You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode

أعزائنا القرّاء، يسرّنا إعلامكم بأن ملوك الروايات يوفر موقعًا مدفوعًا وخاليًا تمامًا من الإعلانات المزعجة، لتستمتعوا بتجربة قراءة مريحة وسلسة.

لزيارة الموقع، يُرجى النقر هنا.

هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

سعي بربري 42

الفصل 42
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ
ترجمة: ســاد
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬

 

“ليس من الأدب أن تفرض نفسك على شخصٍ ما عندما يرفض. ظننتُ أنكم أناسٌ مُتحضرون أيضًا؟ أليس الاغتصاب شيئًا لا يفعله إلا البرابرة؟”
رفع يوريتش فأسه وسيفه من الأرض. كانت مفاصله لا تزال تُصدر صريرًا.
“أشعر وكأن عامًا قد أُخذ من حياتي. لهذا السبب يجب على المرء أن يلتزم بالأشياء التي يستطيع القيام بها.”
نظر إلى كايليوس وابتسم.
“لا تقترب أكثر. هل تريد رؤيته يموت؟ هاه؟”
هدد اللصوص وهم يوجهون سكاكينهم نحو عنق باهيل. كانوا مرعوبين من قامة يوريتش.
’إنه ليس رجلاً عادياً. هناك شيء مختلف في هالته.’
يوريتش رفع رجلاً بالغًا بذراع واحدة سابقا. بدا قويًا جدًا. احتجز اللصوص باهيل رهينة ليتفوقوا على يوريتش.
” ايه؟”
أمال يوريتش رأسه ونظر إلى قطاع الطرق.
“ت-توقف هنا! سأمزق حلق هذا الطفل إربًا إربًا…”
بوو!
رمى يوريتش فأسه دون تردد. فتصدعت جمجمة اللص الذي كان يهدد باهيل.
“اقتله إن تجرأت. الرهائن لا يُجدي نفعًا معي، لكن إن قتلته، ستعاني ثلاثة أضعاف الألم الذي عاناه قبل أن أقتلك.”
اندفع يوريتش نحو الأمام بسيفه. ففرّ اللصوص هاربين دون أن يفكروا حتى في لمس باهيل.
بوو!
قطع يوريتش ظهور قطاع الطرق المندفعين، وقطع رؤوسهم جميعًا دون أن يسمح لهم بالفرار.
“فو ” زفر ووجهه ملطخ بالدماء. استعاد سلاحه ومسحه.
“فك قيدي أولًا!” صرخ باهيل وقد انكشفت مؤخرته. سقط يوريتش أرضًا ضاحكًا وهو يرى وضع الأمير.
“أنت تبدو وكأنك أحمق تمامًا، ينبغي على الرجال أن يروا هذا!”
“ت- توقف يا ابن العاهرة، حررني!” صرخ باهيل من الحرج. أصبح وجهه أحمرًا لدرجة أنه كاد ينفجر.
“أوه، من الصعب التحرك بسبب ذلك الشيء الغريب لمحاذاة العظام من قبل ” قال يوريتش مازحا وهو يسير ببطء نحو باهيل، ثم صفع بيده مؤخرته.
بوو!
حدق باهيل في يوريتش بعيون غاضبة وأسنان مشدودة.
“هل أنت مجنون؟ هل نسيت من أنا؟ أنا فاركا أنيو بوركانا – الوريث الملكي! كيف يجرؤ بربري مثلك على إذلالي؟”
حرك يوريتش أذنه بينما يسحب سيفه ويضعه بين الحبل الذي يربط يدي باهيل بالشجرة.
” هاه، صدقًا ظننتك فتاة، لكن لديك قضيبٌ؛ أنت رجل! عليك حقًا أن تتعلم كيف تستخدم السيف ” سخر يوريتش وهو يقطع الحبل. حالما تحررت يداه، أسرع باهيل ليرفع بنطاله. ثم توجه نحو جثث اللصوص وبصق عليها.
“لن تعودوا إلى أحضان لو، أيها اللصوص القذرون!”
لعن باهيل قطاع الطرق بكل قوته وأراد أن يقول بعض الأشياء ليوريتش لكنه قرر عدم القيام بذلك.
“اللعنة على البربري.”
سواء أحب ذلك أم لا، فقد أنقذ يوريتش حياته في مناسبات عديدة.
لقد أنقذ حياة أحد أفراد العائلة المالكة عدة مرات. إنه يستحق مكافأة مماثلة. لكن…
ضحك يوريتش وجمع الغنائم من جيوب قطاع الطرق.
“لقد أصبحوا جميعا مفلسين.”
بينما بدا يوريتش مشغولاً بجمع ما يمكنه العثور عليه، قام باهيل بتهدئة الحصان المذعور.
“مهلاً يا كايليوس، لا بأس. سننطلق قريبًا ” قال باهيل وهو يفك رباط حصانه.
“هيا بنا يا يوريتش. سيستغرق الوصول إلى فالجما يومين على الأقل، هذا إن وجدنا الطريق الصحيح.”
أومأ يوريتش برأسه وهو يضع يده على ظهر كايليوس.
فوو!
هذه المرة، لم يرفض كايليوس يده. ربت يوريتش برفق على جانب الحصان بابتسامة خفيفة.
“هل تعتقد أن فرقتي بخير؟ الأعداء يعلمون أننا هربنا.”
“كل ما يمكننا فعله هو أن نأمل خيرًا. ليس بإمكانهم الإمساك بنا بتدمير فرقتكم، لذا ربما تركوها خلفهم إلا إذا حدث مكروه.”
مع أن كلمات باهيل توحي بعكس ذلك، إلا أنه ظل قلقًا. واصل حديثه كما لو كان يُكلّم نفسه.
“لا ينبغي لهم أن يتمكنوا من جلب جيشهم خلفنا لأننا عبرنا الحدود، لذلك فإن من سيأتي خلفنا سيأتي في مجموعة صغيرة.”
مشى يوريتش وباهل بدلاً من ركوب كايليوس. أرادا الحفاظ على طاقة الحصان تحسبًا لأي طارئ. وبينما كانا يسيران في الممر الجبلي، تبادل الرجلان ثرثرة نادرة.
“يوريتش، هل الجميع في قبيلتك أقوياء بشكل جنوني مثلك؟”
شهد باهيل بأم عينيه يوريتش وهو يحمل كايليوس، فأدهشه ذلك. لم يسبق له أن سمع أو رأى شخصًا يحمل حصانًا بقوته وحدها.
“لا، كلهم عاديون. أنا أقوى بقليل ” قال يوريتش بفخر. كان دائمًا الأسرع والأقوى.
“هل أكلتَ شيئًا غريبًا في صغرك؟ أم ورثته من والديك؟”
“ليس لديّ والدان. وجدتني قبيلتي أتجول في السهول وحدي عندما كنت طفلاً صغيراً. في الحقيقة، لا أعرف عمري بالضبط. افترضته بناءً على إخوتي في الوطن. لو كان لا بد من وجود أحد الوالدين، ستكون قبيلتي التي ربّتني.”
“آه ” هز باهيل كتفيه. شعر أنه ما كان ينبغي عليه طرح هذا السؤال.
“أنتِ من العائلة المالكة. هل لديكِ أي قصص شيقة؟ قلتِ إنكِ زرتِ العاصمة، أليس كذلك؟ أخبريني المزيد عن ذلك.”
كان يوريتش مهتمًا جدًا بالعاصمة هامل. ففي النهاية، كانت مدينة تُعتبر مركز العالم.
“زرتُ المدينة مرةً واحدةً فقط عندما كنتُ طفلاً مع والدي. كان ذلك قبل عشر سنواتٍ تقريبًا، لكنني ما زلتُ أذكرها كأنها كانت بالأمس. كانت تلك أول مرة أرى فيها مبانٍ وأبراجًا بهذا الارتفاع. بدا الأمر كما لو أن عمالقةً بُنيت، لا نحن. ورغم اتساع المدينة، كانت المياه تتدفق في كل مكانٍ عبر قنواتها المائية. لم يكن أحدٌ يضطر للسفر بعيدًا للحصول على الماء من البئر.”
“قناة مائية؟”
“هي مصدر المياه. يستخدمونها لسحب المياه من الأنهار وتوزيعها في جميع أنحاء المدينة. عاصمة هامل هي المكان الوحيد في العالم الذي يتمتع بهذا النظام.”
“قنوات مائية، هاه؟ همم…” لم يستطع يوريتش حتى أن يتخيل ما يتحدث عنه باهيل، فأومأ برأسه فقط.
” علاوة على ذلك، يتخلصون من جميع نفاياتهم عبر نظام الصرف الصحي. ولأن النفايات النتنة تتدفق عبر المجاري، فإن المدينة خالية من أي رائحة رغم اتساعها الهائل. تصميم المدينة رائع حقًا. عاصمة هامل تسبق عصرها بكثير، بينما بقية العالم منشغل باللحاق بها. بالمقارنة مع حضارة هامل، فإن بقية البشرية أشبه بالبرابرة.”
لم يتردد باهيل في الاعتراف بأن مملكة بوركانا مجرد دولة تابعة صغيرة للإمبراطورية.
“هل كل هذه الأشياء عظيمة حقًا؟”
ربت يوريتش على ذقنه، فشعر بخفقان قلبه . لقد نسي الألم الذي حل بجسده منذ زمن.
“لن يُصدّق الإخوة في الوطن هذا أبدًا. حتى أنا لا أستطيع تصديقه دون أن أراه بنفسي.”
لم يفكر يوريتش حتى في العودة إلى دياره. لا يزال هناك الكثير ليفعله على هذا الجانب من جبال السماء، لدرجة أن حياته بأكملها لم تكن كافية.
“من الجنوب إلى الشمال، عبر المدينة إلى حافة العالم.”
بدا العالم واسعًا. في الماضي، كان يوريتش يعيش في عالم أصغر بكثير.
“علينا أن نخرج من هذا السياج الصغير.”
بدا يوريتش يمسك صدره. بين الحين والآخر، يشعر برغبة واحدة تجتاح عقله.

الفصل 42 ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ ترجمة: ســاد ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬

وصلت تلك الرغبة إلى قلب يوريتش وضغطت عليه.
“يوريتش؟”
نظر باهيل إلى يوريتش. رفع يوريتش رأسه المنخفض.
“ما زال ظهري يؤلمني. لنذهب إلى هناك ونرتاح. حان وقت النوم ” قال يوريتش بتعب وهو يشير إلى أسفل التل. هناك صخرة كبيرة يمكنهما استخدامها كغطاء أيضًا.
” داميا سوف تصاب بالصدمة إذا رأتني بهذه الطريقة.”
“لقد قمت بذكر أختك التوأم كثيرًا.”
“بالطبع، أنا وهي وُلِدنا من رحم واحد. أحبها. عندما أصبح ملكًا، لن أجعلها أبدًا تتزوج زواجًا تقليديًا.”
“هل هي جميلة؟”
قال يوريتش وهو يجلس، وأخرج قطعة لحم مقدد من حقيبته ومضغها.
” بالطبع، إنها جميلة! إنها أجمل فتاة في المملكة كلها! جمالها يجذب النبلاء الشباب للتقدم لخطبتها.”
” أوه، أجل؟ ما لون شعرها وعينيها؟” ابتسم يوريتش وهو يلمس بنطاله.
” شقراء ذات عيون زرقاء! هذا يعني أن الدم الملكي غنيٌّ بداخلها. انتهى بي الأمر بعينين زرقاوين فقط، لكن داميا تمتلك كلتيهما.”
“همم، هل لديها ثديين كبيرين؟”
“بالطبع… كيف تجرؤ على طرح مثل هذا السؤال المنحرف!” صرخ باهيل في وجه يوريتش.
“استمر في الحديث. هل شفتاها حمراوان؟ ربما بشرتها شاحبة أيضًا، أليس كذلك؟ إذا الرجل يبدو هكذا، فلا يسعني إلا أن أتخيل كيف ستبدو المرأة. حسنًا، سأكتفي بهذا اليوم.”
وضع يوريتش يده في سرواله.
“ماذا تفعل؟”
“سأمارس العادة السرية بيدي اليوم. لقد مرّ وقت طويل منذ أن رأيت فتاة، وهذا صعب على رجل في مثل عمري. ألا تفعل مثلي؟”
“ا- هل تعتقد أنني مثل البربري؟ اخجل قليلاً!”
حدق باهيل في يوريتش بصدمة واضحة في عينيه.
“سأعود في ثانية، همف!”
نهض يوريتش متعثرًا واختبأ خلف الأشجار على الجانب الآخر. بعد لحظة، عاد وقد بدت على وجهه علامات الرضا والانتعاش.
” تلك السحابة هناك تبدو تمامًا كمؤخرة امرأة. عليكِ أن تمتع نفسكِ قبل أن تختفي. سيساعدكِ هذا على الاسترخاء أيضًا.”
بدا يوريتش في قمة لياقته البدنية، و دوافعه الجنسية قوية بنفس القدر.
“يا لها من حماقة أن أظن أنني أستطيع التحدث معه. يا له من حيوان!”
“أحيانًا تكون الحيوانات أفضل من البشر. أليس كذلك يا كايليوس؟” قال يوريتش وهو ينقر على خد كايليوس. أصبح الحصان صديقًا ليوريتش.
بعد أن حصلوا على بعض النوم، سافر يوريتش وباهيل لمدة نصف يوم آخر.
“لستُ متأكدًا إن كنا نسير في الاتجاه الصحيح. سيكون من الرائع لو وجدنا مدينةً أو ما شابه لنسأل عن الاتجاهات ” قال باهيل وهو ينظر بقلق إلى سماء الليل.
” أينما ذهبنا، أنا معك، فلا تقلق بشأن الموت ” قال يوريتش وهو مستلقٍ على الأرض. اختاروا عدم إشعال النار، لأن ذلك قد يكشف موقعهم للأعداء.
“باهيل، اقترب. لا تُهدر حرارة جسدك.”
غطّى يوريتش وباهل نفسيهما برداءٍ بجانب كايليوس. استجمعا دفء الحصان ورجلين ليدفئا نفسيهما طوال الليل.
“بمجرد أن أصبح ملكًا، لن أسمح لأي خائن بالعيش ” تمتم باهيل بينما خرج البخار الأبيض مع أنفاسه.
“هل أنت متأكد من أنهم سيساعدونك في الإمبراطورية؟” سأل يوريتش وهو يحسب النجوم في السماء.
“بالتأكيد. سيساعد الإمبراطور الوريث الشرعي على تولي عرشه الشرعي.”
“هل هذا صحيح؟” لم يُضف يوريتش الكثير. ففي النهاية، كان أهل هذه الأرض يعرفون عن ثقافة هذه البلاد أكثر بكثير مما يعرفه هو.
“هاه، إنه بارد.”
كانت هذه أول مرة يُخيّم فيها باهيل بدون نار. كان الجو أبرد مما توقّع.
“فقط تحمّل الأمر. بهذه الطريقة، لن نقلق بشأن عثورهم علينا.”
قال يوريتش بلا مبالاة، على الرغم من أنه كان ضعيفًا جدًا ضد البرد.
راف! راف!
نبح كلبٌ من بعيد. عبس يوريتش.
“هممم.”
وقف باهيل على قدميه لينظر في اتجاه الصوت.
“لقد قلت أنهم لن يتمكنوا من العثور علينا!”
“لم أكن أظن أنهم سيحضرون كلبًا ” قال يوريتش مبتسمًا وهو ينهض من الأرض. حدّق في الظلام، فرأى ضوء مصباح يتذبذب.
“ماذا نفعل؟ هل نهرب على ظهر الحصان؟”
أصبح باهيل في حالة ذعر شديد. وضع يوريتش يده على رأسه ليهدئه.
“لا تقلق. لا نعرف حتى إن كانت هذه هي فرقة مطاردة. وحتى لو هي كذلك، فلن يكون هناك الكثير منهم. ابقَ هنا واختبئ، وسأذهب لأعتني بهم.”
نظر يوريتش في اتجاه الأعداء.
“من الأفضل القضاء عليهم هنا بدلًا من أن يلاحقونا. ما زلنا داخل الغابة. من الأفضل بكثير محاربتهم هنا بدلًا من مواجهتهم في العراء.”
بوو!
توجه يوريتش نحو الغابة المظلمة.
“أنا وحدي مرة أخرى.”
استل باهيل خنجره ونظر حوله. بدا وكأن الظلام قد عاد إلى الحياة وبدأ يتحرك.
“أريد أن أكون رجلاً شجاعًا مثل يوريتش – رجل لا يخاف من أي شيء في هذا العالم.”
حدّق باهيل في ظهر يوريتش. لم تختفِ ابتسامته مهما كانت الظروف. بدا بلا شك رجلاً قوياً. كم من الناس يستطيعون الحفاظ على ابتسامتهم وهم على مفترق طرق بين الحياة والموت؟
أدرك باهيل ضعفه. أدرك عدد الأشخاص الذين تلقّى منهم المساعدة ليتجاوز حياته.
فجأة، ظهرت في ذهنه فكرة لا ينبغي أن توجد.
هل أنا أستحق العرش حقا؟
شعر بصدع في قلبه.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

 

 

 

وصلت تلك الرغبة إلى قلب يوريتش وضغطت عليه. “يوريتش؟” نظر باهيل إلى يوريتش. رفع يوريتش رأسه المنخفض. “ما زال ظهري يؤلمني. لنذهب إلى هناك ونرتاح. حان وقت النوم ” قال يوريتش بتعب وهو يشير إلى أسفل التل. هناك صخرة كبيرة يمكنهما استخدامها كغطاء أيضًا. ” داميا سوف تصاب بالصدمة إذا رأتني بهذه الطريقة.” “لقد قمت بذكر أختك التوأم كثيرًا.” “بالطبع، أنا وهي وُلِدنا من رحم واحد. أحبها. عندما أصبح ملكًا، لن أجعلها أبدًا تتزوج زواجًا تقليديًا.” “هل هي جميلة؟” قال يوريتش وهو يجلس، وأخرج قطعة لحم مقدد من حقيبته ومضغها. ” بالطبع، إنها جميلة! إنها أجمل فتاة في المملكة كلها! جمالها يجذب النبلاء الشباب للتقدم لخطبتها.” ” أوه، أجل؟ ما لون شعرها وعينيها؟” ابتسم يوريتش وهو يلمس بنطاله. ” شقراء ذات عيون زرقاء! هذا يعني أن الدم الملكي غنيٌّ بداخلها. انتهى بي الأمر بعينين زرقاوين فقط، لكن داميا تمتلك كلتيهما.” “همم، هل لديها ثديين كبيرين؟” “بالطبع… كيف تجرؤ على طرح مثل هذا السؤال المنحرف!” صرخ باهيل في وجه يوريتش. “استمر في الحديث. هل شفتاها حمراوان؟ ربما بشرتها شاحبة أيضًا، أليس كذلك؟ إذا الرجل يبدو هكذا، فلا يسعني إلا أن أتخيل كيف ستبدو المرأة. حسنًا، سأكتفي بهذا اليوم.” وضع يوريتش يده في سرواله. “ماذا تفعل؟” “سأمارس العادة السرية بيدي اليوم. لقد مرّ وقت طويل منذ أن رأيت فتاة، وهذا صعب على رجل في مثل عمري. ألا تفعل مثلي؟” “ا- هل تعتقد أنني مثل البربري؟ اخجل قليلاً!” حدق باهيل في يوريتش بصدمة واضحة في عينيه. “سأعود في ثانية، همف!” نهض يوريتش متعثرًا واختبأ خلف الأشجار على الجانب الآخر. بعد لحظة، عاد وقد بدت على وجهه علامات الرضا والانتعاش. ” تلك السحابة هناك تبدو تمامًا كمؤخرة امرأة. عليكِ أن تمتع نفسكِ قبل أن تختفي. سيساعدكِ هذا على الاسترخاء أيضًا.” بدا يوريتش في قمة لياقته البدنية، و دوافعه الجنسية قوية بنفس القدر. “يا لها من حماقة أن أظن أنني أستطيع التحدث معه. يا له من حيوان!” “أحيانًا تكون الحيوانات أفضل من البشر. أليس كذلك يا كايليوس؟” قال يوريتش وهو ينقر على خد كايليوس. أصبح الحصان صديقًا ليوريتش. بعد أن حصلوا على بعض النوم، سافر يوريتش وباهيل لمدة نصف يوم آخر. “لستُ متأكدًا إن كنا نسير في الاتجاه الصحيح. سيكون من الرائع لو وجدنا مدينةً أو ما شابه لنسأل عن الاتجاهات ” قال باهيل وهو ينظر بقلق إلى سماء الليل. ” أينما ذهبنا، أنا معك، فلا تقلق بشأن الموت ” قال يوريتش وهو مستلقٍ على الأرض. اختاروا عدم إشعال النار، لأن ذلك قد يكشف موقعهم للأعداء. “باهيل، اقترب. لا تُهدر حرارة جسدك.” غطّى يوريتش وباهل نفسيهما برداءٍ بجانب كايليوس. استجمعا دفء الحصان ورجلين ليدفئا نفسيهما طوال الليل. “بمجرد أن أصبح ملكًا، لن أسمح لأي خائن بالعيش ” تمتم باهيل بينما خرج البخار الأبيض مع أنفاسه. “هل أنت متأكد من أنهم سيساعدونك في الإمبراطورية؟” سأل يوريتش وهو يحسب النجوم في السماء. “بالتأكيد. سيساعد الإمبراطور الوريث الشرعي على تولي عرشه الشرعي.” “هل هذا صحيح؟” لم يُضف يوريتش الكثير. ففي النهاية، كان أهل هذه الأرض يعرفون عن ثقافة هذه البلاد أكثر بكثير مما يعرفه هو. “هاه، إنه بارد.” كانت هذه أول مرة يُخيّم فيها باهيل بدون نار. كان الجو أبرد مما توقّع. “فقط تحمّل الأمر. بهذه الطريقة، لن نقلق بشأن عثورهم علينا.” قال يوريتش بلا مبالاة، على الرغم من أنه كان ضعيفًا جدًا ضد البرد. راف! راف! نبح كلبٌ من بعيد. عبس يوريتش. “هممم.” وقف باهيل على قدميه لينظر في اتجاه الصوت. “لقد قلت أنهم لن يتمكنوا من العثور علينا!” “لم أكن أظن أنهم سيحضرون كلبًا ” قال يوريتش مبتسمًا وهو ينهض من الأرض. حدّق في الظلام، فرأى ضوء مصباح يتذبذب. “ماذا نفعل؟ هل نهرب على ظهر الحصان؟” أصبح باهيل في حالة ذعر شديد. وضع يوريتش يده على رأسه ليهدئه. “لا تقلق. لا نعرف حتى إن كانت هذه هي فرقة مطاردة. وحتى لو هي كذلك، فلن يكون هناك الكثير منهم. ابقَ هنا واختبئ، وسأذهب لأعتني بهم.” نظر يوريتش في اتجاه الأعداء. “من الأفضل القضاء عليهم هنا بدلًا من أن يلاحقونا. ما زلنا داخل الغابة. من الأفضل بكثير محاربتهم هنا بدلًا من مواجهتهم في العراء.” بوو! توجه يوريتش نحو الغابة المظلمة. “أنا وحدي مرة أخرى.” استل باهيل خنجره ونظر حوله. بدا وكأن الظلام قد عاد إلى الحياة وبدأ يتحرك. “أريد أن أكون رجلاً شجاعًا مثل يوريتش – رجل لا يخاف من أي شيء في هذا العالم.” حدّق باهيل في ظهر يوريتش. لم تختفِ ابتسامته مهما كانت الظروف. بدا بلا شك رجلاً قوياً. كم من الناس يستطيعون الحفاظ على ابتسامتهم وهم على مفترق طرق بين الحياة والموت؟ أدرك باهيل ضعفه. أدرك عدد الأشخاص الذين تلقّى منهم المساعدة ليتجاوز حياته. فجأة، ظهرت في ذهنه فكرة لا ينبغي أن توجد. هل أنا أستحق العرش حقا؟ شعر بصدع في قلبه.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

الفصل 42 ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ ترجمة: ســاد ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اترك تعليقاً

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

تم كشف مانع اعلانات

للتخلص من جميع الاعلانات، نقدم لك موقعنا المدفوع kolnovel.com

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط