اذكر الحياة I
7: اذكر الحياة I
تنقّل الكائن بين عشرات الوجوه في لحظات، مرتديًا ملامح ضحاياه واحدًا تلو الآخر وفق ترتيب زمني، حتى استعاد أخيرًا هيئته الحقيقية التي ظننتها كذلك.
النار. النار هي الصديق الذي لا يخونك أبدًا. يمكنك دائمًا أن تعتمد عليها لتحرق كل ما تلمسه.
في نعومة أظافري، شهدت أحد زملائي في الفصل —طفل صغير يُدعی توماس فلاجيل— اشتعلت النار في جسده دون تفسير. لم يكن يحمل عود ثقاب ولا شيئًا للتدخين، ولا أداة قد تسبب الاشتعال. جلده ببساطة اشتعل بالنيران بينما كنا نلعب الكرة. ولولا وجود نهر قريب قفز فيه لينجو بحياته، لانتهى الأمر بمأساة كبرى. ورغم ذلك، فقد بقيت آثار الحروق على جسده كذكرى أبدية لما حدث.
كان ذلك الحادث من الاشتعال البشري الذاتي هو الذي أقنعني لأول مرة بوجود ما هو خارج عن الطبيعي. تقدمت بطلب للعمل في مصحة الباب الأسود بعد أن سمعت أن أغنيس أُودعت فيها عقب تورطها في حادثة مماثلة أخرى في باريس. ورغم أنها كانت متأثرة لدرجة منعتها من الحديث بوضوح، إلا أنني كنت واثقًا في أعماقي أنها رأت لمحة من الحقيقة المختبئة خلف الستار.
لم يكن هذا الحادث غريبًا فقط، بل كان أكثر إثارة عندما علمت لاحقًا أن شقيقه الأكبر، أندريه، قد اشتعلت النار في جسده أيضا في نفس اللحظة ولكن في الجهة الأخرى من البلدة؛ إلا أنه تحول إلى رماد. أما شقيقتهما، أغنيس، فقد أصابها الرعب والذعر إلى درجة جعلت المحققين يجدون صعوبة في تفسير شهادتها المبعثرة. ومع ذلك، تمكنوا من التقاط كلمتين بين شهقاتها وتلعثمها: “شبح” و”نار”.
لم يكن هذا الحادث غريبًا فقط، بل كان أكثر إثارة عندما علمت لاحقًا أن شقيقه الأكبر، أندريه، قد اشتعلت النار في جسده أيضا في نفس اللحظة ولكن في الجهة الأخرى من البلدة؛ إلا أنه تحول إلى رماد. أما شقيقتهما، أغنيس، فقد أصابها الرعب والذعر إلى درجة جعلت المحققين يجدون صعوبة في تفسير شهادتها المبعثرة. ومع ذلك، تمكنوا من التقاط كلمتين بين شهقاتها وتلعثمها: “شبح” و”نار”.
توقف الخيلان وبدأا يتفعنان سريعًا، وكأنهما يعيشان سنوات من التحلل في لحظات. تحول جسديهما الجافان إلى غبار في لحظة خاطفة، ولم يتركا خلفهما شيئًا… لكن السائق هو من أثار رعبًا حقيقيًا في نفسي.
كان ذلك الحادث من الاشتعال البشري الذاتي هو الذي أقنعني لأول مرة بوجود ما هو خارج عن الطبيعي. تقدمت بطلب للعمل في مصحة الباب الأسود بعد أن سمعت أن أغنيس أُودعت فيها عقب تورطها في حادثة مماثلة أخرى في باريس. ورغم أنها كانت متأثرة لدرجة منعتها من الحديث بوضوح، إلا أنني كنت واثقًا في أعماقي أنها رأت لمحة من الحقيقة المختبئة خلف الستار.
بقيتُ جامدًا بمحاذاة الجدار الحجري، أحدق في طبقة من الرماد والغبار تغطي أرضية الزقاق. حملتها رياح الليل الباردة إلى السماء في لحظة. لم يترك الكيان آكل العربة عظامًا ولا أثرًا لوجوده؛ لا شيء سوى الدم الأسود الكثيف الذي لوّن فأسَ يدي ومعطفي.
انهم موتى، لكنهم لم يموتوا بما يكفي ليُعفَوا من الألم.
أما النار التي أشعلتها داخل جوف آكل العربة، فلم تكن حادثة خارقة للطبيعة. تلك النيران الزرقاء الكبريتية هي نتاج العلم والبحث والصناعة. لقد صممت مادتي لتستمر في الاشتعال حتى تستهلك كل الوقود المتاح، ولن تتمكن المياه من إخماد جوعها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
صرخ آكل العربة بينما بدأت الأريكة أمامي وجزء من الأرضية تلتهمها النيران. اهتزت ألسنته وتقلب بعنف شديد كاد أن يقذفني عنه. تصاعد من تحت قدمي عويل عميق لا يمت للإنسانية بصلة، وسمعت هدير الخيلين الميتين بالخارج يدوّي كصرخة غضب. يتلوى ذلك المسخ من الألم.
اندفعت مادة سوداء لزجة أشد برودة من الجليد لترشّ على سلاحي ويداي. مجرد لمسها للجلد المكشوف كان يؤلم، ليس كالنار التي تلتهم، بل كبرودة قاسية تصل إلى العظام في قسوتها. ظهرت عروق نابضة على النافذة حول موضع الضربة، وتحول “الزجاج” إلى مادة رطبة أدركت ماهيتها فورًا.
لكن هذا الإدراك لم يثنني عن عزمي. ضربت مجددًا، ثم مرة تلو الأخرى، حتى تحطمت النافذة ورُشَّت يداي بدماء سوداء كثيفة. انكسر الزجاج الزائف وفتح الطريق إلى العالم الخارجي، متيحًا للدخان أن يتسرب إلى الليل البارد. أصبح الثقب واسعًا بما يكفي لينفذ جسدي منه، فاستجمعت قواي متحديًا الألم، وبدأت أزحف بصعوبة نحو الجانب الآخر.
كادت تلك اللحظة أن ترسم بسمة على وجهي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كنت قد وصلت إلى منتصف الطريق حين شعرت بأيادٍ تمسك بساقي. تجرأت على الالتفات خلفي، وهناك رأيتهم.
لكن لم يكن لدي وقت لأضيّعه، وإلا احترقت مع العربة. علي أن أكسر النافذة وأشق طريقي إلى الخارج.
لقد افنيتُ ميتة، ولن يعلم أحد بذلك.
لحسن الحظ، كان من السهل للغاية شراء فأس في باريس. قبضت على الفأس الذي خبأته تحت معطفي، وقمت من على الأريكة متجاوزًا ألسنة اللهب المتصاعدة، ثم سددت ضربة بكل ما أملك من قوة إلى النافذة.
انفتح الباب المحترق للعربة، كاشفًا عن فك مليء بالأسنان أطلق عواءً أخيرًا. صرخات شديدة حادة مريعة، صرخات مئات الضحايا المقتولين، أجبرتني على تغطية أذنيّ. تشوّشت رؤيتي بينما كانت النيران تلتهم آكل العربة بالكامل. شعرت باهتزاز ينتشر عبر الهواء، موجة تتسلل عبر الفضاء، والحجارة، وعظامي ذاتها. ارتجفت باريس، لا بل العالم أجمع، عندما لقيت الميتة عبر العربات مصيرها المحتوم أخيرًا.
بقيتُ جامدًا بمحاذاة الجدار الحجري، أحدق في طبقة من الرماد والغبار تغطي أرضية الزقاق. حملتها رياح الليل الباردة إلى السماء في لحظة. لم يترك الكيان آكل العربة عظامًا ولا أثرًا لوجوده؛ لا شيء سوى الدم الأسود الكثيف الذي لوّن فأسَ يدي ومعطفي.
تشققت… ونزفت.
كان ذلك الحادث من الاشتعال البشري الذاتي هو الذي أقنعني لأول مرة بوجود ما هو خارج عن الطبيعي. تقدمت بطلب للعمل في مصحة الباب الأسود بعد أن سمعت أن أغنيس أُودعت فيها عقب تورطها في حادثة مماثلة أخرى في باريس. ورغم أنها كانت متأثرة لدرجة منعتها من الحديث بوضوح، إلا أنني كنت واثقًا في أعماقي أنها رأت لمحة من الحقيقة المختبئة خلف الستار.
اندفعت مادة سوداء لزجة أشد برودة من الجليد لترشّ على سلاحي ويداي. مجرد لمسها للجلد المكشوف كان يؤلم، ليس كالنار التي تلتهم، بل كبرودة قاسية تصل إلى العظام في قسوتها. ظهرت عروق نابضة على النافذة حول موضع الضربة، وتحول “الزجاج” إلى مادة رطبة أدركت ماهيتها فورًا.
كادت تلك اللحظة أن ترسم بسمة على وجهي.
انهارت أرضية العربة كاشفة عن حفرة واسعة تمتد أعمق بكثير مما ينبغي لجسدها أن يسمح به. جثث شاحبة، بلا أعين، تتلوى في أسفل الحفرة، بين صفوف من العجلات الميكانيكية التي كانت تسحق سيقانهم وظهورهم كما تفعل تلك آلات التقطيع الخشبية البروسية الجهنمية. كانت تلك الجثث تصرخ وتنوح بينما العجلات تجذبها إلى أعماق هذه الآلة الرهيبة، وأياديهم تمددت لتقبض على كاحليَّ، محاولة إما اللحاق بي إلى الحرية أو سحبي معهم إلى المعاناة. رأيت وجوهًا لأشخاص من ضحايا الليالي الماضية بينهم، وقد تجمدت تعابيرهم الأخيرة في رعب أزلي.
بياض عين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في تلك اللحظة تحديدًا، عندما حدّقتُ في تلك الهاوية السحيقة المتقدة بالكراهية الغليظة، أدركت أن هذا الكيان لم يكن يقتل البشر لأنه يحتاج إلى أجسادهم للبقاء. لم يكن هذا وحشًا تحركه الغريزة، ولا بيروقراطيًّا كونيًّا يؤدي مهمة لم يخترها قط. لم تكن هذه الميتة تصطادنا بدافع من لا مبالاة باردة أو رغبة في تحقيق توازن كونيّ ما.
كانت النوافذ عيونًا، والستائر جفونًا.
إنه لم يُطلق سراحهم قط.
لكن هذا الإدراك لم يثنني عن عزمي. ضربت مجددًا، ثم مرة تلو الأخرى، حتى تحطمت النافذة ورُشَّت يداي بدماء سوداء كثيفة. انكسر الزجاج الزائف وفتح الطريق إلى العالم الخارجي، متيحًا للدخان أن يتسرب إلى الليل البارد. أصبح الثقب واسعًا بما يكفي لينفذ جسدي منه، فاستجمعت قواي متحديًا الألم، وبدأت أزحف بصعوبة نحو الجانب الآخر.
لم يكن هذا الحادث غريبًا فقط، بل كان أكثر إثارة عندما علمت لاحقًا أن شقيقه الأكبر، أندريه، قد اشتعلت النار في جسده أيضا في نفس اللحظة ولكن في الجهة الأخرى من البلدة؛ إلا أنه تحول إلى رماد. أما شقيقتهما، أغنيس، فقد أصابها الرعب والذعر إلى درجة جعلت المحققين يجدون صعوبة في تفسير شهادتها المبعثرة. ومع ذلك، تمكنوا من التقاط كلمتين بين شهقاتها وتلعثمها: “شبح” و”نار”.
كنت قد وصلت إلى منتصف الطريق حين شعرت بأيادٍ تمسك بساقي. تجرأت على الالتفات خلفي، وهناك رأيتهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هكذا إذن يقتل آكل العربة ركابه. كان ببساطة يفتح أرضيته ويسحقهم أحياء.
أدركت حينها السبب وراء عدم تخلُّص آكل العربة من الفضلات بعد هضم ركابه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نظر إليّ المخلوق بعينين هما ثقبان دائريان ينبعث منهما دخان أسود، أشبه بعجلات متفحمة. لم يكن لديه فم، ولا أنف، ولا حتى أذنان؛ فقط قناع أملس من جلد أزرق شاحب لم يكن يومًا بشريًا. شعرت ببريق ذكاء خبيث يتسلل من تلك الظلمة، مع تعبير بارد يحاكي شعورًا بدائيًا عرفت معناه فورًا.
إنه لم يُطلق سراحهم قط.
لم يكن هذا الحادث غريبًا فقط، بل كان أكثر إثارة عندما علمت لاحقًا أن شقيقه الأكبر، أندريه، قد اشتعلت النار في جسده أيضا في نفس اللحظة ولكن في الجهة الأخرى من البلدة؛ إلا أنه تحول إلى رماد. أما شقيقتهما، أغنيس، فقد أصابها الرعب والذعر إلى درجة جعلت المحققين يجدون صعوبة في تفسير شهادتها المبعثرة. ومع ذلك، تمكنوا من التقاط كلمتين بين شهقاتها وتلعثمها: “شبح” و”نار”.
لقد كانت تقتلنا بدافع الحقد.
انهارت أرضية العربة كاشفة عن حفرة واسعة تمتد أعمق بكثير مما ينبغي لجسدها أن يسمح به. جثث شاحبة، بلا أعين، تتلوى في أسفل الحفرة، بين صفوف من العجلات الميكانيكية التي كانت تسحق سيقانهم وظهورهم كما تفعل تلك آلات التقطيع الخشبية البروسية الجهنمية. كانت تلك الجثث تصرخ وتنوح بينما العجلات تجذبها إلى أعماق هذه الآلة الرهيبة، وأياديهم تمددت لتقبض على كاحليَّ، محاولة إما اللحاق بي إلى الحرية أو سحبي معهم إلى المعاناة. رأيت وجوهًا لأشخاص من ضحايا الليالي الماضية بينهم، وقد تجمدت تعابيرهم الأخيرة في رعب أزلي.
كادت تلك اللحظة أن ترسم بسمة على وجهي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هكذا إذن يقتل آكل العربة ركابه. كان ببساطة يفتح أرضيته ويسحقهم أحياء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نظر إليّ المخلوق بعينين هما ثقبان دائريان ينبعث منهما دخان أسود، أشبه بعجلات متفحمة. لم يكن لديه فم، ولا أنف، ولا حتى أذنان؛ فقط قناع أملس من جلد أزرق شاحب لم يكن يومًا بشريًا. شعرت ببريق ذكاء خبيث يتسلل من تلك الظلمة، مع تعبير بارد يحاكي شعورًا بدائيًا عرفت معناه فورًا.
لم أفكر؛ ركلت وحسب. حاولت دفع هذه الجثث بعيدًا، لكنها أصرّت. قبضت أيديهم على ساقي وحاولت سحبي… لكنها سرعان ما أطلقت قبضتها وهي تصرخ من الألم والدهشة.
توقف الخيلان وبدأا يتفعنان سريعًا، وكأنهما يعيشان سنوات من التحلل في لحظات. تحول جسديهما الجافان إلى غبار في لحظة خاطفة، ولم يتركا خلفهما شيئًا… لكن السائق هو من أثار رعبًا حقيقيًا في نفسي.
لقد اصطدمت بالأشواك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قبل اقترابي من آكل العربة، كنت قد أخذت وقتًا لتغليف أطرافي وصدرى بأسلاك شائكة خبأتها تحت المعطف. كان ذلك إجراءً احترازيًا في حال حاولت العربة ابتلاعي مقدمًا. كنت أظن أن هذه الأشواك المعدنية ستؤلمها أثناء عملية الهضم وتجبرها على بصقي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أظن أنني كنت محقًا جزئيًا. لم تكن الأشواك لتنقذني من الموت سحقًا، لكنها آلمت الجثث بما يكفي لتُرغِمها على تركي. اجتاحني إدراكٌ رهيب بينما كنت أفلت من قبضتهم.
ابتسمت وأنا أشاهده يحترق.
انهم موتى، لكنهم لم يموتوا بما يكفي ليُعفَوا من الألم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كنت قد وصلت إلى منتصف الطريق حين شعرت بأيادٍ تمسك بساقي. تجرأت على الالتفات خلفي، وهناك رأيتهم.
تمكنت من الإفلات من الكابينة ووقعت على أرض الزقاق المرصوفة بالحجارة الباردة، كتفي أولًا. كانت السقطة مؤلمة، وأكثر إيلامًا حين انكسرت بعض الأشواك عند الارتطام وجرحت جلدي، لكن ذلك كان أهون من الموت سحقًا. تدحرجت حتى اصطدمت بحائط تفوح منه رائحة البول، بينما ارتطم آكل العربة بجدار آخر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نظر إليّ المخلوق بعينين هما ثقبان دائريان ينبعث منهما دخان أسود، أشبه بعجلات متفحمة. لم يكن لديه فم، ولا أنف، ولا حتى أذنان؛ فقط قناع أملس من جلد أزرق شاحب لم يكن يومًا بشريًا. شعرت ببريق ذكاء خبيث يتسلل من تلك الظلمة، مع تعبير بارد يحاكي شعورًا بدائيًا عرفت معناه فورًا.
ابتسمت وأنا أشاهده يحترق.
تنقّل الكائن بين عشرات الوجوه في لحظات، مرتديًا ملامح ضحاياه واحدًا تلو الآخر وفق ترتيب زمني، حتى استعاد أخيرًا هيئته الحقيقية التي ظننتها كذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ارتعش الكون للحظة، ثم اختفى.
سرعان ما غمرت ألسنة اللهب الكابينة وبدأت تلتهم الأخشاب التي شكّلت هيكل هذه المركبة الجهنمية. سمعت صرخات ضحاياها تتردد من الداخل، وظلال الجثث المُلتَهَمة ترقص تحت ضوء الكبريت المتوهج.
انهارت أرضية العربة كاشفة عن حفرة واسعة تمتد أعمق بكثير مما ينبغي لجسدها أن يسمح به. جثث شاحبة، بلا أعين، تتلوى في أسفل الحفرة، بين صفوف من العجلات الميكانيكية التي كانت تسحق سيقانهم وظهورهم كما تفعل تلك آلات التقطيع الخشبية البروسية الجهنمية. كانت تلك الجثث تصرخ وتنوح بينما العجلات تجذبها إلى أعماق هذه الآلة الرهيبة، وأياديهم تمددت لتقبض على كاحليَّ، محاولة إما اللحاق بي إلى الحرية أو سحبي معهم إلى المعاناة. رأيت وجوهًا لأشخاص من ضحايا الليالي الماضية بينهم، وقد تجمدت تعابيرهم الأخيرة في رعب أزلي.
توقف الخيلان وبدأا يتفعنان سريعًا، وكأنهما يعيشان سنوات من التحلل في لحظات. تحول جسديهما الجافان إلى غبار في لحظة خاطفة، ولم يتركا خلفهما شيئًا… لكن السائق هو من أثار رعبًا حقيقيًا في نفسي.
تنقّل الكائن بين عشرات الوجوه في لحظات، مرتديًا ملامح ضحاياه واحدًا تلو الآخر وفق ترتيب زمني، حتى استعاد أخيرًا هيئته الحقيقية التي ظننتها كذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ارتعش الكون للحظة، ثم اختفى.
نظر إليّ المخلوق بعينين هما ثقبان دائريان ينبعث منهما دخان أسود، أشبه بعجلات متفحمة. لم يكن لديه فم، ولا أنف، ولا حتى أذنان؛ فقط قناع أملس من جلد أزرق شاحب لم يكن يومًا بشريًا. شعرت ببريق ذكاء خبيث يتسلل من تلك الظلمة، مع تعبير بارد يحاكي شعورًا بدائيًا عرفت معناه فورًا.
انفتح الباب المحترق للعربة، كاشفًا عن فك مليء بالأسنان أطلق عواءً أخيرًا. صرخات شديدة حادة مريعة، صرخات مئات الضحايا المقتولين، أجبرتني على تغطية أذنيّ. تشوّشت رؤيتي بينما كانت النيران تلتهم آكل العربة بالكامل. شعرت باهتزاز ينتشر عبر الهواء، موجة تتسلل عبر الفضاء، والحجارة، وعظامي ذاتها. ارتجفت باريس، لا بل العالم أجمع، عندما لقيت الميتة عبر العربات مصيرها المحتوم أخيرًا.
توقف الخيلان وبدأا يتفعنان سريعًا، وكأنهما يعيشان سنوات من التحلل في لحظات. تحول جسديهما الجافان إلى غبار في لحظة خاطفة، ولم يتركا خلفهما شيئًا… لكن السائق هو من أثار رعبًا حقيقيًا في نفسي.
الكراهية.
انهم موتى، لكنهم لم يموتوا بما يكفي ليُعفَوا من الألم.
في تلك اللحظة تحديدًا، عندما حدّقتُ في تلك الهاوية السحيقة المتقدة بالكراهية الغليظة، أدركت أن هذا الكيان لم يكن يقتل البشر لأنه يحتاج إلى أجسادهم للبقاء. لم يكن هذا وحشًا تحركه الغريزة، ولا بيروقراطيًّا كونيًّا يؤدي مهمة لم يخترها قط. لم تكن هذه الميتة تصطادنا بدافع من لا مبالاة باردة أو رغبة في تحقيق توازن كونيّ ما.
صرخ آكل العربة بينما بدأت الأريكة أمامي وجزء من الأرضية تلتهمها النيران. اهتزت ألسنته وتقلب بعنف شديد كاد أن يقذفني عنه. تصاعد من تحت قدمي عويل عميق لا يمت للإنسانية بصلة، وسمعت هدير الخيلين الميتين بالخارج يدوّي كصرخة غضب. يتلوى ذلك المسخ من الألم.
لقد كانت تقتلنا بدافع الحقد.
أظن أنني كنت محقًا جزئيًا. لم تكن الأشواك لتنقذني من الموت سحقًا، لكنها آلمت الجثث بما يكفي لتُرغِمها على تركي. اجتاحني إدراكٌ رهيب بينما كنت أفلت من قبضتهم.
لقد كانت تقتلنا بدافع الحقد.
انفتح الباب المحترق للعربة، كاشفًا عن فك مليء بالأسنان أطلق عواءً أخيرًا. صرخات شديدة حادة مريعة، صرخات مئات الضحايا المقتولين، أجبرتني على تغطية أذنيّ. تشوّشت رؤيتي بينما كانت النيران تلتهم آكل العربة بالكامل. شعرت باهتزاز ينتشر عبر الهواء، موجة تتسلل عبر الفضاء، والحجارة، وعظامي ذاتها. ارتجفت باريس، لا بل العالم أجمع، عندما لقيت الميتة عبر العربات مصيرها المحتوم أخيرًا.
انهارت أرضية العربة كاشفة عن حفرة واسعة تمتد أعمق بكثير مما ينبغي لجسدها أن يسمح به. جثث شاحبة، بلا أعين، تتلوى في أسفل الحفرة، بين صفوف من العجلات الميكانيكية التي كانت تسحق سيقانهم وظهورهم كما تفعل تلك آلات التقطيع الخشبية البروسية الجهنمية. كانت تلك الجثث تصرخ وتنوح بينما العجلات تجذبها إلى أعماق هذه الآلة الرهيبة، وأياديهم تمددت لتقبض على كاحليَّ، محاولة إما اللحاق بي إلى الحرية أو سحبي معهم إلى المعاناة. رأيت وجوهًا لأشخاص من ضحايا الليالي الماضية بينهم، وقد تجمدت تعابيرهم الأخيرة في رعب أزلي.
ارتعش الكون للحظة، ثم اختفى.
النار. النار هي الصديق الذي لا يخونك أبدًا. يمكنك دائمًا أن تعتمد عليها لتحرق كل ما تلمسه.
بقيتُ جامدًا بمحاذاة الجدار الحجري، أحدق في طبقة من الرماد والغبار تغطي أرضية الزقاق. حملتها رياح الليل الباردة إلى السماء في لحظة. لم يترك الكيان آكل العربة عظامًا ولا أثرًا لوجوده؛ لا شيء سوى الدم الأسود الكثيف الذي لوّن فأسَ يدي ومعطفي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ارتعش الكون للحظة، ثم اختفى.
قبل اقترابي من آكل العربة، كنت قد أخذت وقتًا لتغليف أطرافي وصدرى بأسلاك شائكة خبأتها تحت المعطف. كان ذلك إجراءً احترازيًا في حال حاولت العربة ابتلاعي مقدمًا. كنت أظن أن هذه الأشواك المعدنية ستؤلمها أثناء عملية الهضم وتجبرها على بصقي.
لقد افنيتُ ميتة، ولن يعلم أحد بذلك.
لكن هذا الإدراك لم يثنني عن عزمي. ضربت مجددًا، ثم مرة تلو الأخرى، حتى تحطمت النافذة ورُشَّت يداي بدماء سوداء كثيفة. انكسر الزجاج الزائف وفتح الطريق إلى العالم الخارجي، متيحًا للدخان أن يتسرب إلى الليل البارد. أصبح الثقب واسعًا بما يكفي لينفذ جسدي منه، فاستجمعت قواي متحديًا الألم، وبدأت أزحف بصعوبة نحو الجانب الآخر.
كان ذلك الحادث من الاشتعال البشري الذاتي هو الذي أقنعني لأول مرة بوجود ما هو خارج عن الطبيعي. تقدمت بطلب للعمل في مصحة الباب الأسود بعد أن سمعت أن أغنيس أُودعت فيها عقب تورطها في حادثة مماثلة أخرى في باريس. ورغم أنها كانت متأثرة لدرجة منعتها من الحديث بوضوح، إلا أنني كنت واثقًا في أعماقي أنها رأت لمحة من الحقيقة المختبئة خلف الستار.
————————
لقد كانت تقتلنا بدافع الحقد.
لقد افنيتُ ميتة، ولن يعلم أحد بذلك.
اللهم أنت الله الواحد الأحد، نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، اللهم إنا مغلوبون فانتصر. اللهم انصر اخواننا وارحم شهداءهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أدركت حينها السبب وراء عدم تخلُّص آكل العربة من الفضلات بعد هضم ركابه.
إن وُجدت أخطاء نحوية، إملائية، لغوية، فأخبروني في التعليقات. لا تبخلوا بتعليق جميل تحت.
النار. النار هي الصديق الذي لا يخونك أبدًا. يمكنك دائمًا أن تعتمد عليها لتحرق كل ما تلمسه.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات