الوليمة (2)
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
أما جين، فقد قالها بصدق وثقة، وهو ما اعتبره سايرون نَفَسًا جديدًا.
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
“لابد أن هذه أول وليمة تحضرها.”
ترجمة: Arisu san
كان هذا ما يقصده سايرون. ورغم أن جين سمع به مسبقًا من عمه، فإن سماعه مباشرة من والده أثار في نفسه مشاعر مختلفة تمامًا.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
لم يحتج جين إلى وقت للتفكير.
منذ لحظة وصول سيّد العشيرة، بدأ الضيوف في دخول حديقة السيوف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “يا سيّد العشيرة! هناك ضيوف وصلوا دون إرسال طلب رسمي للحضور. ما العمل؟”
كان من بينهم وفود من جميع الأمم، بما في ذلك إمبراطورية فيرمونت، والحرس الإمبراطوري، والقوات الخاصة، وفرسان ملك التنانين، وعشيرة يفليانو، وعشيرة توكو، وعشيرة كين، ومرتزقة الملك الأسود، ومرتزقة الأشباح، وغيرهم كثير.
“لو اختفيتَ يومًا ما، وحقًا أدارت كل هذه الوفود ظهورها لعشيرة رونكاندل… ولو أن الزيفل استغلوا تلك اللحظة وحشدوا قواهم لإسقاطنا، حتى وصلنا إلى نقطة اللاعودة…”
جميعهم شخصيات مرموقة تنتمي إلى عشائر أو منظمات ذات نفوذ بالغ. ومع دخولهم حديقة السيوف واحدًا تلو الآخر، بدا كما لو أن قصر الحديقة يعلوهم بكبرياء، كأنه ملك جالس على عرشه.
“ستكون الأيام الثلاثة القادمة طويلة كالدهر… لا أطيق الانتظار للانطلاق.”
كان المشهد يوحي بأن المبنى نفسه يأمر الضيوف بإظهار أدنى قدر من الأدب والاحترام في حضرته.
تنفّس جين بعمق، وأكمل:
وفوق ذلك، كانت آلاف السيوف مغروسة في الأرض حول الحديقة، يمر بين غاباتها المعدنية الزوّار رفيعو الشأن.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
كان مشهدًا مهيبًا بكل معنى الكلمة. في الحقيقة، حتى مراسم تتويج إمبراطور فيرمونت لم تكن بهذه الفخامة أو الإشراق. فألف ضيف قدِموا اليوم إلى العشيرة كانوا تجسيدًا لهيبة وقوة ونفوذ عائلة رونكاندل.
“يالها من حسرة… لو أنه وُلد أبكر… إنه كما لو أن موهبة لونا، وجنون ماري، وروح المنافسة لدى ديبوس… قد اجتمعت كلها في جسد واحد.”
غاص فرسان الحراسة وخدم العشيرة في نشوة هذا الشعور بالتميّز، ووقفوا بتعابير وجوه صارمة تنضح بالفخر. كان عليهم أن يُثبتوا أن فرسان وخدم رونكاندل ليسوا عاديين، بل يشاطرون العشيرة عظمتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أشار سايرون بيده برفق، مقاطعًا.
باستثناء عشيرة زيفل، لم تكن هناك أي عشيرة أخرى تجرؤ على مجاراة رونكاندل. وبما أن الزيفل لم يرسلوا طلبًا رسميًّا لحضور الوليمة، فقد وقف أبناء رونكاندل مرفوعي الرأس، بلا خوف.
ليس أن إخوته لم يفكروا في أفكار مشابهة من قبل، لكن المشكلة أنهم لم يجرؤوا على افتراض انهيار عشيرة رونكاندل، ناهيك عن قول ذلك صراحة أمام والدهم.
وفي تلك الأثناء، كان جين يشاهد هذا المشهد المذهل إلى جانب سايرون. كانا واقفَين على الشرفة المطلة على الفناء، يُلقي سايرون التحية على الضيوف بين الحين والآخر، بينما يُنزل جين رأسه باحترام.
كان هذا ما يقصده سايرون. ورغم أن جين سمع به مسبقًا من عمه، فإن سماعه مباشرة من والده أثار في نفسه مشاعر مختلفة تمامًا.
“لابد أن هذه أول وليمة تحضرها.”
ورغم أنه قال “ليس سيئًا”، إلا أن سايرون أُعجِب حقًّا بإجابة جين.
“نعم، يا أبي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فهو وجد هذا الابن واقعيًّا بما يكفي، وذو خطة متقنة.
في الحقيقة، سبق لجين أن حضر بعض الولائم في حياته السابقة بفضل أستاذه في السحر، لكنّها كانت المرة الأولى التي يحضر فيها وليمة تستضيفها عشيرة رونكاندل، حتى وإن احتُسبت حياته السابقة.
“أما السيدة شارلوت هيرالد، فقد باعت إرث عائلتها بسبب إدمانها المَرَضي على القمار، ثم توسّلت إلينا لاستعادته، ولا تزال عشيرتها تدين لنا حتى اليوم.”
ففي الماضي، حين كانت العشيرة تُقيم وليمة، لم يكن يُسمح له بالحضور، بل كان يُجبر على البقاء في الظل كما لو كان مجرمًا. فأن يظل أحد أنقى دماء رونكاندل فارس [نجمة واحدة] في عمر الخامسة والعشرين كان عارًا على العشيرة.
لطالما طرح سايرون هذا السؤال على جميع أبنائه.
“لكن الآن… أقف بجوار والدي خلال الوليمة، بصفتي أحد نجوم هذا الحدث. من كان يظن أنني سأبلغ هذا المقام بعد أن متّ مرة؟”
تحت سماء الليل المظلمة، كانت الأنوار المتلألئة تغمر السهول الممتدة أمام بوابة حديقة السيوف. كانت تلك الأضواء من المعسكرات المؤقتة التي أقيمت خارج مقر عشيرة رونكاندل، حيث سيبقى مرافقي الضيوف لثلاثة أيام حتى تنتهي الوليمة.
شعر جين بالفخر، لكن في الوقت ذاته كان مرارةٌ تتآكل قلبه. بل إن المرارة فاقت الفخر والفرح في أعماقه.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
ورغم ذلك، لم يُظهر شيئًا، وانتظر كلمات والده التالية بصمت.
جحظت عينا سايرون وقد احمرّتا.
“كما تعلم، عشيرتنا لا تُقيم الولائم كثيرًا.”
“أنت محق. لكننا لسنا الوحيدين الذين يملكون نقاط ضعف عن الآخرين، يا بُني. الزيفل كذلك لديهم ما يكفي من الملفات ضدهم.”
“أجل.”
“تقديري التقريبي… ألف ضيف، يا أبي.”
“نُقيمها فقط حين يكون هناك أمر يستحق الاحتفال بحق. بعبارة أخرى، إن إنجازاتك حتى الآن رائعة إلى هذا الحد.”
“أتفق. لكن الزيفل لا يملكون المبرر الكافي لاستخدامها كما نشاء.”
“شكرًا جزيلًا لك، يا أبي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ولماذا برأيك؟”
مرّر سايرون يده على رأس جين بلطف. ارتعد قلب جين من الرعب في البداية، لكنه تمالك نفسه وأخفى ارتباكه.
“نقاط ضعف؟”
“كم ضيفًا تعتقد حضر اليوم؟”
لطالما طرح سايرون هذا السؤال على جميع أبنائه.
“تقديري التقريبي… ألف ضيف، يا أبي.”
توقّف جين لحظةً، ثم نظر في عيني والده.
“صحيح. وصلني تقرير أن العدد يقارب الألف. هناك حوالي مئتي ضيف إضافي مقارنة بالوليمة التي أقمناها قبل سبع سنوات. هل تفهم ما يعنيه ذلك؟”
اترك تعليقاً لدعمي🔪
لم يحتج جين إلى وقت للتفكير.
“كما تشاء، يا أبي.”
“يعني أن نفوذ العشيرة وهيبتها قد ازدادا خلال السنوات السبع الماضية.”
كان جين أكثر من يُدرك هذه الحقيقة.
ابتسم سايرون برضا.
توقّف جين لحظةً، ثم نظر في عيني والده.
“بالضبط. من السهل أن تجمع أي عشيرة ألف ضيف في ولائمها… لكن كل من جاء اليوم شخصية بارزة ومُميّزة. نحن لا نسمح للدخلاء أو التافهين بحضور ولائمنا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أبي.”
أومأ جين موافقًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فهو وجد هذا الابن واقعيًّا بما يكفي، وذو خطة متقنة.
وكما قال سايرون، فإن الألف ضيف الحاضرين اليوم كانوا جميعًا نخبة النخبة. قادة يُمسكون بدفّة هذا العالم، يحكمون بلايين الناس المنتشرين على القارة.
أومأ جين موافقًا.
لكن حتى بين كل هؤلاء الحكّام، من يقف في القمّة كان سايرون رونكاندل.
انحنى جين بصمت، رغم أنه شعر بخيبة أمل طفيفة من تقييم والده الصارم.
“كل ما فعلته في السنوات السبع الماضية هو قتل الوحوش في البحر الأسود، والتدرّب في العزلة. ومع ذلك، ازدادت هيبة العشيرة. والسبب الوحيد في ذلك هو أنني [فارس الأصل] الوحيد في هذا العصر.”
“نقاط ضعف؟”
ظلّ جين يُنصت في وقار، منتظرًا ما سيقوله والده.
“نُقيمها فقط حين يكون هناك أمر يستحق الاحتفال بحق. بعبارة أخرى، إن إنجازاتك حتى الآن رائعة إلى هذا الحد.”
“بمعنى آخر… حين أختفي، قد يُدير معظم من اجتمعوا هنا ظهورهم لعشيرة رونكاندل.”
“ستكون الأيام الثلاثة القادمة طويلة كالدهر… لا أطيق الانتظار للانطلاق.”
كان جين أكثر من يُدرك هذه الحقيقة.
لكن…
فمن دون والده، لم تكن العشيرة لتحقق هذا الكمّ من القوة والنفوذ. كانت عشيرة رونكاندل إحدى قوتي القارة العُظمَيين، إلى جانب عشيرة زيڤل. لكن لو أزلنا سايرون من المعادلة، فإن الفجوة بين العشيرتين من حيث القوة والسطوة العسكرية ستتسع بسرعة.
ترقية جين إلى حامل راية مؤقّت!
وفي النهاية، سيتجه العالم نحو نظام تحكمه عشيرة زيڤل وحدها. أما إمبراطورية فيرمونت — التي تلعب اليوم دور الوسيط بين العشيرتين — فستقف حتمًا إلى جانب عشيرة السحرة إن وصلت الأمور إلى هذا الحد.
“نُقيمها فقط حين يكون هناك أمر يستحق الاحتفال بحق. بعبارة أخرى، إن إنجازاتك حتى الآن رائعة إلى هذا الحد.”
“أتساءل، ما رأي الأصغر في كل هذا…”
بل وسيتمكن من الاستفادة من ذاكرته السابقة، فيسعى خلف الفرص والكنوز والأسلحة المقدسة.
لطالما طرح سايرون هذا السؤال على جميع أبنائه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “وذلك الرجل الذي يدخّن هناك على اليسار… أليس هو لانس كليفر؟ من عشيرة كليفر؟ طلب منا سابقًا قتل ثلاثة سحرة من الزيفل.”
فقد سألهم جميعًا:
“أنت محق. لكننا لسنا الوحيدين الذين يملكون نقاط ضعف عن الآخرين، يا بُني. الزيفل كذلك لديهم ما يكفي من الملفات ضدهم.”
“لو اختفيت، سيُدير الناس ظهورهم لعشيرة رونكاندل… ما رأيك في هذا؟”
“أتساءل، ما رأي الأصغر في كل هذا…”
كان أغلب أبناء سايرون يجيبون بنفس الطريقة كلما طرح عليهم ذلك السؤال:
أومأ جين موافقًا.
“ذلك لن يحدث أبدًا، يا أبي!”
كانت إجابته صادمة، بل وقحة حتى في ظاهرها. اشتعل الغضب في عيني سايرون للحظة، لكنه ما لبث أن انطفأ، وحلّ محله الفضول الشديد.
“لماذا قد تختفي أصلًا، يا أبي!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “وذلك الرجل الذي يدخّن هناك على اليسار… أليس هو لانس كليفر؟ من عشيرة كليفر؟ طلب منا سابقًا قتل ثلاثة سحرة من الزيفل.”
بل إن بعضهم كان يصرّح بغباء بأنهم سيصبحون فرسان الأصل التاليين.
“لو اختفيت، سيُدير الناس ظهورهم لعشيرة رونكاندل… ما رأيك في هذا؟”
لكن…
“حسنًا… يبدو أنني دافعت عن نفسي جيدًا على الأقل. فوالدي عادةً أكثر صرامة من هذا بكثير.”
“أبي.”
“أتساءل، ما رأي الأصغر في كل هذا…”
ناداه جين بعد صمت طويل.
ظلّ جين يُنصت في وقار، منتظرًا ما سيقوله والده.
“تحدث بحرية، يا بُني.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com غاص فرسان الحراسة وخدم العشيرة في نشوة هذا الشعور بالتميّز، ووقفوا بتعابير وجوه صارمة تنضح بالفخر. كان عليهم أن يُثبتوا أن فرسان وخدم رونكاندل ليسوا عاديين، بل يشاطرون العشيرة عظمتها.
“لو اختفيتَ يومًا ما، وحقًا أدارت كل هذه الوفود ظهورها لعشيرة رونكاندل… ولو أن الزيفل استغلوا تلك اللحظة وحشدوا قواهم لإسقاطنا، حتى وصلنا إلى نقطة اللاعودة…”
ضيوف دون دعوة رسمية…
توقّف جين لحظةً، ثم نظر في عيني والده.
توقّف جين لحظةً، ثم نظر في عيني والده.
“سأغادر العشيرة.”
“لأن دور الشرير هو من نصيبنا نحن، عشيرة رونكاندل. ولهذا، إن عجز القائد القادم عن حماية العشيرة رغم كل هذه الأسلحة، فسأغادر دون لحظة تردّد. سأرحل وأُعِدّ انتقامي ممّن قادونا إلى الهلاك.”
جحظت عينا سايرون وقد احمرّتا.
كان جين أكثر من يُدرك هذه الحقيقة.
“ماذا؟ هل قلت إنك ستُغادر العشيرة؟”
“لكن الآن… أقف بجوار والدي خلال الوليمة، بصفتي أحد نجوم هذا الحدث. من كان يظن أنني سأبلغ هذا المقام بعد أن متّ مرة؟”
“نعم. إن سقطت عشيرة رونكاندل لمجرد غيابك، يا أبي، فسيكون السبب هو عجز وريث العرش عن القيادة. ولن أموت ميتة الكلاب تحت راية زعيم عاجز.”
سواء أجروا تجارب سرّية بالسحر المحرّم في أنقاض كولون، أو عثروا على نافورة المانا وبدأوا في إنتاج سحرة من الدرجة السابعة كما لو أنهم يصنعونهم في مصنع… إلا أن الزيفل ظلّوا في نظر العامة رمزًا للعدالة والخير.
كانت إجابته صادمة، بل وقحة حتى في ظاهرها. اشتعل الغضب في عيني سايرون للحظة، لكنه ما لبث أن انطفأ، وحلّ محله الفضول الشديد.
“بمجرد تصفح تلك الوثائق، يستطيع المرء اكتشاف أسلحة لا تُعد ولا تُحصى، لا سيوفًا فقط، بل أدوات ضغط لا تقدر بثمن. وأتصور أن المستندات المصنفة التي لا يطّلع عليها سوى والديّ، تحتوي على أسلحة أقوى وأكثر.”
“تابع كلامك.”
“لا. طلبت من أخي الأكبر فيغو أن يريني إياها مقابل أن أُعيد له سيفه. لم أكن أحتاج إلى ذلك السلاح على أية حال.”
تنفّس جين بعمق، وأكمل:
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“كم نقطة ضعف نملكها عن هؤلاء الضيوف، بصفتنا عشيرة؟”
“أتفق. لكن الزيفل لا يملكون المبرر الكافي لاستخدامها كما نشاء.”
“نقاط ضعف؟”
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“نعم. دعني أضرب مثلًا بـالدوق بيرن هناك. رئيس عشيرته خدع الإمبراطور وسرق من خزائن الإمبراطورية. ومع ذلك، ها هو يحضر الوليمة بكل وقاحة بفضل حمايتنا ودَينه لنا.”
“انتقام، إذًا؟ هاها… أجل، لا ينتقم إلا من بقي حيًّا. فهمت ما تقصده. ردّك ليس سيئًا.”
“وذلك الرجل الذي يدخّن هناك على اليسار… أليس هو لانس كليفر؟ من عشيرة كليفر؟ طلب منا سابقًا قتل ثلاثة سحرة من الزيفل.”
بل إن بعضهم كان يصرّح بغباء بأنهم سيصبحون فرسان الأصل التاليين.
“أما السيدة شارلوت هيرالد، فقد باعت إرث عائلتها بسبب إدمانها المَرَضي على القمار، ثم توسّلت إلينا لاستعادته، ولا تزال عشيرتها تدين لنا حتى اليوم.”
كان لزامًا على كل من يريد أن يصبح حامل راية حقيقي أن يُثبت شرفه ومجده.
“أما المرأة خلفها، فهي عشيقة اللورد بيلارد. كانت سابقًا ابنة غير شرعية من العائلة الإمبراطورية الفيرمونتية، لكنها نُبذت بسبب موهبتها في السحر وقُدِّمت لنا لنحميها منذ سنوات.”
توقّف جين لحظةً، ثم نظر في عيني والده.
“وذاك الرجل الذي هناك في الزاوية…”
كانت إجابته صادمة، بل وقحة حتى في ظاهرها. اشتعل الغضب في عيني سايرون للحظة، لكنه ما لبث أن انطفأ، وحلّ محله الفضول الشديد.
“كفى.”
سواء أجروا تجارب سرّية بالسحر المحرّم في أنقاض كولون، أو عثروا على نافورة المانا وبدأوا في إنتاج سحرة من الدرجة السابعة كما لو أنهم يصنعونهم في مصنع… إلا أن الزيفل ظلّوا في نظر العامة رمزًا للعدالة والخير.
أشار سايرون بيده برفق، مقاطعًا.
لم يكن مغرورًا ولا متعجرفًا. بل كان متّزنًا بدم بارد. وكانت تلك البرودة في تفكيره ما أرضت سايرون أكثر من أي شيء آخر.
“يبدو أنك قرأت عقود المهمات السرية للعشيرة. لكن تلك الوثائق مخصصة فقط لحملة الرايات. هل أطلعتك لونا عليها؟ لا تقلق، لن أعاقبك. أخبرني بصراحة.”
“شكرًا جزيلًا لك، يا أبي.”
“لا. طلبت من أخي الأكبر فيغو أن يريني إياها مقابل أن أُعيد له سيفه. لم أكن أحتاج إلى ذلك السلاح على أية حال.”
كانت إجابته صادمة، بل وقحة حتى في ظاهرها. اشتعل الغضب في عيني سايرون للحظة، لكنه ما لبث أن انطفأ، وحلّ محله الفضول الشديد.
“كُههاها! أنت مذهل حقًّا.”
كان واضحًا أن جين يتحدث عن الزيفل.
“بمجرد تصفح تلك الوثائق، يستطيع المرء اكتشاف أسلحة لا تُعد ولا تُحصى، لا سيوفًا فقط، بل أدوات ضغط لا تقدر بثمن. وأتصور أن المستندات المصنفة التي لا يطّلع عليها سوى والديّ، تحتوي على أسلحة أقوى وأكثر.”
كان مشهدًا مهيبًا بكل معنى الكلمة. في الحقيقة، حتى مراسم تتويج إمبراطور فيرمونت لم تكن بهذه الفخامة أو الإشراق. فألف ضيف قدِموا اليوم إلى العشيرة كانوا تجسيدًا لهيبة وقوة ونفوذ عائلة رونكاندل.
“إذن، تقصد أنه يمكن استخدام هذه الأسلحة لحماية العشيرة بعد غيابي؟”
“لو اختفيتَ يومًا ما، وحقًا أدارت كل هذه الوفود ظهورها لعشيرة رونكاندل… ولو أن الزيفل استغلوا تلك اللحظة وحشدوا قواهم لإسقاطنا، حتى وصلنا إلى نقطة اللاعودة…”
“الأمر كله يتوقف على مهارات التفاوض لدى القائد الجديد. أنت، يا أبي، لست بحاجة إلى مهارات تفاوض، لأنك ببساطة أقوى فارس على قيد الحياة. لكن الأمر مختلف بالنسبة لأي خليفة لا يحمل لقب فارس الأصل.”
“انتقام، إذًا؟ هاها… أجل، لا ينتقم إلا من بقي حيًّا. فهمت ما تقصده. ردّك ليس سيئًا.”
ابتسم سايرون بهدوء، وهز رأسه:
“أنت محق. لكننا لسنا الوحيدين الذين يملكون نقاط ضعف عن الآخرين، يا بُني. الزيفل كذلك لديهم ما يكفي من الملفات ضدهم.”
“أنت محق. لكننا لسنا الوحيدين الذين يملكون نقاط ضعف عن الآخرين، يا بُني. الزيفل كذلك لديهم ما يكفي من الملفات ضدهم.”
“ذلك لن يحدث أبدًا، يا أبي!”
“أتفق. لكن الزيفل لا يملكون المبرر الكافي لاستخدامها كما نشاء.”
“ذلك لن يحدث أبدًا، يا أبي!”
“ولماذا برأيك؟”
فقد سألهم جميعًا:
“لأن دور الشرير هو من نصيبنا نحن، عشيرة رونكاندل. ولهذا، إن عجز القائد القادم عن حماية العشيرة رغم كل هذه الأسلحة، فسأغادر دون لحظة تردّد. سأرحل وأُعِدّ انتقامي ممّن قادونا إلى الهلاك.”
“بعد انتهاء الوليمة، سأبدأ رحلتي الطويلة، إذًا…”
كان واضحًا أن جين يتحدث عن الزيفل.
بل إن بعضهم كان يصرّح بغباء بأنهم سيصبحون فرسان الأصل التاليين.
سواء أجروا تجارب سرّية بالسحر المحرّم في أنقاض كولون، أو عثروا على نافورة المانا وبدأوا في إنتاج سحرة من الدرجة السابعة كما لو أنهم يصنعونهم في مصنع… إلا أن الزيفل ظلّوا في نظر العامة رمزًا للعدالة والخير.
“بمعنى آخر… حين أختفي، قد يُدير معظم من اجتمعوا هنا ظهورهم لعشيرة رونكاندل.”
ولذا، لم يكن بإمكانهم ارتكاب الشر علنًا كما تفعل عشيرة رونكاندل.
“بعد انتهاء الوليمة، سأبدأ رحلتي الطويلة، إذًا…”
ضحك سايرون وقال:
“لا. طلبت من أخي الأكبر فيغو أن يريني إياها مقابل أن أُعيد له سيفه. لم أكن أحتاج إلى ذلك السلاح على أية حال.”
“انتقام، إذًا؟ هاها… أجل، لا ينتقم إلا من بقي حيًّا. فهمت ما تقصده. ردّك ليس سيئًا.”
“بعد انتهاء الوليمة، سأبدأ رحلتي الطويلة، إذًا…”
انحنى جين بصمت، رغم أنه شعر بخيبة أمل طفيفة من تقييم والده الصارم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أبي.”
“حسنًا… يبدو أنني دافعت عن نفسي جيدًا على الأقل. فوالدي عادةً أكثر صرامة من هذا بكثير.”
بل وسيتمكن من الاستفادة من ذاكرته السابقة، فيسعى خلف الفرص والكنوز والأسلحة المقدسة.
ورغم أنه قال “ليس سيئًا”، إلا أن سايرون أُعجِب حقًّا بإجابة جين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “وذلك الرجل الذي يدخّن هناك على اليسار… أليس هو لانس كليفر؟ من عشيرة كليفر؟ طلب منا سابقًا قتل ثلاثة سحرة من الزيفل.”
فهو وجد هذا الابن واقعيًّا بما يكفي، وذو خطة متقنة.
صعد الاثنان إلى الطابق الثاني، منتظرَين وصول الضيوف لتحيتهم… حينها اندفع ثلاثة خدم بسرعة نحو سايرون.
ليس أن إخوته لم يفكروا في أفكار مشابهة من قبل، لكن المشكلة أنهم لم يجرؤوا على افتراض انهيار عشيرة رونكاندل، ناهيك عن قول ذلك صراحة أمام والدهم.
منذ لحظة وصول سيّد العشيرة، بدأ الضيوف في دخول حديقة السيوف.
أما جين، فقد قالها بصدق وثقة، وهو ما اعتبره سايرون نَفَسًا جديدًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com غاص فرسان الحراسة وخدم العشيرة في نشوة هذا الشعور بالتميّز، ووقفوا بتعابير وجوه صارمة تنضح بالفخر. كان عليهم أن يُثبتوا أن فرسان وخدم رونكاندل ليسوا عاديين، بل يشاطرون العشيرة عظمتها.
لم يكن مغرورًا ولا متعجرفًا. بل كان متّزنًا بدم بارد. وكانت تلك البرودة في تفكيره ما أرضت سايرون أكثر من أي شيء آخر.
لكن…
“يالها من حسرة… لو أنه وُلد أبكر… إنه كما لو أن موهبة لونا، وجنون ماري، وروح المنافسة لدى ديبوس… قد اجتمعت كلها في جسد واحد.”
“شكرًا جزيلًا لك، يا أبي.”
تقدير سايرون لحماية موقعه كزعيم للعشيرة يتراوح بين عشرة إلى خمسة عشر عامًا.
ضيوف دون دعوة رسمية…
وكان الآن يتساءل: هل سيتمكن هذا الابن الأصغر من قلب سلّم الورثة خلال تلك المدة؟
“وذاك الرجل الذي هناك في الزاوية…”
“الضيوف اقتربوا من القصر. لنعد إلى الداخل.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفي النهاية، سيتجه العالم نحو نظام تحكمه عشيرة زيڤل وحدها. أما إمبراطورية فيرمونت — التي تلعب اليوم دور الوسيط بين العشيرتين — فستقف حتمًا إلى جانب عشيرة السحرة إن وصلت الأمور إلى هذا الحد.
تحت سماء الليل المظلمة، كانت الأنوار المتلألئة تغمر السهول الممتدة أمام بوابة حديقة السيوف. كانت تلك الأضواء من المعسكرات المؤقتة التي أقيمت خارج مقر عشيرة رونكاندل، حيث سيبقى مرافقي الضيوف لثلاثة أيام حتى تنتهي الوليمة.
“نعم. إن سقطت عشيرة رونكاندل لمجرد غيابك، يا أبي، فسيكون السبب هو عجز وريث العرش عن القيادة. ولن أموت ميتة الكلاب تحت راية زعيم عاجز.”
“كما تشاء، يا أبي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “وذلك الرجل الذي يدخّن هناك على اليسار… أليس هو لانس كليفر؟ من عشيرة كليفر؟ طلب منا سابقًا قتل ثلاثة سحرة من الزيفل.”
“وبعد انتهاء الوليمة، أودّ الحديث معك. ابقَ في القصر إلى أن أستدعيك.”
كانت إجابته صادمة، بل وقحة حتى في ظاهرها. اشتعل الغضب في عيني سايرون للحظة، لكنه ما لبث أن انطفأ، وحلّ محله الفضول الشديد.
ترقية جين إلى حامل راية مؤقّت!
“تحدث بحرية، يا بُني.”
كان هذا ما يقصده سايرون. ورغم أن جين سمع به مسبقًا من عمه، فإن سماعه مباشرة من والده أثار في نفسه مشاعر مختلفة تمامًا.
“لا. طلبت من أخي الأكبر فيغو أن يريني إياها مقابل أن أُعيد له سيفه. لم أكن أحتاج إلى ذلك السلاح على أية حال.”
“بعد انتهاء الوليمة، سأبدأ رحلتي الطويلة، إذًا…”
وفوق ذلك، كانت آلاف السيوف مغروسة في الأرض حول الحديقة، يمر بين غاباتها المعدنية الزوّار رفيعو الشأن.
كان لزامًا على كل من يريد أن يصبح حامل راية حقيقي أن يُثبت شرفه ومجده.
انحنى جين بصمت، رغم أنه شعر بخيبة أمل طفيفة من تقييم والده الصارم.
عليه أن يجوب العالم، ليصنع اسمه بجهده. وخلال تلك الفترة، لن يُقيد بأي من قوانين العشيرة، وسيتمكن أخيرًا من استخدام سحره وقوته الروحية إلى جانب مهاراته في المبارزة.
“شكرًا جزيلًا لك، يا أبي.”
بل وسيتمكن من الاستفادة من ذاكرته السابقة، فيسعى خلف الفرص والكنوز والأسلحة المقدسة.
“لو اختفيتَ يومًا ما، وحقًا أدارت كل هذه الوفود ظهورها لعشيرة رونكاندل… ولو أن الزيفل استغلوا تلك اللحظة وحشدوا قواهم لإسقاطنا، حتى وصلنا إلى نقطة اللاعودة…”
“ستكون الأيام الثلاثة القادمة طويلة كالدهر… لا أطيق الانتظار للانطلاق.”
“الأمر كله يتوقف على مهارات التفاوض لدى القائد الجديد. أنت، يا أبي، لست بحاجة إلى مهارات تفاوض، لأنك ببساطة أقوى فارس على قيد الحياة. لكن الأمر مختلف بالنسبة لأي خليفة لا يحمل لقب فارس الأصل.”
دخل سايرون وجين إلى القاعة الكبرى، تتلألأ فوق رأسيهما ثريا عملاقة علّقت في السقف.
“لأن دور الشرير هو من نصيبنا نحن، عشيرة رونكاندل. ولهذا، إن عجز القائد القادم عن حماية العشيرة رغم كل هذه الأسلحة، فسأغادر دون لحظة تردّد. سأرحل وأُعِدّ انتقامي ممّن قادونا إلى الهلاك.”
صعد الاثنان إلى الطابق الثاني، منتظرَين وصول الضيوف لتحيتهم… حينها اندفع ثلاثة خدم بسرعة نحو سايرون.
“نُقيمها فقط حين يكون هناك أمر يستحق الاحتفال بحق. بعبارة أخرى، إن إنجازاتك حتى الآن رائعة إلى هذا الحد.”
“يا سيّد العشيرة! هناك ضيوف وصلوا دون إرسال طلب رسمي للحضور. ما العمل؟”
“يبدو أنك قرأت عقود المهمات السرية للعشيرة. لكن تلك الوثائق مخصصة فقط لحملة الرايات. هل أطلعتك لونا عليها؟ لا تقلق، لن أعاقبك. أخبرني بصراحة.”
ضيوف دون دعوة رسمية…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “إذن، تقصد أنه يمكن استخدام هذه الأسلحة لحماية العشيرة بعد غيابي؟”
لقد وصل الزيفل.
بل وسيتمكن من الاستفادة من ذاكرته السابقة، فيسعى خلف الفرص والكنوز والأسلحة المقدسة.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتسم سايرون برضا.
اترك تعليقاً لدعمي🔪
بل وسيتمكن من الاستفادة من ذاكرته السابقة، فيسعى خلف الفرص والكنوز والأسلحة المقدسة.
ظلّ جين يُنصت في وقار، منتظرًا ما سيقوله والده.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات