786.docx
786. الاجتماعات
1. أراد الشيوخ مناقشة الأمر باستفاضة، لكن نوح قد حسم أمره. وبالطبع، لم تُقلق شكوكهم نوح، بل كانوا قلقين من أن يُعرّضه التنويه إلى أخطاء حتمية للخطر.
2. لكن نوح يعلم جيدًا مدى صعوبة الحصول على مزايا وحش سحري. لم يكن التقليد كافيًا. الاندماج الكامل وحده كفيل بإنشاء كائن يشبه أسلاف السكان الأصليين.
3. أصبح ذلك مستحيلاً بالنسبة للكيانات التي بدأت بالفعل باكتشاف هويتها. ستصبح شخصيات الممارسين أكثر من فريدة عند هذه النقطة، مما يجعل من المستحيل إيجاد شريك مناسب للاندماج.
4. هناك أيضًا مسألة الغرائز، التي لا يُمكن تجاهلها. ففي النهاية، بدت هذه المشكلة هي السبب وراء تمكّنهم من هزيمة السكان الأصليين بسهولة.
5. لم يكن هناك حلٌّ لتلك المشاكل. على سبيل المثال، تمكّن نوح من إيجاد تطابقٍ مع التنين الملعون لأنّه استطاع استخدام شخصيته كمعيار. ومع ذلك، لم يستطع إيجاد أيّ نوعٍ يناسب شخصيته.
6. أما الغرائز، فلا يمكن السيطرة عليها والتحكم بها إلا بعقل قوي. لم يكن هناك مفر منها.
7. بدت هناك أيضًا مشاكل تتعلق بطريقة النقش المستخدمة والحسابات المختلفة التي يجب إجراؤها قبل الشروع في الاندماج. نجح نوح في إكمال مرحلة الاختبار بسرعة بفضل تقنية الاستنتاج السماوي. بدلاً من ذلك، بدا على القوى الأخرى التضحية بموارد كثيرة للحصول على نتائج مقبولة.
8. من وجهة نظر نوح، الاندماج مع وحش سحري بمجرد السير على طريق الفردية أمرًا مستحيلًا، مما يعني أنه لن يكون هناك أي أصل بطولي قادر على الحصول على هذه القوة.
9. الطريقة الوحيدة التي خطرت بباله هي تفعيل عملية التحول ثم العودة إلى شكل بشري. ستكون هناك مشاكل أخرى مرتبطة بهذه العملية، وستكون النتيجة أضعف منه بقليل، ولكن لم يكن هناك حل آخر.
10. غادر الحكماء الخيمة بعد أن اتفقوا مع نوح على كيفية سير الرتبقات. لم يكن بإمكان الفصائل الثلاث آنذاك إرسال سوى مبعوث واحد لإجراء محادثات خاصة معه مقابل سعر لا بد من الاتفاق عليه مسبقًا.
11. بالطبع، لم يكن يُسمح لأصحاب النفوذ بحضور الاجتماعات. فقط الممارسون ذوو المستوى المماثل أو الأقل من مستوى نوح هم من يستطيعون أن يكونوا مبعوثين.
12. استأنف نوح تأملاته بينما ينتظر وصول المبعوث الأول.
13. استغرقت المنظمات بعض الوقت لإعداد الأسئلة وتحديد السعر مع الحكماء. حتى أن الكثيرين أبدوا تذمرهم من طريقة تعامل الخلية مع الوضع. مع ذلك، بدت هذه هي قوة الاحتكار، وبدت بعض الموارد استثمارًا زهيدًا إذا ساهمت في تجنب المشاكل في التجارب القادمة.
14. وبعد أيام قليلة قررت إمبراطورية شاندال إرسال مبعوثها.
15. أنزل نوح تحصينات خيمته ليجد رجلاً طويل القامة على قمة الرتب الرابع يعبر المدخل، فاقدًا تعبيرًا عن فخره. حتى مواطنو الإمبراطورية شعروا بالنقص أمام وحشٍ مثل نوح.
16. بدت فكرة الإمبراطورية بدائيةً بعض الشيء. أراد خبراؤها تنقية المركب وتحويله إلى مادة أساسية لطريقة تغذية الجسم.
17. بعد أن فكّر نوح في هذا النهج مليًا، طرح سلسلة من الأسئلة. بدت المشكلة الأكبر أن الممارسين الذين يتدربون بهذه الطريقة سيبقون بشرًا، مما يعني استسلامهم لخصائص الوحوش المفترسة.
18. “لا يُمكنك الحصول على نتائج هائلة باتباع نهج غير جراحي. كما أن كمية المُركّبات اللازمة في المستوى الخامس ستكون هائلة. “أوضح نوح، مُحاولًا عدم الكشف عن أكثر مما ينبغي.
19. غادر المبعوث بعد إجابته. بدا وكأن الإمبراطورية دفعت ثمنًا زهيدًا لمجرد اختبار ما إذا بدت تسير في الاتجاه الصحيح. سيجتمع خبراؤها مجددًا الآن ويطلبون اجتماعًا بعد أن يفكروا في أمر مختلف.
20. وبعد مرور أسبوع، وجد نوح نفسه يخفض دفاعات خيمته من أجل فيث.
21. “أعلم. حتى رؤسائي يعتقدون أن هناك خلافًا بيننا.” قالت فيث وهي تجلس، كاشفةً عن ابتسامة مازحة.
22. وضع نوح هذا الأمر في الجزء الخلفي من ذهنه وركز على تفسير فيث.
23. أراد المجلس استخدام الهجينين كمادةٍ لإنشاء تشكيلاتٍ على أجساد ممارسيه. ستنمو هذه التشكيلات بجانبهم وتتغذى على الوحوش السحرية كما لو بدت طفيلياتٍ تمنح القوة لمضيفيها مقابل الطعام.
24. اعترف نوح بأن الفكرة مثيرة للاهتمام، حتى وإن بدت مستحيلة التنفيذ بسبب عدة مشاكل. ومع ذلك، لم يكن خبيرًا في التشكيلات، لذا اكتفى بسرد المشاكل التي قد يواجهها المجلس إذا اتبع هذا النهج.
25. أولًا، التكوين القادر على النمو أشبه بكائن حي، حتى لو كان معتمدًا على مضيفه فقط. من المحتم أن يمتلك شيئًا كهذا إرادة، و بإمكانه أن يتصرف ضد الممارس في محاولة يائسة للحرية.
26. كذلك، بدت هذه الطريقة غير مستقرة. سيحتاج المجلس إلى تطوير تشكيل ثانٍ لاحتواء الطفيلي وإجباره على العمل وفقًا لإرادة المضيف. وبالنظر إلى أن الممارسين سيظلون بحاجة إلى طريقة تغذية أجسام مختلفة لتحسين أدائهم، بدا هذا النهج ممكنًا فقط لعدد قليل من النخب.
27. غادرت فيث بعد إجاباته، واضطر نوح للانتظار شهرًا قبل أن يطرق مبعوث آخر باب خيمته. أرسلت الإمبراطورية شخصًا آخر، لكن بدا لديهم فكرة أدق آنذاك. أراد خبراؤهم صنع أصناف عضوية منقوشة من الهجينين وزرعها في ممارسهم.
28. صُدم نوح لسماع ذلك. لم يكن يعلم بوجود مثل هذه الأساليب. ومع ذلك، هناك مشكلة في رفض الأنسجة الغريبة. كما أن الهجينين لم تكن موردًا لا نهائيًا، مما جعل هذا النهج نخبويًا.
29. بعد ذلك الاجتماع، قررت عائلة إلباس أخيرًا إرسال شخص ما، ووقف نوح عندما رأى جون تعبر مدخل خيمته.
30. “قالوا إنك سوف تخدع أي شخص ينتمي إلى العائلة المالكة ” قالت جون.
31. أغلق نوح الخيمة، ودفعته جون على إحدى الأرائك المتوفرة هناك عندما شعرت أنهم انفصلوا أخيرًا عن العالم الخارجي.
32. لم تُتح لهما فرصة الوداع عند عودتهما من مهمتهما بسبب الصراع بين كائنات الرتبة السادسة. ومع ذلك، حرصا على إصلاح ذلك في تلك اللحظة الحميمة.
33. “نوح ” قالت جون وهي تستدير لمواجهة حبيبها الذي يرقد تحتها ” يريدون استخدام طريقة التشكيل العنصري. كنت تعرف أنهم سيجرون هذا الاتصال.”
34. أومأ نوح برأسه ولم يستطع إلا أن يداعب خدها عندما رأى تعبيرها القلق.
35. ثم التزم بشروط الاجتماع، مشيرًا إلى عيب هذه الطريقة. “من المستحيل إيجاد مخلوقات مناسبة للممارسين الأبطال”.
36.
786. الاجتماعات
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات