القهوة والكاميرا
الفصل الأول:
بدت هذه المدينة مليئة بالتلال. في حين بدت الطرق نظيفة ومُحافظ عليها جيدًا، إلا أنها بدت أيضًا ضيقة للغاية ومتصلة بشكل معقد. ولم تكن الرؤية جيدة أيضًا، ربما بسبب التغيرات في الارتفاع. لقد وصلت للتو إلى هنا، وشعرت بقليل من عدم الارتياح.
قبل كل شيء، أردت أن أتجنب التركيز بشكل كبير على عملية القيادة وأن أركز قليلاً على ما يحيط بي. على الأقل هذا ما قلته لنفسي، عندما قررت ركن سيارتي في موقف سيارات عشوائي والمشي.
هناك شيء يعجبني حقًا في المشي. لا، هذا ليس ما أقصده تمامًا. بدت هذه المدينة أشبه بمتاهة تراها في أحد البرامج التلفزيونية في وقت متأخر من الليل، وأعتقد أنه يمكنني القول إنني شعرت برغبة خفيفة في التجول سيرًا على الأقدام.
ظهرت الطرق عندما انعطفت من زاوية إلى أخرى، وصعدت الدرجات ودرت وغيرت الشوارع حتى وصلت إلى طريق مسدود. وفي هذه العملية، ضعت تمامًا، ولكن بما أن التجوال في حد ذاته هو هدفي، أعتقد أن هذا بدا مرضيًا بطريقته الخاصة.
لقد حفظت اسم الشارع الذي أوقفت فيه سيارتي، حتى لا أنتهي في مكان ما بعيدًا، ولكنني بدأت أشعر بالتعب. إذا فكرت في الأمر، فمنذ وصولي إلى هذه المدينة أمضيت وقتًا طويلًا في المشي دون أن أتوقف أبدًا للراحة.
وبينما كنت أبحث عن مكان لأخذ قسط من الراحة، لمحت مقهى قريبًا. بدا مبنى صغيرًا جذابًا، ليس كبيرًا جدًا، وله سقف على شكل مثلث. أعتقد أنني سأجرب هذا المكان.
صدر جرس صغير عندما فتحت الباب، ثم صدر مرة أخرى عندما أغلق. بدا داخل المقهى جوًا أكثر قدمًا واسترخاءً مما كنت أتوقعه عند رؤيته من الخارج. أستطيع أن أقول نفس الشيء عن صاحب المتجر خلف المنضدة، على الرغم من أن الرجل العجوز بدا مخيفًا أكثر من كونه جذابًا. ذهبت للجلوس عند المنضدة، وكنت حريصًا جدًا على عدم إظهار خوفي على الإطلاق.
“هل أنت سائح؟”
بدا صوت المالك مهدئًا بشكل مدهش.
“نعم، لقد وصلت إلى المنطقة منذ قليل.”
وجدت نفسي هادئًا بسبب صوته، وطلبت القهوة وأثنيت عليه على المكان الجميل الذي يملكه. الآن، بعد أن شعرت بمزيد من الراحة، وجهت انتباهي إلى محيطي. بجانبي، لم يكن هناك سوى زبون آخر. في أقصى يمين المنضدة جلست امرأة شابة. بدت منغمسة في القراءة، و منشغلة تمامًا بكتابها لدرجة أنها لم تنظر إلي حتى عندما دخلت.
هناك موسيقى كلاسيكية تعمل، تبدو وكأنها شيء من تسجيل، إما عن طريق الصدفة أو تفضيل المالك. بدت الموسيقى ذات نغمة منخفضة وعلى الجدران عدة صور معلقة. بدت هذه صورًا لأشياء مثل المناظر الطبيعية والأشخاص. أوه، وخلف المالك هناك رف مليء بالنظارات والأكواب وكاميرا واحدة. بدت مثالية تمامًا.
سأتحدث عن تلك الكاميرا. لقد شعرت بالارتياح إلى حد ما لأنني وجدت موضوعًا مناسبًا للمحادثة. دعنا نرى…
“سيدي، هل أنت من محبي التصوير الفوتوغرافي؟”
ألقى الرجل نظرة نحوي.
“لقد كنت كذلك منذ زمن طويل” أجاب باختصار.
“أنا أيضًا أحب التصوير الفوتوغرافي، وأحمل كاميرا معي أينما ذهبت.”
أخرجت الكاميرا من حقيبتي، ووضعتها في مكان يستطيع رؤيته وبعد أن طلب الإذن بأدب، سحب الكاميرا بعناية بيده الماهرة، ثم أعادها إلي بلطف.
“إنها قديمة جدًا.”
“نعم، يبدو أن الأمر كذلك.”
“هل كانت هدية؟”
“نعم.”
“إنها كاميرا جميلة جدًا.”
“نعم إنها كذلك.”
أثناء محادثتنا القصيرة أحضر لي القهوة. والآن بدا وكأنه يجلس على كرسي منخفض داخل المنضدة، لأن الشيء الوحيد الذي أستطيع رؤيته هو طرف رأسه. قررت أن أستمتع بقهوتي في صمت لفترة قصيرة. رغم أنني لا أعتبر نفسي خبيرًا في القهوة، إلا أنني أستمتع بفنجان جيد من القهوة. أحاول أن أتناول كوبًا منه كل يوم، حتى عندما أكون بالخارج للتخييم.
“منذ وقت طويل، كنت أسافر كثيرًا.”
جاء صوته من الجانب الآخر من بخار قهوتي العطر. فوجئت بهذا الأمر المفاجئ، ولكن قررت أن أكون مهذبًا وأستمع إلى قصته.
“مع تلك الكاميرا التي تراها على الرف، ذهبت إلى العديد من الأماكن والتقطت العديد من الصور. عندما انتهيت، أرسلت جميع الصور إلى المنزل. لقد أردت الحفاظ على الذكريات من الأشياء التي رأيتها، والأوقات التي استمتعت بها. ولكن في يوم من الأيام، عدت إلى المنزل ونظرت إلى الصور التي التقطتها. المشكلة هي أنني لم أتمكن من تذكرها جميعًا. بالطبع، كان هناك العديد من الأشخاص الذين أشعر تجاههم بشعور عميق، ولكن كان هناك أيضًا العديد من الأشياء التي لم أفعلها. لذلك، في كل مكان بقيت فيه، قررت أن ألتقط صورة واحدة فقط عندما وجدت شيئًا أردت حقًا أن أتذكره.”
ثم واصل المالك سرد قصة حول كل صورة من الصور الموجودة على الجدران. قصص سعيدة وقصص حزينة. قصص ممتعة وقصص غير سارة. لكنني اعتقدت أنه من اللطيف أن يتمكن من التحدث عن كل واحدة من هذه الذكريات.
“سيدي، يبدو أنك ذهبت في العديد من الرحلات الرائعة.”
ابتسم المالك قليلاً.
الفصل الأول: بدت هذه المدينة مليئة بالتلال. في حين بدت الطرق نظيفة ومُحافظ عليها جيدًا، إلا أنها بدت أيضًا ضيقة للغاية ومتصلة بشكل معقد. ولم تكن الرؤية جيدة أيضًا، ربما بسبب التغيرات في الارتفاع. لقد وصلت للتو إلى هنا، وشعرت بقليل من عدم الارتياح. قبل كل شيء، أردت أن أتجنب التركيز بشكل كبير على عملية القيادة وأن أركز قليلاً على ما يحيط بي. على الأقل هذا ما قلته لنفسي، عندما قررت ركن سيارتي في موقف سيارات عشوائي والمشي. هناك شيء يعجبني حقًا في المشي. لا، هذا ليس ما أقصده تمامًا. بدت هذه المدينة أشبه بمتاهة تراها في أحد البرامج التلفزيونية في وقت متأخر من الليل، وأعتقد أنه يمكنني القول إنني شعرت برغبة خفيفة في التجول سيرًا على الأقدام. ظهرت الطرق عندما انعطفت من زاوية إلى أخرى، وصعدت الدرجات ودرت وغيرت الشوارع حتى وصلت إلى طريق مسدود. وفي هذه العملية، ضعت تمامًا، ولكن بما أن التجوال في حد ذاته هو هدفي، أعتقد أن هذا بدا مرضيًا بطريقته الخاصة. لقد حفظت اسم الشارع الذي أوقفت فيه سيارتي، حتى لا أنتهي في مكان ما بعيدًا، ولكنني بدأت أشعر بالتعب. إذا فكرت في الأمر، فمنذ وصولي إلى هذه المدينة أمضيت وقتًا طويلًا في المشي دون أن أتوقف أبدًا للراحة. وبينما كنت أبحث عن مكان لأخذ قسط من الراحة، لمحت مقهى قريبًا. بدا مبنى صغيرًا جذابًا، ليس كبيرًا جدًا، وله سقف على شكل مثلث. أعتقد أنني سأجرب هذا المكان. صدر جرس صغير عندما فتحت الباب، ثم صدر مرة أخرى عندما أغلق. بدا داخل المقهى جوًا أكثر قدمًا واسترخاءً مما كنت أتوقعه عند رؤيته من الخارج. أستطيع أن أقول نفس الشيء عن صاحب المتجر خلف المنضدة، على الرغم من أن الرجل العجوز بدا مخيفًا أكثر من كونه جذابًا. ذهبت للجلوس عند المنضدة، وكنت حريصًا جدًا على عدم إظهار خوفي على الإطلاق. “هل أنت سائح؟” بدا صوت المالك مهدئًا بشكل مدهش. “نعم، لقد وصلت إلى المنطقة منذ قليل.” وجدت نفسي هادئًا بسبب صوته، وطلبت القهوة وأثنيت عليه على المكان الجميل الذي يملكه. الآن، بعد أن شعرت بمزيد من الراحة، وجهت انتباهي إلى محيطي. بجانبي، لم يكن هناك سوى زبون آخر. في أقصى يمين المنضدة جلست امرأة شابة. بدت منغمسة في القراءة، و منشغلة تمامًا بكتابها لدرجة أنها لم تنظر إلي حتى عندما دخلت. هناك موسيقى كلاسيكية تعمل، تبدو وكأنها شيء من تسجيل، إما عن طريق الصدفة أو تفضيل المالك. بدت الموسيقى ذات نغمة منخفضة وعلى الجدران عدة صور معلقة. بدت هذه صورًا لأشياء مثل المناظر الطبيعية والأشخاص. أوه، وخلف المالك هناك رف مليء بالنظارات والأكواب وكاميرا واحدة. بدت مثالية تمامًا. سأتحدث عن تلك الكاميرا. لقد شعرت بالارتياح إلى حد ما لأنني وجدت موضوعًا مناسبًا للمحادثة. دعنا نرى… “سيدي، هل أنت من محبي التصوير الفوتوغرافي؟” ألقى الرجل نظرة نحوي. “لقد كنت كذلك منذ زمن طويل” أجاب باختصار. “أنا أيضًا أحب التصوير الفوتوغرافي، وأحمل كاميرا معي أينما ذهبت.” أخرجت الكاميرا من حقيبتي، ووضعتها في مكان يستطيع رؤيته وبعد أن طلب الإذن بأدب، سحب الكاميرا بعناية بيده الماهرة، ثم أعادها إلي بلطف. “إنها قديمة جدًا.” “نعم، يبدو أن الأمر كذلك.” “هل كانت هدية؟” “نعم.” “إنها كاميرا جميلة جدًا.” “نعم إنها كذلك.” أثناء محادثتنا القصيرة أحضر لي القهوة. والآن بدا وكأنه يجلس على كرسي منخفض داخل المنضدة، لأن الشيء الوحيد الذي أستطيع رؤيته هو طرف رأسه. قررت أن أستمتع بقهوتي في صمت لفترة قصيرة. رغم أنني لا أعتبر نفسي خبيرًا في القهوة، إلا أنني أستمتع بفنجان جيد من القهوة. أحاول أن أتناول كوبًا منه كل يوم، حتى عندما أكون بالخارج للتخييم. “منذ وقت طويل، كنت أسافر كثيرًا.” جاء صوته من الجانب الآخر من بخار قهوتي العطر. فوجئت بهذا الأمر المفاجئ، ولكن قررت أن أكون مهذبًا وأستمع إلى قصته. “مع تلك الكاميرا التي تراها على الرف، ذهبت إلى العديد من الأماكن والتقطت العديد من الصور. عندما انتهيت، أرسلت جميع الصور إلى المنزل. لقد أردت الحفاظ على الذكريات من الأشياء التي رأيتها، والأوقات التي استمتعت بها. ولكن في يوم من الأيام، عدت إلى المنزل ونظرت إلى الصور التي التقطتها. المشكلة هي أنني لم أتمكن من تذكرها جميعًا. بالطبع، كان هناك العديد من الأشخاص الذين أشعر تجاههم بشعور عميق، ولكن كان هناك أيضًا العديد من الأشياء التي لم أفعلها. لذلك، في كل مكان بقيت فيه، قررت أن ألتقط صورة واحدة فقط عندما وجدت شيئًا أردت حقًا أن أتذكره.” ثم واصل المالك سرد قصة حول كل صورة من الصور الموجودة على الجدران. قصص سعيدة وقصص حزينة. قصص ممتعة وقصص غير سارة. لكنني اعتقدت أنه من اللطيف أن يتمكن من التحدث عن كل واحدة من هذه الذكريات. “سيدي، يبدو أنك ذهبت في العديد من الرحلات الرائعة.” ابتسم المالك قليلاً.
أدركت أن هناك شيئًا مدهشًا ومذهلًا مع هذا الرجل. في تلك اللحظة، رفعت الشابة التي كانت تجلس عند المنضدة نظرها عن كتابها ونادت على المالك.
“جدي، شاي بالحليب مرة أخرى من فضلك.”
يبدو أن هذا المكان يتمتع بأجواء منزلية.
“إنها حفيدتي وتساعدني هنا.”
بدا هذا المقهى يُدار من قبل العائلة. بدت الحفيدة منخرطة حقًا في كتابها لدرجة أنها لم تدرك وجودي. ويبدو أنها تدرس في إحدى الكليات في هذه المدينة لتصبح معلمة مدرسة.
مع كل ما حدث، انتهى بي الأمر بالبقاء هناك لفترة طويلة. قلت وداعًا لصاحب المقهى وحفيدته، وغادرت المقهى. أحيانًا أفكر في كيف يبدو تدفق الوقت داخل مقهى لطيف مختلفًا. يبدو أن الوقت يمر أسرع مما تتوقع.
بينما كنت أفكر فيما سأفعله بعد ذلك، سمعت صوتًا من الخلف. صوت حفيدة صاحب المقهى.
“قال جدي أن أعطيك هذا.”
بدت حقيبة صغيرة مليئة بعدة لفات من الأفلام. كم هو لطيف هذا الرجل العجوز. قررت قبول الهدية، وشكرتها بأدب.
الفصل الأول: بدت هذه المدينة مليئة بالتلال. في حين بدت الطرق نظيفة ومُحافظ عليها جيدًا، إلا أنها بدت أيضًا ضيقة للغاية ومتصلة بشكل معقد. ولم تكن الرؤية جيدة أيضًا، ربما بسبب التغيرات في الارتفاع. لقد وصلت للتو إلى هنا، وشعرت بقليل من عدم الارتياح. قبل كل شيء، أردت أن أتجنب التركيز بشكل كبير على عملية القيادة وأن أركز قليلاً على ما يحيط بي. على الأقل هذا ما قلته لنفسي، عندما قررت ركن سيارتي في موقف سيارات عشوائي والمشي. هناك شيء يعجبني حقًا في المشي. لا، هذا ليس ما أقصده تمامًا. بدت هذه المدينة أشبه بمتاهة تراها في أحد البرامج التلفزيونية في وقت متأخر من الليل، وأعتقد أنه يمكنني القول إنني شعرت برغبة خفيفة في التجول سيرًا على الأقدام. ظهرت الطرق عندما انعطفت من زاوية إلى أخرى، وصعدت الدرجات ودرت وغيرت الشوارع حتى وصلت إلى طريق مسدود. وفي هذه العملية، ضعت تمامًا، ولكن بما أن التجوال في حد ذاته هو هدفي، أعتقد أن هذا بدا مرضيًا بطريقته الخاصة. لقد حفظت اسم الشارع الذي أوقفت فيه سيارتي، حتى لا أنتهي في مكان ما بعيدًا، ولكنني بدأت أشعر بالتعب. إذا فكرت في الأمر، فمنذ وصولي إلى هذه المدينة أمضيت وقتًا طويلًا في المشي دون أن أتوقف أبدًا للراحة. وبينما كنت أبحث عن مكان لأخذ قسط من الراحة، لمحت مقهى قريبًا. بدا مبنى صغيرًا جذابًا، ليس كبيرًا جدًا، وله سقف على شكل مثلث. أعتقد أنني سأجرب هذا المكان. صدر جرس صغير عندما فتحت الباب، ثم صدر مرة أخرى عندما أغلق. بدا داخل المقهى جوًا أكثر قدمًا واسترخاءً مما كنت أتوقعه عند رؤيته من الخارج. أستطيع أن أقول نفس الشيء عن صاحب المتجر خلف المنضدة، على الرغم من أن الرجل العجوز بدا مخيفًا أكثر من كونه جذابًا. ذهبت للجلوس عند المنضدة، وكنت حريصًا جدًا على عدم إظهار خوفي على الإطلاق. “هل أنت سائح؟” بدا صوت المالك مهدئًا بشكل مدهش. “نعم، لقد وصلت إلى المنطقة منذ قليل.” وجدت نفسي هادئًا بسبب صوته، وطلبت القهوة وأثنيت عليه على المكان الجميل الذي يملكه. الآن، بعد أن شعرت بمزيد من الراحة، وجهت انتباهي إلى محيطي. بجانبي، لم يكن هناك سوى زبون آخر. في أقصى يمين المنضدة جلست امرأة شابة. بدت منغمسة في القراءة، و منشغلة تمامًا بكتابها لدرجة أنها لم تنظر إلي حتى عندما دخلت. هناك موسيقى كلاسيكية تعمل، تبدو وكأنها شيء من تسجيل، إما عن طريق الصدفة أو تفضيل المالك. بدت الموسيقى ذات نغمة منخفضة وعلى الجدران عدة صور معلقة. بدت هذه صورًا لأشياء مثل المناظر الطبيعية والأشخاص. أوه، وخلف المالك هناك رف مليء بالنظارات والأكواب وكاميرا واحدة. بدت مثالية تمامًا. سأتحدث عن تلك الكاميرا. لقد شعرت بالارتياح إلى حد ما لأنني وجدت موضوعًا مناسبًا للمحادثة. دعنا نرى… “سيدي، هل أنت من محبي التصوير الفوتوغرافي؟” ألقى الرجل نظرة نحوي. “لقد كنت كذلك منذ زمن طويل” أجاب باختصار. “أنا أيضًا أحب التصوير الفوتوغرافي، وأحمل كاميرا معي أينما ذهبت.” أخرجت الكاميرا من حقيبتي، ووضعتها في مكان يستطيع رؤيته وبعد أن طلب الإذن بأدب، سحب الكاميرا بعناية بيده الماهرة، ثم أعادها إلي بلطف. “إنها قديمة جدًا.” “نعم، يبدو أن الأمر كذلك.” “هل كانت هدية؟” “نعم.” “إنها كاميرا جميلة جدًا.” “نعم إنها كذلك.” أثناء محادثتنا القصيرة أحضر لي القهوة. والآن بدا وكأنه يجلس على كرسي منخفض داخل المنضدة، لأن الشيء الوحيد الذي أستطيع رؤيته هو طرف رأسه. قررت أن أستمتع بقهوتي في صمت لفترة قصيرة. رغم أنني لا أعتبر نفسي خبيرًا في القهوة، إلا أنني أستمتع بفنجان جيد من القهوة. أحاول أن أتناول كوبًا منه كل يوم، حتى عندما أكون بالخارج للتخييم. “منذ وقت طويل، كنت أسافر كثيرًا.” جاء صوته من الجانب الآخر من بخار قهوتي العطر. فوجئت بهذا الأمر المفاجئ، ولكن قررت أن أكون مهذبًا وأستمع إلى قصته. “مع تلك الكاميرا التي تراها على الرف، ذهبت إلى العديد من الأماكن والتقطت العديد من الصور. عندما انتهيت، أرسلت جميع الصور إلى المنزل. لقد أردت الحفاظ على الذكريات من الأشياء التي رأيتها، والأوقات التي استمتعت بها. ولكن في يوم من الأيام، عدت إلى المنزل ونظرت إلى الصور التي التقطتها. المشكلة هي أنني لم أتمكن من تذكرها جميعًا. بالطبع، كان هناك العديد من الأشخاص الذين أشعر تجاههم بشعور عميق، ولكن كان هناك أيضًا العديد من الأشياء التي لم أفعلها. لذلك، في كل مكان بقيت فيه، قررت أن ألتقط صورة واحدة فقط عندما وجدت شيئًا أردت حقًا أن أتذكره.” ثم واصل المالك سرد قصة حول كل صورة من الصور الموجودة على الجدران. قصص سعيدة وقصص حزينة. قصص ممتعة وقصص غير سارة. لكنني اعتقدت أنه من اللطيف أن يتمكن من التحدث عن كل واحدة من هذه الذكريات. “سيدي، يبدو أنك ذهبت في العديد من الرحلات الرائعة.” ابتسم المالك قليلاً.
“هذه مجرد مدينة عادية ليس فيها أي شيء خاص. لست متأكدة من أنك ستجد أي شيء لا يُنسى هنا.”
وبينما تتحدث، بدت الفتاة الشابة محاطة بمناظر طبيعية جميلة للمدينة مرسومة بألوان غروب الشمس المبهرة.
“في بعض الأحيان يدعي وجود شخص من الخارج لكي ندرك الجمال الحقيقي للمدينة.”
قلت هذا وأخرجت الكاميرا الخاصة بي. تمامًا كما قال الرجل العجوز: صورة واحدة لكل مكان تتم زيارته. لقد أصبح هذا تحديًا بالنسبة لي، نظرًا لجشعي الشديد. وأنا أحمل الكاميرا، قمت بتصوير المقهى بسقفه المثلث الشكل. ركزت على المشهد بعناية. ضغطت على المصور مرة واحدة. مرة واحدة فقط لكل ذكرى للتذكر. بغض النظر عما إذا الصورة خارج لإطار أو ضبابية. لأن تلك ذكرياتي الخاصة عن ذلك الوقت. واحدة هي كل ما أحتاجه. لا أعتقد أنني سأنسى أبدًا اليوم الذي التقطت فيه هذه الصورة.
أدركت أن هناك شيئًا مدهشًا ومذهلًا مع هذا الرجل. في تلك اللحظة، رفعت الشابة التي كانت تجلس عند المنضدة نظرها عن كتابها ونادت على المالك. “جدي، شاي بالحليب مرة أخرى من فضلك.” يبدو أن هذا المكان يتمتع بأجواء منزلية. “إنها حفيدتي وتساعدني هنا.” بدا هذا المقهى يُدار من قبل العائلة. بدت الحفيدة منخرطة حقًا في كتابها لدرجة أنها لم تدرك وجودي. ويبدو أنها تدرس في إحدى الكليات في هذه المدينة لتصبح معلمة مدرسة. مع كل ما حدث، انتهى بي الأمر بالبقاء هناك لفترة طويلة. قلت وداعًا لصاحب المقهى وحفيدته، وغادرت المقهى. أحيانًا أفكر في كيف يبدو تدفق الوقت داخل مقهى لطيف مختلفًا. يبدو أن الوقت يمر أسرع مما تتوقع. بينما كنت أفكر فيما سأفعله بعد ذلك، سمعت صوتًا من الخلف. صوت حفيدة صاحب المقهى. “قال جدي أن أعطيك هذا.” بدت حقيبة صغيرة مليئة بعدة لفات من الأفلام. كم هو لطيف هذا الرجل العجوز. قررت قبول الهدية، وشكرتها بأدب.
أدركت أن هناك شيئًا مدهشًا ومذهلًا مع هذا الرجل. في تلك اللحظة، رفعت الشابة التي كانت تجلس عند المنضدة نظرها عن كتابها ونادت على المالك. “جدي، شاي بالحليب مرة أخرى من فضلك.” يبدو أن هذا المكان يتمتع بأجواء منزلية. “إنها حفيدتي وتساعدني هنا.” بدا هذا المقهى يُدار من قبل العائلة. بدت الحفيدة منخرطة حقًا في كتابها لدرجة أنها لم تدرك وجودي. ويبدو أنها تدرس في إحدى الكليات في هذه المدينة لتصبح معلمة مدرسة. مع كل ما حدث، انتهى بي الأمر بالبقاء هناك لفترة طويلة. قلت وداعًا لصاحب المقهى وحفيدته، وغادرت المقهى. أحيانًا أفكر في كيف يبدو تدفق الوقت داخل مقهى لطيف مختلفًا. يبدو أن الوقت يمر أسرع مما تتوقع. بينما كنت أفكر فيما سأفعله بعد ذلك، سمعت صوتًا من الخلف. صوت حفيدة صاحب المقهى. “قال جدي أن أعطيك هذا.” بدت حقيبة صغيرة مليئة بعدة لفات من الأفلام. كم هو لطيف هذا الرجل العجوز. قررت قبول الهدية، وشكرتها بأدب.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات