الفصل 179
فتح جورج سرواله وأطلق البول على الملازم المقيد، ردًا للجميل من وقت سابق.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“سيعتمد ذلك على مدى قدرتنا على التكيف مع الموقف.”
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ،
وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ
“هممم.”
ترجمة: ســاد
تبادل السجناء النظرات، لكن لم يتقدم أحد. حكّ يوريتش رأسه، مشيرًا إلى كومة الجثث.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“لنتعاون مع البرابرة. الطعام متوفر هنا بكثرة. قد يكون البقاء هنا لفترة خيارًا جيدًا…”
كان الدوق لانجستر نبيلًا رفيع المقام. حتى وهو سجين، من الممكن الحصول على فدية
ضخمة مقابل إطلاق سراحه. لكن بالنسبة للبرابرة، لم تكن الفدية تُذكر. ولأنهم
يتعاملون مع الإمبراطور، لم يكن من الممكن استخدامه كورقة مساومة أيضًا.
” ستبقى مع مجموعة من البرابرة؟ هل جننت؟”
” هو يعرف الكثير.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “على الأقل يبدو أن هذا البربري من المرجح أن يفي بوعوده.”
فكّر يوريتش في إبقاء الدوق لانجستر سجينًا، لكنه غيّر رأيه. الرسالة التي كتبها
للإمبراطور تحمل في طياتها صدق قلب رجل كفؤ ومخلص.
“ليست هذه المنطقة الأقرب فحسب، بل فرضت الإمبراطورية عليها ضرائب باهظة مؤخرًا للحصول على الموارد والقوى العاملة. إذا نُهبت دولة كهذه دون حماية الإمبراطورية، فستفقد الدول التابعة الأخرى ثقتها بها. كلما بدا النهب أكثر قسوة، أصبح الأثر أفضل.”
“إذا أبقيته على قيد الحياة وعاد بطريقة ما إلى الإمبراطورية … فسوف يصبح
بالتأكيد كارثة بالنسبة لي.”
بعد أن تلقى تأكيد يوريتش، عاد جورج إلى العبيد وقال شيئًا. فهتف العبيد الموعودون بالحرية.
لم يُرِد يوريتش الكشف عن مكانه للإمبراطور بعد. بدا الدوق لانجستر بذرة كارثة.
“جورج؟”
أصبح الجو مُريعًا. داخل الثكنات، أصبح الهواء ساكنًا.
لقد حميتَ وطنك هذه المرة، فاستمر في ذلك. قطع طريق يايلرود وتعزيز دفاعات الجبال سيجعل الغرب حصينًا حتى على يد الجيش الإمبراطوري.
تعالت هتافات المحاربين وصرخات الجنود من الخارج. بدا العبيد يضحكون ويقفزون. أشعلت
المشاعل الملقاة النار في الخيام. ورغم أوامر يوريتش، قام بعض المحاربين الذين لم
يستطيعوا كبح جماح رغباتهم الهمجية باقتلاع عيون الجنود الأسرى وسلخ جلودهم.
“يوريتش، لقد وعدتنا بالحرية.”
لم يعتقد يوريتش أنه قادر على إيقاف عنف المحاربين أصلًا. كان راضيًا طالما لم يُصب
العبيد الذين تحالف معهم بأذى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل كنت تحاول حماية وطنك، يوريتش؟”
“تنهد.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ووواااااه!”
تنهد يوريتش وهو يحرك فأسه في يده. جلس أمام الدوق لانجستر، واضعًا الرسالة في جيبه
الداخلي.
أومأ العبيد المحررون حديثًا، موكلين إلى جورج مهمة التفاوض. جورج، في نهاية المطاف، ممثل العبيد وأذكاهم.
“هل كنت تحاول حماية وطنك، يوريتش؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “…شكرا على النصيحة.”
“قطع خطوط الإمداد من شأنه أن يشل حتى فيلق الإمبراطورية العظيمة، أليس كذلك؟”
“هذا صحيح. يا للعجب. حتى مع الحرية، الأمور لا تزال سيئة بالنسبة لنا.”
أشرقت عيون يوريتش الصفراء.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“سيعتمد ذلك على مدى قدرتنا على التكيف مع الموقف.”
بدا يوريتش وحده من يراقب النيران المشتعلة، متمنياً بهدوء أن تجد الأرواح طريقها.
لم يُعطِ الدوق لانجستر إجابةً واضحة. أمال يوريتش رأسه إلى اليسار، مُحدِّقًا
مباشرةً في عيني الدوق لانجستر.
“لماذا ما زلت هنا؟ لقد نلت حريتك.”
“أنت تكذب. أشعر برعشتك.”
وبينما صرخ يوريتش، رفع المحاربون المتدافعون عبر البؤرة الاستيطانية أسلحتهم وهتفوا معه.
“هذا لأنك ترفع فأسًا على رقبتي، من الواضح.”
ادعى المحاربون المتبقون في البؤرة الاستيطانية أن يوريتش، ابن الأرض، لا بد أنه تلقى نعمة جميع الأرواح.
“لا، أعرف أشخاصًا مثلك. لستَ من النوع الذي يرتجف خوفًا. أنت فارس حضارة شجاع،
أليس كذلك؟ هاها.”
أدرك جنود الإمبراطورية أن يوريتش هو قائد البرابرة. بدا كل شيء يدور حوله منذ زمن.
انتشر ضحك يوريتش بجفاف. وبينما اشتعلت النيران في الخارج، تحرك ظل يوريتش.
“إذا أردنا أن نهاجم العالم المتحضر، فمن أين يمكننا أن نبدأ بشكل جيد؟”
لقد حميتَ وطنك هذه المرة، فاستمر في ذلك. قطع طريق يايلرود وتعزيز دفاعات الجبال
سيجعل الغرب حصينًا حتى على يد الجيش الإمبراطوري.
” ستبقى مع مجموعة من البرابرة؟ هل جننت؟”
“…شكرا على النصيحة.”
“يوريتش، لقد وعدتنا بالحرية.”
تمتم يوريتش، ثم رفع صوته.
فتح جورج سرواله وأطلق البول على الملازم المقيد، ردًا للجميل من وقت سابق.
“لكننا لن نقطع يايلرود. أخطط لتدميره بما يكفي لقطع خطوط إمدادكم.”
“هذا لأنك ترفع فأسًا على رقبتي، من الواضح.”
“لا يمكنك فعل ذلك يا يوريتش! عد إلى أرضك!”
تلا الجندي صلاة الجنازة، وتبعه بعض الجنود. حتى العبيد الذين أساء الجنود معاملتهم، لم يُزعجوا الجنازة، بل التزموا أحيانًا لحظة صمت وهم يراقبون الدخان.
توسل الدوق لانجستر بشدة. هز يوريتش رأسه.
فكّر يوريتش في إبقاء الدوق لانجستر سجينًا، لكنه غيّر رأيه. الرسالة التي كتبها للإمبراطور تحمل في طياتها صدق قلب رجل كفؤ ومخلص.
” أنتم، الحضارة، من بدأ الغزو. سنعبر يايلرود ونتقدم شرقًا.”
نسي المحاربون، وقد غلبهم الدم، تعبهم وثاروا. تجمع الجنود العبيد في مكان واحد، يشاهدون المذبحة المسعورة بوجوه مذعورة.
“أنت رجلٌ ذكيٌّ. هل تعتقد حقًا أنك قادرٌ على مواجهة الإمبراطورية مع بعض القبائل
البربرية؟”
توسل الدوق لانجستر بشدة. هز يوريتش رأسه.
“لسنا قبيلة، بل تحالف. أكثر من عشرة آلاف محارب ينتظرون سفك دمائكم بفارغ الصبر.”
“أنا أيضًا أتمنى أن أقود إخوتي ومحاربي إلى ذلك العالم، بغض النظر عما ينتظرنا في النهاية…”
الرقم عشرة آلاف جعل الدوق لانجستر يفتح فمه على مصراعيه من الصدمة.
“من فضلك، ارحمنا ” أصبح الدوق لانجستر يتصبب عرقًا، و يصلي ورأسه منحني ويديه متشابكتين.
“عشرة آلاف…؟”
بدا المحاربون الآخرون ينتظرون أمر يوريتش.
بدت هذه معلومات بالغة الأهمية لم تكن الإمبراطورية والفيلق على علم بها. برابرة
الغرب قد شكلوا بالفعل مجموعة بحجم مملكة متوسطة. الفيلق، الذي يفكر في مواجهة ألف
محارب على الأكثر، على وشك مواجهة جيش من عشرة آلاف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بدت هذه معلومات بالغة الأهمية لم تكن الإمبراطورية والفيلق على علم بها. برابرة الغرب قد شكلوا بالفعل مجموعة بحجم مملكة متوسطة. الفيلق، الذي يفكر في مواجهة ألف محارب على الأكثر، على وشك مواجهة جيش من عشرة آلاف.
” لقد أطلت حديثنا كثيرًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن جورج وحده، بل حتى السجناء فكّروا وهم يراقبون يوريتش. بدا يوريتش يفهم ويحترم ثقافة وعقلية الشعب المتحضر، وهذا وحده جعله يشعر بألفة لا تُضاهى.
قال يوريتش وكأن كل شيء قد انتهى. رفع فأسه عالياً.
أدرك جنود الإمبراطورية أن يوريتش هو قائد البرابرة. بدا كل شيء يدور حوله منذ زمن.
احنى الدوق لانجستر رأسه مرتجفًا. أراد أن يعيش لفترة أطول، فقط ليتمكن من تحذير أي
شخص، أي شخص، من يوريتش والبرابرة الغربيين.
لم يُعطِ الدوق لانجستر إجابةً واضحة. أمال يوريتش رأسه إلى اليسار، مُحدِّقًا مباشرةً في عيني الدوق لانجستر.
لمعت حياة الدوق لانجستر أمام عينيه. وُلد الابن الأكبر لعائلة لانجستر المرموقة،
وتلقى تعليمًا ممتازًا، وحقق إنجازات عظيمة في ساحات المعارك في شبابه، وأتمّ
ولايته كنائب لملك الشمال بامتياز. حتى مع حضارته، لم يكن يومًا حاقدًا على
البرابرة. ورغم أنه كان فاتحًا، إلا أنه كان رجلًا صالحًا نادرًا من أصحاب النفوذ،
يُراعي دائمًا مصالح الضعفاء.
” لقد أطلت حديثنا كثيرًا.”
لو كان الوضع في البؤرة الاستيطانية أفضل، لكان قد حرّر العبيد مع المجندين. لم يكن
هناك خيار آخر. بذريعة “عدم وجود خيار آخر”، ارتكب الناس أخطاءً وزلاتٍ كثيرة. حتى
عندما عرفوا الخيار الصحيح، اختاروا الشرّ العملي بنظرةٍ مُغمضة.
“مرحبا سيدي المساعد.”
“من فضلك، ارحمنا ” أصبح الدوق لانجستر يتصبب عرقًا، و يصلي ورأسه منحني ويديه
متشابكتين.
فتح جورج سرواله وأطلق البول على الملازم المقيد، ردًا للجميل من وقت سابق.
“لمن؟” سأل يوريتش بإيجاز.
أدرك جنود الإمبراطورية أن يوريتش هو قائد البرابرة. بدا كل شيء يدور حوله منذ زمن.
“لك وللجميع.”
” هو يعرف الكثير.”
“هممم.”
“يوريتش؟”
أمال يوريتش رأسه، ثم لوّح بفأسه. تدحرج رأس الدوق لانجستر على الأرض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ” من يريد المغادرة فليغادر. سأبقى هنا.”
بوو!
“قطع خطوط الإمداد من شأنه أن يشل حتى فيلق الإمبراطورية العظيمة، أليس كذلك؟”
التقط يوريتش رأس الدوق لانجستر المقطوع وخرج.
وبينما صرخ يوريتش، رفع المحاربون المتدافعون عبر البؤرة الاستيطانية أسلحتهم وهتفوا معه.
“لقد قتلت قائد العدو!”
“لماذا لانغكيجارت؟”
وبينما صرخ يوريتش، رفع المحاربون المتدافعون عبر البؤرة الاستيطانية أسلحتهم
وهتفوا معه.
الفصل 179
“ووواااااه!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حتى لو ما ينتظره مذبحةً لا هوادة فيها وأيامًا لا تنتهي، فقد بدا يوريتش يتوق إليها. كانت الرغبات أحيانًا أنانيةً بوحشية، تمامًا كما داس ساميكان ويانتشينوس أرواحًا كثيرةً من أجل طموحاتهم… لم يكن لأحد الحق في سحق الآخرين لتحقيق رغباته، لكن البشر عاشوا على هذا النحو منذ وجودهم. الفرق الوحيد كان في حجم أفعالهم.
“أووووووريتش!”
جمع جورج العبيد الناجين في مكان واحد، وانتظر حتى يهدأ البرابرة. فالاقتراب منهم بتهور قد يوجه سيوفه القاسية نحوهم.
نسي المحاربون، وقد غلبهم الدم، تعبهم وثاروا. تجمع الجنود العبيد في مكان واحد،
يشاهدون المذبحة المسعورة بوجوه مذعورة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أغمض يوريتش عينيه وهو يفكر. تخيل ساميكان وعشرة آلاف من محاربيه يعبرون يايلرود. سيخربون العالم المتحضر. ينهبون ويدمرون…
“إنهم حقا برابرة.”
ابتسم يوريتش بخفة.
جمع جورج العبيد الناجين في مكان واحد، وانتظر حتى يهدأ البرابرة. فالاقتراب منهم
بتهور قد يوجه سيوفه القاسية نحوهم.
“لماذا لانغكيجارت؟”
“آآآه!”
الفصل 179
حتى جنود الإمبراطورية الذين استسلموا لم يتمكنوا من النجاة من سيوف المحاربين.
وكأنهم يحاولون تعويض ما عانوه في الجبال، قتل المحاربون جنود الإمبراطورية بوحشية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “… مملكة لانغكيجارت. إنها وطني الأم أيضًا.”
“كفى، اتركوا بعضًا منهم. نحتاج هؤلاء الأوغاد لإصلاح هذا المكان لنا.”
ابتسم يوريتش بخفة.
تحرك يوريتش بين المحاربين، وأوقف أولئك الذين حاولوا قتل المزيد من الجنود.
“أنا أيضًا أتمنى أن أقود إخوتي ومحاربي إلى ذلك العالم، بغض النظر عما ينتظرنا في النهاية…”
“مفهوم.”
“هاها، يا له من مشهد!”
استجاب المحاربون لكلام يوريتش، وجمعوا الجنود المتبقين في مكان واحد وقيدوهم. نجا
حوالي خمسين جنديًا إمبراطوريًا فقط. ارتجفوا وأخفضوا رؤوسهم.
” ستبقى مع مجموعة من البرابرة؟ هل جننت؟”
“جورج؟”
“تذوق بولي!”
خرج جورج من بين العبيد، ونظر إلى أحد جنود الإمبراطور وهو يبتسم بسخرية.
بدا يوريتش وحده من يراقب النيران المشتعلة، متمنياً بهدوء أن تجد الأرواح طريقها.
“مرحبا سيدي المساعد.”
الرقم عشرة آلاف جعل الدوق لانجستر يفتح فمه على مصراعيه من الصدمة.
فتح جورج سرواله وأطلق البول على الملازم المقيد، ردًا للجميل من وقت سابق.
بوو!
“بفت!”
” هو يعرف الكثير.”
هز المساعد رأسه في محاولة ضعيفة لتجنب البول.
جمع المحاربون الجثث في مكان واحد، ونظروا إلى جنود الإمبراطورية المبللين بالبول. بدا ضحك المحاربين منخفضًا وكثيفًا.
هز جورج ساقيه وسحب سرواله مرة أخرى إلى الأعلى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “آآآه!”
“كيف يمكنك التحالف مع البرابرة، عار عليك!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هتف المحاربون باسم يوريتش مديحًا. فبطولة يوريتش بفتحه أبواب البؤرة الاستيطانية وإعلانه بدء الهجوم جعلتهم ينسون هزيمته السابقة. ومرة أخرى، تألقت شهرة يوريتش.
صرخ المساعد. كيف تحالف العبيد مع البرابرة؟ الأمر يفوق إدراكه.
ترجمة: ســاد
“على الأقل يبدو أن هذا البربري من المرجح أن يفي بوعوده.”
جلس يوريتش بهدوء على الكرسي الذي جلس عليه الدوق لانجستر. أسند مرفقيه على مسند الذراعين وسند ذقنه.
أشار جورج إلى يوريتش.
” افتح فمك مثل العاهرة!”
“أيها الأوغاد اللعينون!”
دون أن يُجيب، سار يوريتش نحو يايلرود برفقة بعض المحاربين. وتبعه جورج أيضًا إلى مدخل يايلرود.
“تذوق بولي!”
حدّقت عينا يوريتش في الوادي. بدا الشلال والمنحدرات تهتزّان كما لو كانتا تحاولان جذب الناس.
” افتح فمك مثل العاهرة!”
لم يُرِد يوريتش الكشف عن مكانه للإمبراطور بعد. بدا الدوق لانجستر بذرة كارثة.
بعد أن رأوا ما فعله جورج بالمساعد، أحاط العبيد الآخرون بالجنود الإمبراطوريين
المقيدين وغمروهم بالبول. ارتجف الجنود الإمبراطوريون وهم غارقون في بول العبيد.
دون أن يُجيب، سار يوريتش نحو يايلرود برفقة بعض المحاربين. وتبعه جورج أيضًا إلى مدخل يايلرود.
“هاها، يا له من مشهد!”
“تنهد.”
جمع المحاربون الجثث في مكان واحد، ونظروا إلى جنود الإمبراطورية المبللين بالبول.
بدا ضحك المحاربين منخفضًا وكثيفًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ” من يريد المغادرة فليغادر. سأبقى هنا.”
“ماذا يجب أن نفعل بالجثث؟” سأل المحاربون يوريتش.
بعد أن مُنِح العبيد حريتهم، لم يعرفوا إلى أين يذهبون. في أحسن الأحوال، كانوا سيلجأون إلى أن يكونوا حفنة من قطاع الطرق أو اللصوص.
“اجمعوها وأحرقوها. لا بد أن يكون هناك زيت في مكان ما.”
سكب يوريتش الزيت وأشعل النار في كومة الجثث. عادةً، يُحرق كل جثة على حدة، لكن لم تكن هناك أسباب أو موارد كافية لتحمل هذه المسؤولية.
نظر يوريتش إلى الجثث المتراكمة وسار نحو السجناء.
“أنا أيضًا أتمنى أن أقود إخوتي ومحاربي إلى ذلك العالم، بغض النظر عما ينتظرنا في النهاية…”
أدرك جنود الإمبراطورية أن يوريتش هو قائد البرابرة. بدا كل شيء يدور حوله منذ زمن.
وبينما صرخ يوريتش، رفع المحاربون المتدافعون عبر البؤرة الاستيطانية أسلحتهم وهتفوا معه.
“هل يوجد بينكم رجل دين عسكري أو شخص يعرف الصلاة؟”
“هاها، يا له من مشهد!”
سأل يوريتش الجنود وهو ينظر إليهم. أثارت لغته الهاملية السلسة ضجة بينهم.
جمع جورج العبيد الناجين في مكان واحد، وانتظر حتى يهدأ البرابرة. فالاقتراب منهم بتهور قد يوجه سيوفه القاسية نحوهم.
تبادل السجناء النظرات، لكن لم يتقدم أحد. حكّ يوريتش رأسه، مشيرًا إلى كومة الجثث.
“اجمعوها وأحرقوها. لا بد أن يكون هناك زيت في مكان ما.”
“يجب علينا على الأقل إقامة جنازة مؤقتة لرفاقكم. هل تعتقدون أنهم سيرتاحون بسلام
لو أحرقناهم هكذا؟”
“إنه جورج آرثر.”
بدا يوريتش يحترم حتى أرواح أعدائه. لم يلعن الموتى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “يجب علينا على الأقل إقامة جنازة مؤقتة لرفاقكم. هل تعتقدون أنهم سيرتاحون بسلام لو أحرقناهم هكذا؟”
رفع جنديٌّ نشأ يتيمًا في دير يده. اقترب بحذر وسط أعين البرابرة الحذرة.
بدا يوريتش يحترم حتى أرواح أعدائه. لم يلعن الموتى.
“ماذا تفعل يا يوريتش؟”
” هو يعرف الكثير.”
“لماذا أحضرت هذا الرجل للخارج؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “حرق الموتى؟ يا لها من عادة سيئة.”
سخر المحاربون من الجندي، صارخين ومُصِرّين. ورغم ارتجافه، سار الجندي بشجاعة نحو
كومة جثث رفاقه.
“كيف يمكنك التحالف مع البرابرة، عار عليك!”
بوو!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ووواااااه!”
سكب يوريتش الزيت وأشعل النار في كومة الجثث. عادةً، يُحرق كل جثة على حدة، لكن لم
تكن هناك أسباب أو موارد كافية لتحمل هذه المسؤولية.
فكّر يوريتش. وكما كانت مشاعره تجاه ساميكان متناقضة، مشاعره تجاه العالم المتحضر متناقضة. هو يحب العالم المتحضر، ومع ذلك كان يشعر دائمًا برغبة في الإمساك به. لعلّ الأرض المشتعلة التي تظهر دائمًا في أحلامه تشير إلى الحضارة لا إلى الغرب.
“هذه هي الطريقة التي يقومون بها بجنازاتهم.”
تنهد يوريتش وهو يحرك فأسه في يده. جلس أمام الدوق لانجستر، واضعًا الرسالة في جيبه الداخلي.
وبينما يوريتش يتحدث، ضحك المحاربون.
“عشرة آلاف…؟”
“حرق الموتى؟ يا لها من عادة سيئة.”
ترجمة: ســاد
لم يكن هناك أي إشارة إلى الاحترام أو الجدية في موقف المحاربين.
فتح جورج سرواله وأطلق البول على الملازم المقيد، ردًا للجميل من وقت سابق.
بدا يوريتش وحده من يراقب النيران المشتعلة، متمنياً بهدوء أن تجد الأرواح طريقها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ليس لدينا مكان نذهب إليه. معظمنا ليس لديه أي روابط في أي مكان.”
تلا الجندي صلاة الجنازة، وتبعه بعض الجنود. حتى العبيد الذين أساء الجنود
معاملتهم، لم يُزعجوا الجنازة، بل التزموا أحيانًا لحظة صمت وهم يراقبون الدخان.
رفع جنديٌّ نشأ يتيمًا في دير يده. اقترب بحذر وسط أعين البرابرة الحذرة.
“هذا الرجل يختلف عن بقية البرابرة.”
“هذا بناءٌ رائع. لا يُمكننا حتى تصوّر جسرٍ كهذا في قبائلنا.”
لم يكن جورج وحده، بل حتى السجناء فكّروا وهم يراقبون يوريتش. بدا يوريتش يفهم
ويحترم ثقافة وعقلية الشعب المتحضر، وهذا وحده جعله يشعر بألفة لا تُضاهى.
هز المساعد رأسه في محاولة ضعيفة لتجنب البول.
“يوريتش، لقد وعدتنا بالحرية.”
“سيأتي الجيش الإمبراطوري ليبيدهم. علينا أن نبتعد عنهم قبل ذلك. ومن يدري متى قد ينقلب البرابرة علينا؟”
اقترب جورج من يوريتش.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بدت هذه معلومات بالغة الأهمية لم تكن الإمبراطورية والفيلق على علم بها. برابرة الغرب قد شكلوا بالفعل مجموعة بحجم مملكة متوسطة. الفيلق، الذي يفكر في مواجهة ألف محارب على الأكثر، على وشك مواجهة جيش من عشرة آلاف.
“لن يحتجزك أحد هنا. لقد نلت حريتك بدمائك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل كنت تحاول حماية وطنك، يوريتش؟”
بعد أن تلقى تأكيد يوريتش، عاد جورج إلى العبيد وقال شيئًا. فهتف العبيد الموعودون
بالحرية.
احنى الدوق لانجستر رأسه مرتجفًا. أراد أن يعيش لفترة أطول، فقط ليتمكن من تحذير أي شخص، أي شخص، من يوريتش والبرابرة الغربيين.
“ولكن ماذا نفعل الآن؟”
“عشرة آلاف…؟”
بعد أن مُنِح العبيد حريتهم، لم يعرفوا إلى أين يذهبون. في أحسن الأحوال، كانوا
سيلجأون إلى أن يكونوا حفنة من قطاع الطرق أو اللصوص.
خرج جورج من بين العبيد، ونظر إلى أحد جنود الإمبراطور وهو يبتسم بسخرية.
“لنتعاون مع البرابرة. الطعام متوفر هنا بكثرة. قد يكون البقاء هنا لفترة خيارًا
جيدًا…”
“لا يمكنك فعل ذلك يا يوريتش! عد إلى أرضك!”
عندما اقترح جورج، هز العبيد رؤوسهم.
“قطع خطوط الإمداد من شأنه أن يشل حتى فيلق الإمبراطورية العظيمة، أليس كذلك؟”
“سيأتي الجيش الإمبراطوري ليبيدهم. علينا أن نبتعد عنهم قبل ذلك. ومن يدري متى قد
ينقلب البرابرة علينا؟”
تمتم يوريتش، ثم رفع صوته.
” من يريد المغادرة فليغادر. سأبقى هنا.”
لم يُعطِ الدوق لانجستر إجابةً واضحة. أمال يوريتش رأسه إلى اليسار، مُحدِّقًا مباشرةً في عيني الدوق لانجستر.
أعلن جورج. لم يفهم العبيد الآخرون قراره.
“مرحبا سيدي المساعد.”
” ستبقى مع مجموعة من البرابرة؟ هل جننت؟”
“تذوق بولي!”
“ماذا يُفترض بنا أن نفعل إذا خرجنا بمفردنا؟ أن نصبح عصابة من قطاع الطرق؟ هل
لدينا سبيلٌ للبقاء على قيد الحياة في هذه المجموعة التي تضم أكثر من مئات منا؟ لقد
وجدنا حريتنا بالانقلاب على الجيش الإمبراطوري. قد نجد أنفسنا مُقطّعي الرؤوس.”
بعد أن مُنِح العبيد حريتهم، لم يعرفوا إلى أين يذهبون. في أحسن الأحوال، كانوا سيلجأون إلى أن يكونوا حفنة من قطاع الطرق أو اللصوص.
“هذا صحيح. يا للعجب. حتى مع الحرية، الأمور لا تزال سيئة بالنسبة لنا.”
هبت الرياح، ورفرف شعر يوريتش الملطخ بالدماء.
أثارت كلمات جورج حماس العبيد. لم يُقدّم مغادرة البؤرة الاستيطانية الآن أي حل
واضح.
لطالما أُعجب يوريتش بالعالم المتحضر. تأثر بالحضارة مرات لا تُحصى. حتى يايلرود، التي بُنيت لغزو عالمه، أثارت مشاعره. الحضارة العظيمة التي بُنيت بأيدي بشرية كانت دائمًا تنبض في قلب يوريتش.
” دعني أتحدث إلى الزعيم البربري.”
“ليست هذه المنطقة الأقرب فحسب، بل فرضت الإمبراطورية عليها ضرائب باهظة مؤخرًا للحصول على الموارد والقوى العاملة. إذا نُهبت دولة كهذه دون حماية الإمبراطورية، فستفقد الدول التابعة الأخرى ثقتها بها. كلما بدا النهب أكثر قسوة، أصبح الأثر أفضل.”
أومأ العبيد المحررون حديثًا، موكلين إلى جورج مهمة التفاوض. جورج، في نهاية
المطاف، ممثل العبيد وأذكاهم.
خرج جورج من بين العبيد، ونظر إلى أحد جنود الإمبراطور وهو يبتسم بسخرية.
“لماذا ما زلت هنا؟ لقد نلت حريتك.”
بلغ عدد القوات التي يوريتش يقودهم نحو ألف جندي، بما في ذلك أربعمائة جندي من العبيد الذين أصبحوا مرتزقة أحرارًا، وخمسمائة جندي متبقٍّ من جيشه. بدا هذا كافيًا للسيطرة على الموقع وقطع الطريق على كشافة الفيلق الغربي.
عندما رأى يوريتش جورج يقترب مرة أخرى، ابتسم.
بلغ عدد القوات التي يوريتش يقودهم نحو ألف جندي، بما في ذلك أربعمائة جندي من العبيد الذين أصبحوا مرتزقة أحرارًا، وخمسمائة جندي متبقٍّ من جيشه. بدا هذا كافيًا للسيطرة على الموقع وقطع الطريق على كشافة الفيلق الغربي.
“ليس لدينا مكان نذهب إليه. معظمنا ليس لديه أي روابط في أي مكان.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “…شكرا على النصيحة.”
“فماذا إذن؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ليس لدينا مكان نذهب إليه. معظمنا ليس لديه أي روابط في أي مكان.”
“أين سيذهب هذا الجيش بعد ذلك؟”
وبينما صرخ يوريتش، رفع المحاربون المتدافعون عبر البؤرة الاستيطانية أسلحتهم وهتفوا معه.
“هممم.”
“سيأتي الجيش الإمبراطوري ليبيدهم. علينا أن نبتعد عنهم قبل ذلك. ومن يدري متى قد ينقلب البرابرة علينا؟”
ابتسم يوريتش، ثم توقف عن الكلام. نظر نحو يايلرود.
“أيها الأوغاد اللعينون!”
“إذا كنت ستواصل مهاجمة العالم المتحضر، فسأساعدك. طالما نوعد بحصّة عادلة من
الغنائم، بالطبع.”
“مرحبا سيدي المساعد.”
دون أن يُجيب، سار يوريتش نحو يايلرود برفقة بعض المحاربين. وتبعه جورج أيضًا إلى
مدخل يايلرود.
“ماذا يُفترض بنا أن نفعل إذا خرجنا بمفردنا؟ أن نصبح عصابة من قطاع الطرق؟ هل لدينا سبيلٌ للبقاء على قيد الحياة في هذه المجموعة التي تضم أكثر من مئات منا؟ لقد وجدنا حريتنا بالانقلاب على الجيش الإمبراطوري. قد نجد أنفسنا مُقطّعي الرؤوس.”
“هذا بناءٌ رائع. لا يُمكننا حتى تصوّر جسرٍ كهذا في قبائلنا.”
“سيأتي الجيش الإمبراطوري ليبيدهم. علينا أن نبتعد عنهم قبل ذلك. ومن يدري متى قد ينقلب البرابرة علينا؟”
وقف يوريتش أمام يايلرود. امتدت يايلرود الطويلة، غايتها غير مرئية. بدت الممر
الوحيد الذي يربط العالم المتحضر بالغرب. وكما فعل يوريتش ومحاربوه، هناك طرق
ملتوية يمكن سلوكها، ولكن في نهاية المطاف، على كل من يرغب في عبور الجبال أن يمر
عبر يايلرود.
بعد أن مُنِح العبيد حريتهم، لم يعرفوا إلى أين يذهبون. في أحسن الأحوال، كانوا سيلجأون إلى أن يكونوا حفنة من قطاع الطرق أو اللصوص.
بوو!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ” أنتم، الحضارة، من بدأ الغزو. سنعبر يايلرود ونتقدم شرقًا.”
زحف يوريتش نحو يايلرود. تدميره بالكامل سيقطع الطريق بين الغرب والحضارة. حتى
الإمبراطورية نفسها ستواجه تحديًا كبيرًا في تنفيذ مشروع ضخم آخر مثل يايلرود. حتى
في ذلك الوقت، كانت الإمبراطورية تُنفق استثماراتها ببذخ لتوسيع رقعة توسعها
الغربي.
الفصل 179
‘قال ساميكان أنه يجب تدميره فقط بما يكفي لجعل إعادة الإمداد مستحيلة.’
فكّر يوريتش في إبقاء الدوق لانجستر سجينًا، لكنه غيّر رأيه. الرسالة التي كتبها للإمبراطور تحمل في طياتها صدق قلب رجل كفؤ ومخلص.
لم يكن تدمير طريق الإمداد صعبًا. يكفي هدم المسار جيدًا وقطع أجزاء من الجسر. هذا
وحده كفيلٌ بجعل إصلاح يايلرود في الوقت المناسب مستحيلًا على الفيلق الإمبراطوري.
“هذا لأنك ترفع فأسًا على رقبتي، من الواضح.”
“يوريتش؟”
بوو!
بدا المحاربون الآخرون ينتظرون أمر يوريتش.
تحرك يوريتش بين المحاربين، وأوقف أولئك الذين حاولوا قتل المزيد من الجنود.
أغمض يوريتش عينيه وهو يفكر. تخيل ساميكان وعشرة آلاف من محاربيه يعبرون يايلرود.
سيخربون العالم المتحضر. ينهبون ويدمرون…
ابتسم يوريتش، ثم توقف عن الكلام. نظر نحو يايلرود.
“عالمي المتحضر الحبيب.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أمال يوريتش رأسه، ثم لوّح بفأسه. تدحرج رأس الدوق لانجستر على الأرض.
حدّقت عينا يوريتش في الوادي. بدا الشلال والمنحدرات تهتزّان كما لو كانتا تحاولان
جذب الناس.
“من فضلك، ارحمنا ” أصبح الدوق لانجستر يتصبب عرقًا، و يصلي ورأسه منحني ويديه متشابكتين.
لطالما أُعجب يوريتش بالعالم المتحضر. تأثر بالحضارة مرات لا تُحصى. حتى يايلرود،
التي بُنيت لغزو عالمه، أثارت مشاعره. الحضارة العظيمة التي بُنيت بأيدي بشرية كانت
دائمًا تنبض في قلب يوريتش.
“من فضلك، ارحمنا ” أصبح الدوق لانجستر يتصبب عرقًا، و يصلي ورأسه منحني ويديه متشابكتين.
هبت الرياح، ورفرف شعر يوريتش الملطخ بالدماء.
“لماذا ما زلت هنا؟ لقد نلت حريتك.”
انحنى يوريتش إلى الأمام ونظر بين الغرب والشرق.“ تمنى ساميكان غزو الغرب ثم الوصول
إلى العالم المتحضر. تلك إرادة ساميكان.”
بدا يوريتش يحترم حتى أرواح أعدائه. لم يلعن الموتى.
“هل إرادتي هي نفس إراده ساميكان؟”
“لقد قتلت قائد العدو!”
فكّر يوريتش. وكما كانت مشاعره تجاه ساميكان متناقضة، مشاعره تجاه العالم المتحضر
متناقضة. هو يحب العالم المتحضر، ومع ذلك كان يشعر دائمًا برغبة في الإمساك به.
لعلّ الأرض المشتعلة التي تظهر دائمًا في أحلامه تشير إلى الحضارة لا إلى الغرب.
انتشر ضحك يوريتش بجفاف. وبينما اشتعلت النيران في الخارج، تحرك ظل يوريتش.
الدافع الذي حاول جاهدا إخفاءه حتى الآن – طبيعة الذبح والتدمير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انحنى يوريتش إلى الأمام ونظر بين الغرب والشرق.“ تمنى ساميكان غزو الغرب ثم الوصول إلى العالم المتحضر. تلك إرادة ساميكان.”
“أنا أيضًا أتمنى أن أقود إخوتي ومحاربي إلى ذلك العالم، بغض النظر عما ينتظرنا في
النهاية…”
“يوريتش؟”
حتى لو ما ينتظره مذبحةً لا هوادة فيها وأيامًا لا تنتهي، فقد بدا يوريتش يتوق
إليها. كانت الرغبات أحيانًا أنانيةً بوحشية، تمامًا كما داس ساميكان ويانتشينوس
أرواحًا كثيرةً من أجل طموحاتهم… لم يكن لأحد الحق في سحق الآخرين لتحقيق رغباته،
لكن البشر عاشوا على هذا النحو منذ وجودهم. الفرق الوحيد كان في حجم أفعالهم.
“هذا الرجل يختلف عن بقية البرابرة.”
“لقد قلت أن اسمك هو جورج، أليس كذلك؟” نظر يوريتش إلى الوراء وسأل.
الفصل 179
“إنه جورج آرثر.”
“ماذا يجب أن نفعل بالجثث؟” سأل المحاربون يوريتش.
“إذا أردنا أن نهاجم العالم المتحضر، فمن أين يمكننا أن نبدأ بشكل جيد؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أمر يوريتش المحاربين بتفكيك معظم السلالم المؤدية من يايلرود عبر الوادي وقطع أجزاء من الجسر.
وبعد لحظة من التفكير، قال جورج،
“لماذا أحضرت هذا الرجل للخارج؟”
“… مملكة لانغكيجارت. إنها وطني الأم أيضًا.”
“جورج؟”
“لماذا لانغكيجارت؟”
تبادل السجناء النظرات، لكن لم يتقدم أحد. حكّ يوريتش رأسه، مشيرًا إلى كومة الجثث.
“ليست هذه المنطقة الأقرب فحسب، بل فرضت الإمبراطورية عليها ضرائب باهظة مؤخرًا
للحصول على الموارد والقوى العاملة. إذا نُهبت دولة كهذه دون حماية الإمبراطورية،
فستفقد الدول التابعة الأخرى ثقتها بها. كلما بدا النهب أكثر قسوة، أصبح الأثر
أفضل.”
“لقد قلت أن اسمك هو جورج، أليس كذلك؟” نظر يوريتش إلى الوراء وسأل.
ابتسم يوريتش بخفة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سخر المحاربون من الجندي، صارخين ومُصِرّين. ورغم ارتجافه، سار الجندي بشجاعة نحو كومة جثث رفاقه.
” نجحت. أهلاً بك للانضمام إلينا. سنعاملك كمرتزقة أحرار. سيتم توزيع الغنائم
بالتساوي حسب مساهماتك.”
“لسنا قبيلة، بل تحالف. أكثر من عشرة آلاف محارب ينتظرون سفك دمائكم بفارغ الصبر.”
أمر يوريتش المحاربين بتفكيك معظم السلالم المؤدية من يايلرود عبر الوادي وقطع
أجزاء من الجسر.
“جورج؟”
تضرر يايلرود بشدة في منتصفه مما جعل عبوره صعبًا. أرسل يوريتش المحاربين إلى أعلى
الوادي عبر الأجزاء الأولى السليمة من يايلرود للمراقبة.
“لمن؟” سأل يوريتش بإيجاز.
“لقد قمت بدوري، ساميكان.”
“لماذا لانغكيجارت؟”
جلس يوريتش بهدوء على الكرسي الذي جلس عليه الدوق لانجستر. أسند مرفقيه على مسند
الذراعين وسند ذقنه.
تنهد يوريتش وهو يحرك فأسه في يده. جلس أمام الدوق لانجستر، واضعًا الرسالة في جيبه الداخلي.
بلغ عدد القوات التي يوريتش يقودهم نحو ألف جندي، بما في ذلك أربعمائة جندي من
العبيد الذين أصبحوا مرتزقة أحرارًا، وخمسمائة جندي متبقٍّ من جيشه. بدا هذا كافيًا
للسيطرة على الموقع وقطع الطريق على كشافة الفيلق الغربي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بعد أن رأوا ما فعله جورج بالمساعد، أحاط العبيد الآخرون بالجنود الإمبراطوريين المقيدين وغمروهم بالبول. ارتجف الجنود الإمبراطوريون وهم غارقون في بول العبيد.
هتف المحاربون باسم يوريتش مديحًا. فبطولة يوريتش بفتحه أبواب البؤرة الاستيطانية
وإعلانه بدء الهجوم جعلتهم ينسون هزيمته السابقة. ومرة أخرى، تألقت شهرة يوريتش.
عندما اقترح جورج، هز العبيد رؤوسهم.
ادعى المحاربون المتبقون في البؤرة الاستيطانية أن يوريتش، ابن الأرض، لا بد أنه
تلقى نعمة جميع الأرواح.
وقف يوريتش أمام يايلرود. امتدت يايلرود الطويلة، غايتها غير مرئية. بدت الممر الوحيد الذي يربط العالم المتحضر بالغرب. وكما فعل يوريتش ومحاربوه، هناك طرق ملتوية يمكن سلوكها، ولكن في نهاية المطاف، على كل من يرغب في عبور الجبال أن يمر عبر يايلرود.
“هممم.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
