الفصل الثاني: شركة ميموريكس
غادرت إيلينا المكتب، شاعرة بالارتياح للخروج من وجود ستيرلينغ. كان هناك شيء مزعج في الطريقة التي نظر بها إليها، كما لو كانت مجرد شيء للدراسة وليست إنساناً.
استيقظت إيلينا في صباح اليوم التالي وهي تشعر بمزيج من الخوف والتصميم. كانت الساعة تشير إلى الثامنة صباحاً، وكان لديها ساعتان قبل موعدها في شركة ميموريكس. لم تنم جيداً الليلة الماضية، إذ ظلت تفكر في قرارها وفي رد فعل ديفيد الغاضب.
“لا داعي لذلك، ديف. أنا بخير.”
حاول ديفيد الاتصال بها عدة مرات بعد مغادرته المطعم، لكنها لم ترد. كانت تعلم أنه سيحاول إقناعها بتغيير رأيها، وكانت قد اتخذت قرارها بالفعل. لا رجوع فيه الآن.
“الآن، سنبدأ عملية الاستخراج. قد تشعرين ببعض الدوار أو الارتباك، لكن هذا طبيعي تماماً. فقط استرخي واسمحي للجهاز بالعمل.”
بعد الاستحمام وارتداء ملابسها – اختارت هذه المرة فستاناً أزرق بسيطاً وسترة خفيفة – تناولت فنجاناً من القهوة وقطعة خبز محمص. كانت معدتها متوترة، لكنها أجبرت نفسها على الأكل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “فرصة؟”
قبل مغادرة الشقة، توقفت أمام المرآة مرة أخرى. لمست القلادة التي أعطتها إياها والدتها، متسائلة عما إذا كانت ستشعر بنفس الارتباط العاطفي بها بعد الإجراء. “أنا آسفة، ماما،” همست. “لكنني لا أرى خياراً آخر.”
صمت ديفيد للحظة. “كيف تشعرين؟”
في مترو الأنفاق، جلست إيلينا وحيدة، تحدق في الفراغ. كان هناك عدد قليل من الركاب في هذا الوقت من الصباح، معظمهم يبدو عليهم النعاس أو الانشغال بهواتفهم. تساءلت إيلينا عما إذا كان أي منهم قد باع ذكرياته أيضاً. هل كانت هذه الممارسة شائعة أكثر مما كانت تعتقد؟
هز ديفيد رأسه. “لا، لست غاضباً. أنا فقط… حزين. حزين لأنك اضطررت لاتخاذ مثل هذا القرار. حزين لأننا وصلنا إلى هذه النقطة.”
عندما وصلت إلى برج ميموريكس الزجاجي، شعرت بالرهبة مرة أخرى. كان البرج يبدو أكثر إثارة للخوف في ضوء الصباح، كأنه عملاق يراقب المدينة. دخلت البهو الفسيح، وتوجهت إلى مكتب الاستقبال. كانت نفس المرأة من اليوم السابق هناك، ترتدي بدلة رمادية مختلفة قليلاً.
شعرت إيلينا بوخزة خفيفة في ذراعها، ثم بدأت تشعر بالنعاس تدريجياً. كانت لا تزال واعية، لكنها شعرت وكأنها تطفو خارج جسدها.
“صباح الخير، كيف يمكنني مساعدتك؟” سألت المرأة بابتسامة مهنية.
شعرت إيلينا بالشك. كان هناك شيء غير صحيح في هذا العرض. “وماذا يتضمن هذا البرنامج بالضبط؟”
“اسمي إيلينا كوفاكس. لدي موعد مع الدكتور مارتن في العاشرة.”
“لا داعي لذلك، ديف. أنا بخير.”
نقرت المرأة على لوحة المفاتيح أمامها، ثم أومأت برأسها. “نعم، السيدة كوفاكس. أنت هنا لإجراء استخراج الذكرى، صحيح؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “بالطبع. خذي وقتك. هنا بطاقتي الشخصية. اتصلي بي مباشرة عندما تتخذين قرارك.”
“نعم، هذا صحيح.”
“يمكننا الذهاب إلى هناك غداً. أنا لا أملك محاضرات، ويمكنك أخذ يوم إجازة من العمل.”
“ممتاز. سيقابلك الدكتور مارتن في الطابق الخامس والعشرين كالمعتاد. خذي هذه البطاقة واستخدميها في المصعد.”
فكرت إيلينا للحظة. “بصراحة؟ أشعر بالغرابة. كما لو أن جزءاً مني مفقود. لكنني أشعر أيضاً… بالراحة، بطريقة ما. الألم الذي كنت أشعر به كلما تذكرت ماما قد اختفى.”
أخذت إيلينا البطاقة وشكرت المرأة، ثم توجهت إلى المصعد. كان قلبها يخفق بشدة، وشعرت بالعرق البارد يتجمع على جبينها. كانت على وشك اتخاذ خطوة لا رجعة فيها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أنا أعلم ذلك، ديف. لكنني لم أكن أملك خياراً آخر. كنا بحاجة إلى المال.”
في المصعد، مررت البطاقة على القارئ، وضغطت على زر الطابق الخامس والعشرين. بدأ المصعد في الصعود بسرعة، وشعرت إيلينا بأذنيها تنسدان. أغمضت عينيها، محاولة تهدئة أعصابها.
“نعم، ولكن بشروط أفضل بكثير من العملاء العاديين. ستتلقين تعويضاً أعلى، وستكون لديك فرصة للمساهمة في تقدم العلم.”
عندما وصلت إلى الطابق المطلوب، فتحت أبواب المصعد لتكشف عن نفس الردهة الأنيقة من اليوم السابق. كان جيمس، الرجل الشاب ذو النظارات، خلف مكتب الاستقبال كالمعتاد.
“وهل هذا شيء جيد؟”
“السيدة كوفاكس، مرحباً بك مرة أخرى،” قال بابتسامة ودية. “الدكتور مارتن ينتظرك. من هنا، من فضلك.”
“ممتاز. سيقابلك الدكتور مارتن في الطابق الخامس والعشرين كالمعتاد. خذي هذه البطاقة واستخدميها في المصعد.”
قادها جيمس عبر نفس الممر الطويل، لكنه هذه المرة لم يتوقف أمام مكتب الدكتور مارتن. بدلاً من ذلك، استمر في المشي حتى نهاية الممر، حيث كان هناك باب معدني كبير.
ابتسم ستيرلينغ ابتسامة غامضة. “ستُخزن في قاعدة بياناتنا، كما أخبرك الدكتور مارتن. لكنني أردت أن أشكرك شخصياً على مساهمتك في مشروعنا.”
“الدكتور مارتن سيلتقي بك في غرفة الإجراء،” شرح جيمس وهو يمرر بطاقته على قارئ بجانب الباب. فتح الباب بصوت طنين خافت، كاشفاً عن غرفة واسعة ذات إضاءة زرقاء خافتة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتسم الدكتور مارتن. “هذا يعني أن الإجراء كان ناجحاً. لقد استخرجنا المحتوى العاطفي للذكرى، تاركين الأحداث نفسها سليمة. مع مرور الوقت، ستعتادين على هذا الشعور الجديد.”
دخلت إيلينا الغرفة بتردد، وأغلق جيمس الباب خلفها. كانت الغرفة تبدو مثل مزيج بين غرفة عمليات طبية ومختبر علمي متطور. في وسط الغرفة، كان هناك كرسي يشبه كرسي طبيب الأسنان، محاط بأجهزة معقدة ذات أضواء وامضة وشاشات.
صمت ديفيد للحظة. “كيف تشعرين؟”
“آه، السيدة كوفاكس، أنت هنا.” جاء صوت الدكتور مارتن من زاوية الغرفة، حيث كان يقف أمام شاشة كبيرة. كان يرتدي معطفاً أبيض فوق بدلته، ويضع نظارات طبية مختلفة عن تلك التي كان يرتديها بالأمس.
بعد الاستحمام وارتداء ملابسها – اختارت هذه المرة فستاناً أزرق بسيطاً وسترة خفيفة – تناولت فنجاناً من القهوة وقطعة خبز محمص. كانت معدتها متوترة، لكنها أجبرت نفسها على الأكل.
“صباح الخير، دكتور مارتن،” ردت إيلينا، محاولة إخفاء توترها.
الفصل الثاني: شركة ميموريكس
“أنا سعيد لأنك قررت المضي قدماً في الإجراء،” قال الدكتور مارتن وهو يقترب منها. “قبل أن نبدأ، هل لديك أي أسئلة أخيرة؟”
بدأ الطنين يزداد قوة، وشعرت إيلينا بإحساس غريب في رأسها، كما لو أن شخصاً ما كان يتصفح أفكارها. ثم، فجأة، بدأت الذكرى تتلاشى. كانت لا تزال تستطيع رؤية المشهد في ذهنها – المستشفى، والدتها – لكن المشاعر المرتبطة به بدأت تتبخر. الحزن، الخوف، الحب، كلها بدأت تختفي، تاركة وراءها فراغاً غريباً.
فكرت إيلينا للحظة. كان لديها الكثير من الأسئلة، لكنها لم تكن متأكدة من أنها تريد معرفة الإجابات. “هل… هل سيؤلم؟” سألت أخيراً.
“حسناً، سنفعل ذلك غداً.”
ابتسم الدكتور مارتن ابتسامة مطمئنة. “لا على الإطلاق. ستشعرين بوخز خفيف عندما نضع أقطاب التوصيل، ثم ستغرقين في نوم خفيف أثناء الإجراء. عندما تستيقظين، سيكون كل شيء قد انتهى.”
هز ديفيد رأسه. “لا، لست غاضباً. أنا فقط… حزين. حزين لأنك اضطررت لاتخاذ مثل هذا القرار. حزين لأننا وصلنا إلى هذه النقطة.”
“وماذا عن الذكرى نفسها؟ هل سأنساها تماماً؟”
عادت إيلينا إلى شقتها، شاعرة بالإرهاق العاطفي والجسدي. كان الصداع الذي حذرها منه الدكتور مارتن قد بدأ، وكانت تشعر بالدوار والغثيان.
“كما شرحت بالأمس، ستتذكرين الأحداث نفسها، لكن بدون المشاعر المرتبطة بها. ستكون مثل قصة قرأتها عن شخص آخر.”
قادها جيمس إلى مصعد مختلف، أصغر وأكثر فخامة من المصعد الرئيسي. استخدم بطاقته لتشغيل المصعد، وضغط على زر الطابق الثلاثين.
أومأت إيلينا برأسها، غير مقتنعة تماماً. “وماذا ستفعلون بالذكرى بعد استخراجها؟”
“ربما. والآن، إذا سمحت لي، يجب أن أذهب.”
“ستُخزن في قاعدة بياناتنا، وستُعرض للبيع لعملائنا المهتمين. لا تقلقي، نحن نتعامل مع جميع الذكريات بأقصى درجات السرية والاحترام.”
ترددت إيلينا. كانت القلادة شيئاً شخصياً جداً، وكانت غير مرتاحة لفكرة إعطائها لهذا الرجل الغريب. لكنها شعرت أيضاً بنوع من الضغط الخفي، كما لو أن رفض طلبه قد يكون له عواقب.
لم تكن إيلينا متأكدة من أنها تصدق ذلك، لكنها لم تكن في وضع يسمح لها بالتشكيك. كانت بحاجة إلى المال، وكانت قد اتخذت قرارها بالفعل.
“نعم. في ميموريكس، نحن لا نبيع فقط الذكريات. نحن نبني أرشيفاً للتجربة البشرية. كل ذكرى نستخرجها تضيف إلى فهمنا للعقل البشري والوعي.”
“حسناً، أنا مستعدة،” قالت أخيراً.
ابتسم ديفيد ابتسامة حزينة. “وهذا بالضبط ما يقلقني.”
“ممتاز. من فضلك، اجلسي على الكرسي هناك، وسنبدأ الإجراء.”
“من الطبيعي أن تشعري ببعض الدوار أو الصداع بعد الإجراء. سيزول ذلك خلال ساعات قليلة. إذا استمرت الأعراض لأكثر من 24 ساعة، فيرجى الاتصال بنا على الفور.”
توجهت إيلينا إلى الكرسي في وسط الغرفة وجلست عليه. كان مريحاً بشكل مفاجئ، مبطناً بمادة ناعمة تشبه الجلد. بمجرد جلوسها، بدأت أجزاء من الكرسي في التحرك، متكيفة مع شكل جسدها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ممتاز. جيمس ينتظر خارج الغرفة.”
“مريح، أليس كذلك؟” سأل الدكتور مارتن وهو يقترب منها، حاملاً جهازاً صغيراً يشبه التاج. “هذا هو جهاز استخراج الذكريات. سأضعه على رأسك، وسيقوم بتحديد موقع الذكرى المستهدفة واستخراجها.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أنا أعلم ذلك، ديف. لكنني لم أكن أملك خياراً آخر. كنا بحاجة إلى المال.”
وضع الدكتور مارتن الجهاز على رأس إيلينا بلطف. كان خفيفاً بشكل مدهش، وبالكاد شعرت به. بدأت أضواء صغيرة على الجهاز في الوميض، وسمعت إيلينا صوت طنين خافت.
“يمكننا الذهاب إلى هناك غداً. أنا لا أملك محاضرات، ويمكنك أخذ يوم إجازة من العمل.”
“الآن، أريدك أن تفكري في الذكرى التي نريد استخراجها – اللحظات الأخيرة مع والدتك. ركزي على التفاصيل قدر الإمكان.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ممتاز. من فضلك، اجلسي على الكرسي هناك، وسنبدأ الإجراء.”
أغمضت إيلينا عينيها وبدأت في استحضار الذكرى. المستشفى الهادئ، يد والدتها الهزيلة في يدها، الكلمات الأخيرة، القلادة. شعرت بالدموع تتجمع خلف جفونها المغلقة.
فكرت إيلينا في ذلك. كانت فكرة جيدة. ربما كان هناك شيء في أغراض والدتها يمكن أن يساعدهما على فهم ما كانت تعرفه.
“ممتاز،” همس الدكتور مارتن. “الجهاز يلتقط الذكرى بوضوح. الآن، سأعطيك حقنة صغيرة ستساعدك على الاسترخاء.”
“يمكننا البحث في أغراضها. ربما تركت شيئاً ما – مذكرات، رسائل، أي شيء قد يعطينا فكرة عما كانت تعرفه.”
شعرت إيلينا بوخزة خفيفة في ذراعها، ثم بدأت تشعر بالنعاس تدريجياً. كانت لا تزال واعية، لكنها شعرت وكأنها تطفو خارج جسدها.
“السيد مايكل ستيرلينغ، المدير التنفيذي لشركة ميموريكس. لقد أبدى اهتماماً خاصاً بحالتك.”
“الآن، سنبدأ عملية الاستخراج. قد تشعرين ببعض الدوار أو الارتباك، لكن هذا طبيعي تماماً. فقط استرخي واسمحي للجهاز بالعمل.”
“يمكننا الذهاب إلى هناك غداً. أنا لا أملك محاضرات، ويمكنك أخذ يوم إجازة من العمل.”
بدأ الطنين يزداد قوة، وشعرت إيلينا بإحساس غريب في رأسها، كما لو أن شخصاً ما كان يتصفح أفكارها. ثم، فجأة، بدأت الذكرى تتلاشى. كانت لا تزال تستطيع رؤية المشهد في ذهنها – المستشفى، والدتها – لكن المشاعر المرتبطة به بدأت تتبخر. الحزن، الخوف، الحب، كلها بدأت تختفي، تاركة وراءها فراغاً غريباً.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعرت إيلينا بالارتباك للحظة، غير متأكدة من مكانها أو سبب وجودها هناك. ثم تذكرت – كانت في شركة ميموريكس، وكانت قد باعت ذكرى اللحظات الأخيرة مع والدتها.
حاولت إيلينا التشبث بالمشاعر، لكنها كانت تنزلق بعيداً مثل الماء بين أصابعها. شعرت بالذعر للحظة، محاولة استعادة الإحساس بالفقدان الذي كان دائماً مرتبطاً بتلك الذكرى، لكنه كان قد اختفى بالفعل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com توقفت إيلينا، مستغربة. “من؟”
ثم، ببطء، بدأت تغرق في النوم، والعالم من حولها يتلاشى في الظلام.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
__________________________________________________
نقرت المرأة على لوحة المفاتيح أمامها، ثم أومأت برأسها. “نعم، السيدة كوفاكس. أنت هنا لإجراء استخراج الذكرى، صحيح؟”
عندما استيقظت إيلينا، كانت لا تزال جالسة على الكرسي في وسط الغرفة. كان الدكتور مارتن يقف بجانبها، يراقب شاشة صغيرة.
“شكراً لك، فيكتوريا. يمكنك المغادرة الآن.”
“آه، أنت مستيقظة. كيف تشعرين؟” سأل بابتسامة.
ابتسم الدكتور مارتن ابتسامة مطمئنة. “لا على الإطلاق. ستشعرين بوخز خفيف عندما نضع أقطاب التوصيل، ثم ستغرقين في نوم خفيف أثناء الإجراء. عندما تستيقظين، سيكون كل شيء قد انتهى.”
شعرت إيلينا بالارتباك للحظة، غير متأكدة من مكانها أو سبب وجودها هناك. ثم تذكرت – كانت في شركة ميموريكس، وكانت قد باعت ذكرى اللحظات الأخيرة مع والدتها.
فكرت إيلينا في ذلك. كانت والدتها دائماً شخصاً خاصاً، وكانت هناك جوانب من حياتها لم تتحدث عنها أبداً. “ربما. لكنني لا أعرف كيف يمكننا معرفة ذلك الآن.”
“أنا… لا أعرف،” أجابت بصدق. “أشعر… بالغرابة.”
“الأمر ليس بهذا السوء، ديف. أنا لا زلت أتذكرها. فقط… بدون المشاعر المرتبطة بالذكرى.”
“هذا طبيعي تماماً. سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى تتكيف مع التغيير. هل يمكنك تذكر الذكرى التي استخرجناها؟”
“ستُخزن في قاعدة بياناتنا، وستُعرض للبيع لعملائنا المهتمين. لا تقلقي، نحن نتعامل مع جميع الذكريات بأقصى درجات السرية والاحترام.”
فكرت إيلينا للحظة، محاولة استحضار الذكرى. كانت تستطيع رؤية المشهد بوضوح – المستشفى، والدتها على السرير، الكلمات الأخيرة، القلادة. لكن شيئاً ما كان مفقوداً. كانت تتذكر الأحداث، لكنها لم تشعر بأي شيء تجاهها. كان الأمر كما لو أنها كانت تتذكر مشهداً من فيلم شاهدته منذ زمن بعيد.
“كنت… مشغولة.”
“نعم، أستطيع تذكرها،” قالت أخيراً. “لكنها تبدو… مختلفة. كما لو أنها حدثت لشخص آخر.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ألقت بنفسها على الأريكة، وأغمضت عينيها. حاولت استحضار ذكرى والدتها مرة أخرى، محاولة الشعور بشيء – أي شيء – تجاهها. لكن الفراغ كان لا يزال هناك. كانت تتذكر الأحداث، لكنها لم تشعر بأي شيء تجاهها.
ابتسم الدكتور مارتن. “هذا يعني أن الإجراء كان ناجحاً. لقد استخرجنا المحتوى العاطفي للذكرى، تاركين الأحداث نفسها سليمة. مع مرور الوقت، ستعتادين على هذا الشعور الجديد.”
وضعت البطاقة جانباً، غير مرتاحة للرسالة. كان هناك شيء مزعج في فكرة “التحكم” في الذكريات، كما لو كانت مجرد أشياء يمكن التلاعب بها.
أومأت إيلينا برأسها، غير متأكدة مما إذا كانت تشعر بالارتياح أم بالحزن. كان هناك فراغ غريب داخلها، حيث كان الألم موجوداً سابقاً.
استيقظت إيلينا في صباح اليوم التالي وهي تشعر بمزيج من الخوف والتصميم. كانت الساعة تشير إلى الثامنة صباحاً، وكان لديها ساعتان قبل موعدها في شركة ميموريكس. لم تنم جيداً الليلة الماضية، إذ ظلت تفكر في قرارها وفي رد فعل ديفيد الغاضب.
“والآن، بخصوص الدفع،” تابع الدكتور مارتن. “كما اتفقنا، سنقوم بتحويل المبلغ إلى حسابك المصرفي اليوم. يجب أن يظهر في حسابك خلال 24 ساعة.”
فكرت إيلينا للحظة. “بصراحة؟ أشعر بالغرابة. كما لو أن جزءاً مني مفقود. لكنني أشعر أيضاً… بالراحة، بطريقة ما. الألم الذي كنت أشعر به كلما تذكرت ماما قد اختفى.”
“شكراً لك،” قالت إيلينا بصوت خافت.
وضع الدكتور مارتن الجهاز على رأس إيلينا بلطف. كان خفيفاً بشكل مدهش، وبالكاد شعرت به. بدأت أضواء صغيرة على الجهاز في الوميض، وسمعت إيلينا صوت طنين خافت.
“هل تشعرين أنك قادرة على المغادرة؟ أم تفضلين البقاء للراحة قليلاً؟”
لم تكن إيلينا متأكدة من أنها تصدق ذلك، لكنها لم تكن في وضع يسمح لها بالتشكيك. كانت بحاجة إلى المال، وكانت قد اتخذت قرارها بالفعل.
“لا، أنا بخير. يمكنني المغادرة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ممتاز. من فضلك، اجلسي على الكرسي هناك، وسنبدأ الإجراء.”
ساعدها الدكتور مارتن على النهوض من الكرسي. شعرت إيلينا بالدوار للحظة، لكنها استعادت توازنها بسرعة.
قادها جيمس إلى مصعد مختلف، أصغر وأكثر فخامة من المصعد الرئيسي. استخدم بطاقته لتشغيل المصعد، وضغط على زر الطابق الثلاثين.
“من الطبيعي أن تشعري ببعض الدوار أو الصداع بعد الإجراء. سيزول ذلك خلال ساعات قليلة. إذا استمرت الأعراض لأكثر من 24 ساعة، فيرجى الاتصال بنا على الفور.”
لمست القلادة مرة أخرى، متسائلة عما كانت تخفيه. كانت هناك أسئلة كثيرة، وكانت تأمل أن تجد بعض الإجابات غداً.
أومأت إيلينا برأسها، وبدأت تتجه نحو الباب.
“ديف، هل تعرف أي شيء عن القلادة التي أعطتني إياها ماما قبل وفاتها؟”
“آه، وقبل أن تذهبي،” أضاف الدكتور مارتن، “هناك شخص يرغب في مقابلتك.”
“ممتاز. سيقابلك الدكتور مارتن في الطابق الخامس والعشرين كالمعتاد. خذي هذه البطاقة واستخدميها في المصعد.”
توقفت إيلينا، مستغربة. “من؟”
صمت ديفيد للحظة. “كيف تشعرين؟”
“السيد مايكل ستيرلينغ، المدير التنفيذي لشركة ميموريكس. لقد أبدى اهتماماً خاصاً بحالتك.”
“لا أعرف. لكن كان هناك شيء في طريقة نظره إليها… كما لو أنه كان يعرف شيئاً عنها لم أكن أعرفه.”
شعرت إيلينا بالقلق. لماذا يهتم المدير التنفيذي للشركة بها؟ “لماذا يريد مقابلتي؟”
“لا أعرف. لكن كان هناك شيء في طريقة نظره إليها… كما لو أنه كان يعرف شيئاً عنها لم أكن أعرفه.”
“لا أعرف التفاصيل، لكنه طلب مني إبلاغك أنه يرغب في التحدث معك بعد الإجراء. مكتبه في الطابق الثلاثين. جيمس سيرافقك إلى هناك إذا وافقت.”
“يمكننا الذهاب إلى هناك غداً. أنا لا أملك محاضرات، ويمكنك أخذ يوم إجازة من العمل.”
ترددت إيلينا. لم تكن متأكدة مما إذا كانت تريد مقابلة هذا الشخص الغامض، لكنها كانت فضولية أيضاً. “حسناً، سأقابله.”
أومأت إيلينا برأسها، غير متأكدة مما إذا كانت تشعر بالارتياح أم بالحزن. كان هناك فراغ غريب داخلها، حيث كان الألم موجوداً سابقاً.
“ممتاز. جيمس ينتظر خارج الغرفة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أنهى ديفيد المكالمة قبل أن تتمكن إيلينا من الاعتراض. تنهدت ووضعت الهاتف جانباً. كانت تعلم أن ديفيد كان قلقاً عليها، لكنها لم تكن متأكدة مما إذا كانت تريد رؤيته الآن. كانت لا تزال تحاول فهم ما حدث لها، وكيف تشعر حيال ذلك.
خرجت إيلينا من غرفة الإجراء، وكان جيمس ينتظرها بالفعل في الممر.
وضع الدكتور مارتن الجهاز على رأس إيلينا بلطف. كان خفيفاً بشكل مدهش، وبالكاد شعرت به. بدأت أضواء صغيرة على الجهاز في الوميض، وسمعت إيلينا صوت طنين خافت.
“السيدة كوفاكس، سأرافقك إلى مكتب السيد ستيرلينغ. من هنا، من فضلك.”
“الآن، أريدك أن تفكري في الذكرى التي نريد استخراجها – اللحظات الأخيرة مع والدتك. ركزي على التفاصيل قدر الإمكان.”
قادها جيمس إلى مصعد مختلف، أصغر وأكثر فخامة من المصعد الرئيسي. استخدم بطاقته لتشغيل المصعد، وضغط على زر الطابق الثلاثين.
“يمكننا البحث في أغراضها. ربما تركت شيئاً ما – مذكرات، رسائل، أي شيء قد يعطينا فكرة عما كانت تعرفه.”
“السيد ستيرلينغ نادراً ما يقابل العملاء شخصياً،” قال جيمس أثناء صعود المصعد. “يجب أن تكوني مميزة.”
وضعت البطاقة جانباً، غير مرتاحة للرسالة. كان هناك شيء مزعج في فكرة “التحكم” في الذكريات، كما لو كانت مجرد أشياء يمكن التلاعب بها.
لم ترد إيلينا، غير متأكدة مما يعنيه ذلك. كانت لا تزال تشعر بالغرابة بعد الإجراء، وكان عقلها يحاول التكيف مع الفراغ الجديد داخلها.
“السيد ستيرلينغ نادراً ما يقابل العملاء شخصياً،” قال جيمس أثناء صعود المصعد. “يجب أن تكوني مميزة.”
عندما وصل المصعد إلى الطابق الثلاثين، فتحت الأبواب لتكشف عن ردهة فخمة بشكل لا يصدق. كانت الجدران مغطاة بالخشب الداكن، والأرضية من الرخام الأبيض اللامع. في وسط الردهة، كان هناك مكتب استقبال كبير، خلفه امرأة أنيقة ترتدي بدلة سوداء.
شعرت إيلينا بوخزة خفيفة في ذراعها، ثم بدأت تشعر بالنعاس تدريجياً. كانت لا تزال واعية، لكنها شعرت وكأنها تطفو خارج جسدها.
“السيدة كوفاكس هنا لمقابلة السيد ستيرلينغ،” أعلن جيمس.
“لا داعي لذلك، ديف. أنا بخير.”
أومأت المرأة برأسها. “نعم، إنه ينتظرها. من هنا، من فضلك.”
توجهت إيلينا إلى الكرسي في وسط الغرفة وجلست عليه. كان مريحاً بشكل مفاجئ، مبطناً بمادة ناعمة تشبه الجلد. بمجرد جلوسها، بدأت أجزاء من الكرسي في التحرك، متكيفة مع شكل جسدها.
قادت المرأة إيلينا عبر باب مزدوج كبير إلى مكتب ضخم. كانت النوافذ تمتد من الأرض إلى السقف، مقدمة إطلالة مذهلة على المدينة. في وسط المكتب، كان هناك مكتب زجاجي كبير، وخلفه جلس رجل في منتصف الأربعينات من عمره، ذو شعر أسود مشوب بالشيب وعينين رماديتين حادتين.
“آه، وقبل أن تذهبي،” أضاف الدكتور مارتن، “هناك شخص يرغب في مقابلتك.”
“السيدة كوفاكس، سيدي،” قالت المرأة.
“ديف، هل تعرف أي شيء عن القلادة التي أعطتني إياها ماما قبل وفاتها؟”
“شكراً لك، فيكتوريا. يمكنك المغادرة الآن.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com توقفت إيلينا، مستغربة. “من؟”
غادرت المرأة، تاركة إيلينا وحيدة مع الرجل الذي افترضت أنه مايكل ستيرلينغ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com جلس ديفيد على الأريكة، وأشار إليها لتجلس بجانبه. “أنت لم تخونيها، إيلي. فعلت ما اعتقدت أنه الأفضل لنا.”
“السيدة كوفاكس، مرحباً بك في مكتبي. أنا مايكل ستيرلينغ، المدير التنفيذي لشركة ميموريكس. من فضلك، اجلسي.”
بدأ الطنين يزداد قوة، وشعرت إيلينا بإحساس غريب في رأسها، كما لو أن شخصاً ما كان يتصفح أفكارها. ثم، فجأة، بدأت الذكرى تتلاشى. كانت لا تزال تستطيع رؤية المشهد في ذهنها – المستشفى، والدتها – لكن المشاعر المرتبطة به بدأت تتبخر. الحزن، الخوف، الحب، كلها بدأت تختفي، تاركة وراءها فراغاً غريباً.
جلست إيلينا على الكرسي المقابل للمكتب، شاعرة بالتوتر. كان هناك شيء في طريقة نظر ستيرلينغ إليها جعلها تشعر بعدم الارتياح.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ممتاز. من فضلك، اجلسي على الكرسي هناك، وسنبدأ الإجراء.”
“أنا متأكد أنك تتساءلين لماذا طلبت مقابلتك،” بدأ ستيرلينغ. “الحقيقة هي أنني أهتم شخصياً بجميع الحالات الفريدة التي تمر عبر شركتنا. وحالتك، السيدة كوفاكس، فريدة بالفعل.”
كانت القطعة الزرقاء تبدو وكأنها مصنوعة من نوع من الكريستال، وكانت تعكس الضوء بطريقة غريبة. عندما أمالتها في ضوء معين، بدا وكأن هناك شيئاً ما داخلها – نوعاً من النقش أو الرمز.
“فريدة؟ كيف؟” سألت إيلينا، مستغربة.
“تعرض علي وظيفة؟” سألت إيلينا، مندهشة.
“الذكرى التي بعتها – اللحظات الأخيرة مع والدتك. إنها ذكرى ذات محتوى عاطفي قوي بشكل استثنائي. نادراً ما نرى مثل هذا النوع من الذكريات.”
فكرت إيلينا للحظة. “بصراحة؟ أشعر بالغرابة. كما لو أن جزءاً مني مفقود. لكنني أشعر أيضاً… بالراحة، بطريقة ما. الألم الذي كنت أشعر به كلما تذكرت ماما قد اختفى.”
شعرت إيلينا بالانزعاج من فكرة أن هذا الرجل الغريب كان يتحدث عن لحظاتها الخاصة مع والدتها. “وماذا ستفعلون بها؟”
لمست القلادة حول عنقها، متسائلة عن سبب اهتمام ستيرلينغ بها. كانت مجرد قلادة قديمة، ليس لها قيمة مادية كبيرة. لكن والدتها قالت إنها ستذكرها من هي، إذا شعرت يوماً أنها تفقد نفسها.
ابتسم ستيرلينغ ابتسامة غامضة. “ستُخزن في قاعدة بياناتنا، كما أخبرك الدكتور مارتن. لكنني أردت أن أشكرك شخصياً على مساهمتك في مشروعنا.”
“أنا سعيد لأنك قررت المضي قدماً في الإجراء،” قال الدكتور مارتن وهو يقترب منها. “قبل أن نبدأ، هل لديك أي أسئلة أخيرة؟”
“مشروعكم؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “صباح الخير، دكتور مارتن،” ردت إيلينا، محاولة إخفاء توترها.
“نعم. في ميموريكس، نحن لا نبيع فقط الذكريات. نحن نبني أرشيفاً للتجربة البشرية. كل ذكرى نستخرجها تضيف إلى فهمنا للعقل البشري والوعي.”
صمت ديفيد مرة أخرى. “أنا آسف. أنا أعلم أنك فعلت ذلك من أجلي. لكنني لا أستطيع تقبل فكرة أنك بعت ذكرياتك عن ماما.”
كان هناك شيء في طريقة حديثه جعل إيلينا تشعر بالقلق. كان يتحدث عن الذكريات كما لو كانت مجرد بيانات، وليست لحظات حية من حياة الناس.
“ممتاز. سيقابلك الدكتور مارتن في الطابق الخامس والعشرين كالمعتاد. خذي هذه البطاقة واستخدميها في المصعد.”
“وهل هذا هو السبب الوحيد لطلب مقابلتي؟” سألت، غير مقتنعة.
فكرت إيلينا للحظة، محاولة استحضار الذكرى. كانت تستطيع رؤية المشهد بوضوح – المستشفى، والدتها على السرير، الكلمات الأخيرة، القلادة. لكن شيئاً ما كان مفقوداً. كانت تتذكر الأحداث، لكنها لم تشعر بأي شيء تجاهها. كان الأمر كما لو أنها كانت تتذكر مشهداً من فيلم شاهدته منذ زمن بعيد.
نظر إليها ستيرلينغ بتمعن، كما لو كان يدرس تفاعلها. “لا، ليس تماماً. أردت أيضاً أن أعرض عليك فرصة.”
نظرت إلى بطاقة مايكل ستيرلينغ التي أعطاها إياها. كان اسمه مطبوعاً بحروف ذهبية على خلفية سوداء، مع شعار ميموريكس في الزاوية. تحته، كان هناك رقم هاتف ورسالة صغيرة: “المستقبل ينتمي لمن يتحكمون في ذكرياتهم.”
“فرصة؟”
“مرحباً، ديف،” قالت، محاولة الابتسام.
“نعم. بناءً على تقييمنا، فإن ذاكرتك قوية بشكل استثنائي، وقدرتك على استحضار التفاصيل مثيرة للإعجاب. نحن نبحث دائماً عن أشخاص مثلك للانضمام إلى فريقنا.”
شعرت إيلينا بوخزة خفيفة في ذراعها، ثم بدأت تشعر بالنعاس تدريجياً. كانت لا تزال واعية، لكنها شعرت وكأنها تطفو خارج جسدها.
“تعرض علي وظيفة؟” سألت إيلينا، مندهشة.
“من الطبيعي أن تشعري ببعض الدوار أو الصداع بعد الإجراء. سيزول ذلك خلال ساعات قليلة. إذا استمرت الأعراض لأكثر من 24 ساعة، فيرجى الاتصال بنا على الفور.”
“نوعاً ما. نحن نبحث عن متطوعين لبرنامج بحثي جديد نقوم به. البرنامج يتضمن دراسة كيفية تفاعل الذكريات المختلفة مع بعضها البعض. المشاركون في البرنامج يتلقون تعويضاً سخياً.”
لكن والدتها قالت إنها ستذكرها من هي. ماذا كانت تعني بذلك؟
شعرت إيلينا بالشك. كان هناك شيء غير صحيح في هذا العرض. “وماذا يتضمن هذا البرنامج بالضبط؟”
“ربما. والآن، إذا سمحت لي، يجب أن أذهب.”
“في الأساس، نقوم بدراسة كيفية تأثير استخراج ذكريات متعددة على الوعي العام للشخص. المشاركون يبيعون ذكريات إضافية على مدى فترة من الزمن، ونحن ندرس التغييرات في إدراكهم وسلوكهم.”
“أعلم ذلك. وأنا ممتن لما فعلته. لكنني لا أريدك أن تضحي بنفسك من أجلي.”
“تريدني أن أبيع المزيد من ذكرياتي؟” سألت إيلينا، غير مصدقة.
“ستُخزن في قاعدة بياناتنا، وستُعرض للبيع لعملائنا المهتمين. لا تقلقي، نحن نتعامل مع جميع الذكريات بأقصى درجات السرية والاحترام.”
“نعم، ولكن بشروط أفضل بكثير من العملاء العاديين. ستتلقين تعويضاً أعلى، وستكون لديك فرصة للمساهمة في تقدم العلم.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ضحكت إيلينا. كان ديفيد دائماً يعرف كيف يجعلها تشعر بالتحسن. “نعم، أنا جائعة. يمكننا طلب البيتزا.”
فكرت إيلينا في العرض. كان المال مغرياً، خاصة بعد أن عرفت الآن أن بيع الذكريات لم يكن مؤلماً كما كانت تخشى. لكن كان هناك شيء في طريقة نظر ستيرلينغ إليها جعلها تشعر بالخطر.
أخذت إيلينا البطاقة ووضعتها في حقيبتها. وقفت لتغادر، لكن ستيرلينغ أوقفها.
“أحتاج إلى التفكير في الأمر،” قالت أخيراً.
“ستُخزن في قاعدة بياناتنا، وستُعرض للبيع لعملائنا المهتمين. لا تقلقي، نحن نتعامل مع جميع الذكريات بأقصى درجات السرية والاحترام.”
“بالطبع. خذي وقتك. هنا بطاقتي الشخصية. اتصلي بي مباشرة عندما تتخذين قرارك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم ترد إيلينا، غير متأكدة مما يعنيه ذلك. كانت لا تزال تشعر بالغرابة بعد الإجراء، وكان عقلها يحاول التكيف مع الفراغ الجديد داخلها.
أخذت إيلينا البطاقة ووضعتها في حقيبتها. وقفت لتغادر، لكن ستيرلينغ أوقفها.
جلست إيلينا على الكرسي المقابل للمكتب، شاعرة بالتوتر. كان هناك شيء في طريقة نظر ستيرلينغ إليها جعلها تشعر بعدم الارتياح.
“آه، وقبل أن تذهبي، السيدة كوفاكس. هناك شيء آخر.”
“فريدة؟ كيف؟” سألت إيلينا، مستغربة.
“نعم؟”
“حسناً، سنفعل ذلك غداً.”
“القلادة التي تحملينها. إنها جميلة جداً. هل هي من والدتك؟”
“لأنه اختفى بالفعل، إيلي. لقد بعت جزءاً من نفسك.”
شعرت إيلينا بالصدمة. كيف عرف ذلك؟ هل كان قد شاهد الذكرى التي باعتها بالفعل؟
كانت القطعة الزرقاء تبدو وكأنها مصنوعة من نوع من الكريستال، وكانت تعكس الضوء بطريقة غريبة. عندما أمالتها في ضوء معين، بدا وكأن هناك شيئاً ما داخلها – نوعاً من النقش أو الرمز.
“نعم،” أجابت بتردد. “كانت آخر هدية منها.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “بالطبع. خذي وقتك. هنا بطاقتي الشخصية. اتصلي بي مباشرة عندما تتخذين قرارك.”
“أفهم. إنها قطعة فريدة. أتساءل… هل يمكنني رؤيتها عن قرب؟”
“صباح الخير، كيف يمكنني مساعدتك؟” سألت المرأة بابتسامة مهنية.
ترددت إيلينا. كانت القلادة شيئاً شخصياً جداً، وكانت غير مرتاحة لفكرة إعطائها لهذا الرجل الغريب. لكنها شعرت أيضاً بنوع من الضغط الخفي، كما لو أن رفض طلبه قد يكون له عواقب.
بينما كان ديفيد يتصل بمطعم البيتزا، جلست إيلينا تفكر في كل ما حدث. كانت قد باعت ذكرى ثمينة، وكانت تشعر بالفراغ بسببها. لكنها كانت أيضاً قد حصلت على المال الذي كانت تحتاجه بشدة، وربما كانت على وشك اكتشاف سر كانت والدتها تخفيه.
“أفضل ألا أخلعها،” قالت أخيراً. “إنها ذات قيمة عاطفية كبيرة بالنسبة لي.”
“هل تشعرين أنك قادرة على المغادرة؟ أم تفضلين البقاء للراحة قليلاً؟”
نظر إليها ستيرلينغ بنظرة غريبة، مزيج من خيبة الأمل والفضول. “بالطبع، أفهم ذلك. ربما في وقت آخر.”
“صباح الخير، كيف يمكنني مساعدتك؟” سألت المرأة بابتسامة مهنية.
“ربما. والآن، إذا سمحت لي، يجب أن أذهب.”
أومأت إيلينا برأسها، وبدأت تتجه نحو الباب.
“بالتأكيد. شكراً لك على وقتك، السيدة كوفاكس. أتطلع لسماع ردك بخصوص عرضنا.”
“وهل هذا هو السبب الوحيد لطلب مقابلتي؟” سألت، غير مقتنعة.
غادرت إيلينا المكتب، شاعرة بالارتياح للخروج من وجود ستيرلينغ. كان هناك شيء مزعج في الطريقة التي نظر بها إليها، كما لو كانت مجرد شيء للدراسة وليست إنساناً.
“نعم، ولكن بشروط أفضل بكثير من العملاء العاديين. ستتلقين تعويضاً أعلى، وستكون لديك فرصة للمساهمة في تقدم العلم.”
في المصعد، فكرت في العرض الذي قدمه لها. كان المال مغرياً، لكنها لم تكن متأكدة مما إذا كانت تريد بيع المزيد من ذكرياتها. كان هناك شيء غير صحيح في الأمر كله.
“أحتاج إلى التفكير في الأمر،” قالت أخيراً.
عندما خرجت من برج ميموريكس، شعرت بالارتياح لتنفس الهواء النقي. كانت السماء صافية، والشمس ساطعة، لكنها شعرت بظل غريب يخيم عليها. كان قرارها ببيع ذكرى والدتها قد تم بالفعل، ولا يمكن التراجع عنه. لكنها تساءلت عما إذا كانت قد ارتكبت خطأً.
ابتسم الدكتور مارتن ابتسامة مطمئنة. “لا على الإطلاق. ستشعرين بوخز خفيف عندما نضع أقطاب التوصيل، ثم ستغرقين في نوم خفيف أثناء الإجراء. عندما تستيقظين، سيكون كل شيء قد انتهى.”
لمست القلادة حول عنقها، متسائلة عن سبب اهتمام ستيرلينغ بها. كانت مجرد قلادة قديمة، ليس لها قيمة مادية كبيرة. لكن والدتها قالت إنها ستذكرها من هي، إذا شعرت يوماً أنها تفقد نفسها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أنهى ديفيد المكالمة قبل أن تتمكن إيلينا من الاعتراض. تنهدت ووضعت الهاتف جانباً. كانت تعلم أن ديفيد كان قلقاً عليها، لكنها لم تكن متأكدة مما إذا كانت تريد رؤيته الآن. كانت لا تزال تحاول فهم ما حدث لها، وكيف تشعر حيال ذلك.
وللمرة الأولى، بدأت إيلينا تتساءل عما إذا كانت والدتها قد عرفت شيئاً لم تخبرها به.
“اسمي إيلينا كوفاكس. لدي موعد مع الدكتور مارتن في العاشرة.”
__________________________________________________
“الآن، أريدك أن تفكري في الذكرى التي نريد استخراجها – اللحظات الأخيرة مع والدتك. ركزي على التفاصيل قدر الإمكان.”
عادت إيلينا إلى شقتها، شاعرة بالإرهاق العاطفي والجسدي. كان الصداع الذي حذرها منه الدكتور مارتن قد بدأ، وكانت تشعر بالدوار والغثيان.
“السيد ستيرلينغ نادراً ما يقابل العملاء شخصياً،” قال جيمس أثناء صعود المصعد. “يجب أن تكوني مميزة.”
ألقت بنفسها على الأريكة، وأغمضت عينيها. حاولت استحضار ذكرى والدتها مرة أخرى، محاولة الشعور بشيء – أي شيء – تجاهها. لكن الفراغ كان لا يزال هناك. كانت تتذكر الأحداث، لكنها لم تشعر بأي شيء تجاهها.
“لا داعي لذلك، ديف. أنا بخير.”
رن هاتفها، مقاطعاً أفكارها. كان المتصل ديفيد.
ساعدها الدكتور مارتن على النهوض من الكرسي. شعرت إيلينا بالدوار للحظة، لكنها استعادت توازنها بسرعة.
“مرحباً، ديف،” أجابت، متوقعة المزيد من الغضب.
وضع الدكتور مارتن الجهاز على رأس إيلينا بلطف. كان خفيفاً بشكل مدهش، وبالكاد شعرت به. بدأت أضواء صغيرة على الجهاز في الوميض، وسمعت إيلينا صوت طنين خافت.
“إيلي، أين أنت؟ لقد حاولت الاتصال بك طوال الصباح.”
“لا أعرف. لكن الأمر يبدو مستبعداً. كانت هذه التقنية جديدة نسبياً، وماما توفيت قبل ثلاث سنوات.”
“كنت… مشغولة.”
ابتسم ستيرلينغ ابتسامة غامضة. “ستُخزن في قاعدة بياناتنا، كما أخبرك الدكتور مارتن. لكنني أردت أن أشكرك شخصياً على مساهمتك في مشروعنا.”
“هل فعلتها؟ هل بعت الذكرى؟”
وضع الدكتور مارتن الجهاز على رأس إيلينا بلطف. كان خفيفاً بشكل مدهش، وبالكاد شعرت به. بدأت أضواء صغيرة على الجهاز في الوميض، وسمعت إيلينا صوت طنين خافت.
تنهدت إيلينا. “نعم، فعلتها.”
“الدكتور مارتن سيلتقي بك في غرفة الإجراء،” شرح جيمس وهو يمرر بطاقته على قارئ بجانب الباب. فتح الباب بصوت طنين خافت، كاشفاً عن غرفة واسعة ذات إضاءة زرقاء خافتة.
صمت ديفيد للحظة. “كيف تشعرين؟”
“آه، السيدة كوفاكس، أنت هنا.” جاء صوت الدكتور مارتن من زاوية الغرفة، حيث كان يقف أمام شاشة كبيرة. كان يرتدي معطفاً أبيض فوق بدلته، ويضع نظارات طبية مختلفة عن تلك التي كان يرتديها بالأمس.
“بصراحة؟ لا أعرف. أشعر… بالفراغ. كما لو أن جزءاً مني قد اختفى.”
غادرت إيلينا المكتب، شاعرة بالارتياح للخروج من وجود ستيرلينغ. كان هناك شيء مزعج في الطريقة التي نظر بها إليها، كما لو كانت مجرد شيء للدراسة وليست إنساناً.
“لأنه اختفى بالفعل، إيلي. لقد بعت جزءاً من نفسك.”
استيقظت إيلينا في صباح اليوم التالي وهي تشعر بمزيج من الخوف والتصميم. كانت الساعة تشير إلى الثامنة صباحاً، وكان لديها ساعتان قبل موعدها في شركة ميموريكس. لم تنم جيداً الليلة الماضية، إذ ظلت تفكر في قرارها وفي رد فعل ديفيد الغاضب.
“أنا أعلم ذلك، ديف. لكنني لم أكن أملك خياراً آخر. كنا بحاجة إلى المال.”
لمست القلادة مرة أخرى، متسائلة عما كانت تخفيه. كانت هناك أسئلة كثيرة، وكانت تأمل أن تجد بعض الإجابات غداً.
“المال ليس كل شيء، إيلي. هناك أشياء أكثر أهمية.”
جلسا في صمت للحظة، كل منهما غارق في أفكاره. ثم تذكرت إيلينا شيئاً.
“مثل ماذا؟ مثل الجوع؟ مثل الطرد من الشقة؟ مثل عدم قدرتك على إكمال دراستك؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ممتاز. جيمس ينتظر خارج الغرفة.”
صمت ديفيد مرة أخرى. “أنا آسف. أنا أعلم أنك فعلت ذلك من أجلي. لكنني لا أستطيع تقبل فكرة أنك بعت ذكرياتك عن ماما.”
نقرت المرأة على لوحة المفاتيح أمامها، ثم أومأت برأسها. “نعم، السيدة كوفاكس. أنت هنا لإجراء استخراج الذكرى، صحيح؟”
“الأمر ليس بهذا السوء، ديف. أنا لا زلت أتذكرها. فقط… بدون المشاعر المرتبطة بالذكرى.”
“ستُخزن في قاعدة بياناتنا، وستُعرض للبيع لعملائنا المهتمين. لا تقلقي، نحن نتعامل مع جميع الذكريات بأقصى درجات السرية والاحترام.”
“وهل هذا أفضل حقاً؟ أن تتذكريها بدون أن تشعري بأي شيء تجاهها؟”
حاول ديفيد الاتصال بها عدة مرات بعد مغادرته المطعم، لكنها لم ترد. كانت تعلم أنه سيحاول إقناعها بتغيير رأيها، وكانت قد اتخذت قرارها بالفعل. لا رجوع فيه الآن.
لم تعرف إيلينا كيف تجيب. كان ديفيد محقاً، بطريقة ما. كان هناك شيء مزعج في تذكر والدتها بدون الشعور بالحب أو الحزن.
“ربما. والآن، إذا سمحت لي، يجب أن أذهب.”
“على أي حال،” تابع ديفيد، “أنا قادم إلى شقتك الآن. أريد التأكد من أنك بخير.”
كان هناك شيء في طريقة حديثه جعل إيلينا تشعر بالقلق. كان يتحدث عن الذكريات كما لو كانت مجرد بيانات، وليست لحظات حية من حياة الناس.
“لا داعي لذلك، ديف. أنا بخير.”
لمست القلادة حول عنقها، متسائلة عن سبب اهتمام ستيرلينغ بها. كانت مجرد قلادة قديمة، ليس لها قيمة مادية كبيرة. لكن والدتها قالت إنها ستذكرها من هي، إذا شعرت يوماً أنها تفقد نفسها.
“أنا قادم على أي حال. سأكون هناك في غضون ساعة.”
“لأنه اختفى بالفعل، إيلي. لقد بعت جزءاً من نفسك.”
أنهى ديفيد المكالمة قبل أن تتمكن إيلينا من الاعتراض. تنهدت ووضعت الهاتف جانباً. كانت تعلم أن ديفيد كان قلقاً عليها، لكنها لم تكن متأكدة مما إذا كانت تريد رؤيته الآن. كانت لا تزال تحاول فهم ما حدث لها، وكيف تشعر حيال ذلك.
“حسناً، أنا مستعدة،” قالت أخيراً.
نظرت إلى بطاقة مايكل ستيرلينغ التي أعطاها إياها. كان اسمه مطبوعاً بحروف ذهبية على خلفية سوداء، مع شعار ميموريكس في الزاوية. تحته، كان هناك رقم هاتف ورسالة صغيرة: “المستقبل ينتمي لمن يتحكمون في ذكرياتهم.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “وهل هذا أفضل حقاً؟ أن تتذكريها بدون أن تشعري بأي شيء تجاهها؟”
وضعت البطاقة جانباً، غير مرتاحة للرسالة. كان هناك شيء مزعج في فكرة “التحكم” في الذكريات، كما لو كانت مجرد أشياء يمكن التلاعب بها.
“هل تشعرين أنك قادرة على المغادرة؟ أم تفضلين البقاء للراحة قليلاً؟”
قررت أخذ حمام ساخن قبل وصول ديفيد. ربما سيساعدها ذلك على الاسترخاء والتفكير بوضوح.
__________________________________________________
في الحمام، خلعت ملابسها ونظرت إلى نفسها في المرآة. كانت تبدو نفسها – نفس الوجه، نفس العينين، نفس الجسد. لكنها شعرت بالاختلاف. كان هناك فراغ داخلها لم يكن موجوداً من قبل.
“لا أعرف. لكن الأمر يبدو مستبعداً. كانت هذه التقنية جديدة نسبياً، وماما توفيت قبل ثلاث سنوات.”
لمست القلادة حول عنقها، متسائلة مرة أخرى عن سبب اهتمام ستيرلينغ بها. كانت مجرد قلادة فضية بسيطة، مع قطعة زرقاء صغيرة على شكل قطرة ماء. لم تكن تبدو خاصة أو قيمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com جلس ديفيد على الأريكة، وأشار إليها لتجلس بجانبه. “أنت لم تخونيها، إيلي. فعلت ما اعتقدت أنه الأفضل لنا.”
لكن والدتها قالت إنها ستذكرها من هي. ماذا كانت تعني بذلك؟
بعد الاستحمام وارتداء ملابسها – اختارت هذه المرة فستاناً أزرق بسيطاً وسترة خفيفة – تناولت فنجاناً من القهوة وقطعة خبز محمص. كانت معدتها متوترة، لكنها أجبرت نفسها على الأكل.
خلعت القلادة ووضعتها على حافة الحوض، ثم دخلت الحمام. كان الماء الساخن يريح عضلاتها المتوترة، لكنه لم يستطع إزالة الشعور بالفراغ داخلها.
شعرت إيلينا بالقلق. لماذا يهتم المدير التنفيذي للشركة بها؟ “لماذا يريد مقابلتي؟”
بعد الحمام، ارتدت ملابس مريحة وعادت إلى القلادة. أخذتها بيدها، متفحصة إياها عن قرب للمرة الأولى منذ وقت طويل.
لم تعرف إيلينا كيف تجيب. كان ديفيد محقاً، بطريقة ما. كان هناك شيء مزعج في تذكر والدتها بدون الشعور بالحب أو الحزن.
كانت القطعة الزرقاء تبدو وكأنها مصنوعة من نوع من الكريستال، وكانت تعكس الضوء بطريقة غريبة. عندما أمالتها في ضوء معين، بدا وكأن هناك شيئاً ما داخلها – نوعاً من النقش أو الرمز.
ساعدها الدكتور مارتن على النهوض من الكرسي. شعرت إيلينا بالدوار للحظة، لكنها استعادت توازنها بسرعة.
حاولت إيلينا رؤية ما كان داخل الكريستال، لكنه كان صغيراً جداً. ربما كانت تتخيل الأمر فقط.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أغمضت إيلينا عينيها وبدأت في استحضار الذكرى. المستشفى الهادئ، يد والدتها الهزيلة في يدها، الكلمات الأخيرة، القلادة. شعرت بالدموع تتجمع خلف جفونها المغلقة.
رن جرس الباب، مقاطعاً أفكارها. كان ديفيد قد وصل.
“إيلي، أين أنت؟ لقد حاولت الاتصال بك طوال الصباح.”
وضعت القلادة حول عنقها مرة أخرى، وذهبت لفتح الباب. كان ديفيد يقف هناك، يبدو قلقاً ومتعباً.
رن جرس الباب، مقاطعاً أفكارها. كان ديفيد قد وصل.
“مرحباً، ديف،” قالت، محاولة الابتسام.
“السيد ستيرلينغ نادراً ما يقابل العملاء شخصياً،” قال جيمس أثناء صعود المصعد. “يجب أن تكوني مميزة.”
“إيلي،” قال، وعانقها بقوة. “أنا آسف لما قلته بالأمس. لم أكن أقصد أن أجعلك تشعرين بالسوء.”
“بصراحة؟ لا أعرف. أشعر… بالفراغ. كما لو أن جزءاً مني قد اختفى.”
“لا بأس، ديف. أنا أفهم لماذا كنت غاضباً.”
“مثل ماذا؟ مثل الجوع؟ مثل الطرد من الشقة؟ مثل عدم قدرتك على إكمال دراستك؟”
دخل ديفيد الشقة، ونظر إليها بتمعن. “كيف تشعرين حقاً؟”
__________________________________________________
فكرت إيلينا للحظة. “بصراحة؟ أشعر بالغرابة. كما لو أن جزءاً مني مفقود. لكنني أشعر أيضاً… بالراحة، بطريقة ما. الألم الذي كنت أشعر به كلما تذكرت ماما قد اختفى.”
عندما استيقظت إيلينا، كانت لا تزال جالسة على الكرسي في وسط الغرفة. كان الدكتور مارتن يقف بجانبها، يراقب شاشة صغيرة.
“وهل هذا شيء جيد؟”
أومأت إيلينا برأسها، غير متأكدة مما إذا كانت تشعر بالارتياح أم بالحزن. كان هناك فراغ غريب داخلها، حيث كان الألم موجوداً سابقاً.
“لا أعرف. جزء مني يشعر بالذنب لأنني لم أعد أشعر بالحزن عندما أفكر فيها. كما لو أنني خنت ذكراها بطريقة ما.”
“المال ليس كل شيء، إيلي. هناك أشياء أكثر أهمية.”
جلس ديفيد على الأريكة، وأشار إليها لتجلس بجانبه. “أنت لم تخونيها، إيلي. فعلت ما اعتقدت أنه الأفضل لنا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لمست القلادة حول عنقها، متسائلة مرة أخرى عن سبب اهتمام ستيرلينغ بها. كانت مجرد قلادة فضية بسيطة، مع قطعة زرقاء صغيرة على شكل قطرة ماء. لم تكن تبدو خاصة أو قيمة.
“هل ما زلت غاضباً مني؟”
“الدكتور مارتن سيلتقي بك في غرفة الإجراء،” شرح جيمس وهو يمرر بطاقته على قارئ بجانب الباب. فتح الباب بصوت طنين خافت، كاشفاً عن غرفة واسعة ذات إضاءة زرقاء خافتة.
هز ديفيد رأسه. “لا، لست غاضباً. أنا فقط… حزين. حزين لأنك اضطررت لاتخاذ مثل هذا القرار. حزين لأننا وصلنا إلى هذه النقطة.”
“أنا أيضاً، ديف. لكن المال سيساعدنا كثيراً. يمكننا سداد الديون، ودفع رسومك الجامعية، وحتى وضع بعض المال جانباً.”
“أنا أيضاً، ديف. لكن المال سيساعدنا كثيراً. يمكننا سداد الديون، ودفع رسومك الجامعية، وحتى وضع بعض المال جانباً.”
وضعت القلادة حول عنقها مرة أخرى، وذهبت لفتح الباب. كان ديفيد يقف هناك، يبدو قلقاً ومتعباً.
“أعلم ذلك. وأنا ممتن لما فعلته. لكنني لا أريدك أن تضحي بنفسك من أجلي.”
دخلت إيلينا الغرفة بتردد، وأغلق جيمس الباب خلفها. كانت الغرفة تبدو مثل مزيج بين غرفة عمليات طبية ومختبر علمي متطور. في وسط الغرفة، كان هناك كرسي يشبه كرسي طبيب الأسنان، محاط بأجهزة معقدة ذات أضواء وامضة وشاشات.
“أنت أخي الصغير، ديف. سأفعل أي شيء من أجلك.”
“إيلي، أين أنت؟ لقد حاولت الاتصال بك طوال الصباح.”
ابتسم ديفيد ابتسامة حزينة. “وهذا بالضبط ما يقلقني.”
“هذا طبيعي تماماً. سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى تتكيف مع التغيير. هل يمكنك تذكر الذكرى التي استخرجناها؟”
جلسا في صمت للحظة، كل منهما غارق في أفكاره. ثم تذكرت إيلينا شيئاً.
“تعرض علي وظيفة؟” سألت إيلينا، مندهشة.
“ديف، هل تعرف أي شيء عن القلادة التي أعطتني إياها ماما قبل وفاتها؟”
رن هاتفها، مقاطعاً أفكارها. كان المتصل ديفيد.
نظر ديفيد إلى القلادة حول عنقها. “ليس الكثير. كانت ترتديها دائماً، وكانت تقول إنها كانت لجدتنا قبلها. لماذا تسألين؟”
“الآن، أريدك أن تفكري في الذكرى التي نريد استخراجها – اللحظات الأخيرة مع والدتك. ركزي على التفاصيل قدر الإمكان.”
“لا أعرف. شيء غريب حدث اليوم. بعد الإجراء، قابلت المدير التنفيذي لشركة ميموريكس، رجل يدعى مايكل ستيرلينغ. كان مهتماً جداً بالقلادة، وطلب رؤيتها عن قرب.”
أومأت إيلينا برأسها، غير مقتنعة تماماً. “وماذا ستفعلون بالذكرى بعد استخراجها؟”
رفع ديفيد حاجبيه. “هذا غريب. لماذا يهتم بقلادة قديمة؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل فعلتها؟ هل بعت الذكرى؟”
“لا أعرف. لكن كان هناك شيء في طريقة نظره إليها… كما لو أنه كان يعرف شيئاً عنها لم أكن أعرفه.”
“ربما كانت تعرف شيئاً آخر. شيئاً لم تخبرنا به.”
“هل تعتقدين أنها قد تكون ذات قيمة؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com جلس ديفيد على الأريكة، وأشار إليها لتجلس بجانبه. “أنت لم تخونيها، إيلي. فعلت ما اعتقدت أنه الأفضل لنا.”
هزت إيلينا رأسها. “لا أعتقد ذلك. إنها مجرد قلادة فضية بسيطة مع قطعة زرقاء. لكن ماما قالت شيئاً غريباً قبل وفاتها. قالت إن القلادة ستذكرني من أنا، إذا شعرت يوماً أنني أفقد نفسي.”
“شكراً لك، فيكتوريا. يمكنك المغادرة الآن.”
فكر ديفيد للحظة. “هذا غريب بالفعل. هل تعتقدين أنها كانت تعرف شيئاً عن شركة ميموريكس وتقنية استخراج الذكريات؟”
ساعدها الدكتور مارتن على النهوض من الكرسي. شعرت إيلينا بالدوار للحظة، لكنها استعادت توازنها بسرعة.
“لا أعرف. لكن الأمر يبدو مستبعداً. كانت هذه التقنية جديدة نسبياً، وماما توفيت قبل ثلاث سنوات.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أنهى ديفيد المكالمة قبل أن تتمكن إيلينا من الاعتراض. تنهدت ووضعت الهاتف جانباً. كانت تعلم أن ديفيد كان قلقاً عليها، لكنها لم تكن متأكدة مما إذا كانت تريد رؤيته الآن. كانت لا تزال تحاول فهم ما حدث لها، وكيف تشعر حيال ذلك.
“ربما كانت تعرف شيئاً آخر. شيئاً لم تخبرنا به.”
استيقظت إيلينا في صباح اليوم التالي وهي تشعر بمزيج من الخوف والتصميم. كانت الساعة تشير إلى الثامنة صباحاً، وكان لديها ساعتان قبل موعدها في شركة ميموريكس. لم تنم جيداً الليلة الماضية، إذ ظلت تفكر في قرارها وفي رد فعل ديفيد الغاضب.
فكرت إيلينا في ذلك. كانت والدتها دائماً شخصاً خاصاً، وكانت هناك جوانب من حياتها لم تتحدث عنها أبداً. “ربما. لكنني لا أعرف كيف يمكننا معرفة ذلك الآن.”
ساعدها الدكتور مارتن على النهوض من الكرسي. شعرت إيلينا بالدوار للحظة، لكنها استعادت توازنها بسرعة.
“يمكننا البحث في أغراضها. ربما تركت شيئاً ما – مذكرات، رسائل، أي شيء قد يعطينا فكرة عما كانت تعرفه.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أنا متأكد أنك تتساءلين لماذا طلبت مقابلتك،” بدأ ستيرلينغ. “الحقيقة هي أنني أهتم شخصياً بجميع الحالات الفريدة التي تمر عبر شركتنا. وحالتك، السيدة كوفاكس، فريدة بالفعل.”
“معظم أغراضها في التخزين. لم يكن لدينا مساحة كافية للاحتفاظ بها هنا.”
“صباح الخير، كيف يمكنني مساعدتك؟” سألت المرأة بابتسامة مهنية.
“يمكننا الذهاب إلى هناك غداً. أنا لا أملك محاضرات، ويمكنك أخذ يوم إجازة من العمل.”
أخذت إيلينا البطاقة وشكرت المرأة، ثم توجهت إلى المصعد. كان قلبها يخفق بشدة، وشعرت بالعرق البارد يتجمع على جبينها. كانت على وشك اتخاذ خطوة لا رجعة فيها.
فكرت إيلينا في ذلك. كانت فكرة جيدة. ربما كان هناك شيء في أغراض والدتها يمكن أن يساعدهما على فهم ما كانت تعرفه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعرت إيلينا بالصدمة. كيف عرف ذلك؟ هل كان قد شاهد الذكرى التي باعتها بالفعل؟
“حسناً، سنفعل ذلك غداً.”
“وماذا عن الذكرى نفسها؟ هل سأنساها تماماً؟”
ابتسم ديفيد. “ممتاز. والآن، ماذا عن تناول بعض الطعام؟ أنا جائع، وأنت تبدين كما لو أنك لم تأكلي طوال اليوم.”
عندما وصل المصعد إلى الطابق الثلاثين، فتحت الأبواب لتكشف عن ردهة فخمة بشكل لا يصدق. كانت الجدران مغطاة بالخشب الداكن، والأرضية من الرخام الأبيض اللامع. في وسط الردهة، كان هناك مكتب استقبال كبير، خلفه امرأة أنيقة ترتدي بدلة سوداء.
ضحكت إيلينا. كان ديفيد دائماً يعرف كيف يجعلها تشعر بالتحسن. “نعم، أنا جائعة. يمكننا طلب البيتزا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “في الأساس، نقوم بدراسة كيفية تأثير استخراج ذكريات متعددة على الوعي العام للشخص. المشاركون يبيعون ذكريات إضافية على مدى فترة من الزمن، ونحن ندرس التغييرات في إدراكهم وسلوكهم.”
“رائع. سأتصل بهم.”
“نعم،” أجابت بتردد. “كانت آخر هدية منها.”
بينما كان ديفيد يتصل بمطعم البيتزا، جلست إيلينا تفكر في كل ما حدث. كانت قد باعت ذكرى ثمينة، وكانت تشعر بالفراغ بسببها. لكنها كانت أيضاً قد حصلت على المال الذي كانت تحتاجه بشدة، وربما كانت على وشك اكتشاف سر كانت والدتها تخفيه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أنت أخي الصغير، ديف. سأفعل أي شيء من أجلك.”
لمست القلادة مرة أخرى، متسائلة عما كانت تخفيه. كانت هناك أسئلة كثيرة، وكانت تأمل أن تجد بعض الإجابات غداً.
“شكراً لك،” قالت إيلينا بصوت خافت.
لكنها لم تكن تعلم أن البحث عن الإجابات سيقودها إلى اكتشافات أكثر إثارة للقلق مما كانت تتخيل.
“يمكننا الذهاب إلى هناك غداً. أنا لا أملك محاضرات، ويمكنك أخذ يوم إجازة من العمل.”
لكن والدتها قالت إنها ستذكرها من هي. ماذا كانت تعني بذلك؟
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات