You dont have javascript enabled! Please enable it!
Switch Mode

أعزائنا القرّاء، يسرّنا إعلامكم بأن ملوك الروايات يوفر موقعًا مدفوعًا وخاليًا تمامًا من الإعلانات المزعجة، لتستمتعوا بتجربة قراءة مريحة وسلسة.

لزيارة الموقع، يُرجى النقر هنا.

هذا المحتوى ترفيهي فقط ولايمت لديننا بأي صلة. لا تجعلوا القراءة تلهيكم عن صلواتكم و واجباتكم.

سجلات قاتل الملك 8

اللصوص، والزنادقة، والبغايا

اللصوص، والزنادقة، والبغايا

اللصوص، والزنادقة، والبغايا (العاهرات)


إذا كانت هذه القصة ستشبه كتاب أعمالي، فلا بد أن نبدأ من البداية. من جوهر من أنا حقًا و لب حقيقتي. للقيام بذلك، يجب أن تتذكر أنه قبل أن أكون أي شيء آخر، كنت واحدًا من 'الإديما روه'.

على عكس الاعتقاد الشائع، ليس جميع المؤدين والفنانين المتجولين من الروه. فرقنا لم تكن مجرد زمرة فقيرة من المهرجين و الممثلين الذين يمرحون و يتسكعون عند مفترقات الطرق مقابل بعض البنسات، و يغنون لقاء الحصول على طعامهم. نحن كنا مؤدين للبلاط و الحكام، رجال اللورد غريفالو (Greyfallow). كان وصولنا إلى معظم البلدات حدثًا يفوق مهرجان منتصف الشتاء وألعاب سوليناد (Solinade) مجتمعَين. ضمّت فرقتنا عادةً ما لا يقل عن ثمانية عربات، وأكثر من عشرين مؤديًا: ممثلين ومهرة في الحركات البهلوانية، موسيقيين وسحرة يدويين، لاعبي خفة ومهرجين: عائلتي.

كان والدي ممثلًا وموسيقيًا أفضل من أي شخص قد تراه في حياتك. وكانت أمي تملك موهبة طبيعية وفطرية في نظم الكلمات. كان كلاهما جميلين، بشعر داكن وضحكات سهلة. كانا روه في أعماقهم، وهذا في الحقيقة كل ما يحتاج أن يُقال لوصفهم بحق.

ربما باستثناء أن والدتي كانت نبيلة قبل أن تصبح من الروه. كانت تخبرني أن والدي قد أغراها بعيدًا عن "جحيم بائس كئيب" بألحانه الجميلة وكلماته العذبة. ولم أملك إلا أن أفترض أنها كانت تعني مدينة "ثري كروسينغز"(Three Crossings)، حيث ذهبنا مرة واحدة فقط لزيارة أقارب عندما كنت صغيرًا.

لم يتزوج والدَيّ رسميًا، أعني أنهما لم يجعلا علاقتهما رسمية لدى أي كنيسة. ولم أشعر يومًا بالخزي من ذلك. فقد اعتبرا نفسيهما زوجين ولم يريا أي جدوى من إعلان حبهما لأي حكومة أو سامي. وأنا أحترم ذلك. بل في الحقيقة، كانا أكثر سعادة ووفاءً من كثير من الأزواج الرسميين الذين التقيتهم فيما بعد.[1]

كان بارون غريفالو هو راعينا، وكان اسمه يفتح لنا أبوابًا لا تفتح عادةً للإديما روه. وفي المقابل كنا نرتدي ألوانه، الأخضر والرمادي، ونرفع من سمعته أينما ذهبنا. ومرة كل عام نقضي عند قصره فصلين، نُسلّيه و نرفه عنه و عن أهله و أسرته.

كان طفولتي سعيدة، نشأت خلالها في قلب مهرجان لا ينتهي. كان والدي يقرأ لي من المونولوجات العظيمة خلال الرحلات الطويلة بين البلدات. كان يتلو من الذاكرة في الغالب، وصوته يتردد عبر الطريق لمسافة ربع ميل. أذكر أنني كنت كنت أقرأ معه، أؤدي الأدوار الثانوية. وكان يشجعني على إلقاء أفضل المقاطع و تجربة أقسام جيدة بشكل خاص، فتعلمت أن أعشق جمال الكلمات منه.

كنا أنا و أمي نؤلف الأغاني معًا. وفي أحيان أخرى، كان والدي ووالدتي يمثلان حوارات رومانسية بينما كنت أتابع الكتب. كانت تبدو لي وكأنها ألعاب في ذلك الوقت. ولم أكن أعلم كم كانوا ماكرين في تعليمهم لي.

كنت طفلًا فضوليا: سريع في طرح الأسئلة ومتحمس للتعلم و نهم للمعرفة. ومع مؤدين ومهرة في الحيل كأساتذة لي، فليس عجيبًا أنني لم أكره التعلم كما يفعل أغلب الأطفال.

كانت الطرق أكثر أمانًا في تلك الأيام، ومع ذلك كان الحذرون يسافرون مع قافلتنا طلبًا للأمان. ومن خلالهم توسعت و تعززت معارفي. تعلمت قليلاً عن قانون الكومنوِلث [2] من محامي مسافر كان في الغالب مخمورا أو متفاخرًا لدرجة لم يدرك فيها أنه كان يلقي محاضرة على طفل في الثامنة. تعلمت الحرف الخشبية و الصيد من صياد يدعى لاكليث (Laclith) الذي سافر معنا لموسم كامل تقريبا.

تعلمت الأسرار المظلمة في البلاط الملكي في موديغ (Modeg) وعن خباياه الذنيئة من... مومس. كما كان والدي يقول: "سمِّ الأشياء بمسمياتها. ناد جاك بجاك. ولكن دائمًا سمِّ البغيّ (عاهرة) سيدة. حياتهن صعبة بما فيه الكفاية، ولا يضر أن تكون مهذبًا".

كانت "هيتيرا"(Hetera) تعبق برائحة خفيفة من القرفة، وعندما كنت في التاسعة من عمري كنت أراها ساحرة و مثيرة للاهتمام دون أن أعرف تمامًا السبب. علمتني ألا أفعل في الخفاء و في انفرادي ما لا أرغب أن يتداوله الناس ويتحدثون عنه علنًا، ونبهتني ألا أتكلم أثناء نومي.

ثم كان هناك "أبنثي"(Abenthy)، أستاذي الحقيقي الأول. كان من علمني أكثر مما تعلمت من جميع الآخرين مجتمعين.

ولولاه، لما أصبحت الرجل الذي أنا عليه اليوم.

أرجو أن لا تسيء الحكم عليه و تحملوه الذنب. كان نيته طيبة…

________

"عليكم التحرك و المغادرة الآن"، قال العمدة. "خيموا خارج البلدة ولن يزعجكم ويضايقكم أحد طالما لم تبدأوا أي مشاجرات أو تسرقون شيئًا و تتجولون في ما ليس لكم." ثم ألقى نظرة ذات مغزى على والدي. "وغادروا غدًا صباحًا و تابعوا طريقكم. بلا عروض. فهي تجلب المتاعب أكثر مما تجلب النفع."

"نحن مرخصون"، قال والدي، وهو يخرج لفافة ورقية مطوية من جيب سترته الداخلي. "مخولون و مكلفون بالأداء وتقديم عرض، في الواقع."

هز العمدة رأسه دون أن يحرك يده لينظر إلى وثيقة الرعاية الخاصة بنا. "إنها تجعل الناس يهتاجون وتثير الشغب"، قال بحزم وصرامة. "في المرة السابقة كان هناك شجار و فوضى عظيمة خلال المسرحية. الكثير من الشرب المفرط، والكثير من الإثارة و الشغب. قام الناس باقتلاع الأبواب من الحانة العامة وتحطيم الطاولات. القاعة ملك للبلدة، كما ترى. وإصلاحها على نفقتنا."

بحلول ذلك الوقت، كانت عرباتنا و قافلتنا قد جذبت الانتباه. كان 'تريپ'(Trip) يعرض بعض الألعاب البهلوانية وألعاب الخفة، و'ماريون'(Marion) وزوجته يقيمان عرضًا مرتجلا للدمى المصنوعة من الخيوط. أما أنا، فكنت أراقب أبي من مؤخرة عربتنا.

قال العمدة بمظهر من التكرم:

"لا نريد إزعاجكم وإهانتهم ولا راعيكم، ولكننا لن نستطيع تحمل ليلة أخرى كهذه. كعلامة على حسن النية، أعرض عليكم بنسا لكل واحد منكم، بضع و عشرين بنسًا في المجموع، مقابل أن تغادروا بهدوء."

الآن عليك أن تفهم أن عشرين بنسًا قد تكون مبلغًا جيدًا لبعض الفرق الصغيرة التي تعيش من يد إلى يد. لكن بالنسبة لنا، كان هذا عرضًا مهينًا. لو كان نزيهًا، لعرض أربعين بنسًا لقاء عرض المساء، مع استخدام مجاني للقاعة العامة، ووجبة جيدة، وأسِرّة في النزل للمبيت ليلا. أما عن الأخيرة، فنحن سنرفضها بكل احترام، حيث أن أسِرّتهم كانت على الأرجح رديئة و بالية، و كنا نفضل النوم في أسرة عرباتنا النظيفة.

إذا كان والدي قد شعر بالدهشة أو الإهانة، فلم يُظهر ذلك. صرخ ببساطة: "احزموا الأمتعة!"

أدخل تريب حجارة التلاعب و أدواته في جيوبه المختلفة دون أي حركة مفاجئة و لفت للانتباه. كان هناك جوقة و لحن من الإحباط وخيبة الأمل من عدة عشرات من سكان المدينة عندما توقفت الدمى عن الحركة وبدأت تُجمع. بدا العمدة مرتاحًا، وأخرج محفظته وأخذ منها بنسين فضيين.

"سأحرص على إخبار البارون بسخائكم و كرمكم"، قال والدي بحذر بينما كان العمدة يضع البنسين في يده.

توقف العمدة في منتصف الحركة. "بارون؟"

"بارون غريفالو." توقف والدي، يبحث عن علامة من التعرف على وجه العمدة. "سيد المستنقعات الشرقية، هيدومبرن-باي-ثيرين (Hudumbran-by-Thiren)، وتلال وايدكونت (Wydeconte)." نظر والدي حوله باتجاه الأفق. "نحن لا نزال في تلال وايدكونت، أليس كذلك؟"

أوما العمدة: "نعم، لكن سكوير[3] سيميلان (Semelan)..."

"آه، نحن في إقطاعية سيميلان!" قال والدي متفاجئًا، وكأنه أدرك فجأة موقعه. "رجل نحيف، لحيته مرتبة قليلًا و ذقنه أنيق؟" مرّر أصابعه على ذقنه. أومأ العمدة برأسه مذهولًا. ثم تابع والدي: "يا له من رجل ساحر، صوته جميل في الغناء. التقيت به عندما كنا نرفه عن البارون في منتصف الشتاء."

"بالطبع"، توقف العمدة بشكل حاسم مترددا. "هل يمكنني أن أرى وثيقتكم؟"

راقبت العمدة وهو يقرأ الوثيقة. أخذ وقتًا أطول قليلًا، حيث لم يُشِر والدي إلى معظم ألقاب البارون مثل ڤيكونت 'مونترون' (Montrone) و سيد 'تريليستون'(Trelliston)، ولم يُكلف والدي نفسه عناء ذكر ذلك. الخلاصة كانت أن: صحيح أن الإقطاعي سيميلان كان يتحكم في هذه البلدة الصغيرة وكل الأرض حولها، إلا أن سيميلان كان يعترف بالولاء مباشرة لـلبارون غريفالو. بعبارات أكثر وضوحًا: كان غريفالو كقبطان السفينة؛ بينما كان سيميلان بحار تحته يغسل الألواح ويحييه.

أعاد العمدة الوثيقة إلى والدي. "أرى، لقد فهمت."

كان ذلك كل شيء. أذكر أنني كنت مصدومًا عندما لم يعتذر العمدة أو يقدم لوالدي مزيدًا من المال.

توقف والدي أيضًا، ثم قال، "البلدة هي منطقتك سيدي و تحت تصرفك. ولكننا سوف نقدم عرضًا سواء كان هنا أو خارج حدود البلدة."

"لا يمكنكم استخدام الحانة العامة"، قال العمدة بحزم. "لن أسمح بتخريبها مرة أخرى."

"يمكننا أن نؤدي هنا"، أشار والدي إلى ساحة السوق. "سيكون هناك مساحة كافية، وسيبقى الجميع هنا في البلدة و هذا سيفي بالغرض."

تردّد العمدة، رغم أنني بالكاد كنت أصدّق ذلك. كنا نختار أحيانًا أن نؤدّي عروضنا في الساحات الخضراء لأن المباني المحلية لم تكن كبيرة بما يكفي. وقد بُنيت اثنتان من عرباتنا خصيصًا لتتحول إلى مسارح لمثل هذه الحالات. لكن في كامل ذكريات أحد عشر عامًا من حياتي، كنت بالكاد أعدّ على أصابع يدي عدد المرات التي اضطررنا فيها للعزف في ساحة خضراء. ولم يحدث قط أن أدّينا عروضنا خارج حدود المدينة.

لكننا تجنّبنا ذلك هذه المرة. فقد أومأ العمدة أخيرًا، وأشار إلى والدي كي يقترب.

تسللتُ من خلف العربة واقتربت بما يكفي لألتقط نهاية ما قاله بسبب تحركي:

"... قومٌ يتقون السامي في هذه الأنحاء. لا نريد شيئًا فاحشًا أو زندقة. لقد واجهنا كمًّا مضاعفًا من المشاكل مع آخر فرقة مرت من هنا: مشاجرتان، أناس فقدوا غسيلهم، وإحدى بنات برانستون وجدت نفسها في ورطة".

كنتُ مستشيطًا غضبًا.

انتظرت والدي أن يُري العمدة الجانب الحاد من لسانه، أن يشرح له الفرق بين مجرد المؤدين الجوّالين وبين شعب 'الإديما روه'. نحن لا نسرق. ولم نكن لندع الأمور تفلت لدرجة أن حفنة من السكارى تحطم القاعة التي نُقيم فيها عروضنا.

لكن والدي لم يفعل شيئًا من هذا القبيل. فقط أومأ برأسه وعاد نحو عربة القافلة.

أشار بإيماءة لِتريب، فعاد إلى التلاعب بأحجاره. وعاد الدُمى الخشبية تخرج من صناديقها لتستكمل العرض.

حين دار حول العربة، رآني واقفًا، نصف مختبئ بجوار الخيول.

"أخمن أنك سمعت كل شيء من نظرة و تعابير وجهك"، قال بابتسامة مائلة و ساخرة.

"دع الأمر يمضي، يا بُني. الرجل يستحق التقدير لصراحته و صدقه، حتى لو كان يفتقر إلى اللباقة و اللطف. إنه فقط قال بصوتٍ عالٍ ما يُخفيه الآخرون في قلوبهم. أتدري لماذا أطلب من الجميع أن يظلوا في أزواج حين يقضون حوائجهم في المدن الكبيرة؟"

كنت أعلم أن ما قاله صحيح. ومع ذلك، كان من الصعب عليّ أن أتقبّله.

"عشرون بنسا!" قلت بازدراء. "وكأنما يعرض علينا صدقة!"

كانت هذه أصعب جوانب النشأة كواحدٍ من الإديما روه.

نحن غرباء في كل مكان. كثير من الناس يروننا مجرد متشردين ومتسولين، والبعض الآخر لا يروننا إلا لصوصًا وزنادقة وبغايا.

من الصعب أن تُتَّهم ظلمًا، لكن الأصعب أن يأتيك هذا الازدراء من حمقى و أشخاص لم يقرؤوا كتابًا قط أوسافروا و ابتعدوا أكثر من عشرين ميلًا عن المكان الذي وُلدوا فيه.

ضحك والدي وعبث بشعري قائلاً:

"أشفق عليهِ فحسب، يا بُنيّ. غدًا سنكون قد مضينا في طريقنا، أما هو فسيظل مضطرًّا لمُعاشرة رفاقه المزعجين مثله و مع نفسه تلك حتى يوم موته."

قلت بمرارة: "إنّهُ ثرثارٌ جاهل."

فوضع يده بقوة على كتفي، في إشارةٍ منه إلى أنني قلت ما يكفي.

"هذا ما يجرّه علينا الاقترابُ من 'آتور'(Atur)، على ما أظن. غدًا سنتجه جنوبًا: حيثُ المراعيُ أكثر اخضرارًا، والناس ألطف، والنساء أجمل." ثم رفع كفّه إلى أذنه موجّهًا إياها نحو العربة، ودفعني بمرفقه مداعبًا.

نادَت والدتي من الداخل بصوتٍ حلو: "أسمع كلّ كلمةٍ تقولانها."

ابتسم والدي بمكرٍ وغمز لي.

سألتُه: "أيّ مسرحيةٍ سنُقدّم إذا؟ لا شيءٌ فاحشٌ، تذكّر. إنّهم قومٌ أتقياء هنا."

نظر إليّ قائلًا: "ماذا كنتَ ستختار؟"

فكّرتُ برهةً طويلة ثم قلت:

"كنتُ سأختار شيئًا من 'دورة الحقول المضيئة'. ربما 'صياغة المسار' أو ما شابه ذلك."

قطّب والدي وجهه وقال: "ليست مسرحيةً جيدة."

هززتُ كتفيّ:

"هم لن يعرفوا الفارق. علاوة على ذلك إنها مليئة بذكر "تيلُو"، فلن يشتكي أحد من كونها مبتذلة."

رفعتُ رأسي إلى السماء قائلاً: "آمل فقط ألا تمطر علينا ونحن نعرض المسرحية."

نظر والدي إلى الغيوم وقال: "ستمطر. ومع ذلك، فثمّة أشياء أسوأ من التمثيل والأداء تحت المطر."

قلت ممازحًا: "مثل أن نُمثّل تحت المطر ونُخدع في الأجر و ندخل في صفقة خاسرة؟"

اقترب العمدة مسرعًا، يمشي بخطًى مستعجلة. كان جبينه مكسوًّا بطبقةٍ رقيقةٍ من العرق، وكان يلهث قليلاً، كما لو أنهُ كان يعدو.

قال: "ناقشتُ الأمر مع بعض أعضاء المجلس، وقررنا أن من اللائق أن تستخدموا البيت العام إن رغبتم في ذلك."

لغة جسد أبي كانت مثالية. كان من الواضح تمامًا أنّه شعر بالإهانة كان مستاء، لكنه كان مؤدّبًا و مهذبا أكثر من أن يُظهر ذلك صراحةً. "بالتأكيد لا أريد أن أُسبب لكم أيّ إزعاج..."

"لا، لا. لا إزعاج إطلاقًا. بل أُصرُّ على ذلك في الواقع." قاطعه العمدة.

"حسنًا، طالما تُصرّ."

ابتسم العمدة وأسرع بالابتعاد.

"حسنا، هذا أفضل قليلًا،" تنهد أبي. ثم صرخ قائلا: "لا حاجة لشدّ الأحزمة بعد."

"نصف بنسٍ للرأس. هذا صحيح. وأي أحد بلا رأس يدخل مجانًا. شكرًا لك، سيدي."

كان 'تريپ' يعمل على باب القاعة، يتأكد من أن الجميع يدفعون لمشاهدة المسرحية.

"نصف بنس للرأس. وبالنظر إلى حمرة وجنتي سيدتك، يجدر بي أن أحاسبك على رأس ونصف. مع أن هذا ليس من شأني، طبعًا."

كان تريپ صاحب اللسان الأسرع في الفرقة، ولهذا كان أنسب شخص يتولى مهمة التأكد من عدم محاولة أحدهم الدخول مجانًا أو الإقناع بالكلام السريع و المخادع.

مرتديًا ملابس المهرج المخططة بالأخضر والرمادي، كان بإمكان تريپ أن يقول أي شيء تقريبًا و يفلت من العقاب و دون أن يغضب أحد منه.

"مرحبًا بكِ، سيدتي، لا رسوم على الصغير، ولكن إن بدأ بالصراخ، فالأفضل أن تُرضعيه فورًا أو تخرجي به."

واصل "تريب" ثرثرته المتواصلة: "صحيح، نصف بنس. نعم يا سيدي، حتى الرأس الفارغ [4] لا يزال يدفع السعر كاملًا ."

ورغم أنّ مراقبته و هو يعمل كانت دومًا ممتعة، إلا أن معظم انتباهي كان منصرفًا نحو عربةٍ وصلت إلى طرف البلدة قبل نحو ربع ساعة.

كان العمدة قد تشاجر مع العجوز الذي يقودها، ثم غادر غاضبًا.

والآن رأيت العمدة يعود نحو العربة، برفقة رجل طويل يحمل هراوة غليظة، كان على الأرجح الشرطي إن لم أكن مخطئًا.

تغلب علي الفضول، فبدأت أشق طريقي نحو العربة، محاولًا البقاء بعيدًا عن الأنظار. وبحلول اقتراب منهم بما يكفي كي أسمعهم، كان العمدة والعجوز يتجادلان مجددًا، بينما الشرطي واقفٌ بالجوار، يبدو عليه الانزعاج والضيق.

"...أخبرتك بالفعل. لا أملك رخصة. ولا أحتاج إلى رخصة. هل يحتاج 'البائع المتجوّل' إلى رخصة؟ هل يحتاج 'الصنائعي'[5] إلى رخصة؟"

قال 'العمدة': "أنت لست 'صنائعياً'. فلا تحاول أن تدعي ذلك و تمرر نفسك على هذا النحو."

قال العجوز بغضب حاد: "أنا لا أحاول تمرير نفسي على أي نحو. أنا 'صنائعي' و'بائع متجوّل'، وأكثر من كليهما. أنا 'أرْكانِيسْت'[6]، أيها الكومة الهائلة المتخبطة من الحماقة!"

قال 'العمدة' بإصرار: "هذا بالضبط ما أعنيه. نحن قوم نتّقي السامي في هذه الأنحاء. لا نريد العبث و لا التدخل بالأشياء المظلمة التي من الأفضل أن تظل بعيدة عنا. لا نريد المشاكل التي يمكن أن يجلبها أمثالك."

قال العجوز: "أمثالي؟ وماذا تعرف عن أمثالي حتى؟ من المحتمل أنه لم يمرّ 'أركانيست' من هذه الأنحاء منذ خمسين سنة."

قال 'العمدة': "ونحن نحب الأمر على هذا النحو. فقط عد من حيث أتيت."

قال العجوز بحرارة: "وكأنني سأقضي ليلة تحت المطر بسبب غبائك الصلد هذا! لا أحتاج إلى إذنك لأستأجر غرفة أو أبيع في الشارع. والآن ابتعد عني، وإلا فسأريك بنفسك نوع المشاكل التي قد يسببها أمثالي."

مرّت ومضة خوف على وجه 'العمدة' قبل أن تغمرها مشاعر الغضب. أشار بيده خلف كتفه نحو 'الشرطي': "إذن ستقضي الليلة في السجن بتهمة التشرد والسلوك التهديدي. وسنخلي سبيلك في الصباح إن تعلمت كيف تحفظ لسانك في فمك." اقترب 'الشرطي' من العربة، و هراوته مرفوعة بحذر إلى جانبه.

ثبت العجوز في مكانه ورفع يده. وإذا بضوء أحمر عميق ينبثق من زوايا عربته الأمامية. قال بصوت مهدّد: "هذا يكفي. قد تسوء الأمور إن لم تتوقف هنا."

وبعد لحظة من الدهشة، أدركتُ أن ذلك الضوء الغريب جاء من زوج من مصابيح السيمباثي [7] كان العجوز قد ركّبها في عربته. رأيت واحدة منها من قبل في مكتبة 'اللورد غريفالو'. كانت أكثر سطوعًا من مصابيح الغاز، وأكثر ثباتًا من الشموع أو المصابيح العادية، وتدوم تقريبًا إلى الأبد. وكانت أيضًا باهظة الثمن للغاية. أراهن أن أحدًا في هذه المدينة الصغيرة لم يسمع بها قط، فضلاً عن رؤيتها.

توقف 'الشرطي' في مكانه عندما بدأ الضوء في التضخم و التصاعد. ولكن عندما لم يحدث شيء آخر، ثبت فكه وأكمل سيره نحو العربة.

ازداد قلق العجوز من ملامح وجهه. "انتظر لحظة،" قال مع تلاشي الضوء الأحمر من العربة. "نحن لا نريد..."

"أغلق فمك، أيها العجوز الملعون،" قال 'الشرطي'. وامتدت يده إلى ذراع 'الأركانيست' كما لو أنه يدخل يده إلى فرن. ثم، عندما لم يحدث شيء، ابتسم وأصبح أكثر ثقة. "لا تظن أنني لن أضربك ضربة قوية لأوقفك عن ممارسة مزيد من سحرك الشرير."

قال 'العمدة' بتنهيدة ارتياح: "أحسنت، توم. خذه معنا وسنرسل من يرجع من أجل العربة."

ابتسم 'الشرطي' و لوى ذراع العجوز. انحنى 'الأركانيست' عند خصريه وزفر نفسًا قصيرًا ومؤلمًا.

من حيث كنت أختبئ، رأيت وجه 'الأركانيست' يتغير من القلق إلى الألم ثم الغضب في لحظة واحدة. رأيت فمه يتحرك.

عصف ريح عنيف من حيث لا يدري أحد، كما لو أن عاصفة قد انفجرت فجأة دون سابق إنذار. ضربت الريح عربة العجوز فمالت على عجلتين قبل أن تعود بتوازنها إلى أربع. تمايل 'الشرطي' وسقط كما لو أنه قد أصيب بيدٍ سامية. حتى من حيث كنت أختبئ على بُعد حوالي ثلاثين قدمًا، كانت الرياح قوية لدرجة أنني اضطُررت لأخذ خطوة للأمام كما لو أنني دُفعت بقوة من الخلف.

"ابتعد!" صرخ العجوز غاضبًا. "لا تزعجني بعد الآن! سأشعل دمك وأملاك برعب وخوف مثل الجليد والحديد!" كان هناك شيء مألوف في كلماته، لكنني لم أتمكن من تحديده.

تراجع 'العمدة' والشرطي' وركضوا، وعيونها بيضاء شاحبة و قلقة كما لو أنهما خائفين مثل الخيول المذعورة.

تلاشتِ الريح و خفَتَت بنفس السرعة التي جاءت بها. لم تستمر تلك العاصفة المفاجئة أكثر من خمس ثوانٍ. بما أن معظم سكان البلدة كانوا مجتمعين حول الحانة العامة، كنت أشك في أن أحدًا قد رآها سواي، أنا و'العمدة' و'الشرطي'، وحمير العجوز الذين كانوا يقفون هادئين في أحمالهم، غير متأثرين إطلاقًا.

"اتركوا هذا المكان نظيفًا من وجودكم القذر،" تمتم 'الأركانيست' لنفسه وهو يراقبهم وهم يبتعدون. "بقوة و سلطان اسمي، أنا آمر بأن يكون الأمر كذلك."

أدركت أخيرًا لماذا كانت كلماته تبدو مألوفة. كان يقتبس سطورًا من مشهد طرد الأرواح الشريرة في مسرحية 'دايونيكا' [8]. لم يكن العديد من الناس يعرفون تلك المسرحية.

عاد العجوز إلى عربته وبدأ في الارتجال. "سأحولك إلى زبدة في يوم صيفي. سأحولك إلى شاعر بروح كاهن. سأملأك بكاسترد الليمون وأرميك من النافذة." ثم بصق. "أوغاد."

بدا أن غضبه قد تلاشى وأطلق تنهيدة كبيرة مرهقة. "حسنًا، لا أظن أن الأمور يمكن أن تسوء أكثر من هذا،" تمتم العجوز وهو يفرك كتف الذراع الذي كان 'الشرطي' قد لفه. "هل تعتقد أنهم سيعودون ومعهم حشد خلفهم؟"

لحظةً، ظننت أن العجوز كان يتحدث إليّ. ثم أدركت الحقيقة. كان يتحدث إلى حميره.

قال لهما: "لا أظن ذلك أيضًا". ثم تابع: "لكنني كنت مخطئًا من قبل. دعونا نبقى بالقرب من أطراف المدينة ونلقي نظرة على آخر ما تبقى من الشوفان، أليس كذلك؟"

تسلق العجوز إلى الجزء الخلفي من العربة وبدأ في النزول ومعه دلو واسع وكيس خيش شبه فارغ. قلب الكيس في الدلو وبدت عليه خيبة الأمل مع الإحباط من النتيجة. أخذ حفنة لنفسه ثم دفع الدلو نحو الحمير بقدمه. "لا تنظروا إلي هكذا" قال لهما. "إن الحصص قليلة للجميع. بالإضافة إلى ذلك، يمكنكم الرعي أيضا." ربّت على أحد الحمير بينما كان يأكل حفنته من الشوفان الخشن، متوقفًا بين الحين والآخر ليبصق قشره.

لقد بدا لي الأمر محزنًا جدًا، هذا العجوز وحده على الطريق مع لا أحد ليتحدث إليه سوى حميره. الأمر صعب بالنسبة لنا ك 'إديما روه'، لكن على الأقل كان لدينا بعضنا البعض. هذا الرجل لا أحد له.

"لقد ابتعدنا كثيرًا عن الحضارة، يا فتيان. الناس الذين يحتاجونني لا يثقون بي، وأولئك الذين يثقون بي لا يستطيعون تحمل تكاليفي." نظر العجوز إلى محفظته. "لدينا بنس ونصف، لذا خياراتنا محدودة. هل نريد أن نكون مبللين الليلة أم جائعين غدًا؟ لن نتمكن من القيام بأي عمل، لذا على الأرجح سنضطر ل

لاختيار واحد منهما."

زحفت حول حافة المبنى حتى تمكنت من رؤية ما كُتب على جانب عربة العجوز. كان مكتوبًا:

"أبِنثي : أركانيست استثنائي. ناسخ. باحث عن المياه الجوفية. كيميائي. طبيب أسنان. سلع نادرة. جميع الأمراض يتم علاجها. العناصر المفقودة يتم العثور عليها. أي شيء يمكن إصلاحه. لا أبراج. لا جرعات حب. لا لعنات وأفعال شريرة."

لاحظ 'أبِنثي' وجودي فور خروجي من خلف المبنى الذي كنت أختبئ وراءه. "مرحبًا. هل يمكنني مساعدتك؟"

"لقد أخطأت في كتابة كلمة 'أمراض'(ailments) "، أشرت إليه. [9]

بدا مفاجئًا. "في الواقع، إنها مزحة"، أوضح. "أنا أعد بعض الخمور."

"آه، الجعة!"، قلت وأنا أهز رأسي. "فهمت الآن." أخرجت يدي من جيبي. "هل يمكنك بيع شيء لي مقابل بنس واحد؟"

بدا أنه عالق بين التسلية والفضول. "ما الذي تبحث عنه؟"

"أريد بعض اللاسيليوم(lacillium)." كنا قد قدمنا عرض 'فارين الفاتنة' عشرات المرات في الشهر الماضي، مما جعل عقلي الشاب ممتلئًا بالفضول والاغتيالات."

"هل تتوقع أن يُسممك أحد؟" قال ذلك وهو يشعر ببعض الدهشة.

"ليس حقًا. ولكن يبدو لي أنه إذا انتظرت حتى تعرف أنك بحاجة إلى ترياق، فربما يكون الوقت قد فات للحصول على واحد."

"أعتقد أنني يمكنني بيعك جرعة مقابل بنس واحد"، قال. "هذا سيكون مقدارًا يكفي لشخص في حجمك. لكن الأمر خطير في حد ذاته. إنه يعالج بعض السموم فقط. يمكن أن تضر بنفسك إذا تناولته في الوقت الخطأ."

"آه"، قلتُ. "لم أكن أعرف ذلك." في المسرحية كان يتم الترويج له كعلاج شامل لا يُخطئ.

ضرب أبِنثي شفتيه بتفكير. "هل يمكنك أن تجيبني على سؤال في هذه الأثناء؟" ، أومأت له برأسي. "من هو صاحب هذه الفرقة؟"

"بطريقة ما هي فرقتي"، قلت. "لكن بطريقة أخرى هي فرقة أبي لأنه يدير العرض ويحدد اتجاه سير العربات. لكنها أيضًا تابعة للبارون غريفاللو لأنه راعينا. نحن رجال اللورد غريفالو."

رمقني العجوز بنظرة بدت فيها تسلية. "سمعت عنكم. فرقة جيدة. سمعة طيبة."

أومأت برأسي، ولم أرى داعيًا للتواضع الزائف.

"هل تعتقد أن والدك قد يكون مهتمًا بتوظيف أي مساعدة؟" سأل. "لا أدعي أنني ممثل عظيم، لكن وجودي في متناول اليد أمر مفيد. يمكنني صنع طلاء للوجه ومكياج لا يحتوي على الرصاص والزئبق والزرنيخ. يمكنني أيضًا التعامل مع الإضاءة بسرعة، لجعلها نظيفة، ومشرقة أو ساطعة. ألوان مختلفة إذا أردت."

لم أكن بحاجة للتفكير طويلًا؛ فالشمع كان مكلفًا ومعرّضا للتأثر بالتيارات الهوائية، بينما كانت المشاعل قذرة وخطيرة. وكان الجميع في الفرقة تعلم مخاطر استعمال مستحضرات التجميل في وقت مبكر. كان من الصعب أن تصبح عضوًا قديمًا في الفرقة إذا كنت تضع السم على وجهك كل ثلاثة أيام وتنتهي بك الحال إلى الجنون و المرض عندما تبلغ الخامسة والعشرين.

"ربما أتجاوز حدودي قليلاً"، قلت وأنا أمد يدي ليصافحه. "لكن دعني أكون أول من يرحب بك في الفرقة."

____

إذا كان هذا هو السرد الكامل والصادق لحياتي وأفعالي، أعتقد أنه يجب أن أذكر أن دوافع دعوتي لـ "بِن"(أبنثي) إلى فرقتنا لم تكن نبيلة تمامًااو إيثارا خالصا. صحيح أن مستحضرات التجميل الجيدة والإضاءة النظيفة كانت إضافة مرحب بها لفرقتنا. وصحيح أنني شعرت بالشفقة على العجوز الذي كان وحيدًا في الطريق.

ولكن تحت كل ذلك و في أعماقي، كان الفضول هو ما دفعني. لقد رأيت "أبِنثي" يفعل شيئًا لم أتمكن من تفسيره، شيئًا غريبًا ورائعًا. لم تكن خدعته مع مصابيح التعاطف - كنت قد فهمت ذلك على أنه استعراض، خدعة لإثارة إعجاب سكان المدينة الجهلة.

لكن ما فعله بعد ذلك كان مختلفًا. لقد استدعى الريح وجاءت الريح. كان سحرًا. سحر حقيقي. النوع الذي سمعت عنه في قصص "تابورلين العظيم". النوع الذي لم أؤمن به منذ أن كنت في السادسة. الآن لم أعد أعرف ماذا أؤمن و أصدق.

لذا دعوتُه للانضمام إلى فرقتنا، آملًا أن أجد إجابات لأسئلتي. رغم أنني لم أكن أعلم ذلك في الوقت، كنت أبحث عن اسم الريح.


ملاحظات:

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 7: مصابيح السيمباثي (sympathy lamps): نوع من التكنولوجيا السحرية المتقدمة في عالم الرواية.

1: ابن زنا، ابن الرائعة نقطة الى السطر ، مجرد رأي.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ●القوانين البرلمانية المكتوبة.

2: قانون الكومنولث (Commonwealth Law) هو مصطلح يُستخدم غالبًا للإشارة إلى نظام القانون المطبّق في دول الكومنولث البريطاني، وهو تحالف يضم دولًا كانت في الغالب (بل 100%) مستعمرات بريطانية سابقة. ويُعرف هذا القانون أيضًا باسم: القانون العام (Common Law) مختلف عن القانون المدني ، وهو نظام قانوني تطوّر في إنجلترا ويعتمد بشكل كبير على:

8: دَايونيكا (Daeonica): المسرحية التي اقتبس منها العجوز، ويبدو أنها جزء من الثقافة الأدبية في عالم الرواية مثل تلك الأناشيد.

●السوابق القضائية (Judicial Precedents): أي الأحكام السابقة التي تصدرها المحاكم وتُعتَبَر مرجعًا ملزمًا في قضايا مشابهة لاحقة.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ●القوانين البرلمانية المكتوبة.

●العُرف والتقاليد القانونية.

8: دَايونيكا (Daeonica): المسرحية التي اقتبس منها العجوز، ويبدو أنها جزء من الثقافة الأدبية في عالم الرواية مثل تلك الأناشيد.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

●القوانين البرلمانية المكتوبة.

4: الغبي.

3: سكوير (Squire) ويعني الإقطاعي أو السيد، من النظام الفيودالي الذي كان بأوروبا.

1: ابن زنا، ابن الرائعة نقطة الى السطر ، مجرد رأي.

4: الغبي.

9: هنا كلمة Alements هي المكتوبة بالأصل لكنها غير موجودة في الإنجليزية، إلا أنها تشبه كلمة Ailments (أمراض) ولذلك ظن كڤوث أنها خطأ مطبعي. لكن "أبنثي" أجابه أنه يصنع الخمور. ومن هنا يتضح أن الكلمة هي تلاعب لفظي مقصود، حيث تحتوي الكلمة على الجذر ale الذي يعني "بيرة/جعة". مما يعني أنه يدّعي معالجة "جميع الأمراض" (Ailments). لكنه بدلاً من ذلك يكتب "Alements" ليشير ساخرًا إلى أنه يعالج باستخدام الجعة! أي يجعلك تشرب لتنسَ مشاكلك و همومك و أمراضك...

5: الصنائعي، سأعتمده كترجمة لمصطلح (Tinker) الذي سبق وتم شرحه.

اللصوص، والزنادقة، والبغايا (العاهرات) إذا كانت هذه القصة ستشبه كتاب أعمالي، فلا بد أن نبدأ من البداية. من جوهر من أنا حقًا و لب حقيقتي. للقيام بذلك، يجب أن تتذكر أنه قبل أن أكون أي شيء آخر، كنت واحدًا من 'الإديما روه'. على عكس الاعتقاد الشائع، ليس جميع المؤدين والفنانين المتجولين من الروه. فرقنا لم تكن مجرد زمرة فقيرة من المهرجين و الممثلين الذين يمرحون و يتسكعون عند مفترقات الطرق مقابل بعض البنسات، و يغنون لقاء الحصول على طعامهم. نحن كنا مؤدين للبلاط و الحكام، رجال اللورد غريفالو (Greyfallow). كان وصولنا إلى معظم البلدات حدثًا يفوق مهرجان منتصف الشتاء وألعاب سوليناد (Solinade) مجتمعَين. ضمّت فرقتنا عادةً ما لا يقل عن ثمانية عربات، وأكثر من عشرين مؤديًا: ممثلين ومهرة في الحركات البهلوانية، موسيقيين وسحرة يدويين، لاعبي خفة ومهرجين: عائلتي. كان والدي ممثلًا وموسيقيًا أفضل من أي شخص قد تراه في حياتك. وكانت أمي تملك موهبة طبيعية وفطرية في نظم الكلمات. كان كلاهما جميلين، بشعر داكن وضحكات سهلة. كانا روه في أعماقهم، وهذا في الحقيقة كل ما يحتاج أن يُقال لوصفهم بحق. ربما باستثناء أن والدتي كانت نبيلة قبل أن تصبح من الروه. كانت تخبرني أن والدي قد أغراها بعيدًا عن "جحيم بائس كئيب" بألحانه الجميلة وكلماته العذبة. ولم أملك إلا أن أفترض أنها كانت تعني مدينة "ثري كروسينغز"(Three Crossings)، حيث ذهبنا مرة واحدة فقط لزيارة أقارب عندما كنت صغيرًا. لم يتزوج والدَيّ رسميًا، أعني أنهما لم يجعلا علاقتهما رسمية لدى أي كنيسة. ولم أشعر يومًا بالخزي من ذلك. فقد اعتبرا نفسيهما زوجين ولم يريا أي جدوى من إعلان حبهما لأي حكومة أو سامي. وأنا أحترم ذلك. بل في الحقيقة، كانا أكثر سعادة ووفاءً من كثير من الأزواج الرسميين الذين التقيتهم فيما بعد.[1] كان بارون غريفالو هو راعينا، وكان اسمه يفتح لنا أبوابًا لا تفتح عادةً للإديما روه. وفي المقابل كنا نرتدي ألوانه، الأخضر والرمادي، ونرفع من سمعته أينما ذهبنا. ومرة كل عام نقضي عند قصره فصلين، نُسلّيه و نرفه عنه و عن أهله و أسرته. كان طفولتي سعيدة، نشأت خلالها في قلب مهرجان لا ينتهي. كان والدي يقرأ لي من المونولوجات العظيمة خلال الرحلات الطويلة بين البلدات. كان يتلو من الذاكرة في الغالب، وصوته يتردد عبر الطريق لمسافة ربع ميل. أذكر أنني كنت كنت أقرأ معه، أؤدي الأدوار الثانوية. وكان يشجعني على إلقاء أفضل المقاطع و تجربة أقسام جيدة بشكل خاص، فتعلمت أن أعشق جمال الكلمات منه. كنا أنا و أمي نؤلف الأغاني معًا. وفي أحيان أخرى، كان والدي ووالدتي يمثلان حوارات رومانسية بينما كنت أتابع الكتب. كانت تبدو لي وكأنها ألعاب في ذلك الوقت. ولم أكن أعلم كم كانوا ماكرين في تعليمهم لي. كنت طفلًا فضوليا: سريع في طرح الأسئلة ومتحمس للتعلم و نهم للمعرفة. ومع مؤدين ومهرة في الحيل كأساتذة لي، فليس عجيبًا أنني لم أكره التعلم كما يفعل أغلب الأطفال. كانت الطرق أكثر أمانًا في تلك الأيام، ومع ذلك كان الحذرون يسافرون مع قافلتنا طلبًا للأمان. ومن خلالهم توسعت و تعززت معارفي. تعلمت قليلاً عن قانون الكومنوِلث [2] من محامي مسافر كان في الغالب مخمورا أو متفاخرًا لدرجة لم يدرك فيها أنه كان يلقي محاضرة على طفل في الثامنة. تعلمت الحرف الخشبية و الصيد من صياد يدعى لاكليث (Laclith) الذي سافر معنا لموسم كامل تقريبا. تعلمت الأسرار المظلمة في البلاط الملكي في موديغ (Modeg) وعن خباياه الذنيئة من... مومس. كما كان والدي يقول: "سمِّ الأشياء بمسمياتها. ناد جاك بجاك. ولكن دائمًا سمِّ البغيّ (عاهرة) سيدة. حياتهن صعبة بما فيه الكفاية، ولا يضر أن تكون مهذبًا". كانت "هيتيرا"(Hetera) تعبق برائحة خفيفة من القرفة، وعندما كنت في التاسعة من عمري كنت أراها ساحرة و مثيرة للاهتمام دون أن أعرف تمامًا السبب. علمتني ألا أفعل في الخفاء و في انفرادي ما لا أرغب أن يتداوله الناس ويتحدثون عنه علنًا، ونبهتني ألا أتكلم أثناء نومي. ثم كان هناك "أبنثي"(Abenthy)، أستاذي الحقيقي الأول. كان من علمني أكثر مما تعلمت من جميع الآخرين مجتمعين. ولولاه، لما أصبحت الرجل الذي أنا عليه اليوم. أرجو أن لا تسيء الحكم عليه و تحملوه الذنب. كان نيته طيبة… ________ "عليكم التحرك و المغادرة الآن"، قال العمدة. "خيموا خارج البلدة ولن يزعجكم ويضايقكم أحد طالما لم تبدأوا أي مشاجرات أو تسرقون شيئًا و تتجولون في ما ليس لكم." ثم ألقى نظرة ذات مغزى على والدي. "وغادروا غدًا صباحًا و تابعوا طريقكم. بلا عروض. فهي تجلب المتاعب أكثر مما تجلب النفع." "نحن مرخصون"، قال والدي، وهو يخرج لفافة ورقية مطوية من جيب سترته الداخلي. "مخولون و مكلفون بالأداء وتقديم عرض، في الواقع." هز العمدة رأسه دون أن يحرك يده لينظر إلى وثيقة الرعاية الخاصة بنا. "إنها تجعل الناس يهتاجون وتثير الشغب"، قال بحزم وصرامة. "في المرة السابقة كان هناك شجار و فوضى عظيمة خلال المسرحية. الكثير من الشرب المفرط، والكثير من الإثارة و الشغب. قام الناس باقتلاع الأبواب من الحانة العامة وتحطيم الطاولات. القاعة ملك للبلدة، كما ترى. وإصلاحها على نفقتنا." بحلول ذلك الوقت، كانت عرباتنا و قافلتنا قد جذبت الانتباه. كان 'تريپ'(Trip) يعرض بعض الألعاب البهلوانية وألعاب الخفة، و'ماريون'(Marion) وزوجته يقيمان عرضًا مرتجلا للدمى المصنوعة من الخيوط. أما أنا، فكنت أراقب أبي من مؤخرة عربتنا. قال العمدة بمظهر من التكرم: "لا نريد إزعاجكم وإهانتهم ولا راعيكم، ولكننا لن نستطيع تحمل ليلة أخرى كهذه. كعلامة على حسن النية، أعرض عليكم بنسا لكل واحد منكم، بضع و عشرين بنسًا في المجموع، مقابل أن تغادروا بهدوء." الآن عليك أن تفهم أن عشرين بنسًا قد تكون مبلغًا جيدًا لبعض الفرق الصغيرة التي تعيش من يد إلى يد. لكن بالنسبة لنا، كان هذا عرضًا مهينًا. لو كان نزيهًا، لعرض أربعين بنسًا لقاء عرض المساء، مع استخدام مجاني للقاعة العامة، ووجبة جيدة، وأسِرّة في النزل للمبيت ليلا. أما عن الأخيرة، فنحن سنرفضها بكل احترام، حيث أن أسِرّتهم كانت على الأرجح رديئة و بالية، و كنا نفضل النوم في أسرة عرباتنا النظيفة. إذا كان والدي قد شعر بالدهشة أو الإهانة، فلم يُظهر ذلك. صرخ ببساطة: "احزموا الأمتعة!" أدخل تريب حجارة التلاعب و أدواته في جيوبه المختلفة دون أي حركة مفاجئة و لفت للانتباه. كان هناك جوقة و لحن من الإحباط وخيبة الأمل من عدة عشرات من سكان المدينة عندما توقفت الدمى عن الحركة وبدأت تُجمع. بدا العمدة مرتاحًا، وأخرج محفظته وأخذ منها بنسين فضيين. "سأحرص على إخبار البارون بسخائكم و كرمكم"، قال والدي بحذر بينما كان العمدة يضع البنسين في يده. توقف العمدة في منتصف الحركة. "بارون؟" "بارون غريفالو." توقف والدي، يبحث عن علامة من التعرف على وجه العمدة. "سيد المستنقعات الشرقية، هيدومبرن-باي-ثيرين (Hudumbran-by-Thiren)، وتلال وايدكونت (Wydeconte)." نظر والدي حوله باتجاه الأفق. "نحن لا نزال في تلال وايدكونت، أليس كذلك؟" أوما العمدة: "نعم، لكن سكوير[3] سيميلان (Semelan)..." "آه، نحن في إقطاعية سيميلان!" قال والدي متفاجئًا، وكأنه أدرك فجأة موقعه. "رجل نحيف، لحيته مرتبة قليلًا و ذقنه أنيق؟" مرّر أصابعه على ذقنه. أومأ العمدة برأسه مذهولًا. ثم تابع والدي: "يا له من رجل ساحر، صوته جميل في الغناء. التقيت به عندما كنا نرفه عن البارون في منتصف الشتاء." "بالطبع"، توقف العمدة بشكل حاسم مترددا. "هل يمكنني أن أرى وثيقتكم؟" راقبت العمدة وهو يقرأ الوثيقة. أخذ وقتًا أطول قليلًا، حيث لم يُشِر والدي إلى معظم ألقاب البارون مثل ڤيكونت 'مونترون' (Montrone) و سيد 'تريليستون'(Trelliston)، ولم يُكلف والدي نفسه عناء ذكر ذلك. الخلاصة كانت أن: صحيح أن الإقطاعي سيميلان كان يتحكم في هذه البلدة الصغيرة وكل الأرض حولها، إلا أن سيميلان كان يعترف بالولاء مباشرة لـلبارون غريفالو. بعبارات أكثر وضوحًا: كان غريفالو كقبطان السفينة؛ بينما كان سيميلان بحار تحته يغسل الألواح ويحييه. أعاد العمدة الوثيقة إلى والدي. "أرى، لقد فهمت." كان ذلك كل شيء. أذكر أنني كنت مصدومًا عندما لم يعتذر العمدة أو يقدم لوالدي مزيدًا من المال. توقف والدي أيضًا، ثم قال، "البلدة هي منطقتك سيدي و تحت تصرفك. ولكننا سوف نقدم عرضًا سواء كان هنا أو خارج حدود البلدة." "لا يمكنكم استخدام الحانة العامة"، قال العمدة بحزم. "لن أسمح بتخريبها مرة أخرى." "يمكننا أن نؤدي هنا"، أشار والدي إلى ساحة السوق. "سيكون هناك مساحة كافية، وسيبقى الجميع هنا في البلدة و هذا سيفي بالغرض." تردّد العمدة، رغم أنني بالكاد كنت أصدّق ذلك. كنا نختار أحيانًا أن نؤدّي عروضنا في الساحات الخضراء لأن المباني المحلية لم تكن كبيرة بما يكفي. وقد بُنيت اثنتان من عرباتنا خصيصًا لتتحول إلى مسارح لمثل هذه الحالات. لكن في كامل ذكريات أحد عشر عامًا من حياتي، كنت بالكاد أعدّ على أصابع يدي عدد المرات التي اضطررنا فيها للعزف في ساحة خضراء. ولم يحدث قط أن أدّينا عروضنا خارج حدود المدينة. لكننا تجنّبنا ذلك هذه المرة. فقد أومأ العمدة أخيرًا، وأشار إلى والدي كي يقترب. تسللتُ من خلف العربة واقتربت بما يكفي لألتقط نهاية ما قاله بسبب تحركي: "... قومٌ يتقون السامي في هذه الأنحاء. لا نريد شيئًا فاحشًا أو زندقة. لقد واجهنا كمًّا مضاعفًا من المشاكل مع آخر فرقة مرت من هنا: مشاجرتان، أناس فقدوا غسيلهم، وإحدى بنات برانستون وجدت نفسها في ورطة". كنتُ مستشيطًا غضبًا. انتظرت والدي أن يُري العمدة الجانب الحاد من لسانه، أن يشرح له الفرق بين مجرد المؤدين الجوّالين وبين شعب 'الإديما روه'. نحن لا نسرق. ولم نكن لندع الأمور تفلت لدرجة أن حفنة من السكارى تحطم القاعة التي نُقيم فيها عروضنا. لكن والدي لم يفعل شيئًا من هذا القبيل. فقط أومأ برأسه وعاد نحو عربة القافلة. أشار بإيماءة لِتريب، فعاد إلى التلاعب بأحجاره. وعاد الدُمى الخشبية تخرج من صناديقها لتستكمل العرض. حين دار حول العربة، رآني واقفًا، نصف مختبئ بجوار الخيول. "أخمن أنك سمعت كل شيء من نظرة و تعابير وجهك"، قال بابتسامة مائلة و ساخرة. "دع الأمر يمضي، يا بُني. الرجل يستحق التقدير لصراحته و صدقه، حتى لو كان يفتقر إلى اللباقة و اللطف. إنه فقط قال بصوتٍ عالٍ ما يُخفيه الآخرون في قلوبهم. أتدري لماذا أطلب من الجميع أن يظلوا في أزواج حين يقضون حوائجهم في المدن الكبيرة؟" كنت أعلم أن ما قاله صحيح. ومع ذلك، كان من الصعب عليّ أن أتقبّله. "عشرون بنسا!" قلت بازدراء. "وكأنما يعرض علينا صدقة!" كانت هذه أصعب جوانب النشأة كواحدٍ من الإديما روه. نحن غرباء في كل مكان. كثير من الناس يروننا مجرد متشردين ومتسولين، والبعض الآخر لا يروننا إلا لصوصًا وزنادقة وبغايا. من الصعب أن تُتَّهم ظلمًا، لكن الأصعب أن يأتيك هذا الازدراء من حمقى و أشخاص لم يقرؤوا كتابًا قط أوسافروا و ابتعدوا أكثر من عشرين ميلًا عن المكان الذي وُلدوا فيه. ضحك والدي وعبث بشعري قائلاً: "أشفق عليهِ فحسب، يا بُنيّ. غدًا سنكون قد مضينا في طريقنا، أما هو فسيظل مضطرًّا لمُعاشرة رفاقه المزعجين مثله و مع نفسه تلك حتى يوم موته." قلت بمرارة: "إنّهُ ثرثارٌ جاهل." فوضع يده بقوة على كتفي، في إشارةٍ منه إلى أنني قلت ما يكفي. "هذا ما يجرّه علينا الاقترابُ من 'آتور'(Atur)، على ما أظن. غدًا سنتجه جنوبًا: حيثُ المراعيُ أكثر اخضرارًا، والناس ألطف، والنساء أجمل." ثم رفع كفّه إلى أذنه موجّهًا إياها نحو العربة، ودفعني بمرفقه مداعبًا. نادَت والدتي من الداخل بصوتٍ حلو: "أسمع كلّ كلمةٍ تقولانها." ابتسم والدي بمكرٍ وغمز لي. سألتُه: "أيّ مسرحيةٍ سنُقدّم إذا؟ لا شيءٌ فاحشٌ، تذكّر. إنّهم قومٌ أتقياء هنا." نظر إليّ قائلًا: "ماذا كنتَ ستختار؟" فكّرتُ برهةً طويلة ثم قلت: "كنتُ سأختار شيئًا من 'دورة الحقول المضيئة'. ربما 'صياغة المسار' أو ما شابه ذلك." قطّب والدي وجهه وقال: "ليست مسرحيةً جيدة." هززتُ كتفيّ: "هم لن يعرفوا الفارق. علاوة على ذلك إنها مليئة بذكر "تيلُو"، فلن يشتكي أحد من كونها مبتذلة." رفعتُ رأسي إلى السماء قائلاً: "آمل فقط ألا تمطر علينا ونحن نعرض المسرحية." نظر والدي إلى الغيوم وقال: "ستمطر. ومع ذلك، فثمّة أشياء أسوأ من التمثيل والأداء تحت المطر." قلت ممازحًا: "مثل أن نُمثّل تحت المطر ونُخدع في الأجر و ندخل في صفقة خاسرة؟" اقترب العمدة مسرعًا، يمشي بخطًى مستعجلة. كان جبينه مكسوًّا بطبقةٍ رقيقةٍ من العرق، وكان يلهث قليلاً، كما لو أنهُ كان يعدو. قال: "ناقشتُ الأمر مع بعض أعضاء المجلس، وقررنا أن من اللائق أن تستخدموا البيت العام إن رغبتم في ذلك." لغة جسد أبي كانت مثالية. كان من الواضح تمامًا أنّه شعر بالإهانة كان مستاء، لكنه كان مؤدّبًا و مهذبا أكثر من أن يُظهر ذلك صراحةً. "بالتأكيد لا أريد أن أُسبب لكم أيّ إزعاج..." "لا، لا. لا إزعاج إطلاقًا. بل أُصرُّ على ذلك في الواقع." قاطعه العمدة. "حسنًا، طالما تُصرّ." ابتسم العمدة وأسرع بالابتعاد. "حسنا، هذا أفضل قليلًا،" تنهد أبي. ثم صرخ قائلا: "لا حاجة لشدّ الأحزمة بعد." "نصف بنسٍ للرأس. هذا صحيح. وأي أحد بلا رأس يدخل مجانًا. شكرًا لك، سيدي." كان 'تريپ' يعمل على باب القاعة، يتأكد من أن الجميع يدفعون لمشاهدة المسرحية. "نصف بنس للرأس. وبالنظر إلى حمرة وجنتي سيدتك، يجدر بي أن أحاسبك على رأس ونصف. مع أن هذا ليس من شأني، طبعًا." كان تريپ صاحب اللسان الأسرع في الفرقة، ولهذا كان أنسب شخص يتولى مهمة التأكد من عدم محاولة أحدهم الدخول مجانًا أو الإقناع بالكلام السريع و المخادع. مرتديًا ملابس المهرج المخططة بالأخضر والرمادي، كان بإمكان تريپ أن يقول أي شيء تقريبًا و يفلت من العقاب و دون أن يغضب أحد منه. "مرحبًا بكِ، سيدتي، لا رسوم على الصغير، ولكن إن بدأ بالصراخ، فالأفضل أن تُرضعيه فورًا أو تخرجي به." واصل "تريب" ثرثرته المتواصلة: "صحيح، نصف بنس. نعم يا سيدي، حتى الرأس الفارغ [4] لا يزال يدفع السعر كاملًا ." ورغم أنّ مراقبته و هو يعمل كانت دومًا ممتعة، إلا أن معظم انتباهي كان منصرفًا نحو عربةٍ وصلت إلى طرف البلدة قبل نحو ربع ساعة. كان العمدة قد تشاجر مع العجوز الذي يقودها، ثم غادر غاضبًا. والآن رأيت العمدة يعود نحو العربة، برفقة رجل طويل يحمل هراوة غليظة، كان على الأرجح الشرطي إن لم أكن مخطئًا. تغلب علي الفضول، فبدأت أشق طريقي نحو العربة، محاولًا البقاء بعيدًا عن الأنظار. وبحلول اقتراب منهم بما يكفي كي أسمعهم، كان العمدة والعجوز يتجادلان مجددًا، بينما الشرطي واقفٌ بالجوار، يبدو عليه الانزعاج والضيق. "...أخبرتك بالفعل. لا أملك رخصة. ولا أحتاج إلى رخصة. هل يحتاج 'البائع المتجوّل' إلى رخصة؟ هل يحتاج 'الصنائعي'[5] إلى رخصة؟" قال 'العمدة': "أنت لست 'صنائعياً'. فلا تحاول أن تدعي ذلك و تمرر نفسك على هذا النحو." قال العجوز بغضب حاد: "أنا لا أحاول تمرير نفسي على أي نحو. أنا 'صنائعي' و'بائع متجوّل'، وأكثر من كليهما. أنا 'أرْكانِيسْت'[6]، أيها الكومة الهائلة المتخبطة من الحماقة!" قال 'العمدة' بإصرار: "هذا بالضبط ما أعنيه. نحن قوم نتّقي السامي في هذه الأنحاء. لا نريد العبث و لا التدخل بالأشياء المظلمة التي من الأفضل أن تظل بعيدة عنا. لا نريد المشاكل التي يمكن أن يجلبها أمثالك." قال العجوز: "أمثالي؟ وماذا تعرف عن أمثالي حتى؟ من المحتمل أنه لم يمرّ 'أركانيست' من هذه الأنحاء منذ خمسين سنة." قال 'العمدة': "ونحن نحب الأمر على هذا النحو. فقط عد من حيث أتيت." قال العجوز بحرارة: "وكأنني سأقضي ليلة تحت المطر بسبب غبائك الصلد هذا! لا أحتاج إلى إذنك لأستأجر غرفة أو أبيع في الشارع. والآن ابتعد عني، وإلا فسأريك بنفسك نوع المشاكل التي قد يسببها أمثالي." مرّت ومضة خوف على وجه 'العمدة' قبل أن تغمرها مشاعر الغضب. أشار بيده خلف كتفه نحو 'الشرطي': "إذن ستقضي الليلة في السجن بتهمة التشرد والسلوك التهديدي. وسنخلي سبيلك في الصباح إن تعلمت كيف تحفظ لسانك في فمك." اقترب 'الشرطي' من العربة، و هراوته مرفوعة بحذر إلى جانبه. ثبت العجوز في مكانه ورفع يده. وإذا بضوء أحمر عميق ينبثق من زوايا عربته الأمامية. قال بصوت مهدّد: "هذا يكفي. قد تسوء الأمور إن لم تتوقف هنا." وبعد لحظة من الدهشة، أدركتُ أن ذلك الضوء الغريب جاء من زوج من مصابيح السيمباثي [7] كان العجوز قد ركّبها في عربته. رأيت واحدة منها من قبل في مكتبة 'اللورد غريفالو'. كانت أكثر سطوعًا من مصابيح الغاز، وأكثر ثباتًا من الشموع أو المصابيح العادية، وتدوم تقريبًا إلى الأبد. وكانت أيضًا باهظة الثمن للغاية. أراهن أن أحدًا في هذه المدينة الصغيرة لم يسمع بها قط، فضلاً عن رؤيتها. توقف 'الشرطي' في مكانه عندما بدأ الضوء في التضخم و التصاعد. ولكن عندما لم يحدث شيء آخر، ثبت فكه وأكمل سيره نحو العربة. ازداد قلق العجوز من ملامح وجهه. "انتظر لحظة،" قال مع تلاشي الضوء الأحمر من العربة. "نحن لا نريد..." "أغلق فمك، أيها العجوز الملعون،" قال 'الشرطي'. وامتدت يده إلى ذراع 'الأركانيست' كما لو أنه يدخل يده إلى فرن. ثم، عندما لم يحدث شيء، ابتسم وأصبح أكثر ثقة. "لا تظن أنني لن أضربك ضربة قوية لأوقفك عن ممارسة مزيد من سحرك الشرير." قال 'العمدة' بتنهيدة ارتياح: "أحسنت، توم. خذه معنا وسنرسل من يرجع من أجل العربة." ابتسم 'الشرطي' و لوى ذراع العجوز. انحنى 'الأركانيست' عند خصريه وزفر نفسًا قصيرًا ومؤلمًا. من حيث كنت أختبئ، رأيت وجه 'الأركانيست' يتغير من القلق إلى الألم ثم الغضب في لحظة واحدة. رأيت فمه يتحرك. عصف ريح عنيف من حيث لا يدري أحد، كما لو أن عاصفة قد انفجرت فجأة دون سابق إنذار. ضربت الريح عربة العجوز فمالت على عجلتين قبل أن تعود بتوازنها إلى أربع. تمايل 'الشرطي' وسقط كما لو أنه قد أصيب بيدٍ سامية. حتى من حيث كنت أختبئ على بُعد حوالي ثلاثين قدمًا، كانت الرياح قوية لدرجة أنني اضطُررت لأخذ خطوة للأمام كما لو أنني دُفعت بقوة من الخلف. "ابتعد!" صرخ العجوز غاضبًا. "لا تزعجني بعد الآن! سأشعل دمك وأملاك برعب وخوف مثل الجليد والحديد!" كان هناك شيء مألوف في كلماته، لكنني لم أتمكن من تحديده. تراجع 'العمدة' والشرطي' وركضوا، وعيونها بيضاء شاحبة و قلقة كما لو أنهما خائفين مثل الخيول المذعورة. تلاشتِ الريح و خفَتَت بنفس السرعة التي جاءت بها. لم تستمر تلك العاصفة المفاجئة أكثر من خمس ثوانٍ. بما أن معظم سكان البلدة كانوا مجتمعين حول الحانة العامة، كنت أشك في أن أحدًا قد رآها سواي، أنا و'العمدة' و'الشرطي'، وحمير العجوز الذين كانوا يقفون هادئين في أحمالهم، غير متأثرين إطلاقًا. "اتركوا هذا المكان نظيفًا من وجودكم القذر،" تمتم 'الأركانيست' لنفسه وهو يراقبهم وهم يبتعدون. "بقوة و سلطان اسمي، أنا آمر بأن يكون الأمر كذلك." أدركت أخيرًا لماذا كانت كلماته تبدو مألوفة. كان يقتبس سطورًا من مشهد طرد الأرواح الشريرة في مسرحية 'دايونيكا' [8]. لم يكن العديد من الناس يعرفون تلك المسرحية. عاد العجوز إلى عربته وبدأ في الارتجال. "سأحولك إلى زبدة في يوم صيفي. سأحولك إلى شاعر بروح كاهن. سأملأك بكاسترد الليمون وأرميك من النافذة." ثم بصق. "أوغاد." بدا أن غضبه قد تلاشى وأطلق تنهيدة كبيرة مرهقة. "حسنًا، لا أظن أن الأمور يمكن أن تسوء أكثر من هذا،" تمتم العجوز وهو يفرك كتف الذراع الذي كان 'الشرطي' قد لفه. "هل تعتقد أنهم سيعودون ومعهم حشد خلفهم؟" لحظةً، ظننت أن العجوز كان يتحدث إليّ. ثم أدركت الحقيقة. كان يتحدث إلى حميره. قال لهما: "لا أظن ذلك أيضًا". ثم تابع: "لكنني كنت مخطئًا من قبل. دعونا نبقى بالقرب من أطراف المدينة ونلقي نظرة على آخر ما تبقى من الشوفان، أليس كذلك؟" تسلق العجوز إلى الجزء الخلفي من العربة وبدأ في النزول ومعه دلو واسع وكيس خيش شبه فارغ. قلب الكيس في الدلو وبدت عليه خيبة الأمل مع الإحباط من النتيجة. أخذ حفنة لنفسه ثم دفع الدلو نحو الحمير بقدمه. "لا تنظروا إلي هكذا" قال لهما. "إن الحصص قليلة للجميع. بالإضافة إلى ذلك، يمكنكم الرعي أيضا." ربّت على أحد الحمير بينما كان يأكل حفنته من الشوفان الخشن، متوقفًا بين الحين والآخر ليبصق قشره. لقد بدا لي الأمر محزنًا جدًا، هذا العجوز وحده على الطريق مع لا أحد ليتحدث إليه سوى حميره. الأمر صعب بالنسبة لنا ك 'إديما روه'، لكن على الأقل كان لدينا بعضنا البعض. هذا الرجل لا أحد له. "لقد ابتعدنا كثيرًا عن الحضارة، يا فتيان. الناس الذين يحتاجونني لا يثقون بي، وأولئك الذين يثقون بي لا يستطيعون تحمل تكاليفي." نظر العجوز إلى محفظته. "لدينا بنس ونصف، لذا خياراتنا محدودة. هل نريد أن نكون مبللين الليلة أم جائعين غدًا؟ لن نتمكن من القيام بأي عمل، لذا على الأرجح سنضطر ل لاختيار واحد منهما." زحفت حول حافة المبنى حتى تمكنت من رؤية ما كُتب على جانب عربة العجوز. كان مكتوبًا: "أبِنثي : أركانيست استثنائي. ناسخ. باحث عن المياه الجوفية. كيميائي. طبيب أسنان. سلع نادرة. جميع الأمراض يتم علاجها. العناصر المفقودة يتم العثور عليها. أي شيء يمكن إصلاحه. لا أبراج. لا جرعات حب. لا لعنات وأفعال شريرة." لاحظ 'أبِنثي' وجودي فور خروجي من خلف المبنى الذي كنت أختبئ وراءه. "مرحبًا. هل يمكنني مساعدتك؟" "لقد أخطأت في كتابة كلمة 'أمراض'(ailments) "، أشرت إليه. [9] بدا مفاجئًا. "في الواقع، إنها مزحة"، أوضح. "أنا أعد بعض الخمور." "آه، الجعة!"، قلت وأنا أهز رأسي. "فهمت الآن." أخرجت يدي من جيبي. "هل يمكنك بيع شيء لي مقابل بنس واحد؟" بدا أنه عالق بين التسلية والفضول. "ما الذي تبحث عنه؟" "أريد بعض اللاسيليوم(lacillium)." كنا قد قدمنا عرض 'فارين الفاتنة' عشرات المرات في الشهر الماضي، مما جعل عقلي الشاب ممتلئًا بالفضول والاغتيالات." "هل تتوقع أن يُسممك أحد؟" قال ذلك وهو يشعر ببعض الدهشة. "ليس حقًا. ولكن يبدو لي أنه إذا انتظرت حتى تعرف أنك بحاجة إلى ترياق، فربما يكون الوقت قد فات للحصول على واحد." "أعتقد أنني يمكنني بيعك جرعة مقابل بنس واحد"، قال. "هذا سيكون مقدارًا يكفي لشخص في حجمك. لكن الأمر خطير في حد ذاته. إنه يعالج بعض السموم فقط. يمكن أن تضر بنفسك إذا تناولته في الوقت الخطأ." "آه"، قلتُ. "لم أكن أعرف ذلك." في المسرحية كان يتم الترويج له كعلاج شامل لا يُخطئ. ضرب أبِنثي شفتيه بتفكير. "هل يمكنك أن تجيبني على سؤال في هذه الأثناء؟" ، أومأت له برأسي. "من هو صاحب هذه الفرقة؟" "بطريقة ما هي فرقتي"، قلت. "لكن بطريقة أخرى هي فرقة أبي لأنه يدير العرض ويحدد اتجاه سير العربات. لكنها أيضًا تابعة للبارون غريفاللو لأنه راعينا. نحن رجال اللورد غريفالو." رمقني العجوز بنظرة بدت فيها تسلية. "سمعت عنكم. فرقة جيدة. سمعة طيبة." أومأت برأسي، ولم أرى داعيًا للتواضع الزائف. "هل تعتقد أن والدك قد يكون مهتمًا بتوظيف أي مساعدة؟" سأل. "لا أدعي أنني ممثل عظيم، لكن وجودي في متناول اليد أمر مفيد. يمكنني صنع طلاء للوجه ومكياج لا يحتوي على الرصاص والزئبق والزرنيخ. يمكنني أيضًا التعامل مع الإضاءة بسرعة، لجعلها نظيفة، ومشرقة أو ساطعة. ألوان مختلفة إذا أردت." لم أكن بحاجة للتفكير طويلًا؛ فالشمع كان مكلفًا ومعرّضا للتأثر بالتيارات الهوائية، بينما كانت المشاعل قذرة وخطيرة. وكان الجميع في الفرقة تعلم مخاطر استعمال مستحضرات التجميل في وقت مبكر. كان من الصعب أن تصبح عضوًا قديمًا في الفرقة إذا كنت تضع السم على وجهك كل ثلاثة أيام وتنتهي بك الحال إلى الجنون و المرض عندما تبلغ الخامسة والعشرين. "ربما أتجاوز حدودي قليلاً"، قلت وأنا أمد يدي ليصافحه. "لكن دعني أكون أول من يرحب بك في الفرقة." ____ إذا كان هذا هو السرد الكامل والصادق لحياتي وأفعالي، أعتقد أنه يجب أن أذكر أن دوافع دعوتي لـ "بِن"(أبنثي) إلى فرقتنا لم تكن نبيلة تمامًااو إيثارا خالصا. صحيح أن مستحضرات التجميل الجيدة والإضاءة النظيفة كانت إضافة مرحب بها لفرقتنا. وصحيح أنني شعرت بالشفقة على العجوز الذي كان وحيدًا في الطريق. ولكن تحت كل ذلك و في أعماقي، كان الفضول هو ما دفعني. لقد رأيت "أبِنثي" يفعل شيئًا لم أتمكن من تفسيره، شيئًا غريبًا ورائعًا. لم تكن خدعته مع مصابيح التعاطف - كنت قد فهمت ذلك على أنه استعراض، خدعة لإثارة إعجاب سكان المدينة الجهلة. لكن ما فعله بعد ذلك كان مختلفًا. لقد استدعى الريح وجاءت الريح. كان سحرًا. سحر حقيقي. النوع الذي سمعت عنه في قصص "تابورلين العظيم". النوع الذي لم أؤمن به منذ أن كنت في السادسة. الآن لم أعد أعرف ماذا أؤمن و أصدق. لذا دعوتُه للانضمام إلى فرقتنا، آملًا أن أجد إجابات لأسئلتي. رغم أنني لم أكن أعلم ذلك في الوقت، كنت أبحث عن اسم الريح. ملاحظات:

6: أركانيست'(ARCANIST): يُشير إلى شخص متمرس في الفنون السحرية و العلمية (الفيزياء…)

●العُرف والتقاليد القانونية.

*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com

7: مصابيح السيمباثي (sympathy lamps): نوع من التكنولوجيا السحرية المتقدمة في عالم

الرواية.

2: قانون الكومنولث (Commonwealth Law) هو مصطلح يُستخدم غالبًا للإشارة إلى نظام القانون المطبّق في دول الكومنولث البريطاني، وهو تحالف يضم دولًا كانت في الغالب (بل 100%) مستعمرات بريطانية سابقة. ويُعرف هذا القانون أيضًا باسم: القانون العام (Common Law) مختلف عن القانون المدني ، وهو نظام قانوني تطوّر في إنجلترا ويعتمد بشكل كبير على:

8: دَايونيكا (Daeonica): المسرحية التي اقتبس منها العجوز، ويبدو أنها جزء من الثقافة الأدبية في عالم الرواية مثل تلك الأناشيد.

8: دَايونيكا (Daeonica): المسرحية التي اقتبس منها العجوز، ويبدو أنها جزء من الثقافة الأدبية في عالم الرواية مثل تلك الأناشيد.

9: هنا كلمة Alements هي المكتوبة بالأصل لكنها غير موجودة في الإنجليزية، إلا أنها تشبه كلمة Ailments (أمراض) ولذلك ظن كڤوث أنها خطأ مطبعي.

لكن "أبنثي" أجابه أنه يصنع الخمور. ومن هنا يتضح أن الكلمة هي تلاعب لفظي مقصود، حيث تحتوي الكلمة على الجذر ale الذي يعني "بيرة/جعة". مما يعني أنه يدّعي معالجة "جميع الأمراض" (Ailments). لكنه بدلاً من ذلك يكتب "Alements" ليشير ساخرًا إلى أنه يعالج باستخدام الجعة!

أي يجعلك تشرب لتنسَ مشاكلك و همومك و أمراضك...

9: هنا كلمة Alements هي المكتوبة بالأصل لكنها غير موجودة في الإنجليزية، إلا أنها تشبه كلمة Ailments (أمراض) ولذلك ظن كڤوث أنها خطأ مطبعي. لكن "أبنثي" أجابه أنه يصنع الخمور. ومن هنا يتضح أن الكلمة هي تلاعب لفظي مقصود، حيث تحتوي الكلمة على الجذر ale الذي يعني "بيرة/جعة". مما يعني أنه يدّعي معالجة "جميع الأمراض" (Ailments). لكنه بدلاً من ذلك يكتب "Alements" ليشير ساخرًا إلى أنه يعالج باستخدام الجعة! أي يجعلك تشرب لتنسَ مشاكلك و همومك و أمراضك...

---

ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن

أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
لا تنسى وضع تعليق للمترجم فهذا يساعده على الاستمرار ومواصلة العمل عندما يرى تشجيعًا.

Comment

اترك تعليقاً

Ads Blocker Image Powered by Code Help Pro

تم كشف مانع اعلانات

للتخلص من جميع الاعلانات، نقدم لك موقعنا المدفوع kolnovel.com

اعدادات القارئ

لايعمل مع الوضع اليلي
لتغير كلمة إله الى شيء أخر
إعادة ضبط