ورحلنا
الفصل 596 : ورحلنا
…لكن، كما أدرك ساني، لم تكن تلك المشاعر مكبوتة على الإطلاق. الأمر فقط أن مدّ السماء فقط لا تُظهرها على وجهها. وكان العالم نفسه من يعبر عنها بدلًا منها.
ترنّح ساني للخلف، مذهولًا من الظهور المفاجئ للقديسة تايريس. ساد الجزيرة صمتٌ متوتر وخطير بعد كلماتها، ولم يكسره سوى عويل الرياح.
فتح ساني فمه، ثم أغلقه، ثم فتحه مجددًا.
كانت رقائق الثلج تتراقص في الهواء، ثم تهبط ببطء على الأرض الباردة.
“أخشى أن ذلك لن يكون مناسبًا. قد لا تعرفين مهمتي هنا، يا تايريس، لكنكِ تعرفين من أوكلها لي. اعتراض طريقي في هذه المسألة هو اعتراض لإرادة فالور… وأنت لا ترغبين في ذلك، أليس كذلك؟”
وبلا أي أرضية للاستناد، كانا عاجزين تمامًا… كما كان بيرس قبل لحظات من أن يقتله ساني.
كان قلبه ينبض كحيوان مسجونٍ في قفص.
ترددت مدّ السماء للحظة، ثم التفتت بنظرة هادئة قاتمة إلى ساني وكاسي.
‘من أين أتت… ما الذي يجري بـحق الجحيم؟’
‘من أين أتت… ما الذي يجري بـحق الجحيم؟’
قطّب كورماك حاجبيه ونظر إلى المرأة النحيلة بنظرة قاتمة على وجهه الصارم المتجعد. لم يبدُ أن القديس قد سُرّ من ظهور زعيمة عشيرة الريشة البيضاء المفاجئ.
“مدّ السماء… لا تتدخلي.”
…لكن، كما أدرك ساني، لم تكن تلك المشاعر مكبوتة على الإطلاق. الأمر فقط أن مدّ السماء فقط لا تُظهرها على وجهها. وكان العالم نفسه من يعبر عنها بدلًا منها.
فتح ساني فمه، ثم أغلقه، ثم فتحه مجددًا.
لم تتحرك القديسة تايريس، وبقيت لا تزال تحمي ساني وكاسي بجسدها الرشيق. اشتدت الرياح، وبدا أن الغيوم قد ازدادت ثقلًا، وكأنها تعكس مشاعرها المكبوتة.
“لقد نسيت، كورماك… أنا مدّ السماء من عشيرة الريشة البيضاء، ولست من فالور. أنا تابعةٌ للملك… ولست خادمةً له. قبل ست سنوات، غضضت الطرف وسمحت لمؤامرتك الدنيئة أن تحدث. وقد ندمت على ذلك منذ ذلك الحين. هذه أرضي، هذه جُزري. وأنت مجرد ضيفٍ هنا. أحذرك… لا تختبر حدود ضيافتي!”
…لكن، كما أدرك ساني، لم تكن تلك المشاعر مكبوتة على الإطلاق. الأمر فقط أن مدّ السماء فقط لا تُظهرها على وجهها. وكان العالم نفسه من يعبر عنها بدلًا منها.
طارت تايريس وكورماك إلى السماء، ثم اختفيا خلف ستار السحب العاصفة. دوى زئيرٌ مرعب عبر الجزيرة، تلاه انفجار موجة صدمة ثانية مزقت العاصفة الثلجية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“لا أظنني سأفعل.”
كل ما استطاع فعله هو أن يُمسك بكاسي ويضمّها إليه، متأكدًا من ألّا يفترقا.
وخلفهما، ارتفع ظلّان هائلان في السماء.
قطّب كورماك وجهه، وظهرت شرارات استياء في عينيه.
“أنت لا تعرفين ما الذي تتدخلين فيه، يا تايريس. ابتعدي عن طريقي. هذا ليس من شأنكِ.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تحركت قليلًا، فازداد عواء الرياح ارتفاعًا. وانحنت الأزهار البنفسجية تحت الضغط، ملتصقة بالأرض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“…هذه أرضي. وهذان المستيقظان من قلعة تحت سلطتي. كل ما يحدث هنا، وما يصيبهم، هو شأني.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تنهد القديس الآخر، ثم خطا خطوة إلى الأمام.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ارتفعت زاوية فم مدّ السماء فجأة في ما يشبه ابتسامة. نظرت إلى القديس المرعب، وقالت بنبرة تحمل سخرية طفيفة:
“وماذا سيفعل؟ كيف سيعاقبني؟ ينفي عشيرتي إلى منطقة حدودية نائية؟ أوه… لحظة…”
“حامية بمعبد الليل بأكملها قد أُبيدت. وهذان هما الشاهدان الوحيدان. هل أنتِ متأكدة من أنكِ تريدين أن تحملي عبء قدرهما على عاتقكِ؟”
تذكّر الجثة المحاكي، فارتعش.
‘يا إلهي… يا إلهي…’
عقدت مدّ السماء حاجبيها، ثم تحدثت، بصوتٍ ثابت:
“إن كان هذا صحيحًا، فيمكننا استجوابهما معًا، في الملاذ.”
طارت تايريس وكورماك إلى السماء، ثم اختفيا خلف ستار السحب العاصفة. دوى زئيرٌ مرعب عبر الجزيرة، تلاه انفجار موجة صدمة ثانية مزقت العاصفة الثلجية.
ابتسم كورماك ابتسامة قاتمة، ثم هزّ رأسه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“أخشى أن ذلك لن يكون مناسبًا. قد لا تعرفين مهمتي هنا، يا تايريس، لكنكِ تعرفين من أوكلها لي. اعتراض طريقي في هذه المسألة هو اعتراض لإرادة فالور… وأنت لا ترغبين في ذلك، أليس كذلك؟”
ارتطم بالأرض، وشعر بها تهتز تحت جسده، وكأن زلزالًا عنيفًا وقع بالقرب منهم. كافح ساني ليقف مجددًا، ثم ساعد كاسي على الوقوف وواصلا الركض. كانت شظايا من الحجارة تتطاير حولهما كالطلقات، وتساقط الثلج تحوّل إلى عاصفة ثلجية هائجة.
ارتفعت زاوية فم مدّ السماء فجأة في ما يشبه ابتسامة. نظرت إلى القديس المرعب، وقالت بنبرة تحمل سخرية طفيفة:
“وماذا سيفعل؟ كيف سيعاقبني؟ ينفي عشيرتي إلى منطقة حدودية نائية؟ أوه… لحظة…”
“اركضا! لن تنجوا من غضب هذه المعركة!”
ثم خطت خطوةً إلى الأمام أيضًا، وقد تغيّر نبرتها، لتصبح أعمق وأكثر ثقلًا. ثم ابتلعت الغيوم الشمس، وغمر الظلال العالم.
طارت تايريس وكورماك إلى السماء، ثم اختفيا خلف ستار السحب العاصفة. دوى زئيرٌ مرعب عبر الجزيرة، تلاه انفجار موجة صدمة ثانية مزقت العاصفة الثلجية.
“لقد نسيت، كورماك… أنا مدّ السماء من عشيرة الريشة البيضاء، ولست من فالور. أنا تابعةٌ للملك… ولست خادمةً له. قبل ست سنوات، غضضت الطرف وسمحت لمؤامرتك الدنيئة أن تحدث. وقد ندمت على ذلك منذ ذلك الحين. هذه أرضي، هذه جُزري. وأنت مجرد ضيفٍ هنا. أحذرك… لا تختبر حدود ضيافتي!”
“من ذا الذي أوحى لكِ أن هذهِ مفاوضةٌ؟ إما أن تتراجعي، أو أجعلك تتراجعين. وفي كلتا الحالتين، النتيجة واحدة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “حامية بمعبد الليل بأكملها قد أُبيدت. وهذان هما الشاهدان الوحيدان. هل أنتِ متأكدة من أنكِ تريدين أن تحملي عبء قدرهما على عاتقكِ؟”
وما إن نطقت بكلماتها الأخيرة، حتى دوّى صوت رعد مزلزل، يجتاح الجزر المقيدة وكأنه بشيرٌ لغضبٍ سماوي.
أما الآخر، فكان وايفرن شرسًا، حراشفه السوداء قاتمة كهاوية، وعضلاته الضخمة تتماوج تحتها كسلاسلٍ من حديد. وكان رأسه مزينًا بقرونٍ ملتوية، وفي فمه أنيابٌ لا تُحصى، تتوهج بلونٍ أحمر قاتم، مضاءةً بلهب أحمر متقد يحترق في أعماق جسد الوحش الماسي.
…لكن، كما أدرك ساني، لم تكن تلك المشاعر مكبوتة على الإطلاق. الأمر فقط أن مدّ السماء فقط لا تُظهرها على وجهها. وكان العالم نفسه من يعبر عنها بدلًا منها.
حدّق كورماك بها، غير متأثر. وظهرت ملامح احتقارٍ في أعماق عينيه الباردتين الخطيرتين. حرّك كتفيه، كأنه يمد عضلاته، ثم قال بنبرة قاتمة:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ارتفعت زاوية فم مدّ السماء فجأة في ما يشبه ابتسامة. نظرت إلى القديس المرعب، وقالت بنبرة تحمل سخرية طفيفة:
“غرورك مرهقٌ يا تايريس. أتحذرينني؟ من منحكِ الجرأة لتحذّرينني… أنا؟ تقولين إنني نسيت، لكنكِ أنتِ من لا تذكرين. من أنا. ما أنا. وما يمكنني فعله…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “…حان وقت مغادرتكما.”
خطا خطوةً أخرى، وكانت نية القتل التي تشعّ منه تزداد سمكًا وخنقًا، حتى أصبحت محسوسة.
انشقّت الأرض نفسها، وامتد شقٌ شاسع على امتداد الجزيرة، قاطعًا إياها إلى نصفين.
“من ذا الذي أوحى لكِ أن هذهِ مفاوضةٌ؟ إما أن تتراجعي، أو أجعلك تتراجعين. وفي كلتا الحالتين، النتيجة واحدة.”
“كيف… كيف يمكنك أن تكون هادئًا هكذا؟ نحن نسقط في السماء السفلى! لم نمت… بعد!”
ترددت مدّ السماء للحظة، ثم التفتت بنظرة هادئة قاتمة إلى ساني وكاسي.
“مدّ السماء… لا تتدخلي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“…حان وقت مغادرتكما.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “…حان وقت مغادرتكما.”
تراجع ساني خطوة، وقد جف فمه فجأةً. فتحه محاولًا أن يخرج سؤالًا:
رمش ساني بعينيه.
كل ما استطاع فعله هو أن يُمسك بكاسي ويضمّها إليه، متأكدًا من ألّا يفترقا.
“لكن… ماذا عن…”
كانت مدّ السماء تنظر بالفعل إلى كورماك، الذي كان يقترب بخطى ثابتة. وكان شعرها يتطاير في الرياح كشلالٍ من الذهب الشاحب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تنهد ساني، وسمح لنفسه أخيرًا أن يفتح عينيه، ثم نظر إلى كاسي وأجبر نفسه على رسم ابتسامةٍ ضعيفة.
تراجع ساني خطوة، وقد جف فمه فجأةً. فتحه محاولًا أن يخرج سؤالًا:
“اركضا! لن تنجوا من غضب هذه المعركة!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تردد ساني لجزء من الثانية، ثم أمسك بكاسي وركض. اندفعا مبتعدين عن القديسَين، نحو حافة الجزيرة البعيدة. لم يكن يعرف شكل المعركة بين المتسامين، لكنه لم يشك للحظة أن بشرًا مثلهم لا مكان لهم فيها.
الفصل 596 : ورحلنا
‘هذا جنون… أصبح العالم مجنونًا بالكامل!’
ارتطم بالأرض، وشعر بها تهتز تحت جسده، وكأن زلزالًا عنيفًا وقع بالقرب منهم. كافح ساني ليقف مجددًا، ثم ساعد كاسي على الوقوف وواصلا الركض. كانت شظايا من الحجارة تتطاير حولهما كالطلقات، وتساقط الثلج تحوّل إلى عاصفة ثلجية هائجة.
وبعد لحظة، ارتطم شيءٌ بصوت مدوٍ خلفهم، وطُرح ساني في الهواء. مرّت موجة صدمة عنيفة عبر جسده، فصرخ صرخةً قصيرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حدّق كورماك بها، غير متأثر. وظهرت ملامح احتقارٍ في أعماق عينيه الباردتين الخطيرتين. حرّك كتفيه، كأنه يمد عضلاته، ثم قال بنبرة قاتمة:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حدّق كورماك بها، غير متأثر. وظهرت ملامح احتقارٍ في أعماق عينيه الباردتين الخطيرتين. حرّك كتفيه، كأنه يمد عضلاته، ثم قال بنبرة قاتمة:
ارتطم بالأرض، وشعر بها تهتز تحت جسده، وكأن زلزالًا عنيفًا وقع بالقرب منهم. كافح ساني ليقف مجددًا، ثم ساعد كاسي على الوقوف وواصلا الركض. كانت شظايا من الحجارة تتطاير حولهما كالطلقات، وتساقط الثلج تحوّل إلى عاصفة ثلجية هائجة.
“…أرأيتِ؟ لم نمت. كانت رؤيتكِ خاطئة، مرة أخرى.”
وخلفهما، ارتفع ظلّان هائلان في السماء.
‘يا إلهي… يا إلهي…’
“اركضا! لن تنجوا من غضب هذه المعركة!”
أحدهما كان طائرًا جارحًا عملاقًا، ريشه أبيضٌ، ومخالبه ومنقاره اللامع مصنوعان من فولاذٍ مصقول. كانت أجنحته الضخمة محاطةٌ بسحبٍ رعدية، وصواعق البرق تتراقص حول جسده كعباءةٍ متلألئة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أما الآخر، فكان وايفرن شرسًا، حراشفه السوداء قاتمة كهاوية، وعضلاته الضخمة تتماوج تحتها كسلاسلٍ من حديد. وكان رأسه مزينًا بقرونٍ ملتوية، وفي فمه أنيابٌ لا تُحصى، تتوهج بلونٍ أحمر قاتم، مضاءةً بلهب أحمر متقد يحترق في أعماق جسد الوحش الماسي.
أما الآخر، فكان وايفرن شرسًا، حراشفه السوداء قاتمة كهاوية، وعضلاته الضخمة تتماوج تحتها كسلاسلٍ من حديد. وكان رأسه مزينًا بقرونٍ ملتوية، وفي فمه أنيابٌ لا تُحصى، تتوهج بلونٍ أحمر قاتم، مضاءةً بلهب أحمر متقد يحترق في أعماق جسد الوحش الماسي.
“…هذه أرضي. وهذان المستيقظان من قلعة تحت سلطتي. كل ما يحدث هنا، وما يصيبهم، هو شأني.”
طارت تايريس وكورماك إلى السماء، ثم اختفيا خلف ستار السحب العاصفة. دوى زئيرٌ مرعب عبر الجزيرة، تلاه انفجار موجة صدمة ثانية مزقت العاصفة الثلجية.
كل ما استطاع فعله هو أن يُمسك بكاسي ويضمّها إليه، متأكدًا من ألّا يفترقا.
ثم انهمر دمٌ مغلي من السماء، كأنه مطر قرمزي يتساقط على الثلج.
‘يا إلهي… يا إلهي…’
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “…حان وقت مغادرتكما.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يكن أمام ساني وكاسي سوى أن يركضا. من حين لآخر، كانت رجفة عنيفة تُسقطهما أرضًا. والرياح العاتية تقذف الثلج وقطع الجليد في وجهيهما، ورنّت آذانهم من دوي المعركة الهائلة التي دارت في مكان ما أعلاهم.
كانا قد اقتربا من حافة الجزيرة، وعلى وشك القفز نحو السلسلة، حين خيّم صمتٌ مفاجئ على الفوضى المرعبة.
تراجع ساني خطوة، وقد جف فمه فجأةً. فتحه محاولًا أن يخرج سؤالًا:
ثم، سقط ظلّان من السماء بسرعة لم يتمكن ساني حتى من التمييز بينهما.
اصطدم القديسان بوسط الجزيرة بقوة جعلت سطحها يتماوج كما لو كان ماءً. كانت موجة الصدمة الناتجة عن الاصطدام مدمّرةً لدرجة أنها مسحت حقل الأزهار تمامًا، وأزاحت الطبقات العليا من التربة، وأسقطت المعقل عند الطرف الشمالي إلى غبار.
“غرورك مرهقٌ يا تايريس. أتحذرينني؟ من منحكِ الجرأة لتحذّرينني… أنا؟ تقولين إنني نسيت، لكنكِ أنتِ من لا تذكرين. من أنا. ما أنا. وما يمكنني فعله…”
انشقّت الأرض نفسها، وامتد شقٌ شاسع على امتداد الجزيرة، قاطعًا إياها إلى نصفين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
…ولحسن حظ ساني، كانت عيناه لا تزالان مغلقتين، فلم يرَ ما يكمن خلف تلك الثغرة.
ارتجّت الجزيرة الشمالية… ثم انهارت، وبدأت قطع الحجر الضخمة تتفكك وتتساقط في الظلام، بينما تمزقت تحت ضغط السلاسل السماوية التي مزقتها تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “…حان وقت مغادرتكما.”
بالطبع، لم يكن ساني قادرًا على استيعاب حجم الكارثة بالكامل. كل ما أدركه هو أنهم تدحرجوا مرةً أخرى، لكن هذه المرة، لم يكن تحتهم تراب أو صخر…
بل لا شيء.
كان قلبه ينبض كحيوان مسجونٍ في قفص.
اختفت الأرض، ووجد ساني نفسه يسقط إلى الأسفل، إلى الأسفل، وإلى الأسفل… في ظلامٍ لا ينتهي، إلى السماء السفلى.
وبلا أي أرضية للاستناد، كانا عاجزين تمامًا… كما كان بيرس قبل لحظات من أن يقتله ساني.
ذلك الصوت… لماذا بدا مألوفًا؟.
كل ما استطاع فعله هو أن يُمسك بكاسي ويضمّها إليه، متأكدًا من ألّا يفترقا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
…ولحسن حظ ساني، كانت عيناه لا تزالان مغلقتين، فلم يرَ ما يكمن خلف تلك الثغرة.
وهم ممزقون، نازفون، وضعفاء، سقطا في الهاوية، بينما حولهم، كانت الكارثة تهيمن.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تشقق معبد الليل، ثم تفكك إلى أمطارٍ من الحجارة السوداء. دقّت الأجراس السبعة بنغمةٍ حزينة قبل أن تختفي في الفراغ.
واندفعت السلسلة الضخمة التي كانت أحد رواسي الجزر المقيدة نحو الجبال الجوفاء، واصطدمت بمنحدراتها بقوة كافية لتحطم السفح القديم وتفتح ثغرة مؤقتة في ستار الضباب المتدفّق.
…ولحسن حظ ساني، كانت عيناه لا تزالان مغلقتين، فلم يرَ ما يكمن خلف تلك الثغرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هذا المكان في الحقيقة ليس سيئًا. فقط انتظري قليلًا… سنسقط أكثر، ثم سأستدعي ذكريات لتساعدنا على الصعود أو الانجراف نحو الشق. لدينا طعامٌ وماء على الأقل… لن تصدقي ما اضطررت لأكله في المرة الماضية…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وفي مكانٍ ما وسط هذه الفوضى، استمر القديسان في معركتهما المدمرة.
ضمّ ساني كاسي إليه بقوة، وسقط، سعيدًا لأنه يبتعد أكثر فأكثر عن تلك المعركة مع كل ثانية تمر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قطّب كورماك وجهه، وظهرت شرارات استياء في عينيه.
وبعد حين، تلاشت أصوات القتال في الأعالي.
واختفت أيضًا علامات الدمار، وكذلك آخر بقايا النور.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
‘يا إلهي… يا إلهي…’
والآن، كانا يسقطان في ظلامٍ تام، في صمتٍ مطلق ووحدة كاملة، مع لا شيء يهدد حياتهما…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “آه، يا إلهي! وجدتكما!”
واختفت أيضًا علامات الدمار، وكذلك آخر بقايا النور.
…كان الأمر مسالمًا إلى حدٍّ ما.
ابتسم الرامي الساحر، وظهر على وجهه تعبيرٌ فرح وارتياح عميق.
تنهد ساني، وسمح لنفسه أخيرًا أن يفتح عينيه، ثم نظر إلى كاسي وأجبر نفسه على رسم ابتسامةٍ ضعيفة.
ارتطم بالأرض، وشعر بها تهتز تحت جسده، وكأن زلزالًا عنيفًا وقع بالقرب منهم. كافح ساني ليقف مجددًا، ثم ساعد كاسي على الوقوف وواصلا الركض. كانت شظايا من الحجارة تتطاير حولهما كالطلقات، وتساقط الثلج تحوّل إلى عاصفة ثلجية هائجة.
“…أرأيتِ؟ لم نمت. كانت رؤيتكِ خاطئة، مرة أخرى.”
ثم، سقط ظلّان من السماء بسرعة لم يتمكن ساني حتى من التمييز بينهما.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ضمّ ساني كاسي إليه بقوة، وسقط، سعيدًا لأنه يبتعد أكثر فأكثر عن تلك المعركة مع كل ثانية تمر.
ارتجفت كاسي.
حاول أن يضحك، ثم تألم وعدل عن الأمر.
“كيف… كيف يمكنك أن تكون هادئًا هكذا؟ نحن نسقط في السماء السفلى! لم نمت… بعد!”
“…هذه أرضي. وهذان المستيقظان من قلعة تحت سلطتي. كل ما يحدث هنا، وما يصيبهم، هو شأني.”
فتح ساني فمه، ثم أغلقه، ثم فتحه مجددًا.
حاول أن يضحك، ثم تألم وعدل عن الأمر.
“هذا المكان في الحقيقة ليس سيئًا. فقط انتظري قليلًا… سنسقط أكثر، ثم سأستدعي ذكريات لتساعدنا على الصعود أو الانجراف نحو الشق. لدينا طعامٌ وماء على الأقل… لن تصدقي ما اضطررت لأكله في المرة الماضية…”
ارتطم بالأرض، وشعر بها تهتز تحت جسده، وكأن زلزالًا عنيفًا وقع بالقرب منهم. كافح ساني ليقف مجددًا، ثم ساعد كاسي على الوقوف وواصلا الركض. كانت شظايا من الحجارة تتطاير حولهما كالطلقات، وتساقط الثلج تحوّل إلى عاصفة ثلجية هائجة.
تذكّر الجثة المحاكي، فارتعش.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“نعم، هذا بالتأكيد ليس سيئًا. صدقيني… كان يمكن أن يكون أسوأ، أسوأ بكثير.”
رمش ساني بعينيه.
ترنّح ساني للخلف، مذهولًا من الظهور المفاجئ للقديسة تايريس. ساد الجزيرة صمتٌ متوتر وخطير بعد كلماتها، ولم يكسره سوى عويل الرياح.
لكن…
…لكن، كما أدرك ساني، لم تكن تلك المشاعر مكبوتة على الإطلاق. الأمر فقط أن مدّ السماء فقط لا تُظهرها على وجهها. وكان العالم نفسه من يعبر عنها بدلًا منها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “حامية بمعبد الليل بأكملها قد أُبيدت. وهذان هما الشاهدان الوحيدان. هل أنتِ متأكدة من أنكِ تريدين أن تحملي عبء قدرهما على عاتقكِ؟”
ما إن قال ساني ذلك، حتى تغيّر شيءٌ ما في الفراغ المظلم.
وقبل أن يتمكن من الفهم، امتدت يدان نحوهما، إحداهما أمسكت به، والأخرى أمسكت بطرف عباءة كاسي.
انطلق ظلٌّ سريع نحوهما، محاطًا بدائرة من نور متوهج.
كان قلبه ينبض كحيوان مسجونٍ في قفص.
‘ما هذا…’
ابتسم كورماك ابتسامة قاتمة، ثم هزّ رأسه.
وقبل أن يتمكن من الفهم، امتدت يدان نحوهما، إحداهما أمسكت به، والأخرى أمسكت بطرف عباءة كاسي.
تنهد القديس الآخر، ثم خطا خطوة إلى الأمام.
وبلا أي أرضية للاستناد، كانا عاجزين تمامًا… كما كان بيرس قبل لحظات من أن يقتله ساني.
والآن، كانا يسقطان في ظلامٍ تام، في صمتٍ مطلق ووحدة كاملة، مع لا شيء يهدد حياتهما…
‘اللعنة…’
“أنت لا تعرفين ما الذي تتدخلين فيه، يا تايريس. ابتعدي عن طريقي. هذا ليس من شأنكِ.”
تشقق معبد الليل، ثم تفكك إلى أمطارٍ من الحجارة السوداء. دقّت الأجراس السبعة بنغمةٍ حزينة قبل أن تختفي في الفراغ.
“آه، يا إلهي! وجدتكما!”
‘هذا جنون… أصبح العالم مجنونًا بالكامل!’
رمش ساني بعينيه.
ذلك الصوت… لماذا بدا مألوفًا؟.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
واندفعت السلسلة الضخمة التي كانت أحد رواسي الجزر المقيدة نحو الجبال الجوفاء، واصطدمت بمنحدراتها بقوة كافية لتحطم السفح القديم وتفتح ثغرة مؤقتة في ستار الضباب المتدفّق.
حدّق في النور، وعيناه تتكيفان ببطء معه. وسرعان ما استطاع أن يرى شكل فانوس ورقي يطفو في الهواء، فوق كتف شاب طويل ووسيم بشكل مزعج، يرتدي درعًا أنيقًا لا حاجة له.
وبلا أي أرضية للاستناد، كانا عاجزين تمامًا… كما كان بيرس قبل لحظات من أن يقتله ساني.
فتح ساني فمه، ثم أغلقه، ثم فتحه مجددًا.
“…كاي؟ ما الذي تفعله هنا بـحق الجحيم؟”
“وماذا تظن؟ أنقذكما، طبعًا…”
ابتسم الرامي الساحر، وظهر على وجهه تعبيرٌ فرح وارتياح عميق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“وماذا تظن؟ أنقذكما، طبعًا…”
أما الآخر، فكان وايفرن شرسًا، حراشفه السوداء قاتمة كهاوية، وعضلاته الضخمة تتماوج تحتها كسلاسلٍ من حديد. وكان رأسه مزينًا بقرونٍ ملتوية، وفي فمه أنيابٌ لا تُحصى، تتوهج بلونٍ أحمر قاتم، مضاءةً بلهب أحمر متقد يحترق في أعماق جسد الوحش الماسي.
{ترجمة نارو…}
‘اللعنة…’
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تردد ساني لجزء من الثانية، ثم أمسك بكاسي وركض. اندفعا مبتعدين عن القديسَين، نحو حافة الجزيرة البعيدة. لم يكن يعرف شكل المعركة بين المتسامين، لكنه لم يشك للحظة أن بشرًا مثلهم لا مكان لهم فيها.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات