الفصل 5
“سنرى ما سيحدث،” ضحك، وهو يميل إلى إطار باب المصعد، مرتاحًا تمامًا. “استمتعوا ببقية الإحاطة.”
الارتجافة التي هزّت الجسر السماوي بعثت ذبذباتٍ صاعدة في ساقيّ بينما كنتُ ألصق جبيني بزجاج النافذة المرتجف. لم أرَ من الشقّ من هذا الموضع سوى التوهج البعيد خلف آليات حلقة الاحتواء. كانت تدور بسرعة هائلة حتى بدت لي كخط فضي يلسع شبكيتي، تعمل بأقصى طاقتها لمعالجة واحتواء الإشعاع المنبعث من الشق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تعرفتُ على ريا دان عندما قفزت أولًا، ولكن مع ارتفاع مركبتنا لتجنب شبكة الكابلات، لم أستطع تمييز من كان، إذ خرجت حقائب المعدات والطاقم خلفها. انتظرنا تفريغ أول حاملتين، وهما تحومان قرب مركز الشق. في الضوء الخافت، محاطين بالضباب، وعلى ارتفاع ألف قدم في الهواء، كان الأمر أشبه بالتحديق في عين وحش أسطوري عملاق. إلا أن ذلك لم يكن صحيحًا، بل كان أشبه بفم، على وشك ابتلاعنا جميعًا وإسقاطنا في…
تلاشى دويّ الرعد المتدحرج إلى طنين منخفض، فاعتدلتُ ونظرت إلى سيث الواقف بجانبي عند النافذة. قال وهو يقطب حاجبيه حتى صارا على شكل حرف V حاد،”هيا.”
“تورين!”
كنت متلهفًا لمغادرة الجسر، فاتبعته بخطوات سريعة.
وعلى الجانب الآخر، وجدنا ممرّات البرج الأول مكتظة بالمهندسين والعلماء. احتشدوا حول السلالم والمصاعد، يشكّلون صفوفًا فوضوية بينما يحاول الجميع الوصول إلى القاعة لسماع تفسير الرئيس فاليرا بشأن الإنذار. جولة أخرى من الأضواء اللامعة دفعت الموظفين إلى التحرك والهمس بقلق. عرضت الشاشات الممتدة على طول الممرّات خرائط للبرج الأول تحمل التعليمات ذاتها، “حافظوا على هدوئكم. متوقَّع ارتفاع في الطاقة. توجّهوا إلى القاعة. حافظوا على هدوئكم…”
أطلقتُ أنفاسي التي كنتُ أحبسها وألقيتُ عليه نظرة امتنان، لكنه كان مشغولاً بالنظر إلى جافين بحاجبٍ ساخرٍ مرفوع.
انحنيتُ لأفتح سحاب حقيبتي، لكنني رفعتُ رأسي عندما سمعتُ اسمي لأجد تاج يصعد من الخلف ومعه مجموعتان من أدوات الصياغة. أومأ برأسه. فأومأتُ له.
وسمعتُ أصوات الناس القلقين من حولنا يتساءلون، “ما الذي يحدث؟”
“لا أستطيع،” قال سيث، رافعًا يد هانا إلى خده عندما حاولت سحبه.
قالت بريسيلا لي، “اعذر ليون، لم يحصل على علاقة منذ وقت طويل. إلا إذا اعتبرتَ أنّ النظام هو من يجامعه… على حدّ قوله طبعًا.”
“لا شيء.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“سمعت أن الشق يتصرف بشكل غير طبيعي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“حقًا؟” سألت.
“هل ينهار؟ أم أنه يتسرب؟ هل يجب علينا الإخلاء الآن؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“هل ينهار؟ أم أنه يتسرب؟ هل يجب علينا الإخلاء الآن؟”
“إذا سقطت تلك الحلقة، سنموت.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قال فينتان بتجهم، “طفل…؟” لكن وجهه انفرج حين لفت جافين نظره إليّ بعينيه مباشرة. حينها ارتسمت على وجه فينتان ملامح فهم مفاجئ، وأطلق ضحكة مكتومة في صدره، تكاد تكون عصبية.
“لا تكن سخيفًا! هذا غير ممكن.”
“سمعت أن الشق يتصرف بشكل غير طبيعي.”
اللهم يا واحد يا أحد، يا ملك يا مبين، ارزقنا القوة في ديننا، والصبر على بلائنا، والثبات على توحيدك. ارزقنا من فضلك ما يقوّي إيماننا ويُصلح أحوالنا. ارحم شهداءنا، وألحقهم بالصالحين، واجعلهم في جنات النعيم. انصر المستضعفين، واكشف الغمّة، وفرّج الكرب، يا أرحم الراحمين. آمين.
“تورين…” أمسكني أخي من كتفي وهمس، “انتبه لخطواتك.”
“شكرًا،” أقررتُ بينما أُغلقت الأبواب.
قلبت عيني، لكن صراحة سيث اخترقت جنون العظمة المتصاعد مثل البخار من حولنا.
“وأنت تستمع إلي جيدًا،” قالت وهي تهز إصبعها على أنف سيث بينما تدفع نفسها للأعلى على أطراف أصابعها. “لا تستغرق وقتًا طويلاً.” قبلت شفتيه. “ودع تورين يكون تورين. إنه قادر على ذلك.”
سار موظفو العمليات ذهابًا وإيابًا في الطوابير المتغيرة، يطلبون الشارات من حين لآخر. توقف أحدهم بجانبنا في الثانية التي لاحظ فيها سيث.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
نظر إليّ وعقد حاجبيه. “صائغ عظام خامل؟ هذا حقًا يتطلب تضافر الجهود، أليس كذلك؟ لا أقصد الإساءة.”
“لحظة واحدة، مشع.” قيم الرجل بطاقة هوية سيث واستشار شاشة هاتفه. “آه، سيد غراي، جيد.” نظر إليّ. “و… هل هذا أخوك؟”
نظر إليّ وعقد حاجبيه. “صائغ عظام خامل؟ هذا حقًا يتطلب تضافر الجهود، أليس كذلك؟ لا أقصد الإساءة.”
“نعم. سيث وتورين غراي،” أجاب أخي، بينما رفعتُ بطاقتي المغلفة.
صررت على أسناني وضغطت على شفتيّ ابتسامة رقيقة غير مكتملة. “حسنًا، لا تقلق.” تقدمنا بضع خطوات. “أنت صائغ رون، أليس كذلك؟”
نقرة أخرى على الهاتف. “توجها إلى مكتب الأمن. كلاكما.”
قاطعته قائلًا، “سأذهب فقط لأتفقد بعض المهندسين.*
رفع إصبعه وأشار إلى حارس، الذي هرع إلى جانبنا.
“أنا —نعم. مئة بالمئة،” تعهدتُ.
قالت وهي تهز رأسها نحو تيار ثابت من الفنيين الذين كانوا يلقون حقائب سوداء ضخمة في سلسلة من السفن الناقلة، “آخر المعدات تصل الآن. معظم الطاقم قد صعدوا بالفعل وبدؤوا في ارتداء تجهيزاتهم.” ثم تقدّمت خطوة نحو كولتر، ملقية عليّ نظرة جانبية، ثم إلى الناقلات البعيدة مع خط متجهم بين حاجبيها، وقالت “خليط غير متجانس نوعًا ما. أيُّ مسؤول متشدّد هو الذي رتّب هذا؟”
“من هنا، من فضلكما.”
“حقًا؟” سألت.
وصلنا إلى مصعد أمني، حيث فحص حارس آخر تصريحينا —تصريحي. صعدنا المصعد بمفردنا، وبينما يصعد، سمعنا الرئيس فاليرا يُلقي خطابه عبر مكبرات الصوت في المصعد، مُوجّهًا خطابه إلى من ما زالوا في طريقهم إلى القاعة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com المشهد؟ كيف تسللت صحفية من صحيفة شعبية إلى هنا؟ لا بد أنها تحمل أوراق اعتماد مزورة.
“في حوالي الساعة 1:24 ظهرًا، انبعثت نبضة من طاقة الإشعاع من شق برج الضوء. أبطلت هالتنا الواقية الموجة بأمان، وكان الأثر الجانبي الوحيد هو خلل طفيف في طاقة المباني. بفضل عمل وسحر كل من في هذه الغرفة، عملت جميع إجراءات الحماية العديدة لدينا بسلاسة. جولة من التصفيق لأنفسكم جميعًا!”
توقف المصعد، وأرشدنا إلى غرفة واسعة ذات نوافذ كثيفة تطل على القاعة التي تحتنا. ألقت شاشات التلفزيون وشاشات الكمبيوتر ضوءًا شبحيًا على المكتب الخافت والمزدحم. في الزاوية البعيدة، رفع جايس يده مشيرًا.
قلبت عيني، لكن صراحة سيث اخترقت جنون العظمة المتصاعد مثل البخار من حولنا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قال الرئيس على إحدى الشاشات، “سنتلقى الأسئلة الآن.” بينما أنا وسيث نشق طريقنا بين المكاتب. “نعم، أنت من سي إن إن؟”
“لحظة واحدة، مشع.” قيم الرجل بطاقة هوية سيث واستشار شاشة هاتفه. “آه، سيد غراي، جيد.” نظر إليّ. “و… هل هذا أخوك؟”
ظننت أن جميع الصحفيين قد اختيروا مسبقًا، وبالفعل، كانت بعض أسئلتهم تُطبع على الشاشة أمامي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أخيرًا نقدر نقول بدأت الرواية إلى حد ما..
قال صوت على يميننا، “لقد وصلت.”
“هل ينهار؟ أم أنه يتسرب؟ هل يجب علينا الإخلاء الآن؟”
اعترض كولتر فاليرا طريقنا نحو جايس، متبادلًا إيماءةً جامدةً مع سيث تحيةً.
نظر إليّ وعقد حاجبيه. “صائغ عظام خامل؟ هذا حقًا يتطلب تضافر الجهود، أليس كذلك؟ لا أقصد الإساءة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
رمقتني عينا كولتر الخضراوان. “تهانينا على ترقيتك يا تورين. توقيتٌ رائع.”
“هل يجب أن أكون هنا؟” سألتُ، ملاحظًا أنني الصائع الوحيد في الغرفة.
أطلقتُ أنفاسي التي كنتُ أحبسها وألقيتُ عليه نظرة امتنان، لكنه كان مشغولاً بالنظر إلى جافين بحاجبٍ ساخرٍ مرفوع.
تعرفتُ على ريا دان عندما قفزت أولًا، ولكن مع ارتفاع مركبتنا لتجنب شبكة الكابلات، لم أستطع تمييز من كان، إذ خرجت حقائب المعدات والطاقم خلفها. انتظرنا تفريغ أول حاملتين، وهما تحومان قرب مركز الشق. في الضوء الخافت، محاطين بالضباب، وعلى ارتفاع ألف قدم في الهواء، كان الأمر أشبه بالتحديق في عين وحش أسطوري عملاق. إلا أن ذلك لم يكن صحيحًا، بل كان أشبه بفم، على وشك ابتلاعنا جميعًا وإسقاطنا في…
أجاب كولتر، “لدينا نقصٌ في فريق الدعم. معظم صائغي العظام الآخرين يرفعون المعدات إلى السطح.”
لحسن الحظ، قرأت هانا وجيهنا بطلاقة. “توقف عن هذا،” وبخته، وهي تسوي عباءته البالية ذات اللون الزيتوني على كتفيه. كانت أول هدية عيد ميلاد تقدمها له بعد أن بدأا المواعدة. “انتهى الأمر الآن. لنعيد إيسلا إلى المنزل. إنها ستصاب بالجنون هناك.”
“لا،” أجاب كولتر.
“المشعون،” عَلى نباح مُدخن. دخل جوناثان “جاك” هوثورن —جندي مشاة بحرية سابق أصبح مشعًا، وهو الآن مدير العمليات في مجموعة فاليرا— إلى دائرة الضوء في قلب الغرفة.
تقلصت معدتي عندما بدأت حاملة الإنزال في النزول نحو منصات الاستقبال الشبكية الفولاذية. بكلمة من السائق، انطلق المشعون على أقدامهم. كان سيث أول من قفز إلى العناصر. عندما تبعه الآخرون، بدأ صائغو العظام في تمرير الأكياس من مؤخرة الحاملة. انتهى بي الأمر أنا وتاج عند الباب، ونلقي الأكياس إلى الأسفل. بمجرد الانتهاء من ذلك، قفز تاج للخارج دون تردد.
مسح الغرفة بنظراتٍ ثاقبة. “سأختصر الكلام. الجميع يعلم بالفعل عن موجة الإشعاع؛ ما لا يعرفونه هو أن مجموعة من المهندسين كانوا محاصرين بالداخل عندما ساءت الأمور. صمتوا تمامًا في الوقت الذي قيست فيه أول موجة صدمة. نحتاج منكم أن تدخلوا الشق، وتنقذوا أي ناجين، وتحددوا سبب هذا الهراء، وتبلغوا عن الأمر حالما تتأكدون من أن الشق آمن.”
فرّغ سيث شفتيه، لكن لم يخرج منه صوت.
سأل فينتان كالهون، وهو شخص شاحب في الزاوية بعيون كوبالتية غائرة، “هذا الشق خالٍ من الوحوش. لماذا نرسل المشعين؟”
وافقه شقيقه جافين أسمر البشرة وواسع الصدر، وهو ينقر بأصابعه بإيقاع ممل على مؤخرة مسدس الشظايا في جرابه على وركه، “لسنا جليسي أطفال.” عادةً ما كنت أتجنبهما. تبختر جافين كما لو أنه خرج لتوه من فيلم سينمائي، وسمعت شائعات عن أن فينتان يحب اللعب بالجثث.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا تكن سخيفًا! هذا غير ممكن.”
“أنت أيًا كان ما نحتاجك أن تكونه، أيها المشع،” بصق هوثورن. لم يُضيّع مدير العمليات المزيد من الوقت مع عائلة كالهون. “وفقًا للإجراءات، كان لدينا العديد من المشعين مع المهندسين داخل الشق. وبما أنهم لم يُبلغوا عن أي شيء، فعلينا أن نفترض أن ما حدث هناك يتطلب قوة إضافية. أنتم أول المستجيبين لدينا. إذا وجدتم شيئًا حيًا هناك ليس بشريًا، فاقتلوه. سيتولى المشع فاليرا القيادة العامة. سيتبعه فريق ثانٍ من المهندسين والنحاتين بمجرد إعطائهم الضوء الأخضر. هذه مهمتكم. هل لديكم أي أسئلة؟”
“سيث غراي.” تهادت امرأة بيننا وبين درج التحميل. “لم أكن أعلم أن هذه الوظيفة ستجلب لنا ملوكًا مشعين.” انسدل شعرها الأسود في موجات حول وجهها، مُؤطِّرًا عينيها المتباينتي اللون: إحداهما داكنة كعقيق يماني، والأخرى ذهبية دافئة كالرودين.
“لا،” أجاب كولتر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
درس هوثورن الوجوه المتجمعة. “هل من أحد؟” عندما ساد الصمت، ضرب كعبيه ببعضهما البعض. “اغربوا إذن.”
شقّ جايس طريقه إلينا وسط الزحام نحو الباب. “هذا يستحق جائزة أغرب إحاطة. فوضى عارمة. وقد أوضحتُ أنني لا أعمل مع عائلة كالهون. أحدهم قلقٌ أكثر مما يُظهر، ألا تعتقد ذلك؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أخيرًا نقدر نقول بدأت الرواية إلى حد ما..
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
واصل حديثه، من الواضح أنه لا يتوقع إجابة. لم أكن أعرف شيئًا، واعتبر سيث معظم الأسئلة بلاغية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“أنت خامل؟” سألني المشع بمطرقة الحرب، وهو يلامس كتف بريسيلا وهو يميل إلى الأمام كما لو كان يريد إلقاء نظرة أقرب على القرد في حديقة الحيوانات. سخر من مؤخرة حلقه، وهز رأسه وهو يتراجع، وقال، “وقود مدافع. كلنا وقود مدافع.”
أطلقتُ نفسًا مرتجفًا ونحن نغادر الغرفة. موجة إشعاع قوية بما يكفي لهزّ الأبراج؟ هل يفتقدون المشعين والمهندسين في مهمة روتينية؟ لا شيء في هذا يُبشر بالخير.
وافقه شقيقه جافين أسمر البشرة وواسع الصدر، وهو ينقر بأصابعه بإيقاع ممل على مؤخرة مسدس الشظايا في جرابه على وركه، “لسنا جليسي أطفال.” عادةً ما كنت أتجنبهما. تبختر جافين كما لو أنه خرج لتوه من فيلم سينمائي، وسمعت شائعات عن أن فينتان يحب اللعب بالجثث.
بدا سيث غير متأثر، لكنني أعرف أن لديه تحفظاته. في المقام الأول، بشأن مشاركتي. مهما ارتدي قناعه الثابت، فأنا أعرف أنه منزعج.
مع حرارة رقبتي، جذبتُ بذلة العمل الملطخة فوق ملابسي الداخلية، متمنيًا لو أستطيع الاختفاء في الخلفية كعادتي. استبدلتُ الأحذية الرياضية بالأحذية الطويلة، وربطتُ سترتي الثقيلة، والجيوب مليئة بمعداتي الشخصية. ارتديتُ نظارتي الواقية، وتركتها تتدلى حول رقبتي بينما أنقل أفضل الأغراض من المجموعة المُجهزة إلى حقيبتي الشخصية. أغلقتُ سحاب الحقيبة، ووضعتها على حضني وانتظرتُ.
حشرنا أنفسنا في مصعد الأمن مع نصف فريق الإنقاذ، ثم تسللنا ببطء عبر القاعات السفلية في صفين، خلف كولتر ونائبته، ريا دان، في المقدمة. كانت مصاعد الخدمة المؤدية إلى السطح في الجهة الأخرى من البرج، مما اضطرّنا للمرور بجانب القاعة حيث كان الإيجاز ما يزال جاريًا.
“ماذا تفعلين هنا؟” سأل سيث وهو يهرع نحوها، ويده تمسح برفق جانب بطنها عندما وصل إليها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ولسوء الحظ، كان صحفيان أنيقان يتسكعان قرب الأبواب، فانتبهوا إلينا. تسللا إلى الخارج واعترضانا قبل أن نصل إلى المصاعد.
“كولتر فاليرا!” نادت الصحفية الشابة، في أوائل العشرينيات من عمرها، بعينين متألقتين كما لو أنها رأت فرقتها الغنائية المفضلة. “سيث غراي!”
تمتم كولتر متنهدًا، “بالطبع…”
توقفت ريا حين توقف هو، تعبث بمقابض فأسَيها التوأم. كانت امرأة ضخمة البنية، بشعر نصف محلوق بقسوة، وفكّ أكثر قسوة، وعينين عسليتين صارمتين برزتا بحدة على بشرتها السمراء اللامعة بلون الماهوغاني.
“حقًا؟” سألت.
قال الصحفي الآخر، رجل في منتصف العمر، وهو يدفع ميكروفونًا باتجاه كولتر بينما يمدّ عنقه قليلًا ليلقي بنظرة متوترة نحو ريا، “السيد فاليرا، ريتشارد هارتمن من شبكة NWB، هل يمكنني أن أطرح عليك بضعة أسئلة…؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“ماذا تفعلين هنا؟” سأل سيث وهو يهرع نحوها، ويده تمسح برفق جانب بطنها عندما وصل إليها.
ارتسمت على وجه كولتر ابتسامة مشرقة، “بالطبع. سأجيب إن استطعت.” ثم التفت نحو ريا قائلًا، “تأكدي أن المروحيات محمّلة وأن الفريق جاهز.”
سار موظفو العمليات ذهابًا وإيابًا في الطوابير المتغيرة، يطلبون الشارات من حين لآخر. توقف أحدهم بجانبنا في الثانية التي لاحظ فيها سيث.
ترددت ريا قليلًا، عيناها مثبتتان على مؤخرة رأس كولتر. وبعد لحظة توتر، استدارت فجأة، تتحرك على أطراف قدميها المكسوتين بالجلد كأنها مفترس. “سمعتموه. تحرّكوا!”
بدا سيث غير متأثر، لكنني أعرف أن لديه تحفظاته. في المقام الأول، بشأن مشاركتي. مهما ارتدي قناعه الثابت، فأنا أعرف أنه منزعج.
هززت كتفي. مع كل خطوة للأمام، ترتفع معدتي إلى حلقي. لم يبقَ أمامنا سوى بضعة صفوف من المشعين، واختفوا ثلاثة ثلاثة حتى لم يكن أحد أمامي، صائغ الرون، ورجل مقنع يرتدي زيًا أبيض وأصفرًا نظيفًا، والتقاطع على صدره يميزه بأنه طبيب. لم يكن هناك وقت للشك في أي شيء. وكأنني على وضع التشغيل الآلي، تقدمت إلى الشق.
“سيث! سيث!” قالت الصحفية الشابة بلهاث وهي تلتف حول ريتشارد هارتمن. “أنا جايد يانوفيتز من مجلة المشهد، هل أستطيع—” لكن وجهها ارتخى حين رفع سيث يده بثبات قرب وجهه كجدار صدّ، وأجابها بجفاء حاسم، “لا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
مر من أمامها بسرعة، واضطررتُ للإسراع لمواكبته.
“شكرًا،” أقررتُ بينما أُغلقت الأبواب.
المشهد؟ كيف تسللت صحفية من صحيفة شعبية إلى هنا؟ لا بد أنها تحمل أوراق اعتماد مزورة.
ما إن ابتعدنا عن المراسلين، أمسكني سيث من كتفي وسحبني إلى جانب أحد مخارج القاعة العديدة، تاركًا الفريق يكمل طريقه بدوننا. “أريد أن أخبرك بشيء،” بدأ حديثه.
“سيث! سيث!” قالت الصحفية الشابة بلهاث وهي تلتف حول ريتشارد هارتمن. “أنا جايد يانوفيتز من مجلة المشهد، هل أستطيع—” لكن وجهها ارتخى حين رفع سيث يده بثبات قرب وجهه كجدار صدّ، وأجابها بجفاء حاسم، “لا.”
“مهما كان هو فقد سمعته بالفعل،” رددتُ وأنا أشير إلى الكدمات الجديدة التي شعرتُ بها تملأ وجهي. “لقد ترك أثرًا كبيرًا، في الواقع.”
“هل يجب أن أكون هنا؟” سألتُ، ملاحظًا أنني الصائع الوحيد في الغرفة.
هز سيث رأسه بتذمر خافت، ثم تجمد. تبعتُ عينيه، والتفتُّ لأرى هانا تتسلل خارج المدرج.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“ماذا تفعلين هنا؟” سأل سيث وهو يهرع نحوها، ويده تمسح برفق جانب بطنها عندما وصل إليها.
“اضطررت لمد ساقيّ، لذلك كنت أقف في الخلف ورأيتك تمر.” شبكت هانا أصابعها مع أصابع سيث، ثم لاحظتني، وتغيّر وجهها. “ياللعجب، ماذا حدث لك؟”
“يجب أن ترين الرجل الآخر،” تمكنت من ذلك مبتسمًا.
حوّلت هانا عينيها المتسعتين نحو أخي الذي تابع دون تردد، “لا يجب أن تكوني هنا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ارتعشت شفتاها في ابتسامة موناليزا، ولعبت بمقبض خنجر، واحد من خناجر عديدة مغمدة بحزام حول جذعها. “دائمًا ما يكون عابسًا،” صرخت، ومدت يدها كما لو كانت ستهز ذقنه، لكنه أبعد فكه. ضحكت بريسيلا ضحكة خفيفة، ثم مرت بنا وهي تنادي، “مهلًا يا ليون، ما الذي حدث للتقاعد؟ ظننتُ أنك قلتَ آخر مرة رأيتك فيها، وأقتبس…”
“أنا —نعم. مئة بالمئة،” تعهدتُ.
“لن يسمحوا لي بالمغادرة حتى أحضر هذه الإحاطة،” نفخت. “إذا أردت تسميتها بذلك. لا يوجد شيء مختصر فيها، والأمر برمته يبدو زائفًا.”
شقّ جايس طريقه إلينا وسط الزحام نحو الباب. “هذا يستحق جائزة أغرب إحاطة. فوضى عارمة. وقد أوضحتُ أنني لا أعمل مع عائلة كالهون. أحدهم قلقٌ أكثر مما يُظهر، ألا تعتقد ذلك؟”
“سيث! سيث!” قالت الصحفية الشابة بلهاث وهي تلتف حول ريتشارد هارتمن. “أنا جايد يانوفيتز من مجلة المشهد، هل أستطيع—” لكن وجهها ارتخى حين رفع سيث يده بثبات قرب وجهه كجدار صدّ، وأجابها بجفاء حاسم، “لا.”
“حقًا؟” سألت.
“لا.” وجدتُ صوتي ونظرتُ إلى كولتر مباشرةً. “لم أعد جزءًا من فريق التنظيف.”
أومأت هانا برأسها. “قالوا إن أنظمة الأمان لم تتأثر بالزيادة المفاجئة، لكننا انقطعت الكهرباء في المختبر لعدة دقائق. لم تكن لدينا أضواء تعمل، ولا ضوابط بيئية… لا أمن! اضطر الدكتور لونغ إلى إغلاق إحدى وحدات الاحتواء بيديه العاريتين. المسكين تعرض للدغة! سيكون بخير في غضون أيام قليلة، ولكن مع ذلك!”
حدق بي سيث كما لو أن وجود هانا في الأبراج كان فكرتي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لحسن الحظ، قرأت هانا وجيهنا بطلاقة. “توقف عن هذا،” وبخته، وهي تسوي عباءته البالية ذات اللون الزيتوني على كتفيه. كانت أول هدية عيد ميلاد تقدمها له بعد أن بدأا المواعدة. “انتهى الأمر الآن. لنعيد إيسلا إلى المنزل. إنها ستصاب بالجنون هناك.”
نظر إليّ وعقد حاجبيه. “صائغ عظام خامل؟ هذا حقًا يتطلب تضافر الجهود، أليس كذلك؟ لا أقصد الإساءة.”
تبادلتُ نظرةً سريعةً مع سيث، لكن إن كان لديه أي اعتراضٍ على شكاوى ريا، فلم يُبدِ أيَّ إشارة.
“لا أستطيع،” قال سيث، رافعًا يد هانا إلى خده عندما حاولت سحبه.
“يجب أن ترين الرجل الآخر،” تمكنت من ذلك مبتسمًا.
ما إن ابتعدنا عن المراسلين، أمسكني سيث من كتفي وسحبني إلى جانب أحد مخارج القاعة العديدة، تاركًا الفريق يكمل طريقه بدوننا. “أريد أن أخبرك بشيء،” بدأ حديثه.
“لا نستطيع،” صححت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مسح الغرفة بنظراتٍ ثاقبة. “سأختصر الكلام. الجميع يعلم بالفعل عن موجة الإشعاع؛ ما لا يعرفونه هو أن مجموعة من المهندسين كانوا محاصرين بالداخل عندما ساءت الأمور. صمتوا تمامًا في الوقت الذي قيست فيه أول موجة صدمة. نحتاج منكم أن تدخلوا الشق، وتنقذوا أي ناجين، وتحددوا سبب هذا الهراء، وتبلغوا عن الأمر حالما تتأكدون من أن الشق آمن.”
“المشعون،” عَلى نباح مُدخن. دخل جوناثان “جاك” هوثورن —جندي مشاة بحرية سابق أصبح مشعًا، وهو الآن مدير العمليات في مجموعة فاليرا— إلى دائرة الضوء في قلب الغرفة.
“لماذا لا؟” نظرت إلينا هانا، عابسة. “ما الذي يحدث؟”
استقام سيث وقال، “بحاجة إلينا في الشق.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “كلنا يدٌ واحدةٌ على سطح السفينة يا ريا،” كان هذا كل ما قاله كولتر وهو يمرّ من أمامها.
ابتلعت ريقي بصعوبة ونظرت من النافذة.
“أنتما الاثنان؟ أوه.” حاولت أن تُعيد ترتيب وجهها ليبتسم. “أول مرة في الوظيفة الجديدة، أليس كذلك؟” شدّت شفتاها، تُكافح للحفاظ على ثباتها وهي تنظر إلى سيث. “ما هي الوظيفة تحديدًا؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “شكرًا. نعم. مباشرة بعد أن تحدثنا بالأمس، في الواقع. في الشق.”
فرّغ سيث شفتيه، لكن لم يخرج منه صوت.
ما إن ابتعدنا عن المراسلين، أمسكني سيث من كتفي وسحبني إلى جانب أحد مخارج القاعة العديدة، تاركًا الفريق يكمل طريقه بدوننا. “أريد أن أخبرك بشيء،” بدأ حديثه.
قاطعته قائلًا، “سأذهب فقط لأتفقد بعض المهندسين.*
“ماذا تفعلين هنا؟” سأل سيث وهو يهرع نحوها، ويده تمسح برفق جانب بطنها عندما وصل إليها.
“أوه.” ارتخى كتفي هانا. تركت سيث لتضغط على ذراعي، وأنفها يتجهم في ابتسامة أكثر صدقًا. “حسنًا، أرهم ما يمكنك فعله، تمامًا كما فعلت في المختبر اليوم. العب على نقاط قوتك؛ لديك الكثير منها.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تلويت تحت وطأة مديحها البهيج.
“وأنت تستمع إلي جيدًا،” قالت وهي تهز إصبعها على أنف سيث بينما تدفع نفسها للأعلى على أطراف أصابعها. “لا تستغرق وقتًا طويلاً.” قبلت شفتيه. “ودع تورين يكون تورين. إنه قادر على ذلك.”
قال سيث ببرود، “مشكلته هي أن أخذ النصائح الجيدة ليس من بينها.”
“هل ينهار؟ أم أنه يتسرب؟ هل يجب علينا الإخلاء الآن؟”
“لا، فقط لا آخذ نصائحك،” رددت عليه بحدة. “أنا دائمًا أستمع إلى هانا.*
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وسمعتُ أصوات الناس القلقين من حولنا يتساءلون، “ما الذي يحدث؟”
“وأنت تستمع إلي جيدًا،” قالت وهي تهز إصبعها على أنف سيث بينما تدفع نفسها للأعلى على أطراف أصابعها. “لا تستغرق وقتًا طويلاً.” قبلت شفتيه. “ودع تورين يكون تورين. إنه قادر على ذلك.”
“سمعت أن الشق يتصرف بشكل غير طبيعي.”
لهثتُ وأنا أترنّح، ورأسي يدور، أُحاول أن أُبصر خلال بقعٍ سوداء آكلةٍ للرؤية كالنار تلتهم صورةَ فوتوغراف. تحوّل أنيني إلى صرخة، وركلتُ ساقَيّ المعلّقتين في الهواء.
أمسك سيث بإصبعها الموبخ بين راحتي يديه وضغط على يدها ضغطة خفيفة. “سأراكما في المنزل،” قال دون أن يعد بشيء. تركنا هانا وركضنا نحو المصاعد. كان كولتر يقف بجانب أقرب مصعد، يُلقي بعض الكلمات الأخيرة على الصحفيين.
“هاه،” كان كل ما قاله ردًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سيطر الشق على رؤيتي. ربطت العوارض والممرات حلقة الاحتواء بسقفي البرجين، موفرةً إطارًا لسلسلة المعدات الميكانيكية والأنابيب التي كان مهندسو وعلماء الكونجلوميريت يستخدمونها يوميًا. مع ذلك، لم تكن شبكة السقالات والسلالم مثالية لنقل مجموعة من المشعين وصائغي العظام المثقلين إلى الشق.
“سنرى ما سيحدث،” ضحك، وهو يميل إلى إطار باب المصعد، مرتاحًا تمامًا. “استمتعوا ببقية الإحاطة.”
لفت نظري إليه بيده الملوّحة وقلتُ في نفسي، “انتظر.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “بالتأكيد.” ضغط كولتر زر السطح. “لماذا لستما مع الفرقة؟”
أبقى كولتر ذراعه مثبتة على الباب ولفّها جانبًا لنا.
“شكرًا،” أقررتُ بينما أُغلقت الأبواب.
توقف المصعد، وأرشدنا إلى غرفة واسعة ذات نوافذ كثيفة تطل على القاعة التي تحتنا. ألقت شاشات التلفزيون وشاشات الكمبيوتر ضوءًا شبحيًا على المكتب الخافت والمزدحم. في الزاوية البعيدة، رفع جايس يده مشيرًا.
انحنيتُ لأفتح سحاب حقيبتي، لكنني رفعتُ رأسي عندما سمعتُ اسمي لأجد تاج يصعد من الخلف ومعه مجموعتان من أدوات الصياغة. أومأ برأسه. فأومأتُ له.
“بالتأكيد.” ضغط كولتر زر السطح. “لماذا لستما مع الفرقة؟”
“أنت خامل؟” سألني المشع بمطرقة الحرب، وهو يلامس كتف بريسيلا وهو يميل إلى الأمام كما لو كان يريد إلقاء نظرة أقرب على القرد في حديقة الحيوانات. سخر من مؤخرة حلقه، وهز رأسه وهو يتراجع، وقال، “وقود مدافع. كلنا وقود مدافع.”
لهثتُ وأنا أترنّح، ورأسي يدور، أُحاول أن أُبصر خلال بقعٍ سوداء آكلةٍ للرؤية كالنار تلتهم صورةَ فوتوغراف. تحوّل أنيني إلى صرخة، وركلتُ ساقَيّ المعلّقتين في الهواء.
“لا ينبغي أن يكون تورين في هذه المهمة،” قال سيث، متجاهلًا سؤال كولتر.
قالت وهي تهز رأسها نحو تيار ثابت من الفنيين الذين كانوا يلقون حقائب سوداء ضخمة في سلسلة من السفن الناقلة، “آخر المعدات تصل الآن. معظم الطاقم قد صعدوا بالفعل وبدؤوا في ارتداء تجهيزاتهم.” ثم تقدّمت خطوة نحو كولتر، ملقية عليّ نظرة جانبية، ثم إلى الناقلات البعيدة مع خط متجهم بين حاجبيها، وقالت “خليط غير متجانس نوعًا ما. أيُّ مسؤول متشدّد هو الذي رتّب هذا؟”
خلفه، لاحظت انشغال بعض صائغي العظام الآخرين بارتداء ملابسهم أو تعديل معداتهم. انشغلت بنفس الشيء، وخلعت ملابسي الرياضية ذات الرائحة الكريهة بينما أخرج سيث درعه الأبيض من حقيبته. لم تكن هذه هي المرة الأولى التي أغير فيها ملابسي أمام الناس —لقد كان ذلك خطرًا مهنيًا— ولكن عادةً ما يكون هناك مساحة أكبر قليلًا للخصوصية من مقاعد حاملة الإنزال التي توفرها. شعرت بالعيون تراقبني وأنا أسحب ملابس داخلية طويلة منسوجة من ألياف الوحوش فوق وركي. نظرت لأعلى لألتقي بنظرة بريسيلا السوداء والصفراء التي تستقر أمامي وسحبتُ بسرعة قميصًا طويل الأكمام من ألياف الوحوش فوق رأسي. أحاط بها رجل أكبر سنًا ذو شارب أشقر خفيف وقصة شعر عسكرية قصيرة، ممسكًا بمطرقة حرب عظمية برأس مدبب بحجم رأس ثور كما لو كانت لا شيء وهو يعيد لف المقبض الجلدي على العمود.
على الرغم من أنني كنت أنتظر ذلك، إلا أنني ما زلتُ عاجزًا عن الكلام من الغضب والإحراج.
“إنه غير مُدرّب على هذا،” تابع سيث، “ونحن نقدم على ذلك عميانًا. أرسلوه مع المهندسين خلفنا. قد يستفيدون منه.”
“لا.” وجدتُ صوتي ونظرتُ إلى كولتر مباشرةً. “لم أعد جزءًا من فريق التنظيف.”
تبادلتُ نظرةً سريعةً مع سيث، لكن إن كان لديه أي اعتراضٍ على شكاوى ريا، فلم يُبدِ أيَّ إشارة.
على الرغم من أنني كنت أنتظر ذلك، إلا أنني ما زلتُ عاجزًا عن الكلام من الغضب والإحراج.
قيّمني كولتر بإيجاز، لكن عينيه عادتا إلى سيث. “أفهم وجهة نظرك، لكنني بحاجة إلى كل شخص متاح، سواءً كان مشع أم لا. التكتل يُواجه هذا الأمر بقوة وسرعة. حتى أنهم استعانوا بعمال مستقلين كبدائل في اللحظات الأخيرة. أنا متأكد من أنك تُدرك حجم المخاطر إذا تفاقمت هذه المشكلة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أوه.” ارتخى كتفي هانا. تركت سيث لتضغط على ذراعي، وأنفها يتجهم في ابتسامة أكثر صدقًا. “حسنًا، أرهم ما يمكنك فعله، تمامًا كما فعلت في المختبر اليوم. العب على نقاط قوتك؛ لديك الكثير منها.”
“وإذا أرسلنا أشخاصًا غير مُستعدين، فسيكون لدينا عدد أكبر من الضحايا إذا ساءت الأمور،” عارض سيث.
سقطتُ معه في عُقدةٍ من الأطراف والصرخات. ارتطمنا بالمنصّة الشبكية المنهارة، وشعرتُ بجسدي يلتفّ، عاجزًا عن تمييز الأعلى من الأسفل. كان تاج هو قبضة النجاة الوحيدة، فتشبّثتُ بكتفيه وحقيبته، محاولًا أن أجد موطئًا لقدمي. عندها اخترق شيءٌ حادّ طبقتَي الحماية على ساقي وغاص في ربلة ساقي.
غمرني الغضب، وفتحتُ فمي للدفاع عن نفسي مرة أخرى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وسمعتُ أصوات الناس القلقين من حولنا يتساءلون، “ما الذي يحدث؟”
مع حرارة رقبتي، جذبتُ بذلة العمل الملطخة فوق ملابسي الداخلية، متمنيًا لو أستطيع الاختفاء في الخلفية كعادتي. استبدلتُ الأحذية الرياضية بالأحذية الطويلة، وربطتُ سترتي الثقيلة، والجيوب مليئة بمعداتي الشخصية. ارتديتُ نظارتي الواقية، وتركتها تتدلى حول رقبتي بينما أنقل أفضل الأغراض من المجموعة المُجهزة إلى حقيبتي الشخصية. أغلقتُ سحاب الحقيبة، ووضعتها على حضني وانتظرتُ.
زفر كولتر من أنفه ونظر إليّ. “أخبرني أنت. هل أنت مُستعد لهذا؟”
“ماذا تفعلين هنا؟” سأل سيث وهو يهرع نحوها، ويده تمسح برفق جانب بطنها عندما وصل إليها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“أنا —نعم. مئة بالمئة،” تعهدتُ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “شكرًا. نعم. مباشرة بعد أن تحدثنا بالأمس، في الواقع. في الشق.”
“جيد،” قال كولتر، مُواجهًا الباب بينما توقف المصعد. رفع يده ليمنع أي جدال آخر من سيث. “لننضم إلى زملائنا في الفريق.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أمسك سيث بإصبعها الموبخ بين راحتي يديه وضغط على يدها ضغطة خفيفة. “سأراكما في المنزل،” قال دون أن يعد بشيء. تركنا هانا وركضنا نحو المصاعد. كان كولتر يقف بجانب أقرب مصعد، يُلقي بعض الكلمات الأخيرة على الصحفيين.
“وإذا أرسلنا أشخاصًا غير مُستعدين، فسيكون لدينا عدد أكبر من الضحايا إذا ساءت الأمور،” عارض سيث.
في اللحظة التي فُتحت فيها الأبواب، هبت الرياح المعاكسة عبر السطح وهبت المطر على وجهي. رفع كل من سيث وكولتر ذراعيهما المتوهجتين، فتبخرت قطرات المطر إلى سحابة كهرمانية من البخار والإشعاع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قال فينتان بتجهم، “طفل…؟” لكن وجهه انفرج حين لفت جافين نظره إليّ بعينيه مباشرة. حينها ارتسمت على وجه فينتان ملامح فهم مفاجئ، وأطلق ضحكة مكتومة في صدره، تكاد تكون عصبية.
“لا شيء.”
ارتدى آل كالهون وبعض المشعين الآخرين دروعًا من الجلد أو العظم، وأساورًا للذراعين، وقفازات فوق ملابسهم الجلدية الرسمية، واقفين في هالة مشتركة حجبتهم عن عاصفة المطر كظلة. وفوق كل ذلك، القو حلقة شق جسر الضوء الذهبية ضوءًا خافتًا على سطحي البرجين.
صررت على أسناني، وأمسكت بالسور الممتد على طول الجزء العلوي من باب المقصورة المنزلق واستخدمته لألقي بنفسي من الحاملة الرباعية المروحية.
ركضتُ بين سيث وكولتر، متجاوزًا عشرات الرجال والنساء الذين يرتدون سترات صفراء عاكسة زاهية، يتخللهم المشعون، وصائغو العظام، والمسعفون، وجميعهم يجهّزون المعدات. خرجت ريا من الهالة لملاقاتنا، غير مبالية بالأمطار المنهمرة.
قالت وهي تهز رأسها نحو تيار ثابت من الفنيين الذين كانوا يلقون حقائب سوداء ضخمة في سلسلة من السفن الناقلة، “آخر المعدات تصل الآن. معظم الطاقم قد صعدوا بالفعل وبدؤوا في ارتداء تجهيزاتهم.” ثم تقدّمت خطوة نحو كولتر، ملقية عليّ نظرة جانبية، ثم إلى الناقلات البعيدة مع خط متجهم بين حاجبيها، وقالت “خليط غير متجانس نوعًا ما. أيُّ مسؤول متشدّد هو الذي رتّب هذا؟”
توقف المصعد، وأرشدنا إلى غرفة واسعة ذات نوافذ كثيفة تطل على القاعة التي تحتنا. ألقت شاشات التلفزيون وشاشات الكمبيوتر ضوءًا شبحيًا على المكتب الخافت والمزدحم. في الزاوية البعيدة، رفع جايس يده مشيرًا.
“كلنا يدٌ واحدةٌ على سطح السفينة يا ريا،” كان هذا كل ما قاله كولتر وهو يمرّ من أمامها.
حوّلت هانا عينيها المتسعتين نحو أخي الذي تابع دون تردد، “لا يجب أن تكوني هنا.”
تبادلتُ نظرةً سريعةً مع سيث، لكن إن كان لديه أي اعتراضٍ على شكاوى ريا، فلم يُبدِ أيَّ إشارة.
“كولتر فاليرا!” نادت الصحفية الشابة، في أوائل العشرينيات من عمرها، بعينين متألقتين كما لو أنها رأت فرقتها الغنائية المفضلة. “سيث غراي!”
قال جايس بنبرة لطيفة كنسيم الصيف، مع أن ابتسامته كانت كقطعة من جليد الشتاء، “إذا انتهى بك الأمر ميتًا، فذلك لأنك لا تعرف متى تتوقف عن الكلام الفاحش.”
تسللت ريا خلف كولتر، ودون أن تنظر إلينا، ألقت إبهامها على إحدى حاملات الأفراد الرباعية المصفوفة عند الحافة الشرقية. قاد سيث الطريق، وتحققت شابةٌ مُشعثةٌ من أسمائنا في قائمة.
سأل فينتان كالهون، وهو شخص شاحب في الزاوية بعيون كوبالتية غائرة، “هذا الشق خالٍ من الوحوش. لماذا نرسل المشعين؟”
“سيث غراي.” تهادت امرأة بيننا وبين درج التحميل. “لم أكن أعلم أن هذه الوظيفة ستجلب لنا ملوكًا مشعين.” انسدل شعرها الأسود في موجات حول وجهها، مُؤطِّرًا عينيها المتباينتي اللون: إحداهما داكنة كعقيق يماني، والأخرى ذهبية دافئة كالرودين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “بالتأكيد.” ضغط كولتر زر السطح. “لماذا لستما مع الفرقة؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أمسكت بي الرياح، ولوحتُ بيدي. انتزعت قبضة سيث مقدمة سترتي، وضربت قدمي المنصة برفق. بإيماءة قصيرة، تركني أذهب، واستدار ليشق طريقه عبر مجموعة أعضاء الفريق المساعد نحو المقدمة، حيث كان كولتر يصرخ بالأوامر على الرياح والدوارات.
“بريسيلا،” قال سيث، بالكاد ينظر إليها.
ارتعشت شفتاها في ابتسامة موناليزا، ولعبت بمقبض خنجر، واحد من خناجر عديدة مغمدة بحزام حول جذعها. “دائمًا ما يكون عابسًا،” صرخت، ومدت يدها كما لو كانت ستهز ذقنه، لكنه أبعد فكه. ضحكت بريسيلا ضحكة خفيفة، ثم مرت بنا وهي تنادي، “مهلًا يا ليون، ما الذي حدث للتقاعد؟ ظننتُ أنك قلتَ آخر مرة رأيتك فيها، وأقتبس…”
قلبت عيني، لكن صراحة سيث اخترقت جنون العظمة المتصاعد مثل البخار من حولنا.
لفت نظري إليه بيده الملوّحة وقلتُ في نفسي، “انتظر.”
لكنني لم أنتبه لما قاله ليون ونحن نصعد إلى الناقلة، وأحذيتنا تُصدر رنينًا معدنيًا في الممر بين مقاعد القفز المثبتة في الجدران. كان بالداخل بالفعل عدد من صائغي العظام الآخرين، ومسعف، واثنان من المشعين، بمن فيهم جايس، وجلستُ في المقعد الفارغ بجانبه، محصورًا بينه وبين سيث.
ظننت أن جميع الصحفيين قد اختيروا مسبقًا، وبالفعل، كانت بعض أسئلتهم تُطبع على الشاشة أمامي.
“تورين.”
“لا أستطيع،” قال سيث، رافعًا يد هانا إلى خده عندما حاولت سحبه.
لفتت ضحكة مكتومة انتباهي إلى آل كالهون، وكان جافين ينظر إليّ بنظرة جانبية وهو يتمتم في أذن فينتان. نفخ ليون في وجهي، وشفته العليا ملتوية وهو يسحب حذائه للخلف كأنني سأتقيأ منه.
انحنيتُ لأفتح سحاب حقيبتي، لكنني رفعتُ رأسي عندما سمعتُ اسمي لأجد تاج يصعد من الخلف ومعه مجموعتان من أدوات الصياغة. أومأ برأسه. فأومأتُ له.
تقلصت معدتي عندما بدأت حاملة الإنزال في النزول نحو منصات الاستقبال الشبكية الفولاذية. بكلمة من السائق، انطلق المشعون على أقدامهم. كان سيث أول من قفز إلى العناصر. عندما تبعه الآخرون، بدأ صائغو العظام في تمرير الأكياس من مؤخرة الحاملة. انتهى بي الأمر أنا وتاج عند الباب، ونلقي الأكياس إلى الأسفل. بمجرد الانتهاء من ذلك، قفز تاج للخارج دون تردد.
“لم أكن أعلم أنك قد رُقيت.” لم أستطع قراءة نبرته، لكنه ناولني إحدى المجموعات لتكملة الإمدادات في حقيبتي الرياضية، وقررت أن أعتبر ذلك لفتة ودية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“شكرًا. نعم. مباشرة بعد أن تحدثنا بالأمس، في الواقع. في الشق.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
استقام سيث وقال، “بحاجة إلينا في الشق.”
“هاه،” كان كل ما قاله ردًا.
لفت نظري إليه بيده الملوّحة وقلتُ في نفسي، “انتظر.”
على الرغم من أنني كنت أنتظر ذلك، إلا أنني ما زلتُ عاجزًا عن الكلام من الغضب والإحراج.
خلفه، لاحظت انشغال بعض صائغي العظام الآخرين بارتداء ملابسهم أو تعديل معداتهم. انشغلت بنفس الشيء، وخلعت ملابسي الرياضية ذات الرائحة الكريهة بينما أخرج سيث درعه الأبيض من حقيبته. لم تكن هذه هي المرة الأولى التي أغير فيها ملابسي أمام الناس —لقد كان ذلك خطرًا مهنيًا— ولكن عادةً ما يكون هناك مساحة أكبر قليلًا للخصوصية من مقاعد حاملة الإنزال التي توفرها. شعرت بالعيون تراقبني وأنا أسحب ملابس داخلية طويلة منسوجة من ألياف الوحوش فوق وركي. نظرت لأعلى لألتقي بنظرة بريسيلا السوداء والصفراء التي تستقر أمامي وسحبتُ بسرعة قميصًا طويل الأكمام من ألياف الوحوش فوق رأسي. أحاط بها رجل أكبر سنًا ذو شارب أشقر خفيف وقصة شعر عسكرية قصيرة، ممسكًا بمطرقة حرب عظمية برأس مدبب بحجم رأس ثور كما لو كانت لا شيء وهو يعيد لف المقبض الجلدي على العمود.
ابتلعت ريقي بصعوبة ونظرت من النافذة.
تمالك نفسك.
قال صوت على يميننا، “لقد وصلت.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قال جافين وهو يمرّ مع فينتان في الممر، “آه، انظر يا صاح، الطفل غراي يحمرّ خجلًا.” وأطلق ابتسامة متعجرفة، كاشفًا عن أسنان ناصعة البياض ومربّعة لدرجة بدت معها كقطع علكة بالنعناع.
خلفه، لاحظت انشغال بعض صائغي العظام الآخرين بارتداء ملابسهم أو تعديل معداتهم. انشغلت بنفس الشيء، وخلعت ملابسي الرياضية ذات الرائحة الكريهة بينما أخرج سيث درعه الأبيض من حقيبته. لم تكن هذه هي المرة الأولى التي أغير فيها ملابسي أمام الناس —لقد كان ذلك خطرًا مهنيًا— ولكن عادةً ما يكون هناك مساحة أكبر قليلًا للخصوصية من مقاعد حاملة الإنزال التي توفرها. شعرت بالعيون تراقبني وأنا أسحب ملابس داخلية طويلة منسوجة من ألياف الوحوش فوق وركي. نظرت لأعلى لألتقي بنظرة بريسيلا السوداء والصفراء التي تستقر أمامي وسحبتُ بسرعة قميصًا طويل الأكمام من ألياف الوحوش فوق رأسي. أحاط بها رجل أكبر سنًا ذو شارب أشقر خفيف وقصة شعر عسكرية قصيرة، ممسكًا بمطرقة حرب عظمية برأس مدبب بحجم رأس ثور كما لو كانت لا شيء وهو يعيد لف المقبض الجلدي على العمود.
قال فينتان بتجهم، “طفل…؟” لكن وجهه انفرج حين لفت جافين نظره إليّ بعينيه مباشرة. حينها ارتسمت على وجه فينتان ملامح فهم مفاجئ، وأطلق ضحكة مكتومة في صدره، تكاد تكون عصبية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
انضمّ جافين إلى ضحكه وهو يومئ موافقًا، ثم قال بابتسامته الثابتة “ليس لديك أدنى فكرة عمّا يُضحك، أليس كذلك؟” ثم صفع صدر فنتان بكفّه من الخلف بقوة وأضاف، “إنه يذوب هيامًا ببرسيلا، يا غبي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أمسك سيث بإصبعها الموبخ بين راحتي يديه وضغط على يدها ضغطة خفيفة. “سأراكما في المنزل،” قال دون أن يعد بشيء. تركنا هانا وركضنا نحو المصاعد. كان كولتر يقف بجانب أقرب مصعد، يُلقي بعض الكلمات الأخيرة على الصحفيين.
توقف المصعد، وأرشدنا إلى غرفة واسعة ذات نوافذ كثيفة تطل على القاعة التي تحتنا. ألقت شاشات التلفزيون وشاشات الكمبيوتر ضوءًا شبحيًا على المكتب الخافت والمزدحم. في الزاوية البعيدة، رفع جايس يده مشيرًا.
“ولكن ليس بمثل هيامك، أليس كذلك يا جافين؟” قال جايس.
كانت أولى المركبات تصطف بالفعل بين منصتين متطابقتين تشبهان رصيفين، مما سمح بتوصيل معدات ثقيلة جدًا على الممرات. رغم المطر الغزير، علقت الحاملة على حافة منصة الاستقبال تمامًا كما لو أنها معلقة بسلاسل ثابتة.
أطلقتُ أنفاسي التي كنتُ أحبسها وألقيتُ عليه نظرة امتنان، لكنه كان مشغولاً بالنظر إلى جافين بحاجبٍ ساخرٍ مرفوع.
ضحكت بريسيلا، وهذه المرة كان صوتها رنين أجراس. وجهت ابتسامةً وحشيةً إلى جافين —أقرب إلى كشف أسنانه— ثم خففت من ابتسامتها وغمزت لي. “الطفل سيث لديه فرصة أفضل.”
استقام سيث وقال، “بحاجة إلينا في الشق.”
“أوه، حقًا؟” للحظة، التفت جافين نحوي وصدره منتفخ كالكلب المتمايل، ثم نظر إلى عبوس سيث الجامد وتراجع عن الأمر، ثم التفت نحو مؤخرة الحاملة وقال بحدة، “حسنًا، إن لم يمت الخامل، فسنرى كيف ستسير الأمور. هيا يا فينتان.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “اضطررت لمد ساقيّ، لذلك كنت أقف في الخلف ورأيتك تمر.” شبكت هانا أصابعها مع أصابع سيث، ثم لاحظتني، وتغيّر وجهها. “ياللعجب، ماذا حدث لك؟”
لفتت ضحكة مكتومة انتباهي إلى آل كالهون، وكان جافين ينظر إليّ بنظرة جانبية وهو يتمتم في أذن فينتان. نفخ ليون في وجهي، وشفته العليا ملتوية وهو يسحب حذائه للخلف كأنني سأتقيأ منه.
مع حرارة رقبتي، جذبتُ بذلة العمل الملطخة فوق ملابسي الداخلية، متمنيًا لو أستطيع الاختفاء في الخلفية كعادتي. استبدلتُ الأحذية الرياضية بالأحذية الطويلة، وربطتُ سترتي الثقيلة، والجيوب مليئة بمعداتي الشخصية. ارتديتُ نظارتي الواقية، وتركتها تتدلى حول رقبتي بينما أنقل أفضل الأغراض من المجموعة المُجهزة إلى حقيبتي الشخصية. أغلقتُ سحاب الحقيبة، ووضعتها على حضني وانتظرتُ.
صررت على أسناني، وأمسكت بالسور الممتد على طول الجزء العلوي من باب المقصورة المنزلق واستخدمته لألقي بنفسي من الحاملة الرباعية المروحية.
“أنت خامل؟” سألني المشع بمطرقة الحرب، وهو يلامس كتف بريسيلا وهو يميل إلى الأمام كما لو كان يريد إلقاء نظرة أقرب على القرد في حديقة الحيوانات. سخر من مؤخرة حلقه، وهز رأسه وهو يتراجع، وقال، “وقود مدافع. كلنا وقود مدافع.”
زفر كولتر من أنفه ونظر إليّ. “أخبرني أنت. هل أنت مُستعد لهذا؟”
ألْفُ مخلبٍ من ضوءٍ قرمزي اخترق عينيَّ ونحن نعبر إلى قلب الشقّ، وانفجرت أذناي من الضغط. تشوّهت صرخاتنا أولًا، ثم انطلقت واضحة حين تلاشى ثِقَل الشقّ فجأة، وارتفعت أرض غابةٍ مظلمة لتستقبلنا.
قالت بريسيلا لي، “اعذر ليون، لم يحصل على علاقة منذ وقت طويل. إلا إذا اعتبرتَ أنّ النظام هو من يجامعه… على حدّ قوله طبعًا.”
تلويت تحت وطأة مديحها البهيج.
لكنني لم أنتبه لما قاله ليون ونحن نصعد إلى الناقلة، وأحذيتنا تُصدر رنينًا معدنيًا في الممر بين مقاعد القفز المثبتة في الجدران. كان بالداخل بالفعل عدد من صائغي العظام الآخرين، ومسعف، واثنان من المشعين، بمن فيهم جايس، وجلستُ في المقعد الفارغ بجانبه، محصورًا بينه وبين سيث.
النظرة القاتمة التي صوّبها نحوها ذكّرتني بسيث، وكدت أن أضحك… قبل أن يقول صوت مألوف من الأمام، “أنا مع ليون.”
“أنا —نعم. مئة بالمئة،” تعهدتُ.
تمالك نفسك.
ثبّتني ماثيو بنفس النظرة الانتقامية التي استخدمها عندما صحّحتُ أسلوب استخراج رمحه. “من سمح للخامل بالدخول؟”سأل وهو يدفع أرنولد، الذي كان يربط حزام الأمان في المقعد بجانبه. “ننتظره حتى يُصلح أسلحتنا، وسنموت جميعًا.”
تلاشى دويّ الرعد المتدحرج إلى طنين منخفض، فاعتدلتُ ونظرت إلى سيث الواقف بجانبي عند النافذة. قال وهو يقطب حاجبيه حتى صارا على شكل حرف V حاد،”هيا.”
قال جايس بنبرة لطيفة كنسيم الصيف، مع أن ابتسامته كانت كقطعة من جليد الشتاء، “إذا انتهى بك الأمر ميتًا، فذلك لأنك لا تعرف متى تتوقف عن الكلام الفاحش.”
بفضل دعم جايس، قابلتُ عين ماثيو بتحدي خاص بي —نظرة محايدة واثقة تحدّيته أن يُحاول كسرها.
انحنى سيث نحوي، ممسكًا بسيفه المغمد في إحدى يديه. “تجاهلهم. كلانا يعلم أن مهاراتك في الصياغة ليست هي المشكلة. ركّز. تذكّر تدريبك.”
هل كان ذلك… مجاملة تقريبًا؟
ضرب أحدهم جانب الناقلة، وفي الخارج بدأ عدة أشخاص يرتدون سترات صفراء في التراجع. قفزت أعصابي عندما أعلن الطيار عن إقلاعنا الفوري.
في المقدمة، هدرت محركات حاملة الإنزال الرئيسية، ورفعتها أربعة دوارات مغلفة عن منصة الهبوط. وعلى ارتفاع بضع عشرات من الأقدام، مالت بعيدًا، مما أتاح مساحة للناقلة الثانية للإقلاع. أمسكت غريزيًا بحافة مقعدي في الثواني التي سبقت إقلاعنا، الثالثة من أربع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وسمعتُ أصوات الناس القلقين من حولنا يتساءلون، “ما الذي يحدث؟”
ارتطمت حاملة الإنزال مع أزيز الدوارات. أمسكت الرياح المعاكسة بالحاملة وهزتها. قفز قلبي إلى حلقي، ونظرت غريزيًا إلى سيث، وكان وجهه يحدق للأمام مباشرة، ولغة جسده مريحة. لا داعي للقلق. استقرت الحاملة في ثوانٍ.
لفتت ضحكة مكتومة انتباهي إلى آل كالهون، وكان جافين ينظر إليّ بنظرة جانبية وهو يتمتم في أذن فينتان. نفخ ليون في وجهي، وشفته العليا ملتوية وهو يسحب حذائه للخلف كأنني سأتقيأ منه.
ترددت ريا قليلًا، عيناها مثبتتان على مؤخرة رأس كولتر. وبعد لحظة توتر، استدارت فجأة، تتحرك على أطراف قدميها المكسوتين بالجلد كأنها مفترس. “سمعتموه. تحرّكوا!”
ابتلعت ريقي بصعوبة ونظرت من النافذة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
سيطر الشق على رؤيتي. ربطت العوارض والممرات حلقة الاحتواء بسقفي البرجين، موفرةً إطارًا لسلسلة المعدات الميكانيكية والأنابيب التي كان مهندسو وعلماء الكونجلوميريت يستخدمونها يوميًا. مع ذلك، لم تكن شبكة السقالات والسلالم مثالية لنقل مجموعة من المشعين وصائغي العظام المثقلين إلى الشق.
“لا أستطيع،” قال سيث، رافعًا يد هانا إلى خده عندما حاولت سحبه.
هدرت حلقة الاحتواء كما ينبغي، بالكاد تُسمع تحت أزيز دوارات حاملة الإنزال. ربما كانت المشكلة الميكانيكية التي تسببت في ارتفاعات الطاقة قد حُلت بالفعل. حاولت ألا أعتبر نفسي جبانًا لتمنيي أن يكون الأمر مجرد سوء فهم غريب، وأننا سندخل ذلك الشق لنجد مجموعة من الباحثين المشوشين منشغلين بأعمالهم، جاهلين بالضجة التي أحدثوها.
“يجب أن ترين الرجل الآخر،” تمكنت من ذلك مبتسمًا.
كانت أولى المركبات تصطف بالفعل بين منصتين متطابقتين تشبهان رصيفين، مما سمح بتوصيل معدات ثقيلة جدًا على الممرات. رغم المطر الغزير، علقت الحاملة على حافة منصة الاستقبال تمامًا كما لو أنها معلقة بسلاسل ثابتة.
تعرفتُ على ريا دان عندما قفزت أولًا، ولكن مع ارتفاع مركبتنا لتجنب شبكة الكابلات، لم أستطع تمييز من كان، إذ خرجت حقائب المعدات والطاقم خلفها. انتظرنا تفريغ أول حاملتين، وهما تحومان قرب مركز الشق. في الضوء الخافت، محاطين بالضباب، وعلى ارتفاع ألف قدم في الهواء، كان الأمر أشبه بالتحديق في عين وحش أسطوري عملاق. إلا أن ذلك لم يكن صحيحًا، بل كان أشبه بفم، على وشك ابتلاعنا جميعًا وإسقاطنا في…
“مهما كان هو فقد سمعته بالفعل،” رددتُ وأنا أشير إلى الكدمات الجديدة التي شعرتُ بها تملأ وجهي. “لقد ترك أثرًا كبيرًا، في الواقع.”
قطعتُ هذه الأفكار، وأجبرتُ نفسي على التنفس. لقد وافقتُ على هذا، ذكّرتُ نفسي. لقد خضتُ أكثر من اثني عشر شقًا. وهذا الشق ليس مختلفًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وبينما ننتظر، شغلتُ نفسي بالتحقق من جيوبي المختلفة وحواجز حقيبتي للتأكد من أنني أملك كل ما أحتاجه. كنت على وشك النفاد من المذيبات، إذ لم يكن لديّ وقت لصنع المزيد منذ الشق بالأمس، ولكن بخلاف ذلك، كنت في حالة جيدة. إذا تواجد وحش متحول داخل هذا الشق، فسيكون دوري الأساسي هو إجراء إصلاحات سريعة للمعدات، واستعادة الرماح من الوحوش الساقطة، وحصاد بعض المكونات القيّمة التي لن تدوم بعد موت الوحوش.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ارتعشت شفتاها في ابتسامة موناليزا، ولعبت بمقبض خنجر، واحد من خناجر عديدة مغمدة بحزام حول جذعها. “دائمًا ما يكون عابسًا،” صرخت، ومدت يدها كما لو كانت ستهز ذقنه، لكنه أبعد فكه. ضحكت بريسيلا ضحكة خفيفة، ثم مرت بنا وهي تنادي، “مهلًا يا ليون، ما الذي حدث للتقاعد؟ ظننتُ أنك قلتَ آخر مرة رأيتك فيها، وأقتبس…”
تقلصت معدتي عندما بدأت حاملة الإنزال في النزول نحو منصات الاستقبال الشبكية الفولاذية. بكلمة من السائق، انطلق المشعون على أقدامهم. كان سيث أول من قفز إلى العناصر. عندما تبعه الآخرون، بدأ صائغو العظام في تمرير الأكياس من مؤخرة الحاملة. انتهى بي الأمر أنا وتاج عند الباب، ونلقي الأكياس إلى الأسفل. بمجرد الانتهاء من ذلك، قفز تاج للخارج دون تردد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
سحبت الرياح سترتي ودفعت المطر اللاذع إلى عيني. واحدًا تلو الآخر، قفز الصائغون الآخرون والمسعفون إلى المنصة. ساعد سيث في الإمساك بهم وتثبيتهم، ولكن بعد كل واحد منهم، قفزت نظراته إليّ واهتزت بنظرة تقول، فقط ابق. عد مع هذه الحاملة إلى البرج الأول. العار أفضل من الموت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “نعم. سيث وتورين غراي،” أجاب أخي، بينما رفعتُ بطاقتي المغلفة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كرهت أنني أستطيع قراءته جيدًا.
“أنت أيًا كان ما نحتاجك أن تكونه، أيها المشع،” بصق هوثورن. لم يُضيّع مدير العمليات المزيد من الوقت مع عائلة كالهون. “وفقًا للإجراءات، كان لدينا العديد من المشعين مع المهندسين داخل الشق. وبما أنهم لم يُبلغوا عن أي شيء، فعلينا أن نفترض أن ما حدث هناك يتطلب قوة إضافية. أنتم أول المستجيبين لدينا. إذا وجدتم شيئًا حيًا هناك ليس بشريًا، فاقتلوه. سيتولى المشع فاليرا القيادة العامة. سيتبعه فريق ثانٍ من المهندسين والنحاتين بمجرد إعطائهم الضوء الأخضر. هذه مهمتكم. هل لديكم أي أسئلة؟”
صررت على أسناني، وأمسكت بالسور الممتد على طول الجزء العلوي من باب المقصورة المنزلق واستخدمته لألقي بنفسي من الحاملة الرباعية المروحية.
توقف المصعد، وأرشدنا إلى غرفة واسعة ذات نوافذ كثيفة تطل على القاعة التي تحتنا. ألقت شاشات التلفزيون وشاشات الكمبيوتر ضوءًا شبحيًا على المكتب الخافت والمزدحم. في الزاوية البعيدة، رفع جايس يده مشيرًا.
أمسكت بي الرياح، ولوحتُ بيدي. انتزعت قبضة سيث مقدمة سترتي، وضربت قدمي المنصة برفق. بإيماءة قصيرة، تركني أذهب، واستدار ليشق طريقه عبر مجموعة أعضاء الفريق المساعد نحو المقدمة، حيث كان كولتر يصرخ بالأوامر على الرياح والدوارات.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بينما التقطت حقيبتي من حيث أُلقيت وانضممت إلى الطابور، أشار إلى سيث وفينتان وريا. من هنا، غطى هدير محركات الناقل على الأمر، لكن المشعين الثلاثة المختارين اصطفوا على حافة الممر الذي يربط بين المنصتين المستقبلتين. شاهدت سيث يهز يديه ويمد رقبته. وبصيحة من ريا، انغمس في الضوء الذهبي. حل ثلاثي آخر محل سيث في ثوانٍ، وامتد صفان أسفل الممر.
شققت طريقي إلى المنحدر الأيسر، أمام صائغي العظام الآخرين، ووجدت نفسي بجانب رجل لم أتعرف عليه. ظهرت وشوم رونية فوق سترته المدرعة، تمتد على طول رقبته. كان لديه لحية مشذبة جيدًا وأنف معقوف وعضلات ذراع سميكة، لكن بطنه الممتلئ جعله يبرز من بين المشعين. لم يرتدي شعار التكتل على درعه السفلي أيضًا. عامل حر؟
لحسن الحظ، قرأت هانا وجيهنا بطلاقة. “توقف عن هذا،” وبخته، وهي تسوي عباءته البالية ذات اللون الزيتوني على كتفيه. كانت أول هدية عيد ميلاد تقدمها له بعد أن بدأا المواعدة. “انتهى الأمر الآن. لنعيد إيسلا إلى المنزل. إنها ستصاب بالجنون هناك.”
نظر إليّ وعقد حاجبيه. “صائغ عظام خامل؟ هذا حقًا يتطلب تضافر الجهود، أليس كذلك؟ لا أقصد الإساءة.”
هززت كتفي. مع كل خطوة للأمام، ترتفع معدتي إلى حلقي. لم يبقَ أمامنا سوى بضعة صفوف من المشعين، واختفوا ثلاثة ثلاثة حتى لم يكن أحد أمامي، صائغ الرون، ورجل مقنع يرتدي زيًا أبيض وأصفرًا نظيفًا، والتقاطع على صدره يميزه بأنه طبيب. لم يكن هناك وقت للشك في أي شيء. وكأنني على وضع التشغيل الآلي، تقدمت إلى الشق.
لفت نظري إليه بيده الملوّحة وقلتُ في نفسي، “انتظر.”
صررت على أسناني وضغطت على شفتيّ ابتسامة رقيقة غير مكتملة. “حسنًا، لا تقلق.” تقدمنا بضع خطوات. “أنت صائغ رون، أليس كذلك؟”
نظر إليّ وعقد حاجبيه. “صائغ عظام خامل؟ هذا حقًا يتطلب تضافر الجهود، أليس كذلك؟ لا أقصد الإساءة.”
انحبست أنفاسي أخيرًا، واستنشقتُ نفسًا عميقًا، وأنا أصفي رأسي. كل ما استطعتُ فعله هو الإيماء. عدّل سيث قبضته، وقفزت معدتي إلى حلقي بينما سقطتُ بضع بوصات قبل أن يمسك بظهر سترتي. فهمتُ خطته في اللحظة التي سبقت إطلاقه لي.
رفع حاجبه ورفع حقيبته الثقيلة أعلى على كتفه. “أجل. كما قلت، تضافر الجهود.”
هززت كتفي. مع كل خطوة للأمام، ترتفع معدتي إلى حلقي. لم يبقَ أمامنا سوى بضعة صفوف من المشعين، واختفوا ثلاثة ثلاثة حتى لم يكن أحد أمامي، صائغ الرون، ورجل مقنع يرتدي زيًا أبيض وأصفرًا نظيفًا، والتقاطع على صدره يميزه بأنه طبيب. لم يكن هناك وقت للشك في أي شيء. وكأنني على وضع التشغيل الآلي، تقدمت إلى الشق.
كان هناك شعور قوي بالمقاومة، كما لو أن الضوء الذهبي يدفعني للخلف. كالعادة، طقطقت أذناي، مُصدرةً صوتًا حادًا أزعجني. ثم انتهيتُ، وخرجتُ إلى… لا شيء.
ارتفعت معدتي إلى حلقي ثم هويتُ فجأة عدة بوصات، فارتطمت قدماي بسطحٍ صلب مائل، وانثنت ساقاي بينما اندفعتُ إلى الأمام. انفجرت نجومٌ في عيني، أعمَت بصري.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وسمعتُ أصوات الناس القلقين من حولنا يتساءلون، “ما الذي يحدث؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قيّمني كولتر بإيجاز، لكن عينيه عادتا إلى سيث. “أفهم وجهة نظرك، لكنني بحاجة إلى كل شخص متاح، سواءً كان مشع أم لا. التكتل يُواجه هذا الأمر بقوة وسرعة. حتى أنهم استعانوا بعمال مستقلين كبدائل في اللحظات الأخيرة. أنا متأكد من أنك تُدرك حجم المخاطر إذا تفاقمت هذه المشكلة.”
صرخاتٌ مبتورة دوَّت عبر جوف الشقّ ثم انقطعت من جديد.
شقّ جايس طريقه إلينا وسط الزحام نحو الباب. “هذا يستحق جائزة أغرب إحاطة. فوضى عارمة. وقد أوضحتُ أنني لا أعمل مع عائلة كالهون. أحدهم قلقٌ أكثر مما يُظهر، ألا تعتقد ذلك؟”
كنت أسقط، متدحرجًا في عتمةٍ مصبوغةٍ بالحمرة.
شبحٌ مكسوٌّ بوهجٍ كهرماني اندفع عبر رؤيتي الدوّارة واصطدم بي، فانتزع الهواء من رئتي، وقطع صرختي الحادة.
“تورين!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لهثتُ وأنا أترنّح، ورأسي يدور، أُحاول أن أُبصر خلال بقعٍ سوداء آكلةٍ للرؤية كالنار تلتهم صورةَ فوتوغراف. تحوّل أنيني إلى صرخة، وركلتُ ساقَيّ المعلّقتين في الهواء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أوه.” ارتخى كتفي هانا. تركت سيث لتضغط على ذراعي، وأنفها يتجهم في ابتسامة أكثر صدقًا. “حسنًا، أرهم ما يمكنك فعله، تمامًا كما فعلت في المختبر اليوم. العب على نقاط قوتك؛ لديك الكثير منها.”
تحت جسدي المعلَّق، شقٌّ قرمزي غاضب شطر الهواء قطريًا، قاطعًا أرضيةً شبكية فولاذية مرتفعة في جرحٍ متعرّج، أسفل البوابة الذهبية التي ولجنا منها بعدة أقدام. كنت أرى مواضع ابتلعتها الفجوة، حيث اختفت مكاتب، ووحدات احتواء، وأجهزة أخرى نصف ملتهمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لقد كان شقًّا ثانيًا. شقًّا داخل شقّ.
ضحكت بريسيلا، وهذه المرة كان صوتها رنين أجراس. وجهت ابتسامةً وحشيةً إلى جافين —أقرب إلى كشف أسنانه— ثم خففت من ابتسامتها وغمزت لي. “الطفل سيث لديه فرصة أفضل.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“تورين، تماسَك. انظر إليّ.”
سحبت الرياح سترتي ودفعت المطر اللاذع إلى عيني. واحدًا تلو الآخر، قفز الصائغون الآخرون والمسعفون إلى المنصة. ساعد سيث في الإمساك بهم وتثبيتهم، ولكن بعد كل واحد منهم، قفزت نظراته إليّ واهتزت بنظرة تقول، فقط ابق. عد مع هذه الحاملة إلى البرج الأول. العار أفضل من الموت.
أدرتُ رأسي فوق كتفي. كان سيث يطوّق خصري بذراعٍ واحدة، والأخرى ممدودة ممسكة بسورٍ معدني مثبّت في جدار الكهف. أمّا المنحدر أو السلّم الذي كان السور جزءًا منه فقد اختفى. وراءه، برزت ثلاثُ هيئات أخرى من فم الشقّ الذهبي لجسر الضوء، لكنهم تدحرجوا من على المنصّة المدمَّرة وسقطوا رأسًا في الجوف القرمزي الفاغر للشقّ الثاني.
قبض سيث على فكه ثم ارتخى. “يمكنك فعل هذا. أعلم أنك تستطيع.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
استطعتُ رؤية اثنين من المشعين الآخرين يتمسكون بأي مقابض أو بقع أرضية مستقرة يمكنهم العثور عليها، معلقين فوق الشق الثاني، يحاولون الوصول إلى الموظفين المساعدين المتساقطين والإمساك بهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “شكرًا. نعم. مباشرة بعد أن تحدثنا بالأمس، في الواقع. في الشق.”
وافقه شقيقه جافين أسمر البشرة وواسع الصدر، وهو ينقر بأصابعه بإيقاع ممل على مؤخرة مسدس الشظايا في جرابه على وركه، “لسنا جليسي أطفال.” عادةً ما كنت أتجنبهما. تبختر جافين كما لو أنه خرج لتوه من فيلم سينمائي، وسمعت شائعات عن أن فينتان يحب اللعب بالجثث.
“تورين، عليك العودة!” قال سيث. “اذهب إلى هوثورن، وأخبره بما حدث.”
وعلى الجانب الآخر، وجدنا ممرّات البرج الأول مكتظة بالمهندسين والعلماء. احتشدوا حول السلالم والمصاعد، يشكّلون صفوفًا فوضوية بينما يحاول الجميع الوصول إلى القاعة لسماع تفسير الرئيس فاليرا بشأن الإنذار. جولة أخرى من الأضواء اللامعة دفعت الموظفين إلى التحرك والهمس بقلق. عرضت الشاشات الممتدة على طول الممرّات خرائط للبرج الأول تحمل التعليمات ذاتها، “حافظوا على هدوئكم. متوقَّع ارتفاع في الطاقة. توجّهوا إلى القاعة. حافظوا على هدوئكم…”
“هاه،” كان كل ما قاله ردًا.
رمشتُ إليه، وأنا أكافح لأجد صوتي.
صرخاتٌ مبتورة دوَّت عبر جوف الشقّ ثم انقطعت من جديد.
شقّ جايس طريقه إلينا وسط الزحام نحو الباب. “هذا يستحق جائزة أغرب إحاطة. فوضى عارمة. وقد أوضحتُ أنني لا أعمل مع عائلة كالهون. أحدهم قلقٌ أكثر مما يُظهر، ألا تعتقد ذلك؟”
قبض سيث على فكه ثم ارتخى. “يمكنك فعل هذا. أعلم أنك تستطيع.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “بالتأكيد.” ضغط كولتر زر السطح. “لماذا لستما مع الفرقة؟”
انحبست أنفاسي أخيرًا، واستنشقتُ نفسًا عميقًا، وأنا أصفي رأسي. كل ما استطعتُ فعله هو الإيماء. عدّل سيث قبضته، وقفزت معدتي إلى حلقي بينما سقطتُ بضع بوصات قبل أن يمسك بظهر سترتي. فهمتُ خطته في اللحظة التي سبقت إطلاقه لي.
استقام سيث وقال، “بحاجة إلينا في الشق.”
وبينما كان ثلاثةٌ آخرون من صائغي العظام يهْوون صارخين من البوابة الذهبية إلى داخل الشقّ القرمزي، قذفني سيث إلى الأعلى. اندفعتُ في الهواء كما لو كنتُ دميةً محشوة. كانت رميته مُحكمة، فانطلقتُ مباشرة نحو الفجوة الذهبية المتذبذبة.
أنا أسرعُ أكثر مما يجب!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مسح الغرفة بنظراتٍ ثاقبة. “سأختصر الكلام. الجميع يعلم بالفعل عن موجة الإشعاع؛ ما لا يعرفونه هو أن مجموعة من المهندسين كانوا محاصرين بالداخل عندما ساءت الأمور. صمتوا تمامًا في الوقت الذي قيست فيه أول موجة صدمة. نحتاج منكم أن تدخلوا الشق، وتنقذوا أي ناجين، وتحددوا سبب هذا الهراء، وتبلغوا عن الأمر حالما تتأكدون من أن الشق آمن.”
في اللحظة التي فُتحت فيها الأبواب، هبت الرياح المعاكسة عبر السطح وهبت المطر على وجهي. رفع كل من سيث وكولتر ذراعيهما المتوهجتين، فتبخرت قطرات المطر إلى سحابة كهرمانية من البخار والإشعاع.
لو خرجتُ من الجهة الأخرى وتجاوزتُ الحاجز، فسوف—
طفا وجه تاج وسط بحيرة الضوء الداخلي للشقّ، ثم برزت كتفاه وجذعه وإحدى ساقيه الممدودة فوق الفراغ. اصطدمنا معًا في اللحظة نفسها التي بدأ فيها بالسقوط.
“ولكن ليس بمثل هيامك، أليس كذلك يا جافين؟” قال جايس.
سقطتُ معه في عُقدةٍ من الأطراف والصرخات. ارتطمنا بالمنصّة الشبكية المنهارة، وشعرتُ بجسدي يلتفّ، عاجزًا عن تمييز الأعلى من الأسفل. كان تاج هو قبضة النجاة الوحيدة، فتشبّثتُ بكتفيه وحقيبته، محاولًا أن أجد موطئًا لقدمي. عندها اخترق شيءٌ حادّ طبقتَي الحماية على ساقي وغاص في ربلة ساقي.
لحسن الحظ، قرأت هانا وجيهنا بطلاقة. “توقف عن هذا،” وبخته، وهي تسوي عباءته البالية ذات اللون الزيتوني على كتفيه. كانت أول هدية عيد ميلاد تقدمها له بعد أن بدأا المواعدة. “انتهى الأمر الآن. لنعيد إيسلا إلى المنزل. إنها ستصاب بالجنون هناك.”
ألْفُ مخلبٍ من ضوءٍ قرمزي اخترق عينيَّ ونحن نعبر إلى قلب الشقّ، وانفجرت أذناي من الضغط. تشوّهت صرخاتنا أولًا، ثم انطلقت واضحة حين تلاشى ثِقَل الشقّ فجأة، وارتفعت أرض غابةٍ مظلمة لتستقبلنا.
وصلنا إلى مصعد أمني، حيث فحص حارس آخر تصريحينا —تصريحي. صعدنا المصعد بمفردنا، وبينما يصعد، سمعنا الرئيس فاليرا يُلقي خطابه عبر مكبرات الصوت في المصعد، مُوجّهًا خطابه إلى من ما زالوا في طريقهم إلى القاعة.
————————
ظننت أن جميع الصحفيين قد اختيروا مسبقًا، وبالفعل، كانت بعض أسئلتهم تُطبع على الشاشة أمامي.
أخيرًا نقدر نقول بدأت الرواية إلى حد ما..
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مسح الغرفة بنظراتٍ ثاقبة. “سأختصر الكلام. الجميع يعلم بالفعل عن موجة الإشعاع؛ ما لا يعرفونه هو أن مجموعة من المهندسين كانوا محاصرين بالداخل عندما ساءت الأمور. صمتوا تمامًا في الوقت الذي قيست فيه أول موجة صدمة. نحتاج منكم أن تدخلوا الشق، وتنقذوا أي ناجين، وتحددوا سبب هذا الهراء، وتبلغوا عن الأمر حالما تتأكدون من أن الشق آمن.”
لهثتُ وأنا أترنّح، ورأسي يدور، أُحاول أن أُبصر خلال بقعٍ سوداء آكلةٍ للرؤية كالنار تلتهم صورةَ فوتوغراف. تحوّل أنيني إلى صرخة، وركلتُ ساقَيّ المعلّقتين في الهواء.
اللهم يا واحد يا أحد، يا ملك يا مبين، ارزقنا القوة في ديننا، والصبر على بلائنا، والثبات على توحيدك. ارزقنا من فضلك ما يقوّي إيماننا ويُصلح أحوالنا. ارحم شهداءنا، وألحقهم بالصالحين، واجعلهم في جنات النعيم. انصر المستضعفين، واكشف الغمّة، وفرّج الكرب، يا أرحم الراحمين. آمين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أمسكت بي الرياح، ولوحتُ بيدي. انتزعت قبضة سيث مقدمة سترتي، وضربت قدمي المنصة برفق. بإيماءة قصيرة، تركني أذهب، واستدار ليشق طريقه عبر مجموعة أعضاء الفريق المساعد نحو المقدمة، حيث كان كولتر يصرخ بالأوامر على الرياح والدوارات.
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
سقطتُ معه في عُقدةٍ من الأطراف والصرخات. ارتطمنا بالمنصّة الشبكية المنهارة، وشعرتُ بجسدي يلتفّ، عاجزًا عن تمييز الأعلى من الأسفل. كان تاج هو قبضة النجاة الوحيدة، فتشبّثتُ بكتفيه وحقيبته، محاولًا أن أجد موطئًا لقدمي. عندها اخترق شيءٌ حادّ طبقتَي الحماية على ساقي وغاص في ربلة ساقي.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
