الاسم والعقد
الفصل 118 – الاسم والعقد
كان الدمار عظيمًا: غالبية غرف التجارة الصغيرة أفلست، حتى الكبيرة منها تلقت ضربات موجعة. وحينها، وصلت إلى العنكبوت السامة وداوسون مسودة قانون جديد من الملك، عنوانه “قانون حماية مؤقت لغرف التجارة”. لكن التسمية خادعة، فالقانون كان بالأحرى ميثاق ضمٍّ إجباري.
جاءت الساحرة غريلا بخبرٍ سار للملك.
فبعد كل هذا الوقت، أكملت التحضيرات اللازمة لبقية طقوس الاستدعاء، ولم يبقَ سوى مساعدة الملك كي تتمكن من استدعاء قراصنة والوي الذين قضَوا بسبب الطاعون الأسود وإعادتهم إلى سفينة جيني على هيئة أرواح.
رجَت من الملك أن يأذن لهم بمغادرة نهر الموتى في الجحيم.
ثم أبحروا… مباشرة نحو دوامةٍ تبتلع كل شيء.
رفع الملك نظره إلى الشيطان.
فابتسم الأخير قائلًا:
“يا صاحب الجلالة، إن الجحيم هو المقر الأخير لكل الآثام التي يتداولها الناس، وهو نهاية الموت.
لكن، قبل أن يُفتتح العرش الألفي، كان نهر الأرواح راكدًا، تتراكم فيه الأرواح فوق بعضها، غير قادرة على دخول نبع الهاوية الأخير…
أما الآن، فالأمر بات مختلفًا.”
كان الضباب الأسود يخرج منها، والعاصفة تهدر من أعماقها، فتُشعِر الناظر بالقشعريرة من النظرة الأولى.
كان الملك يدرك تمامًا ما قصده بـ”مختلف”.
فالنهر اليوم بدأ يتدفق من جديد، وظهرت أرواح جديدة تتجلى فيه…
رغم أن عددها لا يزال ضئيلًا جدًا، ولا يوازي المعدلات المرعبة للموت في هذا العصر، ما يُثبت أن الجحيم لم يزل في بدايات انتعاشه، وأن أمامه طريقًا طويلًا ليبلغ ذروته كما كان يومًا.
أنهى الملك قراءة الرسالة، فأدرك ما تطلبه الساحرات دون أن يُظهر شيئًا على وجهه.
ذكرت غريلا في رسالتها أمرًا آخر:
الساحرات في مملكة بلاسي، أبدين رغبتهن بالاحتماء تحت جناح الملك.
ثم، تبدل الشيطان.
“الساحرات…” تمتم الملك متأملًا.
في رسالتها، شرحت غريلا بعض الحقائق المجهولة عن تاريخهن.
وها هو اليوم، وقد انقشع الطاعون، يقدّم تلك السلع الرخيصة التي اشتراها منهم، إلى غرف التجارة المفلسة كمساعدات!
فالأصل أن مساكن الساحرات كانت في جليد الشمال القطبي.
وعلى خريطة العالم القديمة، لطّخ رسّامو الخرائط المساحات البيضاء في القطب الشمالي بصور الأفاعي والثعابين، وفي عقيدة الساحرات، تُعد “الأفعى” رمزًا محوريًا…
ترمز للأنوثة، وللخطيئة، وللظلام.
رفع الملك يده إلى جبينه، شعر أنه اقترب من لمسةٍ خفية لحقيقة كبرى.
بعد انقضاء العصر الأسطوري، ضعفت قوى الساحرات، ولم يعد بإمكانهن تحمل قسوة البرد كما في السابق، فغادرن مواطنهن الأصلية.
وفي تاريخ الساحرات، يُطلق على القرن الأول الميلادي اسم “قرن الترحال”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تفاجأ الملك للحظة. كان الصوت باردًا، لكن معانيه تنزف.
تدريجيًا، بدأن بالاختلاط مع البشر، لكن الهدوء لم يدم طويلًا.
ومع توسع نفوذ المحكمة المقدسة، ضاق عليهن العيش، حتى أصبحت أيامهن معدودة تحت حكم الإمبراطورية الإلهية.
فبينما قد تتسامح المحكمة مع منجّمين يقرؤون الكواكب تحت أعينها، تبقى هناك حدود لا تُغتفر تفصلها عن الساحرات.
ثم قال الملك بخفة: “لا بأس… هو مجرد اسم. أتريد أن تستعيده؟”
وقد تواصلت مجموعة منهن مع غريلا، وأبدين عبرها رغبتهن في الانضمام إلى حماية الملك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “الساحرات…” تمتم الملك متأملًا. في رسالتها، شرحت غريلا بعض الحقائق المجهولة عن تاريخهن.
وإن وُجد في هذا العالم مكان واحد يصلح أن يكون ملجأً لهؤلاء الملاحقات، فلن يكون سوى ليغراند.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تفاجأ الملك للحظة. كان الصوت باردًا، لكن معانيه تنزف.
أنهى الملك قراءة الرسالة، فأدرك ما تطلبه الساحرات دون أن يُظهر شيئًا على وجهه.
فالأصل أن مساكن الساحرات كانت في جليد الشمال القطبي. وعلى خريطة العالم القديمة، لطّخ رسّامو الخرائط المساحات البيضاء في القطب الشمالي بصور الأفاعي والثعابين، وفي عقيدة الساحرات، تُعد “الأفعى” رمزًا محوريًا… ترمز للأنوثة، وللخطيئة، وللظلام.
“الآن…” قال، “فلننتقل إلى المفاجأة التي وعدتني بها.”
“هل أنتم مستعدون؟” سأل مساعد القبطان تشارلز بتردد. لمّا استدارت غريلا نحوه، وقعت عيناها على بعض القراصنة يتظاهرون بالانشغال.
ابتسم الشيطان وقال:
“إن السفن الشبحية التي يبحر بها سادة القراصنة من رجالكم، ما هي إلا نتاج خيمياء محرّمة أدهشت السماء ذاتها.
أتدري، جلالتك، لِمَ خُلِقت تلك السفن أصلًا؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “الساحرات…” تمتم الملك متأملًا. في رسالتها، شرحت غريلا بعض الحقائق المجهولة عن تاريخهن.
“سفن حربية؟” أجاب الملك، وقد لمعت عيناه بفراسة.
ثم، تبدل الشيطان.
“أجل… كانت مصممة في الأصل لتقاتل الحكام.”
أجاب الشيطان، ثم اقترح:
“بإمكانكم إرسال قراصنتكم بها إلى الجحيم، حيث ستُستعاد قواها تدريجيًا.
أمممم… وسيكون من الرائع استخدامها لمفاجأة اللوردات في الحفل القادم.”
كان الدمار عظيمًا: غالبية غرف التجارة الصغيرة أفلست، حتى الكبيرة منها تلقت ضربات موجعة. وحينها، وصلت إلى العنكبوت السامة وداوسون مسودة قانون جديد من الملك، عنوانه “قانون حماية مؤقت لغرف التجارة”. لكن التسمية خادعة، فالقانون كان بالأحرى ميثاق ضمٍّ إجباري.
تأمل الملك لفترة ثم أومأ موافقًا.
في مقر غرفة التجارة الحرة، كانت السيدة العنكبوت السامة، الممثلة الملكية ورئيسة غرفة التجارة الملكية، إلى جانب سيد عائلة داوسون، منهمكين بلا راحة منذ رفع الحظر. فقد سبقتهم أوامر الملك التي وصلت قبلها: “بعد رفع الحظر، يجب تعزيز السيطرة الملكية على تجارة الجنوب الشرقي.”
جنوب شرق ليغراند، ميناء كوث سويا.
“هل أنتم مستعدون؟” سأل مساعد القبطان تشارلز بتردد. لمّا استدارت غريلا نحوه، وقعت عيناها على بعض القراصنة يتظاهرون بالانشغال.
مع تراجع الطاعون الأسود في الضفة المقابلة من مضيق الهاوية، إثر حادثة “نزول الحاكم”، رُفعت القيود عن السواحل الجنوبية الشرقية.
وسرعان ما انطلقت غرف التجارة التي لحقت بها خسائر فادحة، مستعجلة في تعويض نصف عامٍ من الشلل.
“لقد وصلنا.” قال هاوكينز وهو يغلق ساعته.
في مقر غرفة التجارة الحرة، كانت السيدة العنكبوت السامة، الممثلة الملكية ورئيسة غرفة التجارة الملكية، إلى جانب سيد عائلة داوسون، منهمكين بلا راحة منذ رفع الحظر.
فقد سبقتهم أوامر الملك التي وصلت قبلها: “بعد رفع الحظر، يجب تعزيز السيطرة الملكية على تجارة الجنوب الشرقي.”
“وكيف كان شكل عصر الحكام؟” سأل.
كانت نوايا الملك واضحة، بل فاضحة.
لقد أراد استغلال تداعيات الطاعون على اقتصاد الجنوب الشرقي، لتثبيت سلطة التاج على التجارة.
لم يعد هناك مجال لظهور ملك غير متوّج للبحر كتحالف الموانئ الخمسة مرة أخرى.
مع تراجع الطاعون الأسود في الضفة المقابلة من مضيق الهاوية، إثر حادثة “نزول الحاكم”، رُفعت القيود عن السواحل الجنوبية الشرقية. وسرعان ما انطلقت غرف التجارة التي لحقت بها خسائر فادحة، مستعجلة في تعويض نصف عامٍ من الشلل.
فخلال فترة الحظر، بفضل سجل سفن الموانئ الجنوبية، أصبحت لدى الملك معلومات غير مسبوقة عن تجارة الجنوب الشرقي.
سأل الملك بهدوء، وهو لا يزال يتأمل: “وما هو اسمك أنت؟”
كان الدمار عظيمًا:
غالبية غرف التجارة الصغيرة أفلست، حتى الكبيرة منها تلقت ضربات موجعة.
وحينها، وصلت إلى العنكبوت السامة وداوسون مسودة قانون جديد من الملك، عنوانه “قانون حماية مؤقت لغرف التجارة”.
لكن التسمية خادعة، فالقانون كان بالأحرى ميثاق ضمٍّ إجباري.
“لقد وصلنا.” قال هاوكينز وهو يغلق ساعته.
فبموجبه، يمكن للغرف المفلسة أن تحصل على دعم ملكي، شرط الانضمام المباشر للتاج.
أما الكيانات الأكبر، فتحصل على إعفاءات جمركية إذا قدمت تنازلات إضافية.
ثم قال الملك بخفة: “لا بأس… هو مجرد اسم. أتريد أن تستعيده؟”
وفي كلتا الحالتين، النتيجة واحدة: الخضوع للملك.
فبموجبه، يمكن للغرف المفلسة أن تحصل على دعم ملكي، شرط الانضمام المباشر للتاج. أما الكيانات الأكبر، فتحصل على إعفاءات جمركية إذا قدمت تنازلات إضافية.
ما إن صدر القانون حتى ملأ اللعن والشتائم أجواء غرف التجارة الكبيرة في الجنوب الشرقي.
وقد تواصلت مجموعة منهن مع غريلا، وأبدين عبرها رغبتهن في الانضمام إلى حماية الملك.
وخاصة أن البيع الإجباري الذي فرضه الملك قبيل نزول الرب – تحت عنوان “قانون تعويض السلع المؤقتة” – أجبرهم على بيع مخزونهم بأسعار منخفضة لصالح الدولة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تفاجأ الملك للحظة. كان الصوت باردًا، لكن معانيه تنزف.
وها هو اليوم، وقد انقشع الطاعون، يقدّم تلك السلع الرخيصة التي اشتراها منهم، إلى غرف التجارة المفلسة كمساعدات!
ذكرت غريلا في رسالتها أمرًا آخر: الساحرات في مملكة بلاسي، أبدين رغبتهن بالاحتماء تحت جناح الملك.
يا لها من صفعة مزدوجة.
لم يغادر قراصنة والوي المنطقة بعد رفع الحظر، فهم الآن جزءٌ من البحرية الملكية، بأمر من الملك. وقد كُلّفوا بمهمتين: • مطاردة القراصنة الذين يحاولون استغلال هذا الفراغ. • مراقبة أي تهديد محتمل من الضفة الأخرى من مضيق الهاوية.
فليس ذلك فحسب، بل كي تستلم الغرف الصغيرة تلك البضائع، عليها أولًا توقيع سلسلة من الاتفاقيات تُخضعها تمامًا لسلطة الملك.
تدريجيًا، بدأن بالاختلاط مع البشر، لكن الهدوء لم يدم طويلًا. ومع توسع نفوذ المحكمة المقدسة، ضاق عليهن العيش، حتى أصبحت أيامهن معدودة تحت حكم الإمبراطورية الإلهية. فبينما قد تتسامح المحكمة مع منجّمين يقرؤون الكواكب تحت أعينها، تبقى هناك حدود لا تُغتفر تفصلها عن الساحرات.
النتيجة؟
الكبار يعضّون على أنيابهم من الغيظ، بينما الصغار يتنفسون الصعداء.
وقد أجادوا ذلك تمامًا.
وقفت الساحرة غريلا على سارية السفينة، تتأمل السفن التجارية تخرج من الميناء واحدة تلو الأخرى.
تدريجيًا، بدأن بالاختلاط مع البشر، لكن الهدوء لم يدم طويلًا. ومع توسع نفوذ المحكمة المقدسة، ضاق عليهن العيش، حتى أصبحت أيامهن معدودة تحت حكم الإمبراطورية الإلهية. فبينما قد تتسامح المحكمة مع منجّمين يقرؤون الكواكب تحت أعينها، تبقى هناك حدود لا تُغتفر تفصلها عن الساحرات.
لم يغادر قراصنة والوي المنطقة بعد رفع الحظر، فهم الآن جزءٌ من البحرية الملكية، بأمر من الملك.
وقد كُلّفوا بمهمتين:
• مطاردة القراصنة الذين يحاولون استغلال هذا الفراغ.
• مراقبة أي تهديد محتمل من الضفة الأخرى من مضيق الهاوية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ما إن صدر القانون حتى ملأ اللعن والشتائم أجواء غرف التجارة الكبيرة في الجنوب الشرقي.
“هل أنتم مستعدون؟” سأل مساعد القبطان تشارلز بتردد.
لمّا استدارت غريلا نحوه، وقعت عيناها على بعض القراصنة يتظاهرون بالانشغال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وإن وُجد في هذا العالم مكان واحد يصلح أن يكون ملجأً لهؤلاء الملاحقات، فلن يكون سوى ليغراند.
أحدهم سقط في حفرة على السطح، فيما اكتفى آخرون بسحب الحبال أو مسح الأرضية.
مع تراجع الطاعون الأسود في الضفة المقابلة من مضيق الهاوية، إثر حادثة “نزول الحاكم”، رُفعت القيود عن السواحل الجنوبية الشرقية. وسرعان ما انطلقت غرف التجارة التي لحقت بها خسائر فادحة، مستعجلة في تعويض نصف عامٍ من الشلل.
ضحكت قائلة:
“يبدو أنكم لا تثقون بي ولا بجيني… ستغضب السفينة منكم.”
بعد انقضاء العصر الأسطوري، ضعفت قوى الساحرات، ولم يعد بإمكانهن تحمل قسوة البرد كما في السابق، فغادرن مواطنهن الأصلية. وفي تاريخ الساحرات، يُطلق على القرن الأول الميلادي اسم “قرن الترحال”.
حلّ الظلام تدريجيًا، ومعه عادت جميع السفن الشبحية التابعة لقراصنة والوي من دورياتها، وانضمت إليها سفينة حاملة الجحيم.
وقفت غريلا بجانب هاوكينز على سطح السفينة، يلوّح لهم تشارلز مودعًا من على مركب شراعي بعيد.
يا لها من صفعة مزدوجة.
وغادرت تلك السفن دون ضوضاء، متجهة نحو عرض البحر.
وبعد أن اختفت عن الأنظار، انفجرت عاصفة في الأفق.
فابتسمت الساحرة وقالت: “انطلقي يا جيني.”
في خضم العاصفة، فتح هاوكينز ساعته الذهبية ليتحقق من الاتجاه.
وحين بلغوا الإحداثيات المذكورة في رسالة الملك، لاحظت غريلا أن المياه أصبحت حالكة السواد، وفي وسط ذلك الجنون، ظهرت دوامة ضخمة في البحر القريب.
سأل الملك بهدوء، وهو لا يزال يتأمل: “وما هو اسمك أنت؟”
كان الضباب الأسود يخرج منها، والعاصفة تهدر من أعماقها، فتُشعِر الناظر بالقشعريرة من النظرة الأولى.
حلّ الظلام تدريجيًا، ومعه عادت جميع السفن الشبحية التابعة لقراصنة والوي من دورياتها، وانضمت إليها سفينة حاملة الجحيم. وقفت غريلا بجانب هاوكينز على سطح السفينة، يلوّح لهم تشارلز مودعًا من على مركب شراعي بعيد.
كأنها تؤدي مباشرة إلى الجحيم.
بعد انقضاء العصر الأسطوري، ضعفت قوى الساحرات، ولم يعد بإمكانهن تحمل قسوة البرد كما في السابق، فغادرن مواطنهن الأصلية. وفي تاريخ الساحرات، يُطلق على القرن الأول الميلادي اسم “قرن الترحال”.
“لقد وصلنا.” قال هاوكينز وهو يغلق ساعته.
ساد الصمت.
فابتسمت الساحرة وقالت:
“انطلقي يا جيني.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تفاجأ الملك للحظة. كان الصوت باردًا، لكن معانيه تنزف.
ثم أبحروا… مباشرة نحو دوامةٍ تبتلع كل شيء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “الساحرات…” تمتم الملك متأملًا. في رسالتها، شرحت غريلا بعض الحقائق المجهولة عن تاريخهن.
وفيما تشير السجلات إلى أن المحكمة المقدسة تأسست في القرن الأول بعد الميلاد، إلا أن قوة الحكام كانت قد بدأت تخفت تدريجيًا منذ حين، تاركة الساحة لأتباع الحاكم الاول.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أُقصي الحكام الآخرون، وصار كل تعددٍ “هرطقة”.
أقدم سجل يذكر بوضوح سيطرة المحكمة على مجريات التاريخ، كان في مملكة بلاسي.
عام 217 ميلاديًا، خضعت مملكة الغراب للمحكمة، وبمساعدة حرس الحكام، وحدت مناطق كثيرة في الساحل الشرقي لمضيق الهاوية، وأسست مملكة بلاسي، متخذة المحكمة كدين رسمي.
وقد سُجّل حينها:
“رسم الكهنة الصليب على صدور الأبطال، ومنذ ذلك اليوم، صار الفرسان لا يُقهرون.”
تأمل الملك لفترة ثم أومأ موافقًا.
تدريجيًا، ترسخت فكرة أن النصر في الحروب يُمنح بإرادة الحاكم.
“وكيف كان شكل عصر الحكام؟” سأل.
وما يثير الانتباه، هو أن نشأة المحكمة المقدسة وتطورها ظلّت دومًا مغلفة بالغموض.
لأكثر من ألف عام، اجتهدت المحكمة في خلط الأساطير بالواقع، وفي ترسيخ عقيدة أن الرب العليم القدير هو من فتح هذا العالم، وأن إرادته تسري في كل مراحل تطور الحضارة.
فخلال فترة الحظر، بفضل سجل سفن الموانئ الجنوبية، أصبحت لدى الملك معلومات غير مسبوقة عن تجارة الجنوب الشرقي.
وقد أجادوا ذلك تمامًا.
وقفت الساحرة غريلا على سارية السفينة، تتأمل السفن التجارية تخرج من الميناء واحدة تلو الأخرى.
جيلًا بعد جيل، دأب فقهاء اللاهوت على تفسير كل حدث كبير وفقًا لرؤية دينية.
حتى بات الإيمان بالحاكم متغلغلًا في أدق تفاصيل الحياة، بينما اختفت من الذاكرة العقائد القديمة.
جاءت الساحرة غريلا بخبرٍ سار للملك. فبعد كل هذا الوقت، أكملت التحضيرات اللازمة لبقية طقوس الاستدعاء، ولم يبقَ سوى مساعدة الملك كي تتمكن من استدعاء قراصنة والوي الذين قضَوا بسبب الطاعون الأسود وإعادتهم إلى سفينة جيني على هيئة أرواح. رجَت من الملك أن يأذن لهم بمغادرة نهر الموتى في الجحيم.
أُقصي الحكام الآخرون، وصار كل تعددٍ “هرطقة”.
تدريجيًا، بدأن بالاختلاط مع البشر، لكن الهدوء لم يدم طويلًا. ومع توسع نفوذ المحكمة المقدسة، ضاق عليهن العيش، حتى أصبحت أيامهن معدودة تحت حكم الإمبراطورية الإلهية. فبينما قد تتسامح المحكمة مع منجّمين يقرؤون الكواكب تحت أعينها، تبقى هناك حدود لا تُغتفر تفصلها عن الساحرات.
رفع الملك يده إلى جبينه، شعر أنه اقترب من لمسةٍ خفية لحقيقة كبرى.
أجابه الشيطان وهو يحدق فيه: “الحكام عُبِدَت بأسماء مختلفة، ولكل اسم خصائصه وسلطاته. وكل حاكم أراد أن يحظى بالسلطة المطلقة. كان ذلك عصر حربٍ… تتصارع فيه الذئاب.”
“وكيف كان شكل عصر الحكام؟” سأل.
فابتسمت الساحرة وقالت: “انطلقي يا جيني.”
أجابه الشيطان وهو يحدق فيه:
“الحكام عُبِدَت بأسماء مختلفة، ولكل اسم خصائصه وسلطاته.
وكل حاكم أراد أن يحظى بالسلطة المطلقة.
كان ذلك عصر حربٍ… تتصارع فيه الذئاب.”
“الآن…” قال، “فلننتقل إلى المفاجأة التي وعدتني بها.”
سأل الملك بهدوء، وهو لا يزال يتأمل:
“وما هو اسمك أنت؟”
جيلًا بعد جيل، دأب فقهاء اللاهوت على تفسير كل حدث كبير وفقًا لرؤية دينية. حتى بات الإيمان بالحاكم متغلغلًا في أدق تفاصيل الحياة، بينما اختفت من الذاكرة العقائد القديمة.
تردد الشيطان لحظة، ثم ابتسم بخفة وقال:
“اسمي؟
لا يُذكر بين الأسماء… ولا أظنك تود سماعه، مولاي.”
ذكرت غريلا في رسالتها أمرًا آخر: الساحرات في مملكة بلاسي، أبدين رغبتهن بالاحتماء تحت جناح الملك.
لكن الملك ظل صامتًا، يحدق في خادمه الذي يخفي ابتسامة أبدية، ترافقها فراشة سوداء على كتفه.
الفصل 118 – الاسم والعقد
ثم، تبدل الشيطان.
لكن الملك ظل صامتًا، يحدق في خادمه الذي يخفي ابتسامة أبدية، ترافقها فراشة سوداء على كتفه.
ذابت الابتسامة من وجهه، وغمره سكونٌ ثقيل، كأنه سيف دامٍ خرج للتو من غمده.
ثم، تبدل الشيطان.
قال بصوتٍ هادئ، لكنه مثقلٌ بالدم والمرارة:
“لا اسم لي… فقدته منذ زمن بعيد.”
“لقد وصلنا.” قال هاوكينز وهو يغلق ساعته.
تفاجأ الملك للحظة.
كان الصوت باردًا، لكن معانيه تنزف.
تدريجيًا، بدأن بالاختلاط مع البشر، لكن الهدوء لم يدم طويلًا. ومع توسع نفوذ المحكمة المقدسة، ضاق عليهن العيش، حتى أصبحت أيامهن معدودة تحت حكم الإمبراطورية الإلهية. فبينما قد تتسامح المحكمة مع منجّمين يقرؤون الكواكب تحت أعينها، تبقى هناك حدود لا تُغتفر تفصلها عن الساحرات.
انحرفت أشعة القمر، وغاصت ملامح الشيطان في الظلال، فلم يبقَ للملك سوى الشعور به واقفًا هناك، صامتًا، غاضبًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أقدم سجل يذكر بوضوح سيطرة المحكمة على مجريات التاريخ، كان في مملكة بلاسي. عام 217 ميلاديًا، خضعت مملكة الغراب للمحكمة، وبمساعدة حرس الحكام، وحدت مناطق كثيرة في الساحل الشرقي لمضيق الهاوية، وأسست مملكة بلاسي، متخذة المحكمة كدين رسمي. وقد سُجّل حينها: “رسم الكهنة الصليب على صدور الأبطال، ومنذ ذلك اليوم، صار الفرسان لا يُقهرون.”
ساد الصمت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ما إن صدر القانون حتى ملأ اللعن والشتائم أجواء غرف التجارة الكبيرة في الجنوب الشرقي.
ثم قال الملك بخفة:
“لا بأس… هو مجرد اسم.
أتريد أن تستعيده؟”
تأمل الملك لفترة ثم أومأ موافقًا.
رفع الشيطان نظره، وفهم أنه لا يمزح.
فانفجر ضاحكًا، مزّق ضحكه برودة الغرفة، ثم انحنى وهو يبتسم:
“إذن، أرجو منك أن تساعدني في استرداده… حين يحين ذاك اليوم، يا مولاي.”
الفصل 118 – الاسم والعقد
رد الملك بابتسامة باهتة:
“حسنًا.”
كان الضباب الأسود يخرج منها، والعاصفة تهدر من أعماقها، فتُشعِر الناظر بالقشعريرة من النظرة الأولى.
انحرفت أشعة القمر، وغاصت ملامح الشيطان في الظلال، فلم يبقَ للملك سوى الشعور به واقفًا هناك، صامتًا، غاضبًا.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات