السيد جينجلز [4]
الفصل 186: السيد جينجلز [4]
تبادل كايل وزوي النظرات، وتبدّلت ملامحهما بوضوح.
“…..”
كانت طاولتهما منعزلة نوعًا ما، تقع في زاوية الحانة. غير أن ذلك كان مناسبًا لهما، إذ لم يرغبا في لفت الكثير من الانتباه.
انسلّ صوت الطفل في أذني همسًا بينما كنت أحدّق في البالون المعلّق في مكانه. كان أحمر… أحمر على نحو مقلق، وكلما أطلت النظر إليه، ازداد بردٌ زاحف ينساب ببطء في عروقي.
’…حين يعود كايل ويكون معي، سأستخدم النظارات.’
في الخارج، بدا وقع المطر وكأنه تباطأ، وكل قطرة كانت تصدح على نحو مريب في الصمت الذي خيّم على غرفة اللعب.
“صحيح، بالطبع.”
’هناك خطبٌ ما، بالتأكيد.’
“إنها نفسها…”
شعرتُ بمعدتي تضطرب، ويداي تتخدران.
“السيد جينجلز يقول~”
سكرر—
“هاها، نعم، نعم. لقد صار أشبه بأيقونة بين الأطفال هذه الأيام.”
حين أنزلت بصري، كان الطفل قد عاد مجددًا إلى خربشاته على الورقة. بدأ يرسم دوائر حول موضع العينين بقلم الشمع الأسود، يديره مرارًا وتكرارًا، صانعًا تلك الدوّامات السوداء المعتادة التي كوّنت عيني المهرّج.
“لنذهب من هنا!”
ظلّ البالون عائمًا بصمت فوقه، ثم أضاءت الغرفة ومضة بيضاء—
عاد الاثنان يتبادلان النظرات، وهزّا برأسيهما بهدوء.
بوم!
تجاوز كايل السور الحجري المحيط بالبيت، وضغط على الجرس، شاعرًا بوقع المطر القوي يطرق الزجاج القريب، فيما لمح نقطة ضوء خافتة تتسرّب من الداخل.
مزّق الرعد الصمت بعدها بقليل، فاجتحتني رجفة بينما كنت أتلفّت حولي، أحاول أن أحافظ على هدوئي وأنا أبحث عن أي أثر… أي شيء.
قطبت زوي حاجبيها، وفكرة ما خطرت ببالها فجأة.
غير أنّي، مهما قلّبت نظري، لم أجد شيئًا.
دار المفتاح، فانفتح الباب، ودخلا معًا.
انخفضتُ قليلًا حتى صرت بمحاذاة الصبي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ولسببٍ ما لا أملك إشارة أيضًا.”
“كريس.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “سيث؟”
ناديت اسمه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ثم—
لكن…
“كريس؟”
سكرر—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ذلك هناك يفتقد القفازات، بينما ذاك يفتقد الأنف.”
لم يعرني انتباهًا، وقد انغمس كليًّا في الرسم أمامه.
تبادل الاثنان النظرات لبضع ثوانٍ قبل أن يلتفتا إلى الحانة. كان الضوء في الداخل يخفق بدفء، ومن خلال النافذة الدائرية فوق الباب الخشبي الداكن، كانت تظهر وتختفي ظلال عدة أشخاص يتحركون جيئة وذهابًا.
واصل إدارة القلم حول العينين، كأنّما سُحر بها.
واصل إدارة القلم حول العينين، كأنّما سُحر بها.
“كريس؟”
“هل ندخل؟”
ناديت مرة أخرى، لكني لم أتلقَّ أي جواب.
“لنذهب من هنا!”
“…قلت إن السيد جينجلز غاضب. هل تقدر أن تخبرني لماذا هو غاضب؟”
“صحيح، بالطبع.”
سكرر— سكرر—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “42. لا بد أنه هو,” تمتم كايل، رافعًا بصره نحو المبنى. كان منزلًا ذا طابقين، واجهته من الطوب الأبيض أكلها الزمن، تتسلقها اللبلابات. نوافذه الطويلة الضيقة وسقفُه الحادّ المائل من الألواح السوداء منحاه مسحة صامتة حزينة.
تسارعت يد الطفل أكثر فأكثر، والبياض في العينين يُمحى تدريجيًا، حتى غدت سوداء حالكة تمامًا.
“…..”
شعرتُ بثقل يكتم صدري.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بزز! بزز!
ثم—
“هل ترينه؟”
“…..”
شكرها كايل، وحدّق فيها.
توقّف.
“…وأنا كذلك.”
رفع رأسه ببطء، وعيناه البنيتان تلاقتا بعينيّ.
فجأة، قاطع صوتهما صوت رقيق مبهج، ليخرجهما من دوامة أفكارهما. رفع كايل رأسه فرأى فتاة صغيرة، بعينين زرقاوتين، وشعر أصفر ناعم مربوط في ذيل حصان، وجسد متناسق، تحمل صينية خشبية عليها بعض المشروبات، وتضعها ببطء أمامهما.
ساد السكون العالم في تلك اللحظة.
شكرها كايل، وحدّق فيها.
أنا والطفل الصغير فقط، وأنفاسي تتضاءل شيئًا فشيئًا.
كان مطفأً الآن، وحتى حين دنوت لأتأكد إن كان به خلل، لم ألحظ شيئًا.
انفرجت شفتاه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مع انفتاح الباب المزعج، اندفع ضجيج الحانة إلى آذانهما. في الداخل، كان المكان يعج بالحياة، الطاولات مكتظة بأناس يتحدثون ويضحكون. أعمدة خشبية تصطف في الغرفة، ولوحات معلّقة على الجدران، مما منح الحانة طابعًا منزليًا دافئًا.
انتظرتُ، حابسًا أنفاسي في حلقي. ربما كان هذا هو الأمر. ربما سينطق بكلمة، بأي شيء يُفسّر لي ما يحدث.
حدّقت فيه مذهولًا لوهلة.
كنت أريد أن أعرف لماذا كان السيد جينجلز غاضبًا. لعلّي أقتنص خيطًا يقودني إلى الجواب.
انحنى كايل، وأخرج مفتاحًا صغيرًا من جيبه، أدخله في قفل الباب. كعملاء من قسم الاحتواء، كان من الطبيعي أن يمتلكوا الوسائل لتجاوز الأبواب.
أي شيء.
توقّف.
لكن…
كنت أنوي أن أعطيه لكايل لاحقًا.
“…أنا جائع.”
سكرر—
حدّقت فيه مذهولًا لوهلة.
سكرر—
زفرت تنهيدةً خافتة. “حسنًا.”
“في الماضي، لا، لكن خلال الأيام القليلة الماضية، كان هناك بعض الناس يتحدثون عنه في هذا الحانة. شيء عن رؤيتهم لأمور غريبة وتعطّل أجهزة التلفاز لديهم.”
اعتدلت واقفًا من جديد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تبادل كايل وزوي النظرات.
“لنذهب. لقد أعدّت الأم الطعام للجميع.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ناديت مرة أخرى، لكني لم أتلقَّ أي جواب.
لم ينتظر الطفل مني إشارة، بل نهض من كرسيه وغادر الغرفة.
مددت يدي إلى نظارتي، ثم توقفت. ذكريات الرجل الملتوي لمعت في ذهني. سحبت يدي.
“هيه، انتظر!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بزز! بزز!
كنت على وشك اللحاق به، لكن بصري انجذب إلى الرسم. كنت منشغلًا بالعينين لدرجة أني لم ألحظ أن الخلفية الفارغة عادة لم تكن فارغة هذه المرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
’تلفاز؟’
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بزز! بزز!
رفعت رأسي ببطء، حتى استقر بصري على التلفاز.
كان مطفأً الآن، وحتى حين دنوت لأتأكد إن كان به خلل، لم ألحظ شيئًا.
لم يعرني انتباهًا، وقد انغمس كليًّا في الرسم أمامه.
“غريب.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ناديت مرة أخرى، لكني لم أتلقَّ أي جواب.
مددت يدي إلى نظارتي، ثم توقفت. ذكريات الرجل الملتوي لمعت في ذهني. سحبت يدي.
“أوه؟ يبدو أنكما مهتمان بالسيد جينجلز.”
’…حين يعود كايل ويكون معي، سأستخدم النظارات.’
أي شيء.
كنت سأشعر براحة أكبر لو كان بجانبي. على الأقل، إن ظهر السيد جينجلز، سيكون كايل حاضرًا ليحميني.
بزز! بزز!
“سيث؟ سيث…؟ الغداء جاهز! سيث!”
’تلفاز؟’
صوت الأم تردّد خافتًا عبر الردهة.
شكرها كايل، وحدّق فيها.
انتزعت بصري عن التلفاز ووضعت الرسم في جيبي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “….نعم أراه.”
كنت أنوي أن أعطيه لكايل لاحقًا.
“صحيح…”
“سيث؟”
’هناك خطبٌ ما، بالتأكيد.’
“قادِم.”
حين أنزلت بصري، كان الطفل قد عاد مجددًا إلى خربشاته على الورقة. بدأ يرسم دوائر حول موضع العينين بقلم الشمع الأسود، يديره مرارًا وتكرارًا، صانعًا تلك الدوّامات السوداء المعتادة التي كوّنت عيني المهرّج.
***
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “من كان ذلك؟ من كان ذلك…؟ همم. آه، صحيح!” وكأنها تذكرت أخيرًا، صفّقت بأصابعها. “أظن أنه السيد شينجلز من بضعة شوارع بعيدًا، في شارع نيو واي، الرقم 42. لا بد أنه يعرف—هاه؟ انتظروا، أيها الزبائن! بقيّ لكم الباقي!”
“لنذهب من هنا!”
“لا أظن أن الجو سيهدأ قريبًا. من الأفضل أن ندخل ونسأل الناس هنا إن كانوا يعرفون شيئًا.”
“اللعنة، هذا المطر جنوني…”
انتظر وذراعاه مطويتان، على أمل أن يتلقى ردًا سريعًا، ولكن…
شدّ كايل وزوي سترتيهما أكثر على جسديهما وهما ينحنيان تحت القوس الشبيه بالجسر عند باب الحانة الصغيرة، يحتميان من المطر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن…
توقّفت زوي هناك، والتفتت إلى كايل.
في الخارج، بدا وقع المطر وكأنه تباطأ، وكل قطرة كانت تصدح على نحو مريب في الصمت الذي خيّم على غرفة اللعب.
“كن لطيفًا وأوقف المطر.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن…
“هاه؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تبادل كايل وزوي النظرات.
“…فقط استعمل شيءَك ذاك المتعلق بالوقت واجعل المطر يتوقف.”
عاد الاثنان يتبادلان النظرات، وهزّا برأسيهما بهدوء.
“لكن ذلك سيكون إهدارًا، حقًا.”
“سيث؟ سيث…؟ الغداء جاهز! سيث!”
“أنت من نسي المظلات في السيارة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “شكرًا لك.”
“صحيح…”
كان الوضع أكثر إرباكًا مما تصوّرا.
لم يجد كايل ردًا على ذلك. بالفعل، هو من نسي المظلات. المطر لم يكن سيئًا جدًا من قبل، لكنه اشتدّ بطريقة ما خلال الساعة الماضية.
“هل ترينه؟”
أخرج كايل هاتفه وزفر.
“…قلت إن السيد جينجلز غاضب. هل تقدر أن تخبرني لماذا هو غاضب؟”
“ولسببٍ ما لا أملك إشارة أيضًا.”
تجاوز كايل السور الحجري المحيط بالبيت، وضغط على الجرس، شاعرًا بوقع المطر القوي يطرق الزجاج القريب، فيما لمح نقطة ضوء خافتة تتسرّب من الداخل.
“…وأنا كذلك.”
زفرت تنهيدةً خافتة. “حسنًا.”
أمالت زوي هاتفها باتجاه كايل.
انخفضتُ قليلًا حتى صرت بمحاذاة الصبي.
تبادل الاثنان النظرات لبضع ثوانٍ قبل أن يلتفتا إلى الحانة. كان الضوء في الداخل يخفق بدفء، ومن خلال النافذة الدائرية فوق الباب الخشبي الداكن، كانت تظهر وتختفي ظلال عدة أشخاص يتحركون جيئة وذهابًا.
“كريس؟”
“هل ندخل؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا، إطلاقًا.”
اقترحت زوي وهي تنظر إلى المطر في الخارج.
“نعم.”
“لا أظن أن الجو سيهدأ قريبًا. من الأفضل أن ندخل ونسأل الناس هنا إن كانوا يعرفون شيئًا.”
“صحيح…”
“نعم.”
كنت أريد أن أعرف لماذا كان السيد جينجلز غاضبًا. لعلّي أقتنص خيطًا يقودني إلى الجواب.
كان كايل على الرأي نفسه وهو يمد يده نحو مقبض الباب ويضغطه للأسفل.
“أفهم الآن. لا عجب أن الرسوم تبدو هكذا. إنه شخصية للأطفال.”
كريييك!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نقر كايل بأصابعه فوق الطاولة. كان قد حاول سؤال أحد الأطفال، لكن كل ما تلقّاه هو نفس الجواب: ‘لكن هذا السيد جينجلز…’
مع انفتاح الباب المزعج، اندفع ضجيج الحانة إلى آذانهما. في الداخل، كان المكان يعج بالحياة، الطاولات مكتظة بأناس يتحدثون ويضحكون. أعمدة خشبية تصطف في الغرفة، ولوحات معلّقة على الجدران، مما منح الحانة طابعًا منزليًا دافئًا.
“هاها، نعم، نعم. لقد صار أشبه بأيقونة بين الأطفال هذه الأيام.”
أغلق كايل الباب خلفهما، ثم هو وزوي مسحا المكان بنظرهما قبل أن يجدا مقعدًا خاصًا بهما.
“لنذهب من هنا!”
كانت طاولتهما منعزلة نوعًا ما، تقع في زاوية الحانة. غير أن ذلك كان مناسبًا لهما، إذ لم يرغبا في لفت الكثير من الانتباه.
تجاوز كايل السور الحجري المحيط بالبيت، وضغط على الجرس، شاعرًا بوقع المطر القوي يطرق الزجاج القريب، فيما لمح نقطة ضوء خافتة تتسرّب من الداخل.
بعد أن طلبا ما يرغبان به، تغيّر تعبير كايل فجأة إلى الجديّة.
’…حين يعود كايل ويكون معي، سأستخدم النظارات.’
“هل ترينه؟”
تحرّك كايل وزوي فور سماعهما للمعلومة. دون أن يضيعا ثانية واحدة، تركا طاولتهما، ومشروباتهما لا تزال ممتلئة، وتوجّها نحو الشارع الذي ذكرته الفتاة.
“….نعم أراه.”
“كريس؟”
أومأت زوي بهدوء، وقد ثبتت نظراتها على الأعمدة الخشبية حولهما، وبشكل أدق نحو عدة رسومات مؤطّرة.
حدّقت فيه مذهولًا لوهلة.
“إنها نفسها…”
تحرّك كايل وزوي فور سماعهما للمعلومة. دون أن يضيعا ثانية واحدة، تركا طاولتهما، ومشروباتهما لا تزال ممتلئة، وتوجّها نحو الشارع الذي ذكرته الفتاة.
“ليس تمامًا.”
رفع رأسه ببطء، وعيناه البنيتان تلاقتا بعينيّ.
علّق كايل، وقد لاحظ أن الرسوم كانت تفتقد تفاصيل أساسية في بعضها.
انتزعت بصري عن التلفاز ووضعت الرسم في جيبي.
“ذلك هناك يفتقد القفازات، بينما ذاك يفتقد الأنف.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ولسببٍ ما لا أملك إشارة أيضًا.”
“…أنت محق.”
“أجل.”
قطبت زوي حاجبيها، وفكرة ما خطرت ببالها فجأة.
توقّفت زوي هناك، والتفتت إلى كايل.
“أتظن أن لذلك صلة ما؟ إذا نظرت إلى الرسوم، ستجدها كلها متشابهة، باستثناء تلك التفاصيل الصغيرة. لماذا تظن هناك مثل هذا الاختلاف؟”
“قادِم.”
“لا أعلم.”
“أوه. أي فكرة عن أي قناة؟”
نقر كايل بأصابعه فوق الطاولة. كان قد حاول سؤال أحد الأطفال، لكن كل ما تلقّاه هو نفس الجواب: ‘لكن هذا السيد جينجلز…’
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “….نعم أراه.”
“لا يبدو أن الأطفال على دراية بالسبب أيضًا.”
أمالت زوي هاتفها باتجاه كايل.
كان الوضع أكثر إرباكًا مما تصوّرا.
***
“أوه؟ يبدو أنكما مهتمان بالسيد جينجلز.”
“…..”
فجأة، قاطع صوتهما صوت رقيق مبهج، ليخرجهما من دوامة أفكارهما. رفع كايل رأسه فرأى فتاة صغيرة، بعينين زرقاوتين، وشعر أصفر ناعم مربوط في ذيل حصان، وجسد متناسق، تحمل صينية خشبية عليها بعض المشروبات، وتضعها ببطء أمامهما.
“همم.”
“شكرًا لك.”
“هل ترينه؟”
شكرها كايل، وحدّق فيها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ناديت مرة أخرى، لكني لم أتلقَّ أي جواب.
“…السيد جينجلز؟ أهذا هو الاسم؟”
“أنت من نسي المظلات في السيارة.”
تظاهر كايل بالجهل.
كنت أنوي أن أعطيه لكايل لاحقًا.
“هاها، نعم، نعم. لقد صار أشبه بأيقونة بين الأطفال هذه الأيام.”
“كريس؟”
ضحكت الفتاة، وأخرجت محفظة سوداء، يتردّد من داخلها صدى عملات متصادمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لنذهب. لقد أعدّت الأم الطعام للجميع.”
أخرج كايل محفظته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بزز! بزز!
“أفهم الآن. لا عجب أن الرسوم تبدو هكذا. إنه شخصية للأطفال.”
تظاهر كايل بالجهل.
“نعم، لكنني لم أره من قبل. أظن أنّه شيء رآه الأطفال في التلفاز أو في مكان آخر.”
“أنا واثق تقريبًا أن هناك أحدًا بالداخل.”
“أوه. أي فكرة عن أي قناة؟”
“…أنت محق.”
“لا، إطلاقًا.”
تحرّك كايل وزوي فور سماعهما للمعلومة. دون أن يضيعا ثانية واحدة، تركا طاولتهما، ومشروباتهما لا تزال ممتلئة، وتوجّها نحو الشارع الذي ذكرته الفتاة.
التفتت الفتاة وراءها.
“…أنا جائع.”
“كما ترى، أنا مشغولة جدًا بنفسي. ليس لدي وقت لأتفقد ما يفعله الأطفال.”
“أجل.”
“صحيح، بالطبع.”
واصل إدارة القلم حول العينين، كأنّما سُحر بها.
ابتسم كايل ضاحكًا، وفتح محفظته، وقدّم لها بعض الأوراق النقدية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “شكرًا لك.”
“…لكن، هل هناك أحد غير الأطفال قد رآه؟ أنا في الحقيقة فضولي بشأن هذا، السيد جينجلز.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ثم—
“همم.”
قطبت زوي حاجبيها، وفكرة ما خطرت ببالها فجأة.
أخذت الفتاة النقود، وأطرقت تفكّر للحظة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن…
“في الماضي، لا، لكن خلال الأيام القليلة الماضية، كان هناك بعض الناس يتحدثون عنه في هذا الحانة. شيء عن رؤيتهم لأمور غريبة وتعطّل أجهزة التلفاز لديهم.”
تظاهر كايل بالجهل.
تبادل كايل وزوي النظرات، وتبدّلت ملامحهما بوضوح.
سكرر—
“من كان ذلك؟ من كان ذلك…؟ همم. آه، صحيح!” وكأنها تذكرت أخيرًا، صفّقت بأصابعها. “أظن أنه السيد شينجلز من بضعة شوارع بعيدًا، في شارع نيو واي، الرقم 42. لا بد أنه يعرف—هاه؟ انتظروا، أيها الزبائن! بقيّ لكم الباقي!”
“غريب.”
“احتفظي به!”
أخرج كايل محفظته.
تحرّك كايل وزوي فور سماعهما للمعلومة. دون أن يضيعا ثانية واحدة، تركا طاولتهما، ومشروباتهما لا تزال ممتلئة، وتوجّها نحو الشارع الذي ذكرته الفتاة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نقر كايل بأصابعه فوق الطاولة. كان قد حاول سؤال أحد الأطفال، لكن كل ما تلقّاه هو نفس الجواب: ‘لكن هذا السيد جينجلز…’
انهمر المطر بغزارة أكبر لحظة خروجهما، والريح تعصف نحوهما بقوة.
“…أنت محق.”
لكن، وبمجرد حركة واحدة من يده، توقفت كل الأشياء من حول كايل، فتحرّكا عبر البلدة حتى توقفا أمام مبنى بعينه.
“أنا واثق تقريبًا أن هناك أحدًا بالداخل.”
“42. لا بد أنه هو,” تمتم كايل، رافعًا بصره نحو المبنى. كان منزلًا ذا طابقين، واجهته من الطوب الأبيض أكلها الزمن، تتسلقها اللبلابات. نوافذه الطويلة الضيقة وسقفُه الحادّ المائل من الألواح السوداء منحاه مسحة صامتة حزينة.
أمالت زوي هاتفها باتجاه كايل.
تجاوز كايل السور الحجري المحيط بالبيت، وضغط على الجرس، شاعرًا بوقع المطر القوي يطرق الزجاج القريب، فيما لمح نقطة ضوء خافتة تتسرّب من الداخل.
“نعم، لكنني لم أره من قبل. أظن أنّه شيء رآه الأطفال في التلفاز أو في مكان آخر.”
“أنا واثق تقريبًا أن هناك أحدًا بالداخل.”
انحنى كايل، وأخرج مفتاحًا صغيرًا من جيبه، أدخله في قفل الباب. كعملاء من قسم الاحتواء، كان من الطبيعي أن يمتلكوا الوسائل لتجاوز الأبواب.
انتظر وذراعاه مطويتان، على أمل أن يتلقى ردًا سريعًا، ولكن…
وما إن فعلا، حتى تغيرت ملامحهما فجأة.
“…لا شيء.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بزز! بزز!
تبادل كايل وزوي النظرات.
لا شيء.
“سأحاول مجددًا.”
كنت على وشك اللحاق به، لكن بصري انجذب إلى الرسم. كنت منشغلًا بالعينين لدرجة أني لم ألحظ أن الخلفية الفارغة عادة لم تكن فارغة هذه المرة.
ضغط كايل على الجرس مرة أخرى، لكن…
كان كايل على الرأي نفسه وهو يمد يده نحو مقبض الباب ويضغطه للأسفل.
لا شيء.
كانت طاولتهما منعزلة نوعًا ما، تقع في زاوية الحانة. غير أن ذلك كان مناسبًا لهما، إذ لم يرغبا في لفت الكثير من الانتباه.
عاد الاثنان يتبادلان النظرات، وهزّا برأسيهما بهدوء.
كريييك!
“إنه من أجل التحقيق، لذا…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رفعت رأسي ببطء، حتى استقر بصري على التلفاز.
“أجل.”
انسلّ صوت الطفل في أذني همسًا بينما كنت أحدّق في البالون المعلّق في مكانه. كان أحمر… أحمر على نحو مقلق، وكلما أطلت النظر إليه، ازداد بردٌ زاحف ينساب ببطء في عروقي.
انحنى كايل، وأخرج مفتاحًا صغيرًا من جيبه، أدخله في قفل الباب. كعملاء من قسم الاحتواء، كان من الطبيعي أن يمتلكوا الوسائل لتجاوز الأبواب.
“أوه؟ يبدو أنكما مهتمان بالسيد جينجلز.”
كليك!
تظاهر كايل بالجهل.
دار المفتاح، فانفتح الباب، ودخلا معًا.
“…أنا جائع.”
بزز! بزز!
وما إن فعلا، حتى تغيرت ملامحهما فجأة.
أول ما استرعى انتباههما عند الدخول هو صوت التشويش المتقطع المنبعث من جهاز التلفاز في غرفة المعيشة، بينما دخلا المكان بخطوات حذرة، جسداهما مشدودان، مستعدان للانقضاض في أي لحظة.
تجاوز كايل السور الحجري المحيط بالبيت، وضغط على الجرس، شاعرًا بوقع المطر القوي يطرق الزجاج القريب، فيما لمح نقطة ضوء خافتة تتسرّب من الداخل.
لم ينبس أي منهما بكلمة وهما يسيران في الرواق الضيق المؤدي لغرفة المعيشة.
انهمر المطر بغزارة أكبر لحظة خروجهما، والريح تعصف نحوهما بقوة.
حتى إذا انعطفا في نهاية الرواق، فإذا بهما يظفرا بنظرة نحو غرفة المعيشة.
“كما ترى، أنا مشغولة جدًا بنفسي. ليس لدي وقت لأتفقد ما يفعله الأطفال.”
وما إن فعلا، حتى تغيرت ملامحهما فجأة.
“احتفظي به!”
“….?!”
“قادِم.”
“——!”
ناديت اسمه.
بزز! بزز!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مع انفتاح الباب المزعج، اندفع ضجيج الحانة إلى آذانهما. في الداخل، كان المكان يعج بالحياة، الطاولات مكتظة بأناس يتحدثون ويضحكون. أعمدة خشبية تصطف في الغرفة، ولوحات معلّقة على الجدران، مما منح الحانة طابعًا منزليًا دافئًا.
“السيد جينجلز يقول~”
لم يجد كايل ردًا على ذلك. بالفعل، هو من نسي المظلات. المطر لم يكن سيئًا جدًا من قبل، لكنه اشتدّ بطريقة ما خلال الساعة الماضية.
علّق كايل، وقد لاحظ أن الرسوم كانت تفتقد تفاصيل أساسية في بعضها.
أغلق كايل الباب خلفهما، ثم هو وزوي مسحا المكان بنظرهما قبل أن يجدا مقعدًا خاصًا بهما.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
