في أحضان الليل العميق، علت أصوات صرير الحشرات الصغيرة في الأفق البعيد، بينما غرقت صغيرتي سو يون في نومٍ عميق. لم تحصل على قسط كافٍ من النوم في الأيام الماضية، وبدأت أقلق إن كان سيؤثر على نموها مستقبلًا. بهدوء، سحبت البطانية برفق فوق جسدها الصغير، ثم توجهت إلى غرفة المرافق التي اعتدنا أن نستخدمها كمستودع.
وفي ليلة هادئة مثل هذه، كانت حواس ”هم“ على الأرجح في قمة حساسيتها.
داخل تلك الغرفة كان هناك راديو قديم. مع توقف الهواتف وأجهزة التلفاز عن العمل، كنت أعلق أملًا صغيرًا على إمكانية استعماله. رغم أنني لم أكن واثقًا تمامًا من قدرتي على تشغيله، فلست بارعًا في تصليح الأجهزة، ولكن ينبغي عليَّ المحاولة على الأقل. حاولت تشغيل الراديو بأمل ضعيف، ولكن بلا فائدة. مررت عبر المحطات المختلفة، محاولًا العثور على إشارة، إلا أن كل محاولاتي باءت بالفشل.
«عادةً ما تفلح هذه الطريقة…»
تساءلت عما إذا كان السبب وراء تعطله كونه قديمًا ومهترئًا. ليتني تعلمت كيف أصلح الأجهزة عندما أُتيحت لي الفرصة. طرقت على الراديو برفق عدة مرات على أمل أن يصلح نفسه.
راقبتهم عن كثب وأنا أستعرض كل الاحتمالات المختلفة في ذهني.
«عادةً ما تفلح هذه الطريقة…»
وعلى هذا الأساس، استنتجت أن هذا المخلوق كان لا بد أنه شم رائحة دماء الطفل والمرأة، وتغذى على لحمهما فيما بعد. هذا هو التفسير الوحيد للدماء التي غطت فمه. مما يعني أن ”هم“ لا يعتمدون فقط على حاسة السمع، بل لديهم أيضًا حاسة الشم.
للأسف، لم أحصل على النتيجة المرجوة. تنهدت بخفة وسرت باتجاه النافذة. على مَن يقع اللوم في جهلي؟ ومَن يتحمل المسؤولية عن التغيير الذي حل بالعالم؟
‹لنستعرض بعض السيناريوهات الممكنة ونتوقع نتائجها. لنفترض أنني ساعدتهم بالفعل ونجحت في إنقاذهم. لكن ماذا لو قاموا بتهديدي؟ أو أرادوا الاستيلاء على الطعام القليل الذي نملكه أنا وسو يون؟›
حينما نظرت إلى الخارج، لاحظت أن ”هم“ عادوا إلى مكانهم الأصلي الذي جاؤوا منه، بعد أن أدركوا أنه لا شيء يستحق الصيد. كما عاد ”هو“ إلى موقعه المعتاد مواصلًا روتينه اليومي.
ليس لديَّ أدنى فكرة عما ينوي الثلاثي فعله، لكن بدا من المستحيل بالنسبة لهم العودة الآن. بدأت بقضم أظافري بعصبية وأنا أحدق في الطريق الرئيسي. عبر الثلاثي الطريق بسرعة، ووقفوا الآن على جانب الرصيف. مع إطفاء كل الأضواء، كان من الصعب تحديد المتجر الذي توقفوا أمامه. وبعد التدقيق لفترة، أدركت بصدمة أنهم كانوا يتجهون نحو ”صيدلية“.
في مواجهة هذا الواقع الميؤوس منه… شعرت بالسكينة على نحو مدهشٍ اليوم. ربما بدأت أتكيف مع هذا الواقع، أو ربما تضاءل إحساسي بالخطر. أطلقت تنهيدة عميقة رافعًا نظري نحو سماء الليل المتلألئة، بدا القمر أكثر سطوعًا من المعتاد. في أوقات مثل هذه، أتوق إلى الخروج واستنشاق الهواء النقي. لكن النافذة ذات الزجاج المزدوج والستائر حجبت رؤيتي، وكأنها تقول لي أن أعود إلى أرض الواقع.
ليس هناك سبب لإنقاذ أشخاص بهذه العقلية. بعدما بررت ذلك لنفسي، شعرت فجأة بالارتياح. لم يكن هناك حقًا أي مبرر للمخاطرة من أجلهم، على أي حال. عليَّ الاعتناء بـ سو يون. كانت سلامتها هي أولويتي القصوى. خطأ واحد قد يكلفنا حياتنا.
أغمضت عيني، مستمتعًا بأصوات صرير الحشرات الليلية. بدا أن ”هم“ لا يتفاعلون مع صرير تلك الحشرات؛ إذ ينظرون حولهم بصمت فقط. بدا أن كل اهتمامهم منصب على محاولة تحديد مصدر هذه أصوات، دون تجاوب أو إصدار أي صوت يدل على استجابة. رغم جهلي للسبب الحقيقي وراء سلوكهم هذا، إلا أن تلك الحشرات وفرت لي فرصة للتمتع بأمسية هادئة.
‹إلى أين هم ذاهبون؟›
*صرير~*
استمر الضرب والركل والخدش.
*خُطى، خُطى، خُطى*
عضضت شفتي أثناء مشاهدتي لهم وهم يركضون.
*ارتطام!*
ماذا لو كان بإمكانهم شم رائحة حيوية الكائنات الحية؟ إذا كان الأمر كذلك، فلن تكون هناك أي فرصة على الإطلاق للهروب من”هم“ دون أن يتم الإمساك بهم.
في تلك اللحظة، كسر نشاز مفاجئ هدوء الليل المتناغم. فتحت عينيَّ فورًا وتطلعت نحو الظلام أمامي. لاحظت وجود بعض الأشخاص في الشقة رقم ١٠١ -الشقة المقابلة لشقتي- يتسللون بهدوء إلى الخارج وظهرهم محني.
استمر الضرب والركل والخدش.
وجهت انتباهي بسرعة نحو مدخل الشقة وركزت علي ”هم“. لقد توقف ”هم“ عن التلويح بأذرعهم وبدأوا في التحديق مباشرةً باتجاه شقة رقم ١٠١.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com *خبط! طقطقه!*
‹بالطبع، من المستحيل أن ”هم“ فاتتهم تلك الضوضاء، لا بد أن ”هم“ سمعوها.›
وعلى هذا الأساس، استنتجت أن هذا المخلوق كان لا بد أنه شم رائحة دماء الطفل والمرأة، وتغذى على لحمهما فيما بعد. هذا هو التفسير الوحيد للدماء التي غطت فمه. مما يعني أن ”هم“ لا يعتمدون فقط على حاسة السمع، بل لديهم أيضًا حاسة الشم.
بقلق، تابعت نظرة ”هم“، ووجدت نفسي أخيرًا أنظر إلى الأشخاص الخارجين من الشقة رقم ١٠١. كان هناك ثلاثة أشخاص، رجلان وامرأة. بدأ الرجل الذي في المقدمة يهمس للرجل خلفه، كما لو أنه لاحظ وهج ”هم“. بدا أن الرجل في الخلف هو مَن تسبب في الضجيج.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‹لماذا أشعر بالقلق عليهم في المقام الأول؟… إنه ليس من شأني على أي حال.›
شعرت بالقلق يتصاعد داخلي بينما أراقبهم.
كان التحرك في الليل انتحارًا بمعنى الكلمة. من الأفضل بكثير التحرك خلال النهار، حيث تتباطأ تحركات ”هم“.
‹عودوا إلى الداخل ولا تخرجوا مرة أخرى!›
‹هل هناك وسيلة للإشارة إليهم للعودة؟… يجب أن تكون هناك طريقة لإعلامهم بالخطر.›
كان التحرك في الليل انتحارًا بمعنى الكلمة. من الأفضل بكثير التحرك خلال النهار، حيث تتباطأ تحركات ”هم“.
إذا كانوا يبحثون عن الطعام، سيتعين عليهم الوصول إلى متجر صغير أو سوبر ماركت، والطريق إلى أي منهما عبر المدخل الرئيسي. نظرًا لأن المدخل الرئيسي كان مليئًا بـ ”هم“، لم يكن هذا خيارًا. ومع ذلك، فإن المخرج الجانبي على اليسار لم يؤد إلى أي مكان. كان عليهم الذهاب إلى المخرج الموجود على اليمين إذا أرادوا الوصول إلى أي متجر صغير.
وفي ليلة هادئة مثل هذه، كانت حواس ”هم“ على الأرجح في قمة حساسيتها.
لم يكن لديَّ وسيلة لإنقاذهم، ولا سبب يدفعني لذلك. ومع ذلك لسبب ما، لم أستطع التوقف عن القلق بشأنهم. هل كان السبب أنهم بشر مثلي؟ أم لأنني تخيلت نفسي في مكانهم؟ أو ربما، في أعماقي، تمنيت سرًّا أن ينجحوا؛ لأكتسب أنا الجرأة للخروج بأمان؟ هل يمكن أن يلهمني نجاحهم في اتخاذ خطوة مماثلة؟
أمسكت بأطراف الستائر وأنا أراقب الثلاثي، متمنيًا بشدة أن يعودوا إلى داخل الشقة. لكن للأسف، بدأوا بالنزول إلى الطابق الأول.
سد ”هم“ طريقها الوحيد للخروج من تلك الشقة. لا مفر لها. أصدقاؤها كانوا في الخارج، وليس لديها وسيلة لمحاربتهم.
‹لماذا؟ لماذا ينزلون إلى الأسفل؟ هل نفد طعامهم؟ هل يعتقدون أن فرق الإنقاذ لن تصل إليهم؟ أم أن الإحباط واليأس دفعهم للخروج؟ أم أنهم، بطريقة ما، يظنون أنهم سيجدون المساعدة في الخارج؟›
هرب تعجب من شفتي.
ظلت عينيَّ متشبثة بهم وهم يتحركون بحذر على طول جدار الطابق الأول. في تلك اللحظة، لاحظت أحد المخلوقات عند مدخل الشقة يتصرف بغرابة. حرك رأسه لأعلى ولأسفل بينما ارتسمت على وجهه تعابير غريبة. أمكنني سماع صوت استنشاق خافت.
وفي ليلة هادئة مثل هذه، كانت حواس ”هم“ على الأرجح في قمة حساسيتها.
حينها، تذكرت وجه المخلوق الذي رأيته في وقت مبكر من صباح ذلك اليوم. كان يمارس روتينه المعتاد، ملوحًا بذراعيه للأمام والخلف في مكانه المعتاد، لكن هذه المرة غطى الدم فمه. قبل أن يُلتهم الطفل والمرأة أحياءً في الليلة السابقة، كان فقط يلوح بذراعيه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com *ارتطام!*
وعلى هذا الأساس، استنتجت أن هذا المخلوق كان لا بد أنه شم رائحة دماء الطفل والمرأة، وتغذى على لحمهما فيما بعد. هذا هو التفسير الوحيد للدماء التي غطت فمه. مما يعني أن ”هم“ لا يعتمدون فقط على حاسة السمع، بل لديهم أيضًا حاسة الشم.
في تلك اللحظة، أشار الرجل الذي في المقدمة إلى المجموعة لمواصلة المضي قدمًا. والمثير للدهشة، أن الطريق الرئيسي بدا خاليًا من تلك المخلوقات.
لم أصدق أن هذا لم يخطر ببالي من قبل. لماذا افترضت أنهم يعتمدون فقط على سمعهم؟ أرسلت هذه الفكرة قشعريرة عبر جسدي عندما رأيت الثلاثي يتحركون بجانب الجدار.
داخل تلك الغرفة كان هناك راديو قديم. مع توقف الهواتف وأجهزة التلفاز عن العمل، كنت أعلق أملًا صغيرًا على إمكانية استعماله. رغم أنني لم أكن واثقًا تمامًا من قدرتي على تشغيله، فلست بارعًا في تصليح الأجهزة، ولكن ينبغي عليَّ المحاولة على الأقل. حاولت تشغيل الراديو بأمل ضعيف، ولكن بلا فائدة. مررت عبر المحطات المختلفة، محاولًا العثور على إشارة، إلا أن كل محاولاتي باءت بالفشل.
لا يسعني إلا أن أتخيل أسوأ سيناريو يمكن أن يحدث للثلاثي إذا ما أمسك ”هم“ بهم. بعد كل شيء، إذا كان الأمر يتعلق فقط بالضوضاء، فيمكنهم التحرك بحذر أكثر والتنفس بعناية حتى يخرجوا من نطاق ”هم“. ولكن ماذا عن حاسة الشم الخاصة بـ”هم“؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com *ارتطام!*
ماذا لو كان بإمكانهم شم رائحة حيوية الكائنات الحية؟ إذا كان الأمر كذلك، فلن تكون هناك أي فرصة على الإطلاق للهروب من”هم“ دون أن يتم الإمساك بهم.
‹إلى أين هم ذاهبون؟›
عضضت شفتي أثناء مشاهدتي لهم وهم يركضون.
لكن في تلك اللحظة، خطرت ببالي فكرة بدمٍ بارد.
‹هل هناك وسيلة للإشارة إليهم للعودة؟… يجب أن تكون هناك طريقة لإعلامهم بالخطر.›
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com *خبط! طقطقه!*
لكن في تلك اللحظة، خطرت ببالي فكرة بدمٍ بارد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبهذا، توصلت إلى نتيجة مفادها أنهم لم يكونوا بهذا الذكاء. لم يكونوا عقلانيين، ولم يفكروا في عواقب الأمور. ورغم أن الأفعال في بعض الأحيان تكون أعلى صوتًا من الكلمات، إلا أنه ربما كان لديهم مكان آمن يمكنهم من خلاله وضع الاستراتيجيات، وكان ينبغي لهم بصراحة أن يفعلوا ذلك. وهذا خطأهم… عدم التفكير في الأمر.
‹لماذا أشعر بالقلق عليهم في المقام الأول؟… إنه ليس من شأني على أي حال.›
ليس هناك سبب لإنقاذ أشخاص بهذه العقلية. بعدما بررت ذلك لنفسي، شعرت فجأة بالارتياح. لم يكن هناك حقًا أي مبرر للمخاطرة من أجلهم، على أي حال. عليَّ الاعتناء بـ سو يون. كانت سلامتها هي أولويتي القصوى. خطأ واحد قد يكلفنا حياتنا.
لم يكن لديَّ وسيلة لإنقاذهم، ولا سبب يدفعني لذلك. ومع ذلك لسبب ما، لم أستطع التوقف عن القلق بشأنهم. هل كان السبب أنهم بشر مثلي؟ أم لأنني تخيلت نفسي في مكانهم؟ أو ربما، في أعماقي، تمنيت سرًّا أن ينجحوا؛ لأكتسب أنا الجرأة للخروج بأمان؟ هل يمكن أن يلهمني نجاحهم في اتخاذ خطوة مماثلة؟
«يا إلهي!…»
هززت رأسي وأطلقت تنهيدة طويلة. الآن ليس الوقت المناسب للانجراف وراء مثل هذه الأفكار. كان عليَّ أن أستوعب الوضع.
استمر الضرب والركل والخدش.
‹لنستعرض بعض السيناريوهات الممكنة ونتوقع نتائجها. لنفترض أنني ساعدتهم بالفعل ونجحت في إنقاذهم. لكن ماذا لو قاموا بتهديدي؟ أو أرادوا الاستيلاء على الطعام القليل الذي نملكه أنا وسو يون؟›
ليس لديَّ أدنى فكرة عما ينوي الثلاثي فعله، لكن بدا من المستحيل بالنسبة لهم العودة الآن. بدأت بقضم أظافري بعصبية وأنا أحدق في الطريق الرئيسي. عبر الثلاثي الطريق بسرعة، ووقفوا الآن على جانب الرصيف. مع إطفاء كل الأضواء، كان من الصعب تحديد المتجر الذي توقفوا أمامه. وبعد التدقيق لفترة، أدركت بصدمة أنهم كانوا يتجهون نحو ”صيدلية“.
في تلك الحالة، سأضطر إلى قتالهم. وفي هذه العملية، من المحتمل أن ينتهي الأمر بوقوع إصابات، أو حتى الموت. بدا واضحًا أنه لا يوجد أي سبب وجيه لمساعدتهم في المقام الأول.
لم أصدق أن هذا لم يخطر ببالي من قبل. لماذا افترضت أنهم يعتمدون فقط على سمعهم؟ أرسلت هذه الفكرة قشعريرة عبر جسدي عندما رأيت الثلاثي يتحركون بجانب الجدار.
ولكن ماذا لو كان بإمكانهم مساعدتي؟ بدأت أفكر في الفوائد التي يمكنهم تقديمها لي.
«عادةً ما تفلح هذه الطريقة…»
‹طعام؟ دواء؟ معلومات؟ أو ربما قوتهم البشرية لمواجهة ”هم“؟›
تساءلت عما إذا كان السبب وراء تعطله كونه قديمًا ومهترئًا. ليتني تعلمت كيف أصلح الأجهزة عندما أُتيحت لي الفرصة. طرقت على الراديو برفق عدة مرات على أمل أن يصلح نفسه.
راقبتهم عن كثب وأنا أستعرض كل الاحتمالات المختلفة في ذهني.
‹إلى أين هم ذاهبون؟›
‹لو كنت مكانهم… لم أكن لأختار الخروج الآن.›
‹إلى أين هم ذاهبون؟›
رغم ضجيج الحشرات، ليس من المنطقي التحرك أثناء الليل. كان من المنطقي أكثر التحرك في وضح النهار، حيث تكون فرصة النجاة أكبر. لو كانوا قد فكروا جيدًا، لما خرجوا الآن.
استمر الضرب والركل والخدش.
وبهذا، توصلت إلى نتيجة مفادها أنهم لم يكونوا بهذا الذكاء. لم يكونوا عقلانيين، ولم يفكروا في عواقب الأمور. ورغم أن الأفعال في بعض الأحيان تكون أعلى صوتًا من الكلمات، إلا أنه ربما كان لديهم مكان آمن يمكنهم من خلاله وضع الاستراتيجيات، وكان ينبغي لهم بصراحة أن يفعلوا ذلك. وهذا خطأهم… عدم التفكير في الأمر.
شعرت وكأنني في مكانها.
ليس هناك سبب لإنقاذ أشخاص بهذه العقلية. بعدما بررت ذلك لنفسي، شعرت فجأة بالارتياح. لم يكن هناك حقًا أي مبرر للمخاطرة من أجلهم، على أي حال. عليَّ الاعتناء بـ سو يون. كانت سلامتها هي أولويتي القصوى. خطأ واحد قد يكلفنا حياتنا.
في مواجهة هذا الواقع الميؤوس منه… شعرت بالسكينة على نحو مدهشٍ اليوم. ربما بدأت أتكيف مع هذا الواقع، أو ربما تضاءل إحساسي بالخطر. أطلقت تنهيدة عميقة رافعًا نظري نحو سماء الليل المتلألئة، بدا القمر أكثر سطوعًا من المعتاد. في أوقات مثل هذه، أتوق إلى الخروج واستنشاق الهواء النقي. لكن النافذة ذات الزجاج المزدوج والستائر حجبت رؤيتي، وكأنها تقول لي أن أعود إلى أرض الواقع.
وضعت رأسي بين يديَّ، وأعدت انتباهي إلى تحركاتهم. لقد نجحوا في تجاوز الجدران ووصلوا إلى مدخل جانبي على اليسار، وبدأوا يستكشفون الطريق الرئيسي. تساءلت عما سيفعلونه بعد ذلك.
وفي ليلة هادئة مثل هذه، كانت حواس ”هم“ على الأرجح في قمة حساسيتها.
‹إلى أين هم ذاهبون؟›
أمسكت بأطراف الستائر وأنا أراقب الثلاثي، متمنيًا بشدة أن يعودوا إلى داخل الشقة. لكن للأسف، بدأوا بالنزول إلى الطابق الأول.
إذا كانوا يبحثون عن الطعام، سيتعين عليهم الوصول إلى متجر صغير أو سوبر ماركت، والطريق إلى أي منهما عبر المدخل الرئيسي. نظرًا لأن المدخل الرئيسي كان مليئًا بـ ”هم“، لم يكن هذا خيارًا. ومع ذلك، فإن المخرج الجانبي على اليسار لم يؤد إلى أي مكان. كان عليهم الذهاب إلى المخرج الموجود على اليمين إذا أرادوا الوصول إلى أي متجر صغير.
وجهت انتباهي بسرعة نحو مدخل الشقة وركزت علي ”هم“. لقد توقف ”هم“ عن التلويح بأذرعهم وبدأوا في التحديق مباشرةً باتجاه شقة رقم ١٠١.
‹إذًا ما هو هدفهم؟ هل يبحثون عن ملجأ آخر لاستخدامه؟›
‹هل يحاولون تعقبهم؟›
في تلك اللحظة، أشار الرجل الذي في المقدمة إلى المجموعة لمواصلة المضي قدمًا. والمثير للدهشة، أن الطريق الرئيسي بدا خاليًا من تلك المخلوقات.
نظرت المرأة ذهابًا وإيابًا بين الباب الأمامي والشرفة بقلق. ثم فتحت الستائر على مصراعيها ونظرت إلى الخارج.
جميع ”هم“ داخل المجمع السكني وجهوا أنظارهم نحو الشقة رقم ١٠١. بدأ ”هم“ يتجمعون حولها، بينما بدأ بعضهم في الشم في اتجاه الدرج المؤدي إليها.
وفي ليلة هادئة مثل هذه، كانت حواس ”هم“ على الأرجح في قمة حساسيتها.
‹هل يحاولون تعقبهم؟›
ليس هناك سبب لإنقاذ أشخاص بهذه العقلية. بعدما بررت ذلك لنفسي، شعرت فجأة بالارتياح. لم يكن هناك حقًا أي مبرر للمخاطرة من أجلهم، على أي حال. عليَّ الاعتناء بـ سو يون. كانت سلامتها هي أولويتي القصوى. خطأ واحد قد يكلفنا حياتنا.
ليس لديَّ أدنى فكرة عما ينوي الثلاثي فعله، لكن بدا من المستحيل بالنسبة لهم العودة الآن. بدأت بقضم أظافري بعصبية وأنا أحدق في الطريق الرئيسي. عبر الثلاثي الطريق بسرعة، ووقفوا الآن على جانب الرصيف. مع إطفاء كل الأضواء، كان من الصعب تحديد المتجر الذي توقفوا أمامه. وبعد التدقيق لفترة، أدركت بصدمة أنهم كانوا يتجهون نحو ”صيدلية“.
هززت رأسي وأطلقت تنهيدة طويلة. الآن ليس الوقت المناسب للانجراف وراء مثل هذه الأفكار. كان عليَّ أن أستوعب الوضع.
‹لقد خاطروا بحياتهم للذهاب إلى الصيدلية. هل كان معهم شخص مريض؟ هل يعاني من نزلة برد؟ تسمم غذائي؟ التهاب الأمعاء؟ أو ربما يعاني من الأكزيما؟›
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لا يسعني إلا أن أتخيل أسوأ سيناريو يمكن أن يحدث للثلاثي إذا ما أمسك ”هم“ بهم. بعد كل شيء، إذا كان الأمر يتعلق فقط بالضوضاء، فيمكنهم التحرك بحذر أكثر والتنفس بعناية حتى يخرجوا من نطاق ”هم“. ولكن ماذا عن حاسة الشم الخاصة بـ”هم“؟
عشرات الأمراض مرت بذهني، وكلها احتمالات واقعية في وضعنا هذا. دون كهرباء أو ماء، تضعف أجهزتنا المناعية، وتصبح مقاومة الأمراض أصعب. علاوة على ذلك، بدون كهرباء، الطعام يفسد بسرعة، وانعدام النظافة يزيد الأمور سوءًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لا يسعني إلا أن أتخيل أسوأ سيناريو يمكن أن يحدث للثلاثي إذا ما أمسك ”هم“ بهم. بعد كل شيء، إذا كان الأمر يتعلق فقط بالضوضاء، فيمكنهم التحرك بحذر أكثر والتنفس بعناية حتى يخرجوا من نطاق ”هم“. ولكن ماذا عن حاسة الشم الخاصة بـ”هم“؟
مليئًا بالقلق، غطيت فمي بيدي وأحكمت قبضتي. وبعد فترة ليست طويلة، سمعت صوت أقدام ثقيلة قادمة من الشقة رقم ١٠١، فوجهت انتباهي إلى هناك.
في تلك اللحظة، أشار الرجل الذي في المقدمة إلى المجموعة لمواصلة المضي قدمًا. والمثير للدهشة، أن الطريق الرئيسي بدا خاليًا من تلك المخلوقات.
«يا إلهي!…»
ليس هناك سبب لإنقاذ أشخاص بهذه العقلية. بعدما بررت ذلك لنفسي، شعرت فجأة بالارتياح. لم يكن هناك حقًا أي مبرر للمخاطرة من أجلهم، على أي حال. عليَّ الاعتناء بـ سو يون. كانت سلامتها هي أولويتي القصوى. خطأ واحد قد يكلفنا حياتنا.
هرب تعجب من شفتي.
‹عودوا إلى الداخل ولا تخرجوا مرة أخرى!›
*خبط! طقطقه!*
أغمضت عيني، مستمتعًا بأصوات صرير الحشرات الليلية. بدا أن ”هم“ لا يتفاعلون مع صرير تلك الحشرات؛ إذ ينظرون حولهم بصمت فقط. بدا أن كل اهتمامهم منصب على محاولة تحديد مصدر هذه أصوات، دون تجاوب أو إصدار أي صوت يدل على استجابة. رغم جهلي للسبب الحقيقي وراء سلوكهم هذا، إلا أن تلك الحشرات وفرت لي فرصة للتمتع بأمسية هادئة.
لم يكن ”هم“ يتعقبون الثلاثي، بل كانوا يتتبعون طريقهم عائدين إلى المكان الذي أتى منه الثلاثي. صعد ”هم“ الدرج كالحيوانات، يتحركون على أربع. لا يبدو أن ”هم“ يفتقرون إلى القدرة على التحمل. شقوا طريقهم إلى الطابق الثالث، ثم الرابع، وبعده الخامس، وأخيرًا الطابق السابع، ثم فجأة اختفوا. ربما توجهوا إلى الردهة المقابلة.
في أحضان الليل العميق، علت أصوات صرير الحشرات الصغيرة في الأفق البعيد، بينما غرقت صغيرتي سو يون في نومٍ عميق. لم تحصل على قسط كافٍ من النوم في الأيام الماضية، وبدأت أقلق إن كان سيؤثر على نموها مستقبلًا. بهدوء، سحبت البطانية برفق فوق جسدها الصغير، ثم توجهت إلى غرفة المرافق التي اعتدنا أن نستخدمها كمستودع.
وفي لحظات، بدأت ستائر شرفة في الطابق السابع تهتز. وعندما ارتفعت، رأيت امرأة تقف هناك. كانت عيناها مثبتتين على الباب الأمامي، والضجيج القادم من ذلك الاتجاه كان كافيًا ليصيبني بالرعب.
شعرت وكأنني في مكانها.
*خبط! خبط! خبط!*
ارتجف ذقني، وغطيت فمي بإحكام، خائفًا من تسرب أي صوت مني. الخوف من الموت خيم عليَّ
استمر الضرب والركل والخدش.
ظلت عينيَّ متشبثة بهم وهم يتحركون بحذر على طول جدار الطابق الأول. في تلك اللحظة، لاحظت أحد المخلوقات عند مدخل الشقة يتصرف بغرابة. حرك رأسه لأعلى ولأسفل بينما ارتسمت على وجهه تعابير غريبة. أمكنني سماع صوت استنشاق خافت.
‹ماذا ستفعل؟ ماذا ستفعل؟›
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‹إذًا ما هو هدفهم؟ هل يبحثون عن ملجأ آخر لاستخدامه؟›
شعرت وكأنني في مكانها.
حينها، تذكرت وجه المخلوق الذي رأيته في وقت مبكر من صباح ذلك اليوم. كان يمارس روتينه المعتاد، ملوحًا بذراعيه للأمام والخلف في مكانه المعتاد، لكن هذه المرة غطى الدم فمه. قبل أن يُلتهم الطفل والمرأة أحياءً في الليلة السابقة، كان فقط يلوح بذراعيه.
سد ”هم“ طريقها الوحيد للخروج من تلك الشقة. لا مفر لها. أصدقاؤها كانوا في الخارج، وليس لديها وسيلة لمحاربتهم.
في تلك اللحظة، كسر نشاز مفاجئ هدوء الليل المتناغم. فتحت عينيَّ فورًا وتطلعت نحو الظلام أمامي. لاحظت وجود بعض الأشخاص في الشقة رقم ١٠١ -الشقة المقابلة لشقتي- يتسللون بهدوء إلى الخارج وظهرهم محني.
ارتجف ذقني، وغطيت فمي بإحكام، خائفًا من تسرب أي صوت مني. الخوف من الموت خيم عليَّ
*خُطى، خُطى، خُطى*
نظرت المرأة ذهابًا وإيابًا بين الباب الأمامي والشرفة بقلق. ثم فتحت الستائر على مصراعيها ونظرت إلى الخارج.
‹لنستعرض بعض السيناريوهات الممكنة ونتوقع نتائجها. لنفترض أنني ساعدتهم بالفعل ونجحت في إنقاذهم. لكن ماذا لو قاموا بتهديدي؟ أو أرادوا الاستيلاء على الطعام القليل الذي نملكه أنا وسو يون؟›
لم يكن ”هم“ يتعقبون الثلاثي، بل كانوا يتتبعون طريقهم عائدين إلى المكان الذي أتى منه الثلاثي. صعد ”هم“ الدرج كالحيوانات، يتحركون على أربع. لا يبدو أن ”هم“ يفتقرون إلى القدرة على التحمل. شقوا طريقهم إلى الطابق الثالث، ثم الرابع، وبعده الخامس، وأخيرًا الطابق السابع، ثم فجأة اختفوا. ربما توجهوا إلى الردهة المقابلة.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات