اللوح [6]
الفصل 243: اللوح [6]
أصبح الهواء أبرد، أثقل. تراقصت الشمعة بعنف، ولهيبها يتلاشى كأنه يردّ على شيء خبيث.
لم أصدق نفسي حقًا.
بام!
كنت آخر شخص يمكن أن يفكر حتى بمطاردة شيء يحمل مجرد قدر ضئيل من الخطر.
“وفوق ذلك…”
ومع ذلك…
وفي تلك اللحظة، زحف برد حاد، عميق العظم، أسفل عمودي الفقري.
ها أنا ذا—
ركلت الباب.
أركض مباشرة نحو الشيء الذي يرعبني.
كان… يبدو خطيرًا.
ذلك الذي كان ينبغي أن أفر منه.
تجاهلت احتراق رئتيّ وأجبرت نفسي على الركض أسرع. وفي الوقت نفسه، بدأت طبقة سوداء تنتشر من ساقي، تدعمها بينما ازدادت سرعتي تدريجيًا.
“تـ-توقف!”
هذا الموقف عزّز في داخلي سرًا أفكاري عن ضرورة الالتزام بجدول التمارين في صالة الرياضة.
متمسكًا بالسكين في يدي، اندفعت بكل ما أملك من قوة نحو الظل. ويا لسوء الحظ أن المسافة بيننا لم تقصر رغم اندفاعي بأقصى سرعة.
رأيت عينيها تلتفتان إلى جهاز الاتصال اللاسلكي على الطاولة. لا بد أنها أرادت التواصل مع الآخرين لتخبرهم أنني قد تلبّست.
’اللعنة! اللعنة…! لم أبدأ الذهاب إلى صالة الرياضة سوى مؤخرًا! أمهلني قليلًا!’
بدأت كل من خطواتي يتردد صداها أعلى في أرجاء الممر.
مجرد ركض قصير كان كافيًا ليجعل رئتيّ تحترقان.
ابتسمت.
وسرعتي كانت بطيئة أيضًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هوييييش!
هذا الموقف عزّز في داخلي سرًا أفكاري عن ضرورة الالتزام بجدول التمارين في صالة الرياضة.
تجاهلت احتراق رئتيّ وأجبرت نفسي على الركض أسرع. وفي الوقت نفسه، بدأت طبقة سوداء تنتشر من ساقي، تدعمها بينما ازدادت سرعتي تدريجيًا.
“تـ… توقف!”
تجاهلت احتراق رئتيّ وأجبرت نفسي على الركض أسرع. وفي الوقت نفسه، بدأت طبقة سوداء تنتشر من ساقي، تدعمها بينما ازدادت سرعتي تدريجيًا.
تراقص شعاع مصباحي اليدوي بجنون وأنا أركض، متقافزًا بضوئه عبر حجارة الرصيف المتعفنة والمتفاوتة تحت قدمي. وعلى الجدران، ومضت لوحات باهتة تظهر وتختفي. عشرات الوجوه، كلها شاحبة تحدّق بي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مجرد ركض قصير كان كافيًا ليجعل رئتيّ تحترقان.
حاولت بكل جهدي تجاهلها بينما أبقيت نظري مثبتًا على الظل البعيد.
تجاهلت كلماتها ورفعت السكين.
لم يكن مسموحًا أن أدعه يفرّ مني.
ومع ذلك…
“كهـ—!”
طنننغ!
تجاهلت احتراق رئتيّ وأجبرت نفسي على الركض أسرع. وفي الوقت نفسه، بدأت طبقة سوداء تنتشر من ساقي، تدعمها بينما ازدادت سرعتي تدريجيًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وإذ أعلم أن هذا الموقف بأسره كان يُسجّل، حرصت على إبقاء الحركة شديدة الخفاء.
’…المصباح يكاد ينطفئ. لم يتبق سوى بضع دقائق.’
دق! دق!
“هـ-هذا.. هذا…”
بدأت كل من خطواتي يتردد صداها أعلى في أرجاء الممر.
توقفت لحظة، ثم التفت نحو مين، ضيّقت عيني.
شعرت أنني بدأت أقترب تدريجيًا من الظل. وكان بالضبط حين صرت قريبًا بما يكفي لتحديد هويته حتى خبا الظل فجأة واختفى عن الأنظار.
وبينما فعل، تحولت أنظاره نحوي، عيناه الحالكتان مثبتتان عليّ، وأحسست بكل شعرة في جسدي تنتصب.
“هاه؟”
كما توقعت…
حدقت بالمشهد، مذهولًا.
“هياااك—!”
“مـ-ماذا…؟ أين ذهب؟”
تجاهلت احتراق رئتيّ وأجبرت نفسي على الركض أسرع. وفي الوقت نفسه، بدأت طبقة سوداء تنتشر من ساقي، تدعمها بينما ازدادت سرعتي تدريجيًا.
اقتربت أكثر من المكان الذي اختفى فيه، وتوقفت ما إن لمحت بابًا خشبيًا.
“قـ-قائد الفرقة…؟”
تجمد نفسي وأنا أحدق في الباب.
بام!
تحت الباب، ارتعش ضوء خافت متذبذب، كشمعة تكافح للبقاء مشتعلة. الهواء حوله كان أبرد.
كان في صوتها دهشة وهي تنظر إليّ، عيناها واسعتان بين الحيرة وعدم التصديق.
كان… يبدو خطيرًا.
تقدمت خطوة إلى الأمام، فازداد وجه ميا شحوبًا وهي تتراجع خطوة إلى الوراء.
ومع ذلك، ابتلعت ريقي، وفعلت الشيء الذي ما كنت لأجرؤ على فعله في الماضي.
أخفضت نظري نحو حذاء مين وآثار الملح الباهتة العالقة به.
بام!
“قـ-قائد الفرقة…؟”
ركلت الباب.
“هاه؟ أنـا..؟”
“هياااك—!”
رجرجة! رجرجة!
صرخة دوّت، تلتها هيئة تراجعت مذعورة، كادت أن تسقط الطاولة أرضًا. بالكاد نجحت في تثبيت كل شيء قبل أن تنكشف ميا أمامي.
“هاه؟ أنـا..؟”
كانت واقفة متجمدة، وجهها شاحب كالأشباح، وعيناها متسعتان في ذعر. خصلات من شعرها البني التصقت بجبهتها المبتلة، وأنفاسها كانت متقطعة مرتعشة.
حدقت بالمشهد، مذهولًا.
“قـ-قائد الفرقة…؟”
خفضت ميا رأسها، عيناها تستقران على حذاء مين. هناك فقط لاحظت هي أيضًا آثار الملح الباهتة العالقة بالنعل.
انفلت صوتها مرتجفًا.
قطبت حاجبي وأنا أحدق بها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حلّ الظلام، وجهاز الاتصال اللاسلكي لم يعد يصدر إلا أصوات تشويش ساكنة.
’الظل اختفى هنا بالضبط، وهي واحدة من الشخصين الذين شككت فيهم من قبل. هل هذه مجرد مصادفة؟’
“هاه؟ أنـا..؟”
لم أعتقد ذلك.
الفصل 243: اللوح [6]
خطوة.
أشرت إلى حذائه.
تقدمت خطوة إلى الأمام، فازداد وجه ميا شحوبًا وهي تتراجع خطوة إلى الوراء.
الفصل 243: اللوح [6]
“قـ-قائد الفرقة… مـ-ما الذي تفعله؟ لِـ-لماذا تقترب؟ ولماذا… لماذا تمسك سكينًا؟ لا… لا تقل لي…؟”
ذلك الذي كان ينبغي أن أفر منه.
رأيت عينيها تلتفتان إلى جهاز الاتصال اللاسلكي على الطاولة. لا بد أنها أرادت التواصل مع الآخرين لتخبرهم أنني قد تلبّست.
كما توقعت…
لكنني كنت منشغلًا بأمر آخر.
“تـ… توقف!”
’…المصباح يكاد ينطفئ. لم يتبق سوى بضع دقائق.’
ارتجفت عيناها، وحين توقفت أمامها، انكمشت على نفسها كأنها مرعوبة أكثر من أن تجرؤ على النظر في عينيّ.
كان عليّ أن أنهي الأمور سريعًا قبل أن يفوت الأوان.
“هاه؟ أنـا..؟”
خطوة.
بام!
تقدمت خطوة أخرى.
تجمد نفسي وأنا أحدق في الباب.
وازداد وجه ميا شحوبًا أكثر.
“كيف عرفت؟ لقد كنتِ واضحة أكثر مما ينبغي.”
ارتجفت عيناها، وحين توقفت أمامها، انكمشت على نفسها كأنها مرعوبة أكثر من أن تجرؤ على النظر في عينيّ.
متمسكًا بالسكين في يدي، اندفعت بكل ما أملك من قوة نحو الظل. ويا لسوء الحظ أن المسافة بيننا لم تقصر رغم اندفاعي بأقصى سرعة.
“قـ-قائد الفـ-فرقة.. أرجوك.”
شعرت أنني بدأت أقترب تدريجيًا من الظل. وكان بالضبط حين صرت قريبًا بما يكفي لتحديد هويته حتى خبا الظل فجأة واختفى عن الأنظار.
تجاهلت كلماتها ورفعت السكين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أوقفوها! يجب أن أوقفها! توقـفي…!”
ثم—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هوييييش!
“لو كان عليّ أن أخمّن ما حدث، فمين اقتحم الغرفة فجأة وأخبرك أنني أطاردُه بسكين وأنني الجاني. قصته كانت لتبدو منطقية لولا حقيقة أن الجاني لا يمكن أن يكون إلا أحدكما.”
أومأت بالسكين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com دوّى صوت معدني قوي حين ارتطم سكيني بجسم صلب، ثم انبثق أمامي جسد ضخم في اللحظة التي ضربت فيها.
“هيااااك! الآن!!!”
’اللعنة! اللعنة…! لم أبدأ الذهاب إلى صالة الرياضة سوى مؤخرًا! أمهلني قليلًا!’
صرخة تلتها.
كما توقعت…
طنننغ!
اندفعت ميا نحوي بعد لحظة، لكنني تفاديت بسرعة إلى الجانب وتراجعت.
دوّى صوت معدني قوي حين ارتطم سكيني بجسم صلب، ثم انبثق أمامي جسد ضخم في اللحظة التي ضربت فيها.
“قـ-قائد الفرقة… مـ-ما الذي تفعله؟ لِـ-لماذا تقترب؟ ولماذا… لماذا تمسك سكينًا؟ لا… لا تقل لي…؟”
أجبرني ارتداد الضربة على التراجع بضع خطوات إلى الوراء، بينما وقف مين ثابتًا بلا حراك.
“انظري إلى حذائه. يحمل آثار الملح. وحجم حذائه أكد لي أنه من المستحيل أن تكوني أنتِ الشخص الذي كنت أطاردُه. عندها أدركت أن مين هو من كنت أطارد.”
اندفعت ميا نحوي بعد لحظة، لكنني تفاديت بسرعة إلى الجانب وتراجعت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وازداد وجه ميا شحوبًا أكثر.
عندها رأيتها، واقفة بجوار مين.
’…فجأة، بدأت أفتقد شعور القيء حقًا.’
كان في صوتها دهشة وهي تنظر إليّ، عيناها واسعتان بين الحيرة وعدم التصديق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت واقفة متجمدة، وجهها شاحب كالأشباح، وعيناها متسعتان في ذعر. خصلات من شعرها البني التصقت بجبهتها المبتلة، وأنفاسها كانت متقطعة مرتعشة.
“كيف عرفت أن هذا كان فخًا…؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع ذلك، ابتلعت ريقي، وفعلت الشيء الذي ما كنت لأجرؤ على فعله في الماضي.
لم أجب مباشرة، بل أخفضت رأسي وحدّقت في حذاء مين.
طنننغ!
كما توقعت…
تحت الباب، ارتعش ضوء خافت متذبذب، كشمعة تكافح للبقاء مشتعلة. الهواء حوله كان أبرد.
“مين.. ماذا نفعل الآن؟ لقد قبضنا على الروح. هل ينبغي أن نحذر—”
كان… يبدو خطيرًا.
“كيف عرفت؟ لقد كنتِ واضحة أكثر مما ينبغي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نظرت إلى ميا.
نظرت إلى ميا.
’الظل اختفى هنا بالضبط، وهي واحدة من الشخصين الذين شككت فيهم من قبل. هل هذه مجرد مصادفة؟’
“أنتِ، من بين الجميع، يجب أن تعرفي… أنا مجرد إنسان عادي،” قلت، بصوت هادئ لكنه حازم. “لقد بدوتِ خائفة مني أكثر مما ينبغي، وهو أمر لا معنى له أبدًا بالنظر إلى معرفتك بي.”
“كهـ—!”
توقفت لحظة، ثم التفت نحو مين، ضيّقت عيني.
ارتجفت عيناها، وحين توقفت أمامها، انكمشت على نفسها كأنها مرعوبة أكثر من أن تجرؤ على النظر في عينيّ.
“وفوق ذلك…”
“مين.. ماذا نفعل الآن؟ لقد قبضنا على الروح. هل ينبغي أن نحذر—”
أشرت إلى حذائه.
“هياااك—!”
“تركت خطًا من الملح عند مدخل غرفتي. خدعة بسيطة لأرى إن كان أحد سيحاول الدخول.”
أصبح الهواء أبرد، أثقل. تراقصت الشمعة بعنف، ولهيبها يتلاشى كأنه يردّ على شيء خبيث.
أخفضت نظري نحو حذاء مين وآثار الملح الباهتة العالقة به.
تجاهلت احتراق رئتيّ وأجبرت نفسي على الركض أسرع. وفي الوقت نفسه، بدأت طبقة سوداء تنتشر من ساقي، تدعمها بينما ازدادت سرعتي تدريجيًا.
“انظري إلى حذائه. يحمل آثار الملح. وحجم حذائه أكد لي أنه من المستحيل أن تكوني أنتِ الشخص الذي كنت أطاردُه. عندها أدركت أن مين هو من كنت أطارد.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هوييييش!
لكن مع ذلك، رغم أنني كنت متأكدًا أنه مين، كنت أعلم أنه حتى لو عدت إلى اللوح وكتبت اسمه، فلن يجدي. القواعد كانت تنص على أن عليّ أن أكون متيقنًا حقًا.
اندفعت ميا نحوي بعد لحظة، لكنني تفاديت بسرعة إلى الجانب وتراجعت.
خفضت ميا رأسها، عيناها تستقران على حذاء مين. هناك فقط لاحظت هي أيضًا آثار الملح الباهتة العالقة بالنعل.
’الظل اختفى هنا بالضبط، وهي واحدة من الشخصين الذين شككت فيهم من قبل. هل هذه مجرد مصادفة؟’
“هـ-هذا…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكنني كنت منشغلًا بأمر آخر.
“لا تستمعي إليه. هذا الملح من غرفة أخرى.”
اندفعت ميا نحوي بعد لحظة، لكنني تفاديت بسرعة إلى الجانب وتراجعت.
ابتسمت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أوقفوها! يجب أن أوقفها! توقـفي…!”
“لو كان عليّ أن أخمّن ما حدث، فمين اقتحم الغرفة فجأة وأخبرك أنني أطاردُه بسكين وأنني الجاني. قصته كانت لتبدو منطقية لولا حقيقة أن الجاني لا يمكن أن يكون إلا أحدكما.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت واقفة متجمدة، وجهها شاحب كالأشباح، وعيناها متسعتان في ذعر. خصلات من شعرها البني التصقت بجبهتها المبتلة، وأنفاسها كانت متقطعة مرتعشة.
“…..!؟”
متمسكًا بالسكين في يدي، اندفعت بكل ما أملك من قوة نحو الظل. ويا لسوء الحظ أن المسافة بيننا لم تقصر رغم اندفاعي بأقصى سرعة.
تغير وجه ميا.
خفضت ميا رأسها، عيناها تستقران على حذاء مين. هناك فقط لاحظت هي أيضًا آثار الملح الباهتة العالقة بالنعل.
“مـ-ماذا…؟ كيف؟” لكنها توقفت وسقطت في لحظة قصيرة من التفكير. هناك بدا أنها أخيرًا ربطت الخيوط. تحوّل ارتباكها إلى فزع، وانقلب بصرها فجأة نحو مين.
حدقت بالمشهد، مذهولًا.
تغير الجو فورًا.
“كيف عرفت؟ لقد كنتِ واضحة أكثر مما ينبغي.”
أصبح الهواء أبرد، أثقل. تراقصت الشمعة بعنف، ولهيبها يتلاشى كأنه يردّ على شيء خبيث.
تجمد نفسي وأنا أحدق في الباب.
برد اجتاح الغرفة.
لم أجب مباشرة، بل أخفضت رأسي وحدّقت في حذاء مين.
بدأت ملامح مين بالالتواء… ببطء، بشكل غير طبيعي. تقوّست ملامحه إلى هيئة ليست تمامًا هيئته، فيما راحت عيناه تسودّان حتى صارتا حالكتين.
كان في صوتها دهشة وهي تنظر إليّ، عيناها واسعتان بين الحيرة وعدم التصديق.
وفي تلك اللحظة، زحف برد حاد، عميق العظم، أسفل عمودي الفقري.
برد اجتاح الغرفة.
“استخدمي اللوح بسرعة!”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “تركت خطًا من الملح عند مدخل غرفتي. خدعة بسيطة لأرى إن كان أحد سيحاول الدخول.”
“هاه؟ أنـا..؟”
لم أصدق نفسي حقًا.
بدت ميا مشوشة، لكنها ما إن رأت ملامحي حتى اندفعت على الفور نحو اللوح ومدّت يدها نحو المؤشّر. كانت الشمعة الآن قد ذابت تقريبًا، ولهيبها خافت للغاية.
لكن مع ذلك، رغم أنني كنت متأكدًا أنه مين، كنت أعلم أنه حتى لو عدت إلى اللوح وكتبت اسمه، فلن يجدي. القواعد كانت تنص على أن عليّ أن أكون متيقنًا حقًا.
حلّ الظلام، وجهاز الاتصال اللاسلكي لم يعد يصدر إلا أصوات تشويش ساكنة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مجرد ركض قصير كان كافيًا ليجعل رئتيّ تحترقان.
رجرجة! رجرجة!
’…المصباح يكاد ينطفئ. لم يتبق سوى بضع دقائق.’
اهتزت الأرجاء وأنا أحدّق في الجسد الضخم أمامي.
ارتجفت عيناها، وحين توقفت أمامها، انكمشت على نفسها كأنها مرعوبة أكثر من أن تجرؤ على النظر في عينيّ.
“هـ-هذا.. هذا…”
“استخدمي اللوح بسرعة!”
سمعت صوت ميا خلفي وهي تكافح لتحريك المؤشّر، لكن تركيزي كان قد تبدل. وجه مين كان قد التوى إلى هيئة شريرة، وبلا سابق إنذار، اندفع نحوها.
ابتسمت.
“أوقفوها! يجب أن أوقفها! توقـفي…!”
ها أنا ذا—
“أوقفوها! يجب أن أوقفها! توقـفي…!”
“لا تستمعي إليه. هذا الملح من غرفة أخرى.”
“أوقفوها! يجب أن أوقفها! توقـفي…!”
“انظري إلى حذائه. يحمل آثار الملح. وحجم حذائه أكد لي أنه من المستحيل أن تكوني أنتِ الشخص الذي كنت أطاردُه. عندها أدركت أن مين هو من كنت أطارد.”
اتخذ صوته نبرة غريبة، طبقات متراكبة وهو يتكلم، لكن قبل أن يتقدم، التفّ سائل أسود حول ساقيه. رفست بكل قوتي باتجاهه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نظرت إلى ميا.
بام!
“قـ-قائد الفرقة… مـ-ما الذي تفعله؟ لِـ-لماذا تقترب؟ ولماذا… لماذا تمسك سكينًا؟ لا… لا تقل لي…؟”
اصطدمت قدمي بجسده، فتراجع متزحلقًا.
“تـ… توقف!”
وبينما فعل، تحولت أنظاره نحوي، عيناه الحالكتان مثبتتان عليّ، وأحسست بكل شعرة في جسدي تنتصب.
كنت آخر شخص يمكن أن يفكر حتى بمطاردة شيء يحمل مجرد قدر ضئيل من الخطر.
حاولت أن أضحك، لكنني لم أستطع.
تجاهلت كلماتها ورفعت السكين.
’…فجأة، بدأت أفتقد شعور القيء حقًا.’
تقدمت خطوة إلى الأمام، فازداد وجه ميا شحوبًا وهي تتراجع خطوة إلى الوراء.
“أنتِ، من بين الجميع، يجب أن تعرفي… أنا مجرد إنسان عادي،” قلت، بصوت هادئ لكنه حازم. “لقد بدوتِ خائفة مني أكثر مما ينبغي، وهو أمر لا معنى له أبدًا بالنظر إلى معرفتك بي.”
“هيااااك! الآن!!!”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
