تأثير الفراشة - الجزء الثاني
أولًا، أدت أفعال برونو إلى تعجيل الثورة الروسية التي بدأت عام 1905. بعد شهر من نهاية الحرب في سبتمبر 1904، وبينما كان برونو في طريق العودة إلى الوطن، عاد فلاديمير لينين من منفاه الأوروبي ونجح في رأب الصدع بين الفصائل الماركسية الرئيسية في روسيا.
استغرق برونو وقتًا طويلًا للعودة إلى الوطن من مانشوريا، حيث استغرق رحلته مدة مماثلة لتلك التي قضاها للوصول إليها. خلال تلك الرحلة، استغل الوقت لتعزيز صداقته مع ضابط في البحرية الألمانية، مما منحه فرصة لمزيد من التواصل والتفكير في الأحداث التي جرت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن شهرين في السياسة العالمية يعتبران وقتًا طويلًا كافياً لتغيير مجرى التاريخ، وقد كان هذا بالفعل ما حدث. فقد انتهت الحرب الروسية اليابانية رسميًا، لتحقق اليابان مكاسب لم يكن برونو يتخيلها في حياته السابقة. وفي الوقت نفسه، شهد العالم أحداثًا كبرى في قوتين أخريين.
بتأثير من الإهانة التي عانى منها ليون في تمرد الملاكمين بالصين، قرر ليون تحويل حياته المهنية بالكامل إلى خدمة الجيش، مع طموح يسعى لتحقيق القوة والمجد على أرض المعركة. هذه المرة، كانت أول فرصة له لتقدم مسيرته بعد تخرجه من الأكاديمية العسكرية الفرنسية. فبمجرد أن أصبح التمرد في مدغشقر علنيًا، طلب ليون إرساله على الفور، جالبًا معه لواءً كاملاً من الجنود لسحق الثورة، بدلًا من وحدة صغيرة من الجنود المحليين كما كان الحال في حياة برونو السابقة.
أولًا، أدت أفعال برونو إلى تعجيل الثورة الروسية التي بدأت عام 1905. بعد شهر من نهاية الحرب في سبتمبر 1904، وبينما كان برونو في طريق العودة إلى الوطن، عاد فلاديمير لينين من منفاه الأوروبي ونجح في رأب الصدع بين الفصائل الماركسية الرئيسية في روسيا.
في النهاية، تحولت القرية إلى مقبرة مفتوحة، وجثث الضحايا ملقاة في كل مكان. ومع تفشي الموت واليأس، نظر ليون إلى المذبحة التي تسبب فيها بابتسامة خبيثة قبل أن يعطي الأمر الأخير:
توحّد البلاشفة والمناشفة لهدف واحد: الإطاحة بالقيصر. واندلعت الثورة العنيفة في شوارع سانت بطرسبرغ وموسكو ومدن روسية رئيسية أخرى، وزاد عدد المشاركين فيها من بضعة آلاف إلى عشرات الآلاف في غضون أسابيع قليلة. ولم تقتصر أعمال العنف على الاحتجاجات، بل تطورت إلى اقتحام مستودعات عسكرية للحصول على الأسلحة والذخائر لدعم الثورة.
أعطى ليون أمرًا حازمًا:
وشرع الجنود الفرنسيون بإطلاق النار على الجميع، سواء كانوا متورطين في العنف أو مجرد نساء وأطفال اختبأوا في الخلفية، ولم يُستثن أحد من المذبحة. أما أولئك الذين حاولوا الفرار، فقد أطلق الجنود النار عليهم وهم يهربون.
لم تعد هذه الجماعات الثائرة مجرد مجموعات صغيرة من المشاغبين، بل أصبحت حركة ثورية مسلحة، وأصبح علمها الأحمر مشهداً مألوفاً للناس في الشوارع، حتى أولئك الذين فضلوا أن تضع الثورة حدًا لأعمال العنف بأقل قدر من إراقة الدماء.
في هذه الأثناء، شهدت فرنسا اضطرابًا استعماريًا آخر. فقد حملت القبائل المحلية في مدغشقر السلاح ضد الحكم الفرنسي، مما دفع الجمهورية الفرنسية لإرسال ضابط شاب، هو العقيد ليون سينكلير، لقمع التمرد بأي وسيلة ضرورية.
كانت هذه أول مهمة عسكرية لليون منذ تمرد الملاكمين في الصين، حيث شعر بأن مجده الشخصي قد سُرق على يد الجنرال الألماني الشاب، برونو. وعلى الرغم من أن ليون لم يكن قادرًا على تقديم الدعم المادي أو العسكري للثوار الشيوعيين الروس، إلا أنه كان سعيدًا بما يحدث في روسيا ويدعمهم معنويًا.
زاد الاضطراب بين الزعماء، مما أكد شكوك ليون بوجود المتمردين في القرية. لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى كشف الجنود الفرنسيون أدلة دامغة على وجود المتمردين: جرحى يتلقون العلاج، مخازن أسلحة، ورسائل تبادلها القرويون مع المتمردين لإبلاغهم بمواعيد ومواقع الدوريات الفرنسية.
لكن الآن، لم يكن لديه وقت للتفكير في روسيا، فقد تم إرساله إلى مدغشقر لقمع التمرد المحلي، وهو تمرد بدأ بسبب عدد من العوامل منها الضرائب المفرطة، الإعدامات بدون محاكمة، قمع الأقليات الدينية كالبروتستانت والمسلمين، وغيرها من السياسات المتعصبة التي انتهجها الحاكم الفرنسي في مدغشقر.
اعتقد ليون أن هذا التمرد لن يكون أكثر من مناوشة بسيطة، إذ كان يعتقد أن الميليشيات المحلية فقيرة التجهيز والأسلحة. وبالنسبة للعقيد الفرنسي، لم يكن هناك ما يستدعي القلق، فقد كان الجيش الفرنسي مسلحًا ببنادق “ليبل موديل 1886″، والتي كانت سلاحًا قياسيًا لقواتهم حول العالم. أما بالنسبة للرشاشات، فلم تعتمد فرنسا بعد تلك الأسلحة الحديثة، وستبدأ فقط بعد عام بتطوير مدفع “بوتو موديل 1905” الذي أثبت لاحقًا فشله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في المقابل، كانت ألمانيا قد بدأت في تصنيع أكبر عدد ممكن من الرشاشات “MG-01” ذات التبريد بالماء، استجابة لنظريات برونو حول المستقبل العسكري وأهمية استخدام الرشاشات بكثافة في ساحات المعارك الحديثة.
زاد الاضطراب بين الزعماء، مما أكد شكوك ليون بوجود المتمردين في القرية. لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى كشف الجنود الفرنسيون أدلة دامغة على وجود المتمردين: جرحى يتلقون العلاج، مخازن أسلحة، ورسائل تبادلها القرويون مع المتمردين لإبلاغهم بمواعيد ومواقع الدوريات الفرنسية.
في المقابل، كانت ألمانيا قد بدأت في تصنيع أكبر عدد ممكن من الرشاشات “MG-01” ذات التبريد بالماء، استجابة لنظريات برونو حول المستقبل العسكري وأهمية استخدام الرشاشات بكثافة في ساحات المعارك الحديثة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com القرية التي وصلوا إليها كانت تُعرف باسم رانومفانا، تقع في الجزء الجنوبي من جزيرة مدغشقر. في الخط الزمني الأصلي، تعرضت فرنسا لهزيمة مذلة هنا على يد المتمردين، ولكن تغييرات برونو في مجرى التاريخ أدت إلى تداعيات أبعد مما توقعه.
اعتقد ليون أن هذا التمرد لن يكون أكثر من مناوشة بسيطة، إذ كان يعتقد أن الميليشيات المحلية فقيرة التجهيز والأسلحة. وبالنسبة للعقيد الفرنسي، لم يكن هناك ما يستدعي القلق، فقد كان الجيش الفرنسي مسلحًا ببنادق “ليبل موديل 1886″، والتي كانت سلاحًا قياسيًا لقواتهم حول العالم. أما بالنسبة للرشاشات، فلم تعتمد فرنسا بعد تلك الأسلحة الحديثة، وستبدأ فقط بعد عام بتطوير مدفع “بوتو موديل 1905” الذي أثبت لاحقًا فشله.
ثبتت صحة نظريات برونو خلال الحرب البويرية الثانية والحرب الروسية اليابانية، مما زاد من رغبة القيادة الألمانية في امتلاك عدد كبير من الرشاشات. كانت “MG-01” هي السلاح الرئيسي للجيش الألماني، لكنها كانت مقدمة للرشاش الأكثر كفاءة، وهو “MG-08″، الذي سيكون السلاح الرئيسي في الحرب العظمى في حياة برونو السابقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
غير أن الأمور كانت تتغير بشكل سريع في هذا الخط الزمني، إذ بدأت ألمانيا في تطوير نماذج أولية من “MG-34” وتجريبها عسكرياً، مما جعلها تتفوق في تسليحها على القوى الكبرى الأخرى مثل بريطانيا وفرنسا وروسيا.
لكن في حين أن القوى العظمى الأخرى، بقيادة الأجيال القديمة التي ما زالت متمسكة بماضيها العسكري، لم تدرك بعد فعالية الرشاشات وأهميتها في الحروب الحديثة. ما لم تؤثر أفعاله على التاريخ فقد كانت تلك القوى ستسير على نفس الخطى التقليدية حتى عام 1914، لتدرك حينها أن العالم قد تغير منذ عقود وأن جهودهم ذهبت سدى.
ثبتت صحة نظريات برونو خلال الحرب البويرية الثانية والحرب الروسية اليابانية، مما زاد من رغبة القيادة الألمانية في امتلاك عدد كبير من الرشاشات. كانت “MG-01” هي السلاح الرئيسي للجيش الألماني، لكنها كانت مقدمة للرشاش الأكثر كفاءة، وهو “MG-08″، الذي سيكون السلاح الرئيسي في الحرب العظمى في حياة برونو السابقة.
بالنسبة لليون سينكلير، لم يكن أمامه خيار سوى قمع هذه التمردات ببنادق بدائية ومدفعية قديمة، حيث كانت القوات الاستعمارية ليست أولوية فيما يتعلق بتزويدها بأحدث أسلحة الجيش الفرنسي. وبهذا السلاح البسيط، تقدم جنوده عبر ريف مدغشقر، مستعينين ببنادق يدوية.
ورغم هذه الفظائع، لم يُعتبر ليون مجرم حرب؛ فهذه التهم كانت محجوزة فقط للحروب بين “الدول المتحضرة”. بل على العكس، كُرّم ليون بأعلى وسام للشرف في فرنسا، “فيلق الشرف” كاعتراف بخدماته التي اعتبرتها الجمهورية خدمة للوطن.
القرية التي وصلوا إليها كانت تُعرف باسم رانومفانا، تقع في الجزء الجنوبي من جزيرة مدغشقر. في الخط الزمني الأصلي، تعرضت فرنسا لهزيمة مذلة هنا على يد المتمردين، ولكن تغييرات برونو في مجرى التاريخ أدت إلى تداعيات أبعد مما توقعه.
توحّد البلاشفة والمناشفة لهدف واحد: الإطاحة بالقيصر. واندلعت الثورة العنيفة في شوارع سانت بطرسبرغ وموسكو ومدن روسية رئيسية أخرى، وزاد عدد المشاركين فيها من بضعة آلاف إلى عشرات الآلاف في غضون أسابيع قليلة. ولم تقتصر أعمال العنف على الاحتجاجات، بل تطورت إلى اقتحام مستودعات عسكرية للحصول على الأسلحة والذخائر لدعم الثورة.
ثبتت صحة نظريات برونو خلال الحرب البويرية الثانية والحرب الروسية اليابانية، مما زاد من رغبة القيادة الألمانية في امتلاك عدد كبير من الرشاشات. كانت “MG-01” هي السلاح الرئيسي للجيش الألماني، لكنها كانت مقدمة للرشاش الأكثر كفاءة، وهو “MG-08″، الذي سيكون السلاح الرئيسي في الحرب العظمى في حياة برونو السابقة.
بتأثير من الإهانة التي عانى منها ليون في تمرد الملاكمين بالصين، قرر ليون تحويل حياته المهنية بالكامل إلى خدمة الجيش، مع طموح يسعى لتحقيق القوة والمجد على أرض المعركة. هذه المرة، كانت أول فرصة له لتقدم مسيرته بعد تخرجه من الأكاديمية العسكرية الفرنسية. فبمجرد أن أصبح التمرد في مدغشقر علنيًا، طلب ليون إرساله على الفور، جالبًا معه لواءً كاملاً من الجنود لسحق الثورة، بدلًا من وحدة صغيرة من الجنود المحليين كما كان الحال في حياة برونو السابقة.
ثبتت صحة نظريات برونو خلال الحرب البويرية الثانية والحرب الروسية اليابانية، مما زاد من رغبة القيادة الألمانية في امتلاك عدد كبير من الرشاشات. كانت “MG-01” هي السلاح الرئيسي للجيش الألماني، لكنها كانت مقدمة للرشاش الأكثر كفاءة، وهو “MG-08″، الذي سيكون السلاح الرئيسي في الحرب العظمى في حياة برونو السابقة.
عندما دخلت القوات القرية، توجه زعماء القبيلة إلى ليون مرحبين، وهم يحاولون التحدث بلغة فرنسية ركيكة لتهدئة القائد الفرنسي.
قال أحد الزعماء بصوت مضطرب:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تعد هذه الجماعات الثائرة مجرد مجموعات صغيرة من المشاغبين، بل أصبحت حركة ثورية مسلحة، وأصبح علمها الأحمر مشهداً مألوفاً للناس في الشوارع، حتى أولئك الذين فضلوا أن تضع الثورة حدًا لأعمال العنف بأقل قدر من إراقة الدماء.
“إنه لشرف عظيم لنا أن نستقبل القائد الفرنسي في قريتنا المتواضعة. لكننا نسأل، لماذا أنتم هنا؟ رانومفانا لم ترتكب أي خطأ بحق حاميه. لابد أن هناك خطأً ما؟”
كان ليون يحدق ببرود في القرويين الذين بدوا متوترين على نحو غير عادي. فأشار بصمت إلى أحد ضباطه لبدء تفتيش شامل عن المتمردين المفقودين، بينما حاول أن يهدئ الزعماء المحليين بلهجة صارمة.
قال ليون ببرود:
“تعرض رجالي لكمين من مجموعة متمردين جنوبا، ولاذوا بالفرار تاركين خلفهم آثار دماء تقود إلى قريتكم. سنقوم الآن بتفتيش كل منزل هنا بحثًا عن المتمردين، وإذا كنتم تخفونهم، فستكون هناك عواقب وخيمة عليكم جميعًا!”
لكن الآن، لم يكن لديه وقت للتفكير في روسيا، فقد تم إرساله إلى مدغشقر لقمع التمرد المحلي، وهو تمرد بدأ بسبب عدد من العوامل منها الضرائب المفرطة، الإعدامات بدون محاكمة، قمع الأقليات الدينية كالبروتستانت والمسلمين، وغيرها من السياسات المتعصبة التي انتهجها الحاكم الفرنسي في مدغشقر.
تحرك الجنود الفرنسيون بسرعة لتنفيذ الأوامر، لكن القرويين حاولوا الدفاع عن المتمردين، مما أدى إلى اندلاع العنف. وفي خضم الصراع، تعرض أحد الجنود للطعن على يد امرأة من سكان مدغشقر، فصاح ليون بلا تردد:
زاد الاضطراب بين الزعماء، مما أكد شكوك ليون بوجود المتمردين في القرية. لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى كشف الجنود الفرنسيون أدلة دامغة على وجود المتمردين: جرحى يتلقون العلاج، مخازن أسلحة، ورسائل تبادلها القرويون مع المتمردين لإبلاغهم بمواعيد ومواقع الدوريات الفرنسية.
بتأثير من الإهانة التي عانى منها ليون في تمرد الملاكمين بالصين، قرر ليون تحويل حياته المهنية بالكامل إلى خدمة الجيش، مع طموح يسعى لتحقيق القوة والمجد على أرض المعركة. هذه المرة، كانت أول فرصة له لتقدم مسيرته بعد تخرجه من الأكاديمية العسكرية الفرنسية. فبمجرد أن أصبح التمرد في مدغشقر علنيًا، طلب ليون إرساله على الفور، جالبًا معه لواءً كاملاً من الجنود لسحق الثورة، بدلًا من وحدة صغيرة من الجنود المحليين كما كان الحال في حياة برونو السابقة.
قال ليون ببرود:
أعطى ليون أمرًا حازمًا:
غير أن الأمور كانت تتغير بشكل سريع في هذا الخط الزمني، إذ بدأت ألمانيا في تطوير نماذج أولية من “MG-34” وتجريبها عسكرياً، مما جعلها تتفوق في تسليحها على القوى الكبرى الأخرى مثل بريطانيا وفرنسا وروسيا.
“أيها الرجال، اعتقلوا هؤلاء الخونة !”
تحرك الجنود الفرنسيون بسرعة لتنفيذ الأوامر، لكن القرويين حاولوا الدفاع عن المتمردين، مما أدى إلى اندلاع العنف. وفي خضم الصراع، تعرض أحد الجنود للطعن على يد امرأة من سكان مدغشقر، فصاح ليون بلا تردد:
“اقتلوا هؤلاء البرابرة! اقتلواهم جميعآ !”
كانت هذه أول مهمة عسكرية لليون منذ تمرد الملاكمين في الصين، حيث شعر بأن مجده الشخصي قد سُرق على يد الجنرال الألماني الشاب، برونو. وعلى الرغم من أن ليون لم يكن قادرًا على تقديم الدعم المادي أو العسكري للثوار الشيوعيين الروس، إلا أنه كان سعيدًا بما يحدث في روسيا ويدعمهم معنويًا.
لكن في حين أن القوى العظمى الأخرى، بقيادة الأجيال القديمة التي ما زالت متمسكة بماضيها العسكري، لم تدرك بعد فعالية الرشاشات وأهميتها في الحروب الحديثة. ما لم تؤثر أفعاله على التاريخ فقد كانت تلك القوى ستسير على نفس الخطى التقليدية حتى عام 1914، لتدرك حينها أن العالم قد تغير منذ عقود وأن جهودهم ذهبت سدى.
وشرع الجنود الفرنسيون بإطلاق النار على الجميع، سواء كانوا متورطين في العنف أو مجرد نساء وأطفال اختبأوا في الخلفية، ولم يُستثن أحد من المذبحة. أما أولئك الذين حاولوا الفرار، فقد أطلق الجنود النار عليهم وهم يهربون.
بتأثير من الإهانة التي عانى منها ليون في تمرد الملاكمين بالصين، قرر ليون تحويل حياته المهنية بالكامل إلى خدمة الجيش، مع طموح يسعى لتحقيق القوة والمجد على أرض المعركة. هذه المرة، كانت أول فرصة له لتقدم مسيرته بعد تخرجه من الأكاديمية العسكرية الفرنسية. فبمجرد أن أصبح التمرد في مدغشقر علنيًا، طلب ليون إرساله على الفور، جالبًا معه لواءً كاملاً من الجنود لسحق الثورة، بدلًا من وحدة صغيرة من الجنود المحليين كما كان الحال في حياة برونو السابقة.
في النهاية، تحولت القرية إلى مقبرة مفتوحة، وجثث الضحايا ملقاة في كل مكان. ومع تفشي الموت واليأس، نظر ليون إلى المذبحة التي تسبب فيها بابتسامة خبيثة قبل أن يعطي الأمر الأخير:
كانت هذه أول مهمة عسكرية لليون منذ تمرد الملاكمين في الصين، حيث شعر بأن مجده الشخصي قد سُرق على يد الجنرال الألماني الشاب، برونو. وعلى الرغم من أن ليون لم يكن قادرًا على تقديم الدعم المادي أو العسكري للثوار الشيوعيين الروس، إلا أنه كان سعيدًا بما يحدث في روسيا ويدعمهم معنويًا.
“أحرقوا كل شيء! دعوهم يتعلمون ما يحدث لمن يتجرأ على التمرد ضد فرنسا العظمى !”
أعطى ليون أمرًا حازمًا:
جمع الجنود الجثث في كومة وأشعلوا فيها النار، وأحرقوا الأكواخ المصنوعة من القش. في النهاية، لم يتبقَ شيء من قرية رانومفانا، ولا من سكانها.
كان ليون يحدق ببرود في القرويين الذين بدوا متوترين على نحو غير عادي. فأشار بصمت إلى أحد ضباطه لبدء تفتيش شامل عن المتمردين المفقودين، بينما حاول أن يهدئ الزعماء المحليين بلهجة صارمة.
تحرك الجنود الفرنسيون بسرعة لتنفيذ الأوامر، لكن القرويين حاولوا الدفاع عن المتمردين، مما أدى إلى اندلاع العنف. وفي خضم الصراع، تعرض أحد الجنود للطعن على يد امرأة من سكان مدغشقر، فصاح ليون بلا تردد:
كانت رانومفانا واحدة من عدة قرى دمرت بالكامل خلال مسيرة ليون في قمع الثورة المحلية، الذي بات مدفوعًا بالغضب تجاه أي مقاومة للحكم الاستعماري الفرنسي.
قال أحد الزعماء بصوت مضطرب:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ورغم هذه الفظائع، لم يُعتبر ليون مجرم حرب؛ فهذه التهم كانت محجوزة فقط للحروب بين “الدول المتحضرة”. بل على العكس، كُرّم ليون بأعلى وسام للشرف في فرنسا، “فيلق الشرف” كاعتراف بخدماته التي اعتبرتها الجمهورية خدمة للوطن.
استغرق برونو وقتًا طويلًا للعودة إلى الوطن من مانشوريا، حيث استغرق رحلته مدة مماثلة لتلك التي قضاها للوصول إليها. خلال تلك الرحلة، استغل الوقت لتعزيز صداقته مع ضابط في البحرية الألمانية، مما منحه فرصة لمزيد من التواصل والتفكير في الأحداث التي جرت.
لكن في حين أن القوى العظمى الأخرى، بقيادة الأجيال القديمة التي ما زالت متمسكة بماضيها العسكري، لم تدرك بعد فعالية الرشاشات وأهميتها في الحروب الحديثة. ما لم تؤثر أفعاله على التاريخ فقد كانت تلك القوى ستسير على نفس الخطى التقليدية حتى عام 1914، لتدرك حينها أن العالم قد تغير منذ عقود وأن جهودهم ذهبت سدى.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات