ليلة عادية
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
حصلنا على بطل مجنون وبارد على ما يبدو
اللَّهُم إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ
سقطت الأمُّ، التي كانت تنهض لغرفِ الحساء، على الأرض. راحت ذراعاها ترتجفان، وانغلقت جفونها ببطء. هرع الأبُ لمساعدتها، لكنّ جسدَه بدا وكأنه مليءٌ بالرصاص. لم يستطع التحرُّك.
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
“إنه يومُ ميلادك اليوم. لا يهمُّ كم نكونُ مشغولين، علينا أن نعودَ لنكونَ معك.”
Arisu-san
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
“عيدُ ميلادٍ سعيد!”
أضاء ضوء غرفة المعيشة مفرش الطاولة الأصفر الباهت. في هذا الجوِّ المليء بالسعادة، حمل الأبُ والأمُّ كعكةَ عيد الميلاد إلى الغرفة. لم يجلبا معهما مشاعرَ العمل إلى المنزل. فبالرغم من أنهما عمِلا طوال اليوم، كانَ وجهُ كلٍّ منهما مشرقًا بالابتسامة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
رفع غاو مينغ الستارةَ المؤدّية إلى المطبخ، وهو يحمل صواني الطعام المطبوخ. لم يتبادل الحديث مع والديه، بل جلس وحده على الجانب الآخر من الطاولة.
“هذا الولد…” هزَّ الأبُ رأسه بعجز. خلع معطف المطر وحذاءه المطاطي، ووضع خفَّيه بجانب قدمي الأم. بدا الأب، ببدلته الرسمية، طويلًا ووسيمًا. أما الأم، بقميصها الأبيض وبنطال الجينز، فبدت لطيفةً وحنونة. أثنت على مهارات غاو مينغ في الطبخ، ثم حملت الملابس المتّسخة إلى الحمّام. سُمِع صوت المياه الجارية. وبعد أن غسلت الأم يديها، ظهرت بقعٌ حمراء داكنة حول المغسلة.
“إنه يومُ ميلادك اليوم. لا يهمُّ كم نكونُ مشغولين، علينا أن نعودَ لنكونَ معك.”
لكن بدا أنّ غاو مينغ لم يسمع كلام والديه. كان مطأطئ الرأس، يُصغي إلى الأخبار على التلفاز.
“عودةُ قاتل ليلة المطر! الجريمةُ الثالثة في المدينة القديمة!”
“الشرطة حدَّدت هوية المشتبه به! نطلب من الجمهور عدمَ الذعر. أغلِقوا الأبوابَ والنوافذ. لا تخرجوا ليلًا!”
ضربت العاصفة زجاجَ النافذة بقوة. شكّلت العاصفة بالخارج وغرفةُ المعيشة الدافئة بالداخل تناقضًا صارخًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“لماذا تستمرُّ في متابعة هذه الأخبار؟” تناول الأبُ جهازَ التحكُّم عن بُعد بقلق. “الإعلام يركِّز على هذه الأمور المُقلقة والخطيرة كثيرًا.”
“إن قلتَ أمنيتَك، فلن تتحقّق.” قال الأب ذلك وهو يملأ فمَه بالطعام. نظرت الأمُّ إلى غاو مينغ بحبٍّ وهي تضع الطعامَ في طبقه. لم يلمس الطعامَ الذي طبخه. وضع شريحةً من الكعك أمامه، وبدأ يعدّ ضرباتِ قلبه. كان يدلك بعنايةٍ التكلّساتِ على أصابعِه.
لم يُجب غاو مينغ. بل نقل نظرَه بهدوء ليتفقَّد هذه الغرفةَ الدافئة. كانت جميعُ الجدران مغطّاةً بموادّ عازلةٍ للصوت. ما لم يحدُث شجارٌ صاخب، فلن يعرف الجيرانُ ما يدور داخل المنزل. في غرفة المعيشة، ثلّاجةٌ جديدة. تحتوي على مروحة تضخُّ الهواء المجمَّد إلى الداخل كي لا يفسد اللحم. في المطبخ، الكثير من ورق النايلون الشفاف. حاوياتٌ مثالية لحفظ قطع اللحم بحجم الكف. وتحت المنضدة، هناك مادةٌ تسخينية، يمكنها تسريعُ عملية تحلُّل اللحم عند خلطها بالماء. إذًا… بعضها يُخزَّن في الثلّاجة، والبعض الآخر يُعالَج؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان هناك مشمّعٌ بلاستيكيٌّ يغطي أرضية الحمّام. يبدو أنه المكان الذي تُحضَّر فيه اللحوم. لكن… ما نوعُ اللحوم التي تستدعي التحضير في الحمّام؟
وقبل أن يتفوَّه الرجلُ بكلمة، سبقه غاو مينغ، ثمّ عرَجَ نحو المائدة لتسخين الطعام. وعندما رأى الرجلُ كيف أنّ غاو مينغ يبدو عاجزًا، دخل المنزل. رأى ساقَه “المصابة”، والكعكة نصفَ المأكولة. أجواءُ السعادة أيقظت فيه رغبةَ القتل، فارتسمت على وجهه ابتسامةٌ شرّيرة.
بدتِ الغرفةُ نظيفةً وجميلة، لكنَّ غاو مينغ كان يرى مشاهدَ مرعبةً باستمرار. كانت الغرفةُ مريحة، لكنّ يدَيه ظلّتا ترتجفان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“هيا، كُلْ بعضًا من الكعكة. والدُك وأنا أحضرناها تحتَ المطر الغزير.” بعد أن غسلت الأمُّ يديها، فتحت صندوق الكعكة بعناية، وغرست فيه ثمانيةَ عشرَ شمعة.
لم يكن هناك الكثير من الركاب. قرابة الساعة 1 صباحًا، توقّفت الحافلةُ فجأةً داخل نفق. نزع غاو مينغ سمّاعاتِه، ونظر حوله. اكتشف أنه وحده. حتى السائق اختفى. ثمّ… فقد جزءًا كبيرًا من ذاكرته. لم يعرف كيف وصل إلى منزله. لكنه تذكّر مشاهد مخيفة.
“ثمانية عشر…” لكنّ غاو مينغ في الواقع يبلغ من العمر ستًّا وعشرين سنة.
“أشكركما على مرافقتي. لكن، إن كنتما فعلًا والديّ، فلن تُجبِراني على البقاء، بل سترغبان في أن أصحبكما معي للخروج من هنا.”
“لِمَ لا تتمنّى أمنيةً؟” أشعل الأبُ الشموع، وأطفأت الأمُّ الأنوار.
غطّى الظلامُ غرفةَ المعيشة. أضاء ضوءُ الشموع وجهَي الأبِ والأمّ. رمقاه بنظراتٍ تحمل الابتسامةَ ذاتها، حتى تقوُّسُ الشفاهِ كان متماثلًا. أحسّ غاو مينغ بأنّ والدَيه يقتربان. كانت أجسادُهما تتغيَّر في الظلام.
بعد لحظات، ظهر رجلٌ يرتدي معطفَ مطر، ويبدو في العشرينات من عمره. كان وجهُه شاحبًا وهو يُمعنُ النظر في المكان. ضيّق غاو مينغ عينيه. كان هذا الرجلُ يُشبه كثيرًا صورة القاتل التي نشرتها الشرطة.
“أتمنى أن يبقى أبي وأمي بجانبي إلى الأبد.” كانت هذه أولَ مرةٍ يتحدّث فيها غاو مينغ منذ عودة والديه. في الحقيقة، كان يحبُّ والدَيه، ووالداه يحبّانه. يعودان كلَّ ليلةٍ لرؤيته، مهما كانا متعبَين. عادت الأنوار، وظهر عرقٌ باردٌ على ظهره. أزال الشموع واحدةً تلو الأخرى، مسحها، ثم أعادها إلى الصندوق. كان الصندوق يحتوي على الكثير من الشموع.
أضاء ضوء غرفة المعيشة مفرش الطاولة الأصفر الباهت. في هذا الجوِّ المليء بالسعادة، حمل الأبُ والأمُّ كعكةَ عيد الميلاد إلى الغرفة. لم يجلبا معهما مشاعرَ العمل إلى المنزل. فبالرغم من أنهما عمِلا طوال اليوم، كانَ وجهُ كلٍّ منهما مشرقًا بالابتسامة.
“إن قلتَ أمنيتَك، فلن تتحقّق.” قال الأب ذلك وهو يملأ فمَه بالطعام. نظرت الأمُّ إلى غاو مينغ بحبٍّ وهي تضع الطعامَ في طبقه. لم يلمس الطعامَ الذي طبخه. وضع شريحةً من الكعك أمامه، وبدأ يعدّ ضرباتِ قلبه. كان يدلك بعنايةٍ التكلّساتِ على أصابعِه.
“إن قلتَ أمنيتَك، فلن تتحقّق.” قال الأب ذلك وهو يملأ فمَه بالطعام. نظرت الأمُّ إلى غاو مينغ بحبٍّ وهي تضع الطعامَ في طبقه. لم يلمس الطعامَ الذي طبخه. وضع شريحةً من الكعك أمامه، وبدأ يعدّ ضرباتِ قلبه. كان يدلك بعنايةٍ التكلّساتِ على أصابعِه.
“نعتذر عن المقاطعة، ولكن لدينا أخبارٌ عاجلة. قد يكون قاتلُ ليلة المطر قد تسلَّل إلى الأحياء السكنيّة! نذكّر المواطنين في المدينة القديمة بإغلاقِ الأبواب والنوافذ. لا تسمحوا للغرباء بالدخول!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اللعبة التي صمّمها تحوّلت إلى واقع، لكن مع بعض التعديلات. حاول الهرب، لكن خارج الباب المقاوم للسرقة لم يكن هناك سوى ظلام. بدا وكأنه متّصلٌ بعالمٍ مجهول. بلا خيارٍ آخر، كان عليه أن يُنهي لعبته بنفسه.
“بحسب الشرطة، المشتبه به في العشرينات إلى الثلاثينات، طوله يتراوح بين متر وخمسة وسبعين إلى متر وخمسة وثمانين…”
بعد نحو خمس عشرةَ دقيقة، وبعد مراقبته لحالة والديه، تناول غاو مينغ قضمةً صغيرةً من الكريما ووضعها في فمه. كان طعمُها حليبيًا وعطرًا، وذابَت في فمه.
رفع غاو مينغ الستارةَ المؤدّية إلى المطبخ، وهو يحمل صواني الطعام المطبوخ. لم يتبادل الحديث مع والديه، بل جلس وحده على الجانب الآخر من الطاولة.
بانغ!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اتكأ غاو مينغ على الباب، أشعل سيجارة، وحدّق في المشهد بصمت. كان هذا يومَه الثالث في هذا المكان.
سقطت الأمُّ، التي كانت تنهض لغرفِ الحساء، على الأرض. راحت ذراعاها ترتجفان، وانغلقت جفونها ببطء. هرع الأبُ لمساعدتها، لكنّ جسدَه بدا وكأنه مليءٌ بالرصاص. لم يستطع التحرُّك.
“الجرعةُ كانت قويةً جدًّا. بالرغم من أنّها ليست المرة الأولى، إلا أنّني لا أزال أشعرُ بالتوتر.” توقّف ارتجافُ يدي غاو مينغ. نظر إلى والديه على الأرض، وتغيَّرت تعابيرُ وجهه.
“ما زلتُ لا أفهم… هل أنا المجنون، أم أنّ هذا العالم هو المجنون؟” فتح غاو مينغ الخزانة وأخرج الحبال لربط والديه. استمرّ خبرُ القاتل في البثّ، وهطلت الأمطار بغزارة، لكن بدا أنّ لا شيء من ذلك يؤثّر في غاو مينغ. استخدم كلَّ قوتِه لسحب والديه إلى باب غرفة النوم. كان غاو مينغ يحبُّ والديه، ووالداه يحبّانه. يعودان كلَّ ليلة لرؤيته، ولكن…
فتح باب غرفة النوم، واهتزّ القفل. وجوهٌ تضحك بطريقةٍ غريبة كانت تحدّق فيه. كانت الغرفةُ مملوءةً بـ”آباء” و”أمهات”! أجسادُهم متشابكةٌ معًا! ملامحُهم لا تشبهُ البشر!
بعد نحو خمس عشرةَ دقيقة، وبعد مراقبته لحالة والديه، تناول غاو مينغ قضمةً صغيرةً من الكريما ووضعها في فمه. كان طعمُها حليبيًا وعطرًا، وذابَت في فمه.
يعود والداه كلَّ ليلة، لكنّهم لم يكونا والدَيه الحقيقيَّين. حتى لو قام بربطهم، سيعود “أبٌ وأمٌّ” جديدان في الليلة التالية!
“هل هم بشرٌ أم وحوش؟”
رفع غاو مينغ الستارةَ المؤدّية إلى المطبخ، وهو يحمل صواني الطعام المطبوخ. لم يتبادل الحديث مع والديه، بل جلس وحده على الجانب الآخر من الطاولة.
فتحت تلك الوجوه أفواهَها ببطء. عندما رأوا غاو مينغ، ظهرت الدماء في أعينهم. بدوا كأسماكٍ معلَّقةٍ بخطاف، تتلوّى بشدّة، وهم يغرغرون: ابقَ هنا! ابقَ هنا!
حين فكّر بما مرَّ به خلال الأيام الثلاثة الماضية، ارتجفت عيناه. على الأقل، لم يعُد يرغب في تناول كعكةٍ أخرى لآخر حياته. أطفأ غاو مينغ سيجارته، ودفع “والديه” الأخيرين إلى داخل غرفة النوم. لم يرغبا في مغادرته أيضًا.
اتكأ غاو مينغ على الباب، أشعل سيجارة، وحدّق في المشهد بصمت. كان هذا يومَه الثالث في هذا المكان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قبل ثلاثة أيّام، كان مهرجانُ الأشباح الجائعة. استقال من عمله كطبيبٍ نفسيٍّ في سجن “هين شان” للجرائمِ الخطيرة، وقرَّر أن يُكرِّس نفسه لتصميم الألعاب.
عند الساعة 23:00، استقلّ الحافلة الأخيرة من “هان جيانغ” عائدًا إلى “هان هاي”. كان حينها يصمِّم لعبةً لتحسين العلاقات الأسرية. ولجني بعض المال، أدرج إعلانًا لمخبز مالك منزله داخل اللعبة. كان جوهر اللعبة أن الآباء يجب أن يعودوا إلى منازلهم مهما كانوا مشغولين، ليكونوا مع أبنائهم.
لم يكن هناك الكثير من الركاب. قرابة الساعة 1 صباحًا، توقّفت الحافلةُ فجأةً داخل نفق. نزع غاو مينغ سمّاعاتِه، ونظر حوله. اكتشف أنه وحده. حتى السائق اختفى. ثمّ… فقد جزءًا كبيرًا من ذاكرته. لم يعرف كيف وصل إلى منزله. لكنه تذكّر مشاهد مخيفة.
ارتعب، وأغلق على نفسه في المنزل. لكن في الساعة 3 صباحًا، أيقظه صوتُ طرقٍ على الباب. وعندما فتحه، وجد والدَيه يقفان بالخارج ومعهما كعكةُ عيد ميلاد. دعا والدَيه للدخول، وذهب ليُحضِر الخفَّين، لكنّه تلقّى مكالمةً من والدته. قالت الأمّ إنّ المطر سيستمرُّ في “هان هاي”، وطلبت منه أن يعتني بنفسه. عندها صعد البردُ إلى ظهره. التفت فرأى والدَيه خلفه، ينظران إلى الهاتف. كعكة عيد الميلاد، والرفقة، ووالداه…
“أتمنى أن يبقى أبي وأمي بجانبي إلى الأبد.” كانت هذه أولَ مرةٍ يتحدّث فيها غاو مينغ منذ عودة والديه. في الحقيقة، كان يحبُّ والدَيه، ووالداه يحبّانه. يعودان كلَّ ليلةٍ لرؤيته، مهما كانا متعبَين. عادت الأنوار، وظهر عرقٌ باردٌ على ظهره. أزال الشموع واحدةً تلو الأخرى، مسحها، ثم أعادها إلى الصندوق. كان الصندوق يحتوي على الكثير من الشموع.
اللعبة التي صمّمها تحوّلت إلى واقع، لكن مع بعض التعديلات. حاول الهرب، لكن خارج الباب المقاوم للسرقة لم يكن هناك سوى ظلام. بدا وكأنه متّصلٌ بعالمٍ مجهول. بلا خيارٍ آخر، كان عليه أن يُنهي لعبته بنفسه.
كم يمكن أن تكون اللعبةُ صعبة؟ أن يعود والداه كلَّ يوم؟ أن يتحوَّلا إلى وحوش في الظلام؟ هل هدفُه هو النجاة حتى يبلغ الثامنةَ عشرة ويغادر المنزل؟
حين فكّر بما مرَّ به خلال الأيام الثلاثة الماضية، ارتجفت عيناه. على الأقل، لم يعُد يرغب في تناول كعكةٍ أخرى لآخر حياته. أطفأ غاو مينغ سيجارته، ودفع “والديه” الأخيرين إلى داخل غرفة النوم. لم يرغبا في مغادرته أيضًا.
“كلّما عادا، زاد عددُ الشموع على الكعكة. ثمانية عشر شمعةً تعني سنَّ الرشد. ربما عندها أنهي هذه اللعبة.”
“أشكركما على مرافقتي. لكن، إن كنتما فعلًا والديّ، فلن تُجبِراني على البقاء، بل سترغبان في أن أصحبكما معي للخروج من هنا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يُبدِ “والداه” مثل هذه المقاومة من قبل. وهذا دليلٌ على أنه اقترب من إنهاء لعبته. أغلق غاو مينغ بابَ غرفة النوم، وارتفعت حرارةُ الغرفة من جديد. صارَ صوتُ الأخبار أكثر وضوحًا، والعاصفة في الخارج باتت أكثر واقعية.
غطّى الظلامُ غرفةَ المعيشة. أضاء ضوءُ الشموع وجهَي الأبِ والأمّ. رمقاه بنظراتٍ تحمل الابتسامةَ ذاتها، حتى تقوُّسُ الشفاهِ كان متماثلًا. أحسّ غاو مينغ بأنّ والدَيه يقتربان. كانت أجسادُهما تتغيَّر في الظلام.
“بعد ثلاثة أيام، يمكنني أخيرًا مغادرة هذا المكان اللعين!”
أسرع إلى الباب الأمامي، ونظر من ثقب الباب. لم يعد الممرُّ مغطًّى بالظلام. الأضواءُ الخافتة بدت وكأنها ترشده إلى مكانٍ ما. “ذاكرتي بشأنِ النفق ضبابيّة. لا بدّ أن له علاقةً بتحوُّل لعبتي إلى واقع.”
كان غاو مينغ يعلم أنّ عليه الوصول إلى الحقيقة. فهو عاشقٌ لألعاب الرعب، ويعرف عن الموت أكثر ممّا ينبغي لشخصٍ عادي. وإن تحوَّل كلُّ ما يصمّمه إلى حقيقة، فكلُّ المدينة ستكون في خطر. طرد الضوءُ في الممرِّ الظلامَ، وحين همَّ بفتح الباب…
صدرت خطواتٌ سريعةٌ من الخارج. خفق قلبُه بشدّة، ونظر من ثقب الباب، فتورّمت عروقُ ذراعَيه.
“كان ينبغي أن أكون قد أنهيتُ هذه اللعبة!”
“لماذا تستمرُّ في متابعة هذه الأخبار؟” تناول الأبُ جهازَ التحكُّم عن بُعد بقلق. “الإعلام يركِّز على هذه الأمور المُقلقة والخطيرة كثيرًا.”
أخذ نفسًا عميقًا، ونظر عبر الممرِّ نزولًا نحو السلالم.
بعد لحظات، ظهر رجلٌ يرتدي معطفَ مطر، ويبدو في العشرينات من عمره. كان وجهُه شاحبًا وهو يُمعنُ النظر في المكان. ضيّق غاو مينغ عينيه. كان هذا الرجلُ يُشبه كثيرًا صورة القاتل التي نشرتها الشرطة.
“لقد أفزعتني… ظننتُه والدَيّ مجددًا، لكنّه فقط قاتلُ ليلةِ المطر.”
أخذ نفسًا عميقًا، ونظر عبر الممرِّ نزولًا نحو السلالم.
{فقط!!!! أحا يا عم}
نظر إلى غرفة النوم. كان من المفترض أن يحصل على مكافأةٍ لإتمام اللعبة، لكنه لم يجرؤ على أخذها. وجد ضمادةً ولفّها حول ساقه. تظاهر بأنّه مُصاب، ثمّ حمل كيسَ القمامة وفتح الباب الأمامي. تسلّل الهواءُ الرطبُ إلى الداخل. أخذ غاو مينغ نفسًا عميقًا.
كان هناك مشمّعٌ بلاستيكيٌّ يغطي أرضية الحمّام. يبدو أنه المكان الذي تُحضَّر فيه اللحوم. لكن… ما نوعُ اللحوم التي تستدعي التحضير في الحمّام؟
كان الرجلُ بمعطف المطر على وشك المغادرة حين سمع بابًا يُفتح. انزلقت قطراتُ المطر من حافة قبعته. حاول جاهدًا إخفاء الإثارة في عينيه. التفت ليمسك بمقبض الباب.
“تمطر بغزارة. ملابسُك مبلّلة. تفضّل بالدخول، لتُدفّئ نفسَك قليلًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “عيدُ ميلادٍ سعيد!”
وقبل أن يتفوَّه الرجلُ بكلمة، سبقه غاو مينغ، ثمّ عرَجَ نحو المائدة لتسخين الطعام. وعندما رأى الرجلُ كيف أنّ غاو مينغ يبدو عاجزًا، دخل المنزل. رأى ساقَه “المصابة”، والكعكة نصفَ المأكولة. أجواءُ السعادة أيقظت فيه رغبةَ القتل، فارتسمت على وجهه ابتسامةٌ شرّيرة.
“ربما ستكون هذه آخرَ ليلةٍ سعيدةٍ تمرُّ بها في حياتك.”
“هذا الولد…” هزَّ الأبُ رأسه بعجز. خلع معطف المطر وحذاءه المطاطي، ووضع خفَّيه بجانب قدمي الأم. بدا الأب، ببدلته الرسمية، طويلًا ووسيمًا. أما الأم، بقميصها الأبيض وبنطال الجينز، فبدت لطيفةً وحنونة. أثنت على مهارات غاو مينغ في الطبخ، ثم حملت الملابس المتّسخة إلى الحمّام. سُمِع صوت المياه الجارية. وبعد أن غسلت الأم يديها، ظهرت بقعٌ حمراء داكنة حول المغسلة.
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
كان الرجلُ بمعطف المطر على وشك المغادرة حين سمع بابًا يُفتح. انزلقت قطراتُ المطر من حافة قبعته. حاول جاهدًا إخفاء الإثارة في عينيه. التفت ليمسك بمقبض الباب.
حصلنا على بطل مجنون وبارد على ما يبدو
أضاء ضوء غرفة المعيشة مفرش الطاولة الأصفر الباهت. في هذا الجوِّ المليء بالسعادة، حمل الأبُ والأمُّ كعكةَ عيد الميلاد إلى الغرفة. لم يجلبا معهما مشاعرَ العمل إلى المنزل. فبالرغم من أنهما عمِلا طوال اليوم، كانَ وجهُ كلٍّ منهما مشرقًا بالابتسامة.
ارتعب، وأغلق على نفسه في المنزل. لكن في الساعة 3 صباحًا، أيقظه صوتُ طرقٍ على الباب. وعندما فتحه، وجد والدَيه يقفان بالخارج ومعهما كعكةُ عيد ميلاد. دعا والدَيه للدخول، وذهب ليُحضِر الخفَّين، لكنّه تلقّى مكالمةً من والدته. قالت الأمّ إنّ المطر سيستمرُّ في “هان هاي”، وطلبت منه أن يعتني بنفسه. عندها صعد البردُ إلى ظهره. التفت فرأى والدَيه خلفه، ينظران إلى الهاتف. كعكة عيد الميلاد، والرفقة، ووالداه…
Arisu-san
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تَـــٰــرْجَــٰــمَــٰــة:
كان الرجلُ بمعطف المطر على وشك المغادرة حين سمع بابًا يُفتح. انزلقت قطراتُ المطر من حافة قبعته. حاول جاهدًا إخفاء الإثارة في عينيه. التفت ليمسك بمقبض الباب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com اللعبة التي صمّمها تحوّلت إلى واقع، لكن مع بعض التعديلات. حاول الهرب، لكن خارج الباب المقاوم للسرقة لم يكن هناك سوى ظلام. بدا وكأنه متّصلٌ بعالمٍ مجهول. بلا خيارٍ آخر، كان عليه أن يُنهي لعبته بنفسه.
يعود والداه كلَّ ليلة، لكنّهم لم يكونا والدَيه الحقيقيَّين. حتى لو قام بربطهم، سيعود “أبٌ وأمٌّ” جديدان في الليلة التالية!
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بعد نحو خمس عشرةَ دقيقة، وبعد مراقبته لحالة والديه، تناول غاو مينغ قضمةً صغيرةً من الكريما ووضعها في فمه. كان طعمُها حليبيًا وعطرًا، وذابَت في فمه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “عيدُ ميلادٍ سعيد!”
“نعتذر عن المقاطعة، ولكن لدينا أخبارٌ عاجلة. قد يكون قاتلُ ليلة المطر قد تسلَّل إلى الأحياء السكنيّة! نذكّر المواطنين في المدينة القديمة بإغلاقِ الأبواب والنوافذ. لا تسمحوا للغرباء بالدخول!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نظر إلى غرفة النوم. كان من المفترض أن يحصل على مكافأةٍ لإتمام اللعبة، لكنه لم يجرؤ على أخذها. وجد ضمادةً ولفّها حول ساقه. تظاهر بأنّه مُصاب، ثمّ حمل كيسَ القمامة وفتح الباب الأمامي. تسلّل الهواءُ الرطبُ إلى الداخل. أخذ غاو مينغ نفسًا عميقًا.
وقبل أن يتفوَّه الرجلُ بكلمة، سبقه غاو مينغ، ثمّ عرَجَ نحو المائدة لتسخين الطعام. وعندما رأى الرجلُ كيف أنّ غاو مينغ يبدو عاجزًا، دخل المنزل. رأى ساقَه “المصابة”، والكعكة نصفَ المأكولة. أجواءُ السعادة أيقظت فيه رغبةَ القتل، فارتسمت على وجهه ابتسامةٌ شرّيرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لِمَ لا تتمنّى أمنيةً؟” أشعل الأبُ الشموع، وأطفأت الأمُّ الأنوار.
أخذ نفسًا عميقًا، ونظر عبر الممرِّ نزولًا نحو السلالم.
“هيا، كُلْ بعضًا من الكعكة. والدُك وأنا أحضرناها تحتَ المطر الغزير.” بعد أن غسلت الأمُّ يديها، فتحت صندوق الكعكة بعناية، وغرست فيه ثمانيةَ عشرَ شمعة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حين فكّر بما مرَّ به خلال الأيام الثلاثة الماضية، ارتجفت عيناه. على الأقل، لم يعُد يرغب في تناول كعكةٍ أخرى لآخر حياته. أطفأ غاو مينغ سيجارته، ودفع “والديه” الأخيرين إلى داخل غرفة النوم. لم يرغبا في مغادرته أيضًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن بدا أنّ غاو مينغ لم يسمع كلام والديه. كان مطأطئ الرأس، يُصغي إلى الأخبار على التلفاز.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
“هيا، كُلْ بعضًا من الكعكة. والدُك وأنا أحضرناها تحتَ المطر الغزير.” بعد أن غسلت الأمُّ يديها، فتحت صندوق الكعكة بعناية، وغرست فيه ثمانيةَ عشرَ شمعة.
كم يمكن أن تكون اللعبةُ صعبة؟ أن يعود والداه كلَّ يوم؟ أن يتحوَّلا إلى وحوش في الظلام؟ هل هدفُه هو النجاة حتى يبلغ الثامنةَ عشرة ويغادر المنزل؟
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
ارتعب، وأغلق على نفسه في المنزل. لكن في الساعة 3 صباحًا، أيقظه صوتُ طرقٍ على الباب. وعندما فتحه، وجد والدَيه يقفان بالخارج ومعهما كعكةُ عيد ميلاد. دعا والدَيه للدخول، وذهب ليُحضِر الخفَّين، لكنّه تلقّى مكالمةً من والدته. قالت الأمّ إنّ المطر سيستمرُّ في “هان هاي”، وطلبت منه أن يعتني بنفسه. عندها صعد البردُ إلى ظهره. التفت فرأى والدَيه خلفه، ينظران إلى الهاتف. كعكة عيد الميلاد، والرفقة، ووالداه…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نظر إلى غرفة النوم. كان من المفترض أن يحصل على مكافأةٍ لإتمام اللعبة، لكنه لم يجرؤ على أخذها. وجد ضمادةً ولفّها حول ساقه. تظاهر بأنّه مُصاب، ثمّ حمل كيسَ القمامة وفتح الباب الأمامي. تسلّل الهواءُ الرطبُ إلى الداخل. أخذ غاو مينغ نفسًا عميقًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “بحسب الشرطة، المشتبه به في العشرينات إلى الثلاثينات، طوله يتراوح بين متر وخمسة وسبعين إلى متر وخمسة وثمانين…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
يعود والداه كلَّ ليلة، لكنّهم لم يكونا والدَيه الحقيقيَّين. حتى لو قام بربطهم، سيعود “أبٌ وأمٌّ” جديدان في الليلة التالية!
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات