785.docx
785. مستحيل
785. مستحيل
1. قرر نوح تجاهل الاحتفالات عندما أدرك أن البقاء في المخيم لن يؤدي إلا إلى إجباره على رفض عدد لا يحصى من الشكاوى.
2. ولم يلوم الفصائل الأخرى لاهتمامها بطريقته في تغذية الجسم، ولا المجلس لنشره المعلومات حول جسده بهذه السرعة.
3. لو أُتيحت الفرصة، لاختار كل ممارس اكتساب سمات الوحوش السحرية. ففي النهاية، حاولت معظم التقنيات والأساليب تقليد تلك المخلوقات لأن لديها مسارًا طبيعيًا نحو الرتب العليا. كما أن قوتها الجسدية بدت جنونية لدرجة لا يمكن تجاهلها.
4. الآن بعد أن أصبحت الفرصة سانحة أمام أعينهم، لم يتمكنوا من تركها تفوتهم.
5. نظر نوح إلى شيوخ الخلية الآخرين، لكنهم جميعًا كانوا في نفس الموقف. أعضاء الفصائل الأخرى منخرطين في نقاشات مهذبة معهم، لكن بدا من الواضح أن احترامهم لم يكن سوى غطاء لنواياهم الحقيقية.
6. الخلية لا تزال الأضعف بين القوى الأربع، لكن الجميع يعامل رتبهم بأقصى درجات المجاملة.
7. أخذ نوح فنجانًا من المائدة على عجل وتوجه إلى إحدى الخيام في جانب الخلية. لم يرَ جدوى من البقاء هناك. من الأفضل له أن يقضي وقته في التأمل ريثما تقرر القوى العظمى كيفية التعامل مع العالم الجديد.
8. في ذلك الجزء من المعسكر ست خيام فاخرة، فرأى نوحٌ إحداها تحمل لافتةً كبيرةً كُتب عليها “أمير الشياطين”. حتى لو كان في البرية خلال تلك السنوات، فقد أعدّ له الشيوخ الآخرون مسكنًا يليق بمكانته.
9. بدت الخيمة مغطاة بنقوش تعزل أجزائها الداخلية عن العالم الخارجي، ويبدو أنها تتمتع ببعض الميزات الدفاعية. مع ذلك، لم تكن استثنائية، بل وفرت قدرًا بدا ضروريًا من الحماية وبعض الخصوصية.
10. تجاهل نوح بعض الممارسين الذين كانوا ينادون باسمه وعبر مدخل غرفته، وجلس على أول حصيرة وجدها وأخرج جثث بعض الهجينة من خاتمه.
11. مات قادة السكان الأصليين، فلم يعد هناك من يستطيع إحداث التحول. فأخيرًا، استطاع استخدام جميع الجثث المتراكمة أثناء استكشاف القارة.
12. بالطبع، خطرت بباله فكرة أنه يستطيع تعلم كيفية تفعيل التحول. حتى وهو مزيف، هو سلف من حيث السلالة.
13. لكن بدت لديه أمورٌ أكثر إلحاحًا، ولم يستطع إيجاد طرقٍ لاستغلال هذه المهارة لصالحه. لذا، كبت فضوله وركز على مشاكله الحالية.
14. ظلّ السيف الشيطاني بجانبه طوال الوقت، ولم يتردد في طعن إحدى الجثث. بدأ نوح يأكل هو الآخر، لكنّ نظره ظلّ على سلاحه وهو يراقب نموّه.
15. بدا السيف كائنًا حيًا في الرتبة الخامسة، لكن قوته لم تزد كثيرًا في الفترة الأخيرة، حتى مع استمرار نوح في إطعامه.
16. “من المفترض أن يكون نموذجًا من المستوى الأدنى، لكنه قادر على أكثر بكثير عندما أستخدمه.” فكّر نوح. “ربما يرتبط نموه بدانتياني، فهو تعبير عن شخصيتي.”
17. أدرك نوح أنه لم يكتشف بعد كامل إمكانات إنشاءه. ففي النهاية، صاغ سيف الشيطان بعقلية غريبة اكتسبها خلال عملية التحول. بل إن النصل قادرًا نظريًا على اكتساب قدرات جديدة، إذ حيًا ومتصلًا ببحر وعيه.
18. ومع ذلك، النصل حديث الولادة، ولم يكن على دراية بجميع خصائصه. حتى لو أراد نوح فحصه، فلن يحصل إلا على إجابات غامضة.
19. ومع ذلك، استطاع التركيز على المشكلات الواضحة، ومنها أن نموه لا يعكس كمية الطاقة الأولية الممتصة من الجثث. ظن نوح في البداية أن احتياجاته من العناصر الغذائية عالية ببساطة، لكنه بدأ يشك في أن السبب وراء تحسناته الطفيفة هو دانتيانه الفارغ.
20. “سيكون ذلك منطقيًا.” فكر نوح قبل تفعيل تقنية الاستنتاج السماوي لمراجعة اللحظات التي جمع فيها جسده الطاقة الأولية لإنشاء تقليد للتنفس.
21. بدا هناك حد لما يمكنه تعلمه عن هذه العملية دون إجراء أي اختبار، لكنه يفتقر إلى المواد في الوقت الحالي، لذلك بإمكانه الاكتفاء بذلك.
22. بدت المشكلة الرئيسية في هذا الإجراء أن النفس الناتج سيكون أضعف من الموجود في البيئة. كما أنه لن يعكس شخصية نوح، وهو أمر شعر بأنه مُجبر على التعبير عنه الآن بعد أن أصبح ممارسًا من الرتبة الخامسة.
23. فهم الفردانية، والتعبير عنها، وتطبيق القوانين، والتحوّل إلى قانون، هي المراحل التي بدا على الممارسين في رتب الأبطال اجتيازها في طريقهم نحو الملوك. بدا وضع نوح غريبًا، إذ أن تقنيات تدريبه قد أضفت سماته على أنفاسه، لكنه بحاجة إلى الانتقال إلى المرحلة التالية الآن.
24. تدفقت أفكار لا حصر لها في ذهنه وهو يدرس المسألة، لكن سرعان ما تجمع عدد قليل من الأشخاص أمام خيمته وانتظروا إذنه بالدخول.
25. تعرّف نوح على الممارسين، فاستخدم وعيه لخفض دفاعات الخيمة. ثم عبر الشيخ أوستن والشيخة جوليا المدخل وانحنيا قبل الجلوس أمامه.
26. قال الشيخ أوستن ” أيها الأمير، إنهم مضطربون تمامًا.”
27. لم يكن نوح بحاجة إلى سؤال الشيخ لفهم من يشير إليه.
28. “سيصابون بخيبة أمل ” قال نوح ” هذا ليس شيئًا يمكن تعليمه. كما أنني لا أريد حقًا رؤية ممارسين مثلي في رتب العدو”.
29. احتكار الموارد أمر لا يُقدّر بثمن. نوح الوحيد الذي عرف كيف يُقلّد الوحوش السحرية ويُحسّن سلالات الممارسين ليُشبهوا أسلاف السكان الأصليين الأقوياء.
30. “هل هناك أي شيء يمكنك التخلي عنه؟” قالت الشيخة جوليا ” يمكن للخلية أن تستفيد كثيرًا من هذه المعاملات.”
31. فكّر نوح قليلًا قبل أن تخطر بباله فكرة تُمكّنه من إبقاء تفاصيل الاندماج طي الكتمان، مع قبول مناقشتها في الوقت نفسه. “قد أُشير إلى أخطاء في إجراءاتهم. أعتقد أن معظمهم يُخطط لاستئناف التجارب في هذا المجال.”
32. أضاءت عيون الشيوخ لثانية قصيرة، لكنهم هزوا رؤوسهم بسرعة.
33. “أيها الأمير، نحن لا نريد لهم أن ينجحوا بسرعة كبيرة!” صرخت الشيخة جوليا.
34. “بالضبط. دعهم يفشلون لفترة، على الأقل.” قال الشيخ أوستن: “بدأت عائلة إلباس بالفعل تحليلًا معمقًا للمركب. لن يستغرق الأمر وقتًا طويلًا قبل أن يتعلموا كيفية فرض التحسينات دون الحاجة إلى التحويل.”
35. نوح يفهم وجهة نظرهم، لكنه يعرف عن الأمر أكثر منهم بكثير. حتى لو نجح الملوك في صنع دواء من المركب قادر على تعزيز أجسام الممارسين، فلن يصنعوا سوى نسخ مقلدة.
36. “لن ينجحوا لأن الأمر مستحيل ” اختتم نوح حديثه.
37.
785. مستحيل
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات