165
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
حينها، ارتفعت في أنفي رائحة الخطر، رائحة لا تخطئها حواسّ من اعتاد النجاة في عالمٍ التهمته الكوارث. حككت ذقني ببطء، وقلبي يثقُل بشعور، نذيرٌ لا يُخطئ
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
تأملت أسلحة الناجين المتهالكة، فلم أجد ما يبعث على الاطمئنان. لم يكونوا أفضل حالًا من ملجأ “هاي-يونغ” في بداياته، حين كان الناس يغامرون بأرواحهم مسلحين برماح فولاذية بدائية. إن استمروا بهذا الضعف، فلن يصمدوا طويلاً.
ترجمة: Arisu san
إذاً، لا بد أنهم نزلوا تحت الأرض هربًا من أشعة الشمس. ومع ما سمعته عن سقوط “ديغو” بيد الزومبي منذ أسبوع فقط، يبدو أن هؤلاء الموتى بدأوا يدركون وجود عالمٍ تحت الأرض، فانسلّوا إليه، بحثًا عن الظلمة الأبدية التي تقيهم لعنَة الضوء.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
ثم، وكأن بوّابة الجحيم قد فُتِحت، اندفعوا نحوي دفعةً واحدة…
ارتطمت قبضتي بمؤخرة جمجمة الزومبي الذي أمامي، فانغرزت الجمجمة إلى الداخل، وتهاوى من خلفه الزومبيون كأحجار البولينغ حين تُضرب ضربةً قاضية.
كنت أقرأ كل ذلك في وجوههم، كأنّها صفحة كتاب مفتوح. كانوا بلا شك يفكرون:
وما إن رأى الباقون سقوط رفاقهم، حتى ارتدّت أنظارهم نحوي. ومع أن نظراتهم كانت خاوية، خالية من الوعي، إلا أنني رأيت فيها ترددًا لحظة التقت بوميض عينيّ الزرقاوين المتّقدتين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أمال تومي رأسه قليلًا، وابتسم ابتسامة خجولة سرعان ما تلاشت:
لكن الأمر لم يكن بحاجة إلى أن يأتوا إليّ… كنت على أتم الاستعداد للذهاب إليهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “كم عدد المصابين؟”
انهلت عليهم باللكمات كالسيل، ضربةً تلو الأخرى، بلا هوادة، حتى سقطوا فوق القضبان كما تتهاوى أوراق الخريف اليابسة. هشّمت عظامهم، دهست أطرافهم، وسحقت بقاياهم، واضعًا حدًّا لوجودهم الذي لا يستحق أن يُسمّى حياة.
“ألن يكون من الأفضل أن نذهب معك؟ وجودنا سيجذبهم إليك، فنسحقهم دفعةً واحدة.”
كان الناجون يتابعونني بذهول، تتنقل أعينهم بيني وبين حشود الموتى، تتملّكهم الحيرة… وما إن انقضى المشهد، حتى تنفّسوا الصعداء وأطلقوا صيحات النجاة. غير أن أحدهم، حين التقت عيناه بعينيّ، صرخ فزعًا:
استخرجت الخريطة من جيبي، وحدّدت الموقع. ثم رفعت صوتي:
“زو… زومبي! ذلك الرجل زومبي أيضًا!”
“حين تعيش كزومبي، ستجد نفسك أمام طرق متشعّبة، وأسئلة مربكة، وخيارات لا ترحم. وكل مرة، فكّر بالناجين أولًا. إن تركت مشاعرك تتحكم بك، فستعرّض كل من وثق بك للخطر.”
وفي لحظة، تسلّل الرعب من جديد بين صفوفهم، ووجّه بعضهم فوهات أسلحتهم تجاهي. ومع ذلك، لم يجرؤ أحدهم على الضغط على الزناد.
“أنا… لقد كنت أشكّ فيك طيلة هذا الوقت…
خوف… ارتباك… شكّ.
خرج صوت مألوف من بينهم، وحين نظرت إلى مصدره، رأيت “مين جونغ”.
كنت أقرأ كل ذلك في وجوههم، كأنّها صفحة كتاب مفتوح. كانوا بلا شك يفكرون:
❃ ◈ ❃
ماذا لو هاجمنا إن تحركنا؟
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
لم أرد أن أزيدهم رعبًا، فآثرت أن أواصل تطهير السكة الحديدية من الزومبي، والقلب في صدري ينوء بمرارة لا يراها أحد. كنت أعلم يقينًا أنّ أسلحتهم لا تستطيع إيذائي، حتى لو أفرغوا رصاصهم كله في جسدي. تمامًا كما هو حال الزومبي في الشوارع، لا تمثّل تلك البنادق أدنى تهديد لي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ها أنا ذا، في قلب الهدف الذي طالما تحدّث عنه العلماء الروس منذ وطئت أقدامهم أرض كوريا. بجوار التمثال، كانت هناك خريطة طبوغرافية للمنطقة.
وحين انتهيت من تطهير المكان، بصقت على القضبان ومسحت الدم عن وجهي بثيابي، ثم استدرت نحوهم. كان هناك أربعة عشر شخصًا على كل جانب من السكة، يحدّقون بي كما لو أنني كائن من عالم آخر.
“معهد أبحاث الدماغ الكوري”
“هاه؟ أنت… أنت…”
أومأت له بتفهّم، لكنّ ما دفعني لرفض اقتراحه لم يكن الوقت، بل احتمال أن تندفع موجة زومبيين جديدة نحو المترو هربًا من الشمس. لا يزال هذا خطرًا واردًا.
خرج صوت مألوف من بينهم، وحين نظرت إلى مصدره، رأيت “مين جونغ”.
“هاه؟ أ… أكنتَ تخاطبني؟”
“الجرحى،” قلت بجدية.
حينها، ارتفعت في أنفي رائحة الخطر، رائحة لا تخطئها حواسّ من اعتاد النجاة في عالمٍ التهمته الكوارث. حككت ذقني ببطء، وقلبي يثقُل بشعور، نذيرٌ لا يُخطئ
“عذرًا، سيدي؟”
“نعم؟”
“كم عدد المصابين؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الهجوم الذي رأيناه لم يتجاوز ثلاثمئة زومبي، ومع الوقت، ستتضاعف الأعداد بلا شك. تمامًا كما حدث في “غوانغجانغ” في سيول، حين اجتاحت موجة من عشرات الآلاف كل ما اعترض طريقها، سيبدأ زومبيو ديغو بالحشد والزحف معًا، مدفوعين بغريزة الجوع.
“آه… أ-لا أحد، سيدي.”
انهلت عليهم باللكمات كالسيل، ضربةً تلو الأخرى، بلا هوادة، حتى سقطوا فوق القضبان كما تتهاوى أوراق الخريف اليابسة. هشّمت عظامهم، دهست أطرافهم، وسحقت بقاياهم، واضعًا حدًّا لوجودهم الذي لا يستحق أن يُسمّى حياة.
جاء ردّها متوتّرًا، وقد لجأت فجأة إلى اللغة الرسمية، تتنقل بنظرها بيني وبين من يقف بجوارها، كأنها لا تدري إلى من يجب أن توجّه اهتمامها. وبعد لحظة، تجمّع بعض الناجين حولها، وبدأت الهمسات تدور:
❃ ◈ ❃
“هل تعرفينه؟”
غرررر… كااااه… كرووو…
“لا، رأيته أول مرة بالأمس.”
استدار الزومبيون نحوي ببطء، كأن أجسادهم تتحرّك وفق إيقاعٍ واحد. وما إن اقتربت، حتى رأيت وجوههم…
“هل هو معنا؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل هو معنا؟”
“إن كنتَ تسأل إن كان عدوًا… فلا يبدو كذلك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفي لحظة، تسلّل الرعب من جديد بين صفوفهم، ووجّه بعضهم فوهات أسلحتهم تجاهي. ومع ذلك، لم يجرؤ أحدهم على الضغط على الزناد.
لم أكن أسترق السمع، لكن همساتهم كانت عالية بما يكفي لتصل إليّ. تنهدت، ومررت يدي الملطّخة بالدماء على وجهي.
كنت أعلم أن الخوف سيبدأ بالتسلل إليهم مع كل غروب شمس. لم يكن في مقدوري تخيّل أنهم سيتمكنون من الصمود طويلاً في هذا الظلام.
“مين جونغ! كيم مين جونغ!”
حينها، ارتفعت في أنفي رائحة الخطر، رائحة لا تخطئها حواسّ من اعتاد النجاة في عالمٍ التهمته الكوارث. حككت ذقني ببطء، وقلبي يثقُل بشعور، نذيرٌ لا يُخطئ
التفتُّ فرأيت “يون جونغ-هو” يركض على امتداد السكة باتجاهنا، متأخرًا بعض الشيء. وما إن بلغ محطة “آنسيم”، حتى راح يبحث عنها بعينيه القلقتين. نزلت “مين جونغ” من على الرصيف، وارتمت في حضنه، وعيناهما تبرقان بالدموع.
رضخ تومي صامتًا، ثم أصدرت أوامري إلى “جي-أون” بحماية الناجين، وغادرت المحطة برفقة متحوّلي المرحلة الأولى. كانت المدينة، التي غمرها الظلام ذات يوم، تُشرق تحت شمس متوهّجة في كبد السماء.
مسحت الدماء العالقة على يديّ بثيابي، ورفعت بصري نحو الأعلى. الزومبيون على السكة قد أُبيدوا، لكن السؤال الأهم لم يُجَب بعد:
“أنا من لا يطمئن.”
من أين جاءوا؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “نعم… كل من في المحطة من العجزة والصغار، عدا أولئك المكلّفين بحراسة السكك الحديدية.”
نظرت إلى من تبقّى من الناجين فوق الرصيف، وسألت:
تأملت أسلحة الناجين المتهالكة، فلم أجد ما يبعث على الاطمئنان. لم يكونوا أفضل حالًا من ملجأ “هاي-يونغ” في بداياته، حين كان الناس يغامرون بأرواحهم مسلحين برماح فولاذية بدائية. إن استمروا بهذا الضعف، فلن يصمدوا طويلاً.
“هل قدم الزومبيون من جهة غاكسان؟”
أومأ لي بجدّية، وتقلّدت ملامحه صرامة مفاجئة. ورغم أنني كنت أرغب في ضمّهم، لم أكن لأرغمهم على شيء. ومع ذلك، ومن أجل هؤلاء الناجين، ومن أجل المبادئ التي تأسّس عليها تحالفنا، كنت مستعدًا لأن أمدّ لهم يد العون.
“هاه؟ أ… أكنتَ تخاطبني؟”
“سآخذ ذلك على محمل الجد…”
“أيًّا يكن، أجبني.”
“سآخذ ذلك على محمل الجد…”
“نعم، ظهروا فجأة قبل نحو ثلاثين دقيقة.”
لم تكن أعداد الزومبي في هذه المنطقة مقلقة، خاصة وقد طهّرت غاكسان من بقاياهم، ولن تُصبح ديغو مهدّدة ما لم تظهر موجة جديدة. لكن ما لم يُحسَم بعد هو ما ينتظرنا في مدينة الابتكار، المدينة الفاصلة بين غيونغسان وديغو… هناك حيث يتربّع معهد أبحاث الدماغ الكوري.
ثلاثون دقيقة؟ هذا يعني أنهم خرجوا فجرًا. ما لم يكونوا تابعين لأحد الزومبي القادرين على التحكم بجحافل من أمثالهم، فلا شيء يبرّر تحركهم في وقت كهذا. وبما أنهم مجرد زومبيي شوارع… فهذا مستحيل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “نعم؟”
إذاً، لا بد أنهم نزلوا تحت الأرض هربًا من أشعة الشمس. ومع ما سمعته عن سقوط “ديغو” بيد الزومبي منذ أسبوع فقط، يبدو أن هؤلاء الموتى بدأوا يدركون وجود عالمٍ تحت الأرض، فانسلّوا إليه، بحثًا عن الظلمة الأبدية التي تقيهم لعنَة الضوء.
كان الناجون يتابعونني بذهول، تتنقل أعينهم بيني وبين حشود الموتى، تتملّكهم الحيرة… وما إن انقضى المشهد، حتى تنفّسوا الصعداء وأطلقوا صيحات النجاة. غير أن أحدهم، حين التقت عيناه بعينيّ، صرخ فزعًا:
تأملت أسلحة الناجين المتهالكة، فلم أجد ما يبعث على الاطمئنان. لم يكونوا أفضل حالًا من ملجأ “هاي-يونغ” في بداياته، حين كان الناس يغامرون بأرواحهم مسلحين برماح فولاذية بدائية. إن استمروا بهذا الضعف، فلن يصمدوا طويلاً.
ظل “يون جونغ-هو” صامتًا، يحدّق بالأرض، ثم رفع رأسه ببطء. دارت عيناي بين الوجوه المتعبة للناجين.
الهجوم الذي رأيناه لم يتجاوز ثلاثمئة زومبي، ومع الوقت، ستتضاعف الأعداد بلا شك. تمامًا كما حدث في “غوانغجانغ” في سيول، حين اجتاحت موجة من عشرات الآلاف كل ما اعترض طريقها، سيبدأ زومبيو ديغو بالحشد والزحف معًا، مدفوعين بغريزة الجوع.
كان هديرهم كالرعد، لكن فجأة… تغيّرت ملامحهم. بدا أنهم شمّوا شيئًا ما.
كنت أجهل ما إذا كان يجب عليّ التدخل. قادة هذا الملجأ، “جونغ جين-يونغ” و”يون جونغ-هو”، سبق أن عبّرا عن عدم رغبتهما في الانضمام إلينا.
كنت أقرأ كل ذلك في وجوههم، كأنّها صفحة كتاب مفتوح. كانوا بلا شك يفكرون:
وقفتُ غارقًا في أفكاري، وملامحي يطغى عليها التردد. عندها اقترب مني “جونغ جين-يونغ”، وقد ظل يراقبني بصمت لفترة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كيااااه!!
“هل هناك سبب واضح لهذا الهجوم؟” سألني بحذر.
ومع أنني أعلم أن الجنود الروس مسلّحون بما يكفي لصدّ هجوم متوسط، فإن احتمال المفاجأة لا يُستهان به.
أدركت حينها أنه أذكى مما ظننت، إذ استنتج شيئًا من خلال سؤال بسيط. أومأت برأسي، وشرحت له استنتاجاتي بهدوء. استمع بانتباه، ثم قال:
“مين جونغ! كيم مين جونغ!”
“وماذا تقترح علينا أن نفعل؟”
“هاه؟ أ… أكنتَ تخاطبني؟”
“الأمر عائد لكم أنتم.”
“إن كنت تصرّ…”
نظر إليّ لحظةً بصمت، بدت على وجهه دهشة خفيفة من ردّي. انخفض رأسه قليلًا، كأنّ عبئًا ثقيلًا استقرّ على صدره. وبدت على ملامحه علامات الصراع.
أدركت حينها أنه أذكى مما ظننت، إذ استنتج شيئًا من خلال سؤال بسيط. أومأت برأسي، وشرحت له استنتاجاتي بهدوء. استمع بانتباه، ثم قال:
كنت أعلم أن الخوف سيبدأ بالتسلل إليهم مع كل غروب شمس. لم يكن في مقدوري تخيّل أنهم سيتمكنون من الصمود طويلاً في هذا الظلام.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “كم عدد المصابين؟”
وحين رفع “جونغ جين-يونغ” رأسه مجددًا، نظرت إليه بثبات.
خرج صوت مألوف من بينهم، وحين نظرت إلى مصدره، رأيت “مين جونغ”.
“أصغِ إليّ جيدًا.”
لم أرد أن أزيدهم رعبًا، فآثرت أن أواصل تطهير السكة الحديدية من الزومبي، والقلب في صدري ينوء بمرارة لا يراها أحد. كنت أعلم يقينًا أنّ أسلحتهم لا تستطيع إيذائي، حتى لو أفرغوا رصاصهم كله في جسدي. تمامًا كما هو حال الزومبي في الشوارع، لا تمثّل تلك البنادق أدنى تهديد لي.
“نعم؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وما إن رأى الباقون سقوط رفاقهم، حتى ارتدّت أنظارهم نحوي. ومع أن نظراتهم كانت خاوية، خالية من الوعي، إلا أنني رأيت فيها ترددًا لحظة التقت بوميض عينيّ الزرقاوين المتّقدتين.
“سأحدثك عن كل ما أعلمه عن الزومبي ذوي العيون الحمراء.”
“إن كنتَ تسأل إن كان عدوًا… فلا يبدو كذلك.”
أومأ لي بجدّية، وتقلّدت ملامحه صرامة مفاجئة. ورغم أنني كنت أرغب في ضمّهم، لم أكن لأرغمهم على شيء. ومع ذلك، ومن أجل هؤلاء الناجين، ومن أجل المبادئ التي تأسّس عليها تحالفنا، كنت مستعدًا لأن أمدّ لهم يد العون.
وسرت خلفهم، أراقب الخريطة بعينٍ لا تغفل.
جلست معه، وأخذت أسرد عليه خصائص الزومبي أصحاب العيون الحمراء، واحدًا تلو الآخر. ذُهل مما سمع، وراح يردّد همهمات التعجّب. لكن أكثر ما أدهشه، وأرعبه في آن، هو ما أخبرته به عن قدرتهم على السيطرة على الزومبي وجعلهم أتباعًا لهم… بل وإمكانية التحدث بمنطق ووعي، إن هم التهموا دماغ إنسان.
استدرت إلى الخلف، وناديت:
“هل يعني هذا… أنك أكلت دماغًا بشريًّا؟”
انهلت عليهم باللكمات كالسيل، ضربةً تلو الأخرى، بلا هوادة، حتى سقطوا فوق القضبان كما تتهاوى أوراق الخريف اليابسة. هشّمت عظامهم، دهست أطرافهم، وسحقت بقاياهم، واضعًا حدًّا لوجودهم الذي لا يستحق أن يُسمّى حياة.
“حين تعيش كزومبي، ستجد نفسك أمام طرق متشعّبة، وأسئلة مربكة، وخيارات لا ترحم. وكل مرة، فكّر بالناجين أولًا. إن تركت مشاعرك تتحكم بك، فستعرّض كل من وثق بك للخطر.”
أومأت له بتفهّم، لكنّ ما دفعني لرفض اقتراحه لم يكن الوقت، بل احتمال أن تندفع موجة زومبيين جديدة نحو المترو هربًا من الشمس. لا يزال هذا خطرًا واردًا.
“سآخذ ذلك على محمل الجد…”
“مين جونغ! كيم مين جونغ!”
هزّ “جونغ جين-يونغ” رأسه بقوة، وعيناه تلمعان بعزمٍ جديد. وفي تلك اللحظة، اقترب “يون جونغ-هو” منا.
“زو… زومبي! ذلك الرجل زومبي أيضًا!”
“السيد لي هيون-دوك؟”
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“نعم؟”
استنشقت الهواء ببطء، أعَدْتُ الخريطة إلى جيبي، وتقدّمت وحدي نحو الساحة.
“أعلم أنني تأخرت… لكن، أردت أن أشكرك. من أعماق قلبي، شكرًا.”
“أنا… لقد كنت أشكّ فيك طيلة هذا الوقت…
انحنى انحناءة عميقة، بكل احترام، وظل على حاله دون أن يرفع رأسه. نظرت إليه، وابتسمت بخفوت.
نظرت إلى من تبقّى من الناجين فوق الرصيف، وسألت:
“لا بأس… ارفع رأسك، رجاءً.”
“ابقوا هنا. إن ناديتكم، تعالوا فورًا.”
“أنا… لقد كنت أشكّ فيك طيلة هذا الوقت…
“نعم، ظهروا فجأة قبل نحو ثلاثين دقيقة.”
“من الطبيعي أن يُقابَل اللقاء الأول بالحذر،” قلت بهدوء، “وأعتذر إن بدا تصرّفي قاسيًا أو عنيفًا.”
“عذرًا، سيدي؟”
ظل “يون جونغ-هو” صامتًا، يحدّق بالأرض، ثم رفع رأسه ببطء. دارت عيناي بين الوجوه المتعبة للناجين.
“سأحدثك عن كل ما أعلمه عن الزومبي ذوي العيون الحمراء.”
“كم عدد من تبقّى هنا؟”
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“ثمانية وثلاثون، جميعنا.”
“مين جونغ! كيم مين جونغ!”
“وهل بينكم أطفال أو شيوخ؟”
أطلق المتحوّلون زئيرًا وحشيًّا، وانطلقوا كضباع أُطلق سراحها في أرض صيد.
“نعم… كل من في المحطة من العجزة والصغار، عدا أولئك المكلّفين بحراسة السكك الحديدية.”
“الجرحى،” قلت بجدية.
حينها، ارتفعت في أنفي رائحة الخطر، رائحة لا تخطئها حواسّ من اعتاد النجاة في عالمٍ التهمته الكوارث. حككت ذقني ببطء، وقلبي يثقُل بشعور، نذيرٌ لا يُخطئ
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “من الطبيعي أن يُقابَل اللقاء الأول بالحذر،” قلت بهدوء، “وأعتذر إن بدا تصرّفي قاسيًا أو عنيفًا.”
لم تكن أعداد الزومبي في هذه المنطقة مقلقة، خاصة وقد طهّرت غاكسان من بقاياهم، ولن تُصبح ديغو مهدّدة ما لم تظهر موجة جديدة. لكن ما لم يُحسَم بعد هو ما ينتظرنا في مدينة الابتكار، المدينة الفاصلة بين غيونغسان وديغو… هناك حيث يتربّع معهد أبحاث الدماغ الكوري.
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
استدرت إلى الخلف، وناديت:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “توزّعوا على الجانبين، واقضوا على كل زومبي تصادفونه. سواء أكلتموهم أو حطمتموهم، تأكّدوا فقط أنهم لا يعودون للوقوف أبدًا.”
“تومي.”
“معهد أبحاث الدماغ الكوري”
“هاه؟ نعم؟”
لم أرد أن أزيدهم رعبًا، فآثرت أن أواصل تطهير السكة الحديدية من الزومبي، والقلب في صدري ينوء بمرارة لا يراها أحد. كنت أعلم يقينًا أنّ أسلحتهم لا تستطيع إيذائي، حتى لو أفرغوا رصاصهم كله في جسدي. تمامًا كما هو حال الزومبي في الشوارع، لا تمثّل تلك البنادق أدنى تهديد لي.
“ستبقى هنا.”
اترك تعليقاً لدعمي🔪
رمقني بدهشة لم يُخفها، وقلت:
“حين تعيش كزومبي، ستجد نفسك أمام طرق متشعّبة، وأسئلة مربكة، وخيارات لا ترحم. وكل مرة، فكّر بالناجين أولًا. إن تركت مشاعرك تتحكم بك، فستعرّض كل من وثق بك للخطر.”
“سأتوجّه إلى مدينة الابتكار بنفسي. سأتولى أمر الزومبي هناك، وأعود فور انتهائي. وحتى ذلك الحين… الزموا مكانكم.”
“هاه؟ أنت… أنت…”
“ألن يكون من الأفضل أن نذهب معك؟ وجودنا سيجذبهم إليك، فنسحقهم دفعةً واحدة.”
اترك تعليقاً لدعمي🔪
أمال تومي رأسه قليلًا، وابتسم ابتسامة خجولة سرعان ما تلاشت:
“حين تعيش كزومبي، ستجد نفسك أمام طرق متشعّبة، وأسئلة مربكة، وخيارات لا ترحم. وكل مرة، فكّر بالناجين أولًا. إن تركت مشاعرك تتحكم بك، فستعرّض كل من وثق بك للخطر.”
“إذا ذهبت وحدك، فستضطر إلى ملاحقتهم واحدًا تلو الآخر… قد يُهدر ذلك وقتًا لا نملكه.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “من الطبيعي أن يُقابَل اللقاء الأول بالحذر،” قلت بهدوء، “وأعتذر إن بدا تصرّفي قاسيًا أو عنيفًا.”
أومأت له بتفهّم، لكنّ ما دفعني لرفض اقتراحه لم يكن الوقت، بل احتمال أن تندفع موجة زومبيين جديدة نحو المترو هربًا من الشمس. لا يزال هذا خطرًا واردًا.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
ومع أنني أعلم أن الجنود الروس مسلّحون بما يكفي لصدّ هجوم متوسط، فإن احتمال المفاجأة لا يُستهان به.
كنت أقرأ كل ذلك في وجوههم، كأنّها صفحة كتاب مفتوح. كانوا بلا شك يفكرون:
ضحكتُ بخفة، كأنني أزيح عن نفسي سُحب القلق:
كان الناجون يتابعونني بذهول، تتنقل أعينهم بيني وبين حشود الموتى، تتملّكهم الحيرة… وما إن انقضى المشهد، حتى تنفّسوا الصعداء وأطلقوا صيحات النجاة. غير أن أحدهم، حين التقت عيناه بعينيّ، صرخ فزعًا:
“سأعود ما إن أفتح الطريق نحو المعهد. افعلوا ما أقوله… من أجل سلامتكم.”
هزّ “جونغ جين-يونغ” رأسه بقوة، وعيناه تلمعان بعزمٍ جديد. وفي تلك اللحظة، اقترب “يون جونغ-هو” منا.
“إن كنت تصرّ…”
كيااااه!!
“أنا من لا يطمئن.”
“حين تعيش كزومبي، ستجد نفسك أمام طرق متشعّبة، وأسئلة مربكة، وخيارات لا ترحم. وكل مرة، فكّر بالناجين أولًا. إن تركت مشاعرك تتحكم بك، فستعرّض كل من وثق بك للخطر.”
رضخ تومي صامتًا، ثم أصدرت أوامري إلى “جي-أون” بحماية الناجين، وغادرت المحطة برفقة متحوّلي المرحلة الأولى. كانت المدينة، التي غمرها الظلام ذات يوم، تُشرق تحت شمس متوهّجة في كبد السماء.
المبنى (B) على اليمين.
استخرجت الخريطة من جيبي، وحدّدت الموقع. ثم رفعت صوتي:
لم تكن أعداد الزومبي في هذه المنطقة مقلقة، خاصة وقد طهّرت غاكسان من بقاياهم، ولن تُصبح ديغو مهدّدة ما لم تظهر موجة جديدة. لكن ما لم يُحسَم بعد هو ما ينتظرنا في مدينة الابتكار، المدينة الفاصلة بين غيونغسان وديغو… هناك حيث يتربّع معهد أبحاث الدماغ الكوري.
“توزّعوا على الجانبين، واقضوا على كل زومبي تصادفونه. سواء أكلتموهم أو حطمتموهم، تأكّدوا فقط أنهم لا يعودون للوقوف أبدًا.”
انهلت عليهم باللكمات كالسيل، ضربةً تلو الأخرى، بلا هوادة، حتى سقطوا فوق القضبان كما تتهاوى أوراق الخريف اليابسة. هشّمت عظامهم، دهست أطرافهم، وسحقت بقاياهم، واضعًا حدًّا لوجودهم الذي لا يستحق أن يُسمّى حياة.
كيااااه!!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com واتّسعت عيناي.
أطلق المتحوّلون زئيرًا وحشيًّا، وانطلقوا كضباع أُطلق سراحها في أرض صيد.
ثلاثون دقيقة؟ هذا يعني أنهم خرجوا فجرًا. ما لم يكونوا تابعين لأحد الزومبي القادرين على التحكم بجحافل من أمثالهم، فلا شيء يبرّر تحركهم في وقت كهذا. وبما أنهم مجرد زومبيي شوارع… فهذا مستحيل.
وسرت خلفهم، أراقب الخريطة بعينٍ لا تغفل.
ماذا لو هاجمنا إن تحركنا؟
❃ ◈ ❃
من أين جاءوا؟
شوارع مدينة الابتكار كانت مرسومة كشبكة هندسية واسعة، كما هي معظم المدن الحديثة في كوريا، مما جعل تعقّب الزومبي أمرًا يسيرًا.
“تومي.”
كل حيّ في المدينة كان يحتوي على حديقة صغيرة، والمباني متباعدة بما يكفي لجعل الرؤية واضحة من مسافات بعيدة، دون الحاجة للاعتماد على الشم أو السمع. بدا أن المدينة لم تمسّها الفوضى كثيرًا، تمامًا كما وصف “جونغ جين-يونغ”. بدا واضحًا أن معظم الزومبي جاؤوا من غيونغسان.
واصلت السير شمالًا، أنثر الموت على الزومبي في طريقي كظلّ يبتلع الفجر، حتى وصلت إلى ساحة واسعة تحيط بمجموعة مبانٍ حكومية. وفي قلب الساحة، انتصب تمثال كبير على هيئة دماغ بشري، وقد كُتِب عند قاعدته:
الزجاج لم يُكسر، والنباتات ما زالت خضراء، والطرقات نظيفة نسبيًا. لم تكن هناك آثار معارك أو اجتياح دموي.
“هاه؟ أ… أكنتَ تخاطبني؟”
واصلت السير شمالًا، أنثر الموت على الزومبي في طريقي كظلّ يبتلع الفجر، حتى وصلت إلى ساحة واسعة تحيط بمجموعة مبانٍ حكومية. وفي قلب الساحة، انتصب تمثال كبير على هيئة دماغ بشري، وقد كُتِب عند قاعدته:
“ابقوا هنا. إن ناديتكم، تعالوا فورًا.”
“معهد أبحاث الدماغ الكوري”
مختبر الحيوانات على اليسار.
ها أنا ذا، في قلب الهدف الذي طالما تحدّث عنه العلماء الروس منذ وطئت أقدامهم أرض كوريا. بجوار التمثال، كانت هناك خريطة طبوغرافية للمنطقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “كم عدد المصابين؟”
ثلاثة مبانٍ رئيسية:
نظر إليّ لحظةً بصمت، بدت على وجهه دهشة خفيفة من ردّي. انخفض رأسه قليلًا، كأنّ عبئًا ثقيلًا استقرّ على صدره. وبدت على ملامحه علامات الصراع.
المبنى (A) في المقدّمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أيًّا يكن، أجبني.”
المبنى (B) على اليمين.
هزّ “جونغ جين-يونغ” رأسه بقوة، وعيناه تلمعان بعزمٍ جديد. وفي تلك اللحظة، اقترب “يون جونغ-هو” منا.
مختبر الحيوانات على اليسار.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أمال تومي رأسه قليلًا، وابتسم ابتسامة خجولة سرعان ما تلاشت:
ولكن قبل أن أتمكّن من التقدّم، دوّى صوت زمجرة غريبة قادمة من جهة المختبر. رفعت رأسي بتوجّس، وإذا بي أرى المئات… لا، الآلاف من الزومبيين يصطفّون في الساحة أمام المبنى (A)، صفوفًا كثيفة حدّ أنني ظننتهم جدارًا من اللحم والعظم.
“عذرًا، سيدي؟”
كانوا جميعًا واقفين، يواجهون المختبر بصمت قاتل، وكأنّ أحدًا أمرهم بذلك. لكن اللافت أنهم لم يحملوا العيون الحمراء… لم يكونوا تابعين لأحد.
انهلت عليهم باللكمات كالسيل، ضربةً تلو الأخرى، بلا هوادة، حتى سقطوا فوق القضبان كما تتهاوى أوراق الخريف اليابسة. هشّمت عظامهم، دهست أطرافهم، وسحقت بقاياهم، واضعًا حدًّا لوجودهم الذي لا يستحق أن يُسمّى حياة.
“ما الذي يجمعهم هنا؟”
“لا بأس… ارفع رأسك، رجاءً.”
اتّسع الشك في قلبي، ولم يكن معي بشر لأرسلهم، لذا عقدت العزم على أن أتحرّك بنفسي. التفتُّ إلى متحوّلي المرحلة الأولى، فرأيت بعضهم يلعق دماء الزومبي التي لطّخت أفواههم. كنا قد فتَكنا بما لا يقل عن خمسمئة زومبي في الطريق… وبدا عليهم الاكتفاء.
التفتُّ فرأيت “يون جونغ-هو” يركض على امتداد السكة باتجاهنا، متأخرًا بعض الشيء. وما إن بلغ محطة “آنسيم”، حتى راح يبحث عنها بعينيه القلقتين. نزلت “مين جونغ” من على الرصيف، وارتمت في حضنه، وعيناهما تبرقان بالدموع.
“ابقوا هنا. إن ناديتكم، تعالوا فورًا.”
“أنا… لقد كنت أشكّ فيك طيلة هذا الوقت…
كيااااه!!
المبنى (B) على اليمين.
كان هديرهم كالرعد، لكن فجأة… تغيّرت ملامحهم. بدا أنهم شمّوا شيئًا ما.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “توزّعوا على الجانبين، واقضوا على كل زومبي تصادفونه. سواء أكلتموهم أو حطمتموهم، تأكّدوا فقط أنهم لا يعودون للوقوف أبدًا.”
استنشقت الهواء ببطء، أعَدْتُ الخريطة إلى جيبي، وتقدّمت وحدي نحو الساحة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ها أنا ذا، في قلب الهدف الذي طالما تحدّث عنه العلماء الروس منذ وطئت أقدامهم أرض كوريا. بجوار التمثال، كانت هناك خريطة طبوغرافية للمنطقة.
غرررر… كااااه… كرووو…
“هل قدم الزومبيون من جهة غاكسان؟”
استدار الزومبيون نحوي ببطء، كأن أجسادهم تتحرّك وفق إيقاعٍ واحد. وما إن اقتربت، حتى رأيت وجوههم…
“آه… أ-لا أحد، سيدي.”
واتّسعت عيناي.
ترجمة: Arisu san
عروقهم كانت متضخّمة، نابضة، كأنها توشك على الانفجار. أجسادهم مشدودة بتشنّج مخيف، ووجوههم مشوّهة بألمٍ غير مرئي. لعابهم يسيل بكثافة، وكان كل واحد منهم يرمقني بنظرة متّقدة، مليئة بالجوع والجنون.
ارتطمت قبضتي بمؤخرة جمجمة الزومبي الذي أمامي، فانغرزت الجمجمة إلى الداخل، وتهاوى من خلفه الزومبيون كأحجار البولينغ حين تُضرب ضربةً قاضية.
غروووووو!!
انهلت عليهم باللكمات كالسيل، ضربةً تلو الأخرى، بلا هوادة، حتى سقطوا فوق القضبان كما تتهاوى أوراق الخريف اليابسة. هشّمت عظامهم، دهست أطرافهم، وسحقت بقاياهم، واضعًا حدًّا لوجودهم الذي لا يستحق أن يُسمّى حياة.
أطلق الزومبي الأقرب إليّ زئيرًا مدوّيًا، وتلاه الآخرون، في جوقة موتٍ رهيبة.
“عذرًا، سيدي؟”
ثم، وكأن بوّابة الجحيم قد فُتِحت، اندفعوا نحوي دفعةً واحدة…
تأملت أسلحة الناجين المتهالكة، فلم أجد ما يبعث على الاطمئنان. لم يكونوا أفضل حالًا من ملجأ “هاي-يونغ” في بداياته، حين كان الناس يغامرون بأرواحهم مسلحين برماح فولاذية بدائية. إن استمروا بهذا الضعف، فلن يصمدوا طويلاً.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اترك تعليقاً لدعمي🔪
“آه… أ-لا أحد، سيدي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ها أنا ذا، في قلب الهدف الذي طالما تحدّث عنه العلماء الروس منذ وطئت أقدامهم أرض كوريا. بجوار التمثال، كانت هناك خريطة طبوغرافية للمنطقة.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات