779.docx
779. الحرب
1. أصبح كل شيء فوضويًا بسرعة كبيرة.
2. السكان الأصليون ينتظرون هجوم القوات ة، وقد بذلوا قصارى جهدهم لحشد جيش لصد الغزاة. لكن حتى حالتهم النفسية لم تكن على ما يرام، والمعركة الدائرة فوق رؤوسهم زادت من تفاقم وضعهم.
3. من المستحيل على البشر الذين اعتمدوا دائمًا على عقولهم أن يعتادوا على الغرائز الشديدة للوحوش السحرية في غضون أشهر. في الواقع، سيعمل ذلك العدوان والجوع الذي طوروه ضدهم حتى يدمجوا كلا جانبي وجودهم في كيان واحد.
4. كان على نوح أن يقضي سنوات في البرية، ليتعلم عن دوره كوحش، ولم تحصل مراكز قوته على فوائد وضعه الهجين إلا بعد أن وصل جسده إلى الرتبة الخامسة.
5. لم يستطع السكان الأصليون تجربة الأمور نفسها بسبب ضيق الوقت والأزمات التي اضطروا لتجاوزها بعد تحولهم. هناك حدٌّ لما يمكنهم الاستعداد له خلال الأشهر التي شهدت محنةً ومعركتين بين كائنات من الرتبة السادسة.
6. انطلقت القوات الأجنبية نحو الفصائل فور إدراكها لقوتها. في الجيش عشرة مخلوقات من الرتبة الخامسة، ووحوش عديدة في الرتبة الرابعة، يتبعها سرب من الكائنات البشرية.
7. جيشٌ بهذا الكمّ من الموارد القوية سيُجبر الممارسين عادةً على إعادة تقييم خططهم. مع ذلك، سرعان ما لاحظوا أن دانتيان بعض الهجينين في الرتبة الخامسة لم يكن يُضاهي مستوى مراكز قوتهم الأخرى.
8. رأى نوح ذئبًا ضخمًا ثلاثي الرؤوس من الرتبة الخامسة في الطبقة الوسطى، يشعّ بأنفاس البشر. ولاحظ وحشًا سحريًا يشبه العنكبوت في الرتبة الخامسة، ينضح بهالة واضحة تُشبه هالة ممارس من الرتبة الرابعة.
9. يمكن ملاحظة نفس السمة الغريبة لدى غالبية تلك المخلوقات. فمعظمهم يمتلكون أجسادًا وعقولًا بمستوى أعلى بكثير من دانتياناتهم.
10. “لم تكن هناك طاقة أساسية كافية للوصول إلى الانسجام!” فكر نوح بينما انطلق إلى الأمام مع الرتب البطولية الأخرى.
11. أدى التحول إلى نمو دانتيان داخل البشر المعيبين. ومع ذلك، عددهم كبير جدًا في تلك المناطق الصغيرة. حتى المركب المعجزة لم يستطع تكوين دانتيان من الرتبة الأولى ودفعهم للأمام حتى يصلوا إلى مستوى مراكز القوة الأخرى، ليس بكمية محدودة من الطاقة على الأقل.
12. لذا، فإن السكان الأصليين لم يكونوا على نفس مستوى الغزاة من حيث القوة الخام، حتى لو عدد رتبهم من الرتبة الرابعة لا يصدق.
13. بينما عبرت مجموعة نوح الأسوار الدفاعية، تلقّت تعاويذ لا تُحصى ذات قوى متنوعة. صدر انفجارٌ مدوٍّ في السماء، وغطّت سحابة رمادية المنطقة، لكن لدهشة السكان الأصليين، خرج الممارسون الذين تجاوز عددهم الستين سالمين وشنّوا هجومًا مضادًا.
14. لم يكن السكان الأصليون متمرسين في الحروب، لأن سلالاتهم نادرًا ما كانت تخوض معارك. من ناحية أخرى، شهدت ثروات عالم نوح صراعات عديدة.
15. بدا هذا فرقًا جوهريًا بين نظاميهما السياسيين. فقد خاض نوح نفسه عدة حروب، ناهيك عن أزمة الوحوش المجنحة.
16. أدرك هؤلاء الخبراء أن أخطر نقطة في معركة بين القوى البطولية هي الصدام الأولي، حين تتراكم الهجمات التي لا تُحصى وتُصبح تهديدًا حتى للكائنات القوية. لذا، جهّزوا سلسلة من التعويذات الدفاعية قبل أن يرصدوا جيش الهجينين.
17. بدأ السكان الأصليون بالهدير عندما رأوا الشخصيات البشرية تُطلق التعاويذ بمفردها وتُركزها على عينات الرتبة الخامسة. قفز مئات الهجينن الأضعف في الرتب البشرية إلى الأمام بناءً على أوامرهم، وتحولت إلى دروع لحمية تتفتت عندما هبطت الهجمات على أجسادهم. ومع ذلك، سمحت تضحياتهم لمخلوقات الرتبة الرابعة بصد القوة المتبقية للهجمات.
18. بدا أن الاشتباك الأول قد انتهى بانتصار الغزاة. مع ذلك، لم يفقد السكان الأصليون الكثير من قوتهم في ذلك التبادل.
19. لكن فجأةً، انطلقت شخصيةٌ عبر الجثث المشوهة لتستقرّ وسط الهجينين من الرتبة الرابعة. انتشر الذعر في رتب الوحوش عندما شعروا بالخوف الفطري الناجم عن ذلك الوجود الغريب في جيشهم.
20. لم يستطع أي ممارس الاقتراب من وابل التعاويذ وتجاوزها بعد انفجارها. لم تكن موجات الصدمة المنبعثة في تلك اللحظة شيئًا يحتمله جسم بشري. ومع ذلك، لم يكن البشر وحدهم في صف الغزاة.
21. أطلق نوح زئيرًا وهو يُلوّح بسيفين قصيرين مُحكمَي القبضة. ردّد السيف الشيطاني صرخته حتى في شكله المُقسّم، وصنع مخلبين ضخمين من التنين اخترقا الهجينين المُذعورة من حولهما.
22. بدت قدرة نوح على استخدام قدرات هجيناته أفضل من السكان الأصليين ميزة هائلة في تلك المعركة. ففي النهاية، سيُقمع كبرياؤه كل مخلوق دون الرتبة الخامسة.
23. ربما الوصول إلى الشكل المثالي قد أدى إلى تحسين قوة هؤلاء البشر المعيبين بشكل كبير، لكنهم لم يكونوا أكثر من أطفال لا يعرفون شيئًا عن قوتهم أمام نوح.
24. خمسة عشر هجينًا من الرتبة الرابعة ماتوا في أقل من لحظة. نجح نوح في اختراق دفاعات الأعداء، ولم يتردد رفاقه في استغلال الوضع.
25. انطلقت سلسلة أخرى من التعاويذ فوقه، وهبطت على رتب السكان الأصليين الأساسية. زأرت الهجينين من الرتبة الخامسة، محاولةً إجبار المخلوقات الأضعف على حمايتهم، لكن نوح أطلق صرخة خاصة به، فأوقف جهودهم.
26. بدا هناك عشرة كائنات من الرتبة الخامسة تصدر الأوامر من الجانب الآخر، لكن لم يكن أي منهم مقنعًا مثل نوح.
27. انهالت التعاويذ على قادة الجيش، مخلفةً العديد من العينات مصابة، لكن دون أن تقتل أحدًا. بدت أجسادهم قوية جدًا، وحتى الهجمات المشتركة لمجموعة نوح لم تستطع قتل أيٍّ منهم في جولة واحدة.
28. مع ذلك، سمح لهم فتح نوح بإلحاق أول سلسلة من الجروح بمخلوقات يصعب قتلها. وازداد الأمر صعوبةً عندما أخذوا في الاعتبار الهجينين المولودة من أبناء السلالة، إذ بدت مراكز قوتهم متناغمة.
29. رمق الهجينين من الرتبة الخامسة نوح بنظرات غاضبة. بدا أن جزءًا من عدوانهم الفطري قد سيطر على قدراتهم العقلية.
30. ابتسم نوح ببساطة لهذا المشهد. شعر في نفسه وكأنه يُثبت للسكان الأصليين أن تحولهم لم يكن فريدًا، وأنه استطاع أن يإنشاء شيئًا أفضل بمفرده. تفاعلت هالته بشكل طبيعي مع تلك الأفكار، واستشعرت الكائنات الهجينة استفزازه لهم.
31. لقد فقد الهجينين آخر أثر للعقل في تلك اللحظة وانقضوا نحو نوح، دون أن يتذكروا حتى أنهم قادرين على استخدام التعويذات.
32. لم يتحرك نوح حتى إذ ظهرت فوقه إحدى عشرة شخصية، وألقت سلسلة أخرى من التعاويذ على الوحوش المتهورة وفرّقتهم. شيوخ الخلية والمجلس يبتعدون، لكن نوح انتظر.
779. الحرب
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
