الرسل السود
الفصل 29: الرسل السود (4)
الحديقة لم تُمس منذ زمن، إذ غزت الشجيرات أرجاءها دون نظام، وتسلق اللبلاب الذابل جدران القصر حتى غطاه بالكامل. كان المكان يوحي بالكآبة.
في صباح يوم لقاء كينيث ديجوري، بدأ سيونغ جين يومه كالمعتاد، بالتأمل في قاعة التدريب، ثم كرس وقته للتدرب بإخلاص. أنهى تدريبه أبكر من المعتاد بقليل، ثم أخذ حمامًا منعشًا، وبدأ يستعد للخروج.
“ألا تظنون أنه من المناسب أن يتم تقديمه رسميًا للجميع؟”
كان هناك تعديل جديد على ملابسه، تعديل رئيسي هذه المرة. والآن، لم يعد من الممكن لأحد أن ينظر إلى سيونغ جين ويظنه نفس الرجل السمين الذي كان عليه في السابق.
نعم، مثل كينيث الذي يُشار إليه على أنه الابن الرابع للابن الثاني.
أطرافه، التي كانت قصيرة وممتلئة، باتت ممدودة ومتناسقة. اختفت الدهون بلا أثر، لتحل محلها عضلات مشدودة جميلة، وبدنه بات منحوتًا بدقة.
لم يتمالك سيونغ جين نفسه من الدهشة لبرهة. فستة شبّان، يرتدون عباءات سوداء مقنّعة تغطي وجوههم حتى الأنوف، وقفوا من أماكنهم واقتربوا بخطى بطيئة.
تأمل صورته في المرآة، وابتسم برضًا.
“بالضبط!”
“حسنًا، أعتقد أن موريس كان رجلًا وسيمًا بالفعل. في النهاية، الجينات لا تخون.”
“لقد سمعت عنك أيضًا. يسعدني أن ألتقي بك، كينيث.”
بمرافقة اللورد ماسين والسيد كيرت فقط، صعد إلى العربة التي أقلتهم إلى موقع الاجتماع في ضواحي العاصمة. وحتى تلك اللحظة، لم يكن يتوقع أكثر من نزهة خفيفة وبعض الهواء النقي.
“من هؤلاء؟ أهي طقوس لاستدعاء شيطان؟ أم مسرحية هزلية لجماعة مظلمة؟”
غادرت العربة قلب المدينة، وبدأت تصعد وتهبط تلالاً خفيفة، مارّةً بجوار قصور قديمة متناثرة على جانبي الطريق. كانت الطرق غير ممهدة بشكل جيد، فتأرجحت العربة بعنف في كل مرة عبرت فيها فوق الحفر أو الحجارة.
كرييييك، دار رف الكتب حول محوره وسرعان ما ظهر ما يشبه فجوة صغيرة. لقد كانت مساحة سرية بها درج مظلم يؤدي إلى الطابق السفلي.
عبس اللورد ماسين وهو ينظر من النافذة إلى المنازل القديمة والمتهالكة قليلاً.
أومأ سيونغ جين برأسه بينما كان ينظر إلى الرجل ذو العباءة الذي كان يتحدث بحماسة كمن يلوّح بذراعيه.
“هذا ليس حيًا يقيم فيه نبلاء العاصمة عادةً… من الغريب أن يُعقد اجتماع اجتماعي في مكان كهذا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com السيد كيرت، المعروف دومًا بهدوئه واتزانه، ظهرت على وجهه لمحة قلق نادرة.
ربما كان ينبغي لسيونغ جين أن يشعر بالريبة حينها.
وصلوا أخيرًا إلى قاعة الاحتفالات، وهي الأخرى لم تكن أقل رهبة. الهواء بارد بشكل غير طبيعي، والضوء خافت رغم النوافذ العالية.
بعد وقت قصير، وصلت العربة إلى قصر ضخم. كان قديم الطراز إلى حد غريب، وكأن الزمن توقف عنده منذ قرون. بدا كمنزل قد يسكنه شبح.
لاحظ سيونغ جين تلك النبرة المهذبة الخالية من أي خضوع. لم يعرف ما إذا كان الأمر احتقارًا لموريس، أم أن هذه الجماعة لا تؤمن بالمراسم المبالغ فيها.
الحديقة لم تُمس منذ زمن، إذ غزت الشجيرات أرجاءها دون نظام، وتسلق اللبلاب الذابل جدران القصر حتى غطاه بالكامل. كان المكان يوحي بالكآبة.
لم تفعل شيئا عديم الفائدة كهذا ؟ ايها الوغد!
“…”
“لكن اليوم، بعد رؤية الأمير شخصيًا، أدركنا مرة أخرى مدى حماقة تحيزاتنا.”
“هل… يعيش أحد هنا حقًا؟”
“أود أن أقبل رسميًا الأمير موريس، الذي يحاول تدمير الفساد وجلب مستقبل جديد للقارة، من هذه الإمبراطورية المسماة ديلكروس التي تفسد من الداخل، كعضو في الرسل السود!”
السيد كيرت، المعروف دومًا بهدوئه واتزانه، ظهرت على وجهه لمحة قلق نادرة.
“إن المجتمع الثيوقراطي عبارة عن بنية اجتماعية عفا عليها الزمن ومتخلفة بشكل كبير عن الزمن. انظر إلى الممالك والإمارات التي لا تُعد ولا تُحصى التابعة لديلكروس! إنهم يبذلون قصارى جهدهم لمنع الكاردينالات من ديلكروس من التدخل في سياستهم . وانظروا الى نتائج هذا الفعل ، انظروا إلى دول مثل روهان وبريتاني التي تطورت بشكل مذهل!”
بينما كانوا يتبادلون النظرات الحذرة، ظهر خادم عند الباب، من حيث لا يعلمون، وانحنى بهدوء ثم أشار لهم بالدخول.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اتسع الممر تدريجيًا وانتهى في النهاية أمام جدار حجري ضخم. عندما توقفت المجموعة عند الباب الكبير في وسط الجدار الحجري، اقترب كينيث، الذي كان يسير في المؤخرة، ببطء من الباب واستدار نحو سيونغ جين.
تبعوه، وساروا في ممر طويل بدا أنه لم يُنظف منذ سنوات. الجدران متهالكة، والسقف ينز قطرات رطبة، وخيوط العنكبوت تتدلى من الزوايا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وسرعان ما بدأ الرسل السود، الذين يحملون شموعًا صغيرة، في نزول سلالم الطابق السفلي على التوالي. على سيونغ جين وسط الإثارة، غير قادر على فعل أي شيء، ولم يكن بمقدوره سوى متابعتهم بصمت.
كل خطوة كانت تُثير في النفس شيئًا من التوجس، وكأنهم يسيرون نحو كمين غير مرئي.
“حسنًا إذن، أيها الأمير. من فضلك أستعد.”
وصلوا أخيرًا إلى قاعة الاحتفالات، وهي الأخرى لم تكن أقل رهبة. الهواء بارد بشكل غير طبيعي، والضوء خافت رغم النوافذ العالية.
أطرافه، التي كانت قصيرة وممتلئة، باتت ممدودة ومتناسقة. اختفت الدهون بلا أثر، لتحل محلها عضلات مشدودة جميلة، وبدنه بات منحوتًا بدقة.
وبينما تتزايد الريبة في قلوبهم…
أصبح الجو هنا غريبًا حقًا
بدأ القلق يتحول إلى شعور واضح: هناك شيء ليس على ما يرام.
“جوناثان! جوناثان ماكالبين!”
توقّف الفرسان المرافقون عند مدخل المكان. وحين همّ ماسين بالاعتراض، اكتفى سيونغ جين بهزّ رأسه بهدوء، كمن يطلب الصمت بثقة غير قابلة للنقاش.
ثم اتسعت ابتسامته وهو يفتح ذراعيه ويتقدّم بخطوات ثابتة نحو الرجل السمين المرتبك:
لقد بلغوا هذا الحد، أفلا يجدر بهم على الأقل التحقق من طبيعة هذا الاجتماع الغامض؟
صرير…
في حال تعقّدت الأمور، كان يحمل على خاصرته سيفًا حقيقيًا استعاره من مستودع الأسلحة.
“لقد سمعت الكثير عنكم. اسمي كينيث ديجوري. يشرفني لقاؤكم، صاحب السمو.”
ورغم أنه لم يكن سوى مبتدئ في فن المبارزة، إلا أنه صيّاد وحوش عتيق، تمرّس القتال عقودًا، وعرف جيدًا كيف يخرج حيًّا، ولو بجسد ناقص.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اتسع الممر تدريجيًا وانتهى في النهاية أمام جدار حجري ضخم. عندما توقفت المجموعة عند الباب الكبير في وسط الجدار الحجري، اقترب كينيث، الذي كان يسير في المؤخرة، ببطء من الباب واستدار نحو سيونغ جين.
صرير…
“مرحبًا بكم في تجمّع الرسل السود.”
فتح الباب بصوت ثقيل، وانكشفت أمامه قاعة الاحتفالات في مشهدٍ بدا كأنه خرج من كوابيس قديمة.
وصلوا أخيرًا إلى قاعة الاحتفالات، وهي الأخرى لم تكن أقل رهبة. الهواء بارد بشكل غير طبيعي، والضوء خافت رغم النوافذ العالية.
لم يتمالك سيونغ جين نفسه من الدهشة لبرهة.
فستة شبّان، يرتدون عباءات سوداء مقنّعة تغطي وجوههم حتى الأنوف، وقفوا من أماكنهم واقتربوا بخطى بطيئة.
صحيح. الحقيقة الرابعة والأهم.
رغم أن النهار كان في أوجه، خنقت الستائر السميكة نور الشمس، ولم تسمح حتى بشعاعٍ واحد بالتسلّل.
بدأ القلق يتحول إلى شعور واضح: هناك شيء ليس على ما يرام.
وفي وسط القاعة، انتصبت طاولة ضخمة من خشب الماهوجني، تحيط بها شموع شاحبة، ترسل ظلالًا طويلة تتراقص على الجدران وتتمايل كأنها أرواح سجينة تبحث عن خلاص.
“جوناثان! جوناثان ماكالبين!”
“من هؤلاء؟ أهي طقوس لاستدعاء شيطان؟ أم مسرحية هزلية لجماعة مظلمة؟”
“حسنًا إذن، أيها الأمير. من فضلك أستعد.”
تقدّم أحدهم، نزع قبعته ببطء، وقال بصوت هادئ:
قال الشاب بصوت مهذب، وإن خلا من أدنى انحناءة احترام:
“مرحبًا بكم في تجمّع الرسل السود.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبينما تتزايد الريبة في قلوبهم…
لم يكن كما تخيّل. لم يكن وجهه مرعبًا ولا شريرًا، بل شابًا يبدو بالكاد تجاوز العشرين، ذو ملامح وسيمة وهدوء كأنما خرج للتو من دير.
“من هؤلاء؟ أهي طقوس لاستدعاء شيطان؟ أم مسرحية هزلية لجماعة مظلمة؟”
“هل هذا هو زعيم عبدة الشياطين؟ يبدو أقرب إلى راهب نقي!”
بعد وقت قصير، وصلت العربة إلى قصر ضخم. كان قديم الطراز إلى حد غريب، وكأن الزمن توقف عنده منذ قرون. بدا كمنزل قد يسكنه شبح.
قال الشاب بصوت مهذب، وإن خلا من أدنى انحناءة احترام:
“بالضبط!”
“لقد سمعت الكثير عنكم. اسمي كينيث ديجوري. يشرفني لقاؤكم، صاحب السمو.”
رغم أن النهار كان في أوجه، خنقت الستائر السميكة نور الشمس، ولم تسمح حتى بشعاعٍ واحد بالتسلّل.
لاحظ سيونغ جين تلك النبرة المهذبة الخالية من أي خضوع. لم يعرف ما إذا كان الأمر احتقارًا لموريس، أم أن هذه الجماعة لا تؤمن بالمراسم المبالغ فيها.
“هل… يعيش أحد هنا حقًا؟”
أومأ برأسه دون أن يرد، وجال بنظره على البقية. لم يظهر على أحدهم أنه يعرف موريس، عدا رجلٍ في أقصى اليسار.
كان سيونغ جين مصدومًا للغاية لدرجة أنه كاد أن يفتح فمه على نطاق واسع.
ذلك الرجل البدين، الذي بدا واضحًا عليه الارتباك حين التقت عيناه بعيني سيونغ جين.
“ألا تظنون أنه من المناسب أن يتم تقديمه رسميًا للجميع؟”
“أهو هذا؟ الرابط بين موريس وهذه الجماعة المشبوهة؟”
لم تفعل شيئا عديم الفائدة كهذا ؟ ايها الوغد!
“لقد سمعت عنك أيضًا. يسعدني أن ألتقي بك، كينيث.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أصبح عقل سيونغ جين الآن يدور
ثم اتسعت ابتسامته وهو يفتح ذراعيه ويتقدّم بخطوات ثابتة نحو الرجل السمين المرتبك:
تقدّم أحدهم، نزع قبعته ببطء، وقال بصوت هادئ:
“جوناثان! جوناثان ماكالبين!”
أومأ أصحاب الجلابيب السوداء برؤوسهم في انسجام تام. قام أحدهم بمد رداء أسود، مماثل لردائهم، إلى سيونغ جين.
ربت على كتفه برفق، لكنه ضغطه بقوةٍ كافية ليمنعه من التراجع، بينما كانت نظراته تقول: “إلى أين تفرّ؟ أيها الوغد الذي خدع موريس وجذبه إلى هنا؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “حسنًا، أعتقد أن موريس كان رجلًا وسيمًا بالفعل. في النهاية، الجينات لا تخون.”
“ألا تظنون أنه من المناسب أن يتم تقديمه رسميًا للجميع؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “… أجل، من السيء أن يُجبر الناس على الإيمان الأعمى دون فهم أو تفسير.”
لاحقًا، وخلال محادثاته مع أعضاء “تجمّع الرسل السود”، كشف له النقاب عن بعض الحقائق المثيرة.
” ولهذا علينا الاعتراف بإنك العضو الوحيد في العائلة المقدسة الذي يتمتع بذكاء حقيقي ويمكنه رؤية العيوب والتطورات في هذه الإمبراطورية!”
كان هؤلاء الستة، بما فيهم كينيث، طلابًا وزملاء من الأكاديمية اللاهوتية، تتفاوت أعمارهم بين الكبار والصغار.
أما جوناثان، فكان أصغر من كينيث بعامين.
نعم، مثل كينيث الذي يُشار إليه على أنه الابن الرابع للابن الثاني.
“لا أحد من رجال الدين على استعداد لشرح ما نجهله. كل ما يقال لنا: آمنوا… آمنوا فقط. ومن لا يؤمن، يُقمع ويُسحق!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“… أجل، من السيء أن يُجبر الناس على الإيمان الأعمى دون فهم أو تفسير.”
تحدث كينيث بصوت مهيب وهو يرتدي غطاء رأسه.
“غسل الأدمغة، والقمع الديني المنتشر في هذه القارة، يحبس الناس في مستنقع الجهل. ما رأيكم يا صاحب السمو؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل هذا هو زعيم عبدة الشياطين؟ يبدو أقرب إلى راهب نقي!”
ابتسم سيونغ جين برهة، وقال
أومأ برأسه دون أن يرد، وجال بنظره على البقية. لم يظهر على أحدهم أنه يعرف موريس، عدا رجلٍ في أقصى اليسار.
“أجل… يبدو أنها مشكلة حقيقية فعلًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبينما تتزايد الريبة في قلوبهم…
“بالضبط!”
“أهو هذا؟ الرابط بين موريس وهذه الجماعة المشبوهة؟”
ماذا يدرسونهم هناك ليصبحوا غاضبين جدا هكذا؟
صرير.
هل ما يفعلونه جيد ايتها الأكاديمية اللاهوتية الإمبراطورية المقدسة؟
كان وجه جوناثان شاحبًا الآن.
ثانيًا، كان معظم هؤلاء الأشخاص من نسل كهنة أثرياء رفيعي المستوى في مجتمع ديلكروس الثيوقراطي. إنهم إما مجرد ضمانات غامضة، أو حتى لو كانوا أحفادًا مباشرين، فهم أشخاص مهملون لا يحظون بالاهتمام لأنهم في أسفل الترتيب بين العديد من الأطفال.
“هذه هي بلاد يرث فيها ابناء رجال الدين رفيعي المستوى مناصب رفيعة بغض النظر عن قدراتهم! إذا لم نتمكن من كسر هذه السلسلة، فلن يكون مستقبل ديلكروس مشرقًا أبدًا!”
نعم، مثل كينيث الذي يُشار إليه على أنه الابن الرابع للابن الثاني.
“مرحبًا بكم في تجمّع الرسل السود.”
“إن المجتمع الثيوقراطي عبارة عن بنية اجتماعية عفا عليها الزمن ومتخلفة بشكل كبير عن الزمن. انظر إلى الممالك والإمارات التي لا تُعد ولا تُحصى التابعة لديلكروس! إنهم يبذلون قصارى جهدهم لمنع الكاردينالات من ديلكروس من التدخل في سياستهم . وانظروا الى نتائج هذا الفعل ، انظروا إلى دول مثل روهان وبريتاني التي تطورت بشكل مذهل!”
“لقد سمعت عنك أيضًا. يسعدني أن ألتقي بك، كينيث.”
“… بالطبع. من الطبيعي أن يتم الفصل بين الدين والسياسة.”
“الآن، حان الوقت لدخول أسرار هذا العالم كرسول أسود.”
وبدلاً من ان يحاولو قمع النظام الثيوقراطي، ربما كان ذلك لتجنب التدخل في شؤون ديلكروس الداخلية.
صرير…
“هذه هي بلاد يرث فيها ابناء رجال الدين رفيعي المستوى مناصب رفيعة بغض النظر عن قدراتهم! إذا لم نتمكن من كسر هذه السلسلة، فلن يكون مستقبل ديلكروس مشرقًا أبدًا!”
لاحقًا، وخلال محادثاته مع أعضاء “تجمّع الرسل السود”، كشف له النقاب عن بعض الحقائق المثيرة.
أومأ سيونغ جين برأسه بينما كان ينظر إلى الرجل ذو العباءة الذي كان يتحدث بحماسة كمن يلوّح بذراعيه.
“انظر، أيها الأمير.”
إذاً كانت نظريتي صحيحة…
كان هؤلاء الستة، بما فيهم كينيث، طلابًا وزملاء من الأكاديمية اللاهوتية، تتفاوت أعمارهم بين الكبار والصغار. أما جوناثان، فكان أصغر من كينيث بعامين.
إنه فقط غاضب على الرغم من حصوله على مزايا كعضو في عائلة كاهن رفيع المستوى، إلا أنه بدا أكثر غضبًا لأنه لم يُدرج في قائمة الورثة.
بمجرد وصوله إلى نهاية الدرج، وصل إلى جدار حجري رطب مغطى بالطحالب. كان هناك الكثير من الجراثيم الخضراء التي تبعث وهجًا غريبًا يطفو في الهواء، وكان على سيونغ جين أن يبذل جهده حتى لا يستنشقها.
ثالثًا، توقع سيونغ جين أن جوناثان هو من استدرج الأحمق موريس، لكن في الواقع، كان موريس هو من يتوسل إلى جوناثان ماكالبين ليقدمه لهذه المجموعة لمدة عام تقريبًا.
تحدث كينيث بصوت مهيب وهو يرتدي غطاء رأسه.
لم تفعل شيئا عديم الفائدة كهذا ؟ ايها الوغد!
ردًا على إعلان كينيث الهادئ، قام الأعضاء الأربعة الباقون، باستثناء جوناثان، بوضع أغطية رؤوسهم السوداء أسفل أنوفهم مرة أخرى. ارتدى جوناثان قلنسوته متأخرًا، لكن وجهه الممتلئ أظهر تعبيرًا عن الرغبة في البكاء.
“نظرًا لطبيعة تجمعنا، كان من المستحيل تقريبًا دعوة أمير الإمبراطورية المقدسة إلى هنا. أعتقد أنك تتفهم تمامًا مدى العبء الذي لا نزال نشعر به.”
صرير.
تحدث كينيث بنبرة هادئة، وكان ينظر أحيانًا إلى سيونغ جين كما لو كان يفحصه.
لم يتمالك سيونغ جين نفسه من الدهشة لبرهة. فستة شبّان، يرتدون عباءات سوداء مقنّعة تغطي وجوههم حتى الأنوف، وقفوا من أماكنهم واقتربوا بخطى بطيئة.
“لكن، هل قلت إنك صديق مقرب للعضو جوناثان؟ كان علينا أيضًا أن نأخذ في الاعتبار أن صاحب السمو لم يدّخر جهدًا في تقديم الدعم المالي لأنشطة رسلنا السود خلال العام الماضي.”
أطرافه، التي كانت قصيرة وممتلئة، باتت ممدودة ومتناسقة. اختفت الدهون بلا أثر، لتحل محلها عضلات مشدودة جميلة، وبدنه بات منحوتًا بدقة.
كان سيونغ جين مصدومًا للغاية لدرجة أنه كاد أن يفتح فمه على نطاق واسع.
في وسط تلك المساحة الخضراء المتوهجة، المحاطة بالطحالب، كانت هناك كتلة سوداء لا يمكن وصفها إلا بأنها يرقة عملاقة تتلوى بشكل مشؤوم.
هل كانت هناك منظمات أخرى يدعمها موريس؟
إذاً كانت نظريتي صحيحة…
“ولذلك، اتفق الأعضاء على أنه لم يعد من الممكن تجاهل طلب الأمير لزيارة الاجتماع.”
ابتسم سيونغ جين برهة، وقال
بدأ جوناثان، الذي كان يجلس بجانبه، في التململ بشكل واضح. ضيّق سيونغ جين عينيه ونظر إليه.
هل ما يفعلونه جيد ايتها الأكاديمية اللاهوتية الإمبراطورية المقدسة؟
أعتقد أنني عثرت على فتى واحد على الأقل ممن ساهموا في سرقة أموال القصر، لذلك ربما سأضطر إلى إلقاء نظرة فاحصة على ذلك الرجل بمجرد خروجي من هنا.
“ألا تظنون أنه من المناسب أن يتم تقديمه رسميًا للجميع؟”
“إذا كان عليّ أن أعترف الآن، فربما كنت أصدق لا شعوريًا العديد من الشائعات السيئة المحيطة بالأمير. صديقي أيضًا خجول جدًا، لذلك قد يكون من الصعب بعض الشيء حل سوء الفهم…”.
بمجرد وصوله إلى نهاية الدرج، وصل إلى جدار حجري رطب مغطى بالطحالب. كان هناك الكثير من الجراثيم الخضراء التي تبعث وهجًا غريبًا يطفو في الهواء، وكان على سيونغ جين أن يبذل جهده حتى لا يستنشقها.
كان وجه جوناثان شاحبًا الآن.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبينما تتزايد الريبة في قلوبهم…
أعتقد أنه لم يكن موافقا جدًا على تقديم موريس لهذه المجموعة. حسنًا، بما أن كل تلك الشائعات كانت صحيحة، فلا يمكنني حقًا إلقاء اللوم عليه.
“حسنًا إذن، أيها الأمير. من فضلك أستعد.”
“لكن اليوم، بعد رؤية الأمير شخصيًا، أدركنا مرة أخرى مدى حماقة تحيزاتنا.”
ثالثًا، توقع سيونغ جين أن جوناثان هو من استدرج الأحمق موريس، لكن في الواقع، كان موريس هو من يتوسل إلى جوناثان ماكالبين ليقدمه لهذه المجموعة لمدة عام تقريبًا.
“نعم، أعضاؤنا، الذين يطلقون على أنفسهم الرسل لكسر الجهل الناجم عن التحيز، لم يكونوا خاليين تمامًا من العيوب كذلك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هل هذا هو زعيم عبدة الشياطين؟ يبدو أقرب إلى راهب نقي!”
“أنا أتفهم ارائكم .”
كل خطوة كانت تُثير في النفس شيئًا من التوجس، وكأنهم يسيرون نحو كمين غير مرئي.
” ولهذا علينا الاعتراف بإنك العضو الوحيد في العائلة المقدسة الذي يتمتع بذكاء حقيقي ويمكنه رؤية العيوب والتطورات في هذه الإمبراطورية!”
وصلوا أخيرًا إلى قاعة الاحتفالات، وهي الأخرى لم تكن أقل رهبة. الهواء بارد بشكل غير طبيعي، والضوء خافت رغم النوافذ العالية.
يبدو أن إعجاب الأعضاء بـ سيونغ جين قد ازداد بشكل ملحوظ بمجرد هتافه بهذا.
تحدث كينيث بصوت مهيب وهو يرتدي غطاء رأسه.
والحقيقة الرابعة. في الواقع، الحقائق التي اكتشفتها سابقًا لا تُقارن بهذه.
تقدّم أحدهم، نزع قبعته ببطء، وقال بصوت هادئ:
“لقد كان هناك تردد طويل قبل أن نتمكن من مقابلة الأمير، ولكن اليوم، قرر أعضاؤنا القيام بذلك.”
“غسل الأدمغة، والقمع الديني المنتشر في هذه القارة، يحبس الناس في مستنقع الجهل. ما رأيكم يا صاحب السمو؟”
ردًا على إعلان كينيث الهادئ، قام الأعضاء الأربعة الباقون، باستثناء جوناثان، بوضع أغطية رؤوسهم السوداء أسفل أنوفهم مرة أخرى. ارتدى جوناثان قلنسوته متأخرًا، لكن وجهه الممتلئ أظهر تعبيرًا عن الرغبة في البكاء.
هل كانت هناك منظمات أخرى يدعمها موريس؟
“أود أن أقبل رسميًا الأمير موريس، الذي يحاول تدمير الفساد وجلب مستقبل جديد للقارة، من هذه الإمبراطورية المسماة ديلكروس التي تفسد من الداخل، كعضو في الرسل السود!”
“جوناثان! جوناثان ماكالبين!”
أومأ أصحاب الجلابيب السوداء برؤوسهم في انسجام تام. قام أحدهم بمد رداء أسود، مماثل لردائهم، إلى سيونغ جين.
أومأ سيونغ جين برأسه بينما كان ينظر إلى الرجل ذو العباءة الذي كان يتحدث بحماسة كمن يلوّح بذراعيه.
“أوه… شكرًا لك على قرارك.”
هل كانت هناك منظمات أخرى يدعمها موريس؟
ارتدى سيونغ جين الرداء على عجل لإخفاء تعبيره المحرج.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ارتدى سيونغ جين الرداء على عجل لإخفاء تعبيره المحرج.
“حسنًا إذن، أيها الأمير. من فضلك أستعد.”
صحيح. الحقيقة الرابعة والأهم.
تحدث كينيث بصوت مهيب وهو يرتدي غطاء رأسه.
حتى عندما دفع الباب، كانت عينا كينيث مثبتتين على وجه سيونغ جين. قال له بهدوء، بلهجة مبالغ فيها قليلًا، وكأنه يؤدي مشهدًا مسرحيًا.
“الآن، حان الوقت لدخول أسرار هذا العالم كرسول أسود.”
بعد وقت قصير، وصلت العربة إلى قصر ضخم. كان قديم الطراز إلى حد غريب، وكأن الزمن توقف عنده منذ قرون. بدا كمنزل قد يسكنه شبح.
“… …”
“… …”
أصبح عقل سيونغ جين الآن يدور
أصبحت السلالم غير المضاءة أكثر قتامة، وشعر بعدم الارتياح تحت قدميه لاعتماده على الشموع الصغيرة، ولكن لم يمض وقت طويل حتى بدأت طحالب خضراء صغيرة مضيئة في الظهور حوله.
أليس هؤلاء مجرد مراهقين في سن المدرسة المتوسطة غير راضين قليلاً عن المجتمع؟ وعن اي سر عالم يتحدثون؟
“جوناثان! جوناثان ماكالبين!”
عندما أومأ كينيث برأسه، دفع أحد أصحاب الرداء الأسود رف الكتب الفارغ في زاوية المكان بقوة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فُتح الباب الحجري ببطء واتسعت عينا سيونغ جين عندما انكشف المنظر.
كرييييك، دار رف الكتب حول محوره وسرعان ما ظهر ما يشبه فجوة صغيرة. لقد كانت مساحة سرية بها درج مظلم يؤدي إلى الطابق السفلي.
كان هؤلاء الستة، بما فيهم كينيث، طلابًا وزملاء من الأكاديمية اللاهوتية، تتفاوت أعمارهم بين الكبار والصغار. أما جوناثان، فكان أصغر من كينيث بعامين.
أصبح الجو هنا غريبًا حقًا
أومأ سيونغ جين برأسه بينما كان ينظر إلى الرجل ذو العباءة الذي كان يتحدث بحماسة كمن يلوّح بذراعيه.
وسرعان ما بدأ الرسل السود، الذين يحملون شموعًا صغيرة، في نزول سلالم الطابق السفلي على التوالي. على سيونغ جين وسط الإثارة، غير قادر على فعل أي شيء، ولم يكن بمقدوره سوى متابعتهم بصمت.
غادرت العربة قلب المدينة، وبدأت تصعد وتهبط تلالاً خفيفة، مارّةً بجوار قصور قديمة متناثرة على جانبي الطريق. كانت الطرق غير ممهدة بشكل جيد، فتأرجحت العربة بعنف في كل مرة عبرت فيها فوق الحفر أو الحجارة.
من حين لآخر، كان يلمس مقبض السيف المخبأ تحت ردائه، وهو ينزل الدرج الضيق الذي يبدو وكأنه لا نهاية له.
في حال تعقّدت الأمور، كان يحمل على خاصرته سيفًا حقيقيًا استعاره من مستودع الأسلحة.
أصبحت السلالم غير المضاءة أكثر قتامة، وشعر بعدم الارتياح تحت قدميه لاعتماده على الشموع الصغيرة، ولكن لم يمض وقت طويل حتى بدأت طحالب خضراء صغيرة مضيئة في الظهور حوله.
عندما أومأ كينيث برأسه، دفع أحد أصحاب الرداء الأسود رف الكتب الفارغ في زاوية المكان بقوة.
بمجرد وصوله إلى نهاية الدرج، وصل إلى جدار حجري رطب مغطى بالطحالب. كان هناك الكثير من الجراثيم الخضراء التي تبعث وهجًا غريبًا يطفو في الهواء، وكان على سيونغ جين أن يبذل جهده حتى لا يستنشقها.
“أهو هذا؟ الرابط بين موريس وهذه الجماعة المشبوهة؟”
ساروا على طول الممر المحاط بجدران حجرية لبعض الوقت.
تقدّم أحدهم، نزع قبعته ببطء، وقال بصوت هادئ:
اتسع الممر تدريجيًا وانتهى في النهاية أمام جدار حجري ضخم. عندما توقفت المجموعة عند الباب الكبير في وسط الجدار الحجري، اقترب كينيث، الذي كان يسير في المؤخرة، ببطء من الباب واستدار نحو سيونغ جين.
“جوناثان! جوناثان ماكالبين!”
“انظر، أيها الأمير.”
بمجرد وصوله إلى نهاية الدرج، وصل إلى جدار حجري رطب مغطى بالطحالب. كان هناك الكثير من الجراثيم الخضراء التي تبعث وهجًا غريبًا يطفو في الهواء، وكان على سيونغ جين أن يبذل جهده حتى لا يستنشقها.
حتى عندما دفع الباب، كانت عينا كينيث مثبتتين على وجه سيونغ جين. قال له بهدوء، بلهجة مبالغ فيها قليلًا، وكأنه يؤدي مشهدًا مسرحيًا.
لم تفعل شيئا عديم الفائدة كهذا ؟ ايها الوغد!
“هذه هي الحقيقة التي يخفيها هذا البلد تحت إطار الدين، هذا .. هو سر العالم!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبينما تتزايد الريبة في قلوبهم…
صرير.
صحيح. الحقيقة الرابعة والأهم.
فُتح الباب الحجري ببطء واتسعت عينا سيونغ جين عندما انكشف المنظر.
في وسط تلك المساحة الخضراء المتوهجة، المحاطة بالطحالب، كانت هناك كتلة سوداء لا يمكن وصفها إلا بأنها يرقة عملاقة تتلوى بشكل مشؤوم.
صحيح. الحقيقة الرابعة والأهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ربما كان ينبغي لسيونغ جين أن يشعر بالريبة حينها.
الحقيقة هي أن هؤلاء الذين يبدون كأنهم عبدة الشيطان قد استدعوا شيئًا ما إلى هذا العالم.
توقّف الفرسان المرافقون عند مدخل المكان. وحين همّ ماسين بالاعتراض، اكتفى سيونغ جين بهزّ رأسه بهدوء، كمن يطلب الصمت بثقة غير قابلة للنقاش.
في غرفة كبيرة محاطة بجدران حجرية، تبدو أشبه بتجويف ضخم منها بغرفة.
“إن المجتمع الثيوقراطي عبارة عن بنية اجتماعية عفا عليها الزمن ومتخلفة بشكل كبير عن الزمن. انظر إلى الممالك والإمارات التي لا تُعد ولا تُحصى التابعة لديلكروس! إنهم يبذلون قصارى جهدهم لمنع الكاردينالات من ديلكروس من التدخل في سياستهم . وانظروا الى نتائج هذا الفعل ، انظروا إلى دول مثل روهان وبريتاني التي تطورت بشكل مذهل!”
في وسط تلك المساحة الخضراء المتوهجة، المحاطة بالطحالب، كانت هناك كتلة سوداء لا يمكن وصفها إلا بأنها يرقة عملاقة تتلوى بشكل مشؤوم.
أومأ برأسه دون أن يرد، وجال بنظره على البقية. لم يظهر على أحدهم أنه يعرف موريس، عدا رجلٍ في أقصى اليسار.
“أنا أتفهم ارائكم .”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
