الوليمة (2)
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
بل إن بعضهم كان يصرّح بغباء بأنهم سيصبحون فرسان الأصل التاليين.
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
“الأمر كله يتوقف على مهارات التفاوض لدى القائد الجديد. أنت، يا أبي، لست بحاجة إلى مهارات تفاوض، لأنك ببساطة أقوى فارس على قيد الحياة. لكن الأمر مختلف بالنسبة لأي خليفة لا يحمل لقب فارس الأصل.”
ترجمة: Arisu san
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“لكن الآن… أقف بجوار والدي خلال الوليمة، بصفتي أحد نجوم هذا الحدث. من كان يظن أنني سأبلغ هذا المقام بعد أن متّ مرة؟”
منذ لحظة وصول سيّد العشيرة، بدأ الضيوف في دخول حديقة السيوف.
سواء أجروا تجارب سرّية بالسحر المحرّم في أنقاض كولون، أو عثروا على نافورة المانا وبدأوا في إنتاج سحرة من الدرجة السابعة كما لو أنهم يصنعونهم في مصنع… إلا أن الزيفل ظلّوا في نظر العامة رمزًا للعدالة والخير.
كان من بينهم وفود من جميع الأمم، بما في ذلك إمبراطورية فيرمونت، والحرس الإمبراطوري، والقوات الخاصة، وفرسان ملك التنانين، وعشيرة يفليانو، وعشيرة توكو، وعشيرة كين، ومرتزقة الملك الأسود، ومرتزقة الأشباح، وغيرهم كثير.
وفي تلك الأثناء، كان جين يشاهد هذا المشهد المذهل إلى جانب سايرون. كانا واقفَين على الشرفة المطلة على الفناء، يُلقي سايرون التحية على الضيوف بين الحين والآخر، بينما يُنزل جين رأسه باحترام.
جميعهم شخصيات مرموقة تنتمي إلى عشائر أو منظمات ذات نفوذ بالغ. ومع دخولهم حديقة السيوف واحدًا تلو الآخر، بدا كما لو أن قصر الحديقة يعلوهم بكبرياء، كأنه ملك جالس على عرشه.
“كفى.”
كان المشهد يوحي بأن المبنى نفسه يأمر الضيوف بإظهار أدنى قدر من الأدب والاحترام في حضرته.
“يعني أن نفوذ العشيرة وهيبتها قد ازدادا خلال السنوات السبع الماضية.”
وفوق ذلك، كانت آلاف السيوف مغروسة في الأرض حول الحديقة، يمر بين غاباتها المعدنية الزوّار رفيعو الشأن.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ولماذا برأيك؟”
كان مشهدًا مهيبًا بكل معنى الكلمة. في الحقيقة، حتى مراسم تتويج إمبراطور فيرمونت لم تكن بهذه الفخامة أو الإشراق. فألف ضيف قدِموا اليوم إلى العشيرة كانوا تجسيدًا لهيبة وقوة ونفوذ عائلة رونكاندل.
“نُقيمها فقط حين يكون هناك أمر يستحق الاحتفال بحق. بعبارة أخرى، إن إنجازاتك حتى الآن رائعة إلى هذا الحد.”
غاص فرسان الحراسة وخدم العشيرة في نشوة هذا الشعور بالتميّز، ووقفوا بتعابير وجوه صارمة تنضح بالفخر. كان عليهم أن يُثبتوا أن فرسان وخدم رونكاندل ليسوا عاديين، بل يشاطرون العشيرة عظمتها.
“أتساءل، ما رأي الأصغر في كل هذا…”
باستثناء عشيرة زيفل، لم تكن هناك أي عشيرة أخرى تجرؤ على مجاراة رونكاندل. وبما أن الزيفل لم يرسلوا طلبًا رسميًّا لحضور الوليمة، فقد وقف أبناء رونكاندل مرفوعي الرأس، بلا خوف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفي النهاية، سيتجه العالم نحو نظام تحكمه عشيرة زيڤل وحدها. أما إمبراطورية فيرمونت — التي تلعب اليوم دور الوسيط بين العشيرتين — فستقف حتمًا إلى جانب عشيرة السحرة إن وصلت الأمور إلى هذا الحد.
وفي تلك الأثناء، كان جين يشاهد هذا المشهد المذهل إلى جانب سايرون. كانا واقفَين على الشرفة المطلة على الفناء، يُلقي سايرون التحية على الضيوف بين الحين والآخر، بينما يُنزل جين رأسه باحترام.
شعر جين بالفخر، لكن في الوقت ذاته كان مرارةٌ تتآكل قلبه. بل إن المرارة فاقت الفخر والفرح في أعماقه.
“لابد أن هذه أول وليمة تحضرها.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتسم سايرون برضا.
“نعم، يا أبي.”
لم يحتج جين إلى وقت للتفكير.
في الحقيقة، سبق لجين أن حضر بعض الولائم في حياته السابقة بفضل أستاذه في السحر، لكنّها كانت المرة الأولى التي يحضر فيها وليمة تستضيفها عشيرة رونكاندل، حتى وإن احتُسبت حياته السابقة.
بل وسيتمكن من الاستفادة من ذاكرته السابقة، فيسعى خلف الفرص والكنوز والأسلحة المقدسة.
ففي الماضي، حين كانت العشيرة تُقيم وليمة، لم يكن يُسمح له بالحضور، بل كان يُجبر على البقاء في الظل كما لو كان مجرمًا. فأن يظل أحد أنقى دماء رونكاندل فارس [نجمة واحدة] في عمر الخامسة والعشرين كان عارًا على العشيرة.
فمن دون والده، لم تكن العشيرة لتحقق هذا الكمّ من القوة والنفوذ. كانت عشيرة رونكاندل إحدى قوتي القارة العُظمَيين، إلى جانب عشيرة زيڤل. لكن لو أزلنا سايرون من المعادلة، فإن الفجوة بين العشيرتين من حيث القوة والسطوة العسكرية ستتسع بسرعة.
“لكن الآن… أقف بجوار والدي خلال الوليمة، بصفتي أحد نجوم هذا الحدث. من كان يظن أنني سأبلغ هذا المقام بعد أن متّ مرة؟”
ظلّ جين يُنصت في وقار، منتظرًا ما سيقوله والده.
شعر جين بالفخر، لكن في الوقت ذاته كان مرارةٌ تتآكل قلبه. بل إن المرارة فاقت الفخر والفرح في أعماقه.
لكن حتى بين كل هؤلاء الحكّام، من يقف في القمّة كان سايرون رونكاندل.
ورغم ذلك، لم يُظهر شيئًا، وانتظر كلمات والده التالية بصمت.
“أجل.”
“كما تعلم، عشيرتنا لا تُقيم الولائم كثيرًا.”
“يبدو أنك قرأت عقود المهمات السرية للعشيرة. لكن تلك الوثائق مخصصة فقط لحملة الرايات. هل أطلعتك لونا عليها؟ لا تقلق، لن أعاقبك. أخبرني بصراحة.”
“أجل.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفي النهاية، سيتجه العالم نحو نظام تحكمه عشيرة زيڤل وحدها. أما إمبراطورية فيرمونت — التي تلعب اليوم دور الوسيط بين العشيرتين — فستقف حتمًا إلى جانب عشيرة السحرة إن وصلت الأمور إلى هذا الحد.
“نُقيمها فقط حين يكون هناك أمر يستحق الاحتفال بحق. بعبارة أخرى، إن إنجازاتك حتى الآن رائعة إلى هذا الحد.”
أما جين، فقد قالها بصدق وثقة، وهو ما اعتبره سايرون نَفَسًا جديدًا.
“شكرًا جزيلًا لك، يا أبي.”
“لابد أن هذه أول وليمة تحضرها.”
مرّر سايرون يده على رأس جين بلطف. ارتعد قلب جين من الرعب في البداية، لكنه تمالك نفسه وأخفى ارتباكه.
صعد الاثنان إلى الطابق الثاني، منتظرَين وصول الضيوف لتحيتهم… حينها اندفع ثلاثة خدم بسرعة نحو سايرون.
“كم ضيفًا تعتقد حضر اليوم؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “كل ما فعلته في السنوات السبع الماضية هو قتل الوحوش في البحر الأسود، والتدرّب في العزلة. ومع ذلك، ازدادت هيبة العشيرة. والسبب الوحيد في ذلك هو أنني [فارس الأصل] الوحيد في هذا العصر.”
“تقديري التقريبي… ألف ضيف، يا أبي.”
مرّر سايرون يده على رأس جين بلطف. ارتعد قلب جين من الرعب في البداية، لكنه تمالك نفسه وأخفى ارتباكه.
“صحيح. وصلني تقرير أن العدد يقارب الألف. هناك حوالي مئتي ضيف إضافي مقارنة بالوليمة التي أقمناها قبل سبع سنوات. هل تفهم ما يعنيه ذلك؟”
“لكن الآن… أقف بجوار والدي خلال الوليمة، بصفتي أحد نجوم هذا الحدث. من كان يظن أنني سأبلغ هذا المقام بعد أن متّ مرة؟”
لم يحتج جين إلى وقت للتفكير.
“أتفق. لكن الزيفل لا يملكون المبرر الكافي لاستخدامها كما نشاء.”
“يعني أن نفوذ العشيرة وهيبتها قد ازدادا خلال السنوات السبع الماضية.”
لم يكن مغرورًا ولا متعجرفًا. بل كان متّزنًا بدم بارد. وكانت تلك البرودة في تفكيره ما أرضت سايرون أكثر من أي شيء آخر.
ابتسم سايرون برضا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “وذلك الرجل الذي يدخّن هناك على اليسار… أليس هو لانس كليفر؟ من عشيرة كليفر؟ طلب منا سابقًا قتل ثلاثة سحرة من الزيفل.”
“بالضبط. من السهل أن تجمع أي عشيرة ألف ضيف في ولائمها… لكن كل من جاء اليوم شخصية بارزة ومُميّزة. نحن لا نسمح للدخلاء أو التافهين بحضور ولائمنا.”
كان جين أكثر من يُدرك هذه الحقيقة.
أومأ جين موافقًا.
كان مشهدًا مهيبًا بكل معنى الكلمة. في الحقيقة، حتى مراسم تتويج إمبراطور فيرمونت لم تكن بهذه الفخامة أو الإشراق. فألف ضيف قدِموا اليوم إلى العشيرة كانوا تجسيدًا لهيبة وقوة ونفوذ عائلة رونكاندل.
وكما قال سايرون، فإن الألف ضيف الحاضرين اليوم كانوا جميعًا نخبة النخبة. قادة يُمسكون بدفّة هذا العالم، يحكمون بلايين الناس المنتشرين على القارة.
وكان الآن يتساءل: هل سيتمكن هذا الابن الأصغر من قلب سلّم الورثة خلال تلك المدة؟
لكن حتى بين كل هؤلاء الحكّام، من يقف في القمّة كان سايرون رونكاندل.
“نعم. إن سقطت عشيرة رونكاندل لمجرد غيابك، يا أبي، فسيكون السبب هو عجز وريث العرش عن القيادة. ولن أموت ميتة الكلاب تحت راية زعيم عاجز.”
“كل ما فعلته في السنوات السبع الماضية هو قتل الوحوش في البحر الأسود، والتدرّب في العزلة. ومع ذلك، ازدادت هيبة العشيرة. والسبب الوحيد في ذلك هو أنني [فارس الأصل] الوحيد في هذا العصر.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فهو وجد هذا الابن واقعيًّا بما يكفي، وذو خطة متقنة.
ظلّ جين يُنصت في وقار، منتظرًا ما سيقوله والده.
“تقديري التقريبي… ألف ضيف، يا أبي.”
“بمعنى آخر… حين أختفي، قد يُدير معظم من اجتمعوا هنا ظهورهم لعشيرة رونكاندل.”
مرّر سايرون يده على رأس جين بلطف. ارتعد قلب جين من الرعب في البداية، لكنه تمالك نفسه وأخفى ارتباكه.
كان جين أكثر من يُدرك هذه الحقيقة.
مرّر سايرون يده على رأس جين بلطف. ارتعد قلب جين من الرعب في البداية، لكنه تمالك نفسه وأخفى ارتباكه.
فمن دون والده، لم تكن العشيرة لتحقق هذا الكمّ من القوة والنفوذ. كانت عشيرة رونكاندل إحدى قوتي القارة العُظمَيين، إلى جانب عشيرة زيڤل. لكن لو أزلنا سايرون من المعادلة، فإن الفجوة بين العشيرتين من حيث القوة والسطوة العسكرية ستتسع بسرعة.
ففي الماضي، حين كانت العشيرة تُقيم وليمة، لم يكن يُسمح له بالحضور، بل كان يُجبر على البقاء في الظل كما لو كان مجرمًا. فأن يظل أحد أنقى دماء رونكاندل فارس [نجمة واحدة] في عمر الخامسة والعشرين كان عارًا على العشيرة.
وفي النهاية، سيتجه العالم نحو نظام تحكمه عشيرة زيڤل وحدها. أما إمبراطورية فيرمونت — التي تلعب اليوم دور الوسيط بين العشيرتين — فستقف حتمًا إلى جانب عشيرة السحرة إن وصلت الأمور إلى هذا الحد.
“صحيح. وصلني تقرير أن العدد يقارب الألف. هناك حوالي مئتي ضيف إضافي مقارنة بالوليمة التي أقمناها قبل سبع سنوات. هل تفهم ما يعنيه ذلك؟”
“أتساءل، ما رأي الأصغر في كل هذا…”
“أتفق. لكن الزيفل لا يملكون المبرر الكافي لاستخدامها كما نشاء.”
لطالما طرح سايرون هذا السؤال على جميع أبنائه.
“الضيوف اقتربوا من القصر. لنعد إلى الداخل.”
فقد سألهم جميعًا:
“يبدو أنك قرأت عقود المهمات السرية للعشيرة. لكن تلك الوثائق مخصصة فقط لحملة الرايات. هل أطلعتك لونا عليها؟ لا تقلق، لن أعاقبك. أخبرني بصراحة.”
“لو اختفيت، سيُدير الناس ظهورهم لعشيرة رونكاندل… ما رأيك في هذا؟”
كان لزامًا على كل من يريد أن يصبح حامل راية حقيقي أن يُثبت شرفه ومجده.
كان أغلب أبناء سايرون يجيبون بنفس الطريقة كلما طرح عليهم ذلك السؤال:
“شكرًا جزيلًا لك، يا أبي.”
“ذلك لن يحدث أبدًا، يا أبي!”
ضيوف دون دعوة رسمية…
“لماذا قد تختفي أصلًا، يا أبي!”
ففي الماضي، حين كانت العشيرة تُقيم وليمة، لم يكن يُسمح له بالحضور، بل كان يُجبر على البقاء في الظل كما لو كان مجرمًا. فأن يظل أحد أنقى دماء رونكاندل فارس [نجمة واحدة] في عمر الخامسة والعشرين كان عارًا على العشيرة.
بل إن بعضهم كان يصرّح بغباء بأنهم سيصبحون فرسان الأصل التاليين.
“لأن دور الشرير هو من نصيبنا نحن، عشيرة رونكاندل. ولهذا، إن عجز القائد القادم عن حماية العشيرة رغم كل هذه الأسلحة، فسأغادر دون لحظة تردّد. سأرحل وأُعِدّ انتقامي ممّن قادونا إلى الهلاك.”
لكن…
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
“أبي.”
باستثناء عشيرة زيفل، لم تكن هناك أي عشيرة أخرى تجرؤ على مجاراة رونكاندل. وبما أن الزيفل لم يرسلوا طلبًا رسميًّا لحضور الوليمة، فقد وقف أبناء رونكاندل مرفوعي الرأس، بلا خوف.
ناداه جين بعد صمت طويل.
“لكن الآن… أقف بجوار والدي خلال الوليمة، بصفتي أحد نجوم هذا الحدث. من كان يظن أنني سأبلغ هذا المقام بعد أن متّ مرة؟”
“تحدث بحرية، يا بُني.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتسم سايرون برضا.
“لو اختفيتَ يومًا ما، وحقًا أدارت كل هذه الوفود ظهورها لعشيرة رونكاندل… ولو أن الزيفل استغلوا تلك اللحظة وحشدوا قواهم لإسقاطنا، حتى وصلنا إلى نقطة اللاعودة…”
“نقاط ضعف؟”
توقّف جين لحظةً، ثم نظر في عيني والده.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “سأغادر العشيرة.”
“سأغادر العشيرة.”
مرّر سايرون يده على رأس جين بلطف. ارتعد قلب جين من الرعب في البداية، لكنه تمالك نفسه وأخفى ارتباكه.
جحظت عينا سايرون وقد احمرّتا.
كان المشهد يوحي بأن المبنى نفسه يأمر الضيوف بإظهار أدنى قدر من الأدب والاحترام في حضرته.
“ماذا؟ هل قلت إنك ستُغادر العشيرة؟”
“صحيح. وصلني تقرير أن العدد يقارب الألف. هناك حوالي مئتي ضيف إضافي مقارنة بالوليمة التي أقمناها قبل سبع سنوات. هل تفهم ما يعنيه ذلك؟”
“نعم. إن سقطت عشيرة رونكاندل لمجرد غيابك، يا أبي، فسيكون السبب هو عجز وريث العرش عن القيادة. ولن أموت ميتة الكلاب تحت راية زعيم عاجز.”
لم يكن مغرورًا ولا متعجرفًا. بل كان متّزنًا بدم بارد. وكانت تلك البرودة في تفكيره ما أرضت سايرون أكثر من أي شيء آخر.
كانت إجابته صادمة، بل وقحة حتى في ظاهرها. اشتعل الغضب في عيني سايرون للحظة، لكنه ما لبث أن انطفأ، وحلّ محله الفضول الشديد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان أغلب أبناء سايرون يجيبون بنفس الطريقة كلما طرح عليهم ذلك السؤال:
“تابع كلامك.”
“يعني أن نفوذ العشيرة وهيبتها قد ازدادا خلال السنوات السبع الماضية.”
تنفّس جين بعمق، وأكمل:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “إذن، تقصد أنه يمكن استخدام هذه الأسلحة لحماية العشيرة بعد غيابي؟”
“كم نقطة ضعف نملكها عن هؤلاء الضيوف، بصفتنا عشيرة؟”
اترك تعليقاً لدعمي🔪
“نقاط ضعف؟”
ناداه جين بعد صمت طويل.
“نعم. دعني أضرب مثلًا بـالدوق بيرن هناك. رئيس عشيرته خدع الإمبراطور وسرق من خزائن الإمبراطورية. ومع ذلك، ها هو يحضر الوليمة بكل وقاحة بفضل حمايتنا ودَينه لنا.”
“ذلك لن يحدث أبدًا، يا أبي!”
“وذلك الرجل الذي يدخّن هناك على اليسار… أليس هو لانس كليفر؟ من عشيرة كليفر؟ طلب منا سابقًا قتل ثلاثة سحرة من الزيفل.”
“أما المرأة خلفها، فهي عشيقة اللورد بيلارد. كانت سابقًا ابنة غير شرعية من العائلة الإمبراطورية الفيرمونتية، لكنها نُبذت بسبب موهبتها في السحر وقُدِّمت لنا لنحميها منذ سنوات.”
“أما السيدة شارلوت هيرالد، فقد باعت إرث عائلتها بسبب إدمانها المَرَضي على القمار، ثم توسّلت إلينا لاستعادته، ولا تزال عشيرتها تدين لنا حتى اليوم.”
“كُههاها! أنت مذهل حقًّا.”
“أما المرأة خلفها، فهي عشيقة اللورد بيلارد. كانت سابقًا ابنة غير شرعية من العائلة الإمبراطورية الفيرمونتية، لكنها نُبذت بسبب موهبتها في السحر وقُدِّمت لنا لنحميها منذ سنوات.”
“أنت محق. لكننا لسنا الوحيدين الذين يملكون نقاط ضعف عن الآخرين، يا بُني. الزيفل كذلك لديهم ما يكفي من الملفات ضدهم.”
“وذاك الرجل الذي هناك في الزاوية…”
“أتفق. لكن الزيفل لا يملكون المبرر الكافي لاستخدامها كما نشاء.”
“كفى.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عليه أن يجوب العالم، ليصنع اسمه بجهده. وخلال تلك الفترة، لن يُقيد بأي من قوانين العشيرة، وسيتمكن أخيرًا من استخدام سحره وقوته الروحية إلى جانب مهاراته في المبارزة.
أشار سايرون بيده برفق، مقاطعًا.
ظلّ جين يُنصت في وقار، منتظرًا ما سيقوله والده.
“يبدو أنك قرأت عقود المهمات السرية للعشيرة. لكن تلك الوثائق مخصصة فقط لحملة الرايات. هل أطلعتك لونا عليها؟ لا تقلق، لن أعاقبك. أخبرني بصراحة.”
“انتقام، إذًا؟ هاها… أجل، لا ينتقم إلا من بقي حيًّا. فهمت ما تقصده. ردّك ليس سيئًا.”
“لا. طلبت من أخي الأكبر فيغو أن يريني إياها مقابل أن أُعيد له سيفه. لم أكن أحتاج إلى ذلك السلاح على أية حال.”
“يالها من حسرة… لو أنه وُلد أبكر… إنه كما لو أن موهبة لونا، وجنون ماري، وروح المنافسة لدى ديبوس… قد اجتمعت كلها في جسد واحد.”
“كُههاها! أنت مذهل حقًّا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “وبعد انتهاء الوليمة، أودّ الحديث معك. ابقَ في القصر إلى أن أستدعيك.”
“بمجرد تصفح تلك الوثائق، يستطيع المرء اكتشاف أسلحة لا تُعد ولا تُحصى، لا سيوفًا فقط، بل أدوات ضغط لا تقدر بثمن. وأتصور أن المستندات المصنفة التي لا يطّلع عليها سوى والديّ، تحتوي على أسلحة أقوى وأكثر.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ولماذا برأيك؟”
“إذن، تقصد أنه يمكن استخدام هذه الأسلحة لحماية العشيرة بعد غيابي؟”
“ماذا؟ هل قلت إنك ستُغادر العشيرة؟”
“الأمر كله يتوقف على مهارات التفاوض لدى القائد الجديد. أنت، يا أبي، لست بحاجة إلى مهارات تفاوض، لأنك ببساطة أقوى فارس على قيد الحياة. لكن الأمر مختلف بالنسبة لأي خليفة لا يحمل لقب فارس الأصل.”
“انتقام، إذًا؟ هاها… أجل، لا ينتقم إلا من بقي حيًّا. فهمت ما تقصده. ردّك ليس سيئًا.”
ابتسم سايرون بهدوء، وهز رأسه:
“لو اختفيتَ يومًا ما، وحقًا أدارت كل هذه الوفود ظهورها لعشيرة رونكاندل… ولو أن الزيفل استغلوا تلك اللحظة وحشدوا قواهم لإسقاطنا، حتى وصلنا إلى نقطة اللاعودة…”
“أنت محق. لكننا لسنا الوحيدين الذين يملكون نقاط ضعف عن الآخرين، يا بُني. الزيفل كذلك لديهم ما يكفي من الملفات ضدهم.”
“شكرًا جزيلًا لك، يا أبي.”
“أتفق. لكن الزيفل لا يملكون المبرر الكافي لاستخدامها كما نشاء.”
كان جين أكثر من يُدرك هذه الحقيقة.
“ولماذا برأيك؟”
جحظت عينا سايرون وقد احمرّتا.
“لأن دور الشرير هو من نصيبنا نحن، عشيرة رونكاندل. ولهذا، إن عجز القائد القادم عن حماية العشيرة رغم كل هذه الأسلحة، فسأغادر دون لحظة تردّد. سأرحل وأُعِدّ انتقامي ممّن قادونا إلى الهلاك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “كم ضيفًا تعتقد حضر اليوم؟”
كان واضحًا أن جين يتحدث عن الزيفل.
كانت إجابته صادمة، بل وقحة حتى في ظاهرها. اشتعل الغضب في عيني سايرون للحظة، لكنه ما لبث أن انطفأ، وحلّ محله الفضول الشديد.
سواء أجروا تجارب سرّية بالسحر المحرّم في أنقاض كولون، أو عثروا على نافورة المانا وبدأوا في إنتاج سحرة من الدرجة السابعة كما لو أنهم يصنعونهم في مصنع… إلا أن الزيفل ظلّوا في نظر العامة رمزًا للعدالة والخير.
كان هذا ما يقصده سايرون. ورغم أن جين سمع به مسبقًا من عمه، فإن سماعه مباشرة من والده أثار في نفسه مشاعر مختلفة تمامًا.
ولذا، لم يكن بإمكانهم ارتكاب الشر علنًا كما تفعل عشيرة رونكاندل.
كان المشهد يوحي بأن المبنى نفسه يأمر الضيوف بإظهار أدنى قدر من الأدب والاحترام في حضرته.
ضحك سايرون وقال:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ولماذا برأيك؟”
“انتقام، إذًا؟ هاها… أجل، لا ينتقم إلا من بقي حيًّا. فهمت ما تقصده. ردّك ليس سيئًا.”
شعر جين بالفخر، لكن في الوقت ذاته كان مرارةٌ تتآكل قلبه. بل إن المرارة فاقت الفخر والفرح في أعماقه.
انحنى جين بصمت، رغم أنه شعر بخيبة أمل طفيفة من تقييم والده الصارم.
“يعني أن نفوذ العشيرة وهيبتها قد ازدادا خلال السنوات السبع الماضية.”
“حسنًا… يبدو أنني دافعت عن نفسي جيدًا على الأقل. فوالدي عادةً أكثر صرامة من هذا بكثير.”
“أنت محق. لكننا لسنا الوحيدين الذين يملكون نقاط ضعف عن الآخرين، يا بُني. الزيفل كذلك لديهم ما يكفي من الملفات ضدهم.”
ورغم أنه قال “ليس سيئًا”، إلا أن سايرون أُعجِب حقًّا بإجابة جين.
وفوق ذلك، كانت آلاف السيوف مغروسة في الأرض حول الحديقة، يمر بين غاباتها المعدنية الزوّار رفيعو الشأن.
فهو وجد هذا الابن واقعيًّا بما يكفي، وذو خطة متقنة.
ففي الماضي، حين كانت العشيرة تُقيم وليمة، لم يكن يُسمح له بالحضور، بل كان يُجبر على البقاء في الظل كما لو كان مجرمًا. فأن يظل أحد أنقى دماء رونكاندل فارس [نجمة واحدة] في عمر الخامسة والعشرين كان عارًا على العشيرة.
ليس أن إخوته لم يفكروا في أفكار مشابهة من قبل، لكن المشكلة أنهم لم يجرؤوا على افتراض انهيار عشيرة رونكاندل، ناهيك عن قول ذلك صراحة أمام والدهم.
“الضيوف اقتربوا من القصر. لنعد إلى الداخل.”
أما جين، فقد قالها بصدق وثقة، وهو ما اعتبره سايرون نَفَسًا جديدًا.
بل وسيتمكن من الاستفادة من ذاكرته السابقة، فيسعى خلف الفرص والكنوز والأسلحة المقدسة.
لم يكن مغرورًا ولا متعجرفًا. بل كان متّزنًا بدم بارد. وكانت تلك البرودة في تفكيره ما أرضت سايرون أكثر من أي شيء آخر.
لم يحتج جين إلى وقت للتفكير.
“يالها من حسرة… لو أنه وُلد أبكر… إنه كما لو أن موهبة لونا، وجنون ماري، وروح المنافسة لدى ديبوس… قد اجتمعت كلها في جسد واحد.”
ففي الماضي، حين كانت العشيرة تُقيم وليمة، لم يكن يُسمح له بالحضور، بل كان يُجبر على البقاء في الظل كما لو كان مجرمًا. فأن يظل أحد أنقى دماء رونكاندل فارس [نجمة واحدة] في عمر الخامسة والعشرين كان عارًا على العشيرة.
تقدير سايرون لحماية موقعه كزعيم للعشيرة يتراوح بين عشرة إلى خمسة عشر عامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “كم ضيفًا تعتقد حضر اليوم؟”
وكان الآن يتساءل: هل سيتمكن هذا الابن الأصغر من قلب سلّم الورثة خلال تلك المدة؟
كان لزامًا على كل من يريد أن يصبح حامل راية حقيقي أن يُثبت شرفه ومجده.
“الضيوف اقتربوا من القصر. لنعد إلى الداخل.”
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
تحت سماء الليل المظلمة، كانت الأنوار المتلألئة تغمر السهول الممتدة أمام بوابة حديقة السيوف. كانت تلك الأضواء من المعسكرات المؤقتة التي أقيمت خارج مقر عشيرة رونكاندل، حيث سيبقى مرافقي الضيوف لثلاثة أيام حتى تنتهي الوليمة.
“لو اختفيت، سيُدير الناس ظهورهم لعشيرة رونكاندل… ما رأيك في هذا؟”
“كما تشاء، يا أبي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتسم سايرون برضا.
“وبعد انتهاء الوليمة، أودّ الحديث معك. ابقَ في القصر إلى أن أستدعيك.”
“يالها من حسرة… لو أنه وُلد أبكر… إنه كما لو أن موهبة لونا، وجنون ماري، وروح المنافسة لدى ديبوس… قد اجتمعت كلها في جسد واحد.”
ترقية جين إلى حامل راية مؤقّت!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في الحقيقة، سبق لجين أن حضر بعض الولائم في حياته السابقة بفضل أستاذه في السحر، لكنّها كانت المرة الأولى التي يحضر فيها وليمة تستضيفها عشيرة رونكاندل، حتى وإن احتُسبت حياته السابقة.
كان هذا ما يقصده سايرون. ورغم أن جين سمع به مسبقًا من عمه، فإن سماعه مباشرة من والده أثار في نفسه مشاعر مختلفة تمامًا.
“صحيح. وصلني تقرير أن العدد يقارب الألف. هناك حوالي مئتي ضيف إضافي مقارنة بالوليمة التي أقمناها قبل سبع سنوات. هل تفهم ما يعنيه ذلك؟”
“بعد انتهاء الوليمة، سأبدأ رحلتي الطويلة، إذًا…”
وفوق ذلك، كانت آلاف السيوف مغروسة في الأرض حول الحديقة، يمر بين غاباتها المعدنية الزوّار رفيعو الشأن.
كان لزامًا على كل من يريد أن يصبح حامل راية حقيقي أن يُثبت شرفه ومجده.
“نعم، يا أبي.”
عليه أن يجوب العالم، ليصنع اسمه بجهده. وخلال تلك الفترة، لن يُقيد بأي من قوانين العشيرة، وسيتمكن أخيرًا من استخدام سحره وقوته الروحية إلى جانب مهاراته في المبارزة.
فقد سألهم جميعًا:
بل وسيتمكن من الاستفادة من ذاكرته السابقة، فيسعى خلف الفرص والكنوز والأسلحة المقدسة.
“ستكون الأيام الثلاثة القادمة طويلة كالدهر… لا أطيق الانتظار للانطلاق.”
“ستكون الأيام الثلاثة القادمة طويلة كالدهر… لا أطيق الانتظار للانطلاق.”
ترجمة: Arisu san
دخل سايرون وجين إلى القاعة الكبرى، تتلألأ فوق رأسيهما ثريا عملاقة علّقت في السقف.
“أتفق. لكن الزيفل لا يملكون المبرر الكافي لاستخدامها كما نشاء.”
صعد الاثنان إلى الطابق الثاني، منتظرَين وصول الضيوف لتحيتهم… حينها اندفع ثلاثة خدم بسرعة نحو سايرون.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “كما تعلم، عشيرتنا لا تُقيم الولائم كثيرًا.”
“يا سيّد العشيرة! هناك ضيوف وصلوا دون إرسال طلب رسمي للحضور. ما العمل؟”
“لأن دور الشرير هو من نصيبنا نحن، عشيرة رونكاندل. ولهذا، إن عجز القائد القادم عن حماية العشيرة رغم كل هذه الأسلحة، فسأغادر دون لحظة تردّد. سأرحل وأُعِدّ انتقامي ممّن قادونا إلى الهلاك.”
ضيوف دون دعوة رسمية…
ضيوف دون دعوة رسمية…
لقد وصل الزيفل.
انحنى جين بصمت، رغم أنه شعر بخيبة أمل طفيفة من تقييم والده الصارم.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“لكن الآن… أقف بجوار والدي خلال الوليمة، بصفتي أحد نجوم هذا الحدث. من كان يظن أنني سأبلغ هذا المقام بعد أن متّ مرة؟”
اترك تعليقاً لدعمي🔪
“كفى.”
توقّف جين لحظةً، ثم نظر في عيني والده.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
