الفصل 485: الجثة المجهولة في التايمز
فردّ “هولمز”: “أشك في ذلك، لكن تابع.”
لم تدم جلسة النبيذ الممتعة طويلًا قبل أن يقطعها زائر غير مدعو. كان الرجل طويل القامة، ذا بشرة فاتحة وشعر رمادي مائل إلى الصفار، وكانت تعلو وجهه تكشيرة حين دخل من الباب.
لم تدم جلسة النبيذ الممتعة طويلًا قبل أن يقطعها زائر غير مدعو. كان الرجل طويل القامة، ذا بشرة فاتحة وشعر رمادي مائل إلى الصفار، وكانت تعلو وجهه تكشيرة حين دخل من الباب.
قال: “حدث أمر سيء.”
قال “غريغسون” مقاطعًا: “هل أنشأت أرشيفًا في مخبئك؟”
ردّ “هولمز” بلا اكتراث وهو جالس على الأريكة: “أنت دائمًا تأتيني عندما تقع في ورطة. لم أعد أندهش بعد الآن.” ثم أشار إلى “تشانغ هنغ” وقال: “هذا “غريغسون”، المفتش في سكوتلانديارد. أقارنه بزملائه الآن.”
نهض “هولمز” وارتدى معطفه، ثم قال فجأة: “أين قبعتك؟ لقد انتهت الحصة النظرية. حان وقت التطبيق العملي.”
ثم التفت إلى الضيف وقال: “وهذا “تشانغ هنغ”، رفيقي الجديد الغامض والرائع القادم من الشرق الأقصى. كنا نتحدث عن تأثير الخصوم المحترفين، ونحاول في ذات الوقت القضاء على زجاجة نبيذ البورت العزيزة عليّ. بما أنك وصلت، هل ترغب في كأس معنا؟”
لم تدم جلسة النبيذ الممتعة طويلًا قبل أن يقطعها زائر غير مدعو. كان الرجل طويل القامة، ذا بشرة فاتحة وشعر رمادي مائل إلى الصفار، وكانت تعلو وجهه تكشيرة حين دخل من الباب.
قال “غريغسون” وهو يلقي نظرة سريعة على “تشانغ هنغ”: “أخشى أن هذا ليس وقتًا مناسبًا للشرب.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قال “غريغسون” وهو يلقي نظرة سريعة على “تشانغ هنغ”: “أخشى أن هذا ليس وقتًا مناسبًا للشرب.”
فقال “هولمز”: “لا تقلق. هذا الصديق محل ثقة، ولسانه مغلق. يمكنك قول ما تريد أمامه.”
قال “غريغسون” مقاطعًا: “هل أنشأت أرشيفًا في مخبئك؟”
كان “غريغسون” قد تعوّد على العمل مع “هولمز”، لذا تجاهل “تشانغ هنغ” وأكمل حديثه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعر “تشانغ هنغ” بالدهشة. كان واضحًا أن “غريغسون” لم يكن راغبًا بمشاركته في القضية، كما أن علاقته بـ”هولمز” لم تتعدَّ سوى ساعتين، رغم انسجامهما في الحديث. لم يكن هناك ما يُلزم “هولمز” بدعوته للمشاركة.
قال: “لقد واجهت قضية صعبة.”
ردّ “هولمز” بلا اكتراث وهو جالس على الأريكة: “أنت دائمًا تأتيني عندما تقع في ورطة. لم أعد أندهش بعد الآن.” ثم أشار إلى “تشانغ هنغ” وقال: “هذا “غريغسون”، المفتش في سكوتلانديارد. أقارنه بزملائه الآن.”
فردّ “هولمز”: “أشك في ذلك، لكن تابع.”
فردّ “هولمز”: “أشك في ذلك، لكن تابع.”
قال المفتش: “بعد ظهر اليوم، عثرت دورية الشرطة على جثة في نهر التايمز. استعنا بأحد المراكبية القريبين لانتشالها. الضحية فتاة شابة، وهذا كل ما نعرفه. فشلنا في التعرّف على هويتها، إذ لم تكن ترتدي ملابس أو مجوهرات أو تحمل أي شيء يدلّ عليها. لا نعرف اسمها، ولا أين تسكن، ولا مهنتها، ولا إن كانت تملك أقارب أو أصدقاء. ببساطة، لا نعلم عنها شيئًا. لم يتم الإبلاغ عن أي مفقودين مؤخرًا. وكنت قد قلت لي من قبل أنك تستهوي هذا النوع من القضايا الغامضة، لذا جئت إليك مباشرة.”
كان لدى “تشانغ هنغ” مهمة رئيسية عليه إكمالها، ولم يكن يتوقع أن تُمنح له فرصة البدء بها من اليوم الأول لدخوله هذا العالم. “هولمز” كان يتمتع بقدرة ملاحظة حادة، و”تشانغ هنغ” يحمل في جعبته أسرارًا كثيرة. الساعتان اللتان قضاهما برفقة “هولمز” كانتا مليئتين بالضغط، ورغم رغبته في التعلم منه، فقد تعمّد ألّا يبدو متحمسًا أكثر من اللازم حتى لا يترك انطباعًا سيئًا.
قال “هولمز” بابتسامة متحمسة: “قرار حكيم.”
كان “غريغسون” قد تعوّد على العمل مع “هولمز”، لذا تجاهل “تشانغ هنغ” وأكمل حديثه.
ثم التفت إلى “تشانغ هنغ” وقال: “صديقي، يؤسفني أن نُنهي الحفلة باكرًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعر “تشانغ هنغ” بالدهشة. كان واضحًا أن “غريغسون” لم يكن راغبًا بمشاركته في القضية، كما أن علاقته بـ”هولمز” لم تتعدَّ سوى ساعتين، رغم انسجامهما في الحديث. لم يكن هناك ما يُلزم “هولمز” بدعوته للمشاركة.
ردّ “تشانغ هنغ” بتفهّم: “لا بأس، العمل أولًا.”
قال: “حدث أمر سيء.”
نهض “هولمز” وارتدى معطفه، ثم قال فجأة: “أين قبعتك؟ لقد انتهت الحصة النظرية. حان وقت التطبيق العملي.”
وفي المقابل، خذ “واتسون” كمثال: رغم أنه لم يكن ثريًا، إلا أنه كضابط طبي في الجيش، كان يعيش حياة مريحة في لندن، براتب قدره 11 شلنًا و6 بنسات يوميًا، أي ما يعادل 17 جنيهًا شهريًا. أما الملاك وأصحاب المصانع، فقد كانوا يجنون أضعاف ذلك، ويقضون أيامهم في المسارح الراقصة، ويبدّلون شركاءهم باستمرار.
شعر “تشانغ هنغ” بالدهشة. كان واضحًا أن “غريغسون” لم يكن راغبًا بمشاركته في القضية، كما أن علاقته بـ”هولمز” لم تتعدَّ سوى ساعتين، رغم انسجامهما في الحديث. لم يكن هناك ما يُلزم “هولمز” بدعوته للمشاركة.
قال “هولمز”: “أحب الموسيقى، فهي من الأمور القليلة التي تثير حماسي في هذا العالم الكئيب. أما الشيء الآخر الذي يعجبني، فهو الجرائم—كلما كانت معقدة ووحشية، زاد استمتاعي بها. للأسف، أصبح المجرمون في هذه الأيام يفتقرون إلى الذكاء.”
كان لدى “تشانغ هنغ” مهمة رئيسية عليه إكمالها، ولم يكن يتوقع أن تُمنح له فرصة البدء بها من اليوم الأول لدخوله هذا العالم. “هولمز” كان يتمتع بقدرة ملاحظة حادة، و”تشانغ هنغ” يحمل في جعبته أسرارًا كثيرة. الساعتان اللتان قضاهما برفقة “هولمز” كانتا مليئتين بالضغط، ورغم رغبته في التعلم منه، فقد تعمّد ألّا يبدو متحمسًا أكثر من اللازم حتى لا يترك انطباعًا سيئًا.
الفصل 485: الجثة المجهولة في التايمز
لكنه أدرك الآن أن “هولمز” لديه عادة في جرّ شركائه الجدد إلى مواقع الجرائم. ففي الروايات، لم يمضِ وقت طويل على لقائه بـ”واتسون” حتى بدأ يصطحبه في كل جريمة يحقق فيها. وإذا لم تخنه الذاكرة، فإن “واتسون” سكن معه لأسابيع عديدة في البداية، حتى تعرّف كلٌّ منهما على طبع الآخر. أما الآن، فلم تكن علاقته بـ”هولمز” تتجاوز مستوى المعرفة السطحية.
ترجمة : RoronoaZ
أراد “غريغسون” قول شيء، لكنه ابتلع كلماته في النهاية. أما “تشانغ هنغ”، فقد قَبِل دعوة “هولمز” بسعادة، وركب الثلاثة العربة التي كانت تنتظرهم على جانب الطريق.
لم تدم جلسة النبيذ الممتعة طويلًا قبل أن يقطعها زائر غير مدعو. كان الرجل طويل القامة، ذا بشرة فاتحة وشعر رمادي مائل إلى الصفار، وكانت تعلو وجهه تكشيرة حين دخل من الباب.
كانت أغلب أحداث روايات “شيرلوك هولمز” تدور في أواخر القرن التاسع عشر، في عهد الملكة “فيكتوريا”، حيث كانت بريطانيا تشهد الثورة الصناعية وتوسّعًا في مستعمراتها الخارجية. تطوّرت السياسة والاقتصاد والثقافة بسرعة، وصار الناتج القومي البريطاني يفوق جميع الدول الأخرى مجتمعة. وقد عُرفت بريطانيا حينها بـ”الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس”، واحتلّت مركز الصدارة عالميًا.
لم تدم جلسة النبيذ الممتعة طويلًا قبل أن يقطعها زائر غير مدعو. كان الرجل طويل القامة، ذا بشرة فاتحة وشعر رمادي مائل إلى الصفار، وكانت تعلو وجهه تكشيرة حين دخل من الباب.
كانت “لندن”، العاصمة، أكبر مدينة في العالم، حيث تجاوز عدد سكانها الستة ملايين نسمة.
التزايد السكاني السريع حوّل “لندن” إلى علبة سردين شديدة الاكتظاظ. تذكّر “تشانغ هنغ” إحصائية قرأها سابقًا: في كل 1200 قدم مربع، كانت تعيش 2795 أسرة، أي أكثر من عشرة آلاف شخص في نفس المبنى. كانوا كخنازير محشورة في زريبة.
لكن، ومع ذلك، ازداد التفاوت بين الأغنياء والفقراء بشكل حاد. كما قال “ديكنز” في افتتاحية روايته “قصة مدينتين”: “كانت تلك أفضل الأوقات، وكانت أسوأها”.
ثم التفت إلى “تشانغ هنغ” وقال: “صديقي، يؤسفني أن نُنهي الحفلة باكرًا.”
التزايد السكاني السريع حوّل “لندن” إلى علبة سردين شديدة الاكتظاظ. تذكّر “تشانغ هنغ” إحصائية قرأها سابقًا: في كل 1200 قدم مربع، كانت تعيش 2795 أسرة، أي أكثر من عشرة آلاف شخص في نفس المبنى. كانوا كخنازير محشورة في زريبة.
قال “هولمز” بابتسامة متحمسة: “قرار حكيم.”
كان معظم العمّال العاديين يتقاضون أقل من عشرة جنيهات في السنة، ويذهب جزء كبير من هذا المبلغ في إيجار المسكن. اضطروا إلى تناول خبز رديء ممزوج بدقيق منتهي الصلاحية ونشاء البطاطا والشبّة ومسحوق الطباشير. المرض لم يكن خيارًا، فالأدوية بعيدة المنال، والملابس والألعاب ترف لا يُفكر فيه. النوم الكافي كان حلمًا، فقد أُنهك الناس من شدة العمل وسوء التغذية.
فقال “هولمز”: “لا تقلق. هذا الصديق محل ثقة، ولسانه مغلق. يمكنك قول ما تريد أمامه.”
وفي المقابل، خذ “واتسون” كمثال: رغم أنه لم يكن ثريًا، إلا أنه كضابط طبي في الجيش، كان يعيش حياة مريحة في لندن، براتب قدره 11 شلنًا و6 بنسات يوميًا، أي ما يعادل 17 جنيهًا شهريًا. أما الملاك وأصحاب المصانع، فقد كانوا يجنون أضعاف ذلك، ويقضون أيامهم في المسارح الراقصة، ويبدّلون شركاءهم باستمرار.
كان لدى “تشانغ هنغ” مهمة رئيسية عليه إكمالها، ولم يكن يتوقع أن تُمنح له فرصة البدء بها من اليوم الأول لدخوله هذا العالم. “هولمز” كان يتمتع بقدرة ملاحظة حادة، و”تشانغ هنغ” يحمل في جعبته أسرارًا كثيرة. الساعتان اللتان قضاهما برفقة “هولمز” كانتا مليئتين بالضغط، ورغم رغبته في التعلم منه، فقد تعمّد ألّا يبدو متحمسًا أكثر من اللازم حتى لا يترك انطباعًا سيئًا.
انطلقت العربة نحو نهر “التايمز”. وكان “هولمز” في مزاج جيد، يتحدث بإسهاب عن الحفل الموسيقي الذي حضره. لكن رفيقيه لم يظهرا اهتمامًا كبيرًا. كان ذهن “غريغسون” منشغلًا بالقضية، و”تشانغ هنغ” وإن كان قد عزف البيانو من قبل، إلا أن معرفته بالموسيقيين في القرن التاسع عشر كانت محدودة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قال المفتش: “بعد ظهر اليوم، عثرت دورية الشرطة على جثة في نهر التايمز. استعنا بأحد المراكبية القريبين لانتشالها. الضحية فتاة شابة، وهذا كل ما نعرفه. فشلنا في التعرّف على هويتها، إذ لم تكن ترتدي ملابس أو مجوهرات أو تحمل أي شيء يدلّ عليها. لا نعرف اسمها، ولا أين تسكن، ولا مهنتها، ولا إن كانت تملك أقارب أو أصدقاء. ببساطة، لا نعلم عنها شيئًا. لم يتم الإبلاغ عن أي مفقودين مؤخرًا. وكنت قد قلت لي من قبل أنك تستهوي هذا النوع من القضايا الغامضة، لذا جئت إليك مباشرة.”
قال “هولمز”: “أحب الموسيقى، فهي من الأمور القليلة التي تثير حماسي في هذا العالم الكئيب. أما الشيء الآخر الذي يعجبني، فهو الجرائم—كلما كانت معقدة ووحشية، زاد استمتاعي بها. للأسف، أصبح المجرمون في هذه الأيام يفتقرون إلى الذكاء.”
قال “هولمز”: “أحب الموسيقى، فهي من الأمور القليلة التي تثير حماسي في هذا العالم الكئيب. أما الشيء الآخر الذي يعجبني، فهو الجرائم—كلما كانت معقدة ووحشية، زاد استمتاعي بها. للأسف، أصبح المجرمون في هذه الأيام يفتقرون إلى الذكاء.”
ثم تابع: “في أغلب القضايا، يمكنك العثور على تشابهات مع قضايا حدثت سابقًا. لذا، إن علقت في التحقيق، فارجع إلى الملفات القديمة، وستجد الجواب هناك.”
قال “هولمز” بابتسامة متحمسة: “قرار حكيم.”
قال “غريغسون” مقاطعًا: “هل أنشأت أرشيفًا في مخبئك؟”
وفي المقابل، خذ “واتسون” كمثال: رغم أنه لم يكن ثريًا، إلا أنه كضابط طبي في الجيش، كان يعيش حياة مريحة في لندن، براتب قدره 11 شلنًا و6 بنسات يوميًا، أي ما يعادل 17 جنيهًا شهريًا. أما الملاك وأصحاب المصانع، فقد كانوا يجنون أضعاف ذلك، ويقضون أيامهم في المسارح الراقصة، ويبدّلون شركاءهم باستمرار.
ابتسم “هولمز” وأشار إلى رأسه: “لدي عادة جمع قصاصات الصحف التي تتناول القضايا الصعبة، لكن معظم القضايا القديمة محفوظة هنا.”
لكن، ومع ذلك، ازداد التفاوت بين الأغنياء والفقراء بشكل حاد. كما قال “ديكنز” في افتتاحية روايته “قصة مدينتين”: “كانت تلك أفضل الأوقات، وكانت أسوأها”.
______________________________________________
أراد “غريغسون” قول شيء، لكنه ابتلع كلماته في النهاية. أما “تشانغ هنغ”، فقد قَبِل دعوة “هولمز” بسعادة، وركب الثلاثة العربة التي كانت تنتظرهم على جانب الطريق.
ترجمة : RoronoaZ
فقال “هولمز”: “لا تقلق. هذا الصديق محل ثقة، ولسانه مغلق. يمكنك قول ما تريد أمامه.”
قال: “حدث أمر سيء.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات