
23. احمر وجه جون وبدأت في المشاحنات مع نوح بينما الشياطين لا يزالون منغمسين في نظرتهم المكثفة.
24. عاد سبعة وثلاثون في النهاية، حاملاً معه بعض الأغراض. يحمل قطعة قماش كبيرة في إحدى ذراعيه، وفي الأخرى مجموعة من المقتنيات الثمينة.
25. تعرفت جون على بعض هذه العناصر. استخدمتها معظم التشكيلات التي تعكس قوة الرتب البطولية.
26. “قام طلابي بنقش هذا لمشروع.” قال سبعة وثلاثون منهم: “يتميز بخصائص تمويه جيدة، ولا يمكن الكشف عن مكانته كقطعة منقوشة إلا بفحص دقيق، لأنهم استخدموا طريقة السكان الأصليين”.
27. أخذ نوح السجادة بسرعة واستخدم الباب ليعود إلى حجرة جون. ثم، بعد أن وضعها على الأرضية اللامعة، فعّل المفتاح مرة أخرى.
28. لم تؤثر السجادة على قوة الباب، لكنها حجبت ضوئه وحجبت الطاقة المنبعثة منه. لم يستطع نوح إلا أن يُظهر موافقته عندما عاد إلى البعد المنفصل.
29. أما بالنسبة للمشكلة الأخرى، فكان الحل أكثر تقنية. لم يكن بإمكان سبعة وثلاثون الاكتفاء بدراسة آلية عمل باب جون وتعديل نقشها. لم يكن هناك جدوى من اتباع هذا النهج المعقد.
30. لذا، رسم خطوطًا حول الباب وطلب من الشيطان الطائر إكمال التشكيل. أصبحت أرضية البُعد شفافة عندما أنهى التشكيل، كاشفًا عن مقر جون.
31. بدت غرفتها مقلوبة في تلك الصورة، لكن رؤيتها لم تكن هدف التشكيل. أتاحت الخطوط الجديدة للمجموعة سماع الأصوات القادمة من المسكن، حتى من البعد المنفصل، مما يعني أن جون تستطيع ببساطة ترك دفتر ملاحظاتها هناك واستخدام الباب عند وصول رسالة.
32. عادت جون بسرعة إلى غرفتها، وتركت دفتر الملاحظات، وعادت إلى البعد بابتسامة عريضة. لقد رتبوا كل شيء أخيرًا. يمكنها الآن العيش مع نوح دون قلق بشأن أي عواقب.
33. ثم غادر سبعة وثلاثون، وسرعان ما تبعه الشياطين.
34. “ما هو هذا الرجل بالضبط؟” سألت جون، وهي تستفسر من نوح عن الإنسان الآلي.
35. ازداد اهتمامها بهذا الشكل الحي بعد أن رأت خبرته في التشكيلات، وزاد هذا الشعور عندما شرح لها نوح ذلك بإيجاز. “إنه بمثابة موسوعة لأساليب النقش”.
36. وبعد ذلك بدأ نوح بإرسال سلسلة من الرسائل الذهنية، وتم حشد الرتب البطولية للخلية لإكمال طلباته.
37. ظهرت هياكل كاملة على مكان النقل الآني أسفل مسكن جون مباشرةً. طلب نوح غرفًا وأنواعًا مختلفة لبناء قصر في ذلك المكان.
38. لم يتطلب البناء جهدًا كبيرًا معه ومع جون. في أسبوع واحد، شيّدا قصرًا كبيرًا بمواصفات تُضاهي أفضل المساكن المتاحة في الخلية.
39. لم تكن بها تشكيلات دفاعية على طول محيطها، لكنها تحتوي على منطقتين تدريبيتين كبيرتين ومعززتين، إلى جانب الغرف المتنوعة المخصصة لاستخدامات أخرى.
40. هكذا بدأت حياتهما معًا. لم تكن الأفضل، إذ لم يتمكنا بعد من إظهار علاقتهما علانية، لكنها بدت أفضل من قضاء عقود بعيدة عن بعضهما البعض جاهلين بحالة شريكهما.
41.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات