القَسَم
الفصل 110 – القَسَم
ردد الملك بصوت منخفض:
ما إن وطئت قدم يالي بوابة قصر الوردة، حتى ارتجف جسده بلا وعي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ارتعب الأمير، وسحب جيشه وانسحب.
رأى قصورًا كثيرة في حياته، سواء قبل انشقاقه عن المحكمة المقدسة أو خلال خدمته للبعثات العسكرية.
رأى ملاذ البابا، مزخرفًا بالملائكة والصلبان، متلألئًا كأن النور يسكبه من سقوفه.
زحف هناك بين قساوسةٍ في أرديتهم البيضاء، شعر بنفسه كنملة ترصدها عين فوق زجاج.
بل حتى حين استقبله ملك بليسي العجوز، كان قصرهم فخمًا، مزينًا بالدانتيلا والتطريز، تعجّ أروقته بنبلاء يتمايلون في أناقة باهتة.
قال لها وهو يمدّ إليها رقعة ورق:
كانوا جميعًا يرددون: “الحاكم في السماء”، لكن يالي حينها، وسط الزحام، لم يكن يرى إلا قطيع خراف يرعى بين الزهور والنفاق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ولما اكتمل الحلف، كتب رسالة لإلينور:
أما قصر ليغراند، فكان شيئًا مختلفًا تمامًا.
رفع الشيخ عينيه يريد أن يتحدث، لكن الملك قاطعه بنظرة واحدة… وأسكت كل شيء.
خطوطه حادة، نحيلة، كأنها سيف رفيع أو خنجر طويل.
هيئته العامة تُشبه فارسًا في درعه الكامل، نبيلًا… لكنه وحيد.
قصر الوردة لا يعرف الصخب، صمته ثقيل، كأن النسيم الذي يمر عبر قبابه وممراته يحمل حزنًا قديمًا لا يزول.
شيخ طاعن في السن من كويا وضع التاج على رأسها.
وبرودته؟
كأن الجدران لا تؤوي ملوكًا ونبلاء، بل حارس ليلٍ ساهر، منعزل، لا ينام.
لكن إلينور… كانت تحب موطنها أكثر من أي شيء. كانت تقرأ الطالع، تفتّش في النجوم عن نهاية لهذا الجحيم. الشيخ نفسه رأى رؤى مليئة بالدم والنار، وشعر أن الحرب مثل نهر جارف… لا أحد يستطيع إيقافه.
هنا، يجتمع المجد والموت على كل جدارية، على كل نُقش وُجد ليُخلّد.
قال الملك، وصوته كالجليد:
“كما يُتوقع من قلب تنين…”
همس الرئيس العجوز بجانب يالي.
“أنتَ لا شيء… سوى جبان.”
كرّر يالي العبارة في سره، وشعر بقشعريرة غريبة تسري في عروقه.
عاد يالي ليواجه ملك ليغراند الشاب.
في هذه اللحظة، توقف رئيس الشؤون الداخلية أمام باب منقوش بزخارف وردية.
استأذن، ثم فتح الباب.
لكن الآن…
عاد يالي ليواجه ملك ليغراند الشاب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الأغنية الشعبية تبقى… تتوارثها الأجيال كهمس النار.
كان الملك جالسًا على كرسي عالي الظهر، بجانب المكتب،
يده التي تحمل خاتم الوردة تدلت بهدوء على حافة المسند.
وما إن وقعت عينا يالي عليه… حتى ضاق بؤبؤاه.
كانوا جميعًا يرددون: “الحاكم في السماء”، لكن يالي حينها، وسط الزحام، لم يكن يرى إلا قطيع خراف يرعى بين الزهور والنفاق.
دوامات من السواد والقرمزي تلاطمت في عيني الملك، كأنها مرآة تتكسر.
أحس يالي برغبة جامحة في الإمساك برأسه… رؤى غريبة لمعت أمامه، صور محطّمة، وكأن ذاكرته تنزف شيئًا كان قد نسيه منذ زمن بعيد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ارتعب الأمير، وسحب جيشه وانسحب.
“ما هذا…؟ ماذا يعني…؟”
“نعم، لقد خنتم والدتي.”
شعر الملك مباشرة بانقباض يالي، حدّق فيه للحظة ثم قال:
“يا طفلتي العزيزة… أثبتّ لي أن القدر يمكن تغييره فعلًا. أنا، الذي هرب طوال حياتي… سأذهب الآن إلى معركتي.”
“تبدو أسوأ حالًا من آخر مرة رأيتك فيها، يا سيدي.”
لم تكن ملكة مفروضة من عرش، بل اختارها الناس، وأحبوها كأنها إلهتهم الوحيدة.
ثم التفت إلى الشيخ الذي بجانبه:
“هل وصلت بليسي والمحكمة المقدسة إلى هذا الحد؟ حتى عالم مثلك لا يجد من يطعمه ويكسوه؟”
“ما هذا…؟ ماذا يعني…؟”
انحنى العجوز بأدب، ثم أخرج من طيات ردائه قلادةً بلورية تتدلّى من سلسلة فضيّة، وحرّكها مرتين أمام يالي.
“ما هذا…؟ ماذا يعني…؟”
تراجع يالي خطوتين، يتنفس بصعوبة، وكأن الضباب قد انقشع عن رأسه.
ثم أدرك قلة لياقته، فانحنى فورًا بعمق أمام الملك معتذرًا.
“نشكر جلالتكم أن منحتمونا وقتًا رغم مشاغلكم. نرجو منكم فرصة لنكفّر عن خطايانا.”
“لقد علمتُ مسبقًا سبب زيارتكم.”
قال الملك بهدوء.
“هل هذا قدرنا؟” سأل نفسه مرارًا.
أجاب الرئيس بانحناءة أعمق وصوت مملوء بالخشوع:
لكن إلينور… كانت تحب موطنها أكثر من أي شيء. كانت تقرأ الطالع، تفتّش في النجوم عن نهاية لهذا الجحيم. الشيخ نفسه رأى رؤى مليئة بالدم والنار، وشعر أن الحرب مثل نهر جارف… لا أحد يستطيع إيقافه.
“نشكر جلالتكم أن منحتمونا وقتًا رغم مشاغلكم.
نرجو منكم فرصة لنكفّر عن خطايانا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “خطايا؟” ابتسم الملك ابتسامة باهتة. “إن كنتَ تقصد دعمكم للحملة العسكرية، فلا أراها خطيئة. هل أعاقب جنودًا قاتلوا؟”
كان الملك شابًا، بل دون الشباب.
لكن بردًا خفيًا انبعث من حضوره، تجمّدت معه أعينهم، فلم يجرؤوا على النظر إليه كندّ.
اختفت الابتسامة عن ملامح الملك، واشتدّ الجليد في عينيه. قال بنبرة خافتة… لكنها تقطر سُمًّا:
ليغراند محظوظ بملكٍ كهذا.
كرّر يالي العبارة في سره، وشعر بقشعريرة غريبة تسري في عروقه.
“خطايا؟”
ابتسم الملك ابتسامة باهتة.
“إن كنتَ تقصد دعمكم للحملة العسكرية، فلا أراها خطيئة. هل أعاقب جنودًا قاتلوا؟”
تولّى ويليام الثالث العرش وسط النيران. فقد اغتيل والده، تشارلز الأسد، ودُفعت والدته الملكة إيزابيل للزواج من الدوق بيديل، شقيق تشارلز.
ابتسامته لم تفارق وجهه، وصوته بقي لينًا…
لكن مع ذلك، انحنى الشيخ أكثر، ثم جثا على ركبتيه، واضعًا جبينه على أرض الرخام الباردة.
في ذلك الزمن، لم تكن في ليغراند امرأة أجمل من إلينور. وحين كانت تخترق النار بدرعها الأحمر، كأن الضوء كلّه اختارها وحدها لتكون محور الكون.
“صحيح، حين تتصارع الأمم، لا يُلام الجنود ولا السيوف…
لكن خيانتنا لم تكن في القتال… بل في خذلاننا لإلينور.”
ابتسامته لم تفارق وجهه، وصوته بقي لينًا… لكن مع ذلك، انحنى الشيخ أكثر، ثم جثا على ركبتيه، واضعًا جبينه على أرض الرخام الباردة.
اختفت الابتسامة عن ملامح الملك، واشتدّ الجليد في عينيه.
قال بنبرة خافتة… لكنها تقطر سُمًّا:
“صحيح، حين تتصارع الأمم، لا يُلام الجنود ولا السيوف… لكن خيانتنا لم تكن في القتال… بل في خذلاننا لإلينور.”
“نعم، لقد خنتم والدتي.”
منذ تلك اللحظة… أصبحت كويا تملك ملكتها. اسمها: إلينور.
في لحظة، تجمّد الهواء.
في تلك اللحظة، كانت إلينور، الملكة ذات الشعر الليلي والعينين الزمرديتين، جالسة وحدها على برج الحجر الأسود. تمرّ بأصابعها على نصل منحنٍ، والرياح تعبث بخصل شعرها الطويل. كانت تهمس بلحنٍ قديم، أغنية شعبية من أعماق كويا. ليلة تتويج الدوق جون بصفته “مدافع الملك”، كانت إلينور واقفة في الظلال، تنظر عن بعد نحو شاعر جوّال وسط الحشود.
نظر يالي إلى الملك، ثم إلى أستاذه… ثم انحنى هو الآخر وركع.
رأى قصورًا كثيرة في حياته، سواء قبل انشقاقه عن المحكمة المقدسة أو خلال خدمته للبعثات العسكرية. رأى ملاذ البابا، مزخرفًا بالملائكة والصلبان، متلألئًا كأن النور يسكبه من سقوفه. زحف هناك بين قساوسةٍ في أرديتهم البيضاء، شعر بنفسه كنملة ترصدها عين فوق زجاج. بل حتى حين استقبله ملك بليسي العجوز، كان قصرهم فخمًا، مزينًا بالدانتيلا والتطريز، تعجّ أروقته بنبلاء يتمايلون في أناقة باهتة.
“كان ذلك أسوأ قرار اتخذناه في حياتنا.”
قال الرئيس بصوت مختنق،
“نحن مدينون لإلينور، لقد خنّا ثقتها…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كاد أن يضحك.
لم يعلّق الملك. بقي صامتًا، كأن لا شيء في الدنيا يُدهشه بعد الآن.
الجمهور انفجر بالتهليل، ورفعوا السيوف عاليًا. إلينور ترجّلت، وابتسمت معهم. جاءوا إليها كالسيل، وجمعوا من نار الحرب أغصان شوك، ونسجوا منها تاجًا بدائيًا.
في تلك اللحظة، كانت إلينور، الملكة ذات الشعر الليلي والعينين الزمرديتين، جالسة وحدها على برج الحجر الأسود.
تمرّ بأصابعها على نصل منحنٍ، والرياح تعبث بخصل شعرها الطويل.
كانت تهمس بلحنٍ قديم، أغنية شعبية من أعماق كويا.
ليلة تتويج الدوق جون بصفته “مدافع الملك”، كانت إلينور واقفة في الظلال، تنظر عن بعد نحو شاعر جوّال وسط الحشود.
“من الصعب أن يحفظ الإنسان قَسَمه؟”
الأغنية الشعبية تبقى… تتوارثها الأجيال كهمس النار.
دوامات من السواد والقرمزي تلاطمت في عيني الملك، كأنها مرآة تتكسر. أحس يالي برغبة جامحة في الإمساك برأسه… رؤى غريبة لمعت أمامه، صور محطّمة، وكأن ذاكرته تنزف شيئًا كان قد نسيه منذ زمن بعيد.
ما زال الشيخ يتذكّر تلك الفتاة ذات الشعر الليلي والعينين الخضراوين.
كانت أفضل طالبة لديه.
وقتها، لم يكن رئيسًا لاتحاد “التنبؤ والمصير”،
كان مجرد منجّم، رجل فرّ من قبضة المحكمة المقدسة، وعاش في الجبال متخفيًا.
كويا، من بين ولايات ليغراند الست والثلاثين، كانت الأصغر سنًا،
شعبها يحب السلام، الفن، والعزلة بين الجبال.
لكن السلام لا يعيش طويلًا في زمن تحكمه السيوف.
“صحيح، حين تتصارع الأمم، لا يُلام الجنود ولا السيوف… لكن خيانتنا لم تكن في القتال… بل في خذلاننا لإلينور.”
تولّى ويليام الثالث العرش وسط النيران.
فقد اغتيل والده، تشارلز الأسد، ودُفعت والدته الملكة إيزابيل للزواج من الدوق بيديل، شقيق تشارلز.
سافر الشيخ إلى أرض المحكمة المقدسة، وعبر مضيق الهاوية، وهناك… بدأ بتجميع المنجّمين الهاربين، وأسس تحالفًا جديدًا باسم “التنبؤ والمصير”.
كان بيديل يحمل ثأرًا قديمًا.
فأبوه مات في سبيل عرش لم ينله، والمرارة تسكن قلبه.
وبمجرد أن أصبح زوجًا للملكة، بدأ بمطامع السيطرة.
كرّر يالي العبارة في سره، وشعر بقشعريرة غريبة تسري في عروقه.
في المقابل، كان ويليام الثالث والدوق باكنغهام مجرد صبيين.
وهكذا انفجرت الحرب الأهلية، وزُلزلت الأرض.
وانشغل الملك وأتباعه بكبح التمرد،
بينما اقتنص أمراء الأطراف الفرصة لنهش الأرض.
ابتسامته لم تفارق وجهه، وصوته بقي لينًا… لكن مع ذلك، انحنى الشيخ أكثر، ثم جثا على ركبتيه، واضعًا جبينه على أرض الرخام الباردة.
كويا، المدينة الحرة، وجدت نفسها فجأة في فوهة الحرب.
بين أمراء طمعوا فيها، وشعبها المسالم لا يعرف كيف يدافع.
نظر يالي إلى الملك، ثم إلى أستاذه… ثم انحنى هو الآخر وركع.
لكن إلينور… كانت تحب موطنها أكثر من أي شيء.
كانت تقرأ الطالع، تفتّش في النجوم عن نهاية لهذا الجحيم.
الشيخ نفسه رأى رؤى مليئة بالدم والنار،
وشعر أن الحرب مثل نهر جارف… لا أحد يستطيع إيقافه.
“كان ذلك أسوأ قرار اتخذناه في حياتنا.” قال الرئيس بصوت مختنق، “نحن مدينون لإلينور، لقد خنّا ثقتها…”
“هل هذا قدرنا؟”
سأل نفسه مرارًا.
أجاب الرئيس بانحناءة أعمق وصوت مملوء بالخشوع:
قالت له إلينور ذات يوم:
لكن الآن…
“حتى القدر… يمكن تغييره.”
رأى قصورًا كثيرة في حياته، سواء قبل انشقاقه عن المحكمة المقدسة أو خلال خدمته للبعثات العسكرية. رأى ملاذ البابا، مزخرفًا بالملائكة والصلبان، متلألئًا كأن النور يسكبه من سقوفه. زحف هناك بين قساوسةٍ في أرديتهم البيضاء، شعر بنفسه كنملة ترصدها عين فوق زجاج. بل حتى حين استقبله ملك بليسي العجوز، كان قصرهم فخمًا، مزينًا بالدانتيلا والتطريز، تعجّ أروقته بنبلاء يتمايلون في أناقة باهتة.
عندما غزت جيوش الأمراء مرة أخرى،
كانت هي أول من عرف وجهتهم.
ارتدت درعها، ورفعت رمحها، وانطلقت.
نظر يالي إلى الملك، ثم إلى أستاذه… ثم انحنى هو الآخر وركع.
في البدء كانت وحدها.
لكن يومًا بعد يوم، اجتمع خلفها عشرات، ثم مئات، ثم آلاف.
“كما يُتوقع من قلب تنين…” همس الرئيس العجوز بجانب يالي.
في ذلك الزمن، لم تكن في ليغراند امرأة أجمل من إلينور.
وحين كانت تخترق النار بدرعها الأحمر،
كأن الضوء كلّه اختارها وحدها لتكون محور الكون.
سافر الشيخ إلى أرض المحكمة المقدسة، وعبر مضيق الهاوية، وهناك… بدأ بتجميع المنجّمين الهاربين، وأسس تحالفًا جديدًا باسم “التنبؤ والمصير”.
كانت جمالًا مُشتعلًا، كرمحٍ ملتهب، مجنونًا بروعته.
منجّمة تقود فقراء وجنودًا هاربين، وتحارب مثل الذئاب.
ليغراند محظوظ بملكٍ كهذا.
وفي وادٍ محترق، واجهت جيش أحد الأمراء.
وقفت وحدها على التلة، والنيران تحترق من خلفها.
الناس قالوا: هي إلهة الحرب.
ألهذا انهارتم؟ إذن، ما موقع عائلة الوردة، التي ثبتت لألف عام؟ أين نضع الكيميائي الذي تحوّل إلى هيكل عظمي ليكمل عهده؟ ما معنى كل هذا إذًا؟
ارتعب الأمير، وسحب جيشه وانسحب.
ثم التفت إلى الشيخ الذي بجانبه: “هل وصلت بليسي والمحكمة المقدسة إلى هذا الحد؟ حتى عالم مثلك لا يجد من يطعمه ويكسوه؟”
الجمهور انفجر بالتهليل، ورفعوا السيوف عاليًا.
إلينور ترجّلت، وابتسمت معهم.
جاءوا إليها كالسيل، وجمعوا من نار الحرب أغصان شوك،
ونسجوا منها تاجًا بدائيًا.
“أنتَ لا شيء… سوى جبان.”
شيخ طاعن في السن من كويا وضع التاج على رأسها.
كرّر يالي العبارة في سره، وشعر بقشعريرة غريبة تسري في عروقه.
منذ تلك اللحظة… أصبحت كويا تملك ملكتها.
اسمها: إلينور.
قال لها وهو يمدّ إليها رقعة ورق:
لم تكن ملكة مفروضة من عرش،
بل اختارها الناس، وأحبوها كأنها إلهتهم الوحيدة.
“نشكر جلالتكم أن منحتمونا وقتًا رغم مشاغلكم. نرجو منكم فرصة لنكفّر عن خطايانا.”
في ليلة التتويج، ودّعها الشيخ.
وبرودته؟ كأن الجدران لا تؤوي ملوكًا ونبلاء، بل حارس ليلٍ ساهر، منعزل، لا ينام.
قال لها وهو يمدّ إليها رقعة ورق:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ولما اكتمل الحلف، كتب رسالة لإلينور:
“يا طفلتي العزيزة… أثبتّ لي أن القدر يمكن تغييره فعلًا.
أنا، الذي هرب طوال حياتي… سأذهب الآن إلى معركتي.”
“صحيح، حين تتصارع الأمم، لا يُلام الجنود ولا السيوف… لكن خيانتنا لم تكن في القتال… بل في خذلاننا لإلينور.”
ثم افترقا على تلة تتصاعد فيها ألسنة الحرب،
وواعدا بعضهما أن يلتقيا مجددًا في الميدان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في ليلة التتويج، ودّعها الشيخ.
سافر الشيخ إلى أرض المحكمة المقدسة،
وعبر مضيق الهاوية، وهناك… بدأ بتجميع المنجّمين الهاربين،
وأسس تحالفًا جديدًا باسم “التنبؤ والمصير”.
رأى قصورًا كثيرة في حياته، سواء قبل انشقاقه عن المحكمة المقدسة أو خلال خدمته للبعثات العسكرية. رأى ملاذ البابا، مزخرفًا بالملائكة والصلبان، متلألئًا كأن النور يسكبه من سقوفه. زحف هناك بين قساوسةٍ في أرديتهم البيضاء، شعر بنفسه كنملة ترصدها عين فوق زجاج. بل حتى حين استقبله ملك بليسي العجوز، كان قصرهم فخمًا، مزينًا بالدانتيلا والتطريز، تعجّ أروقته بنبلاء يتمايلون في أناقة باهتة.
ولما اكتمل الحلف، كتب رسالة لإلينور:
“نشكر جلالتكم أن منحتمونا وقتًا رغم مشاغلكم. نرجو منكم فرصة لنكفّر عن خطايانا.”
“ننتظر اليوم الفاصل.
حين يتوقّف من يقرأون القدر عن الركوع له…
وسنقف في وجهه معًا.
أدعوك لتنضمّي إلينا.”
في تلك اللحظة، كانت إلينور، الملكة ذات الشعر الليلي والعينين الزمرديتين، جالسة وحدها على برج الحجر الأسود. تمرّ بأصابعها على نصل منحنٍ، والرياح تعبث بخصل شعرها الطويل. كانت تهمس بلحنٍ قديم، أغنية شعبية من أعماق كويا. ليلة تتويج الدوق جون بصفته “مدافع الملك”، كانت إلينور واقفة في الظلال، تنظر عن بعد نحو شاعر جوّال وسط الحشود.
لكن الآن…
“هل هذا قدرنا؟” سأل نفسه مرارًا.
قال الملك، وصوته كالجليد:
هنا، يجتمع المجد والموت على كل جدارية، على كل نُقش وُجد ليُخلّد.
“لكنك نكثت قَسَمك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في هذه اللحظة، توقف رئيس الشؤون الداخلية أمام باب منقوش بزخارف وردية. استأذن، ثم فتح الباب.
انحنى الشيخ، وقال بصوت مرير:
الجمهور انفجر بالتهليل، ورفعوا السيوف عاليًا. إلينور ترجّلت، وابتسمت معهم. جاءوا إليها كالسيل، وجمعوا من نار الحرب أغصان شوك، ونسجوا منها تاجًا بدائيًا.
“نعم…
من الصعب على الإنسان أن يحفظ قَسَمه دائمًا.”
“تبدو أسوأ حالًا من آخر مرة رأيتك فيها، يا سيدي.”
في المحكمة المقدسة، يومًا بعد يوم،
رأى قوة الطغيان تسحق العزائم،
حتى صار الإنسان خادمًا بلا إرادة،
يعيش، فقط ليموت يومًا بلا مقاومة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “خطايا؟” ابتسم الملك ابتسامة باهتة. “إن كنتَ تقصد دعمكم للحملة العسكرية، فلا أراها خطيئة. هل أعاقب جنودًا قاتلوا؟”
ردد الملك بصوت منخفض:
قال لها وهو يمدّ إليها رقعة ورق:
“من الصعب أن يحفظ الإنسان قَسَمه؟”
في البدء كانت وحدها. لكن يومًا بعد يوم، اجتمع خلفها عشرات، ثم مئات، ثم آلاف.
كاد أن يضحك.
رفع الشيخ عينيه يريد أن يتحدث، لكن الملك قاطعه بنظرة واحدة… وأسكت كل شيء.
ألهذا انهارتم؟
إذن، ما موقع عائلة الوردة، التي ثبتت لألف عام؟
أين نضع الكيميائي الذي تحوّل إلى هيكل عظمي ليكمل عهده؟
ما معنى كل هذا إذًا؟
هنا، يجتمع المجد والموت على كل جدارية، على كل نُقش وُجد ليُخلّد.
“أنتَ لا شيء… سوى جبان.”
“كما يُتوقع من قلب تنين…” همس الرئيس العجوز بجانب يالي.
رفع الشيخ عينيه يريد أن يتحدث، لكن الملك قاطعه بنظرة واحدة… وأسكت كل شيء.
كان الملك شابًا، بل دون الشباب. لكن بردًا خفيًا انبعث من حضوره، تجمّدت معه أعينهم، فلم يجرؤوا على النظر إليه كندّ.
في ذلك الزمن، لم تكن في ليغراند امرأة أجمل من إلينور. وحين كانت تخترق النار بدرعها الأحمر، كأن الضوء كلّه اختارها وحدها لتكون محور الكون.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات