الظلام
الفصل 9 : الظلام
أحدق فيها، غاضبًا.
تتفتح الطاقة من الموسوم إلى الخارج، سائلة للعين، مُبخِّرة جسده ومنتشرة على الأرض كالزئبق المنسكب قبل أن تُظلم، وتنزلق عائدة إلى المركز، شافطة الرجال والكراسي والزجاجات نحوها كثقب أسود قبل أن تنفجر بدوي عميق كالكابوس. أمسك بـجاكال من سترته وأطير عبر الجدار، مصطدمًا بكتفي أولًا، بينما خلفنا، يتمزق الزجاج والخشب والمعدن وطبلات الأذن والرجال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لم تقتليه”، أقول.
يفشل حذائي. نطير عبر الشارع ونرتطم بالمبنى المقابل، محطمين الخرسانة وساقطين على الأرض بينما يتقلص “عرين الضياع الصغير” إلى الداخل كحبة عنب تصبح زبيبا ثم غبارًا. يزفر زفرة الدمار من النار والرماد قبل أن ينهار ويتحول إلى خراب.
“الراقص كان يحترمه دائمًا”، أقول.
تحتي، جاكال فاقد للوعي، وساقاه محروقتان بشدة. أتقيأ وأنا أحاول الوقوف، هيكلي العظمي يصر كجذع شجرة يافعة بعد أول ريح شتوية قاسية. أترنح واقفًا فقط لأسقط على الأرض مرة أخرى، مفرغًا معدتي مرة ثانية. هناك ألم في جمجمتي. أنفي ينزف دمًا. وأذناي يسيل منهما الدم كذلك. عيناي تنبضان من الانفجار. كتفي مخلوع. أصل إلى ركبتي، وأسند كتفي على الحائط وأعيد المفصل إلى مكانه، و أرتجف بينما أزفر أنفاسي وهو يطقطق بينما يعود مكانه. شعور الخدر يداعب أصابعي. أمسح القيء عن يدي وأترنح واقفًا أخيرًا على قدمي. أحمل جاكال وأضيق عيني في مواجهة الدخان.
“دالو، اخرج”، تقول إيفي بهدوء. “الآن”. تبتعد الأحذية بطقطقة. “هل يمكنني التوقف عن التظاهر الآن؟” أسأل. “بكل الوسائل”، يقول ميكي. أكسر الأصفاد التي استخدموها لربط معصمي خلف ظهري، وأنزع الكيس الذي يغطي رأسي. المختبر الخرساني والمعدني نظيف، وهادئ باستثناء الموسيقى الهادئة. ضباب خفيف يطفو في الهواء من غليون ميكي المائي في الزاوية. أقف شامخًا فوقه هو وإيفي. لا تستطيع تمالك نفسها. لم تعد تلك الوردة المغوية من الحانة، بل ترمي بنفسها عليّ كفتاة صغيرة تستقبل عمًا غائبًا منذ زمن طويل. يداها تتشبثان بخصري بينما تبتعد في النهاية وتحدق في عيني الذهبيتين بعينيها الورديتين. على الرغم من ضحكها، إلا أنها كلها إحساس وجمال، بذراعين نحيلتين وابتسامة بطيئة وحميمية لا تعكس أيًا من الحزن الذي يجب أن يتركه قتل ما يقرب من مئتي شخص عليها. الفتاة المجنحة أصبحت طائر جيف ويبدو أنها لم تلاحظ ذلك. أتساءل إن كانت ستبتسم بهذه السعادة لو كان عليها قتل كل هؤلاء الناس بسكين. كم جعلنا القتل الجماعي سهلاً.
لا أسمع شيئًا سوى عويل الأهداب السمعية. كعصافير تصرخ في أذني الداخلية، نابضة. أنفض الأضواء التي ترقص عبر رؤيتي. يبتلعني الدخان. يتدفق الناس حولي، كالماء حول صخرة، مسرعين لمساعدة المحاصرين. لن يجدوا سوى الموت، سوى الرماد. دوي اختراق حاجز الصوت يعكر هدوء الليل. فرق دعم جاكال تسرع من المدينة أعلاه. وبينما يهبطون ليأخذوه من هذا الجحيم، تتلاشى العصافير في أذني، تلتهمها طقطقة اللهب وبكاء الجرحى.
هناك شيء ما في نبرتها. “ماذا تقصدين؟”.
أقف أمام مصنع مهجور، على بعد أربعمئة كيلومتر من القلعة، في عمق القطاع الصناعي القديم. بُنيت مصانع أحدث فوق هذا المصنع، ودفنته تحت طبقة جديدة من الصناعة كرأس أسود عميق. يكسو المكان القذارة. طحالب آكلة للحوم. مياه مليئة بالصدأ. كنت سأظنه طريقًا مسدودًا لو لم أكن أعرف فريستي جيدًا. نجا اللوح الرقمي الذي أخذته من الأحمر من الانفجار. تركت جاكال لفرق دعمه وتسللت أبعد في الشارع، حيث سرقت مركبة الشرطة الرماديين. بعد مسح جهاز تتبع اللوح الرقمي ، اخترقت سجل إحداثياته.
“نعم. حسنًا”.
أطرق بقوة على الباب المغلق للطابق الرئيسي للمصنع. لا يوجد رد. لا بد أنهم خائفون حتى الموت. لذلك أركع على الأرض، ويداي خلف رأسي، وأنتظر. بعد بضع دقائق، يفتح الباب بصرير. هناك ظلام في الداخل. ثم تتسلل عدة شخصيات إلى الأمام. يربطون يدي، ويغطون رأسي بكيس، ويدفعونني إلى داخل المصنع.
“لم أكن أريد أن يكون الأمر هكذا”، تقول، ماسحة عينيها.
بعد أن يأخذوني في مصعد هيدروليكي قديم، يقودونني بثبات نحو صوت الموسيقى. كونشيرتو البيانو رقم 2 لبرامز. أجهزة الكمبيوتر تهمهم. مشاعل اللحام ساطعة بما يكفي لتضيء عبر قماش الكيس. “هنا، ابتعدوا عنه، أيها المتوحشون”، يصرخ صوت مألوف. “احذر، أيها المهرج “، يدمدم أحد الحمر. “ثرثر عليّ كما تشاء، أيها القرد الصدئ، لكنه يساوي أكثر من عشرة آلاف منكم أيها الأقارب المتزاوجون…”.
“هل من المفترض أن أكون معجبًا؟” أسأل. “أنتم سيئون مثلهم. تعلمون ذلك، أليس كذلك؟ بغض النظر عن استراتيجيتكم. بغض النظر عن أنكم تستفزون تنينًا نائمًا. إيفي نفسها قتلت أكثر من مئة من الألوان الدنيا قبل ساعات فقط”.
“دالو، اخرج”، تقول إيفي بهدوء. “الآن”. تبتعد الأحذية بطقطقة. “هل يمكنني التوقف عن التظاهر الآن؟” أسأل. “بكل الوسائل”، يقول ميكي. أكسر الأصفاد التي استخدموها لربط معصمي خلف ظهري، وأنزع الكيس الذي يغطي رأسي. المختبر الخرساني والمعدني نظيف، وهادئ باستثناء الموسيقى الهادئة. ضباب خفيف يطفو في الهواء من غليون ميكي المائي في الزاوية. أقف شامخًا فوقه هو وإيفي. لا تستطيع تمالك نفسها. لم تعد تلك الوردة المغوية من الحانة، بل ترمي بنفسها عليّ كفتاة صغيرة تستقبل عمًا غائبًا منذ زمن طويل. يداها تتشبثان بخصري بينما تبتعد في النهاية وتحدق في عيني الذهبيتين بعينيها الورديتين. على الرغم من ضحكها، إلا أنها كلها إحساس وجمال، بذراعين نحيلتين وابتسامة بطيئة وحميمية لا تعكس أيًا من الحزن الذي يجب أن يتركه قتل ما يقرب من مئتي شخص عليها. الفتاة المجنحة أصبحت طائر جيف ويبدو أنها لم تلاحظ ذلك. أتساءل إن كانت ستبتسم بهذه السعادة لو كان عليها قتل كل هؤلاء الناس بسكين. كم جعلنا القتل الجماعي سهلاً.
“متى سيحدث هذا؟”.
“يمكنني التعرف عليك في أي مكان”، تقول. “عندما رأيتك على الطاولة… خفق قلبي. خاصة بذلك المكياج السخيف للأوبسديان. دارو، ما الأمر؟”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “بعد ما فعلته اليوم… ألا تثقين بي؟ أنا لست مثل البقية”.
تصرخ عندما أرفعها من ياقة سترتها وأدفعها على الحائط. “لقد قتلتِ للتو مئتي شخص”. أهز رأسي، المتألم والثقيل من هول ما حدث. “كيف استطعتِ، إيفي؟” أهزها، وأرى مرة أخرى طاقم سفينتي يُقذفون في الفضاء. أرى كل القتلى الذين تركتهم في طريقي. أشعر بنبض جوليان يتلاشى إلى لا شيء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ……
“دارو، يا عزيزي…” يحاول ميكي.
“لم يكتشفني أبدًا. هل نحتّه أنت، يا ميكي؟”. بمباركة من هارموني، يجيب.
“اصمت، ميكي”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أقف أمام مصنع مهجور، على بعد أربعمئة كيلومتر من القلعة، في عمق القطاع الصناعي القديم. بُنيت مصانع أحدث فوق هذا المصنع، ودفنته تحت طبقة جديدة من الصناعة كرأس أسود عميق. يكسو المكان القذارة. طحالب آكلة للحوم. مياه مليئة بالصدأ. كنت سأظنه طريقًا مسدودًا لو لم أكن أعرف فريستي جيدًا. نجا اللوح الرقمي الذي أخذته من الأحمر من الانفجار. تركت جاكال لفرق دعمه وتسللت أبعد في الشارع، حيث سرقت مركبة الشرطة الرماديين. بعد مسح جهاز تتبع اللوح الرقمي ، اخترقت سجل إحداثياته.
“نعم. حسنًا”.
تتفتح الطاقة من الموسوم إلى الخارج، سائلة للعين، مُبخِّرة جسده ومنتشرة على الأرض كالزئبق المنسكب قبل أن تُظلم، وتنزلق عائدة إلى المركز، شافطة الرجال والكراسي والزجاجات نحوها كثقب أسود قبل أن تنفجر بدوي عميق كالكابوس. أمسك بـجاكال من سترته وأطير عبر الجدار، مصطدمًا بكتفي أولًا، بينما خلفنا، يتمزق الزجاج والخشب والمعدن وطبلات الأذن والرجال.
“حمر. ورديون. ألوان دنيا. شعبك الخاص. وكأنهم لا شيء”. يداي ترتجفان.
“تبا لهذا. كان يجب على آريس أن يخبرني بهذا بنفسه إذا أراد مساعدتي!”.
“كنت أتبع الأوامر، دارو”، تقول. “أدريوس كان يحقق معنا. كان يجب التخلص منه”. إذن بكل مكائده، لقد لوحظ. الدموع تترقرق في عيني إيفي. لا أتراجع عنها. من يهتم بما تشعر به بعد ما فعلته للتو؟ لكني أتركها، وأدعها تنزلق بشكل مثير للشفقة على الحائط، على أمل أن تظهر وميضًا من الندم يجعلني أعتقد أن تلك الدموع هي للناس الذين قتلتهم وليس لنفسها، و ليس لأنها خائفة مني.
“لأنه وضع أول بندقية في يدي. كان يرتدي خوذته ودفع لي حراقات مارك IV مع مشبك أيوني كامل في راحة يدي”.
“لم أكن أريد أن يكون الأمر هكذا”، تقول، ماسحة عينيها.
“هل تعرف؟” أسأل.
“حين رأيتني مجددًا”. أقول وأحدق فيها، مرتبكًا. “ماذا حدث لك؟”.
هناك شيء ما في نبرتها. “ماذا تقصدين؟”.
“كان لديها معلم مختلف عنك”، يقول ميكي. “أنا نزعت جناحيها وهارموني أعطتها مخالب”. ألتفت إلى ميكي. “ما الذي يجري بحق الجحيم؟”.
“اصمت، ميكي”.
“سيستغرق الأمر عامًا لشرح ذلك”. يشبك ذراعيه ويفحصني. “ولكن لنقل أولاً، لقد افتقدناك، يا أميري العزيز. ثانيًا، من فضلك لا تربط أخلاقي بتلك الروح الضائعة. أنا أتفق. إيفي وحش صغير”. يحدق متجاوزًا إياي في إيفي وهي تقف. “ربما الآن سترين نفسك على حقيقتك”. يزول تهكمه، وعيناه السريعتان تمسحانني من أخمص القدمين إلى الرأس. “ثالثًا، تبدو إلهيًا، يا فتاي. إلهيًا تمامًا”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أقف أمام مصنع مهجور، على بعد أربعمئة كيلومتر من القلعة، في عمق القطاع الصناعي القديم. بُنيت مصانع أحدث فوق هذا المصنع، ودفنته تحت طبقة جديدة من الصناعة كرأس أسود عميق. يكسو المكان القذارة. طحالب آكلة للحوم. مياه مليئة بالصدأ. كنت سأظنه طريقًا مسدودًا لو لم أكن أعرف فريستي جيدًا. نجا اللوح الرقمي الذي أخذته من الأحمر من الانفجار. تركت جاكال لفرق دعمه وتسللت أبعد في الشارع، حيث سرقت مركبة الشرطة الرماديين. بعد مسح جهاز تتبع اللوح الرقمي ، اخترقت سجل إحداثياته.
عيناه ترقصان على وجهي. فمه يفتح، يغلق، يتعثر في الكلام لكثرة ما لديه ليقوله. انه حاد الوجه، زيتي الشعر، ينزلق إلى الأمام كشفرة على الجليد. وجهه حاد الزوايا. جلده ملفوف حول عظام نحيلة. هل كان نحيلاً هكذا عندما رأيته آخر مرة؟ أم أنه ببساطة لا يضع مستحضرات تجميله؟ لا. رمشاته بطيئة. فاترة. إنه متعب. أكبر سنًا. ويبدو مهزومًا. هناك هالة غريبة من الضعف في طريقة انحناء كتفيه ونظراته المتراقصة حوله، كأنه يتوقع أن يُضرب في أي لحظة.
“إنه يعمل لدينا الآن، دارو”، تقاطعه إيفي ببرود. “سواء أعجبه ذلك أم لا. لقد فككنا عرينه الصغير للجلود. استخدمنا الأموال التي جناها من بيع الجلود لشراء وسائل نقل إلى هنا وتجهيز جيش. نحن نرد الصاع صاعين، دارو. أخيرًا”.
“لقد سألتك سؤالاً، ميكي”، أقول. “لا أستطيع التفكير في الغابة! ما زلت أفحص الشجرة! من المدهش كيف ازدهر جسدك. ببساطة الامر مدهش، يا عزيزي. لقد كبرت حجمًا بالفعل. كيف حال مستقبلات الألم لديك؟ هل نمت بصيلات الشعر بشكل مزعج كما كنت قلقًا؟ ماذا عن تقلص العضلات؛ هل تجده فوق متوسط أقرانك؟ توسع بؤبؤ العين سريع بما فيه الكفاية؟ كل ما سمعته لشهور كان حديثًا عنك على مكعب العرض المجسم. لم يتمكنوا من عرض المعهد، بالطبع. لكن كانت هناك مقاطع فيديو مسربة على مكعبات العرض. يا لها من مقاطع فيديو— وأنت تقتل الفريدين ذي الندبة. وتستولي على قلعة غريبة في السماء، كبطل قديم!”.
“دارو، يا عزيزي…” يحاول ميكي.
حتى هم يبتلعون أساطير الغزاة، الأبطال النبلاء القدامى. يمسك بكتفي بيأس، يده أضعف مما أتذكر. “أخبرني عن حياتك. كيف هي الأكاديمية. أخبرني بكل شيء. هل ما زلت عاشقًا لتلك الجميلة فيرجينيا أو أوغسطس؟” يعبس فجأة. “أوه، بالطبع لست كذلك. إنها مع—”.
“حين رأيتني مجددًا”. أقول وأحدق فيها، مرتبكًا. “ماذا حدث لك؟”.
“ميكي”. أمسكه. “اهدأ”. يضحك بشدة حتى يسعل، مبتعدًا عني ليمسح عينيه. “من الجيد رؤية وجه ودود. لا يسمحون لي بصحبة لطيفة هذه الأيام. لا على الإطلاق. انهم وحشيون، حقًا”.
“إنه أشبه بصوت صارخ في الصحراء. يصرخ عبثًا”، يوضح ميكي. “إنها لاتينية بسيطة”.
“اصمت، ميكي”، تصرخ إيفي. تتحول عيناه نحو إيفي، التي تقف الآن بعيدًا عن متناولي، وتلمس الحراقات المعلقة على وركها كأنها ستحميها مني.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “كانت آخر أمنية للراقص أن ينحت لنا ميكي جيشًا جديدًا. جيشًا سينافس الذهبيين في السرعة والقوة. لقد أخذنا أعظم رجالنا ونسائنا ووضعناهم تحت النحت. لا يمكنهم تحمل عملية تحول مثل التي مررت بها، لكن البعض تمكن من تحمل هذا البرنامج الجديد”. تشير إلى الزجاج حيث يمتد مئة أنبوب يشبه التوابيت على الأرض. بداخل كل منهم، حمر من سلالة جديدة. “قريبًا سيكون لدينا مئة جندي يمكنهم جرح الذهبيين أعمق من أي وقت مضى”.
“لماذا أنت على سطح القمر؟ ما الذي يجري؟” أسأل. “هل انضممت إلى أبناء أريس ؟”.
“ميكي”. أمسكه. “اهدأ”. يضحك بشدة حتى يسعل، مبتعدًا عني ليمسح عينيه. “من الجيد رؤية وجه ودود. لا يسمحون لي بصحبة لطيفة هذه الأيام. لا على الإطلاق. انهم وحشيون، حقًا”.
“لقد حدث الكثير”، يهمس ميكي. “أنا لست هنا بـ…”.
حتى هم يبتلعون أساطير الغزاة، الأبطال النبلاء القدامى. يمسك بكتفي بيأس، يده أضعف مما أتذكر. “أخبرني عن حياتك. كيف هي الأكاديمية. أخبرني بكل شيء. هل ما زلت عاشقًا لتلك الجميلة فيرجينيا أو أوغسطس؟” يعبس فجأة. “أوه، بالطبع لست كذلك. إنها مع—”.
“إنه يعمل لدينا الآن، دارو”، تقاطعه إيفي ببرود. “سواء أعجبه ذلك أم لا. لقد فككنا عرينه الصغير للجلود. استخدمنا الأموال التي جناها من بيع الجلود لشراء وسائل نقل إلى هنا وتجهيز جيش. نحن نرد الصاع صاعين، دارو. أخيرًا”.
“أنا”، يقول صوت آخر من الماضي، صوت بلكنة تشبه لهجة زوجتي، إلا أن هذا الصوت مسموم ومرير بالغضب. ألتفت لأرى هارموني عند الباب. نصف وجهها لا يزال محروقًا بتلك الندبة الرهيبة. النصف الآخر بارد وقاسٍ، انها أكبر سنًا مما أتذكر.
“إرهابية وردية واحدة وحفنة من الحمر يلعبون بالبنادق”، أقول دون أن أنظر إليها. “هل هذا هو جيشكم؟”.
“لم أكن أريد أن يكون الأمر هكذا”، تقول، ماسحة عينيها.
“لقد سفكنا دماء الذهبيين اليوم، دارو. إذا كنت لا تحترمني، فاحترم ذلك. لقد قتلت ابن الحاكم الأعلى للمريخ. ما الذي فعلته أنت ليجعلك تعتقد أنك تستطيع المجيء إلى هنا والبصق على ما فعلناه؟”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لقد ضربناهم بقوة اليوم، دارو. اثنتا عشرة انفجارًا عبر القمر والمريخ. لقد تم الثأر للراقص و تيتوس “، تقول هارموني. “وسنضربهم بقوة أكبر في الأيام القادمة. هذه الخلية هي واحدة من بين العديد”. تلوح بيدها على المكتب وترتفع المشاهد مع إضاءة مكعب العرض المجسم. مذيعو الأخبار البنفسجيون يتحدثون بملل عن المذبحة.
“لم تقتليه”، أقول.
“أعطنا لحظة”. تنظر هارموني إلى ميكي وإيفي. تشاهد ميكي وهو يقف على مضض. يتوقف، كأنه يريد أن يقول لي شيئًا، لكنه، وهو يشعر بعيني هارموني عليه، يغير رأيه. “حظًا سعيدًا، يا عزيزي”، يقول ببساطة، مربتًا على كتفي. “دعني أبقى”، تقول إيفي، مقتربة من هارموني. “يمكنني المساعدة معه”. تلمس هارموني وركها. “آريس لن يسمح بذلك”.
تنظر إليّ بذهول. “لا تكن سخيفًا”.
“بالضبط. ما رأيته أنت. تتناول العشاء مع الأسياد وتنسى العبيد. يمكنك أن تعيش حياة من النظريات. ماذا عن ما رأيته أنا؟ نحن في القاع. نحن نموت. وماذا تفعل أنت؟ تتفلسف. تعيش حياة الترف. تضاجع الورديين. كان عليّ أن أستمع بينما يموت الراقص. كان عليّ أن أسمع الصرخات اللعينة تتردد عبر أجهزة الاتصال بينما أتى لورتشرز للقتل. ولم أستطع فعل شيء لإنقاذهم. لو كنت قد عشت ذلك، لعلمت أن النار لا يمكن محاربتها إلا بالنار”.
أحدق فيها، غاضبًا.
“ميكي”. أمسكه. “اهدأ”. يضحك بشدة حتى يسعل، مبتعدًا عني ليمسح عينيه. “من الجيد رؤية وجه ودود. لا يسمحون لي بصحبة لطيفة هذه الأيام. لا على الإطلاق. انهم وحشيون، حقًا”.
“ولكن كيف… القنبلة…”، تقول. “أنت تكذب”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “كيف عرفت أن تيتوس كان أحمر؟” تسأل هارموني بسرعة. “هل أخبرك؟”.
“لقد أخرجته في الوقت المناسب”.
هنا ميكي يفسر العبارة اللاتينية Vox clamantis in deserto (صوت صارخ في البرية) بأنها تعبّر عن الإحساس بالنداء أو الصراخ الذي لا يلقى استجابة، أي صرخة بلا جدوى. شخص يرفع صوته بالحقيقة أو بالتحذير، لكن لا أحد يستجيب له. أو دعوة مهملة في وسط لامبالٍ.
“لماذا؟”. “لأن مهمتي معقدة. أنا بحاجة إليه. أين الراقص ؟ من المسؤول هنا؟ ميكي—”.
“لقد أخطأنا جميعًا”، أقول. “خاصة أنتِ، الآن”.
“أنا”، يقول صوت آخر من الماضي، صوت بلكنة تشبه لهجة زوجتي، إلا أن هذا الصوت مسموم ومرير بالغضب. ألتفت لأرى هارموني عند الباب. نصف وجهها لا يزال محروقًا بتلك الندبة الرهيبة. النصف الآخر بارد وقاسٍ، انها أكبر سنًا مما أتذكر.
تحتي، جاكال فاقد للوعي، وساقاه محروقتان بشدة. أتقيأ وأنا أحاول الوقوف، هيكلي العظمي يصر كجذع شجرة يافعة بعد أول ريح شتوية قاسية. أترنح واقفًا فقط لأسقط على الأرض مرة أخرى، مفرغًا معدتي مرة ثانية. هناك ألم في جمجمتي. أنفي ينزف دمًا. وأذناي يسيل منهما الدم كذلك. عيناي تنبضان من الانفجار. كتفي مخلوع. أصل إلى ركبتي، وأسند كتفي على الحائط وأعيد المفصل إلى مكانه، و أرتجف بينما أزفر أنفاسي وهو يطقطق بينما يعود مكانه. شعور الخدر يداعب أصابعي. أمسح القيء عن يدي وأترنح واقفًا أخيرًا على قدمي. أحمل جاكال وأضيق عيني في مواجهة الدخان.
“هارموني”، أقول بهدوء. لم تفعل السنوات شيئًا لتدفئة علاقتنا ببعضنا البعض. “من الجيد رؤيتك. أحتاج إلى تقديم تقرير. هناك الكثير لأقوله”. لا أستطيع حتى التفكير من أين أبدأ. ثم ألاحظ النظرة التي تلقيها على إيفي. “هارموني، أين الراقص ؟”.
“حين رأيتني مجددًا”. أقول وأحدق فيها، مرتبكًا. “ماذا حدث لك؟”.
“الراقص مات، دارو”.
“نعم، كانوا كذلك!”.
لاحقًا، تجلس هارموني معي أمام مكتب ميكي في مكتب مفروش بأثاث رخيص وجرار مليئة بأعضاء هجينة تطفو في غاز حافظ. يجلس ميكي خلف المكتب، يعبث بمكعب الألغاز الأفلاطوني القديم. يراني أنظر إليه ويغمز. لقد تحسن. تتكئ إيفي على برميل من المواد الكيميائية. أجلس، ضائعًا تمامًا. كان لدى الراقص خطة لي. كان لديه خطة لكل هذا. ليس من المفترض أن يموت. لا يمكن أن يكون كذلك.
ماذا حدث له؟ لقد تركت ذهبيًا يدفنه في الأرض اللعينة. أحدق في الثلاثة ببرود، شاكرًا أنهم لا يستطيعون قراءة أفكاري. إنهم لا يعرفون شيئًا. بالكاد أستطيع تصور ما يجب أن يفكروا به عني. لديهم وجهات نظر صغيرة جدًا حول ما فعلته، حول ما أصبحت عليه. ظننت أن هناك خطة، سببًا طويلًا وكبيرًا لكل كدحي. لكن لم يكن هناك شيء. أعرف ذلك الآن. حتى الراقص كان ينتظر فقط ليرى ما سيحدث. كان يأمل.
“كانت آخر أمنية للراقص أن ينحت لنا ميكي جيشًا جديدًا. جيشًا سينافس الذهبيين في السرعة والقوة. لقد أخذنا أعظم رجالنا ونسائنا ووضعناهم تحت النحت. لا يمكنهم تحمل عملية تحول مثل التي مررت بها، لكن البعض تمكن من تحمل هذا البرنامج الجديد”. تشير إلى الزجاج حيث يمتد مئة أنبوب يشبه التوابيت على الأرض. بداخل كل منهم، حمر من سلالة جديدة. “قريبًا سيكون لدينا مئة جندي يمكنهم جرح الذهبيين أعمق من أي وقت مضى”.
“إذن الراقص مات حقًا”.
وكأن مئة سيكونون كافين لمحاربة آلة الحرب الذهبية. يمكن للعوّائين وأنا على الأرجح تمزيق أي وحدة يشكلها هؤلاء الإرهابيون. ولسنا حتى أشد الذهبيين فتكًا. تشير بذراع جديدة، بعد أن فقدت ذراعها من اللحم والعظم لأوبسديان ، عند مداهمة مستودع أسلحة. إنها تملك الآن طرفا معدنيا. مرن وقوي، مع مآخذ غير قانونية من السوق السوداء للأسلحة. صناعة جيدة، ولكنها لا شيء مقارنة بنحت ميكي. بالطبع لن تسمح له بالعمل عليها أبدًا.
“لا؟”.
“إذن ميكي سجين؟” أسأل.
“كيف يمكنك أن تنتهي، هاه؟ أنت محاصر. لا يمكنك العودة إلى ليكوس، أليس كذلك؟ هناك طريق واحد للخروج. اربط حزامك وابق على المسار”. تضربني كلماتها بقوة. لا أستطيع العودة. الوحدة في ذلك لا توصف. أين بيتي؟ إلى أين سأذهب حتى لو انتهى كل هذا بسقوط الذهبيين إلى رماد؟.
“عبد، بالأحرى”، يتذمر ميكي بابتسامة صغيرة. “إنهم لا يعطونني حتى النبيذ”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “إيفي”. تثبت هارموني الشابة بنظرة متسامحة قبل أن تلتفت إلى ميكي. “تذكر ما تحدثنا عنه، أليس كذلك؟ احفظ لسانك”. يرتجف ميكي، وعيناه تتجهان إلى يدها اليسرى. هناك جراب فارغ على حزامها. شيء يخاف منه ميكي. هارموني تتصرف بشكل جيد من أجلي.
“اصمت، ميكي”، تصرخ إيفي.
هناك شيء ما في نبرتها. “ماذا تقصدين؟”.
“إيفي”. تثبت هارموني الشابة بنظرة متسامحة قبل أن تلتفت إلى ميكي. “تذكر ما تحدثنا عنه، أليس كذلك؟ احفظ لسانك”. يرتجف ميكي، وعيناه تتجهان إلى يدها اليسرى. هناك جراب فارغ على حزامها. شيء يخاف منه ميكي. هارموني تتصرف بشكل جيد من أجلي.
“نعم، يريد ذلك. بعد ثلاث ليالٍ من الآن، ستنتهي القمة بحفل كبير. سيكون هناك نبيذ، ورديون، حرير، أيًا كان ما تفعلونه أيها الذهبيون. كل الحكام اللعينين، و كل أعضاء مجلس الشيوخ، قادة الأساطيل، وقادة الأسراب، قضاة من جميع أنحاء المجتمع سيكونون هناك. نظام شمسي كامل من الوحوش أحضرته قوة الحاكمة إلى مكان واحد. سيمر عشر سنوات أخرى قبل أن نرى هذا مرة اخرى. لا توجد طريقة لدخول أبناء أريس ، لكنك تستطيع الذهاب حيث لا نستطيع نحن. يمكنك توجيه الضربة التي لا نستطيع نحن توجيهها”.
“هل تخافين أن يقول كيف ضربته؟”. ترفع كتفيها، رافضة حكمي.
“عبد، بالأحرى”، يتذمر ميكي بابتسامة صغيرة. “إنهم لا يعطونني حتى النبيذ”.
“ميكي باع فتيات وفتيان. لا يمكنك استعباد تاجر رقيق. بقدر ما أرى، إنه محظوظ جدًا لعدم وجود رصاصة في دماغه. يمكنني استئجار نحات ليعطيه قرونًا وأجنحة وذيلاً ليبدو كالوحش الذي هو عليه. لكني لم أفعل ذلك. أليس كذلك، ميكي؟”.
“ماذا حدث له؟” تسأل. “نعرف أنه مات”.
“لا”.
“هارموني، إنه يحاول المساعدة فقط”، تقول إيفي بهدوء. “أعلم أنه يجب أن يكون الأمر صعبًا، دارو. لقد قضيت سنوات معهم. لكن علينا أن نؤذيهم. انظر، هذا كل ما يفهمونه. الألم. الألم هو كيف يسيطرون علينا”.
“لا؟”.
“لا، يا عزيزي. كنت أنت أول نحت لي. والوحيد”. يغمز. “لقد استشرت في نحته. لكن زميلاً لي أجرى عمليته بناءً على النجاحات التي حققناها أنا وأنت”.
“لا، يا مولاتي “. الكلمة تجعلني أتراجع باشمئزاز.
“لن تقابل آريس. حتى أنا لم أر وجهه قط، يا غَطّاس الجحيم “.
“الراقص كان يحترمه دائمًا”، أقول.
“لا”.
“أنا أحترمه، على الرغم من كل… غرائبه”.
“هل لديها حقا؟”.
“لقد اشترى الناس. باعهم”، تقول إيفي.
تتوقف إيفي عند الباب، ناظرة إليّ. “نحن لسنا أعداءك، دارو. عليك أن تعرف ذلك”. يغلق الباب خلفها ونحن وحدنا في مكتب ميكي.
“لقد أخطأنا جميعًا”، أقول. “خاصة أنتِ، الآن”.
“ميكي باع فتيات وفتيان. لا يمكنك استعباد تاجر رقيق. بقدر ما أرى، إنه محظوظ جدًا لعدم وجود رصاصة في دماغه. يمكنني استئجار نحات ليعطيه قرونًا وأجنحة وذيلاً ليبدو كالوحش الذي هو عليه. لكني لم أفعل ذلك. أليس كذلك، ميكي؟”.
“قلت لك إنه سيكون متشددًا أخلاقيًا لعينا. يتصرف وكأنه لا يساوم على أخلاقه يومًا بعد يوم. يجد أعذارًا لأوغاد أشرار مثل ميكي هنا”. تبتسم هارموني لإيفي، متشاركة مزحة خاصة. “هذا النوع من المواقف جيد هناك، دارو. لكنك ستتعلم أننا لم نعد نساوم هنا. هذا هو الماضي”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “الراقص وجدك”، تقول هارموني. “أنا وجدت تيتوس. على الرغم من أن اسمه كان أرلس عندما أخرجناه من مناجم ثيبوس. لم يهتم بالاحتفاظ به”. من المناسب أن هارموني هي التي وجدت تيتوس. الطيور على أشكالها تقع.
“إذن الراقص مات حقًا”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل كانت ميتة جيدة؟”.
“الراقص كان رجلاً صالحًا”. تسكت للحظة قصيرة جدًا لتعتبر احترامًا. “لكن الرجال الصالحين يموتون أولاً عادة. قبل نصف عام، استأجر فريقًا من المرتزقة الرماديين لمهاجمة مركز اتصالات حتى نتمكن من سرقة البيانات. قلت أنه يجب أن نقتلهم بمجرد الانتهاء من المهمة. قال الراقص… ماذا كان ذلك مرة أخرى؟… ‘نحن لسنا شياطين’. لكن بعد أن جمع قائد الرماديين أجرته، ذهب إلى مقر شرطة المجتمع المحلي وقدم لهم موقع الراقص. فرقة لورتشرز لعينة قتلت الراقص ومئتي ابن من أبناء أريس في دقيقتين. لن يحدث ذلك مرة أخرى. إذا قتلوا واحدًا منا، سنقتل مئة منهم. ونحن لا نثق بالرماديين. لا ندفع للبنفسجيين. لقد عاشوا على كدحنا لقرون. نحن نثق فقط بالحمر”. تتحرك إيفي بشكل غير مريح.
“ميكي باع فتيات وفتيان. لا يمكنك استعباد تاجر رقيق. بقدر ما أرى، إنه محظوظ جدًا لعدم وجود رصاصة في دماغه. يمكنني استئجار نحات ليعطيه قرونًا وأجنحة وذيلاً ليبدو كالوحش الذي هو عليه. لكني لم أفعل ذلك. أليس كذلك، ميكي؟”.
“كان هناك أحمر آخر في المعهد”، أقول بعد لحظة. “تيتوس. هل كان واحدًا منكم؟” ألقي نظرة نحو ميكي.
“أنا أحترمه، على الرغم من كل… غرائبه”.
“لا تنظر إليّ”، يقول ميكي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل آريس رجل؟” أسأل.
“كيف عرفت أن تيتوس كان أحمر؟” تسأل هارموني بسرعة. “هل أخبرك؟”.
ترجمة [Great Reader]
“لقد… زل لسانه. تصرفات صغيرة. لم يلاحظ أحد آخر”.
“لقد أخطأنا جميعًا”، أقول. “خاصة أنتِ، الآن”.
“إذن وجدتما بعضكما البعض؟” تسأل، لا تبتسم، لكنها تتنهد متحررة من عبء حملته طويلاً. “لقد كان فتى صالحًا. أنا متأكدة أنكما أصبحتا صديقين؟”.
“هل تحاول إبهارنا بحديثك الذهبي الفاخر؟” تسأل هارموني.
“لم يكتشفني أبدًا. هل نحتّه أنت، يا ميكي؟”. بمباركة من هارموني، يجيب.
أحدق فيها، غاضبًا.
“لا، يا عزيزي. كنت أنت أول نحت لي. والوحيد”. يغمز. “لقد استشرت في نحته. لكن زميلاً لي أجرى عمليته بناءً على النجاحات التي حققناها أنا وأنت”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “قلت لك إنه سيكون متشددًا أخلاقيًا لعينا. يتصرف وكأنه لا يساوم على أخلاقه يومًا بعد يوم. يجد أعذارًا لأوغاد أشرار مثل ميكي هنا”. تبتسم هارموني لإيفي، متشاركة مزحة خاصة. “هذا النوع من المواقف جيد هناك، دارو. لكنك ستتعلم أننا لم نعد نساوم هنا. هذا هو الماضي”.
“الراقص وجدك”، تقول هارموني. “أنا وجدت تيتوس. على الرغم من أن اسمه كان أرلس عندما أخرجناه من مناجم ثيبوس. لم يهتم بالاحتفاظ به”. من المناسب أن هارموني هي التي وجدت تيتوس. الطيور على أشكالها تقع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تصرخ عندما أرفعها من ياقة سترتها وأدفعها على الحائط. “لقد قتلتِ للتو مئتي شخص”. أهز رأسي، المتألم والثقيل من هول ما حدث. “كيف استطعتِ، إيفي؟” أهزها، وأرى مرة أخرى طاقم سفينتي يُقذفون في الفضاء. أرى كل القتلى الذين تركتهم في طريقي. أشعر بنبض جوليان يتلاشى إلى لا شيء.
“ماذا حدث له؟” تسأل. “نعرف أنه مات”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “فوكس كلامانتيس إن ديزرتو”، أصرخ. يجلس ميكي هادئًا، لكنه يسمح لنفسه بابتسامة صغيرة.
ماذا حدث له؟ لقد تركت ذهبيًا يدفنه في الأرض اللعينة. أحدق في الثلاثة ببرود، شاكرًا أنهم لا يستطيعون قراءة أفكاري. إنهم لا يعرفون شيئًا. بالكاد أستطيع تصور ما يجب أن يفكروا به عني. لديهم وجهات نظر صغيرة جدًا حول ما فعلته، حول ما أصبحت عليه. ظننت أن هناك خطة، سببًا طويلًا وكبيرًا لكل كدحي. لكن لم يكن هناك شيء. أعرف ذلك الآن. حتى الراقص كان ينتظر فقط ليرى ما سيحدث. كان يأمل.
أتحطم. “هناك ما هو أكثر مما تفهمين. لا يمكننا مواجهة الذهبيين. بغض النظر عن الضربة التي نوجهها، سوف يقضون علينا هكذا”. أطقطق أصابعي.
كنت أتوقع أن يتم الترحيب بي بأذرع مفتوحة. كنت أتوقع جيشًا في الانتظار. خطة كبرى. أن يخلع آريس خوذته الشهيرة ويبهرني ببراعته ويثبت أن كل إيماني كان مبررًا. بحق الجحيم، كل ما أردته هو أن أجدهم مرة أخرى حتى لا أشعر بالوحدة. لكني أشعر بالوحدة أكثر من أي وقت مضى وأنا جالس هنا في غرفة خرسانية مع هؤلاء الثلاثة الشاحبين على كراسي بلاستيكية متداعية.
وأنا من ظننت أن الذهبيين محطمون. كلنا مجرد أرواح مجروحة تتعثر في الظلام، تحاول يائسة ترميم أنفسنا، على أمل ملء الثقوب التي مزقوها فينا. إيو أنقذتني من هذه النهاية. بدونها، لكنت مثلهم. ضائعًا. “الأمر لا يتعلق بإيذائهم، إيفي”، أقول. “بل بهزيمتهم، إيو علمتني ذلك، و الراقص أيضًا. نحن نضرب التفاح بينما يجب أن نحفر في الجذور. ماذا سيفعل قصفهم؟ ماذا سيحقق الاغتيال؟ نحن بحاجة إلى تقويض مجتمعهم ككل، نحن بحاجة لتآكل طريقة حياتهم، وليس هذا”.
“قتله ذهبي اسمه كاسيوس أو بيلونا”، أقول.
“أعطنا لحظة”. تنظر هارموني إلى ميكي وإيفي. تشاهد ميكي وهو يقف على مضض. يتوقف، كأنه يريد أن يقول لي شيئًا، لكنه، وهو يشعر بعيني هارموني عليه، يغير رأيه. “حظًا سعيدًا، يا عزيزي”، يقول ببساطة، مربتًا على كتفي. “دعني أبقى”، تقول إيفي، مقتربة من هارموني. “يمكنني المساعدة معه”. تلمس هارموني وركها. “آريس لن يسمح بذلك”.
“هل كانت ميتة جيدة؟”.
“نعم، كانوا كذلك!”.
“يجب أن تعلمي الآن أنه لا يوجد شيء كهذا”.
تتفتح الطاقة من الموسوم إلى الخارج، سائلة للعين، مُبخِّرة جسده ومنتشرة على الأرض كالزئبق المنسكب قبل أن تُظلم، وتنزلق عائدة إلى المركز، شافطة الرجال والكراسي والزجاجات نحوها كثقب أسود قبل أن تنفجر بدوي عميق كالكابوس. أمسك بـجاكال من سترته وأطير عبر الجدار، مصطدمًا بكتفي أولًا، بينما خلفنا، يتمزق الزجاج والخشب والمعدن وطبلات الأذن والرجال.
“كاسيوس. نفس الشخص الذي لديك عداء دموي معه. هل هذا هو السبب؟” تسأل إيفي بلهفة. “هل هذا هو سبب رغبة آل بيلونا في قتلك؟”.
“أنتِ لا تعرفين حتى الدم الذي على يدي، هارموني. أنا لست قديسًا لعينًا. لكن هجوم إيفي كان جريمة”.
أمرر يدي في شعري. “لا. لقد قتلت شقيق كاسيوس. هذا أحد أسباب كرههم لي”.
“ماذا حدث له؟” تسأل. “نعرف أنه مات”.
“الدم مقابل الدم”، تهمس إيفي كأنها تعرف ما الذي تتحدث عنه بحق الجحيم.
“ألم يكن هذا هو الهدف من أن أصبح ذهبيًا؟ حتى نتمكن من رؤية كيف يفكرون؟”.
“لقد ضربناهم بقوة اليوم، دارو. اثنتا عشرة انفجارًا عبر القمر والمريخ. لقد تم الثأر للراقص و تيتوس “، تقول هارموني. “وسنضربهم بقوة أكبر في الأيام القادمة. هذه الخلية هي واحدة من بين العديد”. تلوح بيدها على المكتب وترتفع المشاهد مع إضاءة مكعب العرض المجسم. مذيعو الأخبار البنفسجيون يتحدثون بملل عن المذبحة.
“كيف؟ إنه على المريخ يعد للثورة. لا توجد وسيلة للتواصل. إنهم يراقبون كل شيء. كيف يمكنه الاتصال بك دون كشف غطائك؟” تنحني إلى الأمام، وأسنانها السفلية مكشوفة بوحشية. “قل لي، دارو. هل تعرف حتى كم سرقوا منك؟”.
“هل من المفترض أن أكون معجبًا؟” أسأل. “أنتم سيئون مثلهم. تعلمون ذلك، أليس كذلك؟ بغض النظر عن استراتيجيتكم. بغض النظر عن أنكم تستفزون تنينًا نائمًا. إيفي نفسها قتلت أكثر من مئة من الألوان الدنيا قبل ساعات فقط”.
كنت أتوقع أن يتم الترحيب بي بأذرع مفتوحة. كنت أتوقع جيشًا في الانتظار. خطة كبرى. أن يخلع آريس خوذته الشهيرة ويبهرني ببراعته ويثبت أن كل إيماني كان مبررًا. بحق الجحيم، كل ما أردته هو أن أجدهم مرة أخرى حتى لا أشعر بالوحدة. لكني أشعر بالوحدة أكثر من أي وقت مضى وأنا جالس هنا في غرفة خرسانية مع هؤلاء الثلاثة الشاحبين على كراسي بلاستيكية متداعية.
“لم يكونوا حمرًا”، تقول هارموني، ثم تضيف، في فكرة لاحقة غير صادقة بشكل مدهش، “أو ورديين”.
“استخدم المعدات. هذا هو سبب وجودها، أليس كذلك؟”. تساءلت آلاف المرات ولكن لم أتمكن من الوصول إلى هذه اللقطات. لم أكن أعرف كيف سأجدها دون إثارة الشك. والفكرة أخافتني، كما تخيفني الآن—ما الذي لم أكن قويًا بما يكفي لسماعه؟ ما الذي استطاعت ديو تحمله ولم أستطع أنا؟ في لقطات الأخبار التي تم قرصنتها، لا يظهرون ديو حتى. لكن هنا، مع اللقطات الخام، يمكنني الإرجاع. أفعل ذلك. يمكنني تضخيم الصوت. أفعل ذلك. أشاهد ذلك يحدث مرة أخرى: أمي تحني رأسها. نارول يبصق. كيران يغطي عيون الأطفال. أقدام تتخبط. ديو تصعد المنصة. كل الصوت مكبر. أفرز الضوضاء باستخدام أجهزة التحكم، وأسمع ما قالته زوجتي لديو.
“نعم، كانوا كذلك!”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“إذن سيتم تذكر تضحيتهم”، تقول هارموني بوقار.
“حمر. ورديون. ألوان دنيا. شعبك الخاص. وكأنهم لا شيء”. يداي ترتجفان.
“فوكس كلامانتيس إن ديزرتو”، أصرخ. يجلس ميكي هادئًا، لكنه يسمح لنفسه بابتسامة صغيرة.
“تقولين ذلك لي؟” أسأل. “كيف يمكنك أن تفهمي ما رأيته؟”.
“هل تحاول إبهارنا بحديثك الذهبي الفاخر؟” تسأل هارموني.
“وهل ستضحين بها؟”.
“إنه أشبه بصوت صارخ في الصحراء. يصرخ عبثًا”، يوضح ميكي. “إنها لاتينية بسيطة”.
“قتله ذهبي اسمه كاسيوس أو بيلونا”، أقول.
“إذن أنت تعرف ما هو الصواب”، تقول هارموني. “أصبحت ذهبيًا وفجأة لديك كل الإجابات”.
“استخدم المعدات. هذا هو سبب وجودها، أليس كذلك؟”. تساءلت آلاف المرات ولكن لم أتمكن من الوصول إلى هذه اللقطات. لم أكن أعرف كيف سأجدها دون إثارة الشك. والفكرة أخافتني، كما تخيفني الآن—ما الذي لم أكن قويًا بما يكفي لسماعه؟ ما الذي استطاعت ديو تحمله ولم أستطع أنا؟ في لقطات الأخبار التي تم قرصنتها، لا يظهرون ديو حتى. لكن هنا، مع اللقطات الخام، يمكنني الإرجاع. أفعل ذلك. يمكنني تضخيم الصوت. أفعل ذلك. أشاهد ذلك يحدث مرة أخرى: أمي تحني رأسها. نارول يبصق. كيران يغطي عيون الأطفال. أقدام تتخبط. ديو تصعد المنصة. كل الصوت مكبر. أفرز الضوضاء باستخدام أجهزة التحكم، وأسمع ما قالته زوجتي لديو.
“ألم يكن هذا هو الهدف من أن أصبح ذهبيًا؟ حتى نتمكن من رؤية كيف يفكرون؟”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لماذا؟”. “لأن مهمتي معقدة. أنا بحاجة إليه. أين الراقص ؟ من المسؤول هنا؟ ميكي—”.
“لا. كان الهدف هو وضعك في موقع يمكنك من خلاله ضرب وريدهم الوداجي”. تقبض قبضتها وتضرب كف يدها المعدنية للتأكيد. “لا تتصرف وكأنك ولدت بشكل أفضل مني. تذكر، أنا أعرف ما أنت عليه في الداخل. مجرد فتى خائف حاول قتل نفسه عندما كان أضعف من أن ينقذ زوجته من الشنق”. أجلس عاجزًا عن الكلام.
“تبا لهذا. كان يجب على آريس أن يخبرني بهذا بنفسه إذا أراد مساعدتي!”.
“هارموني، إنه يحاول المساعدة فقط”، تقول إيفي بهدوء. “أعلم أنه يجب أن يكون الأمر صعبًا، دارو. لقد قضيت سنوات معهم. لكن علينا أن نؤذيهم. انظر، هذا كل ما يفهمونه. الألم. الألم هو كيف يسيطرون علينا”.
“دالو، اخرج”، تقول إيفي بهدوء. “الآن”. تبتعد الأحذية بطقطقة. “هل يمكنني التوقف عن التظاهر الآن؟” أسأل. “بكل الوسائل”، يقول ميكي. أكسر الأصفاد التي استخدموها لربط معصمي خلف ظهري، وأنزع الكيس الذي يغطي رأسي. المختبر الخرساني والمعدني نظيف، وهادئ باستثناء الموسيقى الهادئة. ضباب خفيف يطفو في الهواء من غليون ميكي المائي في الزاوية. أقف شامخًا فوقه هو وإيفي. لا تستطيع تمالك نفسها. لم تعد تلك الوردة المغوية من الحانة، بل ترمي بنفسها عليّ كفتاة صغيرة تستقبل عمًا غائبًا منذ زمن طويل. يداها تتشبثان بخصري بينما تبتعد في النهاية وتحدق في عيني الذهبيتين بعينيها الورديتين. على الرغم من ضحكها، إلا أنها كلها إحساس وجمال، بذراعين نحيلتين وابتسامة بطيئة وحميمية لا تعكس أيًا من الحزن الذي يجب أن يتركه قتل ما يقرب من مئتي شخص عليها. الفتاة المجنحة أصبحت طائر جيف ويبدو أنها لم تلاحظ ذلك. أتساءل إن كانت ستبتسم بهذه السعادة لو كان عليها قتل كل هؤلاء الناس بسكين. كم جعلنا القتل الجماعي سهلاً.
تستمر ببطء. “أول يوم خدمت فيه ذهبيًا كان أعظم متعة شعرت بها في حياتي كلها. لا أستطيع أن أشرح لك ذلك. كان الأمر مثل مقابلة الإله. الآن أعرف أنه لم تكن المتعة هي التي شعرت بها. لقد كان غياب الألم. هكذا يدربون الورديين على عيش حياة العبودية، دارو. يربوننا في الحدائق مع زرعات في أجسادنا تملأ حياتنا بالألم. يسمون الجهاز قبلة كيوبيد – الحرق على طول العمود الفقري، و الألم في الرأس. لا يتوقف أبدًا. ولا حتى عندما تغمض عينيك. ولا عندما تبكي. يتوقف فقط عندما تطيع. يأخذون القبلة في النهاية. عندما نكون في الثانية عشرة. لكن… لا يمكنك أن تعرف كيف هو الحال، والخوف من أنها ستعود، دارو”.
“ميكي”. أمسكه. “اهدأ”. يضحك بشدة حتى يسعل، مبتعدًا عني ليمسح عينيه. “من الجيد رؤية وجه ودود. لا يسمحون لي بصحبة لطيفة هذه الأيام. لا على الإطلاق. انهم وحشيون، حقًا”.
تلعب إيفي بأظافرها. “الذهبيون بحاجة إلى الشعور بالألم. إنهم بحاجة إلى الخوف منه. وهم بحاجة إلى تعلم أنهم لا يستطيعون إيذاءنا دون عواقب. هذا ما تعنيه هارموني”.
“هل من المفترض أن أكون معجبًا؟” أسأل. “أنتم سيئون مثلهم. تعلمون ذلك، أليس كذلك؟ بغض النظر عن استراتيجيتكم. بغض النظر عن أنكم تستفزون تنينًا نائمًا. إيفي نفسها قتلت أكثر من مئة من الألوان الدنيا قبل ساعات فقط”.
وأنا من ظننت أن الذهبيين محطمون. كلنا مجرد أرواح مجروحة تتعثر في الظلام، تحاول يائسة ترميم أنفسنا، على أمل ملء الثقوب التي مزقوها فينا. إيو أنقذتني من هذه النهاية. بدونها، لكنت مثلهم. ضائعًا. “الأمر لا يتعلق بإيذائهم، إيفي”، أقول. “بل بهزيمتهم، إيو علمتني ذلك، و الراقص أيضًا. نحن نضرب التفاح بينما يجب أن نحفر في الجذور. ماذا سيفعل قصفهم؟ ماذا سيحقق الاغتيال؟ نحن بحاجة إلى تقويض مجتمعهم ككل، نحن بحاجة لتآكل طريقة حياتهم، وليس هذا”.
تنظر إليّ بذهول. “لا تكن سخيفًا”.
“لقد فقدت رؤية مهمتك، دارو”، تقول هارموني.
“سيستغرق الأمر عامًا لشرح ذلك”. يشبك ذراعيه ويفحصني. “ولكن لنقل أولاً، لقد افتقدناك، يا أميري العزيز. ثانيًا، من فضلك لا تربط أخلاقي بتلك الروح الضائعة. أنا أتفق. إيفي وحش صغير”. يحدق متجاوزًا إياي في إيفي وهي تقف. “ربما الآن سترين نفسك على حقيقتك”. يزول تهكمه، وعيناه السريعتان تمسحانني من أخمص القدمين إلى الرأس. “ثالثًا، تبدو إلهيًا، يا فتاي. إلهيًا تمامًا”.
“تقولين ذلك لي؟” أسأل. “كيف يمكنك أن تفهمي ما رأيته؟”.
“نعم. حسنًا”.
“بالضبط. ما رأيته أنت. تتناول العشاء مع الأسياد وتنسى العبيد. يمكنك أن تعيش حياة من النظريات. ماذا عن ما رأيته أنا؟ نحن في القاع. نحن نموت. وماذا تفعل أنت؟ تتفلسف. تعيش حياة الترف. تضاجع الورديين. كان عليّ أن أستمع بينما يموت الراقص. كان عليّ أن أسمع الصرخات اللعينة تتردد عبر أجهزة الاتصال بينما أتى لورتشرز للقتل. ولم أستطع فعل شيء لإنقاذهم. لو كنت قد عشت ذلك، لعلمت أن النار لا يمكن محاربتها إلا بالنار”.
“ألم يكن هذا هو الهدف من أن أصبح ذهبيًا؟ حتى نتمكن من رؤية كيف يفكرون؟”.
أعرف إلى أين ستؤدي هذه الكلمات. لقد أعطتني حفرة في معدتي. جعلتني أبكي في الوحل، وكاسيوس يقف فوقي. هكذا سينتهي الأمر. “ربما تكونين قد فقدتِ كل من تحبين، هارموني. أنا آسف لذلك. لكن عائلتي لا تزال في منجم. لن يعانوا لأنك غاضبة. حلم زوجتي كان عن عالم أفضل. ليس عالمًا أكثر دموية”. أقف. “الآن، أريد التحدث إلى آريس”. الصمت يثقل كاهل الغرفة.
كنت أتوقع أن يتم الترحيب بي بأذرع مفتوحة. كنت أتوقع جيشًا في الانتظار. خطة كبرى. أن يخلع آريس خوذته الشهيرة ويبهرني ببراعته ويثبت أن كل إيماني كان مبررًا. بحق الجحيم، كل ما أردته هو أن أجدهم مرة أخرى حتى لا أشعر بالوحدة. لكني أشعر بالوحدة أكثر من أي وقت مضى وأنا جالس هنا في غرفة خرسانية مع هؤلاء الثلاثة الشاحبين على كراسي بلاستيكية متداعية.
“أعطنا لحظة”. تنظر هارموني إلى ميكي وإيفي. تشاهد ميكي وهو يقف على مضض. يتوقف، كأنه يريد أن يقول لي شيئًا، لكنه، وهو يشعر بعيني هارموني عليه، يغير رأيه. “حظًا سعيدًا، يا عزيزي”، يقول ببساطة، مربتًا على كتفي. “دعني أبقى”، تقول إيفي، مقتربة من هارموني. “يمكنني المساعدة معه”. تلمس هارموني وركها. “آريس لن يسمح بذلك”.
“دالو، اخرج”، تقول إيفي بهدوء. “الآن”. تبتعد الأحذية بطقطقة. “هل يمكنني التوقف عن التظاهر الآن؟” أسأل. “بكل الوسائل”، يقول ميكي. أكسر الأصفاد التي استخدموها لربط معصمي خلف ظهري، وأنزع الكيس الذي يغطي رأسي. المختبر الخرساني والمعدني نظيف، وهادئ باستثناء الموسيقى الهادئة. ضباب خفيف يطفو في الهواء من غليون ميكي المائي في الزاوية. أقف شامخًا فوقه هو وإيفي. لا تستطيع تمالك نفسها. لم تعد تلك الوردة المغوية من الحانة، بل ترمي بنفسها عليّ كفتاة صغيرة تستقبل عمًا غائبًا منذ زمن طويل. يداها تتشبثان بخصري بينما تبتعد في النهاية وتحدق في عيني الذهبيتين بعينيها الورديتين. على الرغم من ضحكها، إلا أنها كلها إحساس وجمال، بذراعين نحيلتين وابتسامة بطيئة وحميمية لا تعكس أيًا من الحزن الذي يجب أن يتركه قتل ما يقرب من مئتي شخص عليها. الفتاة المجنحة أصبحت طائر جيف ويبدو أنها لم تلاحظ ذلك. أتساءل إن كانت ستبتسم بهذه السعادة لو كان عليها قتل كل هؤلاء الناس بسكين. كم جعلنا القتل الجماعي سهلاً.
“بعد ما فعلته اليوم… ألا تثقين بي؟ أنا لست مثل البقية”.
“كيف يمكنك أن تنتهي، هاه؟ أنت محاصر. لا يمكنك العودة إلى ليكوس، أليس كذلك؟ هناك طريق واحد للخروج. اربط حزامك وابق على المسار”. تضربني كلماتها بقوة. لا أستطيع العودة. الوحدة في ذلك لا توصف. أين بيتي؟ إلى أين سأذهب حتى لو انتهى كل هذا بسقوط الذهبيين إلى رماد؟.
“أنا أثق بك، بقدر ما أثق بأي أحمر. لكن هذا شيء لا أستطيع مشاركته معك”. تقبل إيفي بلطف على شفتيها. “اذهبي”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تصرخ عندما أرفعها من ياقة سترتها وأدفعها على الحائط. “لقد قتلتِ للتو مئتي شخص”. أهز رأسي، المتألم والثقيل من هول ما حدث. “كيف استطعتِ، إيفي؟” أهزها، وأرى مرة أخرى طاقم سفينتي يُقذفون في الفضاء. أرى كل القتلى الذين تركتهم في طريقي. أشعر بنبض جوليان يتلاشى إلى لا شيء.
تتوقف إيفي عند الباب، ناظرة إليّ. “نحن لسنا أعداءك، دارو. عليك أن تعرف ذلك”. يغلق الباب خلفها ونحن وحدنا في مكتب ميكي.
بعد أن يأخذوني في مصعد هيدروليكي قديم، يقودونني بثبات نحو صوت الموسيقى. كونشيرتو البيانو رقم 2 لبرامز. أجهزة الكمبيوتر تهمهم. مشاعل اللحام ساطعة بما يكفي لتضيء عبر قماش الكيس. “هنا، ابتعدوا عنه، أيها المتوحشون”، يصرخ صوت مألوف. “احذر، أيها المهرج “، يدمدم أحد الحمر. “ثرثر عليّ كما تشاء، أيها القرد الصدئ، لكنه يساوي أكثر من عشرة آلاف منكم أيها الأقارب المتزاوجون…”.
“هل تعرف؟” أسأل.
“كيف يمكنك أن تنتهي، هاه؟ أنت محاصر. لا يمكنك العودة إلى ليكوس، أليس كذلك؟ هناك طريق واحد للخروج. اربط حزامك وابق على المسار”. تضربني كلماتها بقوة. لا أستطيع العودة. الوحدة في ذلك لا توصف. أين بيتي؟ إلى أين سأذهب حتى لو انتهى كل هذا بسقوط الذهبيين إلى رماد؟.
“تعرف ماذا؟”.
تتفتح الطاقة من الموسوم إلى الخارج، سائلة للعين، مُبخِّرة جسده ومنتشرة على الأرض كالزئبق المنسكب قبل أن تُظلم، وتنزلق عائدة إلى المركز، شافطة الرجال والكراسي والزجاجات نحوها كثقب أسود قبل أن تنفجر بدوي عميق كالكابوس. أمسك بـجاكال من سترته وأطير عبر الجدار، مصطدمًا بكتفي أولًا، بينما خلفنا، يتمزق الزجاج والخشب والمعدن وطبلات الأذن والرجال.
“أنك أرسلتها في مهمة انتحارية”.
تلعب إيفي بأظافرها. “الذهبيون بحاجة إلى الشعور بالألم. إنهم بحاجة إلى الخوف منه. وهم بحاجة إلى تعلم أنهم لا يستطيعون إيذاءنا دون عواقب. هذا ما تعنيه هارموني”.
“لا. هي ليست مثلنا. هي تثق”.
“لقد أخطأنا جميعًا”، أقول. “خاصة أنتِ، الآن”.
“وهل ستضحين بها؟”.
“ثلاث ليالٍ”، أكرر. “في ختام القمة. لا يمكن أنه يريدني أن أفعل هـ…”.
“سأضحي بأي منا لقتل الفريدين ذي الندبة. كل ما نحصل عليه هو أقزام و برونزيون لا قيمة لهم. أريد الطغاة الحقيقيين”.
“اصمت، ميكي”، تصرخ إيفي.
“أنت تستغلينها أسوأ مما فعل ميكي على الإطلاق”.
تلعب إيفي بأظافرها. “الذهبيون بحاجة إلى الشعور بالألم. إنهم بحاجة إلى الخوف منه. وهم بحاجة إلى تعلم أنهم لا يستطيعون إيذاءنا دون عواقب. هذا ما تعنيه هارموني”.
“لديها خيار”، تهمس هارموني.
حتى هم يبتلعون أساطير الغزاة، الأبطال النبلاء القدامى. يمسك بكتفي بيأس، يده أضعف مما أتذكر. “أخبرني عن حياتك. كيف هي الأكاديمية. أخبرني بكل شيء. هل ما زلت عاشقًا لتلك الجميلة فيرجينيا أو أوغسطس؟” يعبس فجأة. “أوه، بالطبع لست كذلك. إنها مع—”.
“هل لديها حقا؟”.
“هل لديها حقا؟”.
“كفى”. تجلس هارموني وتشير لي أن أفعل الشيء نفسه. “الراقص قد يكون ميتًا، لكن لدى آريس خطة لك”.
“حمر. ورديون. ألوان دنيا. شعبك الخاص. وكأنهم لا شيء”. يداي ترتجفان.
“لا. لا. لقد انتهيت من الاستماع إلى خططه من خلال الآخرين. لقد ضحيت بثلاث سنوات من حياتي من أجله. أريد أن أرى وجهه”.
“لقد اشترى الناس. باعهم”، تقول إيفي.
“مستحيل”.
“قتله ذهبي اسمه كاسيوس أو بيلونا”، أقول.
“إذن أنا انتهيت”.
حتى هم يبتلعون أساطير الغزاة، الأبطال النبلاء القدامى. يمسك بكتفي بيأس، يده أضعف مما أتذكر. “أخبرني عن حياتك. كيف هي الأكاديمية. أخبرني بكل شيء. هل ما زلت عاشقًا لتلك الجميلة فيرجينيا أو أوغسطس؟” يعبس فجأة. “أوه، بالطبع لست كذلك. إنها مع—”.
“كيف يمكنك أن تنتهي، هاه؟ أنت محاصر. لا يمكنك العودة إلى ليكوس، أليس كذلك؟ هناك طريق واحد للخروج. اربط حزامك وابق على المسار”. تضربني كلماتها بقوة. لا أستطيع العودة. الوحدة في ذلك لا توصف. أين بيتي؟ إلى أين سأذهب حتى لو انتهى كل هذا بسقوط الذهبيين إلى رماد؟.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “بعد ما فعلته اليوم… ألا تثقين بي؟ أنا لست مثل البقية”.
“لن تقابل آريس. حتى أنا لم أر وجهه قط، يا غَطّاس الجحيم “.
“لا، يا عزيزي. كنت أنت أول نحت لي. والوحيد”. يغمز. “لقد استشرت في نحته. لكن زميلاً لي أجرى عمليته بناءً على النجاحات التي حققناها أنا وأنت”.
“لم تريه؟ لقد عملت لديه تقريبًا بنفس مدة الراقص. لسنوات. كيف يمكنك أنت بالذات أن تثقي به؟”.
“أنا”، يقول صوت آخر من الماضي، صوت بلكنة تشبه لهجة زوجتي، إلا أن هذا الصوت مسموم ومرير بالغضب. ألتفت لأرى هارموني عند الباب. نصف وجهها لا يزال محروقًا بتلك الندبة الرهيبة. النصف الآخر بارد وقاسٍ، انها أكبر سنًا مما أتذكر.
“لأنه وضع أول بندقية في يدي. كان يرتدي خوذته ودفع لي حراقات مارك IV مع مشبك أيوني كامل في راحة يدي”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تصرخ عندما أرفعها من ياقة سترتها وأدفعها على الحائط. “لقد قتلتِ للتو مئتي شخص”. أهز رأسي، المتألم والثقيل من هول ما حدث. “كيف استطعتِ، إيفي؟” أهزها، وأرى مرة أخرى طاقم سفينتي يُقذفون في الفضاء. أرى كل القتلى الذين تركتهم في طريقي. أشعر بنبض جوليان يتلاشى إلى لا شيء.
“هل آريس رجل؟” أسأل.
“مستحيل”.
“من يهتم؟” ترفع مكعب العرض المجسم. تدور الإلكترونات في الهواء، وتتجمع في سلسلة من الخرائط. أتعرف على التضاريس. المريخ. الزهرة. القمر، على ما أعتقد. عشرات النقاط الحمراء تومض في مخططات المدن، وأحواض بناء السفن، وعشرات الأعضاء الحيوية الأخرى. انها قنابل، أدرك ذلك. تنظر هارموني بتعب إلى الخريطة. “هذه خطة آريس. أربعمئة تفجير. ستمئة هجوم على مستودعات الأسلحة، والمرافق الحكومية، وشركات الكهرباء، وشبكات الاتصالات. إنها خلاصة أبناء أريس. سنوات من التخطيط. سنوات من جمع الموارد”.
“أعطنا لحظة”. تنظر هارموني إلى ميكي وإيفي. تشاهد ميكي وهو يقف على مضض. يتوقف، كأنه يريد أن يقول لي شيئًا، لكنه، وهو يشعر بعيني هارموني عليه، يغير رأيه. “حظًا سعيدًا، يا عزيزي”، يقول ببساطة، مربتًا على كتفي. “دعني أبقى”، تقول إيفي، مقتربة من هارموني. “يمكنني المساعدة معه”. تلمس هارموني وركها. “آريس لن يسمح بذلك”.
لم أكن أعلم أننا نستطيع تنفيذ مثل هذا العمل. أحدق في الخريطة بدهشة.
أمرر يدي في شعري. “لا. لقد قتلت شقيق كاسيوس. هذا أحد أسباب كرههم لي”.
“كانت التفجيرات اليوم تهدف إلى إثارة رد فعل. لجعلهم جميعًا متحمسين ومضطربين. نريدهم أن يتحركوا. إذا تحركوا، فإنهم يتكتلون. من الأسهل حرق أفاعي الحفر عندما تكون متراصة بإحكام”.
“دارو، يا عزيزي…” يحاول ميكي.
“متى سيحدث هذا؟”.
“لأنه وضع أول بندقية في يدي. كان يرتدي خوذته ودفع لي حراقات مارك IV مع مشبك أيوني كامل في راحة يدي”.
“بعد ثلاث ليالٍ من الآن”.
“ثلاث ليالٍ”، أكرر. “في ختام القمة. لا يمكن أنه يريدني أن أفعل هـ…”.
“ثلاث ليالٍ”، أكرر. “في ختام القمة. لا يمكن أنه يريدني أن أفعل هـ…”.
“إرهابية وردية واحدة وحفنة من الحمر يلعبون بالبنادق”، أقول دون أن أنظر إليها. “هل هذا هو جيشكم؟”.
“نعم، يريد ذلك. بعد ثلاث ليالٍ من الآن، ستنتهي القمة بحفل كبير. سيكون هناك نبيذ، ورديون، حرير، أيًا كان ما تفعلونه أيها الذهبيون. كل الحكام اللعينين، و كل أعضاء مجلس الشيوخ، قادة الأساطيل، وقادة الأسراب، قضاة من جميع أنحاء المجتمع سيكونون هناك. نظام شمسي كامل من الوحوش أحضرته قوة الحاكمة إلى مكان واحد. سيمر عشر سنوات أخرى قبل أن نرى هذا مرة اخرى. لا توجد طريقة لدخول أبناء أريس ، لكنك تستطيع الذهاب حيث لا نستطيع نحن. يمكنك توجيه الضربة التي لا نستطيع نحن توجيهها”.
“اصمت، ميكي”.
أشعر بالكلمات قادمة كقطار في نفق. “عندما يجتمعون جميعًا بشكل لطيف ومحكم. عندما تقف الحاكمة لإلقاء خطابها، ستقتل الأوغاد الذهبيين بقنبلة راديوم نخفيها عليك. ميكي وطاقم من العباقرة بنوا التكنولوجيا. بمجرد أن نرى أن القنبلة قد انفجرت عبر مسجل البيانات الذي سنزرعه عليك، سنطلق الجحيم عبر النظام. سنحرقهم”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “بعد ما فعلته اليوم… ألا تثقين بي؟ أنا لست مثل البقية”.
هل هذا هو خلاصة كل ما فعلته؟. “يجب أن يكون هناك طريقة أخرى”.
“دالو، اخرج”، تقول إيفي بهدوء. “الآن”. تبتعد الأحذية بطقطقة. “هل يمكنني التوقف عن التظاهر الآن؟” أسأل. “بكل الوسائل”، يقول ميكي. أكسر الأصفاد التي استخدموها لربط معصمي خلف ظهري، وأنزع الكيس الذي يغطي رأسي. المختبر الخرساني والمعدني نظيف، وهادئ باستثناء الموسيقى الهادئة. ضباب خفيف يطفو في الهواء من غليون ميكي المائي في الزاوية. أقف شامخًا فوقه هو وإيفي. لا تستطيع تمالك نفسها. لم تعد تلك الوردة المغوية من الحانة، بل ترمي بنفسها عليّ كفتاة صغيرة تستقبل عمًا غائبًا منذ زمن طويل. يداها تتشبثان بخصري بينما تبتعد في النهاية وتحدق في عيني الذهبيتين بعينيها الورديتين. على الرغم من ضحكها، إلا أنها كلها إحساس وجمال، بذراعين نحيلتين وابتسامة بطيئة وحميمية لا تعكس أيًا من الحزن الذي يجب أن يتركه قتل ما يقرب من مئتي شخص عليها. الفتاة المجنحة أصبحت طائر جيف ويبدو أنها لم تلاحظ ذلك. أتساءل إن كانت ستبتسم بهذه السعادة لو كان عليها قتل كل هؤلاء الناس بسكين. كم جعلنا القتل الجماعي سهلاً.
“كان هناك دائمًا خطتان، يا غَطّاس الجحيم. هذه، وأنت. قال آريس و الراقص إنك أملنا، فرصتنا في مسار آخر. تفاخروا كالأولاد بأنك تستطيع تدمير الذهبيين من الداخل. لكنك فشلت، كما قلت أنك ستفعل. ستقول إن الدم على يدي إيفي. حسنًا، هو على يديك أيضًا”.
“إذن ميكي سجين؟” أسأل.
“أنتِ لا تعرفين حتى الدم الذي على يدي، هارموني. أنا لست قديسًا لعينًا. لكن هجوم إيفي كان جريمة”.
وكأن مئة سيكونون كافين لمحاربة آلة الحرب الذهبية. يمكن للعوّائين وأنا على الأرجح تمزيق أي وحدة يشكلها هؤلاء الإرهابيون. ولسنا حتى أشد الذهبيين فتكًا. تشير بذراع جديدة، بعد أن فقدت ذراعها من اللحم والعظم لأوبسديان ، عند مداهمة مستودع أسلحة. إنها تملك الآن طرفا معدنيا. مرن وقوي، مع مآخذ غير قانونية من السوق السوداء للأسلحة. صناعة جيدة، ولكنها لا شيء مقارنة بنحت ميكي. بالطبع لن تسمح له بالعمل عليها أبدًا.
“الجريمة الوحيدة هي إذا خسرنا”.
“إذن ستبدأ الحرب بدون مساعدتك”، تقول. “كان لدينا ابنان من أبناء أريس مستعدان لمحاولة دخول الحفل. إنهما ليسا ذهبيين، لذا الرهانات أعلى بأنهما سيتم القبض عليهما وتقطيعهما إلى أشلاء في زنزانة تعذيب قبل إكمال مهمتهما. وهذا يعني أن قادة الذهبيين سيعيشون، وفرصنا الضئيلة في الفوز بهذه العاصفة اللعينة تتقلص، لأنك لا تثق بآريس”.
أتحطم. “هناك ما هو أكثر مما تفهمين. لا يمكننا مواجهة الذهبيين. بغض النظر عن الضربة التي نوجهها، سوف يقضون علينا هكذا”. أطقطق أصابعي.
“لا”.
“إذن لن تفعلها”.
“نعم، كانوا كذلك!”.
“لا، لن أفعلها، هارموني”.
“إنه يعمل لدينا الآن، دارو”، تقاطعه إيفي ببرود. “سواء أعجبه ذلك أم لا. لقد فككنا عرينه الصغير للجلود. استخدمنا الأموال التي جناها من بيع الجلود لشراء وسائل نقل إلى هنا وتجهيز جيش. نحن نرد الصاع صاعين، دارو. أخيرًا”.
“إذن ستبدأ الحرب بدون مساعدتك”، تقول. “كان لدينا ابنان من أبناء أريس مستعدان لمحاولة دخول الحفل. إنهما ليسا ذهبيين، لذا الرهانات أعلى بأنهما سيتم القبض عليهما وتقطيعهما إلى أشلاء في زنزانة تعذيب قبل إكمال مهمتهما. وهذا يعني أن قادة الذهبيين سيعيشون، وفرصنا الضئيلة في الفوز بهذه العاصفة اللعينة تتقلص، لأنك لا تثق بآريس”.
“تقولين ذلك لي؟” أسأل. “كيف يمكنك أن تفهمي ما رأيته؟”.
“تبا لهذا. كان يجب على آريس أن يخبرني بهذا بنفسه إذا أراد مساعدتي!”.
كنت أتوقع أن يتم الترحيب بي بأذرع مفتوحة. كنت أتوقع جيشًا في الانتظار. خطة كبرى. أن يخلع آريس خوذته الشهيرة ويبهرني ببراعته ويثبت أن كل إيماني كان مبررًا. بحق الجحيم، كل ما أردته هو أن أجدهم مرة أخرى حتى لا أشعر بالوحدة. لكني أشعر بالوحدة أكثر من أي وقت مضى وأنا جالس هنا في غرفة خرسانية مع هؤلاء الثلاثة الشاحبين على كراسي بلاستيكية متداعية.
“كيف؟ إنه على المريخ يعد للثورة. لا توجد وسيلة للتواصل. إنهم يراقبون كل شيء. كيف يمكنه الاتصال بك دون كشف غطائك؟” تنحني إلى الأمام، وأسنانها السفلية مكشوفة بوحشية. “قل لي، دارو. هل تعرف حتى كم سرقوا منك؟”.
“لا”.
هناك شيء ما في نبرتها. “ماذا تقصدين؟”.
أطرق بقوة على الباب المغلق للطابق الرئيسي للمصنع. لا يوجد رد. لا بد أنهم خائفون حتى الموت. لذلك أركع على الأرض، ويداي خلف رأسي، وأنتظر. بعد بضع دقائق، يفتح الباب بصرير. هناك ظلام في الداخل. ثم تتسلل عدة شخصيات إلى الأمام. يربطون يدي، ويغطون رأسي بكيس، ويدفعونني إلى داخل المصنع.
“هذا ما أقصده”. تدخل سلسلة من الأوامر في مكعب العرض المجسم وتظهر صورة لمناجم ليكوس. يتجمد دمي. “تسجيل وفاة إيو، الذي قمنا بقرصنته وبثه…”. قلبي يدق في حلقي. “لم يكن كاملاً”. تضغط على زر التشغيل وتصبح الغرفة من حولنا عبارة عن منجم. نحن جزء من المجسم ثلاثي الأبعاد. إنها اللقطات الخام، ليست الأشياء التي على نشرات الأخبار، ليست الأشياء التي رأيتها مئة مرة. إنها تظهر الشنق بدون موسيقى تصويرية.
“إذن ميكي سجين؟” أسأل.
أسمع صرخات ألمي الخاصة بينما يضرب الرماديون الفتى الذي كنت عليه. هناك بكاء في الحشد. الصمت المحرج للقطات غير المحررة. أمي تحني رأسها والعم نارول يبصق وسط الغبار. كيران، أخي، يغطي عيون أطفاله. هناك أقدام تتخبط. ديو، أخت إيو، تتعثر على المنصة المعدنية. الأحذية تحتك بالصدأ. تبكي. ثم تنحني ديو نحو زوجتي. تقف إيو الصغيرة، الشاحبة والنحيفة، ليست سوى دخانٍ من بقايا الفتاة المحترقة التي أتذكّرها. شفتاها تتحركان. مرة أخرى، لا أسمعها، تمامًا كما لم أسمعها في ذلك اليوم. فجأة تبكي ديو بشكل لا يمكن السيطرة عليه وتتشبث بإيو. ماذا قيل؟.
“كانت التفجيرات اليوم تهدف إلى إثارة رد فعل. لجعلهم جميعًا متحمسين ومضطربين. نريدهم أن يتحركوا. إذا تحركوا، فإنهم يتكتلون. من الأسهل حرق أفاعي الحفر عندما تكون متراصة بإحكام”.
“استخدم المعدات. هذا هو سبب وجودها، أليس كذلك؟”. تساءلت آلاف المرات ولكن لم أتمكن من الوصول إلى هذه اللقطات. لم أكن أعرف كيف سأجدها دون إثارة الشك. والفكرة أخافتني، كما تخيفني الآن—ما الذي لم أكن قويًا بما يكفي لسماعه؟ ما الذي استطاعت ديو تحمله ولم أستطع أنا؟ في لقطات الأخبار التي تم قرصنتها، لا يظهرون ديو حتى. لكن هنا، مع اللقطات الخام، يمكنني الإرجاع. أفعل ذلك. يمكنني تضخيم الصوت. أفعل ذلك. أشاهد ذلك يحدث مرة أخرى: أمي تحني رأسها. نارول يبصق. كيران يغطي عيون الأطفال. أقدام تتخبط. ديو تصعد المنصة. كل الصوت مكبر. أفرز الضوضاء باستخدام أجهزة التحكم، وأسمع ما قالته زوجتي لديو.
تستمر ببطء. “أول يوم خدمت فيه ذهبيًا كان أعظم متعة شعرت بها في حياتي كلها. لا أستطيع أن أشرح لك ذلك. كان الأمر مثل مقابلة الإله. الآن أعرف أنه لم تكن المتعة هي التي شعرت بها. لقد كان غياب الألم. هكذا يدربون الورديين على عيش حياة العبودية، دارو. يربوننا في الحدائق مع زرعات في أجسادنا تملأ حياتنا بالألم. يسمون الجهاز قبلة كيوبيد – الحرق على طول العمود الفقري، و الألم في الرأس. لا يتوقف أبدًا. ولا حتى عندما تغمض عينيك. ولا عندما تبكي. يتوقف فقط عندما تطيع. يأخذون القبلة في النهاية. عندما نكون في الثانية عشرة. لكن… لا يمكنك أن تعرف كيف هو الحال، والخوف من أنها ستعود، دارو”.
“في غرفة نومنا، هناك مهد صنعته. أخفه قبل أن يعود دارو”. “مهد…”، تهمس ديو. “يجب ألا يعرف أبدًا. سيكسره ذلك”. “لا تقولي ذلك، إيو. لا”.
“لا. لا. لقد انتهيت من الاستماع إلى خططه من خلال الآخرين. لقد ضحيت بثلاث سنوات من حياتي من أجله. أريد أن أرى وجهه”.
“أنا حامل”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لماذا؟”. “لأن مهمتي معقدة. أنا بحاجة إليه. أين الراقص ؟ من المسؤول هنا؟ ميكي—”.
……
“إرهابية وردية واحدة وحفنة من الحمر يلعبون بالبنادق”، أقول دون أن أنظر إليها. “هل هذا هو جيشكم؟”.
هنا ميكي يفسر العبارة اللاتينية Vox clamantis in deserto (صوت صارخ في البرية) بأنها تعبّر عن الإحساس بالنداء أو الصراخ الذي لا يلقى استجابة، أي صرخة بلا جدوى. شخص يرفع صوته بالحقيقة أو بالتحذير، لكن لا أحد يستجيب له. أو دعوة مهملة في وسط لامبالٍ.
“لم يكونوا حمرًا”، تقول هارموني، ثم تضيف، في فكرة لاحقة غير صادقة بشكل مدهش، “أو ورديين”.
قررت تقليل جودة الترجمة من أجل زيادة الانتاجية أخبروني برأيكم في التعليقات.
“ميكي”. أمسكه. “اهدأ”. يضحك بشدة حتى يسعل، مبتعدًا عني ليمسح عينيه. “من الجيد رؤية وجه ودود. لا يسمحون لي بصحبة لطيفة هذه الأيام. لا على الإطلاق. انهم وحشيون، حقًا”.
إن وجدتم أيّ أخطاء لغوية أو إملائية أو نحوية أو صرفية أو غيرها، فلا تترددوا في الإشارة إليها في قسم التعليقات. ملاحظاتكم محل تقدير كبير، وتساعدني على تقديم عمل أدق وأفضل جودة. شكرًا لقراءتكم واهتمامكم!
“أعطنا لحظة”. تنظر هارموني إلى ميكي وإيفي. تشاهد ميكي وهو يقف على مضض. يتوقف، كأنه يريد أن يقول لي شيئًا، لكنه، وهو يشعر بعيني هارموني عليه، يغير رأيه. “حظًا سعيدًا، يا عزيزي”، يقول ببساطة، مربتًا على كتفي. “دعني أبقى”، تقول إيفي، مقتربة من هارموني. “يمكنني المساعدة معه”. تلمس هارموني وركها. “آريس لن يسمح بذلك”.
ترجمة [Great Reader]
“كيف؟ إنه على المريخ يعد للثورة. لا توجد وسيلة للتواصل. إنهم يراقبون كل شيء. كيف يمكنه الاتصال بك دون كشف غطائك؟” تنحني إلى الأمام، وأسنانها السفلية مكشوفة بوحشية. “قل لي، دارو. هل تعرف حتى كم سرقوا منك؟”.
تتفتح الطاقة من الموسوم إلى الخارج، سائلة للعين، مُبخِّرة جسده ومنتشرة على الأرض كالزئبق المنسكب قبل أن تُظلم، وتنزلق عائدة إلى المركز، شافطة الرجال والكراسي والزجاجات نحوها كثقب أسود قبل أن تنفجر بدوي عميق كالكابوس. أمسك بـجاكال من سترته وأطير عبر الجدار، مصطدمًا بكتفي أولًا، بينما خلفنا، يتمزق الزجاج والخشب والمعدن وطبلات الأذن والرجال.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات