781.docx
781. الطين
781. الطين
1. خزّن نوح جثة الذئب ذي الرؤوس الثلاثة، ثم استدار ليحلل ساحة المعركة. الشيوخ الآخرون لا يزالون يقاتلون، يبذلون قصارى جهدهم للحفاظ على مسافة بينهم وبين الهجينين الأخرى من الرتبة الخامسة.
2. بدا هذا هو النهج الأمثل ضد هذا النوع من الأعداء. سيُمزق البشر إربًا لو لامستهم تلك المخلوقات الجبارة.
3. ومع ذلك، أدى ذلك إلى معارك مطولة، مما ساهم في النهاية في صالح الهجينين نظرًا لقدرتهم الهائلة على التحمل. إلا أن زيادة عدد الممارسين وازنت هذا العامل.
4. انطلق نوح نحو الوحش السحري العنكبوتي من الرتبة الخامسة في الطبقة الوسطى، والذي يمتلك دانتيانًا من الرتبة الرابعة. لم يتعرف على نوعه، لكنه بدا وكأنه مخلوق سام يعتمد بشدة على الهجمات بعيدة المدى.
5. خصمه هو الشيخة كولين، التي هاجمته بوابل من الصواعق. ومع ذلك، لم تتمكن تعاويذها من اختراق طبقة الطين السميكة التي تغطي هيكله الخارجي.
6. تحمّل العنكبوت صواعق البرق وهو يبصق سلسلة من الأشواك الخضراء المشتعلة التي ظلّ الشيخ يتفاداها. بدا أن الشيخة كولين هي المسيطرة على المعركة، إذ لم يُصِبها الهجين بعد، لكنها ستُنهك نفسها قبله إذا استمرّ هذا الوضع. لم تكن الأفضلية كافية في هذه الحالة.
7. هبط نوح مباشرة فوق الجزء السفلي من جسمه، وداسه على الأرض محدثًا حفرة. صُدم العنكبوت للحظة، لكن نوح لم يتردد. قَوَّسَ أصابعه وغرز يديه في طبقة الطين، مُمزقًا إياها وهو يسحب ذراعيه للخلف ليُمسك بالسيف الشيطاني الذي يتبعه بإخلاص.
8. تجمعت أنفاسه حوله وهو يشق السيف ويقطع الهيكل الخارجي المكشوف. هبط مخلبان أسودان على جسم العنكبوت القوي، محدثين شقوقًا امتدت حتى في الأجزاء التي لا تزال مغطاة بطبقة الطين.
9. أطلق العنكبوت صرخة ألم بشرية، ثم استدار لينظر بغضب إلى الإنسان على ظهره. لكن الشيخة كولين لم تُضيع الفرصة التي سنّها نوح، ووجّهت صواعقها نحو سهم برتقالي سميك قطع إحدى ساقي الهجين. ثم سقط السهم على الأرض، مُحدثًا انفجارًا قذف العنكبوت ونوح بعيدًا.
10. لم يؤذهم الانفجار، وهبطوا على مسافة ما من المنطقة الفارغة التي تشكلت بشكل طبيعي بمجرد أن بدأت الوجودتان من الرتبة الخامسة في القتال.
11. وجد نوح نفسه بين هجينين من الرتبتين الثالثة والرابعة يقاتلان ممارسين من الرتبة الرابعة، لكن سرعان ما انصبّ اهتمامه على الشيخة كولين. أشار إليها بأنها تستطيع التعامل مع مخلوقات الرتبة الخامسة الأخرى. بدا كافيًا لهزيمة العنكبوت، خاصةً بعد تلك الجروح الأخيرة.
12. لم تتردد الشيخة كولين في تغيير هدفها. بدا العنكبوت مزعجًا للقتال، لكن قوة نوح الغاشمة تجاهلت دفاعاته، فكان خصمًا أفضل له. كما أنها قادرة على مساعدة الشيوخ الآخرين إذا تمكن من هزيمة الوحش بمفرده.
13. أعاد نوح نظره إلى العنكبوت الذي بدأ بمهاجمته خلال تبادل الإشارات القصيرة بينه وبين الشيخ. اتجهت أشواك غاضبة نحوه، لكنه أطلق على الفور موجة من النيران أحرقت بعض الكائنات الهجينة الأضعف في مسارها.
14. أحرقت النيران الأشواك أيضًا، لكنها لم تكن كافيةً عندما وصلت إلى العنكبوت. مع ذلك، بدا نوح قد اندفع بالفعل، و يقترب من خصمه بسرعةٍ فائقة.
15. فقد العنكبوت إحدى ساقيه، وكان الجزء السفلي من جسمه مكسورًا. بدا من الواضح أنه لن يستطيع الهروب من نوح حتى لو لم يكن يستخدم فنون قتالية مثل “خطوات الظل”. لذلك، قرر شن هجومه الشرس.
16. غطت طبقة طينية أكثر سمكًا جسده، وأدرك نوح أن هذه القدرة تعويذة. بدا أن عقل العنكبوت لم يختفِ تمامًا، وكان قادرًا على الاعتماد على قدراته كممارس. ثم بصق عشرات الأشواك المشتعلة، مترابطة بسلسلة من الشبكات اللزجة.
17. ازدادت عينا نوح حدةً عند هذا المنظر. بعيدًا جدًا، واستخدامه للهب سيضعه في نفس موقف الشيخة كولين.
18. منعه نقص أنفاس دانتيانه من استخدام هجمات قوية بعيدة المدى، لكنه لم يستطع الاكتفاء بصد هجوم المخلوق. فاندفع للأمام، ولوّح بسيوفه ليخترق الشبكة في مواجهة مباشرة.
19. تحطمت المخالب المصنوعة من الدخان التآكلي والقوة المدمرة على الأشواك والشبكة، لكن نوح لم ينتظر ليرى نتيجة هذا الصدام واستمر في الشحن إلى الأمام.
20. قضت هجماته على جزء كبير من هجوم العنكبوت، لكن شيئًا ما هبط على جسده حتمًا واخترق دفاعاته الطبيعية. طعنت شوكة كتفه، وجرحته أخرى في خصره الأيمن. هبطت عليه مادة لزجة أعاقت حركته عندما تراكمت على مفاصله.
21. ومع ذلك، تجاهل نوح الألم وقفز نحو العنكبوت الذي يستعد لهجوم آخر، كاسراً القيود التي إنشاءتها بقايا الشبكة.
22. العنكبوت على وشك قذف المزيد من الأشواك عندما ارتطمت ركبة نوح برأسه. استطاعت طبقة الطين حمايته، لكن نوح أعقب هجومه الأول بسلسلة من اللكمات. في هذه الأثناء، اندمج سيفه في الهواء وركز جروحه على الجزء السفلي من جسده.
23. حطم نوح دفاعه شيئًا فشيئًا. لم يكن هناك ما لا تستطيع أظافره اختراقه، وجسمه الصغير جعل من الصعب على الهجين مواكبة هجومه المتواصل.
24. وبمجرد أن انهارت الطبقة السميكة من الطين، جاء دور الهيكل الخارجي لتحمل ضربات نوح.
25. صرخ العنكبوت من الألم، أحيانًا بصوت وحشي، وأحيانًا بصوت بشري. بدا وكأنه على وشك استعادة صوابه، إذ بدأت التضاريس المحيطة بهما تتخذ شكل عمالقة ضخمة تهاجم نوح.
26. لكن الوقت قد فات. بدا نوح قد ملأ الهيكل الخارجي بالشقوق وقطع ساقين إضافيتين. حتى أن سيفه الشيطاني اخترق الجزء السفلي من جسمه، و يحدث فوضى في أعضائه الداخلية.
27. بدت المرونة المذهلة الموروثة من عالم الوحوش السحرية هي وحدها التي أبقت الهجين على قيد الحياة، لكن نوح أصبح مستعدًا أخيرًا لتوجيه الضربة النهائية.
28. وبمجرد أن أصبحت الشقوق كبيرة بما يكفي لتغطية أكثر من نصف جسمه، أطلق نوح ألسنة اللهب التي تسربت إلى داخل العنكبوت وحولت أعضائه الجريحة بالفعل إلى رماد.
29. انتهت المعركة، وقام نوح بتخزين بقايا الوحش المكسورة قبل إخراج العمود السام الذي لا يزال مغروسًا في كتفه الأيسر.
30. أطلق السوط مادته السامة داخل جسده، لكن تلك الهجمة لم تكن كافية لإحداث أي ضرر حقيقي. شعر نوح بألم خفيف في تلك اللحظة، لكن خصائصه العلاجية حدّت من السمّ بالفعل، وبدأت تعمل على إصلاح الأنسجة المتضررة.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات