ستيلفورد
قبل خمسين سنة من الآن. وفي عام750 إ.س، او كما يعرف بـ “عام الذروة “. ذلك التاريخ الذي وصلت فيه الحرب المقدسة الى نهايتها، حيث شهد العالم قيام أكاديمية ستيلفورد التي انزلت الستار على الحرب، ورفعت راية السلام، وانشئت حقبة زمنية مليئة بالسلام والتطور وبلا حروب، استمرت طوال خمسين سنة ومازالت مستمرة حتى يومنا هذا.
تسائلت آليا من الرداء الأسود الذي بدا فريد وجديدًا غير مستخدم من قبل.
كانت هذه النصوص والكلمات محفورة في احدى الكتب التي قرئها شيرو. حيث تحدث الكتاب عن اصل هذه الاكاديمية وعن الحرب العظيمة التي اغرقت العالم في الظلمات والتي انهتها قيام أكاديمية ستيلفورد، لتصنع السلام بين الممالك. وتمهد لبداية عصر الثروة والنقابات وظهور العديد من الابطال، والمغامرين المشهورين.
” اجل..انها كذلك.”
بالعودة لوقتنا الحاضر. نجد شيرو يقف في مقدمة باب منزله، برفقة والده وشقيقته الصغرى التي امتلئت عيناها بدموع الحزن وهي تحتضن شقيقها الأكبر.
انزل شيرو حقيبته وارتدى ذلك الرداء الاسود الذي ناسبه تمامًا. كان مجرد رداء عادي اسود.
“لماذا؟؟ لماذا سترحل عنا؟؟”
مشيرًا بعينه الى شيرو، قال الرجل تلك الكلمات.
كان هذا صوت آليا التي تبكي وهي تمسك بمؤخرة بنطال شيرو.
سبعةً وأربعين سنة، سبعة وأربعين دفعة، وخمسون سنة منذ قيام الأكاديمية. في كل دفعة دائمًا ما يحضر ملك ويسبيريا لمشاهدة الإختبار. وليس وحده بالطبع، دائمًا ما حضر ملكا مملكة لوثيريا و مملكة لنديريا كذلك. كانت الاكاديمية رمزًا مهمًا في العالم لهذه الدرجة.
“لست راحلاً، سأذهب للدراسة لفترة قصيرة فقط وسأعود في لمح البصر.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بالرغم من كونها قد هدأت قليلًا، الا انها مازالت غير مقتنعة برحيل شقيقها الوحيد، الذي لطالما أنسها وصاحبها في وحدتها، وعلمها الكثير من الاشياء، فمن الطبيعي ان يمتلك مكانة خاصة في قلبها ولهذا ترفض رحيله. ولكنها تقبلت الأمر الواقع في النهاية وأن على شقيقها الرحيل لفترة قصيرة كما يقول.
نصف كذبة، ربما لم تستطع آليا كشفها هذه المرة.
عاد الوالد من داخل المنزل حاملًا سيفًا داخل غمد، ورداء اسود طويل.
“الا تستطيع الدراسة هنا؟، لقد وعدتني بأنك لن ترحل ابداً!”
توقع شيرو ان يحدث هذا في النهاية، لن توافق آليا ببساطة على رحيله، الأمر الذي دعى تدخل والده من قام بحمل آليا على كتفه وطمأنها بكلماته.
“أجل ولكن…”
اشار الرجل لناحية التنين وتحدث إلى شيرو دون ان يغير نبرته المحترمة.
لم يستطع شيرو التفكير بكلمات مناسبة ليرضي شقيقته المتشبثة به. فقد كان شيرو الوحيد الذي لطالما امتعها وجعلها تشعر بالسرور والسعادة. ضعيفًا كان أم قويًا، لقد أحبت أخيها كما لم تحب أحدًا من قبل.
” اههه صندوق… من الجيد انك لم تتخلص مني..”
اجل، حتى الساديون يمتلكون اولئك الاشخاص الذين لا يمكنهم التخلي عنهم.
قالت آليا ساخرةً من شقيقها الذي كان واثقًا قبل لحظات، ليصبح الآن متوترًا وبشدة. يجب عليه أن يصل الى منطقة الإختبار في غضون اربع ساعات وإلا سيفوته وستضيع فرصته الوحيدة لتحقيق حلمه.
توقع شيرو ان يحدث هذا في النهاية، لن توافق آليا ببساطة على رحيله، الأمر الذي دعى تدخل والده من قام بحمل آليا على كتفه وطمأنها بكلماته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اجل لقد كانت تلك هي حال الأسواق في تلك العاصمة. وبالطبع لن ننسى النظام الطبقي السيء بذلك المكان، الأمر وصل لدرجة تقسيم العاصمة الضخمة لثلاث مناطق. كل منطقة مخصصة لدرجة معينة من الاشخاص. وبين كل منطقة ومنطقة، ستجد ذلك السور العملاق الذي يمنع الاشخاص من المناطق الدنيا الذهاب للمناطق العليا.
“آليا صغيرتي، على شيرو الذهاب الى مكان مهم ليصبح اقوى ويتمكن من حماية نفسه وحمايتنا معه، انا متأكد من أنه سيعود في غضون فترة قصيرة، انها اشبه بنزهة لالتقاط الثمار والعودة سريعاً للمنزل اليس كذلك شيرو؟”
“هم، حسناً تبدوا لي وكانها دفعة مميزة حقاً، ولكن وللاسف سأضطر لرفض الدعوة هذه المرة، لدي امور اهم من مشاهدة حفنة من الاطفال يجبرون على التخلي عن احلامهم لاختبار لن يتقدم له عاقل.”
بارع، هذا ما فكر فيه شيرو عندما سمع كلمات والده، وطريقة اقناعه الفريدة لـ آليا. الآن عليه ان يجد الكلمات المناسبة لكي يساير هذا النهج، حتى لا تنفجر آليا مجددًا.
” واه لم أرى هذا الرداء من قبل، هل هو جديد؟”
“أجل! لن اتأخر، سأعود بأسرع ما يمكن، وسأجلب الكثير من الهدايا من اجلك حسناً؟”
قالت آليا ساخرةً من شقيقها الذي كان واثقًا قبل لحظات، ليصبح الآن متوترًا وبشدة. يجب عليه أن يصل الى منطقة الإختبار في غضون اربع ساعات وإلا سيفوته وستضيع فرصته الوحيدة لتحقيق حلمه.
بالرغم من كونها قد هدأت قليلًا، الا انها مازالت غير مقتنعة برحيل شقيقها الوحيد، الذي لطالما أنسها وصاحبها في وحدتها، وعلمها الكثير من الاشياء، فمن الطبيعي ان يمتلك مكانة خاصة في قلبها ولهذا ترفض رحيله. ولكنها تقبلت الأمر الواقع في النهاية وأن على شقيقها الرحيل لفترة قصيرة كما يقول.
شعر شيرو بقشعريرة في كامل جسده، لينظر بعدها ناحية والده وآليا اللذان يقومان بالتلويح بيديهما مودعان له.
أصبحت واعية بشكل مفاجيء، اتسائل ان كان ما سبق محض تمثيل من جانبها…لا هذا مستحيل، انها مجرد طفلة.
“تفضل معي من فضلك، سأخذك إلى الأكاديمية.”
“ستعود سريعاً صحيح؟”
وذلك ليس كل شيء، فأمام تلك البوابة، تواجدت قرية مليئة بالحياة والحيوية. بشكل واضح، هذه ليست مجرد اكاديمية او مجرد مبنى في منطقة ما، بل هو إقليم كامل خُصص من اجل هذه الاكاديمية. بدت وكأنها مملكة صغيرة مستقلة، توسطت العالم.
قالت بينما تمسح دموعها بكم قميصها.
اجل شيرو يعلم بأن هذا الرجل الواقف امامه ليس والده الحقيقي وتلك ليست بأخته. ثلاثتهم يعلمون ذلك حتى آليا الصغيرة. ففي احدى الايام، خرج الرجل من منزله ليجد صندوقاً صغيراً امام منزله. موضوعاً بداخله طفل صغير نائم مغطى برداء اسود كبير وبجانبه رسالة كُتب فيها:
“لن تشعري بغيابي حتى”
ابتسم لهما شيرو، ولوح بيده مودعاً قبل ان تنتفض اجنحة التنين ويجد نفسه محلقاً في السماء بسرعة مهولة.
“لا بأس…إحرص على سلامتك فقط.”
” هيا لا تقف هناك فقط ”
بالطبع لم ينسى أحد مقدار ضعف شيرو، لا جديًا إنه ضعيف لذلك الحد. لا تتوقع أن تظهر قوةً خفية من العدم او أن يصبح فائق القوة بين ليلة أو ضحاها، هذا لن يحدث هنا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “قف، وأدلي ببيانك.”
او ربما فقط..
أجل، لم يفكر حتى في طريقةً توصله لذلك المكان البعيد. سيرًا؟ لالا هذا مستحيل، لن يصل حتى بعد سنة من السير، ذلك المكان بعيد لدرجةً حتى وإن امتطى حصانًا لن يصل قبل أشهر، ومازال عليه أن يقطع بحرًا يفصل بين هذه المملكة وإقليم الأكاديمية.
“اجل لا تقلقي سأصبح قوياً واعود.”
“همم، ستيلفورد، اجل، ذكرني مجدداً من ابرز المتقدمين؟”
وأخيراً، هدات آليا وانتهى شلال الدموع المنهمر، لتستبدل الدموع بوجه حزين شبه مبتسم.
نزل الرجل متوسط الجثة من التنين وهو يحمل كتاباً ما في يده، وتقدم مشياً حتى وصل الى شيرو الذي بدأ يشعر بالقليل من الخوف. ليبتسم الرجل بلطف، ويتحدث بنبرة لطيفة المسمع.
حينها قام شيرو بحمل حقيبته على ظهره، لتقوم آليا بطرح سؤال فضولي بصوتها المتذبذب من البكاء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “قف، وأدلي ببيانك.”
” استذهب سيرًا إلى ذلك المكان؟، الا تحتاج حصانًا أو شيئًا ما؟”
في منتصف عاصمة مملكة ويسبيريا، العاصمة النابضة بالحياة وبالعديد من البشر المنتشرين هنا وهناك وبكل مكان، هذا هو المكان الوحيد في العالم الذي ستجده نابضًا في الليل او في النهار بجانب مدينة آخرى بمكان آخر. ففي النهار ستجد اولئك التجار الرحالة المنتشرين في سوق العاصمة المعروف دوليًا. ستجد جميع الأسلحة والأواني المنزلية التي تحتاجها.
“..إيه؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انصدم شيرو لوهلة فهو على وشك الصعود على مخلوق اسطوري عُرف بإبادته لممالك عظمى، فبنفخة واحدة فقط، يستطيع إذابة جبل كامل بلمح البصر. والآن يجب عليه الصعود على ظهره؟ بدا الأمر كضرب من الجنون في البداية قبل ان يستشعر والده خوفه، ويقوم يدفعه ليتقدم سيرًا ويقف بجانب التنين.
على وقع سؤالها، توقفت تروس عقل شيرو عن العمل بالكامل.
” أبذل جهدك يا فتى!، لا تعد خالي الوفاض!”
أجل، لم يفكر حتى في طريقةً توصله لذلك المكان البعيد. سيرًا؟ لالا هذا مستحيل، لن يصل حتى بعد سنة من السير، ذلك المكان بعيد لدرجةً حتى وإن امتطى حصانًا لن يصل قبل أشهر، ومازال عليه أن يقطع بحرًا يفصل بين هذه المملكة وإقليم الأكاديمية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هذه ليست مزحة جيدة.
” حسنًا…أنا…ربما..؟، إيه؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ” حسنًا…أنا…ربما..؟، إيه؟”
مازال يفكر ويحك رأسه لتسقط حقيبته على الأرض وتنفذ الأفكار من رأسه.
“آه…اجل اتمنى ذلك”
” إلهي، لم تفكر حتى في طريقةً توصلك لذلك المكان صحيح؟”
“أجل! لن اتأخر، سأعود بأسرع ما يمكن، وسأجلب الكثير من الهدايا من اجلك حسناً؟”
قالت آليا ساخرةً من شقيقها الذي كان واثقًا قبل لحظات، ليصبح الآن متوترًا وبشدة. يجب عليه أن يصل الى منطقة الإختبار في غضون اربع ساعات وإلا سيفوته وستضيع فرصته الوحيدة لتحقيق حلمه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ” حقًا لا أصدق تصرفاتك”
” هههه، منظرك مضحك بحق. لا تقلق لا تقلق لا داعي للتفكير بشأن ذلك”
” هيا فلتتقدم، لن اذهب معك ابعد من هنا. خلف هذه البوابة، سيقام اختبار القبول. فلتبذل جهدك حسنًا؟.
حينها فقط، وكأنه كان يستمتع بالمنظر منذ البداية، تحدث والده ضاحكًا على أفعال ابنه القلقة.
” إلهي، لم تفكر حتى في طريقةً توصلك لذلك المكان صحيح؟”
” ما الذي تعنيه..؟”
بارع، هذا ما فكر فيه شيرو عندما سمع كلمات والده، وطريقة اقناعه الفريدة لـ آليا. الآن عليه ان يجد الكلمات المناسبة لكي يساير هذا النهج، حتى لا تنفجر آليا مجددًا.
” إنتظر وسترى بنفسك، ولكن قبل ان يحدث ذلك تريث قليلًا لدي شيء لك”
“هم، حسناً تبدوا لي وكانها دفعة مميزة حقاً، ولكن وللاسف سأضطر لرفض الدعوة هذه المرة، لدي امور اهم من مشاهدة حفنة من الاطفال يجبرون على التخلي عن احلامهم لاختبار لن يتقدم له عاقل.”
لم يجب على سؤال شيرو، بل زاد من فضوله وتسائله فقط. ليقوم الوالد بإنزال آليا ويعود الى داخل المنزل.
نظر الرجل الى شيرو وردائه، لم تظهر اثار الشقوق من ملابسه بسبب الرداء طبعًا. ولكن نظرة واحدة كانت كافية لمعرفة أحوال ومستوى معيشته.
عندها نظرت آليا الى شقيقها الذي يقف أمامها مرتديًا ذلك القميص الرث، وذلك البنطال الممزق.
حينها، ابتسم الملك ابتسامةً عريضة، ونظر الى سقف الغرفة الذي احتوى على رسوم ونقوش فريدة لتزيين السقف. قبل ان ينزل رأسه وينظر الى تابعه ويجيب.
” انت لن تذهب لمقابلة النبلاء بهذا الشكل…لن تفعل صحيح؟”
المنطقة الثانية والواقعة خلف السور الثاني، هي منطقة النبلاء. المكان الذي لن يذهب إليه أي عامي الا ان كان عبدًا لأحد النبلاء. تتصف تلك المنطقة بكثرة الحدائق وبعض الزينة والمنازل الضخمة في كل مكان. كانت منطقة متوسطة راقية احتوت على الكثير من النبلاء مختلفي المستويات. وبعض القادة العسكريين.
سألته سؤالًا آخر لم يتوقعه.
” أهزمهم جميعًا أخي!”
” إيه؟ نبلاء؟”
مشيرًا بعينه الى شيرو، قال الرجل تلك الكلمات.
لم يفهم شيرو ما تقصده شقيقته تمامًا، فقام بإمالة رأسه متسائلًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ” انت لن تذهب لمقابلة النبلاء بهذا الشكل…لن تفعل صحيح؟”
” مهلًا لحظة، انت تعلم بأن ذلك المكان ليس مكانًا كقريتنا صحيح؟، اليست تلك الاكاديمية مشهورة؟، الم تفكر بإحتمالية وجود العديد من النبلاء وذوي المراتب العالية؟؟”
بالنسبة للنبلاء، فمن المستحيل ان يدخل أحد النبلاء للقصر الملكي او لمنطقة العائلة الأصلية. هذا محرم بالكامل.
” مهلًا كيف تعلمين بوجود مثل تلك الشخصيات في ذلك المكان؟”
” هههه، منظرك مضحك بحق. لا تقلق لا تقلق لا داعي للتفكير بشأن ذلك”
” أهذا ما يشغل بالك؟!”
” أه هل انت السيد شيرو لينارد؟”
وضعت الفتاة الصغيرة يدها على رأسها، انها تشعر بالحيرة فقط كيف يفكر عقل شقيقها هذا؟.
” واه لم أرى هذا الرداء من قبل، هل هو جديد؟”
” لا..بالطبع لقد فكرت في الأمر مسبقًا، وربما سأجد الكثير من الشخصيات المهمة هناك، ولكن ماذا في يدي لأفعله بشأن ذلك؟، أعني انا مجرد قروي، هذه ثيابي الوحيدة التي امتلكها. لا أرى عيبًا في ارتدائي شيئًا كهذا، ففي النهاية انا لم أذهب للتباهي بثيابي…حسنًا لا أملك مهارات كذلك لكي أتباهى بها..”
وذلك ليس كل شيء، فأمام تلك البوابة، تواجدت قرية مليئة بالحياة والحيوية. بشكل واضح، هذه ليست مجرد اكاديمية او مجرد مبنى في منطقة ما، بل هو إقليم كامل خُصص من اجل هذه الاكاديمية. بدت وكأنها مملكة صغيرة مستقلة، توسطت العالم.
لا يبدوا متوترًا البتة، انه لا يفكر حتى بمظهره أمام اولئك الاشخاص. بل كل ما يشغل باله هو التعلم ولا شيء غير ذلك.
لم تفهم تمامًا اجابة والدها، ولكنها لم تسأل المزيد، واكتفت بالنظر الى السماء بينما تتمنى الحظ الموفق لشقيقها.
” حقًا لا أصدق تصرفاتك”
شعر شيرو بقشعريرة في كامل جسده، لينظر بعدها ناحية والده وآليا اللذان يقومان بالتلويح بيديهما مودعان له.
لم تقوى آليا على فعل شيء غير الابتسام امام وجه شقيقها، انه يتقبل حقيقته بالكامل، ضعيف كان ام قويًا، نبيلًا كان أم قروي هذا ليس بفرق كبير بالنسبة له.
مشيرًا بعينه الى شيرو، قال الرجل تلك الكلمات.
لسبب ما، لم تعد آليا تشعر بالقلق على شقيقها بعد الآن، وفكرت بانه سيكون بخير هناك.
بارع، هذا ما فكر فيه شيرو عندما سمع كلمات والده، وطريقة اقناعه الفريدة لـ آليا. الآن عليه ان يجد الكلمات المناسبة لكي يساير هذا النهج، حتى لا تنفجر آليا مجددًا.
عاد الوالد من داخل المنزل حاملًا سيفًا داخل غمد، ورداء اسود طويل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لا بأس…إحرص على سلامتك فقط.”
“خذ هذا، يبدوا بآلياً بعض الشيء ولكنه أفضل من لا شيء، وارتدي هذا الرداء ايضاً”
المنطقة الثالثة والأخيرة، منطقة القصر الملكي والعائلة الملكية. بطبيعة الحال هي المنطقة الأصغر، لن يسمح هنا بدخول أحد بخلاف العائلة المالكة. حتى ارقى العائلات النبيلة وأعلاهم مرتبة، ستحتاج إذن ملكي للدخول إلى تلك المنطقة.
” هذا…”
“حسناً…هذا يتعلق بما سيفعله هناك”
نظر شيرو الى تلك الادوات، ولم يذهب مباشرةً لأخذها من بين يدي والده.
اسرع التابع بالامتثال لأوامر ملكه ووقف مسرعاً باستقامة وأدلى بما لديه.
” لا أستطيع اخذ هذه الاشياء، انها تخصك اليس كذلك؟، لا أحتاج لهذا السيف عليك حفظه في حال حدث شيء هنا. ستحتاجه أكثر مني، ستكفيني قبضاتي فقط. ”
لم يجب على سؤال شيرو، بل زاد من فضوله وتسائله فقط. ليقوم الوالد بإنزال آليا ويعود الى داخل المنزل.
بالطبع لن يقدر على أخذ الشيء الوحيد الذي يمكن ان يدافع والده به عن نفسه او عن المنزل في حال حدث هجوم من بعض الوحوش. فعالمهم هذا ومنطقتهم تلك ليست مليئة بالسلام الفائض بالطبع، هناك كثير من الوحوش الخارجة عن السيطرة والتي تظهر من أماكن مجهولة. خاصةً في القرى والأماكن النائية، وقريتهم هذه، تعرضت للهجوم أكثر من أربع مرات في السنوات الماضية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ” واااااااه!!! هذا سرييع!!”
قد تكون نسبة حدوث هجوم من قبل الوحوش منخفضة، ولكنها ليست معدومة. وهذه قرية مليئة بالعجزة ليسوا جميعًا قادرين على القتال هنا. وبالطبع نفس الأمر انطبق على الأسلحة، لا توجد الكثير من الاسلحة المتاحة لكي يقاتلوا بها. لهذا لم يستطع شيرو قبول ذلك السلاح وحسب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تردد شيرو فأجاب والده عوضًا عنه مسرعاً.
” لا تقلق أيها الأبن الأحمق، بالطبع لن أعطيه لك هكذا بدون ان يكون لي بديل عنه، مازلت امتلك قوسًا والكثير من السهام. توقف عن القلق وخذه فحسب.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —
بعد ان علم بوجود سلاح آخر، فكر شيرو قليلًا قبل ان يقوم بحمل السيف. أخرجه من غمده ليظهر له نصل ابيض مهتريء مليء بالكسور والشقوق في كل زاوية منه. بينما كان شكل الغمد اكثر اثارةً، فقد كان غِمدًا أحمر اللون منقوش عليه شكل تنين يلتف حوله.
سألته سؤالًا آخر لم يتوقعه.
أبتسم وقام بشكر والده، قبل ان يعيد السيف الى غمده ويعلقه في حقيبته. عندها قام الوالد بمد الرداء له.
” أه هل انت السيد شيرو لينارد؟”
” واه لم أرى هذا الرداء من قبل، هل هو جديد؟”
لم يستطع شيرو التفكير بكلمات مناسبة ليرضي شقيقته المتشبثة به. فقد كان شيرو الوحيد الذي لطالما امتعها وجعلها تشعر بالسرور والسعادة. ضعيفًا كان أم قويًا، لقد أحبت أخيها كما لم تحب أحدًا من قبل.
تسائلت آليا من الرداء الأسود الذي بدا فريد وجديدًا غير مستخدم من قبل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ” أه لا لا تقلق كل شيء بخير ”
“حسناً…لقد وجدته بجانب شيرو عندما وجدته في اثناء سيري، لقد أُستخدم كغطاء لتغطيتك وكان كبيرًا عليك بشكل ملحوظ. ولكنه الان يناسبك لذا لا ارى مانعاً من ارتدائه ”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حينها فقط، وكأنه كان يستمتع بالمنظر منذ البداية، تحدث والده ضاحكًا على أفعال ابنه القلقة.
اجل شيرو يعلم بأن هذا الرجل الواقف امامه ليس والده الحقيقي وتلك ليست بأخته. ثلاثتهم يعلمون ذلك حتى آليا الصغيرة. ففي احدى الايام، خرج الرجل من منزله ليجد صندوقاً صغيراً امام منزله. موضوعاً بداخله طفل صغير نائم مغطى برداء اسود كبير وبجانبه رسالة كُتب فيها:
لم يجب على سؤال شيرو، بل زاد من فضوله وتسائله فقط. ليقوم الوالد بإنزال آليا ويعود الى داخل المنزل.
” يا من تقرأ هذه الرسالة، اوكلت اليك مهمة الحفاظ على هذا الطفل، فأرجوك قم بتربيته وكأنه ابنك. وتذكر يوماً ما سيأتي والداه الحقيقيان لأخذه”.
“أجل ولكن…”
” لقد كنت نائمًا لمدة ثلاثة أيام متواصلة، شعرت بالقلق، لدرجة ظننتك مختومًا او نصف ميت، كنت على وشك ادخالك في صندوق وحفظك فيه، هاهاهاهاها”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ” هذا…”
” اههه صندوق… من الجيد انك لم تتخلص مني..”
“هم، حسناً تبدوا لي وكانها دفعة مميزة حقاً، ولكن وللاسف سأضطر لرفض الدعوة هذه المرة، لدي امور اهم من مشاهدة حفنة من الاطفال يجبرون على التخلي عن احلامهم لاختبار لن يتقدم له عاقل.”
هذه ليست مزحة جيدة.
أصبحت واعية بشكل مفاجيء، اتسائل ان كان ما سبق محض تمثيل من جانبها…لا هذا مستحيل، انها مجرد طفلة.
انزل شيرو حقيبته وارتدى ذلك الرداء الاسود الذي ناسبه تمامًا. كان مجرد رداء عادي اسود.
عندها نظرت آليا الى شقيقها الذي يقف أمامها مرتديًا ذلك القميص الرث، وذلك البنطال الممزق.
“هل هو جيد؟.”
بالعودة لوقتنا الحاضر. نجد شيرو يقف في مقدمة باب منزله، برفقة والده وشقيقته الصغرى التي امتلئت عيناها بدموع الحزن وهي تحتضن شقيقها الأكبر.
متسائلًا من شكله، ابتسمت آليا في وجهه رافعةً إبهامها، ليقوم الوالد بإجابته
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ” لا تقلق أيها الأبن الأحمق، بالطبع لن أعطيه لك هكذا بدون ان يكون لي بديل عنه، مازلت امتلك قوسًا والكثير من السهام. توقف عن القلق وخذه فحسب.”
“أجل تبدوا كمغامر مهيب، ابذل جهدك ولا تفشل حسناً؟.”
“لن تشعري بغيابي حتى”
” لا تقلق لن اعود خالي الوفا— ”
” أهزمهم جميعًا أخي!”
حينها، وعندما اراد شيرو إظهار عزمه، قاطع حديثهما ظهور تنين ضخم بأجنحة مهولة في السماء، والذي اتجه صوب المنزل وحط امامهم مباشرةً مسبباً بهبوب رياح قوية بفعل اجنحته الضخمة. ارتعدت آليا وشيرو بينما لم يحرك والدهما ساكناً، بدا معتادًا على الوقوف امام مثل هذه المخلوقات. وكأنه يعلم سبب ظهوره هنا.
“حسناً…هذا يتعلق بما سيفعله هناك”
نظر شيرو للاعلى فوجد رجلاً يرتدي ملابساً رسمية امتزجت باللون الابيض والاسود ممتطياً ذلك المخلوق كالحصان. حسنًا هذا شيء طبيعي لديهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اجل، حتى الساديون يمتلكون اولئك الاشخاص الذين لا يمكنهم التخلي عنهم.
نزل الرجل متوسط الجثة من التنين وهو يحمل كتاباً ما في يده، وتقدم مشياً حتى وصل الى شيرو الذي بدأ يشعر بالقليل من الخوف. ليبتسم الرجل بلطف، ويتحدث بنبرة لطيفة المسمع.
بالطبع يسمح لأعضاء العائلة الفرعية الدخول لمنطقة العائلة الأصلية، ولكن بشرط ان يتم استدعاء أحدهم. بخلاف ذلك يمنع عليهم الدخول بتاتًا.
” مرحبًا، أعتذر على ما تسبب به تنيني. كان منزلكم على وشك أن يطير من مكانه.”
شعر شيرو بقشعريرة في كامل جسده، لينظر بعدها ناحية والده وآليا اللذان يقومان بالتلويح بيديهما مودعان له.
” أه لا لا تقلق كل شيء بخير ”
” استذهب سيرًا إلى ذلك المكان؟، الا تحتاج حصانًا أو شيئًا ما؟”
انحنى الرجل بلطف بعد أن اجابه والد شيرو.
اجل شيرو يعلم بأن هذا الرجل الواقف امامه ليس والده الحقيقي وتلك ليست بأخته. ثلاثتهم يعلمون ذلك حتى آليا الصغيرة. ففي احدى الايام، خرج الرجل من منزله ليجد صندوقاً صغيراً امام منزله. موضوعاً بداخله طفل صغير نائم مغطى برداء اسود كبير وبجانبه رسالة كُتب فيها:
” أه هل انت السيد شيرو لينارد؟”
وفي الليل، يبدأ سوق العبيد والخمر وكل ما هو سيء في ذلك العالم. كانت هنالك عبارة يتداولها الجميع بتلك العاصمة ” النهار للجميع، والليل للقليل”.
مشيرًا بعينه الى شيرو، قال الرجل تلك الكلمات.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بالرغم من كونها قد هدأت قليلًا، الا انها مازالت غير مقتنعة برحيل شقيقها الوحيد، الذي لطالما أنسها وصاحبها في وحدتها، وعلمها الكثير من الاشياء، فمن الطبيعي ان يمتلك مكانة خاصة في قلبها ولهذا ترفض رحيله. ولكنها تقبلت الأمر الواقع في النهاية وأن على شقيقها الرحيل لفترة قصيرة كما يقول.
تردد شيرو من لفظ “السيد” فلم يعتد ان يناديه احد بتلك الطريقة المحترمة من قبل. كان معتادًا على لفظ أخي او تهكمات والده وضحكاته. لا حتى ان عجائز القرية يكتفون بمناداته قائلين ” يا فتى” لم ينادوه باسمه حتى.
وفي الليل، يبدأ سوق العبيد والخمر وكل ما هو سيء في ذلك العالم. كانت هنالك عبارة يتداولها الجميع بتلك العاصمة ” النهار للجميع، والليل للقليل”.
تردد شيرو فأجاب والده عوضًا عنه مسرعاً.
“همم، ستيلفورد، اجل، ذكرني مجدداً من ابرز المتقدمين؟”
“أجل، هذا هو شيرو لينارد”
” أبذل جهدك يا فتى!، لا تعد خالي الوفاض!”
نظر الرجل الى شيرو وردائه، لم تظهر اثار الشقوق من ملابسه بسبب الرداء طبعًا. ولكن نظرة واحدة كانت كافية لمعرفة أحوال ومستوى معيشته.
أبتسم وقام بشكر والده، قبل ان يعيد السيف الى غمده ويعلقه في حقيبته. عندها قام الوالد بمد الرداء له.
اشار الرجل لناحية التنين وتحدث إلى شيرو دون ان يغير نبرته المحترمة.
المنطقة الثالثة والأخيرة، منطقة القصر الملكي والعائلة الملكية. بطبيعة الحال هي المنطقة الأصغر، لن يسمح هنا بدخول أحد بخلاف العائلة المالكة. حتى ارقى العائلات النبيلة وأعلاهم مرتبة، ستحتاج إذن ملكي للدخول إلى تلك المنطقة.
“تفضل معي من فضلك، سأخذك إلى الأكاديمية.”
قالت آليا ساخرةً من شقيقها الذي كان واثقًا قبل لحظات، ليصبح الآن متوترًا وبشدة. يجب عليه أن يصل الى منطقة الإختبار في غضون اربع ساعات وإلا سيفوته وستضيع فرصته الوحيدة لتحقيق حلمه.
انصدم شيرو لوهلة فهو على وشك الصعود على مخلوق اسطوري عُرف بإبادته لممالك عظمى، فبنفخة واحدة فقط، يستطيع إذابة جبل كامل بلمح البصر. والآن يجب عليه الصعود على ظهره؟ بدا الأمر كضرب من الجنون في البداية قبل ان يستشعر والده خوفه، ويقوم يدفعه ليتقدم سيرًا ويقف بجانب التنين.
” لا تقلق لن يقوم بإذائك، انه تنين مطيع ”
” لا تقلق لن يقوم بإذائك، انه تنين مطيع ”
“اجل لا تقلقي سأصبح قوياً واعود.”
“آه…اجل اتمنى ذلك”
” لقد كنت نائمًا لمدة ثلاثة أيام متواصلة، شعرت بالقلق، لدرجة ظننتك مختومًا او نصف ميت، كنت على وشك ادخالك في صندوق وحفظك فيه، هاهاهاهاها”
نظر شيرو خلفه ليرى آليا واقفةً خلف والدها وهي تبتسم على حال شيرو.
“ستعود سريعاً صحيح؟”
** لا تضحكي ايتها الحمقاء، انتِ أيضًا خائفة!**
حادثه الرجل امامه.
اقترب الرجل من شيرو، وقام برفع يده اليمنى ناحيته، لتتهوج ببريق أخضر خفيف، عندها ظهرت رياح خفيفة حول جسد شيرو، وقامت بحمله وهو يرتجف لتضعه في سرج ذلك التنين المهول.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حينها قام شيرو بحمل حقيبته على ظهره، لتقوم آليا بطرح سؤال فضولي بصوتها المتذبذب من البكاء.
“ارأيت؟، لن يفعل لك شيئًا، يبدوا جليًا بأنك لم تمتطي واحدًا من قبل، الست كذلك؟”
نظر شيرو الى تلك الادوات، ولم يذهب مباشرةً لأخذها من بين يدي والده.
قام الرجل بطرح هذا السؤال عليه، قبل ان يقفز من الأرض ويحط بسلاسة امام شيرو وعلى ظهر التنين.
“تفضل معي من فضلك، سأخذك إلى الأكاديمية.”
” ..اه لا لم يحدث.. ذلك من قبل”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هذه ليست مزحة جيدة.
” لا تقلق ستعتاد على الأمر، امتطاء التنانين أمر بسيط وشائع. فقط فكر وكأنك تركب حصانًا”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —
اجل المشكلة انه لم يمتطي حصانًا حتى من قبل، وهاهو الأن يجلس في ظهر تنين…ياله من تطور ملحوظ.
“أجل تبدوا كمغامر مهيب، ابذل جهدك ولا تفشل حسناً؟.”
شعر شيرو بقشعريرة في كامل جسده، لينظر بعدها ناحية والده وآليا اللذان يقومان بالتلويح بيديهما مودعان له.
وضعت الفتاة الصغيرة يدها على رأسها، انها تشعر بالحيرة فقط كيف يفكر عقل شقيقها هذا؟.
” أبذل جهدك يا فتى!، لا تعد خالي الوفاض!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حينها قام شيرو بحمل حقيبته على ظهره، لتقوم آليا بطرح سؤال فضولي بصوتها المتذبذب من البكاء.
” أهزمهم جميعًا أخي!”
وذلك ليس كل شيء، فأمام تلك البوابة، تواجدت قرية مليئة بالحياة والحيوية. بشكل واضح، هذه ليست مجرد اكاديمية او مجرد مبنى في منطقة ما، بل هو إقليم كامل خُصص من اجل هذه الاكاديمية. بدت وكأنها مملكة صغيرة مستقلة، توسطت العالم.
ابتسم لهما شيرو، ولوح بيده مودعاً قبل ان تنتفض اجنحة التنين ويجد نفسه محلقاً في السماء بسرعة مهولة.
بالطبع لن يقدر على أخذ الشيء الوحيد الذي يمكن ان يدافع والده به عن نفسه او عن المنزل في حال حدث هجوم من بعض الوحوش. فعالمهم هذا ومنطقتهم تلك ليست مليئة بالسلام الفائض بالطبع، هناك كثير من الوحوش الخارجة عن السيطرة والتي تظهر من أماكن مجهولة. خاصةً في القرى والأماكن النائية، وقريتهم هذه، تعرضت للهجوم أكثر من أربع مرات في السنوات الماضية.
” واااااااه!!! هذا سرييع!!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بالرغم من كونها قد هدأت قليلًا، الا انها مازالت غير مقتنعة برحيل شقيقها الوحيد، الذي لطالما أنسها وصاحبها في وحدتها، وعلمها الكثير من الاشياء، فمن الطبيعي ان يمتلك مكانة خاصة في قلبها ولهذا ترفض رحيله. ولكنها تقبلت الأمر الواقع في النهاية وأن على شقيقها الرحيل لفترة قصيرة كما يقول.
استقر التنين في السماء بسرعة، ليتوقف شيرو عن الصراخ ويفتح عينيه لينظر الى تلك السحب التي تلامسه، وإلى قريته التي اصبح يبتعد عنها في كل لحظة ولا يعلم متى سيعود إليها.
وأخيراً، هدات آليا وانتهى شلال الدموع المنهمر، لتستبدل الدموع بوجه حزين شبه مبتسم.
” لديك عائلة لطيفة”
لم تفهم تمامًا اجابة والدها، ولكنها لم تسأل المزيد، واكتفت بالنظر الى السماء بينما تتمنى الحظ الموفق لشقيقها.
حادثه الرجل امامه.
” اههه صندوق… من الجيد انك لم تتخلص مني..”
” اجل..انها كذلك.”
” لا..بالطبع لقد فكرت في الأمر مسبقًا، وربما سأجد الكثير من الشخصيات المهمة هناك، ولكن ماذا في يدي لأفعله بشأن ذلك؟، أعني انا مجرد قروي، هذه ثيابي الوحيدة التي امتلكها. لا أرى عيبًا في ارتدائي شيئًا كهذا، ففي النهاية انا لم أذهب للتباهي بثيابي…حسنًا لا أملك مهارات كذلك لكي أتباهى بها..”
—
عندها نظرت آليا الى شقيقها الذي يقف أمامها مرتديًا ذلك القميص الرث، وذلك البنطال الممزق.
“أبي، متى سيعود شيرو؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اجل، حتى الساديون يمتلكون اولئك الاشخاص الذين لا يمكنهم التخلي عنهم.
سؤال طرحته آليا بالأسفل، وهي تنظر إلى التنين الذي يبتعد عنهم بسرعة كبيرة.
وبينما كان شيرو يفكر، انقشعت السحب بشكل فجائي، لتظهر تلك الأرض الشاسعة المسورة، والتي احتوت بمنتصفها على مبنى ضخم، تواجدت امامه ساحة عملاقة بمساحة قريتهم او اكبر، وبجانب المبنى، تواجدت حلبة دائرية بمدرجات للمشاهدين حولها، وخلف ذلك المبنى المهول، استقرت غابة شجرية متشابكة ومظلمة، ستشعر بهالة المخلوقات المرعبة القاطنة في داخلها من على بعد اميال. وحول كل ذلك، بُني سور عملاق التف ليحيط كل تلك المعالم في منطقة واحدة. ويبدوا ان الطريقة الوحيدة لعبور ذلك السور، هي من خلال بوابة ضخمة تُطل على الساحة القابعة امام المبنى.
“حسناً…هذا يتعلق بما سيفعله هناك”
وأخيراً، هدات آليا وانتهى شلال الدموع المنهمر، لتستبدل الدموع بوجه حزين شبه مبتسم.
لم تفهم تمامًا اجابة والدها، ولكنها لم تسأل المزيد، واكتفت بالنظر الى السماء بينما تتمنى الحظ الموفق لشقيقها.
” لقد كنت نائمًا لمدة ثلاثة أيام متواصلة، شعرت بالقلق، لدرجة ظننتك مختومًا او نصف ميت، كنت على وشك ادخالك في صندوق وحفظك فيه، هاهاهاهاها”
—
قالت بينما تمسح دموعها بكم قميصها.
بعيداً عن كل هذا، بعيدًا جدًا عن تلك القرية النائية، وتلك العائلة التي نقص منها فرد قبل لحظات.
نظر شيرو للاعلى فوجد رجلاً يرتدي ملابساً رسمية امتزجت باللون الابيض والاسود ممتطياً ذلك المخلوق كالحصان. حسنًا هذا شيء طبيعي لديهم.
في منتصف عاصمة مملكة ويسبيريا، العاصمة النابضة بالحياة وبالعديد من البشر المنتشرين هنا وهناك وبكل مكان، هذا هو المكان الوحيد في العالم الذي ستجده نابضًا في الليل او في النهار بجانب مدينة آخرى بمكان آخر. ففي النهار ستجد اولئك التجار الرحالة المنتشرين في سوق العاصمة المعروف دوليًا. ستجد جميع الأسلحة والأواني المنزلية التي تحتاجها.
مشيرًا بعينه الى شيرو، قال الرجل تلك الكلمات.
وفي الليل، يبدأ سوق العبيد والخمر وكل ما هو سيء في ذلك العالم. كانت هنالك عبارة يتداولها الجميع بتلك العاصمة ” النهار للجميع، والليل للقليل”.
” لديك عائلة لطيفة”
بالطبع لم تكن تجارة العبيد والوحوش ممنوعة بذلك العالم، ولكن كان من غير المحبب ان تمتلك عبدًا، او تكون مشاركًا في سوق العبيد، فغالبية الأسياد يمتلكون العبيد فقط للتسلية الجنسية. لا يبتغون شيئًا غير ارضاء شهواتهم عن طريق عبيدهم المثيرين.
في منتصف عاصمة مملكة ويسبيريا، العاصمة النابضة بالحياة وبالعديد من البشر المنتشرين هنا وهناك وبكل مكان، هذا هو المكان الوحيد في العالم الذي ستجده نابضًا في الليل او في النهار بجانب مدينة آخرى بمكان آخر. ففي النهار ستجد اولئك التجار الرحالة المنتشرين في سوق العاصمة المعروف دوليًا. ستجد جميع الأسلحة والأواني المنزلية التي تحتاجها.
اجل لقد كانت تلك هي حال الأسواق في تلك العاصمة. وبالطبع لن ننسى النظام الطبقي السيء بذلك المكان، الأمر وصل لدرجة تقسيم العاصمة الضخمة لثلاث مناطق. كل منطقة مخصصة لدرجة معينة من الاشخاص. وبين كل منطقة ومنطقة، ستجد ذلك السور العملاق الذي يمنع الاشخاص من المناطق الدنيا الذهاب للمناطق العليا.
بالطبع لن يقدر على أخذ الشيء الوحيد الذي يمكن ان يدافع والده به عن نفسه او عن المنزل في حال حدث هجوم من بعض الوحوش. فعالمهم هذا ومنطقتهم تلك ليست مليئة بالسلام الفائض بالطبع، هناك كثير من الوحوش الخارجة عن السيطرة والتي تظهر من أماكن مجهولة. خاصةً في القرى والأماكن النائية، وقريتهم هذه، تعرضت للهجوم أكثر من أربع مرات في السنوات الماضية.
ثلاث اسوار عملاقة، أولها يقع بعد بوابة العاصمة مباشرةً وهي منطقة التُجار والعوام. وتعتبر المنطقة الأكبر من حيث المساحة والسكان، ستجد الكثير من الاسواق والمنازل العامية، وبعض الفنادق المخصصة للرحل والمغامرين من مختلف الأماكن.
تسائلت آليا من الرداء الأسود الذي بدا فريد وجديدًا غير مستخدم من قبل.
المنطقة الثانية والواقعة خلف السور الثاني، هي منطقة النبلاء. المكان الذي لن يذهب إليه أي عامي الا ان كان عبدًا لأحد النبلاء. تتصف تلك المنطقة بكثرة الحدائق وبعض الزينة والمنازل الضخمة في كل مكان. كانت منطقة متوسطة راقية احتوت على الكثير من النبلاء مختلفي المستويات. وبعض القادة العسكريين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انصدم شيرو لوهلة فهو على وشك الصعود على مخلوق اسطوري عُرف بإبادته لممالك عظمى، فبنفخة واحدة فقط، يستطيع إذابة جبل كامل بلمح البصر. والآن يجب عليه الصعود على ظهره؟ بدا الأمر كضرب من الجنون في البداية قبل ان يستشعر والده خوفه، ويقوم يدفعه ليتقدم سيرًا ويقف بجانب التنين.
المنطقة الثالثة والأخيرة، منطقة القصر الملكي والعائلة الملكية. بطبيعة الحال هي المنطقة الأصغر، لن يسمح هنا بدخول أحد بخلاف العائلة المالكة. حتى ارقى العائلات النبيلة وأعلاهم مرتبة، ستحتاج إذن ملكي للدخول إلى تلك المنطقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حينها فقط، وكأنه كان يستمتع بالمنظر منذ البداية، تحدث والده ضاحكًا على أفعال ابنه القلقة.
بشكل غير مفهوم، كانت هذه المنطقة الصغيرة بنفسها مقسومة إلى قسمين، قسم علوي يقبع في منتصف العاصمة بالضبط، وهو مخصص للعائلة المالكة الأصلية، الملك والملكة واجدادهما وابناء الملك والملكة وابناء الأبناء فقط. القسم السفلي وهو القسم المخصص للعائلة الملكية الفرعية. هذا القسم مخصص لاشقاء الملك والملكة وزوجاتهم وابنائهم.
سبعةً وأربعين سنة، سبعة وأربعين دفعة، وخمسون سنة منذ قيام الأكاديمية. في كل دفعة دائمًا ما يحضر ملك ويسبيريا لمشاهدة الإختبار. وليس وحده بالطبع، دائمًا ما حضر ملكا مملكة لوثيريا و مملكة لنديريا كذلك. كانت الاكاديمية رمزًا مهمًا في العالم لهذه الدرجة.
ياله من تقسيم فريد أليس كذلك؟
وبينما كان شيرو يفكر، انقشعت السحب بشكل فجائي، لتظهر تلك الأرض الشاسعة المسورة، والتي احتوت بمنتصفها على مبنى ضخم، تواجدت امامه ساحة عملاقة بمساحة قريتهم او اكبر، وبجانب المبنى، تواجدت حلبة دائرية بمدرجات للمشاهدين حولها، وخلف ذلك المبنى المهول، استقرت غابة شجرية متشابكة ومظلمة، ستشعر بهالة المخلوقات المرعبة القاطنة في داخلها من على بعد اميال. وحول كل ذلك، بُني سور عملاق التف ليحيط كل تلك المعالم في منطقة واحدة. ويبدوا ان الطريقة الوحيدة لعبور ذلك السور، هي من خلال بوابة ضخمة تُطل على الساحة القابعة امام المبنى.
بالطبع يسمح لأعضاء العائلة الفرعية الدخول لمنطقة العائلة الأصلية، ولكن بشرط ان يتم استدعاء أحدهم. بخلاف ذلك يمنع عليهم الدخول بتاتًا.
بالعودة لوقتنا الحاضر. نجد شيرو يقف في مقدمة باب منزله، برفقة والده وشقيقته الصغرى التي امتلئت عيناها بدموع الحزن وهي تحتضن شقيقها الأكبر.
بالنسبة للنبلاء، فمن المستحيل ان يدخل أحد النبلاء للقصر الملكي او لمنطقة العائلة الأصلية. هذا محرم بالكامل.
نظر الرجل الى شيرو وردائه، لم تظهر اثار الشقوق من ملابسه بسبب الرداء طبعًا. ولكن نظرة واحدة كانت كافية لمعرفة أحوال ومستوى معيشته.
جميع الاجتماعات التي قد تجمع العائلة الأصلية و أحد النبلاء ستتم في مناطق معينة داخل أراضي العائلة الفرعية. حتى وان كان الاجتماع سيضم أحد الحكام لأحد الممالك، لن يسمح بدخوله للقصر الملكي.
او ربما فقط..
وبالطبع كان الأمر كضرب من الخيال ان يُسمح بدخول شخص عامي الى داخل مناطق العائلة الفرعية، وكان كضرب من الجنون ان تفكر حتى في دخول عامي الى داخل اراضي العائلة الاصلية.
من بعد قوله لتلك الكلمات، حط الرجل من تنينه، واستخدم نفس الرياح السابقة ليُنزل شيرو من عليه. لينظر شيرو بعد ان استقر على الأرض، إلى السور الضخم الذي لن ترى نهايته من شدة علوه.
لا ادري لماذا كل هذا التعقيد، ولما كل هذه التفاصيل الصغيرة التي وبلا شك لا أحد يحتاجها في حياته.
” هيا فلتتقدم، لن اذهب معك ابعد من هنا. خلف هذه البوابة، سيقام اختبار القبول. فلتبذل جهدك حسنًا؟.
بداخل أراضي العائلة الملكية الأصلية، تحديداً في القصر الملكي المليء بالحرس المنتشرين بأرجاء القصر. وفي غرفة الملك. يجلس ملك ويسبيريا على كرسيه الخاص المرصع بأغلى انواع المجوهرات والذهب.
اشار الرجل لناحية التنين وتحدث إلى شيرو دون ان يغير نبرته المحترمة.
الملك الثاني للمملكة منذ نهاية الحرب، ” اوليفر وايفر”، واضعاً ذلك التاج الذهبي المرصع كذلك بأغلى انواع الجواهر في العالم، ومرتدياً رداء الملك المنسوج بخيوط ذهبية خالصة. متكئً على يده وتعتليه نظرة تململ بعينيه الزرقاوتان، ناظرًا بهما الى احدى تابعيه الراكعين امامه.
وأخيراً، هدات آليا وانتهى شلال الدموع المنهمر، لتستبدل الدموع بوجه حزين شبه مبتسم.
كان ذلك الملك، تجسيدًا لكل قيم ومثل وسبيريا والتي يمكن وصفها بكلمات دقيقة بسيطة: لا تظهر وجهك الحقيقي لأحد.
مازال يفكر ويحك رأسه لتسقط حقيبته على الأرض وتنفذ الأفكار من رأسه.
تنهد الملك بخفة، وعدل وضعية جلوسه ليجلس باستقامة، فياخذ نفساً ويتحدث بصوته الموقر محادثاً تابعه الراكع أسفله.
“آه…اجل اتمنى ذلك”
“قف، وأدلي ببيانك.”
تنهد الملك بخفة، وعدل وضعية جلوسه ليجلس باستقامة، فياخذ نفساً ويتحدث بصوته الموقر محادثاً تابعه الراكع أسفله.
اسرع التابع بالامتثال لأوامر ملكه ووقف مسرعاً باستقامة وأدلى بما لديه.
أبتسم وقام بشكر والده، قبل ان يعيد السيف الى غمده ويعلقه في حقيبته. عندها قام الوالد بمد الرداء له.
“سيدي الملك، ستبدأ بعد قليل مراسم بداية اختبار القبول لأكاديمية ستيلفورد، ولقد تلقيت دعوة من مدير الاكاديمية لتشهد بداية اختبار قبول الدفعة السابعة والأربعين.”
انتبه شيرو الى حديث الرجل امامه، وتحرك وهو يمشي حتى وصل الى تلك البوابة المهولة، التي يقف بجانبها حارسين اثنين يرتديان نفس زي الرجل. نظر الحارسان الى الرجل ومن معه، ليقوما بعدها بوضع يديهما على البوابة، فيفتح باب صغير في المنتصف، يسمح بدخول الاشخاص.
سبعةً وأربعين سنة، سبعة وأربعين دفعة، وخمسون سنة منذ قيام الأكاديمية. في كل دفعة دائمًا ما يحضر ملك ويسبيريا لمشاهدة الإختبار. وليس وحده بالطبع، دائمًا ما حضر ملكا مملكة لوثيريا و مملكة لنديريا كذلك. كانت الاكاديمية رمزًا مهمًا في العالم لهذه الدرجة.
بالطبع لم تكن تجارة العبيد والوحوش ممنوعة بذلك العالم، ولكن كان من غير المحبب ان تمتلك عبدًا، او تكون مشاركًا في سوق العبيد، فغالبية الأسياد يمتلكون العبيد فقط للتسلية الجنسية. لا يبتغون شيئًا غير ارضاء شهواتهم عن طريق عبيدهم المثيرين.
“همم، ستيلفورد، اجل، ذكرني مجدداً من ابرز المتقدمين؟”
قالت آليا ساخرةً من شقيقها الذي كان واثقًا قبل لحظات، ليصبح الآن متوترًا وبشدة. يجب عليه أن يصل الى منطقة الإختبار في غضون اربع ساعات وإلا سيفوته وستضيع فرصته الوحيدة لتحقيق حلمه.
“سموك، من المتوقع ان ترسل كل من العشائر الست الشهيرة في الممالك اعضاءً منها لخوض ذلك الاختبار. وبخلاف العشائر الست، سيرسل ملك لينديريا ابنته كذلك. ولا ننسى مملكة لوثيريا التي ارسلت 14 مشاركاً وصلوا جميعاً بالفعل الى مستويات معقولة من قدراتهم السحرية.”
عاد الوالد من داخل المنزل حاملًا سيفًا داخل غمد، ورداء اسود طويل.
اجل وفي كل سنة، سنجد ابناء ملوك وعشائر وقبائل مشهورة يتقدمون للإختبار. وكذلك بعض ابناء المحاربين والمغامرين المعروفين في العالم، يرسلون ابنائهم لخوض ذلك الإختبار. قبولك للمشاركة في الإختبار فقط، كافي ليرتقي بمكانة العائلة او العشيرة. فما بالك بالنجاح فيه.
” أهزمهم جميعًا أخي!”
حينها، ابتسم الملك ابتسامةً عريضة، ونظر الى سقف الغرفة الذي احتوى على رسوم ونقوش فريدة لتزيين السقف. قبل ان ينزل رأسه وينظر الى تابعه ويجيب.
” ..اه لا لم يحدث.. ذلك من قبل”
“هم، حسناً تبدوا لي وكانها دفعة مميزة حقاً، ولكن وللاسف سأضطر لرفض الدعوة هذه المرة، لدي امور اهم من مشاهدة حفنة من الاطفال يجبرون على التخلي عن احلامهم لاختبار لن يتقدم له عاقل.”
وذلك ليس كل شيء، فأمام تلك البوابة، تواجدت قرية مليئة بالحياة والحيوية. بشكل واضح، هذه ليست مجرد اكاديمية او مجرد مبنى في منطقة ما، بل هو إقليم كامل خُصص من اجل هذه الاكاديمية. بدت وكأنها مملكة صغيرة مستقلة، توسطت العالم.
دون ان يناقشه احد اكثر، انهى الملك كلماته وعاد لوضعيته الاولى واضعاً ذراعه على مسند الكرسي، غارق بأفكار لم يعلمها احد سواه.
انحنى الرجل بلطف بعد أن اجابه والد شيرو.
—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هذه ليست مزحة جيدة.
بالعودة لـ شيرو على ظهر التنين، والذي اغرق تفكيره في ماهية ذلك الاختبار ونوعه ولماذا يقال بأنه اختبار يصعب النجاح فيه. ففي اخر دفعة والتي كان مجموع المتقدمين فيها يساوي 300 متقدم، لم يُقبل سوى 80 فقط بينما عاد البقية الى منازلهم خالي الوفاض. ربما تحتاج الى موهبة ما حتى تتمكن من الدخول الى ذلك المكان، او ربما الكثير من الحظ…. كمية لن تجدها في العالم حتى.
” أهزمهم جميعًا أخي!”
وبينما كان شيرو يفكر، انقشعت السحب بشكل فجائي، لتظهر تلك الأرض الشاسعة المسورة، والتي احتوت بمنتصفها على مبنى ضخم، تواجدت امامه ساحة عملاقة بمساحة قريتهم او اكبر، وبجانب المبنى، تواجدت حلبة دائرية بمدرجات للمشاهدين حولها، وخلف ذلك المبنى المهول، استقرت غابة شجرية متشابكة ومظلمة، ستشعر بهالة المخلوقات المرعبة القاطنة في داخلها من على بعد اميال. وحول كل ذلك، بُني سور عملاق التف ليحيط كل تلك المعالم في منطقة واحدة. ويبدوا ان الطريقة الوحيدة لعبور ذلك السور، هي من خلال بوابة ضخمة تُطل على الساحة القابعة امام المبنى.
” استذهب سيرًا إلى ذلك المكان؟، الا تحتاج حصانًا أو شيئًا ما؟”
وذلك ليس كل شيء، فأمام تلك البوابة، تواجدت قرية مليئة بالحياة والحيوية. بشكل واضح، هذه ليست مجرد اكاديمية او مجرد مبنى في منطقة ما، بل هو إقليم كامل خُصص من اجل هذه الاكاديمية. بدت وكأنها مملكة صغيرة مستقلة، توسطت العالم.
أصبحت واعية بشكل مفاجيء، اتسائل ان كان ما سبق محض تمثيل من جانبها…لا هذا مستحيل، انها مجرد طفلة.
مازال شيرو منبهراً مما يراه، بينما يتلفت في كل مكان ليستكشف ارجاء تتل المنطقة الرائعة، فيهبط التنين فجأة وأخيراً، أمام تلك البوابة المهولة المؤدية الى الساحة القابعة امام مبنى الاكاديمية.
وضعت الفتاة الصغيرة يدها على رأسها، انها تشعر بالحيرة فقط كيف يفكر عقل شقيقها هذا؟.
” حسنًا لقد وصلنا”
” إيه؟ نبلاء؟”
من بعد قوله لتلك الكلمات، حط الرجل من تنينه، واستخدم نفس الرياح السابقة ليُنزل شيرو من عليه. لينظر شيرو بعد ان استقر على الأرض، إلى السور الضخم الذي لن ترى نهايته من شدة علوه.
وفي الليل، يبدأ سوق العبيد والخمر وكل ما هو سيء في ذلك العالم. كانت هنالك عبارة يتداولها الجميع بتلك العاصمة ” النهار للجميع، والليل للقليل”.
” هيا لا تقف هناك فقط ”
“أجل تبدوا كمغامر مهيب، ابذل جهدك ولا تفشل حسناً؟.”
انتبه شيرو الى حديث الرجل امامه، وتحرك وهو يمشي حتى وصل الى تلك البوابة المهولة، التي يقف بجانبها حارسين اثنين يرتديان نفس زي الرجل. نظر الحارسان الى الرجل ومن معه، ليقوما بعدها بوضع يديهما على البوابة، فيفتح باب صغير في المنتصف، يسمح بدخول الاشخاص.
لم يفهم شيرو ما تقصده شقيقته تمامًا، فقام بإمالة رأسه متسائلًا.
” هيا فلتتقدم، لن اذهب معك ابعد من هنا. خلف هذه البوابة، سيقام اختبار القبول. فلتبذل جهدك حسنًا؟.
لسبب ما، لم تعد آليا تشعر بالقلق على شقيقها بعد الآن، وفكرت بانه سيكون بخير هناك.
اومئ شيرو وتحرك ليدخل عبر تلك البوابة.
على وقع سؤالها، توقفت تروس عقل شيرو عن العمل بالكامل.
لم تفهم تمامًا اجابة والدها، ولكنها لم تسأل المزيد، واكتفت بالنظر الى السماء بينما تتمنى الحظ الموفق لشقيقها.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات