قاعة الحقيقة
الفصل 711 – قاعة الحقيقة
كان من بين الحضور الدوق جورجسون نفسه. وما إن سمع اسمه حتى تجمّدت ملامحه، وتوقّف المطران مارتن عن التنفّس لحظة.
تسلّلت أشعة القمر بزاوية مائلة وغريبة، لتلامس سطح الطاولة المصنوعة من خشب الماهوغاني في غرفة الملك، أو لنقل على وجه الدقة: على مرآة برونزية وُضعت بعناية على الطاولة.
كان الشيطان يُمرّر قطعة من الحرير الأسود على سطح المرآة، يمسحها بهدوء، بينما راقب الملك حركاته بشيءٍ من الاهتمام.
الادّعاءات العلمية تم دحضها بمنطق الأعراق، نظرية دوران الدم نُسفت بنظرية “الهالة”، وتركيب الهواء سُخر منه بوصفه هراءً… الجو في القاعة كان يغلي، وسرعان ما اقتربت لحظة مناقشة “نظرية مركزية الشمس”.
الملك لم يكن غريبًا عن المخلوقات المظلمة، بل إنه رأى الحراس بأمّ عينه، غير أن ما كان الشيطان على وشك عرضه عليه تلك الليلة، كان أقرب إلى الخيال الشعبي عن الكائنات الظلامية في ذلك العصر—السحرة، الكرات البلورية، الأوهام، والأحلام.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فكّ الشيطان السحر عن المرآة، فعادت إلى حالتها النحاسية القديمة.
كل ذلك بدأ عندما تلقّى الملك رسالة من الجنرال جون.
عندما قرأ عن مناظرة الحقيقة التي أقامتها المحكمة المقدسة، لم يستطع إلا أن يسخر منها، معتبرًا إياها مهزلةً تلفّها عباءة سوداء.
“هل يريدون مناقشة الحقيقة؟” قال مستهزئًا، “بمنطق امرأة تسقط في الماء وتغرق؟”
قال الشيطان، بأدب ظاهر يخفي في ثناياه نكهة الشرّ:
“هل ترغب في أن ترى بنفسك كيف تبدأ هذه المهزلة؟”
ثم سأل الملك: “ألم يلاحظ أحد الأساقفة تحرّكاتك؟ لقد بات تدخّلك في عالم البشر أسرع من ذي قبل.”
لم يكن ذلك الأدب إلّا قناعًا شفافًا، يحاول خلفه إثارة الفوضى. نظر إليه الملك، فكّر للحظة، ثم ابتسم موافقًا. وما إن أومأ برأسه، حتى انفجر الشيطان ضاحكًا.
كان التفاهم بينه وبين جلالته في إشعال المتاعب تجاه المحكمة المقدسة، عميقًا بشكل مريب.
في وسط القاعة، جلس مبعوث البابا بحلّته الرسمية، يحمل في يدٍ الإنجيل، وفي الأخرى ميزان العدالة، جالسًا بوقارٍ، رمزًا للقاضي و”العدل”.
صحيح أن هناك الكثير مما يمكن قوله، لكن لا شكّ في أنهما في أحيانٍ كثيرة تعاونا عن طيب خاطر، وبتنسيق عجيب.
قال الشيطان وهو يضع الحرير جانبًا: “يا صاحب الجلالة، أعتقد أن الوقت قد حان.” ثم رفع طرف فمه بابتسامة خفيفة، وتابع: “اسمح لي بقطرة من دمك.”
قال الشيطان وهو يضع الحرير جانبًا:
“يا صاحب الجلالة، أعتقد أن الوقت قد حان.”
ثم رفع طرف فمه بابتسامة خفيفة، وتابع:
“اسمح لي بقطرة من دمك.”
كان من بين الحضور الدوق جورجسون نفسه. وما إن سمع اسمه حتى تجمّدت ملامحه، وتوقّف المطران مارتن عن التنفّس لحظة.
كان عرّاب الملك، القبطان تشارلز، قد أوصاه يومًا قائلاً: “حين تتعامل مع مخلوقات الجحيم، لا توافق على طلباتهم بسهولة، ولا تعطهم شيئًا يصلح لعقدٍ ما…”
وسمعة الجحيم السيئة لم تكن محض إشاعة.
ثم رفع الأوراق نحو الحضور، وتابع: “هذه رسائل وصلتني من المطران مارتن، الأب بيتر، والدوق جورجسون.”
ومع ذلك، مدّ الملك يده دون تردّد.
“مطرقة الساحرات…” تمتم الملك.
اتسعت ابتسامة الشيطان أكثر، فلامس بيده المزينة بخاتم الوردة يد الملك، واستخرج منها قطرة دم لم يشعر بها الملك أصلًا، ثم تركها تنزلق على سطح المرآة البرونزية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن ذلك الأدب إلّا قناعًا شفافًا، يحاول خلفه إثارة الفوضى. نظر إليه الملك، فكّر للحظة، ثم ابتسم موافقًا. وما إن أومأ برأسه، حتى انفجر الشيطان ضاحكًا. كان التفاهم بينه وبين جلالته في إشعال المتاعب تجاه المحكمة المقدسة، عميقًا بشكل مريب.
قال الشيطان بنبرة مرحة:
“دعني أُريك خدعة صغيرة.”
ثم وضع راحة يده على عيني الملك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اتسعت ابتسامة الشيطان أكثر، فلامس بيده المزينة بخاتم الوردة يد الملك، واستخرج منها قطرة دم لم يشعر بها الملك أصلًا، ثم تركها تنزلق على سطح المرآة البرونزية.
شعر الملك أن الظلام لفّ بصره، ثم بدا كأن نهرًا باردًا يتدفق أمام عينيه، تبعه صوت الشيطان يقول “ها نحن ذا”، وأزال يده.
وفي تلك اللحظة، حطّ غرابٌ كبير أمام الملك، ومعه رسالة مختومة. ابتسم الشيطان، كأنه كان ينتظر ذلك بالضبط.
فتح الملك عينيه، فرأى نور القمر الفضي ينساب فوق الطاولة كجدول، متّجهًا نحو المرآة، وسطحها المعتم بات ناعمًا كزئبق ساكن. ثم، بدأت تظهر معالمٌ ضبابية لبناءٍ ما، حتى انجلت الصورة تدريجيًا…
رفع الملك حاجبه وقال: “كيف فعلتَ ذلك؟ بيبر كان في صفّهم.”
فرأى الملك “قاعة الحقيقة” التي شيّدتها المحكمة المقدسة.
رَفَع المطران مارتن صوته وقال: “كما أوضح الأب الأزلي، فإن السماء الأبدية المقدسة هي مُلك للحاكم، وسلطته قائمة في البلاد العليا. ولهذا، فإن الأجرام السماوية ثابتة، والأرض هي مركز النجوم. نحن أبناؤه المحبوبون، فهل نُخرج أنفسنا من رحمته؟”
يبدو أن الكرسي الرسولي أراد أن يرفع من شأن هذه المناظرة إلى مصافّ مناظرة “الوجد الصوفي” الشهيرة التي أُقيمت في جامعة فيبل في مدينة الفنون ويل.
تسلّلت أشعة القمر بزاوية مائلة وغريبة، لتلامس سطح الطاولة المصنوعة من خشب الماهوغاني في غرفة الملك، أو لنقل على وجه الدقة: على مرآة برونزية وُضعت بعناية على الطاولة. كان الشيطان يُمرّر قطعة من الحرير الأسود على سطح المرآة، يمسحها بهدوء، بينما راقب الملك حركاته بشيءٍ من الاهتمام.
قال الشيطان بهمس:
“جامعة فيبل لم تكن تملك قاعة تتّسع للجمهور، لذا قام دوق جورجسون، المشرف على هذه المناظرة، بإخلاء قاعة ولائمه الخاصة.”
“أكاذيب!” صرخ الدوق جورجسون، واقفًا بانفعال.
في وسط القاعة، جلس مبعوث البابا بحلّته الرسمية، يحمل في يدٍ الإنجيل، وفي الأخرى ميزان العدالة، جالسًا بوقارٍ، رمزًا للقاضي و”العدل”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان الغراب تابعًا للساحرة “غريلا” من سفينة الأشباح. وقد تذكّر الملك وعدًا قطعَه لها… وعدٌ بإعادة رفاقها من الموتى إلى ظهر السفينة.
على الجانبين، اصطفّت طاولات العلماء المدنيين والكلاسيكيين جنبًا إلى جنب، رمزًا بأن لا هوية تعلو على “الحقيقة” في هذا النقاش.
الملك لم يكن غريبًا عن المخلوقات المظلمة، بل إنه رأى الحراس بأمّ عينه، غير أن ما كان الشيطان على وشك عرضه عليه تلك الليلة، كان أقرب إلى الخيال الشعبي عن الكائنات الظلامية في ذلك العصر—السحرة، الكرات البلورية، الأوهام، والأحلام.
وعلى الأقل، في المظهر، كانت هذه المناظرة تبدو بحق حدثًا غير مسبوق.
كان خصمه أستاذًا في جامعة فيبل، يُدعى البروفيسور بيبر. لكن المطران مارتن لم يكن قلقًا… فهو يعرف بالضبط ما سيقوله الرجل: سيستعرض بيانات، ثم يعقّب عليها مارتن بتفنيد دقيق، يبيّن أخطاء القياس أو الحساب، ويُسقط مصداقية النظرية.
كان العلماء المتحمسون يهاجمون خصومهم بشراسة، يتراشقون الحُجج، ويتبادلون الخُطب الواسعة — لولا أنّ جميع النصوص تُدينها المحكمة كـ”هرطقة”، لكان بوسع الكهنة التغنّي ببطولاتهم، كما يفعل المحاربون وهم يلوّحون بسيوفهم فوق رؤوس الجموع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تابع البروفيسور: “ثلاثة أيام مضت، وُضِعَت زوجتي وابني تحت رقابة جهاز القضاء. كل ما جرى هنا الليلة ليس دفاعًا عن الحقيقة، بل مسرحية مرتّبة بعناية… أظن أن أغلب من وقف هنا كان يرزح تحت ذات التهديدات التي أرهقتني.”
علّق الملك ساخرًا، بنبرةٍ لاذعة:
“رائع… بعد انهيار الإمبراطورية المقدّسة، لن يجد الكهنة صعوبة في العثور على مهنة جديدة… أفضل ممثلي مسرح متزل سيقفون انحناءً أمامهم.”
وفي تلك اللحظة، حطّ غرابٌ كبير أمام الملك، ومعه رسالة مختومة. ابتسم الشيطان، كأنه كان ينتظر ذلك بالضبط.
ضحك الشيطان موافقًا، فقد كانا يراقبان من خلال المرآة كيف تألّق رجال الدين في هذه المسرحية الكبرى.
— أيّا يكن، راهن برأسه إن شئت أن هؤلاء المتكلّمين البارعين من رجال اللاهوت لم يحفظوا الكتاب المقدس كله، بل أفنوا لياليهم في حفظ “النصوص” التي ستُلقيها أفواههم اليوم.
كان المطران مارتن يرتدي عباءته السوداء، وقد تبوّأ مركزه في قلب المناظرة، فهو السلاح الأشدّ حدّة لدى المحكمة المقدّسة. ليس فقط رجل دين، بل ممثّل مأساوي، بليغ، ماكر. خلال تلك الليلة، أبدع مارتن في تحريف كلام خصومه، يُحمّل كلماتهم معاني لم تكن موجودة أصلًا، ويقود الحوار بهدوء إلى فخاخ المفارقات التي يصعب الخروج منها.
الادّعاءات العلمية تم دحضها بمنطق الأعراق، نظرية دوران الدم نُسفت بنظرية “الهالة”، وتركيب الهواء سُخر منه بوصفه هراءً… الجو في القاعة كان يغلي، وسرعان ما اقتربت لحظة مناقشة “نظرية مركزية الشمس”.
ضحك الشيطان مجددًا، وقال: “ألم أخبرك، أنا لا أقول إنني لا أسترد ما أعطيته لاحقًا. من الطبيعي أن يتمزّق هذا المسكين على يد أحد أمراء الجحيم قبل أن يجفّ دمه.”
همس الشيطان مبتسمًا:
“اقتربت اللحظة، يا مولاي.”
ثم سأل الملك: “ألم يلاحظ أحد الأساقفة تحرّكاتك؟ لقد بات تدخّلك في عالم البشر أسرع من ذي قبل.”
اعتدل الملك في جلسته قليلًا، وراح يتأمّل ما يظهر في مرآة النحاس باهتمام بالغ.
…..
في قاعة مناظرة الحقيقة – مدينة ويل، عاصمة الفن.
شعر الملك أن الظلام لفّ بصره، ثم بدا كأن نهرًا باردًا يتدفق أمام عينيه، تبعه صوت الشيطان يقول “ها نحن ذا”، وأزال يده.
كان المطران مارتن يرتدي عباءته السوداء، وقد تبوّأ مركزه في قلب المناظرة، فهو السلاح الأشدّ حدّة لدى المحكمة المقدّسة. ليس فقط رجل دين، بل ممثّل مأساوي، بليغ، ماكر.
خلال تلك الليلة، أبدع مارتن في تحريف كلام خصومه، يُحمّل كلماتهم معاني لم تكن موجودة أصلًا، ويقود الحوار بهدوء إلى فخاخ المفارقات التي يصعب الخروج منها.
علّق الملك ساخرًا، بنبرةٍ لاذعة: “رائع… بعد انهيار الإمبراطورية المقدّسة، لن يجد الكهنة صعوبة في العثور على مهنة جديدة… أفضل ممثلي مسرح متزل سيقفون انحناءً أمامهم.”
لقد كان الخصم الذي يُعوّل عليه. وفي كل مرة يتعثر فيها أحد الكهنة الآخرين أو يتلعثم، كان مارتن يتدخّل ببيانٍ قوي، يلمّع به صورة الكهنة أمام الجمهور.
على الجانبين، اصطفّت طاولات العلماء المدنيين والكلاسيكيين جنبًا إلى جنب، رمزًا بأن لا هوية تعلو على “الحقيقة” في هذا النقاش.
ومع اقتراب ختام المناظرة، بقي آخر خصومه… أو بالأحرى، آخر من صُوِّرَ على أنه خصم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “وماذا كان ثمن موته؟”
رَفَع المطران مارتن صوته وقال:
“كما أوضح الأب الأزلي، فإن السماء الأبدية المقدسة هي مُلك للحاكم، وسلطته قائمة في البلاد العليا. ولهذا، فإن الأجرام السماوية ثابتة، والأرض هي مركز النجوم. نحن أبناؤه المحبوبون، فهل نُخرج أنفسنا من رحمته؟”
قال الشيطان، بابتسامة متّسعة: “ما رأيك، يا مولاي؟ أأعجبتك المفاجأة التي أعددتُها لك بعناية؟”
ثم نظر إلى خصمه، ينتظر ردّه.
قال الشيطان وهو يضع الحرير جانبًا: “يا صاحب الجلالة، أعتقد أن الوقت قد حان.” ثم رفع طرف فمه بابتسامة خفيفة، وتابع: “اسمح لي بقطرة من دمك.”
كان خصمه أستاذًا في جامعة فيبل، يُدعى البروفيسور بيبر.
لكن المطران مارتن لم يكن قلقًا… فهو يعرف بالضبط ما سيقوله الرجل: سيستعرض بيانات، ثم يعقّب عليها مارتن بتفنيد دقيق، يبيّن أخطاء القياس أو الحساب، ويُسقط مصداقية النظرية.
كان من بين الحضور الدوق جورجسون نفسه. وما إن سمع اسمه حتى تجمّدت ملامحه، وتوقّف المطران مارتن عن التنفّس لحظة.
لكن ما لم يتوقّعه، أن البروفيسور بيبر وقف، ثم ابتسم نظرة غريبة، وأخرج عدة أوراق قائلاً:
“أيها السادة… لست بارعًا في الفيزياء ولا أدّعي الفهم الكامل لمركزية الشمس أو دوران الأرض. لكن، بين يديّ شيء أود أن أريكم إياه…”
على الجانبين، اصطفّت طاولات العلماء المدنيين والكلاسيكيين جنبًا إلى جنب، رمزًا بأن لا هوية تعلو على “الحقيقة” في هذا النقاش.
ثم رفع الأوراق نحو الحضور، وتابع:
“هذه رسائل وصلتني من المطران مارتن، الأب بيتر، والدوق جورجسون.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اتسعت ابتسامة الشيطان أكثر، فلامس بيده المزينة بخاتم الوردة يد الملك، واستخرج منها قطرة دم لم يشعر بها الملك أصلًا، ثم تركها تنزلق على سطح المرآة البرونزية.
كان من بين الحضور الدوق جورجسون نفسه. وما إن سمع اسمه حتى تجمّدت ملامحه، وتوقّف المطران مارتن عن التنفّس لحظة.
قال الشيطان، بأدب ظاهر يخفي في ثناياه نكهة الشرّ: “هل ترغب في أن ترى بنفسك كيف تبدأ هذه المهزلة؟”
تابع البروفيسور:
“ثلاثة أيام مضت، وُضِعَت زوجتي وابني تحت رقابة جهاز القضاء. كل ما جرى هنا الليلة ليس دفاعًا عن الحقيقة، بل مسرحية مرتّبة بعناية… أظن أن أغلب من وقف هنا كان يرزح تحت ذات التهديدات التي أرهقتني.”
صاح المطران: “لقد مسّه الشيطان!”، بينما هرع الحراس تجاهه.
“أكاذيب!”
صرخ الدوق جورجسون، واقفًا بانفعال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن ذلك الأدب إلّا قناعًا شفافًا، يحاول خلفه إثارة الفوضى. نظر إليه الملك، فكّر للحظة، ثم ابتسم موافقًا. وما إن أومأ برأسه، حتى انفجر الشيطان ضاحكًا. كان التفاهم بينه وبين جلالته في إشعال المتاعب تجاه المحكمة المقدسة، عميقًا بشكل مريب.
“أين الحُرّاس؟ خذوه!”
ابتسم الشيطان بمكر.
صاح المطران: “لقد مسّه الشيطان!”، بينما هرع الحراس تجاهه.
كان عرّاب الملك، القبطان تشارلز، قد أوصاه يومًا قائلاً: “حين تتعامل مع مخلوقات الجحيم، لا توافق على طلباتهم بسهولة، ولا تعطهم شيئًا يصلح لعقدٍ ما…” وسمعة الجحيم السيئة لم تكن محض إشاعة.
لكن قبل أن يصلوا إليه، ارتطم البروفيسور بعمودٍ حجري، وانهار وسط بركة من الدماء.
على الجانبين، اصطفّت طاولات العلماء المدنيين والكلاسيكيين جنبًا إلى جنب، رمزًا بأن لا هوية تعلو على “الحقيقة” في هذا النقاش.
وبدا وكأن الصورة تجمّدت.
هزّ الشيطان رأسه قائلاً: “نعم… لكنها ليست كل شيء. أعتقد أننا سنفاجئ بعض اللوردات في الحفل القادم.”
……
صحيح أن هناك الكثير مما يمكن قوله، لكن لا شكّ في أنهما في أحيانٍ كثيرة تعاونا عن طيب خاطر، وبتنسيق عجيب.
قال الشيطان، بابتسامة متّسعة:
“ما رأيك، يا مولاي؟ أأعجبتك المفاجأة التي أعددتُها لك بعناية؟”
في وسط القاعة، جلس مبعوث البابا بحلّته الرسمية، يحمل في يدٍ الإنجيل، وفي الأخرى ميزان العدالة، جالسًا بوقارٍ، رمزًا للقاضي و”العدل”.
رفع الملك حاجبه وقال:
“كيف فعلتَ ذلك؟ بيبر كان في صفّهم.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اتسعت ابتسامة الشيطان أكثر، فلامس بيده المزينة بخاتم الوردة يد الملك، واستخرج منها قطرة دم لم يشعر بها الملك أصلًا، ثم تركها تنزلق على سطح المرآة البرونزية.
ضحك الشيطان، وقال:
“ذلك لأنه وغدٌ من الطراز الأول، تمامًا مثلهم. أبرمتُ معه صفقة بسيطة. هل تعلم أن ابنه الذي يفتخر به لم يكن ابنه أصلًا، بل ثمرة خطيئة بين زوجته وأحد الأساقفة؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ثم نظر إلى خصمه، ينتظر ردّه.
“وماذا كان ثمن موته؟”
قال الشيطان بهمس: “جامعة فيبل لم تكن تملك قاعة تتّسع للجمهور، لذا قام دوق جورجسون، المشرف على هذه المناظرة، بإخلاء قاعة ولائمه الخاصة.”
قال الشيطان:
“إنه ساحر نصف فاشل، يعلم أن أيامه معدودة. طلب فقط مكانًا مضمونًا في الجحيم… وقد منحته ما يريد.”
ومع ذلك، مدّ الملك يده دون تردّد.
الملك رمقه بنظرة شك.
“مساواةٌ مشكوكٌ فيها.”
……
ضحك الشيطان مجددًا، وقال:
“ألم أخبرك، أنا لا أقول إنني لا أسترد ما أعطيته لاحقًا. من الطبيعي أن يتمزّق هذا المسكين على يد أحد أمراء الجحيم قبل أن يجفّ دمه.”
ثم سأل الملك سؤالًا آخر: “هل لا يزال هناك سحرة؟ هل هم كُثُر؟”
هزّ الملك رأسه وقال:
“أمر مخزٍ… سواء كان المطران، أو بيبر، أو أنت.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “وماذا كان ثمن موته؟”
لكنهم معًا، أدركوا أن هذا الحدث لن يهزّ المحكمة المقدّسة…
قد تُصدر بيانًا يُدين بيبر، أو تزعم أنه خُدع من الشيطان… لكن رغم ذلك، فبذور الشكّ زُرعت.
قال الشيطان بهمس: “جامعة فيبل لم تكن تملك قاعة تتّسع للجمهور، لذا قام دوق جورجسون، المشرف على هذه المناظرة، بإخلاء قاعة ولائمه الخاصة.”
ثم سأل الملك:
“ألم يلاحظ أحد الأساقفة تحرّكاتك؟ لقد بات تدخّلك في عالم البشر أسرع من ذي قبل.”
في وسط القاعة، جلس مبعوث البابا بحلّته الرسمية، يحمل في يدٍ الإنجيل، وفي الأخرى ميزان العدالة، جالسًا بوقارٍ، رمزًا للقاضي و”العدل”.
ابتسم الشيطان بمكر.
“وهل تعتقد أن المحكمة خالية تمامًا من الخدم؟”
“وهل تعتقد أن المحكمة خالية تمامًا من الخدم؟”
ثم رفع الأوراق نحو الحضور، وتابع: “هذه رسائل وصلتني من المطران مارتن، الأب بيتر، والدوق جورجسون.”
ثم سأل الملك سؤالًا آخر:
“هل لا يزال هناك سحرة؟ هل هم كُثُر؟”
فرأى الملك “قاعة الحقيقة” التي شيّدتها المحكمة المقدسة.
فكّ الشيطان السحر عن المرآة، فعادت إلى حالتها النحاسية القديمة.
ابتسم الشيطان بمكر.
“أقلّ من ذي قبل بكثير. لكن إن كنت تبحث عن حلفاء، فهُم الأنسب لك في هذا الوقت.”
ضحك الشيطان، وقال: “ذلك لأنه وغدٌ من الطراز الأول، تمامًا مثلهم. أبرمتُ معه صفقة بسيطة. هل تعلم أن ابنه الذي يفتخر به لم يكن ابنه أصلًا، بل ثمرة خطيئة بين زوجته وأحد الأساقفة؟”
“مطرقة الساحرات…” تمتم الملك.
ثم رفع الأوراق نحو الحضور، وتابع: “هذه رسائل وصلتني من المطران مارتن، الأب بيتر، والدوق جورجسون.”
هزّ الشيطان رأسه قائلاً:
“نعم… لكنها ليست كل شيء. أعتقد أننا سنفاجئ بعض اللوردات في الحفل القادم.”
“أقلّ من ذي قبل بكثير. لكن إن كنت تبحث عن حلفاء، فهُم الأنسب لك في هذا الوقت.”
وفي تلك اللحظة، حطّ غرابٌ كبير أمام الملك، ومعه رسالة مختومة.
ابتسم الشيطان، كأنه كان ينتظر ذلك بالضبط.
“مطرقة الساحرات…” تمتم الملك.
كان الغراب تابعًا للساحرة “غريلا” من سفينة الأشباح.
وقد تذكّر الملك وعدًا قطعَه لها… وعدٌ بإعادة رفاقها من الموتى إلى ظهر السفينة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اتسعت ابتسامة الشيطان أكثر، فلامس بيده المزينة بخاتم الوردة يد الملك، واستخرج منها قطرة دم لم يشعر بها الملك أصلًا، ثم تركها تنزلق على سطح المرآة البرونزية.
فتح الملك عينيه، فرأى نور القمر الفضي ينساب فوق الطاولة كجدول، متّجهًا نحو المرآة، وسطحها المعتم بات ناعمًا كزئبق ساكن. ثم، بدأت تظهر معالمٌ ضبابية لبناءٍ ما، حتى انجلت الصورة تدريجيًا…
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
