الفصل 512: تحليل الخط
ولم يتنفس أحد الصعداء إلا عندما دخل “هولمز”.
دخل “تشانغ هنغ” و”هولمز” إلى قاعة الجلوس، فوجدوا أن المنزل في شارع بيكر 221 كان كما وصفته السيدة “هادسون”—مزدحمًا على نحو غير معتاد.
الفصل 512: تحليل الخط
فإلى جانب الوجوه المألوفة مثل “غريغسون” و”ليستراد”، كان نائب قائد الشرطة حاضرًا أيضًا، وقد بدا من ملامحه أنه في مزاج سيئ للغاية. وكان الشرطيون جميعًا واقفين بصمت، يتجنبون الجلوس رغم وفرة المقاعد، خشية أن يُلاموا على التراخي في مثل هذا الموقف الحرج، خصوصًا مع رؤية قائدهم وهو يتنقّل جيئة وذهابًا قرب النافذة.
تقدّم نائب القائد نحو “هولمز”، وكأنما وجد طوق نجاة وسط بحرٍ هائج، ومدّ يده قائلاً بودّ: “سمعت عنك الكثير! لطالما تحدّث عنك ‘ليستراد’ و’هوكينز’ وغيرهم، وقالوا إنك أفضل محقّق شهدته لندن، بل وربما أوروبا كلها! وبالمناسبة، لم تتح لنا الفرصة لشكرك على مساعدتك في قضية التايمز.”
كان مشهدًا مضحكًا لو لم يكن الجو مشحونًا بذلك القدر من التوتر والجدّية. كل وجه في الغرفة كان يحمل تعبيرًا صارمًا ومتوترًا.
كان مشهدًا مضحكًا لو لم يكن الجو مشحونًا بذلك القدر من التوتر والجدّية. كل وجه في الغرفة كان يحمل تعبيرًا صارمًا ومتوترًا.
ولم يتنفس أحد الصعداء إلا عندما دخل “هولمز”.
ردّ “هولمز” بانحناءة بسيطة وقال: “أنتم لطفاء جدًا. والحقيقة أنني مهتم بهذه القضية شخصيًا. ولو لم تُعرض علي، لكنت سعيت إليها بنفسي.”
قال “هولمز”:
“يبدو أنكم لم تناموا جيدًا هذه الأيام. ‘ليستراد’، هل تناولت دقيق الشوفان والبيض المخفوق على الإفطار؟”
ترجمة : RoronoaZ
رد عليه المفتش النحيل بابتسامة باهتة:
“ليس هذا وقت المزاح!”
أما “ليستراد” وباقي الضباط فقد احمرّت وجوههم خجلًا. لم يكن سبب مجيئهم لـ”هولمز” هو عدم رغبتهم، بل لأن ذلك يُظهر فشل شرطة لندن علنًا. والأسوأ من ذلك أنهم سمعوا بوضوح نبرة الاستياء في صوت نائب القائد حين تحدّث عنهم.
تقدّم نائب القائد نحو “هولمز”، وكأنما وجد طوق نجاة وسط بحرٍ هائج، ومدّ يده قائلاً بودّ:
“سمعت عنك الكثير! لطالما تحدّث عنك ‘ليستراد’ و’هوكينز’ وغيرهم، وقالوا إنك أفضل محقّق شهدته لندن، بل وربما أوروبا كلها! وبالمناسبة، لم تتح لنا الفرصة لشكرك على مساعدتك في قضية التايمز.”
أجاب “هولمز” بابتسامة وهو يمدّ يده نحو غليونه: “جريمة وايت تشابل. قرأت عنها في الصحف.” ثم توقف للحظة، وتابع: “أعسر، ذكر، يتراوح عمره بين الثلاثين والأربعين، شخصية غير مستقرة، تقليدي ومحافظ.”
ردّ “هولمز” وهو يصافحه:
“لم تكن سوى مساعدة بسيطة.”
ثم أشار بيده ليجلس الضيف.
ردّ “هولمز” بانحناءة بسيطة وقال: “أنتم لطفاء جدًا. والحقيقة أنني مهتم بهذه القضية شخصيًا. ولو لم تُعرض علي، لكنت سعيت إليها بنفسي.”
وبمجرّد أن جلس نائب القائد، تجرّأ باقي عناصر سكوتلاند يارد على الجلوس بدورهم.
وبمجرّد أن جلس نائب القائد، تجرّأ باقي عناصر سكوتلاند يارد على الجلوس بدورهم.
ويبدو أن نائب القائد قد أجرى تحرياته مسبقًا قبل المجيء إلى شارع بيكر، إذ بدا مطّلعًا على وجود المحقّق القادم من الشرق الذي يعمل مع “هولمز”، فلم يُعلّق عليه، بل انتقل مباشرة إلى صلب الموضوع. نظر إلى “هولمز” بنظرة ملؤها الرجاء وقال:
أما “ليستراد” وباقي الضباط فقد احمرّت وجوههم خجلًا. لم يكن سبب مجيئهم لـ”هولمز” هو عدم رغبتهم، بل لأن ذلك يُظهر فشل شرطة لندن علنًا. والأسوأ من ذلك أنهم سمعوا بوضوح نبرة الاستياء في صوت نائب القائد حين تحدّث عنهم.
“أعتقد أنك تعلم سبب زيارتنا.”
ظهر على نائب القائد فرح كبير، وقال: “هذا خبر رائع! لم أسمع شيئًا أجمل منه طوال هذا اليوم! لقد حجزت لكما طاولة في أحد المطاعم…”
أجاب “هولمز” بابتسامة وهو يمدّ يده نحو غليونه:
“جريمة وايت تشابل. قرأت عنها في الصحف.”
ثم توقف للحظة، وتابع:
“أعسر، ذكر، يتراوح عمره بين الثلاثين والأربعين، شخصية غير مستقرة، تقليدي ومحافظ.”
ردّ “هولمز” وهو يصافحه: “لم تكن سوى مساعدة بسيطة.” ثم أشار بيده ليجلس الضيف.
أبدى نائب القائد دهشته وقال:
“كيف عرفت ذلك؟ لم نعرض عليك القضية بعد. هل زرت موقع الجريمة سرًا؟ في الواقع، تم تعديل بعض المعلومات المنشورة في الصحف، ليس لإخفاء الحقيقة، بل لتهدئة الرأي العام ومنع إثارة الذعر.”
تقدّم نائب القائد نحو “هولمز”، وكأنما وجد طوق نجاة وسط بحرٍ هائج، ومدّ يده قائلاً بودّ: “سمعت عنك الكثير! لطالما تحدّث عنك ‘ليستراد’ و’هوكينز’ وغيرهم، وقالوا إنك أفضل محقّق شهدته لندن، بل وربما أوروبا كلها! وبالمناسبة، لم تتح لنا الفرصة لشكرك على مساعدتك في قضية التايمز.”
أشار “هولمز” إلى صورة في المقال باستخدام غليونه وقال:
“قد يكون المقال قد تم تعديله، لكن الصورة حقيقية. استندت استنتاجاتي لا على وصف الخبر، بل على الخط الموجود في الرسالة التي أُرسلت إلى الصحيفة.”
ترجمة : RoronoaZ
قال نائب القائد بدهشة:
“أيمكنك استنتاج كل هذا من الخط وحده؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قال “هولمز”: “يبدو أنكم لم تناموا جيدًا هذه الأيام. ‘ليستراد’، هل تناولت دقيق الشوفان والبيض المخفوق على الإفطار؟”
أجاب “هولمز”:
“بالطبع. تمامًا كما في الفن، يستطيع خبير الخط أن يرى ما هو أبعد من الكلمات المكتوبة.”
ردّ “هولمز” بانحناءة بسيطة وقال: “أنتم لطفاء جدًا. والحقيقة أنني مهتم بهذه القضية شخصيًا. ولو لم تُعرض علي، لكنت سعيت إليها بنفسي.”
وبينما كان نائب القائد لا يزال يبدو مشككًا، بادره “هولمز” بالشرح:
“لن أتحدث عن مسألة العمر فهي معقدة بعض الشيء. إذا أردت التعمّق، يمكنك الرجوع إلى الورقة البحثية التي نشرتها قبل عامين. هناك اختلاف واضح بين خط يد الشاب والمسنّ. نظريًا، يمكن تحديد عمر الكاتب من خلال خطه، ولكن هذا يتطلب الكثير من الممارسة. أما التمييز بين خط الرجل والمرأة، فهو أمر بسيط، لأن لكل جنس توجهاته الجمالية المختلفة. أما كون الكاتب أعسر، فهذا واضح من آثار الحبر في الرسالة. عند الكتابة باليد اليسرى، تحتك راحة اليد بالورقة، ما يترك لطخات واضحة.”
لكن “هولمز” لم يعلّق على ذلك، بل نهض من مقعده وقال: “حسنًا أيها السادة، إن كان الأمر كذلك، فلنبدأ العمل!”
سأل نائب القائد وقد ازداد فضوله:
“وماذا عن استنتاجك بشأن ضعف شخصيته وعدم استقراره وكونه محافظًا؟ كيف توصّلت لذلك؟”
______________________________________________
قال “هولمز”:
“لاحظ أن الحروف الطويلة والقصيرة ليست بارتفاعات متناسقة—حرف ‘d’ يشبه ‘a’، و’i’ و’e’ بالحجم ذاته. الأشخاص ذوو الشخصية القوية يكتبون بتمايز واضح بين الحروف. أما هنا، فالعكس تمامًا. كذلك، لاحظ أن جميع حروف ‘k’ مكتوبة بأحجام مختلفة، ما يدل على شخصية غير مستقرة. لكن في المقابل، الأحرف الكبيرة مرسومة بعناية وأناقة، ما يدل على طابع محافظ.”
وبينما كان نائب القائد لا يزال يبدو مشككًا، بادره “هولمز” بالشرح: “لن أتحدث عن مسألة العمر فهي معقدة بعض الشيء. إذا أردت التعمّق، يمكنك الرجوع إلى الورقة البحثية التي نشرتها قبل عامين. هناك اختلاف واضح بين خط يد الشاب والمسنّ. نظريًا، يمكن تحديد عمر الكاتب من خلال خطه، ولكن هذا يتطلب الكثير من الممارسة. أما التمييز بين خط الرجل والمرأة، فهو أمر بسيط، لأن لكل جنس توجهاته الجمالية المختلفة. أما كون الكاتب أعسر، فهذا واضح من آثار الحبر في الرسالة. عند الكتابة باليد اليسرى، تحتك راحة اليد بالورقة، ما يترك لطخات واضحة.”
ثم أضاف:
“هذا كل ما تمكنت من استنتاجه من الخط. وبالطبع، من الممكن أن الكاتب ليس هو القاتل، فقد تكون الرسالة محاولة لتضليل الشرطة.”
ولم يتنفس أحد الصعداء إلا عندما دخل “هولمز”.
قال نائب القائد بصراحة:
“لقد أثبتّ أكثر من مرة كفاءتك. وسأكون صريحًا معك؛ الشرطة تتعرض لضغوط هائلة لحل هذه القضية، ليس فقط من البرلمان، بل من جلالة الملكة شخصيًا. لقد أمرتنا بحل القضية خلال فترة محددة، وحتى الآن، لم نحصل على أي خيوط. أنت تعرف طبيعة الحي الشرقي—معقد ومليء بالمجرمين. رجال ‘غريغسون’ حددوا عددًا من المشتبه بهم، لكن ثبت براءة كلٍّ منهم. لقد فقدنا الاتجاه، ولهذا جئنا إليك. وإذا نجحنا في حل القضية ضمن المهلة، فستنال مكافأة سخية.”
ظهر على نائب القائد فرح كبير، وقال: “هذا خبر رائع! لم أسمع شيئًا أجمل منه طوال هذا اليوم! لقد حجزت لكما طاولة في أحد المطاعم…”
ردّ “هولمز” بانحناءة بسيطة وقال:
“أنتم لطفاء جدًا. والحقيقة أنني مهتم بهذه القضية شخصيًا. ولو لم تُعرض علي، لكنت سعيت إليها بنفسي.”
دخل “تشانغ هنغ” و”هولمز” إلى قاعة الجلوس، فوجدوا أن المنزل في شارع بيكر 221 كان كما وصفته السيدة “هادسون”—مزدحمًا على نحو غير معتاد.
ظهر على نائب القائد فرح كبير، وقال:
“هذا خبر رائع! لم أسمع شيئًا أجمل منه طوال هذا اليوم! لقد حجزت لكما طاولة في أحد المطاعم…”
لكن “هولمز” لم يعلّق على ذلك، بل نهض من مقعده وقال: “حسنًا أيها السادة، إن كان الأمر كذلك، فلنبدأ العمل!”
لكن “هولمز” قاطعه:
“أنا من النوع الذي ينسى كل شيء حالما يبدأ العمل. لذا لا حاجة للطعام. في الواقع، سيكون من الأفضل أن نبدأ الآن.”
ردّ “هولمز” بانحناءة بسيطة وقال: “أنتم لطفاء جدًا. والحقيقة أنني مهتم بهذه القضية شخصيًا. ولو لم تُعرض علي، لكنت سعيت إليها بنفسي.”
قال نائب القائد بحماسة:
“رائع، رائع! سمعت أنك تعرف ‘ليستراد’ والباقين، فإن احتجت أي شيء، ما عليك سوى أن تأمر. وسنقدّم لك كل ما هو ضمن استطاعتنا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قال “هولمز”: “يبدو أنكم لم تناموا جيدًا هذه الأيام. ‘ليستراد’، هل تناولت دقيق الشوفان والبيض المخفوق على الإفطار؟”
أما “ليستراد” وباقي الضباط فقد احمرّت وجوههم خجلًا. لم يكن سبب مجيئهم لـ”هولمز” هو عدم رغبتهم، بل لأن ذلك يُظهر فشل شرطة لندن علنًا. والأسوأ من ذلك أنهم سمعوا بوضوح نبرة الاستياء في صوت نائب القائد حين تحدّث عنهم.
رد عليه المفتش النحيل بابتسامة باهتة: “ليس هذا وقت المزاح!”
لكن “هولمز” لم يعلّق على ذلك، بل نهض من مقعده وقال:
“حسنًا أيها السادة، إن كان الأمر كذلك، فلنبدأ العمل!”
ردّ “هولمز” بانحناءة بسيطة وقال: “أنتم لطفاء جدًا. والحقيقة أنني مهتم بهذه القضية شخصيًا. ولو لم تُعرض علي، لكنت سعيت إليها بنفسي.”
______________________________________________
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قال نائب القائد بدهشة: “أيمكنك استنتاج كل هذا من الخط وحده؟”
ترجمة : RoronoaZ
“أعتقد أنك تعلم سبب زيارتنا.”
رد عليه المفتش النحيل بابتسامة باهتة: “ليس هذا وقت المزاح!”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات