النابض
الفصل 43 – النابض
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إنهمرت الأفكار كالشلال على زيفاير متمكناً من فهم مايحدث له، مضيئةً عينيه بحكمة عميقة.
لم تكن “مهام المسلة” مهمة بذاتها، بل لجوائزها ولتقدم أحداث البعد السري. كان المهم حقاً، هو الوصول إلى لٌّب الميراث وجوهره.
فحصه زيفاير بأساليبه قبل أن يتأكد من سلامته، لمسه بيده. في النفق، رأى الظلام.
وجدت عشرات وحتى مئات الطرق لذلك.
وعلى غرار غيره، لم يكن زيفاير حين جاء إلى هنا مدفوعاً بالرغبة في الإستكشاف أو النجاة، وإنما البحث عن رفقته، أو الإقتراب من فهم ما حدث لهم.
في الحقبة الثالثة ظهر مشعوذ سمّى نفسه بـ عبد الشبح، كان حكيماً شريراً قد عرف بكونه اللص الأفضل في تاريخ القارة الغربية. كان قد صنع تعويذة مكنته من كشف المواريث أو الدرب لها بطرق غامضة. وقد مكّنه ذلك من سرقة عشرات الأبعاد السرية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تكن أوراقها مألوفة، بل بدت كأنها خيوط من النور، مشبعة بألوان السماء الشمالية—الأخضر الزمردي، والأرجواني العميق، الأزرق الهادئ—كلها تنبض في انسجام ساحر. كانت الشجرة ترتفع بشكل هائل، بحيث بدت كأنها تربط الأرض بالسماوات. غيوم خفيفة تحيط بقممها، كأنما تحاول أن تحجب مجدها عن أعين البشر. وعلى الأرض، انبثق ضوءها في شكل دوائر من الطاقة، مشبعة المكان بهالة قدسية، كأن الزمن نفسه يتباطأ في وجودها.
كان هذا مثالاً فقط على ذلك. ومنذ وقته وقد تطورت هذه الطرق.
ابتسم الفتى بفرح.”دعني أخمن.”نظر إلي مقيماً قبل أن يقف، وقال:”لقد عبثت بالنابض، أليس كذلك؟”هز كتفيه وكأنه يتفهم تنهد:”آه، هذه المتاهة خادعة للغاية. لا تقلق، هذا وارد الحصول!”
– الذكرى الأبدية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أيا أرض العتمة والغموض، كوني عيني، وإمتلكي جسمي [عين الأرض]!”
كانت هذه متاهة غريبة، بدت كحصن للوهلة الأولى، لكن ما إن يدخلها المرء حتى يضيع في دواخلها المتغيرة، فتارةً تصبح أنفاقاً، وتارة أخرى غرفاً معجوجة بالوحوش، وتارة قاعات كبيرة فارغة ذات كثبان رملية. كانت هذه المتاهة مشهورة مؤخراً بين مكتشفي البعد، فقد وجد فيها أحدهم إحدى “مصابيح الأضواء الثلاثة” والتي قيل حسب “مسلّة المهام” أنّها تؤدي إلى الميراث النهائي، وبالطبع لم يسلم ذلك المغامر من شر باقي المغامرين.
‘لكن هل يعني هذا أن غراينتش هنا؟’
وعلى غرار غيره، لم يكن زيفاير حين جاء إلى هنا مدفوعاً بالرغبة في الإستكشاف أو النجاة، وإنما البحث عن رفقته، أو الإقتراب من فهم ما حدث لهم.
– أرواح الأبعاد السرية.
ففي أول إستكشاف له منذ أسبوعين، واجه زيفاير فارس موت غير مكتمل هنا، لم يقاتله مقرراً الهرب لئلا ينشغل عما يهمه ويخسر موارده وطاقته، آنذاك، لحسن الحظ، أثناء هربه كان قد وجد نفقاً سرياً بالصدفة، أخفاه وقرر العودة إليه لاحقاً. وبالطبع الآن، وبعد ما قاله مايرل، قرر زيفاير أن هذه الفرصة الأفضل لإستكشافه.
لذلك وكثيراً ما لم يكن العمر مقياساً لقوة الفرد، بل فخاً.
من كان زيفاير؟ كان مغامراً نخبوياً؛ لكنه لم يكن محظوظاً لحد إيجاد أحد تلك التعاويذ التي قد تمكنه من فحص البعد السري، لكن لحسن حظه فقد وجد تعاويذ آخرى قد لائمت طرقه.
كانت غرفةً سرية، لحسن الحظ، لم يوجد أحد بداخلها. تحكّم زيفاير بالأرض، وسرعان ماصنع لنفسه مدخلاً.
“أيا أرض العتمة والغموض، كوني عيني، وإمتلكي جسمي [عين الأرض]!”
– أرواح الأبعاد السرية.
وضع زيفاير يده على الأرض، ثم عمم المانا خاصته عليها. قبل أن يغلق عينيه متنفساً بعمق.
كانت هذه متاهة غريبة، بدت كحصن للوهلة الأولى، لكن ما إن يدخلها المرء حتى يضيع في دواخلها المتغيرة، فتارةً تصبح أنفاقاً، وتارة أخرى غرفاً معجوجة بالوحوش، وتارة قاعات كبيرة فارغة ذات كثبان رملية. كانت هذه المتاهة مشهورة مؤخراً بين مكتشفي البعد، فقد وجد فيها أحدهم إحدى “مصابيح الأضواء الثلاثة” والتي قيل حسب “مسلّة المهام” أنّها تؤدي إلى الميراث النهائي، وبالطبع لم يسلم ذلك المغامر من شر باقي المغامرين.
كانت هذه تعويذةً في المستوى الثالث، قد وجدها في ميراث جزئي لعنصر الأرض منذ بضع سنين، وبصراحة كانت أحد أفضل نصائبه. فبضلها كثيراً ما نجى من مواقف شتّى، وسُّهلت له مغامراته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في تلك اللحظة، توهج المكعب بضوءٍ أزرق، رنّ إحساس زيفاير بالخطر بغريزية، ثم تشبث بالمكعب على الفور، وناشراً المانا حوله أحاط نفسه بالصخر كدرع. لكن بعد ثوان، لم يحدث شيء. ضحك في نفسه:’هيه، يبدو أن لا لزمة لما فعلته.’
فحصه زيفاير بأساليبه قبل أن يتأكد من سلامته، لمسه بيده. في النفق، رأى الظلام.
‘سبقني أحد إلى هنا.’لم يبال زيفاير بذلك فقد كان ذلك متوقعاً، وإنمّا نظر إلى المكعب. بعد تأمينه، لمسه.
كانت غرفةً سرية، لحسن الحظ، لم يوجد أحد بداخلها. تحكّم زيفاير بالأرض، وسرعان ماصنع لنفسه مدخلاً.
كانت صوته الطفولي هادئاً ومنخفضاً:”بإفتراض أنك مستخدم لعنصر الأرض مثلاً، أيمكنك فصل معدن من صخرة بالمانا وحدها دون قوة عنصرية؟ فصل الدم عن الماء بنفس المبدأ؟”
هناك، رأى مكعباً سحرياً أزرق اللون، كان مغروساً بالجدران، متلألأً بهدوء. نظر إليه زيفاير لثوان، ثم فحص المكان. كانت غرفة عادية، لكن مع بعض التدقيق وجدت آثارٌ لخطوات، كانت لشخصين.
“نعم، ثلاث طرق أخرى أقرب للخيال.”ضحك زيرو، ولم يتردد مدمراً آمل زيفاير، قال:”همم، مصفوفة تطهير عالية الدرجة، أو تعويذة أو أو جرعة بنفس الدرجة والتأثير.”
“هذا..قماش معزز؟ نعم، هذا من رداء سحري.”
لم يتردد الفتى وأخفض عصاه السحرية كبادرة سلام فلم يكن من الخلق الحسن توجيهها ضده. ثم مربتاً على صدره، أومأ معرفاً عن نفسه بإيجاز: “أنا زيرو، مشعوذ في الرتبة الأولى، متوسط الدرجة في كلا من الخيمياء والسحر الأسود، ومغامر من الصنف E.” أحرج حين قال:”ومثلك، لقد عبثت بالنابض ثم وقعت هنا بغتة.”
بنباهته، سرعان ما تعرف زيفاير على قطعة ممزقة من قماش بالِ، بدت حديثة الأثرـ كانت ملقاة لدى المكعب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هناك، رأى مكعباً سحرياً أزرق اللون، كان مغروساً بالجدران، متلألأً بهدوء. نظر إليه زيفاير لثوان، ثم فحص المكان. كانت غرفة عادية، لكن مع بعض التدقيق وجدت آثارٌ لخطوات، كانت لشخصين.
‘سبقني أحد إلى هنا.’لم يبال زيفاير بذلك فقد كان ذلك متوقعاً، وإنمّا نظر إلى المكعب. بعد تأمينه، لمسه.
تجاه الشجرة المقدسة من الأضواء الخيالية، ما مد زيفاير يده بلهفة، إلا و ومضت عيناه مرةً أخرى.
“شو…”
‘مشعوذ…باحث في السحر الأسود…’ كان زيفاير عاجزاً عن الكلام لثوان، ألم يكن هذا الفتى صريحاً بزيادة؟ هل كان يغازل الموت؟ أم أن الجنون من التلوث قد تجذر في رأسه؟ بصراحة، رأى زيفاير العديد من المجانين منذ دخوله لهذا البعد؛ فقد كانت إحدى آثار التلوث. وفي كل الأحوال، قرر زيفاير زيادة حذره ضده، غير مبالٍ بعمر من مقابله، بل وتصديقه أيضاً.
في تلك اللحظة، توهج المكعب بضوءٍ أزرق، رنّ إحساس زيفاير بالخطر بغريزية، ثم تشبث بالمكعب على الفور، وناشراً المانا حوله أحاط نفسه بالصخر كدرع. لكن بعد ثوان، لم يحدث شيء. ضحك في نفسه:’هيه، يبدو أن لا لزمة لما فعلته.’
لم يبدو وكأن زيرو قد توقع سؤاله، أومأ لنفسه وأجاب:”أعني كما فهمت: أنا ابحث في الروح، أحد الأسحار السوداء، أوليس بكذلك؟”
“صرير!!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن المكعب لم يُمهله وقتًا للتحقق. وميض آخر، هذه المرة وجد نفسه في ساحة معركة غارقة في الدمار. ألسنة اللهب تلتهم الأرض، وصرخات المغامرين تتردد في أذنيه. رجال ونساء يواجهون لا موتى بمختلف أشكالهم،كان مشهدًا من الفوضى المطلقة.
“جلجلة! جلجلة!”
كانت هذه تعويذةً في المستوى الثالث، قد وجدها في ميراث جزئي لعنصر الأرض منذ بضع سنين، وبصراحة كانت أحد أفضل نصائبه. فبضلها كثيراً ما نجى من مواقف شتّى، وسُّهلت له مغامراته.
لم يكد يفكر بذلك، حتى إهتز المكان حوله فوراً، تشتت بؤبؤه، حين ومض ضوء ملون، فبدلاً من النفق المظلم المضاء بالمكعب الأزرق، رأى مغارة واسعة تتلألأ جدرانها ببلورات أرجوانية. في وسط المغارة وقف رجل طويل القامة، قوي البنية، ببشرة برونزية وندبة غائرة على عينه اليمنى. شعر زيفاير بالصدمة تسري في جسده كتيار برق:’هذا… غرانيتش؟!’
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هناك، رأى مكعباً سحرياً أزرق اللون، كان مغروساً بالجدران، متلألأً بهدوء. نظر إليه زيفاير لثوان، ثم فحص المكان. كانت غرفة عادية، لكن مع بعض التدقيق وجدت آثارٌ لخطوات، كانت لشخصين.
في تلك اللحظة، نبض قلبه بإثارة، كيف لا وقد وجد ضالته، أخاه المفقود الذي لم تلده أمه!
“دون قوة عنصرية؟ أتعني…”حبك زيفاير حاجبيه، فلم يبدو سؤال زيرو مفهوماً للوهلة الأولى، لكّنه قد تجاهل هذه الجزئية بعد فهمه وأجاب:”نعم، لكنه صعب، ويستغرق وقتاً.”فور أن أنهى كلامه، أدرك مقصده، ظهرت صورة عن الأمر في رأسه.
لكن المكعب لم يُمهله وقتًا للتحقق. وميض آخر، هذه المرة وجد نفسه في ساحة معركة غارقة في الدمار. ألسنة اللهب تلتهم الأرض، وصرخات المغامرين تتردد في أذنيه. رجال ونساء يواجهون لا موتى بمختلف أشكالهم،كان مشهدًا من الفوضى المطلقة.
في تلك اللحظة، نبض قلبه بإثارة، كيف لا وقد وجد ضالته، أخاه المفقود الذي لم تلده أمه!
‘ما هذا؟ تنقل؟’
كانت البوابة الصخرية تشع بضوءٍ أزرق، شهدت نقوشها السحرية الزمن، ومازلت تشع بالمانا حتى الآن. تتبعه زيرو بنظره، وما إن تسائل حتى رفع زيفاير يده.
‘لا، ليس تنقلًا… ليس فعليًا على الأقل.’ تردد صوته في نفسه، متماسكًا بين الذهول والتشكيك. لم يبد ما أمامه حقيقياً، أو على الأقل لم يكن يشعر بجسده ينتقل. كان كل شيء يبدو كظل شفاف يطفو في عقله، لكن التفاصيل كانت حادة بشكل لا يصدق—حواف الصخور، انعكاس الضوء على جدران المغارة، وحتى أصوات قطرات الماء تتردد بوضوح.
‘أرى…’
‘غرانيتش! مازلت حياً…لكن ماهذا؟ لما أرى هذا؟’لم يتخطى قلبه ما رآه، وهو يحدق في المكعب المتوهج بين يديه. أطلق المكعب وميضًا خافتًا، كأنما يسخر من حيرته.
“دون قوة عنصرية؟ أتعني…”حبك زيفاير حاجبيه، فلم يبدو سؤال زيرو مفهوماً للوهلة الأولى، لكّنه قد تجاهل هذه الجزئية بعد فهمه وأجاب:”نعم، لكنه صعب، ويستغرق وقتاً.”فور أن أنهى كلامه، أدرك مقصده، ظهرت صورة عن الأمر في رأسه.
ثم، كأن شيئًا انكسر في عقله، اجتاحه شعور غريب: رؤية أخرى تومضت أمامه—هذه المرة، رأى شجرة دعمت السماء، جذعها اللامع كان يتألف من تمازج ألوان شفق مقدس، ينساب الضوء عبرها كما ينساب النهر بين الصخور، يتغير ويتراقص وكأنه حي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أوضح الدعو زيرو بعلم وقال:”إنه – وعلى حد علمي، جهاز سحري هدفه هو تنظيم هيكل البعد، بالعادة يكون في يد النظام الأساسي تحت أعين روح البعد الساهرة، لكن يبدو أن هذا لم يعد ممكناً لدواعٍ زمنية ولموت روح البعد. في كل الأحوال بات من الممكن إستخدامه للإنتقال ضمن نطاق متاهة الذكرى الأبدية، وآلية عمله غريبة للغاية، فهو عشوائي إلى حد كبير على حد تجربتي – آخر ماقلته هو إعتقادي.”
لم تكن أوراقها مألوفة، بل بدت كأنها خيوط من النور، مشبعة بألوان السماء الشمالية—الأخضر الزمردي، والأرجواني العميق، الأزرق الهادئ—كلها تنبض في انسجام ساحر. كانت الشجرة ترتفع بشكل هائل، بحيث بدت كأنها تربط الأرض بالسماوات. غيوم خفيفة تحيط بقممها، كأنما تحاول أن تحجب مجدها عن أعين البشر. وعلى الأرض، انبثق ضوءها في شكل دوائر من الطاقة، مشبعة المكان بهالة قدسية، كأن الزمن نفسه يتباطأ في وجودها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أوضح الدعو زيرو بعلم وقال:”إنه – وعلى حد علمي، جهاز سحري هدفه هو تنظيم هيكل البعد، بالعادة يكون في يد النظام الأساسي تحت أعين روح البعد الساهرة، لكن يبدو أن هذا لم يعد ممكناً لدواعٍ زمنية ولموت روح البعد. في كل الأحوال بات من الممكن إستخدامه للإنتقال ضمن نطاق متاهة الذكرى الأبدية، وآلية عمله غريبة للغاية، فهو عشوائي إلى حد كبير على حد تجربتي – آخر ماقلته هو إعتقادي.”
عندما رأى زيفاير شجرة الشفق، اجتاحته رهبة عميقة، وكأن وجودها يتجاوز حدود الفهم.لم يكن جمالها ما أرهبه—بل إحساسه الغريب بأن وعيه يتسع، وكأن الشجرة تبث نورًا لا يُرى، يشعل في ذهنه شرارة ذكاء خارق. الأفكار بدأت تنهمر، مترابطة، عميقة، كما لو أن عقله التقط خيوطًا من الحكمة القديمة التي تخبئها تلك الشجرة في صمتها البهي.
في تلك اللحظة، برز شيءٌ آخر، رغبة مدفونة في أعماقه إنبثقت حتى طغت عليه، رغبة شريرة سميت بالجشع!
‘أرى…’
فرقع زيرو بإصبعيه، وابتسم:”أترى؟ الأمر هكذا إلى حدِ ما. الروح كالماء، أو نعم، أقرب إلى الهلام. هذا أولاً، ثانياً أنت بحاجة إلى سحر روح مقابل لفصل التلوث أو تحكم دقيق بالمانا، ثالثاً تحتاج لتحديد مواقعها، ولديك جسد كامل لفحصه وطبقات من الروح للدخول فيها، وبغض النظر عن هذا حتى بعد إيجاد التلوث عليك إستئصاله بدقة، والمصاب متضرر في كل الأحوال ما دام أن هذا ينقص من كتلة الروح بالعموم، لذا عليك الخروج بأقل الاضرار الممكنة. وبلا أسحار معينة أو أدوات أو جرع، لمسها فقط – إن إمكن أصلاً – يبوء بأحد الطرفين بالضرر، أو كلاهما. ”
‘الميراث…’
“شو…”
‘…من الرتبة الخامسة أو أعلى!’
“هذا..قماش معزز؟ نعم، هذا من رداء سحري.”
إنهمرت الأفكار كالشلال على زيفاير متمكناً من فهم مايحدث له، مضيئةً عينيه بحكمة عميقة.
‘مشعوذ…باحث في السحر الأسود…’ كان زيفاير عاجزاً عن الكلام لثوان، ألم يكن هذا الفتى صريحاً بزيادة؟ هل كان يغازل الموت؟ أم أن الجنون من التلوث قد تجذر في رأسه؟ بصراحة، رأى زيفاير العديد من المجانين منذ دخوله لهذا البعد؛ فقد كانت إحدى آثار التلوث. وفي كل الأحوال، قرر زيفاير زيادة حذره ضده، غير مبالٍ بعمر من مقابله، بل وتصديقه أيضاً.
في تلك اللحظة، برز شيءٌ آخر، رغبة مدفونة في أعماقه إنبثقت حتى طغت عليه، رغبة شريرة سميت بالجشع!
لم تكن بالضرورة شيئاً ثابتاً، وإنما إن تم تعريفها فهي مجموعة من النظم التي كانت مسؤولةً عن العناية بالأبعاد السرية. كانت ذكاءاً إصطناعياً محدود القدرات، سُميّت بأرواح الأبعاد، لأنها رُبطت بجميع أنظمة البعد، وكانت المشرفة عليها. وإلّا في أصلها فقد فقدت ماهيته، فتارةً يقال أنها أرواح مشوهة، أو أرواح حبيسة، أو حتى ذكاء إصطناعي مبرمج، لم يعد من المعروف ماهيته، ففي هذه الناحية، فاقت آركانا هذا العصر.
‘أريد هذا!’
رأى غرفة مظلمة صخرية، في آخرها بوابة قديمة. نظر ليده، مدركاً بأن المكعب الأزرق قد اختفى من بين يده.
تجاه الشجرة المقدسة من الأضواء الخيالية، ما مد زيفاير يده بلهفة، إلا و ومضت عيناه مرةً أخرى.
فرقع زيرو بإصبعيه، وابتسم:”أترى؟ الأمر هكذا إلى حدِ ما. الروح كالماء، أو نعم، أقرب إلى الهلام. هذا أولاً، ثانياً أنت بحاجة إلى سحر روح مقابل لفصل التلوث أو تحكم دقيق بالمانا، ثالثاً تحتاج لتحديد مواقعها، ولديك جسد كامل لفحصه وطبقات من الروح للدخول فيها، وبغض النظر عن هذا حتى بعد إيجاد التلوث عليك إستئصاله بدقة، والمصاب متضرر في كل الأحوال ما دام أن هذا ينقص من كتلة الروح بالعموم، لذا عليك الخروج بأقل الاضرار الممكنة. وبلا أسحار معينة أو أدوات أو جرع، لمسها فقط – إن إمكن أصلاً – يبوء بأحد الطرفين بالضرر، أو كلاهما. ”
“شو!”
‘لا، ليس تنقلًا… ليس فعليًا على الأقل.’ تردد صوته في نفسه، متماسكًا بين الذهول والتشكيك. لم يبد ما أمامه حقيقياً، أو على الأقل لم يكن يشعر بجسده ينتقل. كان كل شيء يبدو كظل شفاف يطفو في عقله، لكن التفاصيل كانت حادة بشكل لا يصدق—حواف الصخور، انعكاس الضوء على جدران المغارة، وحتى أصوات قطرات الماء تتردد بوضوح.
ومضت عيناه مجدداً، حين تغير مجال بصره.
وعلى غرار غيره، لم يكن زيفاير حين جاء إلى هنا مدفوعاً بالرغبة في الإستكشاف أو النجاة، وإنما البحث عن رفقته، أو الإقتراب من فهم ما حدث لهم.
رأى غرفة مظلمة صخرية، في آخرها بوابة قديمة. نظر ليده، مدركاً بأن المكعب الأزرق قد اختفى من بين يده.
في تلك اللحظة، برز شيءٌ آخر، رغبة مدفونة في أعماقه إنبثقت حتى طغت عليه، رغبة شريرة سميت بالجشع!
غيره، وأمام يده ببضع أمتار، جلس فتى قد بدا في الحادية عشر من عمره، إرتدى زي ساحر أسود بالٍ محترق الأطراف. برز شعره الفضي والفوضوي مغطياً عينيه، تحت لمعة الضوء الأزرق أعلاه، ممكساً بعصا ساحر أرجوانية الرأس مكعبة الشكل. وبالنظر إليه، شعر زيفاير بعدم الراحة والبرود، ما فهمته نفسه بلا وعي كـ – عداء!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “إنفجار!!”
“آه، أتى غيري أخيراً!”
كانت هذه متاهة غريبة، بدت كحصن للوهلة الأولى، لكن ما إن يدخلها المرء حتى يضيع في دواخلها المتغيرة، فتارةً تصبح أنفاقاً، وتارة أخرى غرفاً معجوجة بالوحوش، وتارة قاعات كبيرة فارغة ذات كثبان رملية. كانت هذه المتاهة مشهورة مؤخراً بين مكتشفي البعد، فقد وجد فيها أحدهم إحدى “مصابيح الأضواء الثلاثة” والتي قيل حسب “مسلّة المهام” أنّها تؤدي إلى الميراث النهائي، وبالطبع لم يسلم ذلك المغامر من شر باقي المغامرين.
ابتسم الفتى بفرح.”دعني أخمن.”نظر إلي مقيماً قبل أن يقف، وقال:”لقد عبثت بالنابض، أليس كذلك؟”هز كتفيه وكأنه يتفهم تنهد:”آه، هذه المتاهة خادعة للغاية. لا تقلق، هذا وارد الحصول!”
ففي أول إستكشاف له منذ أسبوعين، واجه زيفاير فارس موت غير مكتمل هنا، لم يقاتله مقرراً الهرب لئلا ينشغل عما يهمه ويخسر موارده وطاقته، آنذاك، لحسن الحظ، أثناء هربه كان قد وجد نفقاً سرياً بالصدفة، أخفاه وقرر العودة إليه لاحقاً. وبالطبع الآن، وبعد ما قاله مايرل، قرر زيفاير أن هذه الفرصة الأفضل لإستكشافه.
أعاده صوت الفتى لواقعه، نظر زيفاير حوله، مستذكراً ماحدث منذ قليل، وبّخ نفسه لإهماله. قبل أن تلمع عيناه بضوءٍ عميق:’بلا شك، كان ذلك غرانيتش…وحالته الغريبة تلك، هل تلوث هو الآخر؟ أم أنه بات لاميتاً؟’ لم يرتح، وإنزعج لكّنه واسى نفسه بأنه قد إقترب على الأقل منهم.’ذلك المكعب
لم يكد يفكر بذلك، حتى إهتز المكان حوله فوراً، تشتت بؤبؤه، حين ومض ضوء ملون، فبدلاً من النفق المظلم المضاء بالمكعب الأزرق، رأى مغارة واسعة تتلألأ جدرانها ببلورات أرجوانية. في وسط المغارة وقف رجل طويل القامة، قوي البنية، ببشرة برونزية وندبة غائرة على عينه اليمنى. شعر زيفاير بالصدمة تسري في جسده كتيار برق:’هذا… غرانيتش؟!’
‘هذا الرداء…إنه هو.’تعرف زيفاير عليه بأنه الفتى صاحب قطعة القماش من موقع المكعب الأزرق قبلاً، وقال:”من أنت؟ ماذا تفعل هنا؟”
“أنا وحيد، لا معلم لي.”إبتسم الفتى باسم زيرو، مشيراً إلى البوابة خلفه عبس ثم زفر:” نحن ما نزال بداخل متاهة الذكرى الأبدية، لقد إفترقت عن رفيقتي بسبب ذلك النابض اللعين، وبصراحة لا أستطيع ولا أجرؤ على محاولة فتح هذه البوابة. فأنا محدود الحيلة.”
لم يتردد الفتى وأخفض عصاه السحرية كبادرة سلام فلم يكن من الخلق الحسن توجيهها ضده. ثم مربتاً على صدره، أومأ معرفاً عن نفسه بإيجاز: “أنا زيرو، مشعوذ في الرتبة الأولى، متوسط الدرجة في كلا من الخيمياء والسحر الأسود، ومغامر من الصنف E.” أحرج حين قال:”ومثلك، لقد عبثت بالنابض ثم وقعت هنا بغتة.”
“زيرو، أليس كذلك؟”لم تبدو نبرة زيفاير الهادئة كطلب، أو حتى كأمر، حين قال:”رافقني.”
“…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومضت عيناه مجدداً، حين تغير مجال بصره.
‘مشعوذ…باحث في السحر الأسود…’ كان زيفاير عاجزاً عن الكلام لثوان، ألم يكن هذا الفتى صريحاً بزيادة؟ هل كان يغازل الموت؟ أم أن الجنون من التلوث قد تجذر في رأسه؟ بصراحة، رأى زيفاير العديد من المجانين منذ دخوله لهذا البعد؛ فقد كانت إحدى آثار التلوث. وفي كل الأحوال، قرر زيفاير زيادة حذره ضده، غير مبالٍ بعمر من مقابله، بل وتصديقه أيضاً.
“صرير!!”
في عالم السيف والسحر، أقيم حفل الإيقاظ لدى الأطفال في سن الخامسة: أي أن أي طفل في العاشرة قد إمتلك خمس سنوات كساحر؛ أي أن الحس السليم في هذا العالم لدى الكثيرين – وبالأخص من تربى في القرى أو المياتم وغيرها، غير مولود كنبيل، قد حّتم عليه النضج مبكراً. وكان زيفاير شخصياً مثالاً على هذا.
من كان زيفاير؟ كان مغامراً نخبوياً؛ لكنه لم يكن محظوظاً لحد إيجاد أحد تلك التعاويذ التي قد تمكنه من فحص البعد السري، لكن لحسن حظه فقد وجد تعاويذ آخرى قد لائمت طرقه.
لذلك وكثيراً ما لم يكن العمر مقياساً لقوة الفرد، بل فخاً.
في الحقبة الثالثة ظهر مشعوذ سمّى نفسه بـ عبد الشبح، كان حكيماً شريراً قد عرف بكونه اللص الأفضل في تاريخ القارة الغربية. كان قد صنع تعويذة مكنته من كشف المواريث أو الدرب لها بطرق غامضة. وقد مكّنه ذلك من سرقة عشرات الأبعاد السرية.
وفي بيئة كهذه حيث كثر المشعوذين، وبصراحة كمغامر، لم يكن زيفاير باراً للحد الذي أعطاه تحيزاً ضد الشعوذة، فلم يبال، هل كان ليأمنه بأنه طفل؟ سأل:”هل أتيت لوحدك؟ أم أن معلمك معك؟ ماذا تعرف عن هذا المكان؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أيا أرض العتمة والغموض، كوني عيني، وإمتلكي جسمي [عين الأرض]!”
“أنا وحيد، لا معلم لي.”إبتسم الفتى باسم زيرو، مشيراً إلى البوابة خلفه عبس ثم زفر:” نحن ما نزال بداخل متاهة الذكرى الأبدية، لقد إفترقت عن رفيقتي بسبب ذلك النابض اللعين، وبصراحة لا أستطيع ولا أجرؤ على محاولة فتح هذه البوابة. فأنا محدود الحيلة.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أوضح الدعو زيرو بعلم وقال:”إنه – وعلى حد علمي، جهاز سحري هدفه هو تنظيم هيكل البعد، بالعادة يكون في يد النظام الأساسي تحت أعين روح البعد الساهرة، لكن يبدو أن هذا لم يعد ممكناً لدواعٍ زمنية ولموت روح البعد. في كل الأحوال بات من الممكن إستخدامه للإنتقال ضمن نطاق متاهة الذكرى الأبدية، وآلية عمله غريبة للغاية، فهو عشوائي إلى حد كبير على حد تجربتي – آخر ماقلته هو إعتقادي.”
“النابض مجدداً؟ أيقصد المكعب؟’ألقى زيفاير على البوابة نظرة متمعنة، كانت بوابة صخرية قديمة، بنمط أركاني مستطيل وعصري. كان توجد مصفوفة على البوابة، تضيئ بين الفينة والأخرى بأضواء متنوعة. عبس زيفاير تجاهها، قبل أن يغير نظرته للفتى ويسأل:”و ما هذا النابض؟”
لم يكد يفكر بذلك، حتى إهتز المكان حوله فوراً، تشتت بؤبؤه، حين ومض ضوء ملون، فبدلاً من النفق المظلم المضاء بالمكعب الأزرق، رأى مغارة واسعة تتلألأ جدرانها ببلورات أرجوانية. في وسط المغارة وقف رجل طويل القامة، قوي البنية، ببشرة برونزية وندبة غائرة على عينه اليمنى. شعر زيفاير بالصدمة تسري في جسده كتيار برق:’هذا… غرانيتش؟!’
أوضح الدعو زيرو بعلم وقال:”إنه – وعلى حد علمي، جهاز سحري هدفه هو تنظيم هيكل البعد، بالعادة يكون في يد النظام الأساسي تحت أعين روح البعد الساهرة، لكن يبدو أن هذا لم يعد ممكناً لدواعٍ زمنية ولموت روح البعد. في كل الأحوال بات من الممكن إستخدامه للإنتقال ضمن نطاق متاهة الذكرى الأبدية، وآلية عمله غريبة للغاية، فهو عشوائي إلى حد كبير على حد تجربتي – آخر ماقلته هو إعتقادي.”
بنباهته، سرعان ما تعرف زيفاير على قطعة ممزقة من قماش بالِ، بدت حديثة الأثرـ كانت ملقاة لدى المكعب.
– أرواح الأبعاد السرية.
“…”
لم تكن بالضرورة شيئاً ثابتاً، وإنما إن تم تعريفها فهي مجموعة من النظم التي كانت مسؤولةً عن العناية بالأبعاد السرية. كانت ذكاءاً إصطناعياً محدود القدرات، سُميّت بأرواح الأبعاد، لأنها رُبطت بجميع أنظمة البعد، وكانت المشرفة عليها. وإلّا في أصلها فقد فقدت ماهيته، فتارةً يقال أنها أرواح مشوهة، أو أرواح حبيسة، أو حتى ذكاء إصطناعي مبرمج، لم يعد من المعروف ماهيته، ففي هذه الناحية، فاقت آركانا هذا العصر.
“جلجلة! جلجلة!”
تعمّق عبوس زيفاير، قبل أن ينظر للفتى المبتسم بنظرة عميقة. ثم يتنهد في نفسه:’ما قاله معقول، وهذا يبدد شكي تجاه آلية عمل المكعب. النابض هاه…نعم، مما قاله – إن كان صحيحاً، فيبدو أنني مازلت داخل الذكرى الأبدية. كيف أكّد ذلك؟ سأعرف قريباً.’
ثم، كأن شيئًا انكسر في عقله، اجتاحه شعور غريب: رؤية أخرى تومضت أمامه—هذه المرة، رأى شجرة دعمت السماء، جذعها اللامع كان يتألف من تمازج ألوان شفق مقدس، ينساب الضوء عبرها كما ينساب النهر بين الصخور، يتغير ويتراقص وكأنه حي.
‘لكن هل يعني هذا أن غراينتش هنا؟’
كان هذا مثالاً فقط على ذلك. ومنذ وقته وقد تطورت هذه الطرق.
ما إن فكر بغرانيتش، حتى لمعت عيناه، وسأل فوراً:”قلت أنك باحث في السحر الأسود، ماذا عنيت بهذا؟”
كانت صوته الطفولي هادئاً ومنخفضاً:”بإفتراض أنك مستخدم لعنصر الأرض مثلاً، أيمكنك فصل معدن من صخرة بالمانا وحدها دون قوة عنصرية؟ فصل الدم عن الماء بنفس المبدأ؟”
لم يبدو وكأن زيرو قد توقع سؤاله، أومأ لنفسه وأجاب:”أعني كما فهمت: أنا ابحث في الروح، أحد الأسحار السوداء، أوليس بكذلك؟”
“زيرو، أليس كذلك؟”لم تبدو نبرة زيفاير الهادئة كطلب، أو حتى كأمر، حين قال:”رافقني.”
“لما؟”
‘سبقني أحد إلى هنا.’لم يبال زيفاير بذلك فقد كان ذلك متوقعاً، وإنمّا نظر إلى المكعب. بعد تأمينه، لمسه.
“لدي أسبابي.”
‘غرانيتش! مازلت حياً…لكن ماهذا؟ لما أرى هذا؟’لم يتخطى قلبه ما رآه، وهو يحدق في المكعب المتوهج بين يديه. أطلق المكعب وميضًا خافتًا، كأنما يسخر من حيرته.
لم يتعمّق زيفاير، فلم يكن بمنفذ قانون، ولم ينوي إستجوابه، وإنمّا سأل:”ما رأيك بالتلوث في هذا المجال الروحي بالأعلى؟ هل من الممكن علاجه؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أعاده صوت الفتى لواقعه، نظر زيفاير حوله، مستذكراً ماحدث منذ قليل، وبّخ نفسه لإهماله. قبل أن تلمع عيناه بضوءٍ عميق:’بلا شك، كان ذلك غرانيتش…وحالته الغريبة تلك، هل تلوث هو الآخر؟ أم أنه بات لاميتاً؟’ لم يرتح، وإنزعج لكّنه واسى نفسه بأنه قد إقترب على الأقل منهم.’ذلك المكعب
“نعم لكنه صعب، ويحتاج لمتخصص.”لم يماطله زيرو، أو حتى يصعب الجواب، وإنما أوضح وجهة نظره.
‘لا، ليس تنقلًا… ليس فعليًا على الأقل.’ تردد صوته في نفسه، متماسكًا بين الذهول والتشكيك. لم يبد ما أمامه حقيقياً، أو على الأقل لم يكن يشعر بجسده ينتقل. كان كل شيء يبدو كظل شفاف يطفو في عقله، لكن التفاصيل كانت حادة بشكل لا يصدق—حواف الصخور، انعكاس الضوء على جدران المغارة، وحتى أصوات قطرات الماء تتردد بوضوح.
كانت صوته الطفولي هادئاً ومنخفضاً:”بإفتراض أنك مستخدم لعنصر الأرض مثلاً، أيمكنك فصل معدن من صخرة بالمانا وحدها دون قوة عنصرية؟ فصل الدم عن الماء بنفس المبدأ؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومضت عيناه مجدداً، حين تغير مجال بصره.
“دون قوة عنصرية؟ أتعني…”حبك زيفاير حاجبيه، فلم يبدو سؤال زيرو مفهوماً للوهلة الأولى، لكّنه قد تجاهل هذه الجزئية بعد فهمه وأجاب:”نعم، لكنه صعب، ويستغرق وقتاً.”فور أن أنهى كلامه، أدرك مقصده، ظهرت صورة عن الأمر في رأسه.
لم يتعمّق زيفاير، فلم يكن بمنفذ قانون، ولم ينوي إستجوابه، وإنمّا سأل:”ما رأيك بالتلوث في هذا المجال الروحي بالأعلى؟ هل من الممكن علاجه؟”
فرقع زيرو بإصبعيه، وابتسم:”أترى؟ الأمر هكذا إلى حدِ ما. الروح كالماء، أو نعم، أقرب إلى الهلام. هذا أولاً، ثانياً أنت بحاجة إلى سحر روح مقابل لفصل التلوث أو تحكم دقيق بالمانا، ثالثاً تحتاج لتحديد مواقعها، ولديك جسد كامل لفحصه وطبقات من الروح للدخول فيها، وبغض النظر عن هذا حتى بعد إيجاد التلوث عليك إستئصاله بدقة، والمصاب متضرر في كل الأحوال ما دام أن هذا ينقص من كتلة الروح بالعموم، لذا عليك الخروج بأقل الاضرار الممكنة. وبلا أسحار معينة أو أدوات أو جرع، لمسها فقط – إن إمكن أصلاً – يبوء بأحد الطرفين بالضرر، أو كلاهما. ”
لم تكن “مهام المسلة” مهمة بذاتها، بل لجوائزها ولتقدم أحداث البعد السري. كان المهم حقاً، هو الوصول إلى لٌّب الميراث وجوهره.
“…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إنهمرت الأفكار كالشلال على زيفاير متمكناً من فهم مايحدث له، مضيئةً عينيه بحكمة عميقة.
كان كلام زيرو رغم تعقيده معقولاً للغاية. إلى الحد الذي ضاق به صدر زيفاير من سماعه. لكنه لم يستسلم وقال آملاً:”ألا توجد طرق أخرى؟”
“نعم، ثلاث طرق أخرى أقرب للخيال.”ضحك زيرو، ولم يتردد مدمراً آمل زيفاير، قال:”همم، مصفوفة تطهير عالية الدرجة، أو تعويذة أو أو جرعة بنفس الدرجة والتأثير.”
“نعم، ثلاث طرق أخرى أقرب للخيال.”ضحك زيرو، ولم يتردد مدمراً آمل زيفاير، قال:”همم، مصفوفة تطهير عالية الدرجة، أو تعويذة أو أو جرعة بنفس الدرجة والتأثير.”
غيره، وأمام يده ببضع أمتار، جلس فتى قد بدا في الحادية عشر من عمره، إرتدى زي ساحر أسود بالٍ محترق الأطراف. برز شعره الفضي والفوضوي مغطياً عينيه، تحت لمعة الضوء الأزرق أعلاه، ممكساً بعصا ساحر أرجوانية الرأس مكعبة الشكل. وبالنظر إليه، شعر زيفاير بعدم الراحة والبرود، ما فهمته نفسه بلا وعي كـ – عداء!
صمت زيفاير، ناظراً لزيرو بصمت. لم يتحرك الأخير، وإكتفى بالإبتسام. بعد برهة، تحرك زيفاير نحو البوابة.
“دون قوة عنصرية؟ أتعني…”حبك زيفاير حاجبيه، فلم يبدو سؤال زيرو مفهوماً للوهلة الأولى، لكّنه قد تجاهل هذه الجزئية بعد فهمه وأجاب:”نعم، لكنه صعب، ويستغرق وقتاً.”فور أن أنهى كلامه، أدرك مقصده، ظهرت صورة عن الأمر في رأسه.
كانت البوابة الصخرية تشع بضوءٍ أزرق، شهدت نقوشها السحرية الزمن، ومازلت تشع بالمانا حتى الآن. تتبعه زيرو بنظره، وما إن تسائل حتى رفع زيفاير يده.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أوضح الدعو زيرو بعلم وقال:”إنه – وعلى حد علمي، جهاز سحري هدفه هو تنظيم هيكل البعد، بالعادة يكون في يد النظام الأساسي تحت أعين روح البعد الساهرة، لكن يبدو أن هذا لم يعد ممكناً لدواعٍ زمنية ولموت روح البعد. في كل الأحوال بات من الممكن إستخدامه للإنتقال ضمن نطاق متاهة الذكرى الأبدية، وآلية عمله غريبة للغاية، فهو عشوائي إلى حد كبير على حد تجربتي – آخر ماقلته هو إعتقادي.”
متحسساً البوابة بيده، نشر زيفاير ماناه بداخلها، قبل أن يقرر أنها سليمة. تنفس بعمق، ثم زفر دافعاً بيده:
‘…من الرتبة الخامسة أو أعلى!’
“إنفجار!!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أعاده صوت الفتى لواقعه، نظر زيفاير حوله، مستذكراً ماحدث منذ قليل، وبّخ نفسه لإهماله. قبل أن تلمع عيناه بضوءٍ عميق:’بلا شك، كان ذلك غرانيتش…وحالته الغريبة تلك، هل تلوث هو الآخر؟ أم أنه بات لاميتاً؟’ لم يرتح، وإنزعج لكّنه واسى نفسه بأنه قد إقترب على الأقل منهم.’ذلك المكعب
“جلجلة! جلجلة!”
لم يتردد الفتى وأخفض عصاه السحرية كبادرة سلام فلم يكن من الخلق الحسن توجيهها ضده. ثم مربتاً على صدره، أومأ معرفاً عن نفسه بإيجاز: “أنا زيرو، مشعوذ في الرتبة الأولى، متوسط الدرجة في كلا من الخيمياء والسحر الأسود، ومغامر من الصنف E.” أحرج حين قال:”ومثلك، لقد عبثت بالنابض ثم وقعت هنا بغتة.”
لم يضع زيفاير الكثير من القوة في ضربته، لكن ببطء، تحركت البوابة حتى فتحت. بعد ثوان، فتحت بالكامل، أضائت المساحة وراءها بضوءٍ أزرق. إنعكس على وجهه.
عندما رأى زيفاير شجرة الشفق، اجتاحته رهبة عميقة، وكأن وجودها يتجاوز حدود الفهم.لم يكن جمالها ما أرهبه—بل إحساسه الغريب بأن وعيه يتسع، وكأن الشجرة تبث نورًا لا يُرى، يشعل في ذهنه شرارة ذكاء خارق. الأفكار بدأت تنهمر، مترابطة، عميقة، كما لو أن عقله التقط خيوطًا من الحكمة القديمة التي تخبئها تلك الشجرة في صمتها البهي.
“زيرو، أليس كذلك؟”لم تبدو نبرة زيفاير الهادئة كطلب، أو حتى كأمر، حين قال:”رافقني.”
تعمّق عبوس زيفاير، قبل أن ينظر للفتى المبتسم بنظرة عميقة. ثم يتنهد في نفسه:’ما قاله معقول، وهذا يبدد شكي تجاه آلية عمل المكعب. النابض هاه…نعم، مما قاله – إن كان صحيحاً، فيبدو أنني مازلت داخل الذكرى الأبدية. كيف أكّد ذلك؟ سأعرف قريباً.’
“زيرو، أليس كذلك؟”لم تبدو نبرة زيفاير الهادئة كطلب، أو حتى كأمر، حين قال:”رافقني.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات